الأدلّة النقلية على أنّ هجر أهل الأهواء والبدع من السنن المرضية.
15-12-2007, 05:31 PM
((ولا يحل أن تكتم النصيحة أحدا من المسلمين برهم وفاجرهم في أمر الدين فمن كتم فقد غش المسلمين ومن غش المسلمين فقد غش الدين ومن غش الدين فقد خان الله ورسوله والمؤمنين)).
(شرح السنّ للبربهاري –رحمه الله-)
الأدلّة النقلية على أنّ هجر أهل الأهواء والبدع
من السنن المرضيّة
جمعه
أخوكم ومحبّكم في الله
أخوكم ومحبّكم في الله
أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري القسنطيني
غفر الله له
غفر الله له
قال يزيد بن الحكم الثقفي :
تود عدوي ثم تزعم أنني **** صديقك ليس الفعل منك بمستوي
وقال غيره :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه **** فكل قرين بالمقارن يقتدي
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين وبعد:
فهذا جمع مفيد مبارك –إن شاء الله- لأقوال علماء الإسلام على مرّ السنين في إثبات سنّة الزّجر بالهجر.
ويليه تفصيل مهمّ في ضابط استعمال هذه السنّة.
ويليه بيان منهج سلفنا الصالح في معاملة كتب الأهواء والبدع.
ويليه تفصيل مهمّ في ضابط استعمال هذه السنّة.
ويليه بيان منهج سلفنا الصالح في معاملة كتب الأهواء والبدع.
هذا وقد قام شيوخ أجلاّء بتصنيف كتب مفيدة في هذا الباب أذكر من أهمّ وأشهر هذه الكتب في عصرنا:
·كتاب (تحفة الإخوان) لصاحبه المحدّث العلامة ناصر السنّة حمّود التُوَيْجُريُّ رحمه الله تعالى.
·كتاب (هجر المبتدع) للشيخ بكر أبي زيد أصلحه الله تعالى وأعاده إلى حظيرة الحقّ.
·كتاب: (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء) للشيخ الفاضل خالد بن ظحوي الظفيري (أبو عبد الله المدني) المشرف على شبكة سحاب السلفية حفظها الله تعالى وزادها عزّا ورفعة وجعلها منارا لنشر السنّة والدفاع عنها.
·كتاب (تحفة الإخوان) لصاحبه المحدّث العلامة ناصر السنّة حمّود التُوَيْجُريُّ رحمه الله تعالى.
·كتاب (هجر المبتدع) للشيخ بكر أبي زيد أصلحه الله تعالى وأعاده إلى حظيرة الحقّ.
·كتاب: (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء) للشيخ الفاضل خالد بن ظحوي الظفيري (أبو عبد الله المدني) المشرف على شبكة سحاب السلفية حفظها الله تعالى وزادها عزّا ورفعة وجعلها منارا لنشر السنّة والدفاع عنها.
هذا وأسأل الله لي ولجميع إخواني السلفيين التوفيق والسداد في القول والعمل إنّه تعالى سميع مجيب.
توطئة:
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى من سورة النّساء: ((وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140))
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى من سورة النّساء: ((وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140))
((فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر؛ قال الله عز وجل: ((إنكم إذا مثلهم)). فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية..)).
إلى أن قال:
((وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى.
وقال الكلبي: قوله تعالى: ((فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره )) نسخ بقوله تعالى: ((وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء)) [الأنعام: 69]. وقال عامةالمفسرين: هي محكمة. وروى جويبر عن الضحاك قال: دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة.)) اهـ
إلى أن قال:
((وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى.
وقال الكلبي: قوله تعالى: ((فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره )) نسخ بقوله تعالى: ((وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء)) [الأنعام: 69]. وقال عامةالمفسرين: هي محكمة. وروى جويبر عن الضحاك قال: دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة.)) اهـ
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره: ((وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية..)) اهـ
فالمسألة خطيرة جدا وقد توصل صاحبها إلى ما لا يُحمدُ عقباه بل قد تصلُ به إلى الشرك والكفر والعياذ بالله.
فقد روى الشيخان من حديث المسيب بن حزن رضي الله عنه قال: ((لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللهصلى الله عليه وسلّم فوجد عنده أبا جهل بن هشام، و عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبي طالب: (يا عم: قل لا اله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله ) فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟
فلميزل رسول اللهصلى الله عليه وسلّم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب و أبى أنيقول لا اله الا الله ...) الحديث.متفق عليه. اللؤلؤ و المرجان(16).
فلميزل رسول اللهصلى الله عليه وسلّم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب و أبى أنيقول لا اله الا الله ...) الحديث.متفق عليه. اللؤلؤ و المرجان(16).
فأنتَ ترى أنّ من أسباب موتأبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلّم على الكفر والشرك هو مجالسة أهل الكفر والشرك!! وتأمّل جيدا قول راو الحديث: ((فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة.))
وتأمّل قوله:
((فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب و أبى أنيقول لا اله الا الله ...))
((فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب و أبى أنيقول لا اله الا الله ...))
فهل يشكّ عاقل بعد هذا أنّ هجر أهل البدع والضلال من أوكد الواجبات على المسلم المُعاصر ؟
فإذا كان أبو طالب قد تأثّر بمجالسة أهل الكفر له وبجنبه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فكيف نسلمُ نحنُ اليوم ونحن فيما نحنُ فيه من ضياع فكري وفساد عقدي وتمييع منهجي ؟!
فهل يصحّ بعد هذا البيان قول البعض –هداهم الله- أنّ الهجر لا يجوز وأنّه من أسباب الفرقة وتسلّط الأعداء على المسلمين ؟!
قال فضيلة الشيخ المحدّث العلامة حمود التويجري رحمه الله:( إذا علم هذا فأهل العقل المعيشي لا يرون بمداهنة البدع والفسوق والعصيان بأسا، وكثير منهم لا يرون بمداهنة الكفار والمنافقين بأسا .
وبعض أهل الجهل المركب منهم ينكرون على من يهجر أهل البدع والفسوق والعصيان ويكفهر في وجوههم ويعدون ذلك من الهجر الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقوله: ( لا تهاجروا ) وقوله: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ).
وقد سمعت هذا من بعض الخطباء والقصاص منهم والحامل لهم على التسوية بين الهجر الديني وهو ما كان لله وبين الهجر الدنيوي وهو ما كان لحظ النفس لا يخلو من أحد أمرين : إما الجهل بالفرق بين هذا وهذا .
وإما قصد لبس الحق بالباطل عنادا ومكابرة وتمويها على الأغبياء الذين لا علم لهم بمدارك الأحكام ، وهذا الأخير هو الظاهر من حال المتلبسين منهم ببعض المعاصي ليدفعوا عن أنفسهم الشنعة وليوهموا الجهال أن هجرهم إياهم من أجل المعصية لا يجوز وأن الذين يهجرونهم من طلبة العلم وغيرهم ليسوا مصيبين ) (تحفة الإخوان).
والآن إلى الآثار المروية عن علماء الأمّة الإسلامية:
1)قال ابن مسعود رضي الله عنه :((لايزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن الأكابر، وعن أمنائهم وعلمائهم، فاذا أخذوا عن صغارهم وشرارهم هلكوا))
قال ابن المبارك رحمه الله : يعني أهل البدع.أخرجه ابن المبارك في ( الزهد 815 ) و ابن عبد البر في ( جامع بيان العلم 1/158 )
قال ابن المبارك رحمه الله : يعني أهل البدع.أخرجه ابن المبارك في ( الزهد 815 ) و ابن عبد البر في ( جامع بيان العلم 1/158 )
2)وقال حبة بن جوين: سمعت عليا-أو قال قال علي-: ((لو أن رجلا صام الدهر كله وقام الدهر كله ثم قتل بين الركن و المقام، لحشره الله يوم القيامة مع من يرى انه على هدى)).رواه الدارمي في سننه (1/310/ دار الكتاب العربي/ ط2/1417 )
3) روى أبو نعيم في الحلية بإسناد جيد عن زياد بن حدير قال : قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعليّ طيلسان وشاربي عاف فسلمت عليه فرفع رأسه فنظر إليّ ولم يرد علي السلام فانصرفت عنه فأتيت ابنه عاصما فقلت له : لقد رميت من أمير المؤمنين في الرأس فقال : سأكفيك ذلك , فلقي أباه فقال : يا أمير المؤمنين أخوك زياد بن حدير يسلم عليك فلم ترد عليه السلام ، فقال : إني قد رأيت عليه طيلسانا ورأيت شاربه عافيا , قال : فرجع إلي فأخبرني فانطلقت فقصصت شاربي وكان معي برد شققته فجعلته إزار ورداء ثم أقبلت إلى عمر رضي الله عنه فسلمت عليه فقال : وعليك السلام هذا أحسن مما كنت فيه يا زياد .
قال العلامة التويجري رحمه الله :
وإذا كان عمر رضي الله عنه قد هجر زياد بن حدير على إعفائه لشاربه فكذلك ينبغي هجر من حلق لحيته لأن كل من الأمرين معصية ظاهره لما فيهما منمخالفة أمررسول الله صلى الله عليه وسلّم بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى, ولما فيهما أيضا من التشبه بالمجوس ومن يحذو حذوهم من أصناف المشركين.
( التحفة للتويجري ).
( التحفة للتويجري ).
4) وروى الدارمي بإسناده إلى أيوب قال: قال أبو قلابة: لا تجالسوا أهل الأهواءولا تجادلوهم، فاني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون. السنن(1/391)
5) وبإسناده إلى أيوب قال: رآني سعيد بن جبير جلست الى طلق بن حبيب، فقال لي: ألم أرك جلست الى طلق بن حبيب، لا تجالسه. السنن(1/392)
فأين طلق بن حبيب العابد الزاهد- الذي قال عنه أيوب السختياني: ما أدركت بالبصرة أعبد منه ولا أبر بوالديه منه - من هؤلاءالضلال–من إخوان مفلسين وتبليغ وسرورية وقطبية وجهمية- الذين يُلام الإخوة السلفيين على هجرهم لهم!؟
6) ودخل رجلان من أهل الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث ؟ قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال:لا، لتقومان عني أو لأقومن. قال: فخرجا. فقال بعض القوم ( أظنهم كانوا على شاكلة دعاة التقارب والوسطية! ): يا أبا بكر و ما كان عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله تعالى؟ (تنبه جيدا أخي الكريم لما سيقوله هذا الامام الحبر البحر وقارن بين قوله وقول دعاة الوسطية والتقارب ! ) قال: اني خشيت أن يقرآ علي آية، فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي .سنن الدارمي(1/397).
الله أكبر الإمام التابعي الجليل محمّد ابن سيرين يخشى على نفسه أن يفتتن بكلام أهل الأهواء ! فيرفض سماع ولو آية من كتاب الله !!
فما بالك بنا نحنُ وقد غصنا في بحر الشبهات وفي محيط الشهوات ؟!
لماذا لا يمتثل شبابنا لنصائح علمائنا الكبار إذا ما حذروهم من كتب فلان أو أشرطة علاّن؟!
لماذا الإصرار على مخالفة نصائح العلماء؟!
لقد كان علي بن حاج في أوّل أمره يدّعي السلفية ويقرأ كتب السلف وعلماء السلفية ولكنّه اغترّ بنفسه فزعم أنّ بإمكانه الردّ على جماعة الإخوان المفلسين فأخذ في قراءة كتب القوم فتأثّر بهم فانتهى أمره إلى ما هو عليه اليوم!!
إنّ مما يذكره العقلاء والحكماء أنّه ليس الغبي من يقع في الخطإ ولكنّ الغبي الذي لا يتعلّم من أخطاء غيره! والسعيد من وُعظ بغيره.
وعن ابن عون قال : كان محمد ـ يعني ابن سيرين (رحمه الله) يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهواء يرى أن هذه الآية أنزلت فيهم. الإنابة لابن بطة ( 2/431 ). أي قوله تعالى ((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيـره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بع الذكرى مع القوم الظالمين)).
7) وقال الفضيل بن عياض رحمهالله: ...ولا يمكن أن يكون صاحب السنة يمالئ صاحب بدعة الا من النفاق. ( الابانة لابن بطة 2/421 )
وقال كذلك: من عظّم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام، ومن تبسم فيوجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله على محمد، ومن زوّج كريمته من مبتدعفقد قطـع رحمهـا،ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع. ( الابانة لابن بطة 2/421 )
وقال أيضا:من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة (شرح السنّة للبربهاري 127).
وقال: آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
وقال: آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
وقال:إذا علم الله عز وجل من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له وإن قل عمله ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة فلا تكن صاحب بدعة في الله أبدا . (نفس المصدر 130-131).
8) وقال أرْطاة بنُ المُنْذِرِ: ((لَأَنْ يَكونَ اِبنِي فَاسِقًا مِن اَلْفُسَّاقِ أَحَبُّ إِلَيَّ منْ أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ اَلْهَوَى)). (الإبانة لابن بطة 87)
9) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الْفَزَارِيُّ: لأن أَجْلِسَ إِلَى اَلنَّصَارى فِي بِيَعِهِم أَحَبُّ إِلَيَّ مِن اَلْجُلُوسِ فِي حَلْقَةٍ يَتَخَاصَمُ فِيهَا اَلنَّاسُ فِي دِينِهِم. (نفس المصدر 88)
10) وقال سَعِيدُ بْنُ جُبَيْر:لأن يَصْحَبَ اِبْنِي فَاسِقًا شَاطِرً ا سُنِّيًّا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَصْحَبَ عَابِدًا مُبْتَدِعًا. (نفس المصدر 89)
11) وقيل لِمَالِكِ بن مِغْوَل: رَأَيْنَا اِبْنَكَ يَلْعَبُ بِالطُّيُورِ فَقَالَ: ((حَبَّذَا إِنْ شَغَلَتْهُ عَنْ صُحْبَةِ مُبْتَدِعٍ)). (نفس المصدر 90)
12) وَقَالَ حَمَّادُ بْن زَيْدٍ: قَالَ لِي يُونُس يَا حَمَّادُ إِنِّي لَأَرَى اَلشَّابَّ عَلَى كُلِّ حَالَةٍ مُنْكَرَةٍ فَلَا أُيَئِّسُ مِنْ خَيْرِهِ حَتَّى أَرَاهُ يُصَاحِبُ صَاحِب بِدْعَةٍ فَعِنْدَهَا أَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ عَطِبَ. (نفس المصدر 94)
13) وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنَّ فِيمَا أَنْزَلَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ لا تُجَالِسْ أَهْلَ اَلأهْوَاءِ فَيُحْدِثُوا فِي قَلْبِكَ مَا لَمْ يَكُن. (نفس المصدر 111)
14) وَقَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيّ ُ: قَالَ لِي أَبُو قِلابَةَ: يَا أَيُّوبُ اِحْفَظْ عَنِّي أَرْبَعًا: لا تَقُلْ فِي اَلْقُرْآنِ بِرَأْيِكَ وَإِيَّاكَ وَالْقَدَرَ وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ فَأَمْسِكْ وَلا تُمَكِّنْ أَصْحَابَ اَلْأَهْوَاءِ مِنْ سَمْعِكَ فَيُنْفِذُوا فِيهِ مَا شَاءُوا.(نفس المصدر 118)
15) وقال قتادةرحمه الله في قوله تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) النساء 171 : لا تبتدعوا ولا تجالسوا مبتدعا(نفس المصدر)
16) و قال عبد الرزاق رحمه الله : أخبرنا معمر قال : كان ابن طاوس جالسا فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم ، فأدخل ابن طاوس اصبعيه في أذنيه، و قال لابنه : أي بني ، أدخل اصبعيك في أذنيك واشدد، ولا تسمع من كلامه شيئا. أنظر الإبانة الكبرى لابن بطة العكبري رحمه الله تعالى ( 2/429-482 ).
17) وعن الحسن بن عبيد الله قال: مر ابراهيم التيمي بابراهيم النخعي فسلم عليه فلم يرد عليه. اهـ (ابن بطة 1/397 و اللالكائي 5/1061 )
18) و قال الامام الأوزاعي رحمه الله : من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته. اهـ. ( الابانة لابن بطة ج2/420 )
قال الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي حفظه الله : يعني أنه اذا ألف أهل البدع ، فانه يعتبر منهم. ( تنبيه الغبي في الرد على مخالفات أبي الحسن المأربي للعلامة النجمي. )
19) وقال الإمام مالك رحمه الله: لا تسلم على أهل الأهواء ولا تجالسهم، إلا أن تغلظ عليهم ولا يعاد مريضهم ولا تحدث عنهم الأحاديث.اهـ ( الجامع لابن أبي زيد القيرواني )
فهل ما قاله الإمام مالك رحمه الله تعالى يُعدُّ تفريقا للأمّة وتشتيتا لصفوفها ؟!
