فتاوى عجيبة غريبة
22-12-2012, 03:51 PM
سئل الشيخ ما حكم لبس القبعة؟
فأفتى قائلا إن القبعة التي تحمل لها مظلة لا تجوز لأنها تشبه بالكفار.
صدرت فتوى مؤخرا تحرم الأنترنت على المرأة
وعللت سبب ذلك التحريم بسبب "خبث طوية المرأة" وأضافت الفتوى أنه لا يجوز للمرأة فتح الأنترنت إلا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها.
صدرت فتوى بتحريم شراء الزهور للمريض في المستشفيات بحجة تقليد الغرب والتشبه بالكفار.
أحب أن أوضح أمرا قبل أن أعلق على هذه الفتاوى..أنا لست عالما (يقول الأستاذ أحمد الشقيري) ولست مفتيا ولست أصلا مؤهلا للفتوى.. أنا مجرد إنسان عادي ولكنه يريد أن يقتدي بتلاميذ أبو حنيفة النعمان، فمجلس الإمام أبو حنيفة كان عبارة عن حوار ونقاش بينه وبين تلاميذه، فإذا كان هناك قضية للنقاش كان يطرحها للتلاميذ ويقولوا رأيهم.. فأحيانا هو يقتنع برأيهم وأحيانا هم يقتنعوا برأيه فكان عبارة عن حوار بين الأستاذ وتلميذه.
لذلك أرجو أن تسمحوا لي بأن أعلق على هذه الفتاوى...
فمن وجهة نظر الكثير من الشباب هذه الفتاوى التي فيها توسيع الحرام وتضييق الحلال على الناس لها واحد من أثرين:
الأثر الأول: إما أن الشباب سيقتنع بهذه الفتوى فينغلق عن المجتمع لأنه بالنسبة له أصبح كل شيء حرام فيبتعد عن المجتمع وهذه تكون بذرة من بذور الإرهاب الذي نراه، لأنه عندما يُكفر كل الناس ويعتقد أن كل شيء حرام سيذهب فيقتل المسلمين بحجة الجهاد.
الأثر الثاني: وهو عكسي حيث قد تؤدي بعض هذه الفتاوى إلى تنفير الناس من الدين لأنهم سيجدوا هذه الفتاوى غير عملية وغير منطقية وبعيدة كل البعد عن الواقع... وهذا سيؤدي إلى حدوث فجوة كبيرة جدا بين بعض العلماء وبين الشباب.
هنا أحب ان أستشهد بكلام رائع جدا لشيخي وشيخ الأمة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حيث يقول في هذا الموضوع: (إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره) يعني أن انتشار الكفر والمعاصي والفسق الذي نراه في العالم يتحمل نصف مسؤوليته (يحمل نصف أوزاره متدينون بَغضُوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم)
الغزالي يقول إن هناك ناس متدينين ولكن قد يُكرهون الناس في الدين بسبب أفعالهم وكلامهم وقد يكره الشباب الاستماع إليهم أصلا.
الدكتور يوسف القرضاوي له كلام جميل جدا في الأمور التي ينبغي أن يراعيها المفتي قبل أن يصدر فتواه، وذكر عدة نقاط أذكر لكم منها ثلاث نقاط:
النقطة الأولى: يجب على المفتي أن يختار الأيسر وليس الأحوط، يعني إذا المفتي أمامه أمرين يجب أن يختار للناس الأيسر لهم... وإذا أراد أن يتبع هو الأحوط فهذا أمر يعود له لكن عندما يفتي ينبغي أن يفتي بالأيسر.
هناك قصة لأحد الصحابة كان عنده جرح فنام واستيقظ للفجر فأراد أن يتيمم خوفا على نفسه من تفاقم الجرح فبعض الناس أفتوه وقالوا له لا يجوز لك أن تتيمم ويجب أن تغتسل فاغتسل ومات رضي الله عنه، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحادثة قال: (قتلوه قتلهم الله ألا سألوا؟؟ ألا يمموه؟؟ ألا إن شفاء العي السؤال) يعني لماذا لم يسالوا بدل أن يفتوه فتوى تؤدي إلى هلاكه، وهناك الكثير من الفتوى اليوم تؤدي إلى هلاك الشباب مع الأسف.
النقطة الثانية: وجوب مراعاة الزمان والمكان
الإمام الشافعي رحمه الله كانت له فتاوى في العراق فعندما ذهب إلى مصر غير فتواه في نفس المسائل، وقال العلماء إن تغيير الشافعي للفتوى لم يكن تغير دليل وبرهان وإنما كانت تغير في الزمان والمكان.
الأمر الثالث: الحذر من كلمة الإجماع
بعض الناس يتوسعون في كلمة الإجماع وأنا سمعت كثير من المفتين يقولون (أجمعت الأمة على شيء معين) وعندما أراجع في الكتب أجد أن هذه المسألة التي قال فيها إجماع الأمة، فيها اختلافات بين الصحابة وبين المذاهب الأربعة... فالدكتور يوسف القرضاوي يحذر من استخدام كلمة إجماع بإفراط، ويقول بأن الأمور التي فيها إجماع والتي أجمعت عليها الأمة من أولها لآخرها هي أمور قليلة جدا.
أطلب من كل أساتذتي ومن كل مشايخي وكل مفتين الأمة أن يفكروا قبل أن يفتوا لأن في فتواهم تأثير على الناس خاصة فئة الشباب، وأتمنى أن يراعوا الظروف الاجتماعية والظروف الاقتصادية والظروف السياسية التي نحن فيها قبل أن يصدروا فتاواهم، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينهم على ما هم فيه، وأن يكونوا ذخرا للإسلام والمسلمين.
ملاحظة:
هذا الجزء منقول من كتاب رسائل من نور الصادر عن مؤسسة الفرسان للنشر والتوزيع بالأردن في طبعته الأولى لسنة 2011، الكتاب يضم مجموعة من المقالات والمواضيع لعدد من كبار العلماء والدعاة المعاصرين، وهذا المقال طبعا لصاحبه –كما سبق وأن أشرت- الأستاذ أحمد الشقيري الذي أسال الله أن يجعله في ميزان حسناته.











