هل عربُ اليومِ هم ورثة هذه الأرض؟
19-08-2013, 08:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
لِمَ لا يستيقظ العربُ من التغنّي بالماضي التليد، والتاريخ المجيد؟
أما آن الأوانُ أن تنكسرَ تلك الاسطوانة المشروخة؟
فهل كُتب علينا أن نحيا في حظائرِ التاريخ؟
لِمَ لا نرنو مليًّا إلى حاضرِنا التعيس؟
وكأنّ الوقتَ لم يتغيّر قيد أنملةٍ، فالتخلف ذاته، والعمالة نفسها، مع فارقٍ بسيطٍ في الأسماء والأشخاص.
أعجبُ كل العجب أن نصنعَ أسطورةً لماضينا من لا شيء، ولا نملّ من ترديد:
نحن من طوّر وعمّر واخترع .
وكأنّ البشريةَ كانت عالةً على أسلافنا.
فلتقبل الآن البشرية تطفّلنا وكسلنا وخنوعنا، بل مهاترات بعض " مثقّفينا ".
أممٌ كنّا نظنّ ــــ نحن العربَ ــــ أننا أحسنُ منها، ها هي قد لحقت بركب الحضارةِ والتطوّر، وأغرقت أسواقنا بمنتوجاتها، ونحن مازلنا نتخبّط تخبطَ الذي به مسٌّ، نتحرّك ولكننا لا نتقدّم.
نتحرّك تحرك البندول.
لعمري، ولو بقيَ البندول يتحرك ويضرب إلى سرمد الدهر ما قطع أكثر من ذلك القوس المخصص له.
كيف تتقدّم أو تتطوّر أمة ورجال الثقافة والفكر فيها قد انسلخوا عن المجتمع وأصبحوا ببغاوات لا هم لهم سوى ترديد ما يقوله الآخر؟
كيف تتقدّم أو تتطوّر أمةٌ ورجال دينها إمّا علماء سلاطين، أو جبناء يخشون الموت أكثر من خشيتهم من رب العباد؟
وها هم يردّدون:
" ليس بالإمكان أكثر مما كان " أو " سلطان غشوم، خير ٌمن فتنةٍ تدوم ".
عندئذٍ كانت المذلةُ، وكان الخنوعُ والخضوع.
ولو تفطّن هؤلاء لَعلِموا أنّ " السلطانَ الغشوم " لهو الفتنة بلحمها وشحمها.
ويبقى السؤال يفرض نفسه:
أين مكانتنا بين الأمم الآن؟
لا شكّ أنّ الأجيالَ القادمة سوف تقعُ في حيرة، وستعرفُ لا محالة، من همُ الرجال، ومن هم أنصاف الرجال؟!
وقتئذٍ سوف يستحي الواحد من الاجيال من حاضره وتاريخه، عندما لا يجد ما يفتخر به.
فليرنو الواحدُ منّا إلى التشرذم والانشقاق.
فالشيعيُّ ينظرُ إلى السنيِّ على أنه " ناصبي" قاتل الحسين رضي الله عنه.
وينظر السنيُّ إلى الشيعيِّ على أنه "رافضي أكفر من اليهود والنصارى " يجوز قتله.
فسحقاً لأمةٍ لا يجمعها إلا ما يفرقها.
والعجب العجاب أن دراويش الطائفتين يقرؤون كل يوم:
"وأطيعوا اللهَ ورسولَه ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحكم واصبروا إنّ اللهَ مع الصابرين"
ولكن يمرّون عليها مرور الكرام.
إذًا تنازعنا فأدى ذلك إلى فشلنا، فذهبت ريحنا، ووهن بأسنا وقوتنا
ولم يبق إلاّ روائحنا الكريهة التي أصبحت تتأذى منها الأنوف.
قال تعالى:
"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرضَ يرثها عباديَ الصالحون"
فهل عرب الآن بصالحين لكي يرثوا الأرض؟
ليتنا نستفيق من هذا السبات، فالسفينة على وشك الغرق، والبحر عميق ومظلم ورهيب.
من مواضيعي
0 من ثقب الروح كانت أمنية
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 30-08-2013 الساعة 02:36 PM













