تأهل الجزائر إلى المونديال..وأثره على الكون.. بقلم سكران بكأس العالم
01-12-2013, 01:30 PM
تأهل الجزائر إلى المونديال..وأثره على الكون.. بقلم سكران بكأس العالم
تأهل الجزائر إلى كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل حدث تاريخي سيكون له أثر عظيم على مسار الأحداث في الكرة الأرضية، فبمجرد انطلاق صفارة الحكم بنهاية دور الإياب للمباراة الفاصلة بدأت ردود الأفعال الدولية:
فعلى المستوى الإقليمي:
• في تحول مفاجئ للمواقف المملكة المغربية، صدر بيان من وزارة الخارجية المغربية جاء فيه أن "المغرب يدرس بجدية تنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية"، والتبرير الرسمي لهذا القرار –كما جاء في البيان- هو "رغبة المغرب في دفع المفاوضات قدما مع جبهة البوليساريو وتجاوز الانسداد فيها والسعي لإيجاد حل لهذه الأزمة التي طال أمدها"، لكن السبب الرئيسي -كما يقول المحللون- هو تأهل الجزائر إلى كأس العالم، مما فرض رؤيتها في القضية بقوة أذعنت لها المملكة المغربية.
• وردت أنباء من مصادر مقربة من الأمم المتحدة أن المؤتمر المتعلق بالشأن السوري المزمع عقده بجنيف في الشهر المقبل، يزمع تحويله إلى الجزائر، وبرعاية جزائرية لما اكتسبته الجزائر من قوة اقتصادية وعسكرية من الانتصار التاريخي والتأهل إلى كأس العالم سيخولها الضغط على أطراف النزاع من أجل إيجاد حل للمأساة في سوريا.
• في فلسطين المحتلة، قررت حكومة الاحتلال الصهيوني التجميد الفوري للاستيطان، وإطلاق سراح 5000 أسير فلسطيني كدفعة أولى، كما أبدى متحدث باسم الحكومة الصهيونية عقد جولة مقبلة من محادثات "السلام" ستقدم فيها "إسرائيل" تنازلات معتبرة لتظهر أنها مع "العملية السلمية"، لكن ثبت من مصادر مقربة من الحزب الحاكم في الكيان الصهيوني أن التنازلات الصهيونية جاءت في هذا الوقت بالذات لتفادي حرب وشيكة متوقعة مع الجزائر التي اكتسبت قوة خارقة بالتأهل إلى البرازيل، في الوقت نفسه فتح معبر رفح وكل المعابر الأخرى إلى قطاع غزة وسمح بدخول الأشخاص والسلع بلا استثناء.
• في مالي، عبور جماعات كبيرة من أفراد الجماعات المسلحة التي تسيطر على شمال مالي للحدود الجزائرية مستسلمة للجيش الجزائري المرابط على الحدود.
أما في بقية العالم، فالتطورات كبيرة ومتسارعة، من ذلك:
• اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي لدراسة السياسة المستقبلية تجاه الخطر الجزائري، والقوة الجزائرية المتزايدة بعد التأهل إلى كأس العالم بالبرازيل.
• رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يقيل وزير الدفاع، وكل رؤساء الوكالات الأمنية كرد فعل عن فشلهم في تقدير قوة الجزائر التي ظهرت فجأة بالتأهل إلى كأس العالم 2014.
• في تصريح مفاجئ، الأمين العام لأمم المتحدة يقول أن مكتب الهيئة الأممية يدرس منح الجزائر مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي.
• .....إلخ
هذا ما قد يقوله أحد السكارى بالكأس التي أسكرت العالم وأسكرت بلدنا –شعبا وحكومة- خاصة في هذه الأيام، حيث نسمع تصريحات وعبارات –حكومية وشعبية- يفهم منها أن النصر "الكروي" أعظم من فتح الأندلس وغزو القمر واختراع البنسيلين.
ولكن يوشك أن تذهب السكرة وتجيء الفكرة، ويصدمنا الواقع كصفعة على وجوهنا، ونستيقظ من غفوتنا فنجد بلادنا المسكينة ما تزال –بعد التأهل البطولي والملحمة العظيمة-:
في المرتبة 200 من حيث ترتيب جامعات العالم، و136 في مستوى المعيشة، 254 في نظافة العواصم، و3 في استهلاك المخدرات، و5 في حوادث المرور، و1 لاستعمال الحمير في النقل المدرسي! (والأرقام من كيسي..لكنها قريبة من الواقع..مع الأسف!)
نفيق من سكرتنا فنجد بلادنا الوحيدة التي ما تزال تستعمل "الديكالك" في الإدارات الرسمية، و"الطاكسي" فيها هو من يخبرك بوجهتك إذا أوقفته، وعملتنا الورقية من فئة 200دج قد نبتت فيها الطحالب والفطريات، وعملتنا المعدنية قد زينت بصور البهائم والدواب، وطوابير السيارات فيها أمام محطات البنزين وهي بلد البترول والغاز.
نفيق من سكرتنا فإذا تلاميذ الابتدائي في بلدنا ما زالوا يمارسون رياضة رفع الأثقال بحقائبهم، والأساتذة يمارسون هواية الإضراب، المواطنون ينقلون مشاغلهم إلى مسئوليهم بأنجع وسيلة ممكنة: قطع الطرقات، وحرق الذات.
قد ينكر علي بعضهم هذه السوداوية والقنوط ونحن في زمن الاحتفال وإقامة الأعراس بهذا "الفتح المبين"، ويقول لي لماذا لا تفرح مع إخوانك من أبناء الوطن؟ وتصدع رءوسنا بهذا النكد الذي ينغص السرور؟!(Trouble fête كما يقول الفرنسيون!)
فأقول "أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتك!"، وأنا أدخر فرحتي يوم أرى بلادي تزدهر في العلم والمعرفة ونصرة الإسلام، أما مثل اليوم الذي يرقص فيه بعلم الشهداء من أجل لهو ولعب فذاك يوم ادخرت له دمعتي.
نعم "النصر الكروي" والإنجازات الرياضية من مظاهر الرقي لدى الدول، لكن ليس بشيء مقارنة بالنصر الاقتصادي والثقافي والعسكري، وأنا مستعد أن أضحي بمائة "نصر كروي" من أجل نصر اقتصادي أو عسكري واحد، أما أن نضحك ملئ أشداقنا، ونصرخ جهد حناجرنا احتفالا بالـ"نصر" و"الملحمة"، ولا "نصر" ولا "ملحمة" إذا جد الجد، فهو كذب على أنفسنا، وأسوء أنواع الكذب أن يكذب المرء على نفسه.
عسى أن يكون اليوم خمر..وغدا أمر
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!