تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى التاريخ > منتدى التاريخ العام

> السلطان عبد الحميد واليهود .. الصلابي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
السلطان عبد الحميد واليهود .. الصلابي
31-05-2008, 05:25 PM
السلطان عبد الحميد واليهود ....
عن كتاب الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط للدكتور علي محمد الصلابي

إن حقيقة الصراع بين السلطان عبدالحميد الثاني واليهود من أهم الأحداث في تاريخ السلطان المسلم الغيور عبدالحميد الثاني.

إن امر اليهود وعداؤهم للإسلام يعود جذوره الى ظهور الاسلام منذ أن أنتصر الاسلام وأجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المدينة المنورة لخيانتهم المتكررة وعداواتهم الدائمة ومن ثم عن سائر الجزيرة العربية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وهم يكيدون له وقد تظاهر بعضهم بالاسلام وبث السموم في جسم الامة الاسلامية عبر تاريخها الطويل وما عبدالله ابن سبأ والقرامطة والحشاشين والراوندية والدعوات الهدامة التي ظهرت في تاريخ المسلمين عنهم ببعيد.

لقد أهدى تتار بلاد القرم للسلطان سليمان القانوني في القرن الخامس عشر الميلادي فتاة يهودية روسية كانوا قد سبوها في إحدى غزواتهم فتزوجها السلطان سليمان القانوني وأنجبت له بنتاً فما إن كبرت تلك البنت حتى سعت أمها اليهودية من اللقيط الكرواتي رستم باشا ثم إمعاناً منها في الغدر تمكنت من قتل الصدر الأعظم ابراهيم باشا ونصبت صهرها اللقيط بدلاً عنه ثم قامت بتدير مؤامرة اخرى استطاعت بها أن تتخلص من ولي العهد مصطفى ابن السلطان سليمان من زوجته الأولى ونصبت ابنها سليم الثاني ولياً للعهد.
في ذلك الزمن كان اليهود قد تعرضوا للاضطهاد في الأندلس وروسيا وتشرد الكثير منهم هرباً من محاكم التفتيش فتقدمت تلك اليهودية من السلطان وسعت لديه بالحصول على إذن لهم بالهجرة الى البلاد، وبالفعل فقد استقر قسم منهم في إزمير( ) ومنطقة أدرنة، ومدينة بورصه والمناطق الشمالية والغربية من الاناضول ، وبعد استقرارهم في الدولة العثمانية، طبقت الحكومة عليهم أحكام الشريعة الاسلامية حيث تمتعوا في ظلها بقدر كبير من الاستقلال الذاتي، وفي الواقع أن يهود إسبانيا لم يجدوا المأوى فقط في تركيا العثمانية بل وجدوا الرفاهية والحرية التامة بحيث أصبح لهم التسلسل الهرمي في الدولة، إذ تغلغلوا في المراكز الحساسة منها مثل دون جوزيف ناسي، وغيرهم وتمتع يهود إسبانيا بشيء كبير من الاستقلال وأصبح رئيس الحاخاميين مخول له السلطة في الشؤون الدينية والحقوق المدنية بحيث أن مراسم وقرارات هذا الحاخام كانت تصدق من قبل الحكومة الى درجة تحولت الى قانون يخص اليهود( ).
وتجدر الاشارة في هذا المجال ، أن علي باشا وزير الخارجية (أصبح فيما بعد الصدر الأعظم ، قد شارك في بعثته الدبلوماسية عدد من اليهود في عام 1865م المرسلة الى الاقطار الأوروبية المسيحية)( ).
إن اليهود تمتعوا بكافة الامتيازات والحصانات بموجب قوانين رعايا الدولة( ) ووجدوا السلم والأمان وحرية الوجود الكامل في الدولة العثمانية( ).


أولاً: يهود الدونمة:
هناك مفاهيم عديدة لكلمة الدونمة، إذ إن الكلمة من الناحية اللغوية مشتقة من الكلمة التركية (دونمك) التي تعني الرجوع أو العودة أو الارتداد. أما المفهوم الاجتماعي لهذه الكلمة فإنه يعني المرتد أو المتذبذب، بينما تعني هذه الكلمة من الناحية الدينية مذهباً دينياً جديداً، دعا إليه الحاخام ساباتاي زيفي، أما المفهوم السياسي لهذه الكلمة فإنه يعني اليهود المسلمين الذين لهم كيانهم الخاص( )، وقد أطلق المعنى الخاص بالدونمة منذ القرن السابع عشر على اليهود الذين يعيشون في المدن الاسلامية وخاصة في ولاية سلانيك وأطلق العثمانيون اسم الدونمة على اليهود لغرض بيان وتوضيح العودة من اليهودية الى الاسلام ثم أصبح علماً على فئة من يهود الاندلس الذين لجؤوا الى الدولة العثمانية وتظاهروا باعتناق العقيدة الاسلامية( ).


إن مؤسس فرقة الدونمة هو شبتاي زيفي الذي أدعى بأنه المسيح المنتظر في القرن السابع عشر، حيث انتشرت في تلك الايام شائعة تقول أن المسيح سيظهر في عام 1648م كي يقود اليهود في صورة المسيح وأنه سوف يحكم العالم في فلسطين ، ويجعل القدس عاصمة الدولة اليهودية المزعومة( ) وكانت فكرة المسيح المنتظر ذائعة عندئذ في المجتمع اليهودي ، وكانت الأوساط اليهودية القديمة تؤمن بقرب ظهور هذا المسيح. ولذلك صادفت دعوة شبتاي تأييداً كبيراً بين يهود فلسطين ومصر وشرق أوروبا ، بل أيدها كثير من اليهود وأصحاب الأموال لأغراض سياسية ومالية( ).
وذاع أمر شبتاي في أوروبا وبولندا وألمانيا وهولندا وإنكلترا وإيطاليا وشمال أفريقيا وغيرها.


وفي أزمير أخذ يلتقي بالوفود اليهودية التي جاءت من أدرنة وصوفيا واليونان وألمانيا، حيث قلدته هذه الوفود تاج "ملك الملوك" ثم قام شبتاي بتقسيم العالم الى ثمانية وثلاثين جزءاً ، وعين لكل منها ملكاً، اعتقاداً منه بأنه سيحكم العالم كله من فلسطين، حيث كان يقول في هذا المجال: (أنا سليل سليمان بن داود حاكم البشر وأعتبر القدس قصراً لي)( ).
وقام شبتاي بشطب اسم السلطان محمد الرابع من الخطب التي كانت تلقى في كنيس اليهود وجعل أسمه محل اسم السلطان، وسمى نفسه (سلطان السلاطين) و(سليمان بن داود) مما لفت انتباه الحكومة العثمانية( ).
وأصبح شبتاي مصدر قلق لكثير من حاخامين اليهود ورفعوا ضده شكوى الى السلطان ، أكدوا فيها أن شبتاي ينوي القيام بحركة تمردية في سبيل تأسيس دولة يهودية في فلسطين( ).
ونتيجة لإشتداد فتنة شبتاي زيفي، أصدر الوزير القوي أحمد كوبرولو أوامره بإلقاء القبض عليه، وأودعه الوزير في السجن، وظل فيه لمدة شهرين ثم نقل الى قلعة جزيرة غاليبولي على الدردنيل ، وسمح لزوجته وكاتبه الخاص أن يتخذا لهما سكناً معه وأصبح له مجلس كمجلس الأمراء، لايدخل عليه إلا بإذن مسبق وينتظر الذين يريدون أن يتمتعوا برؤيته أياماً من أجل ذلك وأخذت زوجته تسلك سلوك الأميرات مع القادمين عليها والقادمات حيث كانت وفود يهودية من أنحاء العالم قادمين لزيارته( ).


