الإختيار والخيانة
26-06-2009, 06:21 AM
*الإختيار...الخيانة*
بلغني خبر خطبة صاحبي، فهرهعت إليه أبارك له هذه الخطوة الإيجابية التي ستبعده عالم العزوبية إلى الأبد، وستدخله قفص ذهبي يعيش فيه باستقرار دائم وعمل لخير الدنيا والآخرة، لقيته فهرولت نحوه وكلي بسام وسعادة وباركت له خطوبته، ثم سألته:
- من هاته صاحبة الشرف العظيم التي استحقت أن تكون زوجتك؟
قال: لا تعرفها، فهي ليست من قريتنا.
قلت: كيف تعرفت عليها؟
قال: لا أعرفها، رأيتها مرة فقط، فأعجبتني خصوصا عندما طرحت رأسها خجلا مني!
أنا أعرف أباها، فهو رجل شهم رزين وابن عائلة محترمة.
قلت: أهذا كل ما تعرفه عنها؟
قال: نعم، فلا يهمني شيء، سو ى أنها ابنة عمي علي، فأنا أكن له كل الإحترام والتقدير...
قلت: يبدوا أنك تسرعت يا صديقي، فليست هذه هي الأسس التي يتم بها إختيار الزوجة الصالحة
يفترض بك أن تتعرف عليها وعلى شخصيتها، على دينها، على تفكيرها، ماذا تريد منك وكيف تريدك أن تكون، فإن أعجبتك من هذه النواحي فستكون الأسعد وإن لم تعجبك بحثت عن أخرى تتصف بصفات المرأة الصالحة...
ثم أن معرفتك لأبيها لا تكفي لتعرف ابنته، فقد لا تتصف البنت بصفات أبيها، ثم أنه يفترض أن تعرف صفات أمها قبل أبيها فهي تحمل من صفات الأم أكثر من صفات الأب...
قال: ندعوا الله أن تكون امرأة صالحة، ثم أنت أعلم بظروفي، فأمي عجوز مريضة وأنا أعمل بعيدا عن الديار وأحتاج لمن يرعاها، فليس لي وقت كافي للبحث عن إمرأة بصفات محددة...
دعوت لصاحبي بالتوفيق في اختياره وسار كل في مساره...
تزوج صاحبي ومرت ثلاث سنوات عن زواجه...وفي يوم من الأيام جاءني زائر في حاجة له يريدني أن أقضيها، تفاجأت للتغيرات التي طرأت عليه منذ ذلك، فقد كان ثخين الجسم، هادئ، بوجه منير كالقمر، وإذا به شبح في هزالة جسده وسواد وجهه، والدخان المتصاعد من سجائره التي لا تنطفأ أبدا...
رأى صاحبي الحيرة التي تعلو وجهي، فابتسم وقال: لا تتعجب يا صديقي فهذه أقدار الحياة ودوام الحال من الحال!!
فما كنت عليه من هدوء واستقرار ونعيم زمن قد ولى، فقد حلت علي كل مصائب الدهر يوم ودعت عزوبيتي، ودخلت ذلكم القفص الذي قيل عنه أنه ذهبي، فأنا وجدته قفص من جحيم وياله من جحيم...!!!
تلهفت لمعرفة ما حصل لهذا الصديق البائس، وما يعاني من مرارة وحسرة، فدعوته لجولة قصيرة يفتح لي من خلالها قلبه فقد أكون يد عون له، وعل وعسى يخرج بعض لهيب هاته النار التي عششت صدره الصغير...
قلت: أفرغ همك يا صاحبي فكلي آذان صاغية، وأنا معك في كل الأحوال...
قال متنهدا: كأنني الآن أتذكر ذلكم اليوم الذي التقينا فيه وباركت لي خطوبتي والحوار الذي جرى بيننا حينها…
فقد أسأت الإختيار فعلا، عندما حددت جوانب الأبوة في من اخترتها شريكة لي، ظننت أن الأب عندما يكون دو وقار لا بد أنه سيربي أبناءه على قيم ومبادئ تكون من صلب ما هو فيه، ظننت أني سأجد امرأة مهابة كأبيها بخلقه ومبادئه...
