سوريا ترسم خريطة العالم الجديد
13-06-2013, 02:42 PM
في كل مراحل التاريخ لم تظهر قوى عظيمة تهيمن على العالم الا بالحروب واذا استطاعت امريكا والاتحاد السوفياتي سابقا من الهيمنة على العالم فكان ذلك بفضل نتائج الحرب العالمية الثانية, وانهيار الاتحاد السوفياتي وترك المجال لامريكا وحدها لم يكن الا نتيجة لفشل الحرب بافغانستان وما ترتب عنها من نتائج داخلية, فكما كانت افغانستان سبب بسقوط الامبراطورية السوفياتية كذلك سوريا ستكون سبب بانهيار زعامة امريكا على العالم, فما يحدث على الارض السورية الان هو صراع روسي امريكي لاعادة مفهوم التوازن الدولي, فما تنقله لنا يوميا وسائل الاعلام من اخبار عن انعقاد مؤتمر جنيف يعطينا صورة واضحة ان الامور غير مرتبطة بمفهوم معارضة ونظام بل مرتبطة بما تريده روسيا وما تريده امريكا, فكل طرف منهم يلعب كل اوراقه على الارض السورية لفرض قوته والطرفان يعلمان ان نتيجة هذه الحرب هي التي ستحدد مستقبل العالم وطريقة تسييره, فبعد انتصار الجيش السوري بالقصير والاتجاه نحو تحرير حلب بدأت امريكا تستشعر ان المعركة متجهة نحو نصر للنظام والذي بالمقابل سيكون نصر لروسيا فكان رد الفعل الامريكي هو قرار اوباما بتسليح المعارضة وجولات مكوكية لجون كيري باتجاه الدول الحليفة كبريطانيا وفرنسا لاخذ الدعم, وقد قالها بصراحة كيري ان الذهاب لمؤتمر جنيف ما ممكن بدون ان يقابله توازن للقوة على الارض وهنا نفهم ان امريكا غير مستعدة ان تجلس مع روسيا بجنيف وهي بموقع ضعف, وكان رد بوتين على كلام اوباما قاسي عندما قال قبل يومين استغرب كيف الغرب يحارب الارهاب بمالي وبنفس الوقت يساعد الارهاب بسوريا بالسلاح, فبوتين يعلم جيدا ان امريكا مستعدة ان تساعد الشيطان بسوريا كما ساعدته بليبيا من اجل ان تنتصر وان هذه الفصائل التكفيرية والارهابية تستعملها امريكا الان لتمرير ما تريد وتقضي عليها بعد ان ينتهي دورها, ومن هنا نفهم ان كل الاطراف المتقاتلة على الارض السورية ليست سوى ادوات يتم تحريكها وفق ما يمليه اتجاه الصراع بين الكبار, أي انها حرب بالوكالة مابين روسيا وامريكا وان أي طرف بالداخل السوري لايملك أي امكانية لاخذ القرار بشكل منفرد, فحضور مؤتمر جنيف بالنسبة للاطراف السورية غير مرتبط برغبات أي طرف سوري بل مرتبط بما تراه روسيا وامريكا وما يحدده الوضع على ارض المعركة وبما ان المعركة الان تتجه لصالح روسيا فان امريكا تحاول ان تجد مختلف الاعذار والمبررات لتأجيل المؤتمر او الغائه.
لاشك ان بلورة النظام الدولي القادم بدأت تظهر ملامحه وسيكون اعادة للحرب الباردة ولكن هذه المرة ليس بين دولتين بل بين تحالفين, تحالف امريكي اوروبي مقابل تحالف روسي ممثل باتحاد دول بريكس وعندها سنشهد خريطة جديدة للعالم ستكون الغلبة فيه لاتحاد دول بريكس لما تمثله من ثقل بشري واقتصادي عالمي وامريكا مدركة ذلك لهذا تحاول ان لاتعطي لروسيا أي فرصة لتحقيق النصر بسوريا..
لاشك ان بلورة النظام الدولي القادم بدأت تظهر ملامحه وسيكون اعادة للحرب الباردة ولكن هذه المرة ليس بين دولتين بل بين تحالفين, تحالف امريكي اوروبي مقابل تحالف روسي ممثل باتحاد دول بريكس وعندها سنشهد خريطة جديدة للعالم ستكون الغلبة فيه لاتحاد دول بريكس لما تمثله من ثقل بشري واقتصادي عالمي وامريكا مدركة ذلك لهذا تحاول ان لاتعطي لروسيا أي فرصة لتحقيق النصر بسوريا..
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله










