تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > أرشيف > منتدى تحريم دم المسلم

> وقفات مع حديث نبوي عظيم حول التكفير .للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله

 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو عبد الرحمن يوسف
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 13-12-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,991
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • أبو عبد الرحمن يوسف is on a distinguished road
أبو عبد الرحمن يوسف
شروقي
وقفات مع حديث نبوي عظيم حول التكفير .للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
20-10-2008, 05:08 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عده ورسوله محمد وعلىآله وصحبه
أما بعد
:

حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءاً للإسلام غيّره إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك. قال قلت يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي) رواه ابن حبان في صحيحه.وقال ابن كثير عن إسناده هذا إسناد جيد ، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد وصححه الألباني رحمهم الله
.
أيها القراء الكرام إن هذا حديث عظيم القدر لأنه يشخص مرضاً من أفتك أمراض العصر، ألا وهو مرض التكفير بغير حق، ثم ما ترتب على التكفير من استحلال الدماء والأموال وإشاعة الفوضى والرعب في بلاد المسلمين
.
ولنا معه في هذا المقام عدد من الوقفات
:
أولاً: إن نبي الله صلوات الله وسلامه لم يكن ينطق عن هوى بل كان ما جاء به وحي أوحاه الله إليه والله علام الغيوب لا تخفى عليه خافية ماضية أو حاضرة أو مستقبلة
.
وقد سبق في علمه سبحانه أن سيكون في هذه الأمة من سيكفر المسلمين بغير حق ويسفك دماءهم بغير حق فلذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة حتى نكون على بينة وبصيرة منها فلا تجرفنا تياراتها ولا تهلكنا أعاصيرها حيث نرى أنها الحق وأن ما خالفها هو الباطل
.
ثانياً: هذا الرجل الذي تخوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم كان من شأنه أنه قرأ القرآن أي حفظ حروفه وأتقن قراءتها وكان ردءاً للإسلام أي صاراً ناصراً للإسلام ومدافعاً عنه وذاباً عنه بأي نوع من أنواع النصرة بتعليمه القرآن أو جهاده بالقلم أو بالسيف أو بغير ذلك من الوسائل. ولا شك أن فتنة هذا الصنف أعظم من فتنة غيره لأنه محسوب على الإسلام، يتكلم بلسان الدين، ويلبس عباءة الدين، فالناس أسرع له تصديقاً، وأعظم به ثقة، بخلاف من عرف بتهتكه وفجوره وفسوقه وانسلاخه فهذا لا يقبل منه ولا يلتفت إليه ولا يؤبه به بل لا يزيده حربه للدين إلا مقتاً عند الناس وانحطاطاً في أعينهم
.
ثالثاً: هذا الرجل بعد أن قرأ القرآن وصار منه ما صار من خدمة الإسلام غيره إلى ما شاء الله أما تغيير حروفه فلا يستطيع لأنه سرعان ما يفتضح فالقرآن محفوظ ولو غيرت نسخه أو عشر أو مئة فكتاب الله محفوظ في المصاحف وفي الصدور والحمد لله كما قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ويدخل القرآن في الذكر دخولاً أولياً
.
ولكن هذا الرجل غيّر تأويل القرآن وحرف معانيه ونزل آياته على غير محاملها الصحيحة، ومن ذلك مثلاً أن جعل الكبائر بمنزلة الكفر فكفر بالمعاصي، وبناء على ذلك تجده يكفر المسلمين بغير حق
.
ومن ذلك مثلاً أن يفسر الآية تفسيراً مجملاً عاماً مع أنها تحتمل أكثر من معنى لا يستقيم المعنى الصحيح لها إلا بالتفصيل مثل قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) فيفسرها تفسيراً عاماً فيكفر كل من حكم بغير ما أنزل الله وهذا من أبطل الباطل إن العالم المجتهد إذا أفتى وأخطأ في فتواه فقد حكم بغير ما أنزل الله فهل يكون بذلك كافراً معاذ الله. بل هو مأجور عند الله أجراً واحداً لاجتهاده
.
إن السلف الصالح فسروا هذه الآية بما مقضاه أن الحاكم يكفر إذا حكم بغير ما أنزل الله إذا كان مستحلاً والعياذ بالله أما إذا لم يستحل فهو من باب كفر دون كفر كما قاله ابن عباس وغيره أي كفر لكنه دون الكفر الأكبر، أما إذا كان خطئاً في الاجتهاد من له حق الاجتهاد فهذا مأجور على اجتهاده مغفور له خطأه
.
ومن أمثلة تحريف معاني القرآن عند هذا الصنف من الناس أن يأتي إلى النص الشرعي الذي يخاطب ولاة الأمور فينزله الواحد منهم على نفسه ومثال ذلك أن الله تعالى قال في كتابه (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) فيقوم الواحد منهم وهو في ظل دولة لها إمام فيحرض الناس على ما يسميه هو جهاداً بدون أن يخوله ولي أمر المسلمين بذلك ويقول أنا أمتثل قول الله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) ولا شك أن هذا باطل من القول وإذا أردت أن تعرف بطلانه فانظر هل كان الصحابة يعلنون الجهاد من عند أنفسهم أم كانوا ينتظرون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يجاهدون بأمره ويكفون بأمره . أفهؤلاء القوم أحرص على تطبيق القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا . ولكن منع أولئك العلمُ والتقوى والوقوفُ عند حدود الله
.
إن الله خاطب نبيه بالتحريض على القتال باعتبار أنه ولي أمر المسلمين وإمامهم ، وهو خطاب من بعده لأولي الأمر فأمر الجهاد موكول إليهم باتفاق الأئمة قال صلى الله عليه وسلم (الإمام جنة يقاتل من ورائه
).
ومن أمثلة تغيير معاني القرآن أنهم يجيئون إلى آيات النهي عن موالاة الكفار فأدخلوا في الموالاة المحرمة التعامل المباح الذي دل الكتاب والسنة على إباحته، فإذا تعاقدت الدولة المسلمة مع الدولة الكافرة قالوا هذا كفر وردة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة أبرم اتفاقية حسن الجوار مع يهود المدينة ثم أبرم عهد الصلح مع مشركي قريش في الحديبية
.
وإذا حصل التبادل التجاري مع الدولة الكافرة قالوا هذه موالاة وحرموا على الناس شراء المنتجات التي تأتي من دول الكفر مع النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي اشترى منه ثلاثين صاعاً من شعير فلم يكن عنده قيمته فرهن لديه درعه صلوات الله وسلامه عليه
.
فهذه بعض صور تغيير معاني القرآن الكريم التي ضلوا بسببها وأضلوا كثيراً ممن لا فقه عنده ولا علم ولا بصيرة
.
رابعاً: هذا التغيير لمعاني القرآن ولأحكام الشريعة له سببان رئيسان الأول: الجهل وسبب الجهل هو عدم تلقي العلم على أهل العلم والسنة بل يرمي الشاب نفسه على جهال مثله يتلقى على أيديهم. أو ينعزل على كتبه يقرؤوها دون وعي ولا بصيرة والله أمرنا بالرجوع إلى أهل الذكر أما تلقي العلم عن طرق الكتب وحدها أو الأشرطة وحدها أو مواقع النت وحدها ونحو ذلك فهذه لا تخرج إلا جهالاً ضلالاً إلا من عصمه الله تعالى
.
إن كثيراً ممن يقتدي بهم بعض شبابنا وفتياتنا هم في الأصل من الجهال الذين لم يتلقوا العلم الشرعي على أهله بل إن فتشت اكتشفت بأن هذا تخصصه في الزراعة وذاك تخصصه في التجارة وإدارة المال والثالث تخصصه في علم النفس والرابع تخصصه فن و تمثيل والخامس تخصصه عربدة وتفحيط وبين عشية وضحاها وإذا هم أصحاب فتوى وتوجيه وصاروا مرجعاً للناس تعقد لهم المحاضرات والدروس وتصدر لهم الأشرطة وأصبح لهم جمهور عريض ترد من أجل كلماتهم فتاوى أهل العلم بل ترد لأجلهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
.
السبب الثاني: الهوى فبعض الناس يكون عنده علم لكنه يفتقد المصداقية فيحرف معاني الشريعة لمصلحة شخصية أو مصلحة حزبية والعياذ بالله ولهذا تجد هذا الصنف كثيري التلون والتشكل كل يوم لهم وجه كل يوم لهم موقف، لا أقول في المسائل الفقهية التي يدخلها الاجتهاد ولكن في المسائل العقدية المحسومة التي لا تقبل إلا التسليم والانقياد