حوكم شبتاي في سراي أدرنة، حيث شكل السلطان هيئة علمية إدارية برئاسة نائب الصدر الأعظم وعضوية كل من (شيخ الاسلام) يحيى أفندي منقري زادة وواحد من كبار العلماء وهو إمام القصر محمد أفندي وانلي، وقام بدور المترجم من الإسبانية الى التركية الطبيب مصطفى حياتي( ).
أكد قاضي المحكمة، أن المسألة تعد بالنسبة للدولة العثمانية، وعلى مسمع من السلطان الذي جلس في غرفة مجاورة (وبواسطة الترجمان قيل لسبتاي تدعي أنك المسيح فأرنا معجزتك سنجردك من ثيابك ونجعلك هدفاً لسهام المهرة من رجالنا فأن لم تغرز السهام في جسمك فسيقبل السلطان ادعاءك. فهم شبتاي ما قيل له فأنكر ما أسند إليه وقال إنهم تقولوا عليه )( )، فعرض عليه الإسلام فدخل فيه تحت اسم محمد عزيز أفندي( ) وطلب من السلطات العثمانية أن تسمح له بدعوة اليهود الى الاسلام، فأذنت له وانتهزها فرصة فأنطلق بين اليهود يواصل دعوته الى الايمان به ويحثهم على ضرورة تجمعهم معلنين في ظاهرهم الاسلام مبطنين يهوديتهم المنحرفة( ).


وظل شبتاي وأنصاره يتبعون دينهم الموسوي سراً، ويمارسون العمل للصهيونية في الخفاء، ويظهرون الاخلاص للاسلام في العلن والصلاح والتقوى أمام الأتراك، وكان يقول لأتباعه إنه كالنبي موسى الذي اضطر أن يبقى مدة من الزمن في قصور الفراعنة( ) وفي ظل هذه الظروف ألقي القبض على شبتاي مع مجموعة من أتباعه في كنيس (قوري جشمه) الكائنة في داخل المعبد بسبب أنه كان مرتدياً زياً يهودياً وهو محاط بالنساء يشربون الخمر وينشدون الأناشيد اليهودية، وقراءة المزامير مع عدد من اليهود فضلاً عن اتهامه بدعوته المسلمين الى ترك دينهم والإيمان به، ولولا تدخل شيخ الاسلام لقطع رأسه، حيث اعترض على إعدامه قائلاً: ( لو أعدم هذا المحتال سيكون سبباً لحدوث خرافة في الإنسانية ، حيث يدعي مريدوه بعروجه الى السماء كعيسى عليه السلام)( ). فأكتفى بنفيه الى مدينة دولسجنو في ألبانيا وذلك في صيف عام 1673م، وتوفى بعد خمس سنوات من نفيه وظلت عقيدة الشاباتائية موجودة لدى فرق سالونيك، وتفنن أتباعه في ممارسة المكر والتعصب والتجرد من المبادئ، والأخلاق( ).

وقد نظم شبتاي زيفي عقيدة الدونمة في ثماني عشرة مادة وفي الحقيقة تعد المادة السادسة عشرة والسابعة عشرة أهم سمات الدونمة، إذ تشير المادة (16): (يجب أن تطبق عادات الأتراك بدقة لصرف أنظارهم عنكم ويجب ألا يظهر أحد من الأتباع تضايقه من صيام رمضان ومن الأضحية ولمن ينفذ كل شيء يجب تنفيذه أمام الملأ)( ). أما المادة (17) فإنها تشير الى الآتي: (إن مناكحتهم (يعني المسلمين) ممنوعة قطعاً)( ).
إن شبتاي يعد أول يهودي بشر بعودة بني اسرائيل الى فلسطين ، وفي حقيقة الأمر، عدت حركة زيفي حركة سياسية ضد سلطة الدولة العثمانية أكبر من كونها حركة دينية( ).


لقد أسهمت هذه الطائفة في هدم القيم الاسلامية في المجتع العثماني وعملت على نشر الإلحاد والأفكار الغربية وانتشار الماسونية والدعوة لهتك حجاب المرأة المسلمة واختلاطها مع الرجال وخاصة في المدارس وكان الكثير من رجال الاتحاد والترقي يساهم في بعض نشاطاتها وأفراحها.
وقام يهود الدونما بدور فعال في نصرة القوى المعادية للسطان عبدالحميد والتي تحركت من سلانيك لعزله وهم الذين سمموا أفكار الضباط الشباب ولايزالون حتى وقتنا الحاضر يسعون لذلك ولهم صحف ودور نشر وتغلغلوا في الاقتصاد العثماني وكل مناحي الحياة في الدولة العثمانية( ).
وقد استطاعوا أن يأثروا في جمعية الاتحاد والترقي، وكان السلطان عبدالحميد الثاني عارفاً بحقيقة الدونمة ويؤكد هذه الحقيقة الجنرال جواد رفعت أتلخان، حيث يقول في هذا الصدد: (إن الشخص الوحيد في تاريخ الترك جمعيه، الذي عرف حقيقة الصهيونية والشبتائية وأضرارهما على الترك والاسلام وخطرها تماماً، وكافح معهما مدة طويلة بصورة جدية لتحديد شرورهم هو السلطان التركي العظيم كافح هذه المنظمات الخطيرة لمدة ثلاث وثلاثين سنة بذكاء وعزم وبإرادة مدهشة جداً كالأبطال)( ).
وفي حقيقة الأمر، أهتم عبدالحميد بإبقاء الدونمة في ولاية سالونيك ، وعدم وصولهم الى الاستانة، بغية عدم السيطرة عليها والتجنب من تحركاتهم ، ونتيجة للموقف الجاد من عبدالحميد إزاء فرقة الدونمة اتبعوا إستراتيجية مضادة له، حيث تحركوا ضده على مستوى الرأي العام العثماني والجيش( ).
ونتيجة لموقف عبدالحميد من الدونمة، قام يهود الدونمة بالتعاون مع المحافل الماسونية للإطاحة به، وقد استخدم هؤلاء شعارات معينة كالحرية والديمقراطية وإزاحة المستبد عبدالحميد، وعلى هذا الاساس قاموا بنشر الشقاق والتمرد في الدولة العثمانية بين صفوف الجيش . وكانت الغاية من هذا هي تحقيق المشروع الاستيطاني الصهيوني باستيطان فلسطين. وكان يهود الدونمة يشلكون اللبنة الأولى لتنفيذ المخططات اليهودية العالمية( ).