أين أنتم يا مالكية الجزائر لتروا إمامكم يخالف ما أنتم عليه اليوم ويُطبّق ما عليه نحنُ اليوم ؟
أين أنتم يا مالكية الجزائر لتروا إمامكم يخالف ما أنتم عليه اليوم ويُطبّق ما عليه نحنُ اليوم ؟
فأيُّ الفريقين أولى بالإمام مالك أنتم أم نحنُ ؟!
20) وقال الإمام ابن أبي زمنين رحمه الله في ( أصول السنة ): ولم يزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة وينهون عن مجالستهم ويخوفون فتنهم ويخبرون بخلاقهم، ولا يرون ذلك غيبة لهم و لا طعنا عليهم. اهـ
21) وقال الإمام ابن عون رحمه الله: من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع. (الإبانة)
22) وقال الربيع بن سليمان: نزل الشافعي عن الدرجة ، و قوم يتكلمون بشيء من الكلام فصاح عليهم وقال: اما أن تجاورونا بخير أو تقوموا عنا. (اعتقاد الإمام الشافعي للإمام الهكاري 23 دار الوطن ط1 تحقيق عبد الله البّراك )
23) وقال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله: أصول السنّة عندنا ...وترك الخصومات والجلوس مع أهل الأهواء. اهـ (أصول السنة 5/ دار الإمام مالك )
وقال حينما سؤل عن الكرابيسي ( ايّاك وايّاك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه ) أربع مرات أو خمس مرات. ( تاريخ بغداد (8/65))
( براءة علماء الامة من تزكية أهل البدعة و المذمة ص7 للدكتور عصام السناني. مجالس الهدى ط1).
( براءة علماء الامة من تزكية أهل البدعة و المذمة ص7 للدكتور عصام السناني. مجالس الهدى ط1).
وهل تعلم أخي القارئ لماذا شنّع الإمام أحمد والإمام الرازي على الكرابيسي؟!
الجواب:لقد صنّف الكرابيسي كتاباوكان فيه : ( اذا قلتم أن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج، فهذا فلان قد خرج ). (أي أنّه دافع عن رجل من أهل الأهواء) فلما قرئ على الامام احمد وهو لا يدري منوضعه ، قال: ( هذا قد جمع للمخالفين مه لم يحسنوا أن يحتجوا به، حذروا عن هذا ) (شرح علل الترمذي (2/807) ) ( المصدر السابق ص6-7 )
الجواب:لقد صنّف الكرابيسي كتاباوكان فيه : ( اذا قلتم أن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج، فهذا فلان قد خرج ). (أي أنّه دافع عن رجل من أهل الأهواء) فلما قرئ على الامام احمد وهو لا يدري منوضعه ، قال: ( هذا قد جمع للمخالفين مه لم يحسنوا أن يحتجوا به، حذروا عن هذا ) (شرح علل الترمذي (2/807) ) ( المصدر السابق ص6-7 )
وهل تدري أخي القارئ من الحسن بن صالح الذي احتج له الكرابيسي ولأجله حذّر الإمامان أحمد والرازي رحمهما الله منه بل ونهيا عن مجالسته وعن مجالسة منيجالسه؟!
الجواب: قال الذهبي في السير (7/361-371 ) : ( هو من أئمة الاسلام لولا تلبسه ببدعة ) وقال: (كان يرى الحسن الخروج على أمراء زمانه لظلمهم وجورهم،لكن ما قاتل أبدا، وكان لا يرى الجمعة خلف الفاسق ).
فكيف بمن يعلن تكفير الحكام على رؤوس الأشهاد ويحرّض النّاس على الخروج عليهم من أمثال: سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض وعوض وعلي القرنيين ؟ ومن أمثال محمّد حسّان المصري ومحمّد حسين يعقوب ونبيل العوضي وحامد العلي وغيرهم ؟
كيف لو سمع الإمام أحمد رحمه الله تعالى دروس وخطب الشيخ كشك رحمه الله تعالى ؟!
كيف لو قرأ كتب المدعو أبي محمّد المقدسي (عصام البرقاوي) وأبي قتادة الفلسطيني وأبي بصير الطرطوسي ؟!
كيف لو سمع الإمام أحمد رحمه الله تعالى دروس وخطب الشيخ كشك رحمه الله تعالى ؟!
كيف لو قرأ كتب المدعو أبي محمّد المقدسي (عصام البرقاوي) وأبي قتادة الفلسطيني وأبي بصير الطرطوسي ؟!
كيف لو قرأ (معالم في الطريق) و(في ظلال القرآن) وغيرها من كتب سيّد قطب وقد شحنت بالغلو في التكفير وتعميم الجاهلية على جميع المجتمعات بل واعتبار مساجد المسلمين معابد جاهلية ؟!
كيف لو عاش هؤلاء النّاس ورأو ما نحن فيه اليوم من فوضى علمية وعاطفة غثائية وانفعالات حماسية وأعمال إرهابية وعقائد خارجية وأخرى رافضية وأخرى جهمية وأخرى معتزلية ؟!
واحسرتاه على ذلك الزمن، زمن كان فيه أكثر من ألف حافظ! كلما طلع قرن للشيطان اقتلعوه من عروقه واجتثّوه من أصوله.
الله أكبر لو حدثت فتنة خلق القرآن في عصرنا وامتحن النّاس لأجلها!
الله أكبر لو يحيا ابن أبي دؤاد وبشر المرّيسي وجهم بن صفوان ومعبد الجهني وواصل بن عطاء الغزّال والحلاّج وابن عربي وعبد الله بن سبإ وغيرهم من رؤوس الضلال والإلحاد والزندقة بين هؤلاء الرعاع من أنصاف المتعلمين؟!
الله أكبر ما أسهل مهمّة الدجّال مع هؤلاء المساكين!
وقال (أي الإمام الذهبي): (قال وكيع: جزّأ هو (أي الحسن بن صالح) وأمه وأخوه مثالثة - أي ثلاثة أجزاء- للعبادة فلما ماتت أمه، قسم الليل بينهما، فمات أخوه، فقام الحسن بالليل كله).
واخرج ابن الجوزي عن موسى بن عبدالله الطرسوسي قال ( سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة )مناقب الإمام أحمد ص205 نقلا عن اعتقاد الأئمّة الأربعة لمحمّد الخميس.
واخرج ابن الجوزي عن موسى بن عبدالله الطرسوسي قال ( سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة )مناقب الإمام أحمد ص205 نقلا عن اعتقاد الأئمّة الأربعة لمحمّد الخميس.
فأين من يُنكرون علينا هجرنا لأهل الأهواء والبدع بحجّة أنّ لهم حسنات وأنّهم يحاربون الإلحاد والشيوعية ووو ...
24) وقال الامام أبو حاتم الرازي وهو يتكلم عن عقيدة أهل السنة والجماعة: (وترك رأي الملبسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين، وترك النظر في كتب الكرابيسي ومجانبة من يناضل عنه من أصحابه وشاجرديه مثل داود الاصبهاني، وأشكاله ومتبعيه).( أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي (1/180) )
فكيف سيكون موقف الإمام أبي حاتم الرازي رحمه الله ممّن ينظُر في كتب أمثال سيّد قطب وأخيه والمودودي والندوي والغزالي و... القائمة طويلة !
كيف لو سمع من يُناضل عن سيّد قطب ويعتبرهُ إمام هُدى!
فإذا كان هذا موقفه من كتب الكرابيسي (وليس فيها معشار مما في كتب سيّد قطب! من الضلال والإنحراف) فكيف سيكون موقفه من كتب سيّد قطب وهي تطفح بالتكفير والتجهيل ؟!
كيف لو سمع من يُناضل عن سيّد قطب ويعتبرهُ إمام هُدى!
فإذا كان هذا موقفه من كتب الكرابيسي (وليس فيها معشار مما في كتب سيّد قطب! من الضلال والإنحراف) فكيف سيكون موقفه من كتب سيّد قطب وهي تطفح بالتكفير والتجهيل ؟!
25) وقال الامام يحي بن سعيد القطان رحمه الله: لما قدم سفيان الثوري البصرة جعل ينظر الى أمر الربيع ابن صبيح وقدره عند الناس سأل أي شيء مذهبه ؟ قالوا : ما مذهبه الا السنة ؟ قال: من بطانته ؟ قالوا أهل القدر. قال: هو قدري.اهـ ( الابانة لابن بطة ج2/421 )
الله أكبر لو رأى سفيان الثوري عمرو خالد وسأل عن بطانته فقيل له: الفنانات! والممثلات والمطربات (المعتزلات) و(غير المعتزلات)! فبماذا سيجيب يا تُرى ؟!
وقال سفيان الثوري أيضا: من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها يعني إلى البدع. (شرح السنّة للبربهاري 125)
وقال سفيان الثوري أيضا: من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها يعني إلى البدع. (شرح السنّة للبربهاري 125)
26) وقال داود بن أبي هند: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران لا تجالس أهل البدع فإن جالستهم فحاك في صدرك شيء مما يقولون أكببتك في نار جهنم . (شرح السنّة للبربهاري 126)
27) وعن ميمون بن أبي حمزة قال: قال لي ابراهيم النخعي: لا تدعوا هذا الملعون يدخل علي بعد ما تكلم في الإرجاء- يعني حمادا-!
وحماد هو حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة وكان رأسا في الإرجاء! رواه عبد الله بن أحمد1 /365
الله أكبر! رحم الله إبراهيم النخعي الإمام الفذّ، كيف لو سمع من يقول: (إبليس ما كفرش!) ؟! كيف لو سمع من يقول: (اعبد اللي إنت عايزو!) ؟!
بل كيف لو سمع (علامة زمانه!!) يوسف القرضاوي يترحّم ويستغفر لبابا الفاتيكان إمام الكفر في عصره ويعزّي (إخوانه! كما يقول) النصارى على رؤوس الأشهاد وفي برنامج تلفزيوني على قناة فضائحية يشاهده ويتابعه الملايين ؟؟!!
أين إرجاء حمّاد من إرجاء هؤلاء ؟!
أين إرجاء حمّاد من إرجاء هؤلاء ؟!
28)وقال عمرو بن قيس الملائي: إذا رأيتَ الشَابَّ أوَّلَ ما يَنشأُ مع أهل السنة والجماعة فارْجُه، وإذا رأيتَه مع أهل البدع فايْئَسْ منه؛ فإنّ الشّابَّ على أَوّل نُشُوئه. رواه ابن بطة في ( الإبانة 44)
29) وقال الإمام البربهاري رحمه الله تعالى: ((وإياك والنظر في الكلام والجلوس إلى أصحاب الكلام وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس)) (شرح السنّة 83)
وقال: (( وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فاحذره واعرفه فإن جلس معه بعدما علم فاتقه فإنه صاحب هوى)). (نفس المصدر 105)
وقال: ((وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب فاسقا فاجرا صاحب معاص ظالما وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته وإذا رأيت الرجل عابدا مجتهدا متقشفا محترفا بالعبادة صاحب هوى فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولا تمشي معه في طريق فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه)) (نفس المصدر 108)
وقال: رأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال:((يا بني من أين خرجت)) قال من عند عمرو بن عبيد.
قال:((يا بني لأن أراك خرجت من بيت هيتي أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء)).
قال:((يا بني لأن أراك خرجت من بيت هيتي أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء)).
أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الهيتي لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره.
فاحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة وانظر من تجالس وممن تسمع ومن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا من عصم الله منهم وإذا رأيت الرجل يذكر ابن أبي داؤد والمريسي أو ثمامة وأبا الهذيل وهشام الفوطي أو واحدا من أتباعهم وأشياعهم فاحذره فإنه صاحب بدعة وإن هؤلاء كانوا على الردة واترك هذا الرجل الذي ذكرهم بخير)).(نفس المصدر108 -109- 110)
أتدري من (الهيتي) ؟ هو رجلٌ مخنّث !! نعم أخي الكريم إلى هذا الحدّ وصل تحذير سلفنا الصالح أبناءهم وذويهم من مجالسة أهل البدع.
وكلّ خير في اتّباع من سلف **** وكلّ شرّ في لبتداع من خلف.
30) قال الامام أبو عثمان الصابوني المتوفى سنة 449 :
ويبغضون (أي أهل الحديث والأثر أهل اسنّة والجماعة) أهل البدع الذينأحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين، ولايناظرونهم، ويرونصون آذانهمعن سماعأباطيلهم التي إذا مرت بالآذان قَرّت بالآذان وقرت بالقلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: (وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْره )اهـ ( عقيدة السلف ص89 )
ويبغضون (أي أهل الحديث والأثر أهل اسنّة والجماعة) أهل البدع الذينأحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين، ولايناظرونهم، ويرونصون آذانهمعن سماعأباطيلهم التي إذا مرت بالآذان قَرّت بالآذان وقرت بالقلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: (وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْره )اهـ ( عقيدة السلف ص89 )
ثم ذكر علامات أهل البدع، وعلامات أهل السنة ، ثم قال: (واتفقوا (أي أهل الحديث) مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم… ).
رحمة الله على الإمام الصابوني لو قال هذا الكلام في هذه الأزمان لرمي بالعمالة للأمريكان وبالتزلّف للسلطان!! إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
31) وقال القاضي الفقيه عبد الوهاب البغدادي المالكي المتوفى سنة 442 : وللمسلم على أخيه المسلم حقوق: ...وهجرته له منهي عنها فوق ثلاثة أيامالا أن يكون من المبتدعة وأهل الأهواء فينبغي حينئذ هجرته، والامتناع من الإصغاء اليه...اهـ.( التلقين في الفقه المالكي ص 193)
فأين أنتم يا من تنكرون علينا بحجّة أنّنا غيّرنا في المذهب المالكي ؟! فها هو إمام مالكي يقرّر هجر أهل الأهواء والبدع في أحد كتبه الذي يعتبر عندكم مرحعا وأصلا !
32) وقال (محيي السنّة) الإمام البغوي رحمه الله: قد أخبر النبي عن افتراق هذه الأمّة، وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنّته وسنّة أصحابه رضي الله عنهم، فعلى المرء المسلم إذا رآى رجلا يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً، أو يتهاون بشيئ من السنن أن يهجره، ويتبرأ منه، ويتركه حياً أو ميتاً، فلا يسلّم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته، ويراجع الحق.
والنّهي عن الهجران فوق الثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان ذلك في حق الدين، فإنّ هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا. (شرح السنّة للبغوي 1/224-227) (إتحاف السالك للشيخ سليم الهلالي ص 106).
والنّهي عن الهجران فوق الثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان ذلك في حق الدين، فإنّ هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا. (شرح السنّة للبغوي 1/224-227) (إتحاف السالك للشيخ سليم الهلالي ص 106).
33) و قال شيخ الإسلام ومفتي الأنام وبقية السلف الكرام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رضي الله عنه : ... وأما الصلاة خلف أهل الأهواء والبدع وخلف أهل الفجور ، ففيه نزاع مشهور وتفصيل ليس هذا موضع بسطه لكنأوسط الأقوال فيهؤلاء : أنّ تقديم الواحد من هؤلاء في الإمامة لا يجوز مع القدرة على غيره فان من كان مظهرا للفجور و البدع يجب الإفطار عليه و نهيه عن ذلك.
وأقل مراتب الإنكار هجره لينتهي عن فجوره وبدعته.
و لهذا فرق جمهور الأئمة بين الداعية وغير الداعية اذا أظهر المنكر استحق الإنكار عليه بخلاف الساكت فانه بمنزلت من أسر بالذنب فهذا لا ينكر عليه في الظاهر فإن الخطيئة اذا خفيت لم تضرالا صاحبها ولكن اذا أعلنت فلم تنكرضرت العامة.اهـ ( فقه الكتاب والسنة ورفع الحرج عن الأمة لابن تيميةص118/ط1/دارالكتب العلمية ).
وأقل مراتب الإنكار هجره لينتهي عن فجوره وبدعته.
و لهذا فرق جمهور الأئمة بين الداعية وغير الداعية اذا أظهر المنكر استحق الإنكار عليه بخلاف الساكت فانه بمنزلت من أسر بالذنب فهذا لا ينكر عليه في الظاهر فإن الخطيئة اذا خفيت لم تضرالا صاحبها ولكن اذا أعلنت فلم تنكرضرت العامة.اهـ ( فقه الكتاب والسنة ورفع الحرج عن الأمة لابن تيميةص118/ط1/دارالكتب العلمية ).
34) قال القرطبي في قوله تعالى: ((وَ لاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّّكُمُ النَّارُ))(هود:113]): وأنّها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم، فإن صحبتهم كفر أو معصية، إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة، وقد قال حكيم:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه **** فكل قرين بالمقارن يقتدي
وصحبة الظالم على التقية فمستثناة من النهي بحال الاضطرار. اهـ
35) و قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: ذهب الجمهور إلى أنه لا يسلم على الفاسق ولا المبتدع .
قال النووي : فإن اضطر إلى السلام بأن خاف ترتب مفسدة في دين أو دنيا إن لم يُسلِّم سَلَّم . وكذا قال ابن العربي وزاد : وينوي أن السلام إسم من أسماء الله تعالى فكأنَّه قال : الله رقيب عليكم .
قال النووي : فإن اضطر إلى السلام بأن خاف ترتب مفسدة في دين أو دنيا إن لم يُسلِّم سَلَّم . وكذا قال ابن العربي وزاد : وينوي أن السلام إسم من أسماء الله تعالى فكأنَّه قال : الله رقيب عليكم .
وقال أيضا(10/497): قوله ((باب ما يجوز من الهجران لمن عصى)) أراد بهذه الترجمة بيان الهجران الجائز لأن عموم النهي مخصوص بمن لم يكن لهجره سبب مشروع فتبين هنا السبب المسوغ للهجر وهو لمن صدرت منه معصية فيسوغ لمن يتحقق عليها منه هجره عليها ليكف عنها.
..ثمّ قال:قال المهلب: غرض البخاري في هذا الباب أن يبين صفة الهجران الجائز وأنه يتنوع بقدر الجرم فمن كان من أهل العصيان يستحق الهجران بترك المكالمة كما في قصة كعب وصاحبيه وما كان من المغاضبة بين الأهل والأخوان فيجوز الهجر فيه بترك التسمية مثلا أو بترك بسط الوجه مع عدم هجر السلام والكلام.
وقال الكرماني لعله أراد قياس هجران من يخالف الأمر الشرعي على هجران اسم من يخالف الأمر الطبيعي.
وقال الطبري قصة كعب بن مالك أصل في هجران أهل المعاصي.
وقال الكرماني لعله أراد قياس هجران من يخالف الأمر الشرعي على هجران اسم من يخالف الأمر الطبيعي.
وقال الطبري قصة كعب بن مالك أصل في هجران أهل المعاصي.
وقد استشكل كون هجران الفاسق أو المبتدع مشروعا ولا يشرع هجران الكافر وهو أشد جرما منهما لكونهما من أهل التوحيد في الجملة.
وأجاب بن بطال بأن لله أحكاما فيها مصالح للعباد وهو أعلم بشأنها وعليهم التسليم لأمره فيها فجنح إلى أنه تعبد لا يعقل معناه.
وأجاب غيره بأن الهجران على مرتبتين:
الهجران بالقلب والهجران باللسان.
فهجران الكافر بالقلب وبترك التودد والتعاون والتناصر لا سيما إذا كان حربيا وإنما لم يشرع هجرانه بالكلام لعدم ارتداعه بذلك عن كفره بخلاف العاصي المسلم فإنه ينزجر بذلك غالبا ويشترك كل من الكافر والعاصي في مشروعية مكالمته بالدعاء إلى الطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنما المشروع ترك المكالمة بالموادة ونحوها. اهـ
فهجران الكافر بالقلب وبترك التودد والتعاون والتناصر لا سيما إذا كان حربيا وإنما لم يشرع هجرانه بالكلام لعدم ارتداعه بذلك عن كفره بخلاف العاصي المسلم فإنه ينزجر بذلك غالبا ويشترك كل من الكافر والعاصي في مشروعية مكالمته بالدعاء إلى الطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنما المشروع ترك المكالمة بالموادة ونحوها. اهـ
36) وقال المهلب : ترك السلام على أهل المعاصي سنة ماضية وبه قال كثير من أهل العلم في أهل البدع وألحق بعض الحنفية بأهل المعاصي من يتعاطى خوارم المروءة ككثرة المزاح واللهو وفحش القول والجلوس في الأسـواق لرؤيـة من يمـر من النساء ونحو ذلك اهـ .
وحكى ابن رشد قال : قال مالك : لا يسلم على أهل الأهواء .
قال ابن دقيق العيد : ويكون ذلك على سبيل التأديب لهم والتبري منهم . (نقلا عن التحفة للتويجري)
قال ابن دقيق العيد : ويكون ذلك على سبيل التأديب لهم والتبري منهم . (نقلا عن التحفة للتويجري)
37) قال النووي في الكلام عن حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه (شرح مسلم 13/106):
قوله ((أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ثم تخذف لاأكلمك أبدا)) فيه هجران أهل البدع والفسوق ومنابذى السنة مع العلم وأنه يجوز هجرانه دائما والنهى عن الهجران فوق ثلاثة أيام انما هو فيمن هجر لحظ نفسه ومعايش الدنيا وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائما وهذا الحديث مما يؤيده مع نظائر له كحديث كعب بن مالك وغيره اهـ .
قوله ((أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ثم تخذف لاأكلمك أبدا)) فيه هجران أهل البدع والفسوق ومنابذى السنة مع العلم وأنه يجوز هجرانه دائما والنهى عن الهجران فوق ثلاثة أيام انما هو فيمن هجر لحظ نفسه ومعايش الدنيا وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائما وهذا الحديث مما يؤيده مع نظائر له كحديث كعب بن مالك وغيره اهـ .
فأين عبد الله بن المغفّل رضي الله عنه ليسمع داعية الشرك والتصوّف والاعتزال الدكتور (!) محمد سعيد رمضان البوطي وهو يصرح في كتابه الخبيث (السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي!! ص63 فقرة ج ): ((أنه يجب على الباحث عرض حصيلة تلك المعاني " أي معنى النصوص الصحيحة " التي وقف عليها وتأكد منها على موازين المنطق والعقل لتمحيصها، ومعرفة موقف العقل منها!!! )) أويسمع الغزالي غفر الله له وقد قيل له: ((إنّ أبوي النبي صلى الله عليه وسلّم في النّار)) فقال: هذا الحديث يخالف القرآن حُطّهُ تحت رجليك !!والحديث في صحيح مسلم !! وهذا في شريط مسجّل في تاريخ 5/4/1988 وفي مناقشته رسالة العيد الشريفي في جامعة الجزائر المركزية.
فأين الخذف من ((حطّهُ تحت رجليك)) ؟!
38) وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: (جامع العلوم والحكم ص331 دار المعرفة، بيروت ط1 سنة 1408): وخرج أبو داود من حديث أبي خراش السلمي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ((من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه )) وكل هذا في التقاطع للأمور الدنيوية فأما لأجل الدين فتجوز الزيادة على الثلاثة نص عليه الإمام أحمد واستدل بقصة الثلاثة الذين خلفوا وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهجرانهم لما خاف منهم النفاق وأباح هجران أهل البدع المغلظة والدعاة إلى الأهواء. اهـ
39) وقال الحافظ السيوطي في (تنوير الحوالك 1/213 حديث رقم 1614 ) ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال)):
قال بن عبد البر: هذا العموم مخصوص بحديث كعب بن مالك ورفيقيه حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بهجرهم.
قال: وأجمع العلماء على أن من خاف من مكالمة أحد وصلته ما يفسد عليه دينه أو يدخل عليه مضرة في دنياه أه يجوز له مجانبته وبعده ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية.
وقال النووي في شرح مسلم وردت الأحاديث بهجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السنة وأنه يجوز هجرانه دائما والنهي عن الهجران فوق ثلاثة أيام إنما هو فيمن هجر لحظ نفسه ومعايش الدنيا وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائم انتهى وما زالت الصحابة والتابعون فمن بعدهم يهجرون من خالف السنة أو من دخل عليهم من كلامه مفسدة.
وقد ألفت في ذلك كتابا سميته ((الزجر بالهجر)) ...اهـ.
قال: وأجمع العلماء على أن من خاف من مكالمة أحد وصلته ما يفسد عليه دينه أو يدخل عليه مضرة في دنياه أه يجوز له مجانبته وبعده ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية.
وقال النووي في شرح مسلم وردت الأحاديث بهجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السنة وأنه يجوز هجرانه دائما والنهي عن الهجران فوق ثلاثة أيام إنما هو فيمن هجر لحظ نفسه ومعايش الدنيا وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائم انتهى وما زالت الصحابة والتابعون فمن بعدهم يهجرون من خالف السنة أو من دخل عليهم من كلامه مفسدة.
وقد ألفت في ذلك كتابا سميته ((الزجر بالهجر)) ...اهـ.
40) وقال محمد بن عبد الباقي الزرقاني رحمه الله تعالى: (شرح االزرقاني على الموطأ 4/335): قال أبو داود إذا كان الهجر لله فليس من هذا. اهـ (أي ليس من المحرّم).
41) وقال عبد الرؤوف المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير (6/234): ومذهب الشافعي أن هجر المسلم فوق ثلاث حرام إلا لمصلحة كإصلاح دين الهاجر أو المهجور أو لنحو فسقه أو بدعته ومن المصلحة ما جاء من هجر بعض السلف لبعض فقد:
·هجر سعد بن أبي وقاص عمار بن ياسر وعثمان عبد الرحمن بن عوف وطاوس ووهب بن منبه والحسن وابن سيرين إلى أن ماتوا.
·وهجر ابن المسيب أباه وكان زياتا فلم يكلمه إلى أن مات.
·وكان الثوري يتعلم من ابن أبي ليلى ثم هجره فمات ابن أبي ليلى فلم يشهد جنازته.
· وهجر أحمد بن حنبل عمه وأولاده لقبولهم جائزة السلطان.
· وأخرج البيهقي أن معاوية باع سقاية من نقد بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال معاوية: ((لا أرى به بأسا)) فقال أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخبرني عن رأيك لا أساكنك بأرض أنت فيها أبدا... اهـ.
·هجر سعد بن أبي وقاص عمار بن ياسر وعثمان عبد الرحمن بن عوف وطاوس ووهب بن منبه والحسن وابن سيرين إلى أن ماتوا.
·وهجر ابن المسيب أباه وكان زياتا فلم يكلمه إلى أن مات.
·وكان الثوري يتعلم من ابن أبي ليلى ثم هجره فمات ابن أبي ليلى فلم يشهد جنازته.
· وهجر أحمد بن حنبل عمه وأولاده لقبولهم جائزة السلطان.
· وأخرج البيهقي أن معاوية باع سقاية من نقد بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال معاوية: ((لا أرى به بأسا)) فقال أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخبرني عن رأيك لا أساكنك بأرض أنت فيها أبدا... اهـ.
42) وقال العلامة محمد صدّيق حسن خان رحمه الله تعالى: ((ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين والسنة، وكل محدثة في الدين بدعة، وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم في أصول الدين وفروعه، كالرافضة والخوارج والجهمية والقدرية، والمرجئة، والكرامية، والمعتزلة، فهذه فرق الضلالة وطرائق البدع )). قطف الثمر في عقيدة أهل الأثر (ص157) .
43) وقال الإمام عبد الحميد ابن باديس رحمه الله: من حضر مع قوم وكثر جمعهم فهو منهم وشريك لهم في عملهم، سواء أ كان خيرا أم شرا... إلى أن قال: ...فحق على المسلم أن يختار منيصاحب من رفقة، أو يجالس من جماعة، أو يكثر من سواد قوم، فانه محاسب على أعماله ومن أعماله مجرد حضور بدنه ).( مجالس التذكير من حديث البشير النذير ص89 )
و قال عليه رحمة الله في تفسير قوله تعالى في سورة الفرقان : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) ) ... فالآية وإن كانت في الكافر والمشرك فهي تتناول بطريق الإعتبار أهل الأهواء والبدع. (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص 247 )
44) وسئل سماحة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
نطلب من فضيلة الشيخ توضيح موقف السَّلف من المبتدعة، وجزاكم الله خيرا.
فأجاب:
السَّلفُ لا يبدِّعون كل أحد، ولا يسرفون في إطلاق كلمة البدعة على كل أحد خالف بعض المخالفات، إنما يصفون بالبدعة من فعل فعلاً لا دليل عليه يتقرَّبُ به إلى الله؛ من عبادة لم يشرَعها رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ أخذًا مِن قوله صلى الله عليه وسلّم: (مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رَدّ) وفي رواية: (مَن أحدثَ في أمرنا ما ليس منه؛ فهو رَدّ) فالبدعة هي إحداث شيء جديد في الدِّين ، لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، هذه هي البدعة.
فأجاب:
السَّلفُ لا يبدِّعون كل أحد، ولا يسرفون في إطلاق كلمة البدعة على كل أحد خالف بعض المخالفات، إنما يصفون بالبدعة من فعل فعلاً لا دليل عليه يتقرَّبُ به إلى الله؛ من عبادة لم يشرَعها رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ أخذًا مِن قوله صلى الله عليه وسلّم: (مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رَدّ) وفي رواية: (مَن أحدثَ في أمرنا ما ليس منه؛ فهو رَدّ) فالبدعة هي إحداث شيء جديد في الدِّين ، لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، هذه هي البدعة.
وإذا ثبت أن َّ شخصًا ابتدع بدعةً في الدين، وأبى أن يرجع؛ فإنَّ منهج السَّلف أنَّهم يهجرونه ويبتعدون عنه، ولم يكونوا يجالسونه.
هذا منهجهم، لكن كما ذكرت، بعد أن يثبُت أنَّه مبتدع، وبعد أن يُناصح ولا يرجع عن بدعته؛ فحينئذٍ يُهجَر؛ لئلاً يتعدَّى ضرره إلى من جالسه وإلى من اتَّصل به، ومِن أجلِ أن يحذر الناس من المبتدعة ومن البدع....اهـ( المنتقى من فتاوى الفوزان ج1 رقم 99).
45) وسئل سماحة الشيخ العلامة صالح بن محمّد اللحيدان حفظه الله: السائل: طالب علم يجالس أهل السنّة وأهل البدع، ويقول: كفى الأمّة تفريقاً وأنا أجالس الجميع؟
قال الشيخ: هذا مبتدع، من لم يُفرق بين الحقّ والباطل ويدّعي أنّ هذا لجمع الكلمة فهذا هو الإبتداع، نسأل الله أن يهديه. نعم. ( من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي بتاريخ 23/10/1418 (براءة علماء الأمة من تزكية أل البدعة والمذمّة ص 44)
قال الشيخ: هذا مبتدع، من لم يُفرق بين الحقّ والباطل ويدّعي أنّ هذا لجمع الكلمة فهذا هو الإبتداع، نسأل الله أن يهديه. نعم. ( من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي بتاريخ 23/10/1418 (براءة علماء الأمة من تزكية أل البدعة والمذمّة ص 44)
46) وسئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله : هل تجوز الصلاة خلف إمام أشعري ؟
فأجاب :هذه مسألة خلافية، وهي مسألة الصلاة خلف الفاسق، أو المبتدع، هل تصح، أو لا تصح؟
بعض العلماء يرى أن الصلاة غير صحيحة، فإذا صلى خلف المبتدع أو الفاسق فإنه يعيدها، وقال بعضهم: إنه يصلي خلفه نفلا، ثم يعيدها، وذهب آخرون إلى أنها تصح وهو الصواب، فالصواب أن صلاته صحيحة، بشرط أن تكون بدعته أو فسقه لا يوصله إلى الكفر، أما إذا كانت بدعته أو فسقه يوصله إلى الكفر فإن صلاته لا تصح، أي إذا كان وثنيا يدعو غير الله؛ يذبح للأولياء أو الصالحين، أو حلولي أو اتحادي، فهذا لا تصح الصلاة خلفه.
فأجاب :هذه مسألة خلافية، وهي مسألة الصلاة خلف الفاسق، أو المبتدع، هل تصح، أو لا تصح؟
بعض العلماء يرى أن الصلاة غير صحيحة، فإذا صلى خلف المبتدع أو الفاسق فإنه يعيدها، وقال بعضهم: إنه يصلي خلفه نفلا، ثم يعيدها، وذهب آخرون إلى أنها تصح وهو الصواب، فالصواب أن صلاته صحيحة، بشرط أن تكون بدعته أو فسقه لا يوصله إلى الكفر، أما إذا كانت بدعته أو فسقه يوصله إلى الكفر فإن صلاته لا تصح، أي إذا كان وثنيا يدعو غير الله؛ يذبح للأولياء أو الصالحين، أو حلولي أو اتحادي، فهذا لا تصح الصلاة خلفه.
إلى أن قال : وإذا وجد فاسق أو مبتدع يصلي بالناس يجب أن يرفع إلى ولاة الأمور حتى يعزل، ويعيّن إمام من أهل السنة والجماعة سلفي المعتقد، لا أشعري، ولا فاسق، بل يعين عدل، لكن إذا بليت وصليت خلفه فصلاتك صحيحة، وإن لم تجد جماعة إلا هو تصلي خلفه، وإذا وجدت غيره تصلي خلف غيره، وإذا صليت خلفه، فمعناه أنك أقررته على المنكر وأقل شيء لإنكار المنكر ألا تصلي خلفه.
والواجب إنكار المنكر، وإذا كنت لا تنكر باللسان، أقل شيء لإنكار المنكر ألا تصلي خلفه، لكن لو صليت الصلاة صحيحة في أصح قولي العلماء، بشرط أن لا تكون هذه البدعة أو الفسق يوصلانه إلى الكفر الأكبر، أو الشرك الأكبر .اهـ ( أجوبة مفيدة على أسئلة عديدة للشيخ الراجحي ص 29-30 )
والواجب إنكار المنكر، وإذا كنت لا تنكر باللسان، أقل شيء لإنكار المنكر ألا تصلي خلفه، لكن لو صليت الصلاة صحيحة في أصح قولي العلماء، بشرط أن لا تكون هذه البدعة أو الفسق يوصلانه إلى الكفر الأكبر، أو الشرك الأكبر .اهـ ( أجوبة مفيدة على أسئلة عديدة للشيخ الراجحي ص 29-30 )
47) وقال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله : وأما الهجران من أجل الدين فوق ثلاث فهو مشروع وهو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم العملية وسنة صحبه.
والهجران المشروع فوق ثلاث جائز في صورتين كليتين؛ الأولى : هجر إيجابي زاجر، ويكون في حق من أعطاه الله سلطة مادية أو معنوية كهجران الزوج لزوجته وهجران الأب لابنه وهجران الشيخ لتلاميذه وهكذا، ويكون بشرط أن يغلب على ظن الهاجر أن المهجور بهذا الهجران يعود إلى حظيرة الحق والدين ويشعر بقصوره وبجرمه وبمخالفته الشرعية.
والنوع الثاني من الهجران المشروع فوق ثلاث: الهجران الوقائي المانع كهجران من يخالط أهل الفساد ، وأهل الفسق والبدع، فتاب منهم فعليه أن يهجرهم حتى يتقوى ولا يتأثر بهم، حتى يشتد ويقوى دينه ثم يعود إليهم ناصحاً آمراً ناهياً.
والهجران كما يقول شيخ الإسلام رحمه الله:إنما هو دواء يجب أن يستخدم في وقته وبمقداره فلا يجوز أن يستخدم في غير وقته وبغير مقداره.اهـ ( نقلا من موقع الشيخ حفظه الله ) .
والهجران المشروع فوق ثلاث جائز في صورتين كليتين؛ الأولى : هجر إيجابي زاجر، ويكون في حق من أعطاه الله سلطة مادية أو معنوية كهجران الزوج لزوجته وهجران الأب لابنه وهجران الشيخ لتلاميذه وهكذا، ويكون بشرط أن يغلب على ظن الهاجر أن المهجور بهذا الهجران يعود إلى حظيرة الحق والدين ويشعر بقصوره وبجرمه وبمخالفته الشرعية.
والنوع الثاني من الهجران المشروع فوق ثلاث: الهجران الوقائي المانع كهجران من يخالط أهل الفساد ، وأهل الفسق والبدع، فتاب منهم فعليه أن يهجرهم حتى يتقوى ولا يتأثر بهم، حتى يشتد ويقوى دينه ثم يعود إليهم ناصحاً آمراً ناهياً.
والهجران كما يقول شيخ الإسلام رحمه الله:إنما هو دواء يجب أن يستخدم في وقته وبمقداره فلا يجوز أن يستخدم في غير وقته وبغير مقداره.اهـ ( نقلا من موقع الشيخ حفظه الله ) .
بيان أنّ الزجر بالهجر ليس على إطلاقه وإنّما يجب أن يضبط بالضوابط الشرعية:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (منهاج السنة 1/59): وردّ شهادة من عرف بالكذب متفق عليه بين الفقهاء، وتنازعوا في شهادة سائر أهل الأهواءهل تقبل مطلقًا أو ترد مطلقًا أو ترد شهادة الداعية إلى البدع؟
وهذا القول الثالث هو الغالب على أهل الحديث، لا يرون الرواية عن الداعية إلى البدع ولا شهادته، ولهذا لم يكن في كتبهم الأمهات كالصحاح، والسنن، والمسانيد، الراوية عن المشهورين بالدعاء إلى البدع وإن كان فيها الرواية عمن فيه نوع من بدعة، كالخوارج، والشيعة، والمرجئة، والقدرية، وذلك لأنّهم لم يدعوا الرواية عن هؤلاء للفسق كما يظنه بعضهم، ولكن من أظهر بدعته وجب الإنكار عليه، بخلاف من أخفاها وكتمها، وإذا وجب الإنكار عليه كان من ذلك أن يهجر حتى ينتهي عن إظهار بدعته، ومن هجْره ألاّ يؤخذ عنه العلم، ولا يستشهد.
وكذلك تنازع الفقهاء في الصلاة خلف أهل الأهواء والفجور، منهم من أطلق المنع، والتحقيق أن الصلاة خلفهم لاينهى عنها لبطلان صلاتهم فينفسها، لكن لأنّهم إذا أظهرواالمنكر استحقوا أن يهجرواوألاّ يقدموا في الصلاة على المسلمين، ومن هذا الباب ترك عيادتهم، وتشييع جنائزهم كل هذا من باب الهجر المشروع في إنكار المنكر للنهي عنه.
وكذلك تنازع الفقهاء في الصلاة خلف أهل الأهواء والفجور، منهم من أطلق المنع، والتحقيق أن الصلاة خلفهم لاينهى عنها لبطلان صلاتهم فينفسها، لكن لأنّهم إذا أظهرواالمنكر استحقوا أن يهجرواوألاّ يقدموا في الصلاة على المسلمين، ومن هذا الباب ترك عيادتهم، وتشييع جنائزهم كل هذا من باب الهجر المشروع في إنكار المنكر للنهي عنه.
وإذا عرف أن هذا من باب العقوبات الشرعية علم أنه يختلف باختلاف الأحوال من قلة البدعة وكثرتها، وظهور السنة وخفائها، وأن المشروع هو التأليف تارة، والهجران أخرى، كما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يتألف أقوامًا من المشركين، ومن هو حديث عهد بالإسلام، ومن يخاف عليه الفتنة، فيعطى المؤلفة قلوبهم ما لا يعطي غيرهم. وقال في الحديث الصحيح: ((إني أعطي رجالاً والذي أدع أحبّ إليّ من الذي أعطي، أعطي رجالاً لما في قلوبهم من الهلع والجزع، وأدع رجالاً لما جعل اللهفي قلوبهم من الغنى والخير، منهم: عمرو بن تغلب)).
وقال: ((إني لأعطي الرّجل وغيره أحبّ إليّ منه، خشية أن يكبّه الله في النّار على وجهه)). أو كما قال.
وكان يهجر بعض المؤمنين، كما هجر الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، لأن المقصود دعوة الخلق إلى طاعة الله بأقوم طريق، فيستعمل الرغبة حيث تكون أصلح، والرهبة حيث تكون أصلح، ومن عرف هذا تبين له أن من رد الشهادة والرواية مطلقًا من أهل البدع المتأولين، فقوله ضعيف، فإن السلف قد دخلوا بالتأويل في أنواع عظيمة.
وقال: ((إني لأعطي الرّجل وغيره أحبّ إليّ منه، خشية أن يكبّه الله في النّار على وجهه)). أو كما قال.
وكان يهجر بعض المؤمنين، كما هجر الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، لأن المقصود دعوة الخلق إلى طاعة الله بأقوم طريق، فيستعمل الرغبة حيث تكون أصلح، والرهبة حيث تكون أصلح، ومن عرف هذا تبين له أن من رد الشهادة والرواية مطلقًا من أهل البدع المتأولين، فقوله ضعيف، فإن السلف قد دخلوا بالتأويل في أنواع عظيمة.
ومن جعل المظهرين للبدعة أئمة في العلم والشهادة لا ينكر عليهم بهجر ولا ردع، فقوله ضعيف أيضًا، وكذلك من صلى خلفالمظهر للبدع والفجور من غير إنكار عليه ولا استبدال به من هو خير منه مع القدرة علىذلك، فقوله ضعيف، وهذا يستلزم إقرار المنكر الذي يبغضه الله ورسوله مع القدرة على إنكاره، وهذا لا يجوز.
ومن أوجب الإعادة على كل من صلى خلف ذي فجور وبدعة فقوله ضعيف، فإن السلف والأئمة من الصحابة والتابعين صلوا خلف هؤلاء وهؤلاء، لما كانوا ولاة عليهم، ولهذا كان من أصول أهل السنة أن الصلاة التي تقيمها ولاة الأمور تصلى خلفهم على أي حالة كانوا، كما يحج معهم، ويغزى معهم، وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع. اهـ
وسئل فضيلة الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه وزاده توفيقا : السؤال: في مسجد حينا إمام مبتدع، كيف نتعامل معه؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب: أمّا التعامل مع أهل البدعة فيختلف المقام باختلاف حال الضعف وحال القوة، وبين المستتر ببدعته والمظهر لها الداعي إليها، أمّا في حالة الضعف وظهور أهل البدعة فالواجب أن يداريهم ويصبر عليهم، ولا يبدي لهم مواقف قد تشجعهم على الاستبداد وقهر أهل السنة وإبعادهم من المسجد وتطويق نشاطهم، مع القيام بالواجب اتجاه أهل البدع ببيان حالهم والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها، أمّا إذا كان أهل السنة لهم الشوكة والقوة فينبغي قمع البدع بما يوجبه الشرع من ضوابط بالغلظة والشدة والهجر-إن اقتضى المقام ذلك- حتى يعودوا إلى السداد وهو مقتضى أوامر الشرع ونواهيه، ولمّا كان السالكون لطريقها مؤيدون، فمقتضى تعاليم السيرة النبوية تدفعنا إلى أن نسلك معهم سبيل المداراة من غير مداهنة، مع القيام بواجب البيان والتحذير.
أمّا المستتر ببدعته فنكل سريرته إلى الله تعالى كذا كان يعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه المنافقين في زمانه وزمن الصحابة الكرام.
الجواب: أمّا التعامل مع أهل البدعة فيختلف المقام باختلاف حال الضعف وحال القوة، وبين المستتر ببدعته والمظهر لها الداعي إليها، أمّا في حالة الضعف وظهور أهل البدعة فالواجب أن يداريهم ويصبر عليهم، ولا يبدي لهم مواقف قد تشجعهم على الاستبداد وقهر أهل السنة وإبعادهم من المسجد وتطويق نشاطهم، مع القيام بالواجب اتجاه أهل البدع ببيان حالهم والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها، أمّا إذا كان أهل السنة لهم الشوكة والقوة فينبغي قمع البدع بما يوجبه الشرع من ضوابط بالغلظة والشدة والهجر-إن اقتضى المقام ذلك- حتى يعودوا إلى السداد وهو مقتضى أوامر الشرع ونواهيه، ولمّا كان السالكون لطريقها مؤيدون، فمقتضى تعاليم السيرة النبوية تدفعنا إلى أن نسلك معهم سبيل المداراة من غير مداهنة، مع القيام بواجب البيان والتحذير.
أمّا المستتر ببدعته فنكل سريرته إلى الله تعالى كذا كان يعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه المنافقين في زمانه وزمن الصحابة الكرام.
والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. (الفتوى رقم: 258 الصنف: فتاوى منهجية من موقع الشيخ حفظه الله).
لقد تبيّن من خلال كلام أئمة الإسلام وعلماء الملة السالف ذكره أنّ الزجر بالهجر سنّة سلفية لامجال للطعن فيها، وتبين من خلال كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكلام العلامة أبي عبد المعّز حفظه الله أنّ استعمال هذه السنّة لا يكون على إطلاقه وإنّما يجب أن يقيّد بما تقتضيه المصلحة الشرعية في ذلك و يجب أن ينظر إلى مآلات الأمور ، فديننا مبنيٌ على جلب المصالح و درء المفاسد. والله أعلم
وأما معاملة السلف رضي الله عنهم لكتب أهل الأهواء والبدع فهي لا تختلف عن معاملتهم لأصحاب هذه الكتب !
جاء في رسالة (نبذة يسيرة من حياة أحد أعلام الجزيرة) للشيخ أبي همام الصومعي حفظه الله :
فائدة ( الكلام للشيخ مقبل رحمه الله ): كتاب دلائل الخيرات أفتى محمد بن عبد الوهاب والإمام الصنعاني بإحراقه.
قال أبوهمام: فعلى طلبة العلم خاصة والسلفيين عامة ان يبادروا إلى إحراق كتب أهل البدع التي فيها الطعن في علماء الأمة وفيها الشبه والتلبيس الذي تفنن فيه أنصار إبليس ولكن لا نكون حداديين وإنما نسير مساراً سلفياً ولا يظن ظان ان سلفنا لم يفعلوا ذلك بل فعلوا واحرقوا الكتب التي تروج البدع وإليك بعض النقولات عنهم لكي تعلم منهج سلفك في التعامل مع كتب أهل البدع.
قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول: سلام بن أبي مطيع من الثقات حدثنا عنه ابن مهدي ثم قال أبي: كان أبو عوانة وضع كتاباً فيه معايب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم وفيه بلايا فجاء سلام بن أبي مطيع فقال يا أبا عوانه أعطني ذاك الكتاب فأعطاه فأخذه سلام فأحرقه .
قال أبي وكان سلام من أصحاب أيوب وكان رجلاً صالحاً (العلل ومعرفة الرجال).
وعن الفضل بن زياد أن رجلاً سأله عن فعل سلام بن أبي مطيع فقال لأبي عبد الله أرجوا أن لا يضره ذاك شيئاً إن شاء الله فقال أبو عبد الله : يضره !! بل يؤجر عليه إن شاء الله. (السنة للخلال . 3، 511 )
وقال المروذي قلت لأبي عبد الله: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة ترى أن أخرقه أو أحرقه قال نعم (هداية الأريب الأمجد ، ص 38 )
وعن جندب بن إسماعيل قال: سألت إسحاق بن راهويه قلت:رجل سرق كتابا من رجل فيه رأي جهم أو رأي القدر ؟ قال: يرمي به قلت : أنه أخذه قبل أن يحرقه أو يرمي به هل عليه قطع؟ قال لا قطع عليه.
قلت لإسحاق : رجل عنده كتاب فيه رأي الإرجاء أو القدر أو بدعة فاستعرته منه فلما صار في يدي أحرقته أو مزقته ؟ قال ليس عليك شئ.
قال أبو همام: وهذا هو تعامل سلفنا تجاه الكتب الزائفة ومن أراد مزيدا فليرجع إلى كتاب أخينا الشيخ الفاضل خالد الطفيري: (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء) فقد أجاد وأفاد وبلغ المراد فجزاه الله خيرا. اهـ
هذا وقد أفتى سماحة العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله بإحراق كتاب (كتب وشخصيات) لسيد قطب وذلك في شرحه لرياض الصالحين بتاريخ يوم الأحد 18/7/1416 أنظر كتاب ( براءة علماء الأمّة من تزكية أهل البدعة والمذمّة ص26-27
كما أفتى الشيخ مقبل رحمه الله تعالىفي شريط ( من وراء التفجيرات في أرض الحرمين) بإحراق كتاب (الخطوط العريضة) للكذّاب عبد الرزّاق الشايجي خذله الله.
كما أفتى الشيخ مقبل رحمه الله تعالىفي شريط ( من وراء التفجيرات في أرض الحرمين) بإحراق كتاب (الخطوط العريضة) للكذّاب عبد الرزّاق الشايجي خذله الله.
هذا آخر ما أردتُ بيانه في هذه العجالة وهذا ما أدين لله به، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
وكتب: أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري القسنطيني.
قسنطينة: 6 ذي الحجّة 1428 هـ.
قسنطينة: 6 ذي الحجّة 1428 هـ.
من مواضيعي
0 :: حقيقة هرمجدون ::
0 تلخيص أحكام الإحداد على الميت
0 من عقائد الصوفية
0 20 سؤالا يرجى من عبد العزيز الطريفي الإجابة عليهم
0 :: استعمال اللين في الدعوة لا يعني السكوت عن المخالفين ::
0 لا يفتكُ مؤمنٌ ... نداءٌ إلى الأمّة الإسلامية جمعاء.
0 تلخيص أحكام الإحداد على الميت
0 من عقائد الصوفية
0 20 سؤالا يرجى من عبد العزيز الطريفي الإجابة عليهم
0 :: استعمال اللين في الدعوة لا يعني السكوت عن المخالفين ::
0 لا يفتكُ مؤمنٌ ... نداءٌ إلى الأمّة الإسلامية جمعاء.
التعديل الأخير تم بواسطة غريب الاثري ; 15-12-2007 الساعة 05:49 PM