اشكالية اختلاف الفهم....في ادراك ، فهم السلف؟؟
09-04-2008, 05:04 PM
- يقدم اتباع ودعاة ورواد "السلفية" المعاصرة ، انفسهم على انهم، اهل السنة والجماعة، او الطائفة الحقة، المنصورة-الناجية، ويشرحون ذلك بأن منهجهم هو كتاب الله وسنة رسول الله بفهم السلف الصالح، ..... لكن من الأمور المثيرة هي اصرارهم على انهم الطائفة الحقة، الحق دائما في صفهم وهم في منهجهم دائما مع الحق،....وبالتالي فان كل من خالفهم فلابد وان يكون على باطل؟؟
- نحن لا نشكك في صحة ايمانهم ولا في صدق مسعاهم وارادتهم واخلاصهم في ادراك السبيل "الحق" بالتزام اوامر الله ورسوله ونواهيه، وفق كتاب الله وما روي عن رسول الله قولا او فعلا او سيرة او اقرارا....
-لكن السؤال المطروح هو هل باقي المذاهب والفرق والمدارس الفقية الاسلامية الأخرى من دون المدرسة السلفية المعاصرة،(الوهابية)، ليست بسلفية ؟هل هذه المدارس : تتبنى كتاب آخر، غير "القران الكريم" رسالتها الالاهية"، وهل "ترغب" هذه المدارس والمذاهب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان "توفرت وصحت وتيسرت"بسنة غيره. وهل تنكر اي من الاثنين الكتاب والسنة. وهل تأخذ باي عبادة او سلوك في دينها ودنياها يناقض كتاب الله وسنة رسول الله؟ وان اشتبه في وجود شئ من هذا ، فهل يكون ذلك ب "رغبة" منهم عن سنة رسول الله ، او رخصة ويسر مشروع....الحقيقة ان اغلب المدارس وخاصة المذاهب الأربعة تتفق على نفس المبدأ "السلفي" وان لم يتسموا به: كتاب الله وسنة رسول الله( وللحقيقة فان المرء ، تكفيه سنة رسول الله "سنة" واسوة حسنة ان ادركت صحتها عنه ، ورسول الله افضل "السلف"،)، وعلى هذا ، فان اغلب المدارس الفقهية التي تدور في فلك المذاهب الأربعة، هي في حقيقتها "سلفيات"،وان فضل اصحابها على عدم تسميتها بذلك ربما تقديرا، لأنهم يدركون ان الاجتهاد اجتهادهم،وان تأسس على "النصوص"، فسموا مناهجهم ومذاهبهم بأسماء اصحابها، احقاقا لأحقية وامانة النسبة،...لكن فيما تختلف "السلفية"، عن باقي السلفيات السالفة؟،ولماذا تصر "الوهابية"، على انها هي السلفية،وليس غيرها؟وان هي الطريق المستقيم،وهي العروة الوثقى وهي حبل الله التي يجب على كل مسلم ان يعتصم به ان ابتغى النجاة والفوز والنصر...في الحياة الدنيا والآخرة؟؟ ولماذا تهاجم وترمي بالضلال السلفيات والمذاهب الأخرى ؟؟ولماذا انفردت السلفية الوهابية المعاصرة بهذه النزعة الاقصائية اللاتسامحية اتجاه السلفيات الأخرى التي تصل احيانا الى حد العنف والقتال؟؟
- لكن قبل ذلك لنفحص ادعاءها؟؟بتمكنها دون سواها من اصابة " عين الصواب"، و"كبد الحق والحقيقة" في منهجها التعبدي ومذهبها الفقهي؟
- اولا يتبنى السلفيون نظرية وان كانت رجعية الى انها تبقى سليمة من الناحية المنطقية، وهي "لا يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به اولها..."، بمعنى ان المنهج الذي كان اساسا ل"صلاح وفلاح"، الأمة الاسلامية في العصور السابقة لابد وان يكون هو الأحق بأن يتبع في ابتغاء الصلاح والفلاح للأمة في الوقت الراهن؟ ولتحقيق نظريتهم ، ينزعون الى منهج فقهي برغماتي ، وعملي ينأى عن التراث والتاريخ الفقهي الاسلامي "جملة"ن ويأخذ منه بالتفصيل كل ما اقتضت الحاجة الى ذلك؟ فيختارون من التاريخ الاسلامي ، عصور وفترات تاريخية بعينها ويبترونها ، لتكون نماذج للمحاكاة، فاختيارهم وقع على: 1-فترة البعثة النبوية الشريفة.
2-فترة الخلفاء الراشدين التي تلتها: ابوبكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عيهم
3-الفترات الذهبية ، لكل من الخلافة الأموية والعباسية، ...وليس العثمانية؟
4- الفترة الحالية للسلفية المعاصرةن منذ انطلاقها كحركة تصحيحية اصلاحية ايدي الامام محمد بن عبد الوهاب ولهذا نسبت اليه فسميت ب"الوهابية"، رغم انهم ينكرون هذا بشدة.
-اما رصيدهم الفقهي، فتختصره المقولة:"...الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح...": لنشرح هذه المقولة بالتفصيل:
01- الكتاب: هو كتاب الله المحفوظ، القرءان الكريم وهو ثابت ومحفوظ، ويتفق جميع المسلمين على الايمان به، والأخذ به، لكن يختلف المسلمين اليوم كما اختلف السلف في فهم الكتاب ونصوص القرءان،و اختلاف التفاسير وتعددها، ووجود اكثر من تفسير لاية معينة من القرءان الكريم ن فقراءة وتفسير ابن مسعود قد لا يتطابق مع ما يورده ابن عباس أو ابن عمر رضي الله عنهم جميعا ، وهذا دليل على اختلافهم في "الفهم"، وتفاوت تفقههم في آيات القرءان الكريم، ....بل ونجد اليوم ترجمات وتفاسير تسمى بالمعاصرة ، والمتجددة للقراءان الكريم، بل ولكل عصر ، مفسرون وتفاسيبر خاصة به.....ولهذا فان كتاب الله بفهم السلف الصالح، ليس "منتوج جاهز" للاستعمال ونموذج ثابت لا يتغير ، لأن حتى عصر السلف الصالح، عرف اختلافات وتباينات في التفسير والشرح فكانت هناك مدارس تفسيرية متعددة، وذلك راجع ،لكون كل مدرسة لها فهمها الخاص للنص القرءاني، وبالتالي ليس هناك اتفاق وتطابق في الفهم لدى السلف، في سعيهم لتفقه آيات القرءان الكريم...وليكن ، فقد يرد احدهم ان المقصود هو فهم السلف الصالح، والسؤال المطروح هو هل هناك "سلف" غير صالح؟ ربما ؟ شئ وارد، ولكن كيف يتم التمييز ، بين مدارس السلف وفق "ميزة" ، الصلاح؟ ويترتب على هذا ان تنشأ مدارس سلفية ولكل منها سلفها الصالح تأخذ بفهمه.
- ثانيا حتى وان اتفق على تبني أجندة نصوص فقهية مؤسسة على "...فهم سلف صالح معين..."، لتطبيقها وتجسيدها على ارض الواقع ،فانها تحتاج أو لا الى ان تستوعب وتفهم حتى يتم تنزيلها على الواقع بظروفه الخاصة زمانا ومكانا وحالة بحالة، ولا شك انه سيكون هناك اكثر من فهم ووجهة نظر، في كل حالة وكل ظرف وكل زمان وربما كل قضية بعينها....وتصبح المشكلة قائمة، حتى وان كان هناك اتفاق على مرجعية "...فهم السلف الصالح..."، فانه سيكون هناك دائما اختلاف في فهم"...فهم السلف الصالح ...."نفسه، وهذا ما يفسر وجود مدارس مختلفة نحو نفس القضية ، لدى نفس اعضاء المدرسة السلفية الوهابية،...كقضية الجهاد ..والموالاة ،...ومجمل القضايا المعاصرة المستجدة....بل يعود الخلاف بين السلفيين اليوم الذي وصل الى حد التكفير والتبديع ،والاتهام المتبادل.بل والقتال..أساسا الى اختلاف المعاصرين في فهم وتفقه ...فهم السلف الصالح...".وبالتالي لا يمكن "للفهم"، كعملية عقلية انسانية محتملة الخطأ والصواب، ان تدعي جامعة مانعة بالقطع اصابة "كبد الحقيقة المطلقة وعين الصواب"،
2-السنة النبوية الشريفة: يعود مسمى اهل السنة والجماعة، الى ما اجمعت جماعة العلماء على صحته من ارث السنة النبوية الشريفة، وعلينا ان نعلم ان كتابة السنة، اساسا لم يتم بمنهجية علمية ميثولوجية، بهدف التأسيس الشرعي الا بعد حوالي 200سنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعود ذلك الى مبادرة الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، لما استشرى الوضع والدس، والتقول على الرسول صلى الله عليه وسلم فرأى ان تجمع السنة وتحقق ويتم الاجتهاد في تطهيرها وتنقيتها من الشوائب وما ادخل عليها ووضع فيها كذبا وزورا من المغرضين....وتأخر كتابة السنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أمر ان لا يكتب ويقيد الا القرءان الكريم"...ما كتبوه ، فليمحوه..." ، في حين انه نهى عن ان يكتب عنه من قوله ، وأمر بان يحدث عنه.."فحدثوا عني.."، ولهذا فلا يصح اطلاقا ان يقال ابتداءا مثلا، (قال رسول الله....)، هكذا، لأن ذلك خطير جدا ويتجنبه كل فقيه و عارف بدينه ....فقد يكون المقال موضوع، وبالتالي يصبح من يبادر ب قال رسول الله، في حكم المتقول على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا فان الصحيح ان يحدث ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم ....ولهذا فانك تجد في كتب الحديث دائما العبارة:.. عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو.يروى او يحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يلي العبارة سلسلة العنعنة التي تقيد للأشخاص الذين اخذ وروي عنهم الحديث، راوي عن راوي عن محدث وصولا الى الصحابي رضي الله عنه الذي حدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ....بل يجب ان يكون الحديث مقرون أولا بمن جمعه ، وصححه كمسلم -البخاري- ابن ماجة -سنن البيهقي - موطأ الامام احمد...الخ ،...وثانيا بعبارة توضح قيمته ودرجة صحته، فيكون الحديث اما: صحيح -حسن-غريب -ضعيف- اوحتى موضوع لا أصل له...
- ونظرا لرغبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، في التمييز بين النص القرءاني، ونص المقال النبوي،...وتبعا للظروف التي جمعت فيها السنة وصنفت ونقحت فانها ...تعتبر في حكم "التراث المروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم"، ولهذا فتجد فيه ، ما اتفق عليه علماء السلف من الأحاديث،وتجد فيه ايضا ما اختلف حوله ايضا علماء السلف، ولهذا فتجد "قرءانا "، متداولا واحدا لا خلاف عليه...وتجد الى جانبه العديد من كتب السنة النبوية الشريفة: صحيح مسلم- "صحيح البخاري"- الموطأ....الخ ،....وبالتأكيد فان كتاب القرءان لا يمكن ان يقارن في قدسيته ويقينية نسبته لله سبحانه وتعالى ، بأي كتاب آخر...ولوكان صحيح مسلم او صحيح البخاري في درجة صحة ويقينية نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم،...وهذا ما يوضح فساد ادعاء السلفية في اعطاء الأحاديث المروية ،....مقام الأيات القرءانية في.درجة الصدقية والقدسية ويقينية النسبة ، للرسول صلى الله عليه وسلم الذي "...يوحى اليه ولا ينطق عن الهوى ..." فهل من حدث أو روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم "يوحى اليه ولا ينطق عن الهوى" هو ايضا؟؟،.هذا عن الحديث .اما فهم السلف الصالح للنصوص المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فينطبق عليه ، ما قلناه في النصوص القرءانية...ونفس الشئ في اختلاف المعاصرين في تفقه وفهم ..."فهم السلف الصالح ..." للنصوص المحدث بها عن الرسول صلى الله عليه وسلم...