ثانياً: السلطان عبدالحميد وزعيم اليهودية العالمية (هرتزل):
استطاع زعيم الحركة اليهودية الصهيونية العالمية (تيودر هزتزل) أن يتحصل على تاييد أوروبي للمسألة اليهودية من الدول (ألمانيا، وبريطانيا وفرنسا) وجعل من هذه الدول قوة ضغط على الدولة العثمانية تمهيداً لمقابلة السلطان عبدالحميد، وطلب فلسطين منه وكانت الدولة العثمانية تعاني من مشاكل مالية متعددة، إذ كانت الأحوال الاقتصادية في البلاد على درجة من السوء بحيث فرضت الدول الأوروبية الدائنة وجود بعثة مالية أوروبية في تركيا العثمانية للإشراف على أوضاعها الاقتصادية ضماناً لديونها ، الأمر الذي دفع عبدالحميد الثاني أن يجد حلاً لهذه المعضلة.


كانت هذه الثغرة هي السبيل الوحيد أمام هرتزل، كي يؤثر على سياسة عبدالحميد الثاني تجاه اليهود. وفي هذا الصدد يقول هرتزل في مذكراته: (علينا أن ننفق عشرين مليون ليرة تركية لإصلاح الأوضاع المالية في تركيا ... مليونان منها ثمناً لفلسطين والباقي لتحرير تركيا العثمانية بتسديد ديونها تمهيداً للتخلص من البعثة الأوروبية ...ومن ثم نقوم بتمويل السلطان بعد ذلك بأي قروض جديدة يطلبها( ).
لقد أجرى هرتزل إتصالات مكثفة مع المسؤولين في ألمانيا والنمسا وروسيا وإيطاليا وإنكلترا وكانت الغاية من هذه الاتصالات هي إجراء حوار مع عبدالحميد الثاني. وفي هذا الصدد فقد نصح لاندو منذ 21 شباط 1896م الصديق اليهودي لهرتزل أن يقوم بواسطة صديقه نيولنسكي رئيس تحرير (بريد الشرق) .وفي هذا المجال يقول هرتزل: (إن نحن حصلنا على فلسطين ، سندفع لتركيا كثيراً أو سنقدم عطايا كثيرة لمن .. لمن يتوسط لنا. ومقابل هذا نحن مستعدون أن نسوي أوضاع تركيا المالية. سنأخذ الأراضي التي يمتلكها السلطان ضمن القانون المدني، مع أنه ربما لم يكن هناك فرق بين السلطة الملكية والممتلكات الخاصة
)( ).


وقام هرتزل بزيارة الى القسطنطينية وذلك في حزيران عام 1896م ، ورافقه في هذه الزيارة نيولنسكي ، الذي كانت له علاقة ودية مع السلطان عبدالحميد، ونتيجة لذلك فقد نقل بيولنسكي آراء هرتزل الى قصر يلدز، وقد دارت محاورة بين نيولنسكي والسلطان عبدالحميد إذ قال السلطان له: (هل بإمكان اليهود أن يستقروا في مقاطعة أخرى غير فلسطين؟ أجاب نيولنسكي قائلاً:
(تعتبر فلسطين هي المهد الأول لليهود، فعليه فإن اليهود لهم الرغبة في العودة إليها)، ورد السلطان قائلاً: (إن فلسطين لاتعتبر مهداً لليهود فقط، وإنما تعتبر مهداً لكافة الأديان الأخرى). أجاب نيولنسكي قائلاً: (في حالة عدم استرجاع فلسطين من قبل اليهود فإنهم سوف يحاولون الذهاب وبكل بساطة الى الارجنتين)( ).
وقام السلطان عبدالحميد بإرسال رسالة الى هرتزل بواسطة صديقه نيولنسكي جاء فيها: (انصح صديقك هرتزل، أن لايتخذ خطوات جديدة حول هذا الموضوع ، لأني لااستطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي المقدسة، لأنها ليست ملكي، بل هي ملك شعبي. وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض، ورووها بدمائهم؛ فليحتفظ اليهود بملايينهم . إذا مزقت دولتي ، من الممكن الحصول على فلسطين بدون مقابل، ولكن لزم أن يبدأ التمزيق أولاً في جثتنا ولكن لا أوافق على تشريح جثتي وأنا على قيد الحياة)( ).


وفي هذا الصدد يقول عبدالحميد في مذكراته:
(ومن المناسب أن نقوم باستغلال الأراضي الخالية في الدولة، وهذا يعني من جانب آخر، أنه كان علينا أن ننهج إتباع سياسة تهجير خاصة، ولكننا لانجد أن هجرة اليهود مناسبة، لأن غايتنا هي استيطان عناصر تنتمي الى دين أسلافنا وتقاليدنا حتى لايستطيعوا من الهيمنة على زمام الأمور في الدولة)( ).


وبعد إخفاق جهود هرتزل في واسطة نيولنسكي ، اتجه هرتزل الى قصر وليم الثاني أمبراطور ألمانيا، ولاسيما أنه كان صديقاً لعبدالحميد، بالاضافة الى كون وليم الثاني هو الحليف الوحيد للعثمانيين في أوروبا( ) إلا أن مساعيه لم تكلل بالنجاح يقول المؤرخ التركي نظام الدين نظيف في كتابه (إعلان الحرية والسلطان عبدالحميد الثاني) : (....عندما رد طلب الوفد اليهودي -المسند من قبل الامبراطور وليم- في الحصول على وطن لهم، أي : عندما خاب هرتزل في مسعاه إشتد العداء ضد (يلدز) وهذا ماكان يتوقعه عبدالحميد، لأن اليهود قوم يتقنون العمل المنظم، وكانت لديهم قوى عديدة تضمن لهم النجاح في مسعاهم ، فالمال متوفر لديهم وكانوا يسيطرون على أهم العلاقات التجارية الدولية، وكانت صحافة أوروبا في قبضتهم، فكان في مقدرهم اطلاق العواصف التي يريدونها لدى الرأي العام متى شاءوا....)( ).
يردف المؤرخ التركي قائلاً: (بدأوا أولاً بتحريك الصحافة العالمية، ثم أخذوا بتوحيد أعداء عبدالحميد الذين نشأوا في ذلك المجتمع العثماني الخليط، نجد، أنصار المشروطية يتخذون طابعاً منظماً وهجومياً، علماً بأنهم كانوا حتى ذلك الوقت متفرقين ويعملون دون نظام ودون تنسيق، إذ لم يكن صعباً عليهم توحيد أعداء عبدالحميد الذين نشأوا في ذلك المجتمع العثماني الخليط. وقد أخذ (المشرق الأعظم الماسوني الإيطالي) على عاتقه هذه المهمة في التوحيد والتنسيق لأنه كان أقرب مركز ماسوني للامبراطورية العثمانية. ولعبت المحافل الايطالية وخاصة محفل (ريزوتا) في سلانيك دوراً ملحوظاً...)( ).


