ليلة العشاء مع السلفيين –بطولة وإخراج: عدة فلاحي-
03-07-2013, 03:23 PM
ليلة العشاء مع السلفيين –بطولة وإخراج: عدة فلاحي-
تعقيب على مقال: " ليلة العشاء مع السلفيين" للأستاذ عدة فلاحي المنشور في يومية الشروق بتاريخ 2 جويلية 2013
تعقيب على مقال: " ليلة العشاء مع السلفيين" للأستاذ عدة فلاحي المنشور في يومية الشروق بتاريخ 2 جويلية 2013
يبدو أن الأستاذ عدة فلاحي، المستشار الحكيم السابق لوزير الشئون الدينية والأوقاف له نصيب من اسمه "عدة" فهو مولع بالعد والتعداد، فبعد أن عدد لنا في الأمس القريب المسائل التي مرق فيها السلفيون عن مرجعيتنا المقدسة (وهي أربعون مسألة -لا غير- حسبما ذكر)، ها هو اليوم يستهل مقاله المثير : "ليلة العشاء مع السلفيين" بتعداد "التيارات والمذاهب التي تهدد الأمن الروحي والفكري والقومي من وجهة نظر المؤسسة الرسمية للدولة الجزائرية" التي لا تختلف –حسب رأيي-عن وجهة نظره الشخصية، وخلافا لولي نعمته (السابق) الدكتور بوعبد الله غلام الله وزير الشئون الدينية والأوقاف الذي يسوي بين المنصرين والسلفيين ويضعهما في المرتبة الأولى من حيث تهديد مرجعيتنا المقدسة، فإن الأستاذ عدة فلاحي قد منح المرتبة الثانية والميدالية الفضية للسلفيين.
واللافت للنظر أن الأستاذ عدة في تعداده للفرق الضالة المهددة لمرجعيتنا (وهي سبعة لا غير –حسب ما ذكر-) قد أغفل ذكر عَبَدة القبور، وأكلة الثعابين، والماشين على الجمر، وأصحاب الزردة والوعدة، والهردة والوخدة، ربما لأنهم هم القوم، ولهم الملك –اليوم-.
وقد بين الأستاذ عدة فلاحي لقراء صحيفة الشروق أن السبب الرئيسي لتوقفه "وبشكل موسع ودقيق عند التيار السلفي" -حسب قوله- يعود إلى حادثة تاريخية حدثت له منذ ثلاث سنوات في رحلة الحج، حيث التقى أستاذنا بمجموعة من السلفيين!..بل وتعشى معهم! في الهواء الطلق! وتجاذب معهم أطراف الحديث! وانقلب إلى أهله سالما لم يمسسه سوء! وعنون لمقالته الواصفة لهذا الحدث الخطير بعنوان يثير في القارئ مشاعر الغموض و"السوسبانس" على سنة أفلام ألفرد هيتشكوك!= "ليلة العشاء مع السلفيين"!
وإن كان من حقنا أن نتساءل عن جدوى هذا التهويل عن ليلة ازدرد فيها أستاذنا عدة فلاحي الشواء منعما مكرما، فالجزائر تعج بـ"المخلوقات" السلفية من مثل ما التقى به الأستاذ عدة فلاحي في المدينة النبوية، وقد كان يمكن لأستاذنا أن يكلم ويتعشى ويتغذى و"يستقهوى" مع العشرات منهم في بلادنا في أي وقت دون الحاجة إلى قطع آلاف الكيلومترات ليحدث له ذلك، ويكتب عنه مقالة "هيتشكوكية"!
لكن هذا ليس بأمر ذي خطب، بل المهم هو ما استفاده الأستاذ عدة فلاحي من ذلك العشاء، وما فهمه –وهو ذو الفهمالسديد- من كلام ذلك السلفي (البليد) على مائدة الشواء، وإليك نموذجا مما فصله لنا الأستاذ النحرير من ذاك الجدال المرير –كما وصفه-:
قال السلفي: نتمنى من السلطات الجزائرية تصحيح نظرتها للسلفيين وأن تفتح حوارا موسعا معهم على طريقة المملكة المغربية.
فهم عدة فلاحي: أن السلفيين يفضلون النظام الملكي القائم على البيعة بدلا من النظام الديمقراطي الجمهوري الذي يرون أنه نتاج لفلسفة غربية لا علاقة لها بالإسلام!!
وأترك لك برهة من الزمن أيها القارئ لتستخدم ما آتاك الله تعالى من قدرة على الفهم عسى أن تهتدي لمثل ما اهتدى إليه الأستاذ عدة فلاحي مما ذكره له ذاك السلفي!
ثم "تيقن" عدة فلاحي بعد "جداله المرير" مع السلفيين -الذي أجمله ولم يفصله في مقاله خشية "الخروج عن النص"!- ما يلي:
• "أن هذه الجماعة (السلفيين) غريبة عن ديارنا."
• "والأخطر أنها تتجاهل حتى بيان أول نوفمبر الذي نص على إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية ذات سيادة ضمن المبادئ الإسلامية."
فهل "يقين" الأستاذ عدة فلاحي الذي جرأه على مثل هذه الاتهامات لمن أكل معه "عيش وملح" هو ثمرة فهم كذاك الفهم السديد الذي فصله لنا قريبا؟ رفقا يا أستاذنا الحكيم بقراء الشروق التي تنشر ما يقارب النصف مليون نسخة في اليوم! أتحسب أن النصف مليون كلهم من الأغبياء، وأنه ليس في نصف مليون جزائري رجل رشيد؟!
إن العديد من الأساتذة والدكاترة والجهابذة والعباقرة الذين تطفح بمقالاتهم الصحف السيارة اليوم يبحثون عن مكان لهم في الضوء ضمن خصوم السلفية، ليس بالضرورة جراء خصومة فكرية أو منهجية، بل ليتبوءوا لدى الكهنوت الطرقي الموتور للسلفية منزلا يفتح لهم أبواب الوظيف، فأكثرهم سبا (للسلفية) أكثرهم حظوة عند سدنة القبور، لكن تجري الرياح أحيانا بما لا تشتهي السفن! وقديما قال المثل: " لا ماءك أبقيتِ ولا درنك أنقيتِ".
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!








