دموع عند المفترق (بقلمي)
01-06-2009, 12:36 PM
دموع عند المفترق
يضغط على كلتا يديها والعبرات في طريقها إلى المآقي..نظرة تغيب فيها الابتسامة..تطل شمس الأصيل مخترقة وجهيهما فتلامس جدائلها الشقراء لتعود مرة أخرى لتصطدم بدموعها التي بدأت تزيلها حياة برفق عن وجهها.. كان الوداع الأخير فوقفت عنده كل المشاعر والأحاسيس..
وفي هذه اللحظة راودت الحبيب في ذهنه تساؤلات عديدة..هل ستبقى مخلصة لأسطورة عشقهما..؟هل ستنتظره كل هذه الأعوام؟..
تساؤلات ليس لها إجابة فالزمن وحده كفيل بأن يقرر ويجيب عليها في الوقت المناسب..
تتصافح الأيدي مصافحة أخيرة..تتشابك الأنامل رافضة الابتعاد..كأنها في عناق مقدس ليس له نهاية..!
صوت الطائرة يقترب شيئا فشيئا ويعلو في الأفق..كل الأحباء مشغولون بتوديع أحبائهم..تلك الطفلة تبكي لفراق والدها..وهذا الأخ ممسكا أخاه مانعا إياه من الرحيل..!
يحمل هاني حقيبة سفره ويمضي ملقيا نظرة أخيرة على روحه التي تركها هنالك بين حشد الناس الكثير وأصواتهم العالية التي لا تميز منهم صوت الآخر..!
تقلع الطائرة فيصغر حجمها شيئا فشيئا..تاركة خلفها دخان اسود كثيف ومنديل دموع تحمله العاشقة بين يديها..واليد الأخرى مرفوعة للأعلى مودعة قلبها المسافر..وكأنها في دوامه عميقة تلف من حولها..
سبع سنوات سيغيب عنها في بلاد الغربة سيستقر هنالك..ذكريات فقط معه واشتياق للعودة لأرض الوطن أو ارض الحبيبة..
سيرجع ومعه شهادة الطب ,الشهادة التي حلم بها كثيرا..فحلم حياته أن يصبح طبيبا وبأن يخدم البشرية برسالة نبيلة تثبت وجوده كإنسان..
تمضي أول سنة..مليئة بالصعوبات والملل على كلا العاشقين..
حياة فتاة في العشرين من عمرها..رومانسيه حتى النخاع..تحب الوفاء وإذا أحبت أخلصت فمن طبعها الإخلاص والمحبة لكل شيء..
الضحكة دوما تعلو شفاهها..للحزن رافضة مغلقه كل أبوابها عن طريقه.
أحبت هاني فمنحته كل عواطفها السامية..لهما نفس واحدة كالتوأم هما متشابهان في كل شيء..كأنهما في جسد واحد..
لم تتخيل يوما أن تبتعد عنه كل هذه الأعوام الطويلة..تبتعد عن روحها التي ارتاحت وآنست لها..
ولكن لا بد من هذا الرحيل ومن ثم اللقاء..وتكون المفاجأة عندما تعلم الحبيبة بمعجب جديد لها..يغرم بها هو الآخر..لكنه حب من طرف واحد..حب محكوم عليه بالإعدام..فقبل أن يولد كانت نتيجته معروفه..
مثل أمور كثيرة في حياتنا نتوقع لها بداية ونهاية مأساويه.
حياة فضلت الصداقة بينهما على أن يكون حب..فهل تخون وببساطة من عاهدته وعاهدت نفسها أمام الله أن لا تكون إلا له..؟!...
أحبت هذا الصديق كأخ لها..ولكنه لم يفهم الرسالة..فحاول الوصول إلى قلبها بشتى الطرق..أغرقها بالعبارات الرنانة وبباقات الورد الحمراء..معتقدا أنها طريقة ناجحة للوصول لروحها..
حياة قاومت فهي وفية صادقة ترفض الخيانة وتمقتها..
وبعد عذاب ومشقة اختار الصديق كرامته وكبريائه..فلم يعد يستطيع التحمل فقرر أن يتجاهل مشاعره تدريجيا..مشاعر حب تكونت ولأول مرة اتجاه هذه الانسانة الرقيقة..التي عشق طيبة قلبها وآرائها المميزة..
هو لا يريد التخلي عنها بناءا على رغبتها..وفي نفس الوقت قلبه يخبره بأنها العاشقة التي ستعلمه معنى الحب الحقيقي..ويحيى معها بكامل سعادته.
محروم هو من الحب بعد بحث طويل عنه..وعندما دق قلبه صدم وتلقى العتاب والملامة..
أشياء كثيرة جمعتهما فكانت الميول والأهواء ذاتها..
كتب الخواطر لأجل عينيها..فرمته بسهام قسوتها مرسلة إليه قصائد عتاب واتهام.. فؤاده تمزق وعانى واليوم صابر لعلها تغير رأيها وتحب من جديد..
في الحب قد نجهل الكثير وندعي الكثير..فأن تنظر لسعادة الآخر وتضحي من اجله فهذا هو الحب بعينه..حب عقلاني..ولكن الصديق فهم غير ذلك فتمادى أكثر طالبا لهذه العاطفة..
قد يكون الحرمان جشع ويجعلنا نتصرف بدون تفكير في بعض الأحيان..ولكنه يعلمنا الكثير..يعلمنا أن العاطفة اغلى ما في الوجود وليس من السهل امتلاكها...جميل هو الحب الجنوني الذي قد يحيط الكثيرون منا..
والأجمل أن يولد في مكان وزمان ملائما له..!
انهارت دموع الصديق على خديه..فعناقها الليل منزلا ستاره لئلا تراه العيون وتكشف سره..
سؤال أخير دار في رأسه قبل أن يعانق وسادته ويستسلم لنوم عميق..
هل كان جدير بحبه ومصارحته لحياة..هل كان على صواب؟!..
وما زال فكره مشغولا لليوم..فأي طريق سيختار يا هل ترى؟!..
بقلم: faten hamadacupidarrow
يضغط على كلتا يديها والعبرات في طريقها إلى المآقي..نظرة تغيب فيها الابتسامة..تطل شمس الأصيل مخترقة وجهيهما فتلامس جدائلها الشقراء لتعود مرة أخرى لتصطدم بدموعها التي بدأت تزيلها حياة برفق عن وجهها.. كان الوداع الأخير فوقفت عنده كل المشاعر والأحاسيس..
وفي هذه اللحظة راودت الحبيب في ذهنه تساؤلات عديدة..هل ستبقى مخلصة لأسطورة عشقهما..؟هل ستنتظره كل هذه الأعوام؟..
تساؤلات ليس لها إجابة فالزمن وحده كفيل بأن يقرر ويجيب عليها في الوقت المناسب..
تتصافح الأيدي مصافحة أخيرة..تتشابك الأنامل رافضة الابتعاد..كأنها في عناق مقدس ليس له نهاية..!
صوت الطائرة يقترب شيئا فشيئا ويعلو في الأفق..كل الأحباء مشغولون بتوديع أحبائهم..تلك الطفلة تبكي لفراق والدها..وهذا الأخ ممسكا أخاه مانعا إياه من الرحيل..!
يحمل هاني حقيبة سفره ويمضي ملقيا نظرة أخيرة على روحه التي تركها هنالك بين حشد الناس الكثير وأصواتهم العالية التي لا تميز منهم صوت الآخر..!
تقلع الطائرة فيصغر حجمها شيئا فشيئا..تاركة خلفها دخان اسود كثيف ومنديل دموع تحمله العاشقة بين يديها..واليد الأخرى مرفوعة للأعلى مودعة قلبها المسافر..وكأنها في دوامه عميقة تلف من حولها..
سبع سنوات سيغيب عنها في بلاد الغربة سيستقر هنالك..ذكريات فقط معه واشتياق للعودة لأرض الوطن أو ارض الحبيبة..
سيرجع ومعه شهادة الطب ,الشهادة التي حلم بها كثيرا..فحلم حياته أن يصبح طبيبا وبأن يخدم البشرية برسالة نبيلة تثبت وجوده كإنسان..
تمضي أول سنة..مليئة بالصعوبات والملل على كلا العاشقين..
حياة فتاة في العشرين من عمرها..رومانسيه حتى النخاع..تحب الوفاء وإذا أحبت أخلصت فمن طبعها الإخلاص والمحبة لكل شيء..
الضحكة دوما تعلو شفاهها..للحزن رافضة مغلقه كل أبوابها عن طريقه.
أحبت هاني فمنحته كل عواطفها السامية..لهما نفس واحدة كالتوأم هما متشابهان في كل شيء..كأنهما في جسد واحد..
لم تتخيل يوما أن تبتعد عنه كل هذه الأعوام الطويلة..تبتعد عن روحها التي ارتاحت وآنست لها..
ولكن لا بد من هذا الرحيل ومن ثم اللقاء..وتكون المفاجأة عندما تعلم الحبيبة بمعجب جديد لها..يغرم بها هو الآخر..لكنه حب من طرف واحد..حب محكوم عليه بالإعدام..فقبل أن يولد كانت نتيجته معروفه..
مثل أمور كثيرة في حياتنا نتوقع لها بداية ونهاية مأساويه.
حياة فضلت الصداقة بينهما على أن يكون حب..فهل تخون وببساطة من عاهدته وعاهدت نفسها أمام الله أن لا تكون إلا له..؟!...
أحبت هذا الصديق كأخ لها..ولكنه لم يفهم الرسالة..فحاول الوصول إلى قلبها بشتى الطرق..أغرقها بالعبارات الرنانة وبباقات الورد الحمراء..معتقدا أنها طريقة ناجحة للوصول لروحها..
حياة قاومت فهي وفية صادقة ترفض الخيانة وتمقتها..
وبعد عذاب ومشقة اختار الصديق كرامته وكبريائه..فلم يعد يستطيع التحمل فقرر أن يتجاهل مشاعره تدريجيا..مشاعر حب تكونت ولأول مرة اتجاه هذه الانسانة الرقيقة..التي عشق طيبة قلبها وآرائها المميزة..
هو لا يريد التخلي عنها بناءا على رغبتها..وفي نفس الوقت قلبه يخبره بأنها العاشقة التي ستعلمه معنى الحب الحقيقي..ويحيى معها بكامل سعادته.
محروم هو من الحب بعد بحث طويل عنه..وعندما دق قلبه صدم وتلقى العتاب والملامة..
أشياء كثيرة جمعتهما فكانت الميول والأهواء ذاتها..
كتب الخواطر لأجل عينيها..فرمته بسهام قسوتها مرسلة إليه قصائد عتاب واتهام.. فؤاده تمزق وعانى واليوم صابر لعلها تغير رأيها وتحب من جديد..
في الحب قد نجهل الكثير وندعي الكثير..فأن تنظر لسعادة الآخر وتضحي من اجله فهذا هو الحب بعينه..حب عقلاني..ولكن الصديق فهم غير ذلك فتمادى أكثر طالبا لهذه العاطفة..
قد يكون الحرمان جشع ويجعلنا نتصرف بدون تفكير في بعض الأحيان..ولكنه يعلمنا الكثير..يعلمنا أن العاطفة اغلى ما في الوجود وليس من السهل امتلاكها...جميل هو الحب الجنوني الذي قد يحيط الكثيرون منا..
والأجمل أن يولد في مكان وزمان ملائما له..!
انهارت دموع الصديق على خديه..فعناقها الليل منزلا ستاره لئلا تراه العيون وتكشف سره..
سؤال أخير دار في رأسه قبل أن يعانق وسادته ويستسلم لنوم عميق..
هل كان جدير بحبه ومصارحته لحياة..هل كان على صواب؟!..
وما زال فكره مشغولا لليوم..فأي طريق سيختار يا هل ترى؟!..
بقلم: faten hamadacupidarrow