.
فعلى المسلم أن يجتهد في طلب العلم قبل أن يتكلم في دين الله، وعليه أن يلتزم الصدق والتقوى وأن يمشي على مقتضى العلم لا الهوى
.
خامساً: من هنا ندرك أن حفظ القرآن وحده لا يكفي، بل لابد من شيء هو أعظم من الحفظ ألا وهو الفقه فيه ومعرفة أحكامه ومعانيه، ولهذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمعون بين الحفظ والعلم فإذا تعلموا بضع آيات لم يتجاوزوا تلك الآيات حتى يتعلموا فقهها وأحكامها فجمعوا بين العلم والعمل والإيمان
.
وليس معنى كلامي التهوين من شأن حفظ القرآن معاذ الله ولكن التنبيه إلى ضرورة الجمع بين الحفظ والفهم حتى لا ينزل القرآن على غير منازله. والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن من أبرز صفات الخوارج قراءة القرآن دون فقه ولا فهم يقرؤون القرآن ولا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم
.
سادساً: هذا الرجل الذي تخوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بأن ضل في نفسه بل تعامل مع الناس على ضوء ذلك الضلال فقام على جاره أي أخيه المسلم فكفره أي بغير حق ولم يكتف بذلك بل قام عليه بالسيف فقتله فأي فساد بعد هذا
.
هذا الذي كان ينظر إليه بالأمس نظرة احترام وتوقير وتقدير يقوم على من كان يوقره لفضله وقراءته القرآن فيقتله معتقداً كفره ولم يقف الأمر عند قتل جاره وأخيه ، بل وصل الأمر إلى أدهى من ذلك لقد افتخر بعض هؤلاء بأنه ذبح أباه وأمه في الله تعالى. نعم وصل الحال ببعضهم إلى هذه الدركة والعياذ بالله. ذبح أبويه وهما من أهل لا إله إلا الله ولم يكن لهما ذنب إلا أنه اعتنق فكر التكفير فكفر أباه وأمه ثم تقرب إلى الله بسفك دمائهما تدليلاً على أنه لا تأخذه في الله لومة لائم وتأكيداً على أنه لا يحابي في دين الله أحداً ولو كان أباه أو أمه فهل رأيتم أو سمعتم بمثل هذا الضلال والانحراف. فأين هذا من الأمر بالإحسان إلى الوالدين ولو كانا مشركين ولو جاهداك على أن تشرك بالله كما جاء به نص الكتاب الكريم
.
انظروا إلى هذه الفئات اليوم كيف كفرت العلماء وولاة الأمور ورجال المباحث ورجال الأمن بل المجتمع كله عند بعضهم ثم استحلوا سفك دمائهم. إنه الأمر نفسه الذي تخوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم وصدق الله وبلغ رسوله عليه الصلاة والسلام
.
سابعاً: في الحديث تحذير بالغ لكل من تسول له نفسه أن يكفر المسلمين بغير حق بأنه الأحق بالكفر والأولى به والعياذ بالله فإن من كفر مسلماً بغير حق رجع تكفيره عليه فليقدم أو ليحجم
.
ثامناً: على المسلم أن يتبصر في هذا الفكر وفي رموزه وفي تنظيماته وليرجع إلى كبار العلماء فإننا نعيش فتنة عامة جرفت كثيراً من الناس لا سيما من الشباب
.
تأملوا في هذه التنظيمات ماذا جرت على المسلمين من الويلات ماذا جرت عليهم من الفتن والدمار؟
!
سلوا أنفسكم هل استفاد منهم المسلمون؟ هل حرروا فلسطين؟ هل رفعوا الظلم عن المستضعفين؟ هل أعانوا المنكوبين؟ هل عمروا المساجد وشيدوا المدارس؟ هل نشروا التوحيد وحاربوا لبدع ؟ هل فتحوا للإسلام بلاداً جديدة؟ هل هيئوا للمسلمين حياة سعيدة؟ هل ازداد المسلمون بسببهم ألفة ومحبة وترابطاً وأخوة ؟
.
أم أنهم ما دخلوا بلدة إلا أفسدوها وفرقوا كلمة أهلها وأشاعوا الفتنة والخراب في أرجائها وتعاونوا مع كل مفسد مجرم فصاروا بذلك ذريعة لأعداء الإسلام للإفساد في أرض المسلمين
.
تأملوا في مكايدهم ومخططاتهم وتفاهة أفكارهم بالأمس يقولون أخرجوا المشركين من جزيرة العرب واليوم يقولون دمروا آبار النفط وأدخلوا المشركين جزيرة العرب؟ لماذا؟ حتى يفتكون بهم بزعمهم ؟ سلوهم هل استطاعوا أن يحرروا أفغانستان حتى يزعموا أن في قدرتهم إخراجَهم من جزيرة العرب بعد أن يستدرجوهم إليها ؟ فأين العقول أين البصائر؟ أين التجرد للحق؟

