الحمد لله الذي له كل شيء رب العلمين و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه و المهتدين و بعد السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ محمد 09
بارك الله فيك و شكرا جزيلا لك على هذه المداخلة الطبية
أخي محمد لا أخالفك الرأي أبدا أن الآية { اقرأ } لها عدة معاني فالقرآن إجمالا لا تنقضي عجائبه و كما قلت أنت أن الخلق ترد بمعاني عدة كالإيجاد ، الابتداع و الابتداء ، الإنشاء ، التقدير و إحداث الشيء بعد أن لم يكن ... و عندما نجمع هذه الأفكار نقول أن الخلق هو إخراج الشيء من حالة العدم إلى حالة الوجود
يقول الله تعالى { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53 فصلت) } .
إن أي مفسر لآي القرآن لا يضع في أولى أولياته تسمية السورة كقاعدة ثابتة يرتكز عليها في تفسير أي آية فيها فهو كما يقول المثل ( يضرب في الريح بهراوة ) فمثلا إذا أردنا أن نفسر آي آية من سورة البقرة أو سورة البقرة إجمالا لابد من معرفة التفسير الصحيح لقصة البقرة و المغزى منها كبداية نرتكز عليها في تفسير السورة و آياتها إجمالا
نفس الشيء بالنسبة لأول السور نزولا سورة العلق و العلقة من مراحل الخلق أي أن السورة إجمالا تتحدث عن مراحل الخلق لا خلق الإنسان فقط و إنما كل شيء ، كما قال الله تعالى { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38 الأنعام) } .
و عليه فإن الله سبحانه و تعالى يأمرنا في الآية الأولى من سورة العلق بتعلم مراحل الخلق باستعمال اسم الرب الذي خلق و كما قلنا سابقا أن اسم الرب الذي خلق هو الله أو الرحمن .
يعلمنا الله سبحانه و تعالى أن أمره لإخراج شيء من حالة العدم إلى حالة الوجود أن يقول له كن فيكون فإذا لم يقل الله سبحانه و تعالى كن فلن يكون ذلك الشيء و سيبقى في حالة العدم يعني أن شرط الوجود مرتبط بفعل الكلمة فهل يستطيع الله أن يخرج شيئا معدوما إلى الوجود دون قول كن ... نعم يستطيع لأنه واجد الموجود فكلمة " كن " كما الخلق أخرجت من حالة العدم إلى حالة الوجود لتكون علة لمعلول آخر و هي معلول مرتبط بعلة أخرى و هي الحرف أي لولا علة الحرف لما كانت الكلمة و لولا علة الكلمة لما كان الخلق أي أن الحرف و الحرف العربي بصفة خاصة و الأحرف الفواتح مثل " الم ، الر ، كهيعص ، طه ، طسم ، حم .... " بصفة أخص و الأحرف الثلاثة المكونة لاسم الرب الذي خلق " الله " بصفة أدق و هي : الألف و اللام و الهاء .
إن الحرف معلول أيضا فعلته القول و القول صوت و الصوت عبارة عن طاقة أو عبارة عن مجال كهرومغناطيسي و هذا الصوت أو القول عبارة عن نور و النور عبارة عن طاقة قال الله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174النساء) "
يعني : لولا الله لما كان القول أو الصوت و لولا الصوت لما كان الحرف و لولا الحرف لما كانت الكلمة و لولا الكلمة لما كان الخلق ، و بعملية عكسية نجد أن جميع الخلق مكون أصلا من طاقة فكل ما نراه مجسدا أممنا في المادة عبارة عن نسيج من خيوط طاقة صوت النور شديدة التركيز . أو بتعبير أدق أن جميع الخلق بما فيها أنت أيها الإنسان عبارة عن صوت الله و كلماته .
قلنا أن اسم الرب الذي خلق هو " الله ، الرحمن " و قد ورد في تفسير القرطبي لكلمة " الرحمن " أنها فاتحة لثلاث سور إذا جمعنا كانت الرحمن و هي " الر ، حم ، ن " و عليه و على اسم السورة " الرحمن " فالسورة إجمالا تدور في هذا الإطار أي أن الخالق ( الرحمن ) علم القرآن بعلامات اسمه " الر ، حم ، ن " و على أساسها خلق الإنسان و عليها علمه البيان
إن موضعنا هذا و كما بينت في العنوان يدور حول علم الخلق : كهيعص ...ن و قد عنونته هكذا لأن " كهيعص" الواردة في السورة 19 مريم التي حمل رحمها مخلوقا ( عيسى عليه السلام ) خلق كما خلقت السموات و الأرض هي خطة الخلق من بدايتها ككتاب مرتكز على مبدأ و هدف الرحمة في الخلق الذي خلق في الرحم بكلمة من الله في زمن معين بالعلم لينتج في النهاية كونا في حالة اتساع كأنه بالون من منتفخ كما يصوره الشق الأيمن لحرف الصاد .
و نظرا لضيق الوقت الآن سأعرف بعض الأحرف النورانية 14 في عجالة ثم أشرح في مقبل الأيام إن شاء الله تعالى
- حرف الألف " ا " خط مستقيم و هو الصورة الهندسية للشيء الواجب إيجاده لإيجاد نسيج الخلق جميعا و هو خيط من طاقة النور تكرر حرف الألف 13 مرة في جميع الفواتح ابتداء من {الم/البقرة} انتهاء {الم/السجدة} ، و صورة قيمته التكرارية 13 مكونة من صف الرقمين 3 و 1 بحيث يشير الرقم 3 إلى عدد الخيوط الواجب توفيرها لإنشاء حبل حبك 1 .
- حرف اللام " ل " خط ملتوي و هو الصورة الهندسية لخيط النسيج بعد نسج 3 خيوط في حبل حبك 1 و لتكون محصلة القوى بين الخيوط الثلاثة = 0 بحيث خيط1 يحمل خيط2 و خيط2 يحمل خيط3 و خيط3 يحمل خيط1
- حرف الهاء " ه " مثلث متساوي الأضلاع و الزوايا 60° و هو التعبير الهندسي الواجب لتحقيق رحمة الله في الخلق بحيث تجمع ثلاثة حبال حبك مع بعضها بزوايا 60 ° و لتكون أيضا محصلة القوى بين الحبال الثلاثة تساوي الصفر .
- حرف الراء " ر " صورته الهندسية عبارة عن ثلاثة خطوط متصلة ببعضها بزوايا 120 ° و هي نفس زوايا الشكل السداسي ما يثبته عدد مرات تكرار الحرف في الفواتح 6 مرات .
- حرف الحاء ( ح ) تكرر 7 مرات في الفواتح و هو أول حرف من كلمة حرارة و هي المتسبب في كون المادة من 7 مدارات و السماء و الأرض من 7 طبقات فعندما نحذف الحرارة لن تكون هناك مادة .
- حرف الميم ( م ) تكرر 17 مرة بعدد ركعات الصلاة و هو مصفوف الرقمين 7 و 1 بحيث يشير الرقم 7 إلى مدارات و سموات المادة في أول مكون لها و هي الذرة و الرقم 1 هو نواتها ( كل قد علم صلاته و تسبيحه )
- حرف النون ( ن ) تكرر مرة واحدة و هو التعبير الهندسي عن مكان الخلق " الرحم " .
- الر+حم=الرحم ...الرحم=ن....الرحم+ن=الرحمن .
نكمل بعون الله و مشيئته سبحانه في مقبل الأيام مع مزيد من الشرح و التفصيل و الله المستعان .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته