المؤامرة المفضوحة
02-07-2013, 03:15 PM
إن ما تشهده الساحة المصرية هاته الأيام من إحتشاد في الشوارع مهما تباينت أسباب التظاهر و مهما إختلفت الأراء و المطالب لهو أمر صحي و طبيعي في بلد لازالت لم تنطفئ فيه ثورة قلبت فيه نظام حكم مستبد جثم على صدور المصرين سنين طويلة ..في بلد كسر حاجز الخوف من التعبير عن نفسه ..بيد أن المتتبع للتفاصيل في هذا المشهد الدقيق يلاحظ أن هناك طرفا ثالثا مندسا متخفيا يدفع باتجاه خلق فوضى معينة من خلال إحراق الممتلكات و سقوط الضحايا بين الفينة و الأخرى و هذا الطرف سيكون أكثر تأثيرا من كل الملايين التي إحتشدت من الجانبين ..فيكفي أن يكون هناك عنف حرق و قتل و سحل يصل إلى حد معين حتى يدفع ذلك بأن تفرض أو تجبر أو تخطط السلطة العسكرية في مصر لاسترداد السلطات المدنية و ما تم تحقيقه في ظرف عام وجيز ...إن الطرف الخفي في هذه المعادلة يدرك أنه هو المنتصر على الطرفين المتصارعين سلميا حينما يركب موجه الأحداث فيظهر بعد وقت قصير في زيه المدني على أنه مخلص مصر من الفتنة و جميع شرور الجماعات الضيقة بين قوسين...إن الحديث عن أهداف كل من الطرفين في هاته الفترة لهو هامش لا يرتقي للحديث مقارنة بما يدبر بالليل و النهار لمصر الكنانة و أخوف ما يخافه المتتبعون أن تجد الحكمة القائلة الثورة يقوم بها الشرفاء و يدفع ثمنها الشهداء و يجني ثمارها الأوغاد هي الغالبة بعد أن تنتهي زوبعة الاعتصام و صراع الشوارع و الساحات
الرئيس مرسي منتخب ديمقراطيا و لم يأت على ظهر دبابة حتى يتآمر عليه ميدان و شارع و نصف ساحة و قنوات إعلاميه لا هم لها إلا التركيز على أخطاء سنة من الحكم ..الفريق السيسي خدم الرئيس مرسي خدمة جليلة من حيث لا يدري حينما اخرج بيان غامض كان سببا في خروج جموع غفيرة للشوارع و في كل مدن الجمهورية.البيان الذي قال فيه أن الجيش سينحاز إلى الإرادة الشعبية دون أن يفصح عن مفهوم هذه الإرادة ... هل يقصد بها من فازوا في ستة انتخابات واستفتاءات منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن ... أم أنها تقصد إرادة سبعة قنوات فضائيه ضللت الرأي العام أيام الرئيس المخلوع مبارك وتباكت عليه و زود الجيش بصور من السماء لتظاهرة التحرير و الاتحادية ؟؟؟؟ و كأن المدن الأخرى لم يخرج لها مصريون ..إن نظرية الديمقراطية تؤكد بما لا يدع مجال للشك أنها كلمة مطاطة جدا يتجاذبها طرف علماني لخدمة مصلحته و فقط و لنا أن نقارن كيف حوصرت حركة حماس في فلسطين رغم انها فازت ديمقراطيا و المشهد الآن يعيد نفسه و لكن بصورة أفضح على الساحة المصرية
و مع ذلك يبقى الذهاب لإستفتاء شعبي حول بقاء الرئيس من عدمه أفضل حل يحقن دماء المصريين
لتبقى الأيام المقبلة أياما عصيبة و دقيقة على مصر و كل الأمة العربية ..ندعوا لمصر بالسلامة و الأمان و أن يجنبها الله ما وقعت فيه الجزائر سنة 1991
و مع ذلك يبقى الذهاب لإستفتاء شعبي حول بقاء الرئيس من عدمه أفضل حل يحقن دماء المصريين
لتبقى الأيام المقبلة أياما عصيبة و دقيقة على مصر و كل الأمة العربية ..ندعوا لمصر بالسلامة و الأمان و أن يجنبها الله ما وقعت فيه الجزائر سنة 1991
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.









.gif)