أيها الإخوة من المستفيد لو تمت هذه المؤامرات التي تحاك ضد بلادكم وأوطانكم من؟ والله لن يستفيد منها إلا اليهود والصهاينة وأذنابهم
.
وقبل أن أختم أحب أن أطرح عليكم سؤالاً بالغ الأهمية أتدرون من هو هذا الرجل الذي خافه علينا الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

إنه ليس شخصاً واحداً بعينه ولكنه كل من انطبقت عليه هذه الصفات فاحذر أخي الكريم أن تكون هو
.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه
.
علي بن يحيى الحدادي
إمام وخطيب جامع أم المؤمنين بالرياض
www.haddady.com


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 37
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
imadin
زائر
  • المشاركات : n/a
imadin
زائر
رد: وقفات مع حديث نبوي عظيم حول التكفير .للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
22-10-2008, 07:42 AM
تكفير الكافر مطلب شرعي أما الإرجاء فهو دين الملوك
سبحانك ربي من جلب الكفار لجزيرة العرب ؟
الحديث النبوي واضح وصريح
"أخرجوا المشركين من جزيرة العرب "
كان الأولى بهؤلاء الشيوخ أن يطالبوا ولاة أمورهم بإخراج المشركين من جزيرة العرب فلو خرج المشركون لما كانت هناك فتنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جماعي ميلود
جماعي ميلود
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 29-03-2007
  • المشاركات : 1,782
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • جماعي ميلود is on a distinguished road
الصورة الرمزية جماعي ميلود
جماعي ميلود
شروقي
رد: وقفات مع حديث نبوي عظيم حول التكفير .للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
07-11-2008, 12:48 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imadin مشاهدة المشاركة
تكفير الكافر مطلب شرعي أما الإرجاء فهو دين الملوك
سبحانك ربي من جلب الكفار لجزيرة العرب ؟
الحديث النبوي واضح وصريح
"أخرجوا المشركين من جزيرة العرب "
كان الأولى بهؤلاء الشيوخ أن يطالبوا ولاة أمورهم بإخراج المشركين من جزيرة العرب فلو خرج المشركون لما كانت هناك فتنة
اعلم اخي الكريمك ان هناك علماء في السعودية اكثرهم في السجن عند ال سلول
متمسكين بتفسير هذا الحديث وعلى رأسهم الشيخ بن زعير فك الله اسره ونجله
وهناك في الاردن الشيخ ابو محمد المقدسيي
تحياتي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 37
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: وقفات مع حديث نبوي عظيم حول التكفير .للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
08-11-2008, 12:37 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imadin مشاهدة المشاركة
تكفير الكافر مطلب شرعي أما الإرجاء فهو دين الملوك