03-الاقتصار على فهم السلف الصالح للكتاب والسنة ، كمرجعية شرعية ، لابداع المنهج الصحيح للتعبد ، والسراج المبين للمسلم دينا ودنيا....وينكرون ، ما اتى بعد ذلك من اجتهاد ، وابداع فقهي وحتى الاجماع والقياس..الخ، متمسكين ومحتجين بحديث للسيدة عائشة رضي الله عنها مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ما معناه "...ما لم يكن عليه امرنا فهو رد..."، رغم ان هناك حديث آخر مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم اثناء ابتعاثه الى اليمن أتي فيه ما معناه.." وهويرد على سؤال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "فان لم تجد فاستفتي عقلك" وكان سؤال معاذ ، ان لم اجد في الكتاب والسنة ؟؟...ويمكن ببساطة ان نلاحظ امكانية ان نختلف في فهم تفسير الحديثين....فان أخذ السلفية بالحديث ،الأول لماذا ينكرون على غيرهم اخذهم بالحديث الثاني؟ ويردون الاختلاف لله سبحانه وتعالى للفصل فيما هم يختلفون ؟؟
................................................يت بع................................................ ....
- نحن لا نشكك في صحة ايمانهم ولا في صدق مسعاهم وارادتهم واخلاصهم في ادراك السبيل "الحق" بالتزام اوامر الله ورسوله ونواهيه، وفق كتاب الله وما روي عن رسول الله قولا او فعلا او سيرة او اقرارا....
-لكن السؤال المطروح هو هل باقي المذاهب والفرق والمدارس الفقية الاسلامية الأخرى من دون المدرسة السلفية المعاصرة،(الوهابية)، ليست بسلفية ؟هل هذه المدارس : تتبنى كتاب آخر، غير "القران الكريم" رسالتها الالاهية"، وهل "ترغب" هذه المدارس والمذاهب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان "توفرت وصحت وتيسرت"بسنة غيره. وهل تنكر اي من الاثنين الكتاب والسنة. وهل تأخذ باي عبادة او سلوك في دينها ودنياها يناقض كتاب الله وسنة رسول الله؟ وان اشتبه في وجود شئ من هذا ، فهل يكون ذلك ب "رغبة" منهم عن سنة رسول الله ، او رخصة ويسر مشروع....الحقيقة ان اغلب المدارس وخاصة المذاهب الأربعة تتفق على نفس المبدأ "السلفي" وان لم يتسموا به: كتاب الله وسنة رسول الله( وللحقيقة فان المرء ، تكفيه سنة رسول الله "سنة" واسوة حسنة ان ادركت صحتها عنه ، ورسول الله افضل "السلف"،)، وعلى هذا ، فان اغلب المدارس الفقهية التي تدور في فلك المذاهب الأربعة، هي في حقيقتها "سلفيات"،وان فضل اصحابها على عدم تسميتها بذلك ربما تقديرا، لأنهم يدركون ان الاجتهاد اجتهادهم،وان تأسس على "النصوص"، فسموا مناهجهم ومذاهبهم بأسماء اصحابها، احقاقا لأحقية وامانة النسبة،...لكن فيما تختلف "السلفية"، عن باقي السلفيات السالفة؟،ولماذا تصر "الوهابية"، على انها هي السلفية،وليس غيرها؟وان هي الطريق المستقيم،وهي العروة الوثقى وهي حبل الله التي يجب على كل مسلم ان يعتصم به ان ابتغى النجاة والفوز والنصر...في الحياة الدنيا والآخرة؟؟ ولماذا تهاجم وترمي بالضلال السلفيات والمذاهب الأخرى ؟؟ولماذا انفردت السلفية الوهابية المعاصرة بهذه النزعة الاقصائية اللاتسامحية اتجاه السلفيات الأخرى التي تصل احيانا الى حد العنف والقتال؟؟
- لكن قبل ذلك لنفحص ادعاءها؟؟بتمكنها دون سواها من اصابة " عين الصواب"، و"كبد الحق والحقيقة" في منهجها التعبدي ومذهبها الفقهي؟
- اولا يتبنى السلفيون نظرية وان كانت رجعية الى انها تبقى سليمة من الناحية المنطقية، وهي "لا يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به اولها..."، بمعنى ان المنهج الذي كان اساسا ل"صلاح وفلاح"، الأمة الاسلامية في العصور السابقة لابد وان يكون هو الأحق بأن يتبع في ابتغاء الصلاح والفلاح للأمة في الوقت الراهن؟ ولتحقيق نظريتهم ، ينزعون الى منهج فقهي برغماتي ، وعملي ينأى عن التراث والتاريخ الفقهي الاسلامي "جملة"ن ويأخذ منه بالتفصيل كل ما اقتضت الحاجة الى ذلك؟ فيختارون من التاريخ الاسلامي ، عصور وفترات تاريخية بعينها ويبترونها ، لتكون نماذج للمحاكاة، فاختيارهم وقع على: 1-فترة البعثة النبوية الشريفة.
2-فترة الخلفاء الراشدين التي تلتها: ابوبكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عيهم
3-الفترات الذهبية ، لكل من الخلافة الأموية والعباسية، ...وليس العثمانية؟
4- الفترة الحالية للسلفية المعاصرةن منذ انطلاقها كحركة تصحيحية اصلاحية ايدي الامام محمد بن عبد الوهاب ولهذا نسبت اليه فسميت ب"الوهابية"، رغم انهم ينكرون هذا بشدة.
-اما رصيدهم الفقهي، فتختصره المقولة:"...الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح...": لنشرح هذه المقولة بالتفصيل:
01- الكتاب: هو كتاب الله المحفوظ، القرءان الكريم وهو ثابت ومحفوظ، ويتفق جميع المسلمين على الايمان به، والأخذ به، لكن يختلف المسلمين اليوم كما اختلف السلف في فهم الكتاب ونصوص القرءان،و اختلاف التفاسير وتعددها، ووجود اكثر من تفسير لاية معينة من القرءان الكريم ن فقراءة وتفسير ابن مسعود قد لا يتطابق مع ما يورده ابن عباس أو ابن عمر رضي الله عنهم جميعا ، وهذا دليل على اختلافهم في "الفهم"، وتفاوت تفقههم في آيات القرءان الكريم، ....بل ونجد اليوم ترجمات وتفاسير تسمى بالمعاصرة ، والمتجددة للقراءان الكريم، بل ولكل عصر ، مفسرون وتفاسيبر خاصة به.....ولهذا فان كتاب الله بفهم السلف الصالح، ليس "منتوج جاهز" للاستعمال ونموذج ثابت لا يتغير ، لأن حتى عصر السلف الصالح، عرف اختلافات وتباينات في التفسير والشرح فكانت هناك مدارس تفسيرية متعددة، وذلك راجع ،لكون كل مدرسة لها فهمها الخاص للنص القرءاني، وبالتالي ليس هناك اتفاق وتطابق في الفهم لدى السلف، في سعيهم لتفقه آيات القرءان الكريم...وليكن ، فقد يرد احدهم ان المقصود هو فهم السلف الصالح، والسؤال المطروح هو هل هناك "سلف" غير صالح؟ ربما ؟ شئ وارد، ولكن كيف يتم التمييز ، بين مدارس السلف وفق "ميزة" ، الصلاح؟ ويترتب على هذا ان تنشأ مدارس سلفية ولكل منها سلفها الصالح تأخذ بفهمه.