لكن ما حدث أني أكتشفت أمور ما كانت على بال...فقد كانت امرأة ناكرة للمعروف لا تراعي حقوق الزوجية في أبسط الأمور...وجدتها امرأة جاهلة بمسؤولياتها الزوجية، لا تعي الكثير من القيم والمبادئ التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة صالحة...
فبالرغم من كون أسرتنا صغيرة لا تتكون سوى من أمي ونحن الإثنين إلا أن المشاكل بينها وبين أمي بلغت بها جرأتها ضرب أمي المقعدة حتى كسرت رجلها...
تحملت كل هذا العذاب صابرا عل وعسى تغير من طباعها، لكن الأمر زاد سوء حتى أني طلبت الطلاق لأجل ذلك.
قلت: لم العجلة يا صديقي! فأنت تعلم أن أبغض الحلال إلى الله الطلاق، فلماذا لا تمنحها فرصة أخرى فقد يتغير الحال معها...
فابتسم ساخرا قائلا: كأنه لم تصلك آخر الأخبار يا صاح؟!
قلت: لا، لم يصلني شيء، ماذا هناك؟
قال: فضيحة أذهبت ما تبقى من ماء الوجه، وما تبقى من شرف وكرامة...
قلت: بالله عليك ما لذي حدث؟
قال: أتاني ابن أخي على استحياء بهاتفه المحمول معلنا أن زوجتي تراوده عن نفسه
وأراني أدلة ذلك بمقاطع فيديو صورتها لإغرائه في غرفة نومي...
قلت: يا للهول!!! أوصلت بها الجرأة إلى ذلك؟!
عجيب أمر هاته المرأة ما لذي دهاها؟! يا لوقاحتها، وقلة تربيتها...!!!
قال: المهم أني طلبت الطلاق، وقد أتيتك لأجل ذلك، فهل تساعدني؟
قلت: فماذا تريد مني؟
قال: هذا هو الهاتف، أريدك أن تحول هذه المقاطع وتنسخها في قرص صلب، أريد أن أقدمه كدليل مادي ملموس في المحكمة...فأنت تعلم أني لا علاقة لي بهاته الأمور ولا أعلم كيف أقوم بذلك...
قلت: لك ذلك يا صديقي وأرجوا من الله أن يعوضك إمرأة صالحة تكون لك لباس وعون في طلب سعادة الدنيا والآخرة...
- من هاته صاحبة الشرف العظيم التي استحقت أن تكون زوجتك؟
قال: لا تعرفها، فهي ليست من قريتنا.
قلت: كيف تعرفت عليها؟
قال: لا أعرفها، رأيتها مرة فقط، فأعجبتني خصوصا عندما طرحت رأسها خجلا مني!
أنا أعرف أباها، فهو رجل شهم رزين وابن عائلة محترمة.
قلت: أهذا كل ما تعرفه عنها؟
قال: نعم، فلا يهمني شيء، سو ى أنها ابنة عمي علي، فأنا أكن له كل الإحترام والتقدير...
قلت: يبدوا أنك تسرعت يا صديقي، فليست هذه هي الأسس التي يتم بها إختيار الزوجة الصالحة
يفترض بك أن تتعرف عليها وعلى شخصيتها، على دينها، على تفكيرها، ماذا تريد منك وكيف تريدك أن تكون، فإن أعجبتك من هذه النواحي فستكون الأسعد وإن لم تعجبك بحثت عن أخرى تتصف بصفات المرأة الصالحة...
ثم أن معرفتك لأبيها لا تكفي لتعرف ابنته، فقد لا تتصف البنت بصفات أبيها، ثم أنه يفترض أن تعرف صفات أمها قبل أبيها فهي تحمل من صفات الأم أكثر من صفات الأب...
قال: ندعوا الله أن تكون امرأة صالحة، ثم أنت أعلم بظروفي، فأمي عجوز مريضة وأنا أعمل بعيدا عن الديار وأحتاج لمن يرعاها، فليس لي وقت كافي للبحث عن إمرأة بصفات محددة...
دعوت لصاحبي بالتوفيق في اختياره وسار كل في مساره...
تزوج صاحبي ومرت ثلاث سنوات عن زواجه...وفي يوم من الأيام جاءني زائر في حاجة له يريدني أن أقضيها، تفاجأت للتغيرات التي طرأت عليه منذ ذلك، فقد كان ثخين الجسم، هادئ، بوجه منير كالقمر، وإذا به شبح في هزالة جسده وسواد وجهه، والدخان المتصاعد من سجائره التي لا تنطفأ أبدا...
رأى صاحبي الحيرة التي تعلو وجهي، فابتسم وقال: لا تتعجب يا صديقي فهذه أقدار الحياة ودوام الحال من الحال!!
فما كنت عليه من هدوء واستقرار ونعيم زمن قد ولى، فقد حلت علي كل مصائب الدهر يوم ودعت عزوبيتي، ودخلت ذلكم القفص الذي قيل عنه أنه ذهبي، فأنا وجدته قفص من جحيم وياله من جحيم...!!!
تلهفت لمعرفة ما حصل لهذا الصديق البائس، وما يعاني من مرارة وحسرة، فدعوته لجولة قصيرة يفتح لي من خلالها قلبه فقد أكون يد عون له، وعل وعسى يخرج بعض لهيب هاته النار التي عششت صدره الصغير...
قلت: أفرغ همك يا صاحبي فكلي آذان صاغية، وأنا معك في كل الأحوال...
قال متنهدا: كأنني الآن أتذكر ذلكم اليوم الذي التقينا فيه وباركت لي خطوبتي والحوار الذي جرى بيننا حينها…
فقد أسأت الإختيار فعلا، عندما حددت جوانب الأبوة في من اخترتها شريكة لي، ظننت أن الأب عندما يكون دو وقار لا بد أنه سيربي أبناءه على قيم ومبادئ تكون من صلب ما هو فيه، ظننت أني سأجد امرأة مهابة كأبيها بخلقه ومبادئه...
لكن ما حدث أني أكتشفت أمور ما كانت على بال...فقد كانت امرأة ناكرة للمعروف لا تراعي حقوق الزوجية في أبسط الأمور...وجدتها امرأة جاهلة بمسؤولياتها الزوجية، لا تعي الكثير من القيم والمبادئ التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة صالحة...
فبالرغم من كون أسرتنا صغيرة لا تتكون سوى من أمي ونحن الإثنين إلا أن المشاكل بينها وبين أمي بلغت بها جرأتها ضرب أمي المقعدة حتى كسرت رجلها...
تحملت كل هذا العذاب صابرا عل وعسى تغير من طباعها، لكن الأمر زاد سوء حتى أني طلبت الطلاق لأجل ذلك.
قلت: لم العجلة يا صديقي! فأنت تعلم أن أبغض الحلال إلى الله الطلاق، فلماذا لا تمنحها فرصة أخرى فقد يتغير الحال معها...
فابتسم ساخرا قائلا: كأنه لم تصلك آخر الأخبار يا صاح؟!
قلت: لا، لم يصلني شيء، ماذا هناك؟
قال: فضيحة أذهبت ما تبقى من ماء الوجه، وما تبقى من شرف وكرامة...
قلت: بالله عليك ما لذي حدث؟
قال: أتاني ابن أخي على استحياء بهاتفه المحمول معلنا أن زوجتي تراوده عن نفسه
وأراني أدلة ذلك بمقاطع فيديو صورتها لإغرائه في غرفة نومي...
قلت: يا للهول!!! أوصلت بها الجرأة إلى ذلك؟!
عجيب أمر هاته المرأة ما لذي دهاها؟! يا لوقاحتها، وقلة تربيتها...!!!
قال: المهم أني طلبت الطلاق، وقد أتيتك لأجل ذلك، فهل تساعدني؟
قلت: فماذا تريد مني؟
قال: هذا هو الهاتف، أريدك أن تحول هذه المقاطع وتنسخها في قرص صلب، أريد أن أقدمه كدليل مادي ملموس في المحكمة...فأنت تعلم أني لا علاقة لي بهاته الأمور ولا أعلم كيف أقوم بذلك...
قلت: لك ذلك يا صديقي وأرجوا من الله أن يعوضك إمرأة صالحة تكون لك لباس وعون في طلب سعادة الدنيا والآخرة...
بقلم عبد الرحيم حراتي