إزاء هذا الاخفاق قرر هرتزل أن يستخدم وسائل أخرى لاستمالة عبدالحميد الثاني، حيث عرض نفسه عن طريق نيولنسكي خدمته بواسطة القضية الأرمنية( ) وفي هذا الصدد يقول هرتزل: (طلب مني السلطان أن أقوم بخدمة له، وهي أن أؤثر على الصحف الأوروبية ، بغية قيام الأخيرة بالتحدث عن القضية الأرمنية بلهجة أقل عداء للأتراك، أخبرت نيولنسكي حالاً باستعدادي للقيام بهذه المهمة، ولكني أكدت على إعطائي فكرة وافية عن الوضع الأرمني : من هم الأشخاص في لندن الذين يجب أن أقنعهم بما يريدون ، وأي الصحف يجب أن نستميلها لجهتنا وغير ذلك)( ).

وعلى هذا الأساس، فقد نشطت الدبلوماسية الصهيونية لاقناع الأرمن بالتخلي عن ثورتهم. ونتيجة لذلك فقد اتصل هرتزل مع سالزبوري والمسؤولين الانكليز بغية استخدامهم للضغط على الأرمن، كما نشط اليهود في مدن أوروبية اخرى مثل فرنسا للقيام بنفس الدور. إلا أن دبلوماسية هرتزل قد أخفقت بسبب عدم تحمس بريطانيا، لأن ذلك كان يعني تأييد سياسة عبدالحميد، الأمر الذي يؤدي في إثارة الرأي العام البريطاني ضد الحكومة( ).

وقد حاول هرتزل لقاء عبدالحميد الثاني ، ولاسيما أثناء الزيارة الثانية للامبراطور وليم الثاني الى القسطنطينية، إلا أن موظفي قصر يلدز منعوه من ذلك. واستمر هرتزل في محاولاته المستمرة حتى تكللت جهوده بالنجاح بعد سنتين (1899-1901م) من الاحتكاك المباشر مع الموظفين الكبار لقصر يلدز من مقابلة عبدالحميد، حيث قابل السلطان لمدة ساعتين وقد اقترح هرتزل قيام البنوك اليهودية الغنية في أوروبا بمساعدة الدولة العثمانية لقاء السماح بالاستيطان في فلسطين، بالإضافة الى ذلك فإنه قد أكد لعبدالحميد أنه سوف يخفف الديون العامة للدولة العثمانية وذلك منذ عام 1881م ، وقد وعد هرتزل عبدالحميد أن يحتفظ بمناقشاته السرية معه( ).

كان السلطان عبدالحميد في خلال مقابلته مع هرتزل مستمعاً أكثر منه متكلماً وكا يرخي لهرتزل في الكلام كي بدفعه أن يتحدث بكل مايخطر في مخيلته من أفكار ومشروعات ومطالب. وقد أدى هذا الأمر الى أن يعتقد هرتزل بأنه نجح في مهمته هذه. ولكنه أدرك في نهاية الأمر بأنه قد أخفق مع عبدالحميد وأنه أخذ يسير في طريق مسدود معه( ).

وبعد إخفاق جهود هرتزل عند عبدالحميد الثاني، تحدث هرتزل قائلاً: (في حالة منح السلطان فلسطين لليهود ، سنأخذ على عاتقنا تنظيم الأوضاع المالية، اما في القارة الأوروبية فإننا سنقوم بإيجاد حصن منيع ضد آسيا، وسوف نبني حضارة ضد التخلف، كما سنبقي في جميع أنحاء أوروبا بغية ضمان وجودنا)( ).
وفي الحقيقة كان عبدالحميد يرى أنه من الضروري عدم توطين اليهود في فلسطين ، كي يحتفظ العنصر العربي بتفوقه الطبيعي. وفي هذا الصدد يقول: (... ولكن لدينا عدد كافٍ من اليهود ، فإذا كنا نريد أن يبقى العنصر العربي متفوقاً، علينا أن نصرف النظر عن فكرة توطين المهاجرين في فلسطين وإلا فإن اليهود إذا استوطنوا أرضاً تملكوا كافة قدراتها خلال وقت قصير، ولذا نكون قد حكمنا على إخواننا في الدين بالموت المحتم)( ).


وكانت الدولة العثمانية تسعي في أحيان كثيرة الى أبعاد اليهود العثمانيين عن أفكار هرتزل والحركة الصهيونية، ومع ذلك فإنها في أحيان أخرى كانت تستخدم لغة التهديد معهم. وفي هذا الصدد أوضح علي فروخ بك الوسائل الاعلامية الاجنبية، وبصراحة تامة: (إنه لبعيد من الصواب أن يقوم الصهاينة على خلق صعوبات للحكومة العثمانية، بغية إرغامها على تحقيق مصالحها. ولكن هذه الصعوبات سوف تؤدي في نهاية الأمر الى إلحاق الأذى بوجودهم السلمي والسعيد في الدولة العثمانية... وهذه النقطة واضحة بالنسبة لعلاقة العثمانيين مع رعايا الأرمن، لأن قلة من المتمردين الذين قاموا على إرتكاب الخطأ والحماقة معتمدين الى الارشاد الميكافلي قد أدى في نهاية الأمر أن يندما على مافعلوه ، من دون التوصل على أية نتيجة)( ).
وعلى الرغم ، من اخفاق جهود هرتزل عند السلطان عبدالحميد، كتب هرتزل قائلاً: (يجب تملك الأرض بواسطة اليهود بطريقة تدريجية دون ماحاجة الى استخدام العنف، سنحاول أن نشجع الفقراء من السكان الأصليين على التروح الى البلدان المجاورة بتأمين أعمال لهم هناك مع خطر تشغيلهم في بلدنا إن الاستيلاء على الأرض سيتم بواسطة العملاء السريين للشركة اليهودية التي تتولى بعد ذلك بيع الأرض لليهود. علاوة على ذلك تقوم الشركة اليهودية بالإشراف على التجارة في بيع العقارات وشرائها، على أن يقتصر بيعها على اليهود وحدهم)( ).


وكتب هرتزل قائلاً: (أقر على ضوء حديثي مع السلطان عبدالحميد الثاني أنه لايمكن الاستفادة من تركيا إلا إذا تغيرت حالتها السياسية أو عن طريق الزج بها في حروب تهزم فيها، إو عن طريق الزج بها في مشكلات دولية أو بالطريقتين معاً في آن واحد)( ).