- ثانيا حتى وان اتفق على تبني أجندة نصوص فقهية مؤسسة على "...فهم سلف صالح معين..."، لتطبيقها وتجسيدها على ارض الواقع ،فانها تحتاج أو لا الى ان تستوعب وتفهم حتى يتم تنزيلها على الواقع بظروفه الخاصة زمانا ومكانا وحالة بحالة، ولا شك انه سيكون هناك اكثر من فهم ووجهة نظر، في كل حالة وكل ظرف وكل زمان وربما كل قضية بعينها....وتصبح المشكلة قائمة، حتى وان كان هناك اتفاق على مرجعية "...فهم السلف الصالح..."، فانه سيكون هناك دائما اختلاف في فهم"...فهم السلف الصالح ...."نفسه، وهذا ما يفسر وجود مدارس مختلفة نحو نفس القضية ، لدى نفس اعضاء المدرسة السلفية الوهابية،...كقضية الجهاد ..والموالاة ،...ومجمل القضايا المعاصرة المستجدة....بل يعود الخلاف بين السلفيين اليوم الذي وصل الى حد التكفير والتبديع ،والاتهام المتبادل.بل والقتال..أساسا الى اختلاف المعاصرين في فهم وتفقه ...فهم السلف الصالح...".وبالتالي لا يمكن "للفهم"، كعملية عقلية انسانية محتملة الخطأ والصواب، ان تدعي جامعة مانعة بالقطع اصابة "كبد الحقيقة المطلقة وعين الصواب"،
2-السنة النبوية الشريفة: يعود مسمى اهل السنة والجماعة، الى ما اجمعت جماعة العلماء على صحته من ارث السنة النبوية الشريفة، وعلينا ان نعلم ان كتابة السنة، اساسا لم يتم بمنهجية علمية ميثولوجية، بهدف التأسيس الشرعي الا بعد حوالي 200سنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعود ذلك الى مبادرة الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، لما استشرى الوضع والدس، والتقول على الرسول صلى الله عليه وسلم فرأى ان تجمع السنة وتحقق ويتم الاجتهاد في تطهيرها وتنقيتها من الشوائب وما ادخل عليها ووضع فيها كذبا وزورا من المغرضين....وتأخر كتابة السنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أمر ان لا يكتب ويقيد الا القرءان الكريم"...ما كتبوه ، فليمحوه..." ، في حين انه نهى عن ان يكتب عنه من قوله ، وأمر بان يحدث عنه.."فحدثوا عني.."، ولهذا فلا يصح اطلاقا ان يقال ابتداءا مثلا، (قال رسول الله....)، هكذا، لأن ذلك خطير جدا ويتجنبه كل فقيه و عارف بدينه ....فقد يكون المقال موضوع، وبالتالي يصبح من يبادر ب قال رسول الله، في حكم المتقول على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا فان الصحيح ان يحدث ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم ....ولهذا فانك تجد في كتب الحديث دائما العبارة:.. عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو.يروى او يحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يلي العبارة سلسلة العنعنة التي تقيد للأشخاص الذين اخذ وروي عنهم الحديث، راوي عن راوي عن محدث وصولا الى الصحابي رضي الله عنه الذي حدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ....بل يجب ان يكون الحديث مقرون أولا بمن جمعه ، وصححه كمسلم -البخاري- ابن ماجة -سنن البيهقي - موطأ الامام احمد...الخ ،...وثانيا بعبارة توضح قيمته ودرجة صحته، فيكون الحديث اما: صحيح -حسن-غريب -ضعيف- اوحتى موضوع لا أصل له...
- ونظرا لرغبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، في التمييز بين النص القرءاني، ونص المقال النبوي،...وتبعا للظروف التي جمعت فيها السنة وصنفت ونقحت فانها ...تعتبر في حكم "التراث المروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم"، ولهذا فتجد فيه ، ما اتفق عليه علماء السلف من الأحاديث،وتجد فيه ايضا ما اختلف حوله ايضا علماء السلف، ولهذا فتجد "قرءانا "، متداولا واحدا لا خلاف عليه...وتجد الى جانبه العديد من كتب السنة النبوية الشريفة: صحيح مسلم- "صحيح البخاري"- الموطأ....الخ ،....وبالتأكيد فان كتاب القرءان لا يمكن ان يقارن في قدسيته ويقينية نسبته لله سبحانه وتعالى ، بأي كتاب آخر...ولوكان صحيح مسلم او صحيح البخاري في درجة صحة ويقينية نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم،...وهذا ما يوضح فساد ادعاء السلفية في اعطاء الأحاديث المروية ،....مقام الأيات القرءانية في.درجة الصدقية والقدسية ويقينية النسبة ، للرسول صلى الله عليه وسلم الذي "...يوحى اليه ولا ينطق عن الهوى ..." فهل من حدث أو روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم "يوحى اليه ولا ينطق عن الهوى" هو ايضا؟؟،.هذا عن الحديث .اما فهم السلف الصالح للنصوص المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فينطبق عليه ، ما قلناه في النصوص القرءانية...ونفس الشئ في اختلاف المعاصرين في تفقه وفهم ..."فهم السلف الصالح ..." للنصوص المحدث بها عن الرسول صلى الله عليه وسلم...
03-الاقتصار على فهم السلف الصالح للكتاب والسنة ، كمرجعية شرعية ، لابداع المنهج الصحيح للتعبد ، والسراج المبين للمسلم دينا ودنيا....وينكرون ، ما اتى بعد ذلك من اجتهاد ، وابداع فقهي وحتى الاجماع والقياس..الخ، متمسكين ومحتجين بحديث للسيدة عائشة رضي الله عنها مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ما معناه "...ما لم يكن عليه امرنا فهو رد..."، رغم ان هناك حديث آخر مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم اثناء ابتعاثه الى اليمن أتي فيه ما معناه.." وهويرد على سؤال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "فان لم تجد فاستفتي عقلك" وكان سؤال معاذ ، ان لم اجد في الكتاب والسنة ؟؟...ويمكن ببساطة ان نلاحظ امكانية ان نختلف في فهم تفسير الحديثين....فان أخذ السلفية بالحديث ،الأول لماذا ينكرون على غيرهم اخذهم بالحديث الثاني؟ ويردون الاختلاف لله سبحانه وتعالى للفصل فيما هم يختلفون ؟؟
................................................يت بع................................................ ....
من مواضيعي
0 بوتفليقة قد يسمح بمنح "الاعتماد" :لحركة طالبان الجزائر
0 كيف قضى فتى زموري"حمزة بلعربي"..نحبه: قتل خطأ او"تعسف بوليسي"؟
0 الطيار الجزائري"لطفي رايسي":يحصّل تعويضا من "بريطانيا "قضية(9/11
0 بين "الهويّة البيومتريّة"؟ وفحص.....؟ والحصار؟..ينحصر "الخيار"؟
0 خواطر دييغو....
0 الطّاهر وطّار:لوتعلمون مدى توغل "حزب فرنسا" في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة
0 كيف قضى فتى زموري"حمزة بلعربي"..نحبه: قتل خطأ او"تعسف بوليسي"؟
0 الطيار الجزائري"لطفي رايسي":يحصّل تعويضا من "بريطانيا "قضية(9/11
0 بين "الهويّة البيومتريّة"؟ وفحص.....؟ والحصار؟..ينحصر "الخيار"؟
0 خواطر دييغو....
0 الطّاهر وطّار:لوتعلمون مدى توغل "حزب فرنسا" في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة










