اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام العراقي
العنف الديني الممارس صورة لحالة الانقسام والضعف والتشتت والصراعات المذهبية والطائفية التي نعيشها وما ممكن ان نجد له أي تبرير خارج هذه الصورة واي محاولة لتبرير العنف باسم الدفاع عن مقدساتنا الدينية ورموزنا الدينية هي محاولة للدفاع عن الارهاب وتأكيد ما يتصوره عنا الاخرين اننا شعوب ارهابية.
ماذا فعلنا او قدمنا للدفاع عن ديننا ورموزنا؟
الجالية اليهوديةلاتمثل سوى حفنة قليلة تعيش باوروبا وامريكا استطاعت بفضل تماسكها ووحدتها ان تخلق لوبي قوي استخدم كل وسائل الضغط السياسي والاقتصادي واجبر هذه الدول باصدار قوانين تدين التعرض للسامية, ونحن نمثل عشرات الملايين بهذه الدول لم نستطع ان نخلق لوبي يجبرها على اصدار قوانين تجرم التعرض لديننا والسبب لاننا لانمثل مجموعة متجانسة وموحدة بل مجموعة منقسمة ومشتته انهكتها الصراعات المذهبية والطائفية وكل ما نسعى له هو اجبار هذه الدول باصدار قوانين تجرم التعرض بديننا باستخدام العنف وليس باستخدام قوة التكاتف والوحدة واساليب الضغط السياسي والاقتصادي مع اننا كلنا نعلم ان هذه الدول هي دول تتحكم بها القوانين التي يحترمها الجميع ولكنها قابلة للاضافة باستخدام وسائل ضغط سلمية تعتمد على قوة المظلوم وليس ضعفه. ومن الجانب الاخر ماذا قدمت الجهات الدينية والرسمية من تفسيرات لتبرير الارهاب الاعمى والتي هي مسؤولة عنه والذي بسببها يعيش اغلب المسلمين بهذه الدول باصعب الضروف؟ وما ذنب المسلم ان ينظر له على انه ارهابي مهما كانت جنسيته بسبب تصرفات وخطابات عنصرية وطائشة يمارسها بعض ممن محسوبين على علماء الدين والسياسيين؟
علينا ان نعترف ونقر ان الخلل فينا واننا وفرنا كل الضروف وعبدنا كل الطرق لهم واذا لم يبادر من كان السبب بنشر وصنع الفكر الارهابي المتطرف بتبرير فعلته القذره والاعتذار عنها فان مصير مليار ونصف مسلم حول العالم سيكون موسوم بتسمية الارهابي. وكذلك علينا ان نعترف ان حادثة شارلي ايبدو كشفت لنا الواقع الحقيقي لوضعنا كمسلمين ودورنا بالخريطة العالمية واذا لم نتوحد ونلغي كل الخلافات والصراعات المذهبية والطائفية بيننا سنبقى دائما هدفا لغيرنا سواء بالاساءة لثقافتنا وديننا او باحتلالنا, واعتقد حان الاوان لنعمل مراجعة شاملة لعقيدتنا ونبعد عنها كل الافكار والمسائل التي توارثناها والتي اثبتت انها سبب رئيسي لنشر الكراهية بيننا من جهة وبيننا وبينهم من جهة اخرى.
|
الأخ حسام شكرا على الموضوع بداية ربما أختلف معك في عنوان الموضوع فاللجوء الى العنف في بعض الأحيان أمر لابد منه لأن لغة الحوار لن تجدي مع أمثال هؤلاء عبدة الصليب فهل يعقل ان تسارع مجلة المسخرة شارلي في اليوم التالي للهجوم باعادة نشر الرسوم بدل تهدئة الأوضاع بعد ان تلقت الضوء الاخضر من الحكومة الفرنسية فهؤلاء لن يجدي معهم لوبي على شاكلة اللوبي الصهيوني لأن ضعفنا في تشتتنا فمفهوم الأمة لا وجود له في معجمنا لان القبلية و العشائرية والطائفية متجذرة حتى داخل الوطن الواحد غياب مفهوم الأمة عن جلّ الأنظمة السياسية العربية، وعن شرائح واسعة من أبناء الأمة. وذلك بفعل سياسات كثيرة تم تنفيذها لتغييب هذا المفهوم، وبالمقابل تكريس واقع الشرذمة والتجزئة، والتقسيم، لا بل لقد أُدخلت الأمة خلال السنوات القليلة الماضية في مرحلة تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ، كما جرى في السودان، وكما يجري في ليبيا وسوريا، والعراق، واليمن، وما يشاع عن مصر وغيرها.
لقد استخدمت لتغييب مفهوم الأمة الواحدة وتكريس واقع التجزئة الكثير من الأسلحة والأدوات، وفي طليعتها الثقافة والإعلام، وهما الوسيلتان الرئيستان لبناء القيم والمفاهيم التي تتحكم بحركة الناس أفرادًا وجماعات، وقد رأينا في السنوات الأخيرة كيف برزت عشرات الفضائيات والإذاعات، والصحف، التي لا هم لها إلا تمزيق الأمة بالمذهبية تارة، وبالعرقية تارة، وبالإقليمية تارات،