إن عبدالحميد كان يعرف أهداف الصهيونية، حيث قال في مذكراته السياسية: ( لن يستطيع رئيس الصهاينة هرتزل أن يقنعني بأفكاره وقد يكون قوله : ستحل المشكلة اليهودية يوم يقوي فيه اليهودي على قيادة محراثه بيده، صحيحاً في رأيه ، أنه يسعى لتأمين ارض لإخوانه اليهود، لكنه ينسى أن الذكاء ليس كافياً لحل جميع المشاكل .. لن يكتفي الصهاينة بممارسة الأعمال الزراعية في فلسطين بل يريدون أموراً مثل تشكيل حكومة وانتخاب ممثلين، إنني أدرك أطماعهم جيداً، لكن اليهود سطحيون في ظنهم أنني سأقبل بمحاولاتهم. وكما أنني أقدر في رعايانا من اليهود خدماتهم لدى الباب العالي فإني أعادي أمانيهم وأطماعهم في فلسطين)( ).

وعن القدس يقول عبدالحميد الثاني: (لماذا نترك القدس ...إنها أرضنا في كل وقت وفي كل زمان وستبقى كذلك، فهي من مدننا المقدسة، وتقع في أرض إسلامية ، لابد أن تظل القدس لنا)( ).

لقد كان غرض السلطان عبدالحميد في استماعه الى (تيودور هرتزل) معرفة الآتي:

1. حقيقة الخطط اليهودية.
2-معرفة قوة اليهود العالمية ومدى قوتها.
3-إنقاذ الدولة العثمانية من مخاطر اليهود
.


وشرع السلطان عبدالحميد في توجيه أجهزة الاستخبارات الداخلية والخارجية لمتابعة اليهود وكتابة التقرير عنهم وأصدر إرادتين سنتين الأولى في 28 يونيو 1890م والأخرى في 7 يونيو 1890م. في الأولى (رفض قبول اليهود في الممالك الشاهسانية) والأخرى: (على مجلس الوزراء دراسة تفرعات المسألة واتخاذ قرار جدّي وحاسم في شأنها)( ).

واتخذ السلطان عبدالحميد الثاني كل التدابير اللازمة في سبيل عدم بيع الأراضي الى اليهود في فلسطين ، وفي سبيل ذلك عمل جاهداً على عدم إعطاء أي امتياز للهود من شأنه أن يؤدي الى تغلب اليهود على أرض فلسطين. ولابد في هذه الحالة أن تتكاتف جهود المنظمات الصهيونية بغية إبعاد السلطان عبدالحميد الثاني من الحكم. ويعزز هذا القول هرتزل عندما قال: (إني أفقد الأمل في تحقيق أماني اليهود في فلسطين، وإن اليهود لن يستطيعوا دخول الأرض الموعودة، مادام السلطان عبدالحميد قائماً في الحكم، مستمراً فيه)( ).
وتحركت الصهيونية العالمية، لتدعم أعداء السلطان عبدالحميد الثاني ، وهم المتمردون الأرمن، والقوميون في البلقان، وحركة حزب الاتحاد والترقي، والوقوف مع كل حركة انفصالية عن الدولة العثمانية( ).
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سيف الدين القسام
سيف الدين القسام
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-04-2008
  • الدولة : قسنطينة العاصمة المستقبلية
  • العمر : 36
  • المشاركات : 4,343
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • سيف الدين القسام is on a distinguished road
الصورة الرمزية سيف الدين القسام
سيف الدين القسام
شروقي
رد: السلطان عبد الحميد واليهود .. الصلابي
31-05-2008, 07:18 PM
بارك الله فيك اخي وكاضافة فقط اخي فمن حقد الدونمة على السلطان انهم لما عزل من طرف الاتحاديين ذو النزعة الطورانية كان الشخص الذي بلغ السلطان بخبر الانقلاب عليه هو ممثل ه الطائفة ومن المفارقات انه نفي الى سالونيك مقر يهود الدونمة ولكن الذي يؤلم اكثر هو التشويه الذي احاط بسمعة السلطان مثله في ذلك مثل الكثير من ابطال التاريخ الاسلامي كالرشيد و....والسلام
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: السلطان عبد الحميد واليهود .. الصلابي
31-05-2008, 08:39 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القسام النموشي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي وكاضافة فقط اخي فمن حقد الدونمة على السلطان انهم لما عزل من طرف الاتحاديين ذو النزعة الطورانية كان الشخص الذي بلغ السلطان بخبر الانقلاب عليه هو ممثل ه الطائفة ومن المفارقات انه نفي الى سالونيك مقر يهود الدونمة ولكن الذي يؤلم اكثر هو التشويه الذي احاط بسمعة السلطان مثله في ذلك مثل الكثير من ابطال التاريخ الاسلامي كالرشيد و....والسلام
على ذكر التشويه المتعمد من "المستشرقين" واذنابهم"المستغربين" لرجالات التاريخ الاسلامي يسعدني ان اهديك هذا الكتاب للدكتور د. خالد كبير علال
والذي يوضح الجذور التاريخية "لمدرسة الكذابين"


مدرسة الكذابين في رواية التاريخ
الإسلامي و تدوينه
http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=3801

المقدمة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسولنا الكريم ، و بعد : خصصتُ هذا البحث لدراسة ظاهرة الكذابين و دورهم في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه ، لأنهم شكّلوا خلال القرون الثلاثة الهجرية الأولى، تيارا فكريا اجتماعيا طائفيا جارفا ، تخصص في اختلاق الأكاذيب على رسول الله – صلى الله عليه و سلم- و صحابته الكرام ،و من جاء بعدهم .
و قد عنوّنته ب: مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه ، و ذلك أن هؤلاء الكذابين قد كونوا مدرسة ، لها رجالها و منهاجها ،و موضوعها و خصائصها ، و آثارها و مصنفاتها ، و ذلك هو الذي سيتبين لنا جليا فيما يأتي من هذه الدراسة إن شاء الله تعالى .
و أما إطاره الزماني فلم أحدد له إطارا زمنيا دقيقا مضبوطا ، لكنني ركزّت أساسا على القرون الثلاثة الهجرية الأولى ، لأن معظم الكذابين المعنيين بالدراسة قد عاشوا في تلك الفترة ،و لأن كثيرا من العلوم الشرعية و الأدبية قد دَوّنت فيها أيضا . لكنني مع ذلك كثيرا ما ذكرت كذابين عاشوا في القرن الرابع الهجري و ما بعده ، على امتداد أمصار المشرق الإسلامي .
و قد اعتمدتُ في كتابته على مصنفات الجرح و التعديل ، لأنها هي المصدر الأساسي لعلم الرجال دون منازع . و هدفت من كتابته : الكشف عن مدرسة الكذابين ، برجالها و منهاجها و خصائصها و آثارها ، قصد فضحها و مقاومتها و التحذير منها ، و تطهير تاريخنا من سمومها و مفترياتها .
و الله تعالى أسأل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم ، و أن ينفع به قارئه ،و كل من سعى في إخراجه و توزيعه ، إنه تعالى سميع مجيب ، و ما ذلك عليه بعزيز .

د. خالد كبير علال
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سيف الدين القسام
سيف الدين القسام
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-04-2008
  • الدولة : قسنطينة العاصمة المستقبلية
  • العمر : 36
  • المشاركات : 4,343
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • سيف الدين القسام is on a distinguished road
الصورة الرمزية سيف الدين القسام
سيف الدين القسام
شروقي
رد: السلطان عبد الحميد واليهود .. الصلابي
01-06-2008, 09:22 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة algeroi مشاهدة المشاركة
على ذكر التشويه المتعمد من "المستشرقين" واذنابهم"المستغربين" لرجالات التاريخ الاسلامي يسعدني ان اهديك هذا الكتاب للدكتور د. خالد كبير علال
والذي يوضح الجذور التاريخية "لمدرسة الكذابين"


مدرسة الكذابين في رواية التاريخ
الإسلامي و تدوينه
http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=3801

المقدمة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسولنا الكريم ، و بعد : خصصتُ هذا البحث لدراسة ظاهرة الكذابين و دورهم في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه ، لأنهم شكّلوا خلال القرون الثلاثة الهجرية الأولى، تيارا فكريا اجتماعيا طائفيا جارفا ، تخصص في اختلاق الأكاذيب على رسول الله – صلى الله عليه و سلم- و صحابته الكرام ،و من جاء بعدهم .
و قد عنوّنته ب: مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه ، و ذلك أن هؤلاء الكذابين قد كونوا مدرسة ، لها رجالها و منهاجها ،و موضوعها و خصائصها ، و آثارها و مصنفاتها ، و ذلك هو الذي سيتبين لنا جليا فيما يأتي من هذه الدراسة إن شاء الله تعالى .
و أما إطاره الزماني فلم أحدد له إطارا زمنيا دقيقا مضبوطا ، لكنني ركزّت أساسا على القرون الثلاثة الهجرية الأولى ، لأن معظم الكذابين المعنيين بالدراسة قد عاشوا في تلك الفترة ،و لأن كثيرا من العلوم الشرعية و الأدبية قد دَوّنت فيها أيضا . لكنني مع ذلك كثيرا ما ذكرت كذابين عاشوا في القرن الرابع الهجري و ما بعده ، على امتداد أمصار المشرق الإسلامي .
و قد اعتمدتُ في كتابته على مصنفات الجرح و التعديل ، لأنها هي المصدر الأساسي لعلم الرجال دون منازع . و هدفت من كتابته : الكشف عن مدرسة الكذابين ، برجالها و منهاجها و خصائصها و آثارها ، قصد فضحها و مقاومتها و التحذير منها ، و تطهير تاريخنا من سمومها و مفترياتها .
و الله تعالى أسأل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم ، و أن ينفع به قارئه ،و كل من سعى في إخراجه و توزيعه ، إنه تعالى سميع مجيب ، و ما ذلك عليه بعزيز .

د. خالد كبير علال
مشكور اخي وبارك الله فيك ولا تحرمنا من المزيد والسلام
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: السلطان عبد الحميد واليهود .. الصلابي
01-06-2008, 06:23 PM
الحلقة الثانية
السلطان عبدالحميد وجميعة الاتحاد والترقي

عن كتاب الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط للدكتور علي محمد الصلابي

كان الشباب العثماني المثقف في النصف الثاني من القرن التاسع عشر قد تأثر بافكار الثورة الفرنسية، التي حققت حكماً ديمقراطياً في فرنسا وأتت بأفكار القومية والعلمانية والتحرر من حكم الفرد، وكذلك تأثر بالحركة القومية الايطالية التي قادها (ماتزيني) بنظمها وخلاياها، وكانت الدولة العثمانية قد تعرضت لحملات عسكرية واعلامية ، غرضها إضعاف الدولة ومن ثم العمل على تفتيتها وكانت الدول الأوروبية تتخذ من أوضاع النصارى في الدولة حجة للتدخل، وفي هذه الظروف وبالضبط في عام 1865م، كان ستة من الشباب العثمانيين المثقفين يُسرُّون عن أنفسهم في حديقة في ضواحي أستانبول تسمى (غابة بلغراد). تحدث هؤلاء الشباب في موضوعات سياسية، وخرجوا بفكرة تكوين جمعية سرية، على نمط جمعية (إيطاليا الفتاة) التي أسسها الزعيم الايطالي (ماتزين) عام 1831م، بهدف الوحدة الايطالية تحت راية الجمهورية، أطلق هؤلاء الشباب على جمعيتهم هذه اسم (اتفاق الحميّة) ومن ضمن هؤلاء الشبان الشاعر الذي أصبح فيما بعد واسع الشهرة:" نامق كمال".
ورأوا أن العمل لابد أن يكون في شكل تعريف الشعب بحقوقه السياسية، وحصوله عليها، وبالتالي فإن رغبة الشعوب النصرانية في الاستقلال بمناطقها عن الدولة، لن تجد لها مايبررها من تدخل أجنبي بحجة مساندة الأقليات الدينية، وكانوا يرون أن إنقاذ الدولة من حالة التردي التي وصلت إليها يكون، بإيجاد نظام سياسي ديمقراطي وكان في فرنسا في تلك الفترة مصطفى باشا الأمير المصري الذي نازع فؤاد باشا رغبة في تولي عرش مصر وفي فرنسا أعلن الأمير أنه ضمن التيار المنادي بالدستور في الدولة العثمانية، وقدم نفسه بعبارة ممثل حزب تركيا الفتاة وأعجب هذا الاسم المجتمعات الأوروبية المعنية فشاع اسم "حزب تركيا الفتاة" في أوروبا.

ألتحق ثلاثة من الاعلاميين الثوريين العثمانيين هم : "نامق كمال"، و"محمد ضياء" و"علي سعاوي"، بالأمير المصري "مصطفى فاضل" في باريس وكونوا منظمة أسموها جمعية "العثمانيين الجدد". وكان أبرز شخصيات جمعية العثمانيين الجدد إعلاميين وشعراء وأدباء وعلى رأسهم نامق كمال وعلي سعاوي. وكان من أشهر تلك الشخصيات تأثيراً على الساحة الأوروبية نامق كمال الذي تثقف ثقافة إسلامية، وكما تأثر بفلاسفة الثورة الفرنسية، مثل (روسو).
وله حياة أدبية واسعة وكتابات امتدت عبر ربع قرن عبر عن أفكاره من خلال الشعر ، والإعلام ، والكتابة والتاريخ وكانت كتاباته تسعى للاجابة عن ثلاثة أسئلة هي:

1- ماهي أسباب انحطاط الدولة العثمانية؟
2- ماهي الطرق التي يمكن بها أن نوقف هذا الانحطاط؟
3- ماهي الإصلاحات اللازم عملها في هذا السبيل؟


كما يمكن ادراج إجابات نامق كمال في ثلاث نقاط رئيسية هي :

1- أسباب انحطاط الدولة العثمانية، أسباب اقتصادية، سياسية.
2- التربية، وهي الطريق التي يمكن أن يوقف بها هذا الانحطاط.
3- الإصلاح الرئيسي الواجب عمله، هو : البدء بإقامة نظام دولة مركزية دستورية.


وكان نامق كمال -يرى أن حركة التنظيمات العثمانية، استبدلت بسلطة السلاطين سلطة الباب العالي، أي الصدور العظام الوزراء. لذلك فإن النظام الذي جاءت به التنظيمات، نظام أقل من النظام العثماني القديم. لذلك لم تستطع التنظيمات أن تحقق نهضة اقتصادية في الدولة. وفتحت هذ التنظيمات الباب على مصراعيه لتدخل الدول الأوروبية في الشؤون العثمانية الداخلية.
وقد قال نامق كمال بفكرة الحقوق الطبيعية التي هي الأساس الفلسفي للحضارة الغربية المعاصرة، وقدم نامق كمال- مشروعاً للدستور العثماني، الى مدحت باشا وكان متأثراً بالدستور الفرنسي (دستور نابليون الثالث عام 1852م). ورأى نامق كمال أن هذا هو المناسب تماماً لظروف الدولة العثمانية في ذلك الوقت وكان نامق كمال صديقاً لمدحت باشا ولذلك تأثر بقرار السلطان عبدالحميد في عزله

وقد تحدث السلطان عبدالحميد عن نامق كمال في مذكراته:
(كان كمال بك أكثر من لفت انتباهي من بين عدة أشخاص أطلقوا على أنفسهم "العثمانيون الجدد". كان إنساناً مضطرباً جداً. لاتتوافق حياته العائلية مع حياته الخاصة، ولاتتوافق حياته القلمية مع حياته الفكرية.
يمكن أن تجزم بأن إنساناً ما، يستطيع عمل أمر ما، أو لا يستطيع. لكنك لاتستطيع القطع بهذا بشكل من الأشكال، وأنت تفكر في كمال بك. ذلك لأنه هو نفسه لايعرف نفسه تستطيع القول أنه واحد من الأشخاص النادرين، الذين يحيون حياتين مزدوجتين ، كل حياة تختلف عن الأخرى حسب مزاجه. من يعرفونه عن قرب، يعرفون أنه: عندما كان على وئام مع السراي كتب (التاريخ العثماني) وعندما فسدت هذه العلاقة، يعرفون أنه قطع رأس التنين بقوله: (كلب هو الذي يأمن لخدمة صياد غير منصف). إنه إنسان متقلب. ربما كان إنساناً مخلصاً جداً، يمكنك خلال ساعات أن تجعله يفكر مثلك، ولا يمكنك معرفة عدد الساعات أو الأيام التي سيحمل فيها هذه الأفكار
)( ).


بعد أن وجد السلطان عبدالحميد أن جماعة العثمانيين الجدد بقيادة مدحت باشا تمارس ضغطاً متواصلاً لقبول أفكارها، وأجبرته على دخول الحرب العثمانية الروسية، عمل على تشتيت أعضاء هذه الجمعية؛ فبدأ بنفي كبيرها وهو الصدر الأعظم مدحت باشا. بعد ذلك مباشرة، قامت ضد السلطان مؤامرتان لخلعه.

واحدة : بقيادة علي سعاوي وهو من أعضاء هذه الجمعية.
والاخرى: ماسونية قامت بها جميعة كلانتي سكالييري - عزيز.

والمؤمرتان مدعومتان من إنكلترا، وفشلت كلتاهما، لكنهما جعلت السلطان يتشدد في مراقبة الفكر الوافد والمتأثرين به، وقامت أثناء ذلك أيضاً خلية سرية، من طلاب المدرسة الحربية، في استانبول من أصحاب الفكر الجديد، هدفها مقاومة حكم السلطان عبدالحميد ، حيث استطاع أحد أعضاء جمعية (كلاني-عزيز بك) الماسونية وهو (علي شفقتي بك) الفرار الى نابولي، والى جنيف، حيث أصدر بين عامي 1879م و1881م، جريدة مناهضة للحكم العثماني، بعنوان (استقبال ) بمعنى المستقبل.

وفي عام 1889م تأسست منظمة طلابية في المدرسة العسكرية الطبية في استانبول، حيث كان بعض الأساتذة هناك يحرضون الطلاب بشكل أو بآخر للقيام بمعارضة الحكم، ونشر أفكار العثمانيين الجدد بين الطلاب ، وكان المؤسس لهذه المنظمة إبراهيم تيمو الروماني الذي تأثر بالمحافل الماسونية الإيطالية. وأطلق على هذه المنظمة الاتحاد العثماني واختاروا يوم الاحتفال بذكرى الثورة الفرنسية المئوية، تاريخاً لإنشاء منظمتهم وجعلوا من أهدافهم مقاومة حكم السلطان عبدالحميد، وتكوين دولة مناسبة لأفكار العصر السياسية، تتخذا من الدول الغربية نموذجاً لها، مثل إنكلترا وفرنسا ألمانيا، والمناداة بالدستور والحرية والديمقراطية( ).

ومن المدرسة العسكرية الطبية ، سرت أفكار جمعية (الاتحاد العثماني) الى مختلف المدارس العليا الأخرى. وكانت خلايا جمعية الاتحاد هذه سرية على نظام جميعة (الكاربونارى) الإيطالية.
ولم تكن الجمعية متعجلة، لا في الدعاية لأفكارها، ولا في الحركة ضد السلطان. حتى إن أحمد رضا بك قد وصل الى منصب مدير ادارة المعارف في منطقة بوصة، وسافر عام 1889م الى باريس بحجة حضور معرض باريس الدولي، ووصل الى هناك، وأعلن أنه لن يرجع الى بلاده. ومكث في فرنسا حوالي ست سنوات، لم تصدر عنه حركة معارضة جديرة بالتسجيل، الى حين أصدر جريدته (مشورات) عام 1895م.
ويذكر مؤسس جمعية الاتحاد -وهو إبراهم تيمو- أنه كان بمضي أوقاته في الخارج -حتى عام 1895م- بمحاولة كسب أعضاء جدد لمنظمتهم ، لتربيتهم تربية ثورية، ويعقد الاجتماعات السرية، وقراءة الأعمال الأدبية التي ألفها أعضاء جمعية العثمانيين الجدد، مثل نامق كمال وضياء باشا وقراءة منشورات على شفقتي بك -عضو كلانتي الماسونية- وكان فاراً في أوروبا( ).


ونتيجة للمراسلات السرية بين أعضاء جمية الاتحاد العثماني السرية في الداخل وفي الخارج تم الاتفاق على وحدة العمل العسكري والمدني ضد السلطان ، وعلى اعتماد اسم (جمعية الاتحاد والترقي) للجناحين المعارضين، العسكري والمدني، اللذين يعملان في إطار الجمعية.
كان اسم الجمعية في الأوساط العسكرية هو (الاتحاد العثماني). وكان أحمد رضا بك -ممثل الجناح المدني- متأثراً بأفكار الفيلسوف (أوغست كانت) وكان دستور هذا الفيلسوف هو:(الانتظام والترقي) . فأخذ أحمد رضا كلمة (الترقي) استلهاماً من دستور "كانت" واحتفظ العسكريون بسمى (الاتحاد)، واتفق الجميع أن تكون جمعيتهم باسم (الاتحاد والترقي)( ).


لقد تغلغلت خلايا (الاتحاد والترقي) في وحدات الجيش، وبين موظفي الدولة من المدنيين، واتحدا في العمل الموحد بعد اتفاق جناحيهما العسكري والمدني في باريس، للعمل الفعلي ضد السلطان عبدالحميد. واستطاعت الجمعية بالفعل إجبار السلطان في 24 يوليو 1908م على إعلان الدستور الذي كان قد أمر سابقاً عام 1877م بوقف العمل به( ).

وكان الفكر السياسي لجمعية الاتحاد والترقي يؤكد على المفاهيم الطورانية على المستويين الداخلي والخارجي،والطورانية تسمية تشير الى وطن الأتراك الأصلي ونسبته الى جبل توران الواقع في المنطقة الشمالية الشرقية في إيران( )
وكان داخل حركة الاتحاد والترقي اتجاهاً قوياً يؤكد أن الترك هم من أقدم أمم الأرض وأعرقها مجداً وأسبقها الى الحضارة، وأنهم هم والجنس المغولي واحد في الأصل، ويلزم أن يعودوا واحداً ويسمون ذلك بالجامعة الطورانية ولم يقتصرا فيها على الترك الذين في سيبريا وتركستان والصين وفارس والقوقاز والأناضول وورسيا وكان شعارهم عدم التدين وإهمال الجامعة الاسلامية إلا إذا كانت تخدم القومية الطورانية، فتكون عندئذ وسيلة لاغاية وهذا يعني أن هذا الاتجاه يدعوا الى إحياء عقائد الترك الوثنية السابقة على أسلافهم، كالوثن التركي القديم (بوزقورت) أو الذئب الأبيض -الأسود الذي صوروه على طوابع البريد ووضعوا له الأناشيد وألزما الجيش أن يصطف لإنشادها عند كل غروب، وكأنهم يحلون تحية الذئب محل الصلاة، مبالغة منهم في إقامة الشعور العرقي محل الشعور الاسلامي.

ويستشهد هؤلاء برجالاتهم في التاريخ أمثال: أتلاو وطغرك، جنكيزخان وتيمورلنك.
وقد تطرف هذا الاتجاه في الطورانية، إذ قالوا : (نحن أتراك فكعبتنا طوران). وهم يتغنون بمدائح جنكيز، ويعجبون بفتوحات المغول، ولا ينكرون شيئاً من أعمالهم، وينظمون الأناشيد للأحداث في وصف الوقائع الجنكيزية ليطبعوهم على الإعجاب ويرفعوا مستوى نفوسهم بزعيمهم ويمثل هذا الاتجاه كل من فياكوك الب( ) ويوسف أقثور وجلال ساهر ويحيى كمال وحمدالله صبحي ومحمد أمين بك الشاعر، وكثير من الأدباء والمفكرين وأكثر الطلبة والنشئ الجديد.


وكان تأثير اليهود على الطورانية أمر واضح وفي هذا الصدد يقول نيازي بركس في كتابه (المعاصرة في تركيا) : (أن لليهود الأوروبيين واليهود المحليين) في الدولة العثمانية في القرنيين التاسع عشر والعشرين دوراً ضخماً في إرساء تيار القومية الطورانية فالعلماء اليهود في الغرب مثل لومالي دافيد وليون كاهون وارمينيوس فاميري تصدوا للكتابة عن أصول الفكرة القومية الطورانية كما أن اليهود المحليين في الدولة العثمانية، مثل كراسوا (قراصو) وموئيز كوهين وابارهام غالانتي ، كان لهم ضلع في جمعية الاتحاد والترقي وبمجرد أن نجحت هذه الجمعية في الإطاحة بحكم عبدالحميد ومن ثم الاستيلاء على السلطة تقدم الصهاينة الى الاتحاديين برغبتهم في أن تعترف الجمعية بفلسطين وطناً قومياً لليهود...)( ).
وقد ذكر نيازي بركس في كتابه السابق اسم اليهودي موئيز كوهين الذي وصفه رينيه بيلو قائلاً:
1- إن كوهين هو من مؤسي الفكر القومي الطوراني في الدولة العثمانية.
2- إن كتاب مؤئيز كوهين هو الكتاب المقدس للسياسة الطورانية( ).


كان اليهودي موئيز كوهين نشطاً جداً في التعريف بحركة الاتحاد والترقي في الصحف الأوروبية، فقد كان يعرف بجانب العبرية والتركية، عدة لغات أوروبية، وبدأ هذا بمقال باللغة الفرنسية يحمل عنوان (الأتراك يبحثون عن روح قومي)( ).

لقد أسهم موئيز كوهين في التخطيط للسياسة العنصرية الطورانية التي سارت عليها جميعة الاتحاد والترقي وهي السياسة التي شقت شعوب الدولة العثمانية وأوجدت بينها العداوة والبغضاء.

وكان هذا اليهودي لايكل ولايمل في نشر الفكر القومي التركي لتفتيت الدولة العثمانية. وكتب ثلاثة كتب اعتمدت عند جمعية الاتحاد والترقي وهي: (ماذا يمكن أن يكسب الأتراك من هذه الحرب) و(الطوران) و(سياسة التتريك). كما أسهم هذا الكاتب اليهودي في الكتابة للفكر الكمالي بكتابة (الكمالية) وكتابة (الروح التركية) الذي أرخ فيه التطور العنصر التركي( ).

لقد قامت جمعية الاتحاد والترقي على إثارة المشاعر القومية عند الأتراك، تحت حلم الطورانية، وقد نادت بمفاهيم جديدة مثل الوطن والدستور والحرية، وكانت هذه المفاهيم غريبة على العثمانيين، وقد ضمت في صفوفها مجموعة من الشباب المثقفين الأتراك، بالإضافة الى يهود الدونمة وكانت الغاية منها الإطاحة بحكم عبدالحميد الثاني( ).

وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
تحليل رواية غدا يوم جديد لعبد الحميد بن هدوقة - المريح بتصرف -
الدولة العثمانية
الإمام عبد الحميد بن باديس:رائد من رواد النهضة الجزائرية
الساعة الآن 09:25 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى