رد: في ليبيا ... الآذان بالأمازيغية .
01-09-2015, 01:31 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
صدق الأخ الفاضل:" الإفريقي" فيما سطره، فإن:" ليبيا" دولة تسير نحو:" التفتيت والتقسيم والانهيار!!؟"، و:" الأمازيغي52": لم يستثره من:" أوضاع ليبيا إلا قضية الأذان!!؟"، لا لشيء سوى أنه:" رفع بالأمازيغية!!؟".
لقد ذكرني احتفاء:" الأمازيغي52" بأذان ليبيا الأمازيغي في ظل الوضع الخطير المتعلق بوجود:" دولة ليبيا" بحدودها الحالية مستقبلا!!؟.
أقول: ذكرني ذلك بمثلين شعبيين جزائريين يصدق على حال الليبيين المحتفين بالأذان الأمازيغي – هم ومن شاركهم احتفاءهم!!؟-، بما يأتي:
الأول: سقساو أعمى: واش خصك؟، قال لهم:( لكحول: كحل العينين!!؟).
الثاني: سقساو عريان: واش خصك!!؟، قال لهم:(خاتم!!؟).
هذه نقطة أولى:
وأما يخص مسألة الأذان من الناحية الفقهية التعبدية، فنقول:
الأذان من العبادات، لأن النبي عليه الصلاة والسلام علمه للصحابة رضي الله عنهم، وأقر رؤيا أحدهم لألفاظ الأذان، وأوصانا وعلمنا ما يجب قوله عند سماع ألفاظه، بل إن الأذان عبادة بنص قرآني، قال تعالى:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ]، والمقصود بالنداء هنا هو:" الأذان".
إذن:" الأذان عبادة"، والعبادات مبنية على التوقيف، ومن يأتينا بعبادة جديدة، أو صيغة جديدة لعبادة ثابتة، فهو المطالب بالدليل، وليس غيره، لأن تشريع العبادات مرده إلى الله عزوجل الذي أمر رسوله بتبليغ شرائعه.
فمن عرف هذا، ثم خالفه وشرع ما أملاه عليه عقله وهواه، فهو داخل تحت قول:" الخبير العليم في القرآن الكريم":
[أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ].
وليعلم ذلك المشرع من دون الله بأن عمله مردود غير مقبول لقوله عليه الصلاة والسلام:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ". أخرجه الشيخان: البخاري ومسلم في " صحيحيهما "، وأحمد وغيرهم .
ويحسن بنا التنبيه إلى أن: من أجاز الأذان بغير العربية من الفقهاء إنما أجازه لمن لا يحسن العربية بتاتا، وهو ما يصعب جدا – إن لم يستحل- تصوره في حال هؤلاء الليبيين الرافعين للأذان بالأمازيغية: أن لا يوجد فيهم – ولو رجل واحد لا يحسن العربية!!؟-، فهذا من أبعد الأمور – خاصة- مع انتشار وسائل التعلم بفضل التقنية بشكل لم يعهد له مثيل في الأمم السابقة.
ولنعلم بأن:" جمهور الفقهاء": على اشتراط اللغة العربية لصحة الأذان والإقامة، وقالوا بأن:" الأذان والإقامة": وردا بلسان عربي في الأحاديث الدالة على بدء مشروعيتهما، ولم ترد بغير اللغة العربية، ومنها:" حديث الملك النازل من السماء"، وألحقوا:" الأذان والإقامة": بأذكار الصلاة، فكما أنها لا تصح بغير العربية؛ فكذلك الأذان والإقامة؛ لأن كلاً منهما يراد به التعبد.
قال الشيخ:" محمد صالح المنجد" – حفظه الله-:
{ ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يصح الأذان بغير العربية.
جاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (11/ 170) : "ترجمة الأذان : لو أذن بالفارسية أو بلغة أخرى غير العربية , فالصحيح عند الحنفية والحنابلة : أنه لا يصح , ولو علم أنه أذان ، وهو المتبادر من كلام المالكية ; لأنهم يشترطون في الأذان : أن يكون بالألفاظ المشروعة، وأما الشافعية، فقد فصلوا الكلام فيه , وقالوا : إن كان يؤذن لجماعة , وفيهم من يحسن العربية: لم يجزئ الأذان بغيرها , ويجزئ إن لم يوجد من يحسنها.
وإن كان يؤذن لنفسه , فإن كان يحسن العربية: لا يجزئه الأذان بغيرها , وإن كان لا يحسنها أجزأه " انتهى .
وينظر : بدائع الصنائع (1/ 113)، الدر المختار مع ابن عابدين (1/ 485)، المجموع (3/ 137)، الإنصاف (1/ 413)}.
هذا باختصار هو: التأصيل الشرعي للمسألة، وقد ذكرنا الأدلة النصية عليها، ونبهنا إلى أن من أجاز الأذان بغير العربية من الفقهاء: إنما أجازه لمن لا يحسن العربية بتاتا!!؟، وننتظر من :" الأمازيغي52": أدلة شرعية لينصر بها رأيه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.