سبحانك ربي من جلب الكفار لجزيرة العرب ؟
الحديث النبوي واضح وصريح
"أخرجوا المشركين من جزيرة العرب "
كان الأولى بهؤلاء الشيوخ أن يطالبوا ولاة أمورهم بإخراج المشركين من جزيرة العرب فلو خرج المشركون لما كانت هناك فتنة
حجة :أدخلو ا المشركين جزيرة العرب !
مع الرد عليها




الحديث الآمر بإخراجهم ؛ أخرجه :
البخاري ( 3053 , 3168 , 4431 ) ومسلم ( 4208 ) وغيرهما ؛
من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - .

ولفظه :
« أخرجوا المشركين من جزيرة العرب » .

أقول :
ويتّخذ البعض - من فهمه - لهذا الحديث سبيلاً لـ : الطعن في الحكام ؛ أو لإسقاط أحقيتهم في الحكم ؛ أو لنبذ بيعتهم ؛ أو لتوهين أمر طاعتهم ؛ أو للافتيات عليهم ومباشرة إخراج المشركين من جزيرة العرب بالطرق غير المشروعة ؛

ولأجل هذا كلّه يقال :
الرد على الشبهة من أربعة أوجه
الوجه الأول :
يجب إخراج المشركين من جزيرة العرب لدلالة الحديث النبوي على ذلك ؛ ولكن هذا الوجوب ليس على إطلاقه ؛ إذ هو محمولٌ على : ألاّ تكون لهم إقامة دائمة في جزيرة العرب . أو على منع قيام شعائر دينهم .فلا يدخل في هذا الأُجراء , ولا أصحاب العهد أو الأمان .

الوجه الثاني :
أنه لا يجوز الافتيات ولا التعدّي على صلاحيات وليّ الأمر ؛
إذ المخاطَب بإخراج المشركين من جزيرة العرب هو : وليّ الأمر ؛
ومن ثمّ فإنه إن قصّر في هذا وأدخلهم بلا حاجةٍ فإن السبيل هو نصحه وتوجيهه بالطرق الشرعية لا بأن يقوم من أرادَ إخراجهم بمباشرة هذا الإخراج .

ثم قد يقال :
إن آحاد المسلمين مخاطبون بهذا الإخراج , ولكن في حدود ما يخصُّهم ؛ بحيث لا يستقدمون المشركين ما وجدوا إلى الاستغناء عنهم سبيلاً .

الوجه الثالث :
مع أنه وقع الخلاف في تحديد المراد بجزيرة العرب في الحديث ؛
إلا أن الفقهاء متّفقون على أنها ليست هي الجزيرة العربية التي في اصطلاح الجغرافيين - وهو ما وقع فيه المخالفون - ؛

قال الإمام النووي - رحمه الله - ( شرحه ، جزء 11 – 12 ، ص 95 ، تحت الحديث رقم : 4208 ) :
« لكن الشافعيّ خصّ هذا الحكمَ ببعض جزيرة العرب , وهو : الحجاز , وهو - عنده - :
مكة والمدينة واليمامة وأعمالها , دون اليمن وغيره مما هو من جزيرة العرب » انتهى .

بل قال الحافظ ابن حجر عن قول الإمام الشافعي - رحمهما الله - ( الفتح 6/198 ، تحت الحديث رقم : 3053 ) أنه :
« مذهب الجمهور » انتهى .

وفي اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( البعلي ص 264 ) :
« ويُمنعون من المقام في الحجاز , وهو : مكة والمدينة واليمامة والينبع وفدك وتبوك ونحوها وما دون المنحني . وهو عقبة الصوان من الشام كمعان » انتهى .

وقال الإمام ابن تيمية - رحمه الله - ( فتاواه 22/235 ) :
« . . . وهكذا إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب - وهي : الحجاز واليمن واليمامة وكل البلاد الذي لم يبلغه ملك فارس والروم من جزيرة العرب - . . . » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( فتاواه 28/630 ) :
« وقد أمر النبي في مرض موته أن تخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب - وهي الحجاز - فأخرجهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من المدينة وخيبر وينبع واليمامة ومخاليف هذه البلاد » انتهى .

ولقائلٍ أن يقول :
ما الدليل على بطلان حمل الحديث على جزيرة العرب التي في اصطلاح الجغرافيّين ؟

فالجواب :
ما حكاه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - من اتّفاق العلماء على إخراج اليمن من الحكم النبويّ ، مع أنها داخلة في جزيرة العرب عند الجغرافيين ؛
قال - رحمه الله - عن جزيرة العرب ( الفتح 6/198 ، تحت الحديث رقم : 3053 ) :
« . . . لكن الذي يُمنع المشركون من سُكناه منها : الحجاز خاصّة ؛ وهو : مكة والمدينة واليمامة وما والاها , لا فيما سوى ذلك مما يُطلق عليه اسم جزيرة العرب ؛ لاتّفاق الجميع على أن اليمن لا يُمنعون منها مع أنها من جُملة جزيرة العرب » انتهى .

أقول :
فخروجها عن حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مع دخولها في حكم الجغرافيين : دليل قاطع على تباين الحكمين وسقوط الاستناد على الاصطلاح الجغرافي في فهم المراد النبوي .
فاحفظ هذا فإنه مهم .

الوجه الرابع :
ويقال - على سبيل التنزُّل - :
لو فرضنا أن الحكام أدخلوا المشركين جزيرة العرب !
ولو فرضنا أن إدخال ولاة الأمور لهم ليس لحاجةٍ !
ولو فرضنا أنهم خالفوا الأمر النبوي في هذا الإدخال !
فإنه لا يعدوأن يكون عصياناً من وليّ الأمر ,
وليس بأمرٍ كفريّ يبيح لنا الخروج عليه ولا مباشرة ما من شأنه التمهيد للخروج !
وأنا لا أُهون من شأن المعصية ؛ ولكنني أتحدث عن الأمور المُكفّرة .

نُقولٌ على ما نَقول


بيان أن الأمر بإخراج المشركين من جزيرة العرب ليس على إطلاقه

قال الإمام ابن باز - رحمه الله - ( فتاواه 2/450 ) :
« . . . أما في الجزيرة العربية :
فالواجب أن يُمنعوا من دخولها , وأن لا يُبقَوا فيها ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بقائهم فيها وأمر ألاّ يبقى فيها إلا الإسلام وألاّ يجتمع فيها دينان وأمر بإخراج اليهود والنصارى وغيرهم من الجزيرة ؛ فلا يدخلوها إلا لحاجة عارضة ثم يخرجون ؛ كما أذن عمر للتجار أن يدخلوا في مُدد محدّدة ثم يرجعون إلى بلادهم ؛ وكما أقرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اليهود على العمل في خيبر لمّا احتيج إليهم , ثم أجلاهم عمر .
فالحاصل :
أن الجزيرة العربية لا يجوز أن يُقرّ فيها دينان ؛ لأنها معقل الإسلام ومنبع الإسلام ؛ فلا يجوز أن يقرّ فيها المشركون إلا بصفة مؤقتة لحاجة يراها وليّ الأمر . . . » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( فتاواه 3/286 ) :
« . . . فعلى الحكام في السعودية وفي الخليج وفي جميع أجزاء الجزيرة ؛ عليهم جميعاً أن يجتهدوا كثيراً في إخراج النصارى والبوذيين والوثنيين والهندوس وغيرهم من الكفرة , وألاّ يستقدموا إلا المسلمين . . . أما الكفار فلا يستخدمهم أبداً إلا عند الضرورة الشرعية , أي : التي يقدرها ولاة الأمر , وفق شرع الإسلام وحده » انتهى .

وقال - رحمه الله - عن دخول الكفار جزيرة العرب للتجارة ( الموقع الرسمي على الانترنت , نور على الدرب , الولاء والبراء , التعامل مع غير المسلمين بالبيع والشراء ) :
« لكن إذا قدموا لتجارة ثم يعودون , أو بيع حاجات على المسلمين , أو قدموا إلى ولي الأمر برسالة من رؤسائهم : فلا حرج في ذلك ؛ لأن رسل الكفار كانوا يقدمون على النبي في المدينة عليه الصلاة والسلام , وكان بعض الكفار من أهل الشام يقدمون على المدينة لبيع بعض ما لديهم من طعام وغيره » انتهى .

وقال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - ( الباب المفتوح 2/368 ، لقاء 39 ، سؤال 1055 ) :
« أما قولـه - صلى الله عليه وسلم - ( لا يجتمع في جزيرة العرب دينان ) ؛ فالمعنى : لا تقام شعائر الكفر في جزيرة العرب .
يعني - مثلاً - لا تُبنى الكنائس ، ولا يُنادى فيها بالناقوس ، وما أشبه ذلك .
وليس المعنى أنه لا يتديّن أحدٌ من الناس في نفسه ؛ بل المراد أنه لا يكون لهم كنائس أو معابد أو بـِـيـَـع كما للمسلمين مساجد .
وأما قوله ( لأخرجنّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) ؛ فالمراد منها : السكنى .
وأما الأُجراء وما أشبه ذلك فلا يدخلون في هذا ؛ لأنهم ليسوا قاطنين بل سيخرجون .
وأما إبقاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - يهود خيبر فيها ؛ فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يُبقهم إبقاءً مطلقاً عامّاً , بل قال : ( نقرّكم فيها ما شئنا ) ؛ يعني : إلى أمد . وهذا الأمد كان لانتهائه سببٌ وذلك في عهد عمر - رضي الله عنه - حيث اعتدوا على عبد الله بن عمر وعلى الرجل الذي بات عنده ولم يوفوا بما عليهم فطردهم عمر - رضي الله عنه - » انتهى .

وقال - رحمه الله - لمّا سئل عن حكم استقدام غير المسلمين إلى الجزيرة العربية ( فتاوى أركان الإسلام ، ص 187 ، سؤال 98 ) :
« . . . لكن استقدامهم للحاجة إليهم بحيث لا نجد مسلماً يقوم بتلك الحاجة ؛ جائز بشرط ألاّ يُمنحوا إقامة مطلقة . . . » انتهى .


بيان أن دور آحاد الناس في الإخراج يختص بما تحت أيديهم من الصلاحية
قال الإمام ابن باز - رحمه الله - ( فتاواه 2/451 ) :
« . . . ويجب على الرعية في الجزيرة العربية أن يساعدوا ولي الأمر ,وأن يجتهدوا مع ولي الأمر في : عدم جلب المشركين , وعدم التعاقد معهم ,وعدم استعمالهم في أي عمل , وأن يُستغنى عنهم بالعُمّال المسلمين ؛فإن في ذلك كفاية » انتهى .

ولـه - رحمه الله - رسالة في تحذير المواطنين في الجزيرة العربية من استقدام غير المسلمين ختمها بقوله ( فتاواه 8/356 ) :
« فأوصي إخواني جميعاً في هذه الجزيرة بـ : الحذر من استقدام الكفار من النصارى والهندوس وغيرهم ,والتواصي بذلك , وأن يعتاضوا عنهم بالمسلمين . . . » انتهى .

بيان المنع من الافتيات على ولي الأمر فيما هو من صلاحياته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن المحتسب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( فتاواه 28/69 ) :
« . . . وأما المحتسب فله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما ليس من خصائص الولاة والقضاة وأهل الديوان ونحوهم » انتهى .

وقال في موضع آخر ( فتاواه 28/109 ) :
« . . . فإن المحتسب ليس له القتلُ والقطعُ » انتهى .

أقول :
يقصد - رحمه الله - أن إقامة الحدود ليست من صلاحيات المحتسب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .


بيان أن المعاصي لا تبيح الخروج على ولي الأمر


فقد قال الإمام ابن باز - رحمه الله - عن السعودية ( فتاواه 4/91 ) :
« وهذه الدولة - بحمد الله - : لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها , وإنما الذي يستبيح الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج الذين يكفرون المسلمين بالذنوب . . . » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( فتاواه 8/202 ) :
« . . . فإذا أمروا بمعصيةٍ فلا يُطاعون في المعصية ؛ لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها . . . » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( فتاواه 8/203 ) :
« . . . فهذا يدل على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور , ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان » انتهى .

وقال - رحمه الله - عمّن لا يرى وجوب البيعة لولاة الأمر في السعودية ( الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية ص 54 ، ط الأولى ) :« . . . بل هذا من المنكرات العظيمة , بل هذا دين الخوارج .هذا دين الخوارج والمعتزلة :
الخروج على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة لهم إذا وُجدتْ معصية » انتهى .

وقال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - لما سئل عن بعض أنواع الرسوم التي تؤخذ من الحكومات هل هي من الضرائب ؟ ( الباب المفتوح 3/416 ، لقاء 65 ، سؤال 1465 ) :
« تعمّ كلّ شيء يؤخذ بلا حقّ ؛ فهو من الضرائب , وهو محرم . . .
ولكن على المسلم السمع والطاعة , وأن يسمع لولاة الأمور ويطيعهم , وإذا طلبوا مالاً على هذه المعاملات أعطاهم إياه . . .
ولا يجوز أن تُتّخذ مثل هذه الأمور وسيلةً إلى :القدح في ولاة الأمور ,وسبّهم في المجالس , وما أشبه ذلك » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( شرح الواسطية 2/337 ، ط ابن الجوزي ) :
« . . . خلافاً للخوارج الذين يرون أنه لا طاعة للإمام والأمير إذا كان عاصياً ؛ لأن من قاعدتهم أن الكبيرة تُخرج من الملة » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( شرح رياض الصالحين 4/514 ، ط الوطن ) :
« مهما فسق ولاة الأمور لا يجوز الخروج عليهم ؛ لو شربوا الخمر , لو زنوا , لو ظلموا الناس ؛ لا يجوز الخروج عليهم » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( شرح رياض الصالحين 4/517 ، ط الوطن ) :
« وأما قول بعض السفهاء : إنه لا تجب علينا طاعة ولاة الأمور إلا إذا استقاموا استقامة تامة !
فهذا خطأ , وهذا غلط , وهذا ليس من الشرع في شيء ؛
بل هذا مذهب الخوارج :
الذين يريدون من ولاة الأمور أن يستقيموا على أمر الله في كل شيء . وهذا لم يحصل من زمن , فقد تغيرت الأمور » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( شرح رياض الصالحين 5/269 ، ط الوطن ) :
« يجب علينا أن نسمع ونطيع وإن كانوا هم أنفسهم مقصرين ؛ فتقصيرهم هذا عليهم , عليهم ما حُمّلوا وعلينا ما حُمّلنا » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( شرح رياض الصالحين 3/333 ، ط الوطن ) :
« ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقاً !
لا . إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المُعيّن الذي هو معصية لله , أما ما سوى ذلك فإنه تجب طاعته » انتهى .
__________________
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية معاوية الاثرى
معاوية الاثرى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 29-01-2008
  • المشاركات : 405
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • معاوية الاثرى is on a distinguished road
الصورة الرمزية معاوية الاثرى
معاوية الاثرى
عضو فعال
Re: وقفات مع حديث نبوي عظيم حول التكفير .للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
08-11-2008, 12:53 PM
لا اعرف ما اقول لكن اريد ان اشكر اخى الغالى يوسف و و اخى الاغلىة جمال و اقول لهم تقبلوا تحياتى
كنت أعمى فأبصرت
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 09:18 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى