تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
كولمبس .. أمريكا .. والعرب
09-08-2009, 11:11 AM
كولمبس .. أمريكا .. والعرب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما ان وقعت عيناي على هذه المعلومة الطيبة حتى عزمت على نقلها للقراء الكرام وهذا لسببين

أما الأول فهو تقادم العهد بها فقد مضى زمن طويل ولم أمتع ناظري بشيء من نوادر وطرائف

الجغرافيا رغم شغفي الكبير بهذا النوع من العلوم

وأما الثاني فهي فرصة لتعريف القراء بتلك الخصائص التي امتازت بها أمة العرب مما جعلها اهلا لتحمل الرسالة ولعل روح المغامرة وركوب الاخطار خير دليل على قيم الشجاعة والبطولة التي وجهتها الرسالة الخاتمة وجهتها الصحيحة واستخدمتها الاستخدام الامثل فرغم الحملات المنظمة لسرقة التراث وتشويهه في سبيل تفريغ الأمة من ثقافتها وحرمانها من عوامل نهضتها ببرمجة عقول الناشئة بشتى أنواع التضليل الاعلامي والفكري لترسيخ الشعور بالدونية وصقل العقول على التبعية للغرب الصليبي الحاقد وذلك بمحاولت وضف الدور الذي قامت به أمة الاسلام بأنه مجرد نقل لعلوم اليونان والحفاظ عليها من الاندثار حتى كتب لها البعث من جديد على أيدي رواد النهضة في أروبا تأبى الحقائق الا أن تظهر من وقت لآخر لتثبت للدنيا أصالة العرب وعمق رسالتهم وتبرز الفرق الهائل بين استخدام نتاج الحضارة في خدمة التبادل النافع بين الشعوب والثقافات وبين السطو المنظم على خيراتها ومقدراتها فرغم معرفة العرب والمسلمين بحقائق الجغرافيا وتمرسهم في فنون الملاحة ورسم الخرائط واتصالهم المتقدم مع الحضارات المجهولة وراء البحار الا أن ذلك لم يكن أبدا دافعا لاستعباد تلك الشعوب وتفكيك مجموع أنساقها السياسية والاجتماعية في سبيل استعبادها واستغلالها بل ابادتها واغتصاب منجزاتها في سبيل ارضاء جشع الرجل الأبيض واشباع غروره أترككم مع هذا النقل النافع-كما أحسب- لجملة من المعلومات الجغرافية تثبت بما لا يدع مجالا لشك وصول العرب الى العالم الجديد قبل وصول كولمبس بقرون وقد نقلته عن كتاب بعنوان ذة القرنين وسد الصين للعلامة محمد راغب الطباخ تعليق الشيخ المحقق أبي عبيدة مشهور حسن آل سلمان من ص 151وما بعدها فلتتفضلوه مشكورين :



بداية المقال :



اطلعت على مقالة بقلم الأب أنستاس الكرملي البغدادي منشورة في مجلة ((المقتطف)) المصرية في (العدد الثاني) من (المجلد السادس بعد المئة ) تحت عنوان :



عرف العرب أمريكا قبل أن يعرفها أبناء الغرب

ناقلا ذلك عن مصادر غربية فتعقبته الآنسة دولت حسن الصغير (الإسكندرية) فنشرت مقالة في مجلة ((الرسالة)) المصرية في العدد (612) تحت عنوان:

اقتحم العرب المحيط قبل أن يقتحمه كولمبس

ناقلة دلك عن مصادر عربية فهذه النقول تدعونا نجزم أن المكتشف الأول لهده القارة من عصور قديمة هم العرب ولا ريب والفضل للمتقدم واليك باختصار ما قاله الأب الكرملي والآنسة دولت :

قال الاب في مقالته التي حاضر بها في بغداد في كانون الأول (ديسمبر سنة 1944):

((كان العرب مند أقدم الازمنة وقبل المسيح بكثير يختلفون الى جزيرة واقعة غربي بريطانيا العظمى تلكم الجزر التي كان يسميها اليونان يومئذ (جزر القصدير) بلسانهم

(Kasselerides)

ومنه اسم القلعي عندنا –أي القصدير- المعروف باسم منجمه وذهاب أبناء قحطان الى تلكم الربوع يدل على أمور جمة :

منها : أنهم كانو يتقنون الملاحة اتقانا عجيبا بدليل ما ذهبوا اليه من البلدان الشاسعة

ومنها : انهم كانوا يبرعون في بناية السفن بأحكام عظيمة لتتمكن من مصارعة أهوال الغمار والمحيطات ولكب لا تتصدع ولا تتفسخ ومن ثم لا تغرق

ومنها : أنهم كانوا بارعين في الهندسة حتى انهم تمكنوا من نشر الجواري المنشآت نشرا متساوي الجوانب والاحناء والأجزاء حتى لا تمزقها اللجج المتلاطمة ولا يزيد فيها جزء على جزء فيثقل جانب ويخف آخر فيمتنع التوازن والتساوي فتعطب تلك المواخر في اليم فكان هؤلاء السلف الابطال يذهبون الى تلكم الأصقاع يستخرجون منها القصدير ثم ينقلونه الى بلادهم العامرة على تلكم المواخر فيبيعونه باثمان باهظة هذ وتجارة العرب معروفة ومشهورة منر القدم والازمنة الواغلة في الماضي وقد تعلم بعض الناس من العرب استخراج القصدير من تلك الجزر فتاثروا هم في صناعتهم وتجارتهم فكان الفنيقيون والقرطاجيون والرومان واليونان وغيرهم

ذكر كل ذلك هيرودونس ابو التاريخ في (11503) واسترابون في الباب (2) في الفصل (11)

بسطت لكم الدليل الأول نقلا عن هيرودونس أبي التاريخ المتوفي في المئة الخامسة قبل الميلاد وعن استرابون المتوفي في الأيام الأخيرة من عهد طيباريوس قيصر أي : في نأنأة النصرانية والآن أذكر لكم الدليل الثاني وهو : يرى المفكرون البصراء من اهل البحث في هذا العصر : أن أبناء العروبة عرفوا التيار المشهور في هذا العهد بالاسم الانجليزي

(Gulf Streem)

أي : تيار الخليج وهو تيار عظيم ينساب في (المحيط الاتلانتي) الذي يسميه ابن خلدون (المحيط اللبلابي) وينشأ في خليج المكسيك مارا بقناة بهاما ثم يلاعب سواحل أمريكة الجنوبية ويسارها الى الدرجة (40) من العرض الشمالي ثم ينحدر الى الجنوب الشرقي

ويذهب أمير موناكو البحار الشهير والبحاثة الخطير : الى أن سواحل أوروبة تتدفق على وجهها بسط من المياه هي غير مياه تيار الخليج اللهم الا النزر منها الذي لا يلتفت اليه هذا وتبقى مجاري هذا التيار دافئة فتكسر شيئا من برد ايرلاندة لأن تلكم المياه تبلغها كما تصل الى انكلترة ونروج

وسبق العرب سائر الأمم الى معرفة هذا التيار وخواصه والى حركته من المكسيك الى ايرلاندة ومن هذه الى تلك فكانوا يركبون من موضع الى موطن بحيث كانوا يدهشون سكان جزيرة المانش –أي جزر القصدير- وأهالي جزيرة ايرلاندة فكانوا اذا ظغنوا الى أنحاء المكسيك مكث بعضهم فيها وعاد القليلون منهم الى بلادهم راكبين متن ذلكم التيار المبارك

ونعرف أنهم كانوا يقيمون في الديار التي عرفت بعد ذلك بالمكسيك من أسماء الحيوانات التي سموها بها وهي أسام تعرف بها الى اليوم لكن لا يفقه أهلها معانيها ولا علماء الغرب الذين اتخذوها هم أيضا محافظين عليها محافظتهم على حياتهم

ولو كانوا واقفين على تاريخ نشأة بني يعرب ونزولهم في تلك الربوع بل وصولهم الى أقصى الخافقين واطلاعهم على أسرار لغتهم البديعة المبينة لأهتدوا الى حل العقد وحل المعضل

هذا والالفاظ العلمية الموضوعة في علم الحيوان والطير والسمك والحشرات جمة لا تحصى على أن ما لا يدرك كله لا يترك جله وأنا أتلوا على أسماعكم شيئا نزرا من هذا القبيل فمنها التمساح المسمى عندهم

(Alligator)

فانهم لم يعرفوا من أي لغة هي انما يقولون انها بلسان البلاد التي يعيش فيها ولم يزيدوا على هذا القدر ولو اتسع لي الوقت لذكرت لكم مئات من الألفاظ الا أني أحاول مسابقة الزمن لئلا تفوتني الفرصة التي اريد أن أبين فيها أن الايرلنديين لما راوا العرب ياتون الى ديارهم ثم يركبون متن تيار الخليج عرفوا أن في أقاصي البحر الأتلانتي بلادا مأهولة وسكانا متوحشين لا يعرفون من دين النصرانية شيئا يذكر

واول من انتبه لهذا الامر راهب اسمه

(Brendan)

برندان السائح البحار المولود في فنست سنة (483) وقد أولع منذ حداثته بركوب الاخطار فعزم على ارتياد المحيط الاتلانتي ومشاهدة ما وراءه من البر العظيم المجهول ثم ذكر رحلته مع (14) راهبا سنة (545) وفي الآخر تراءت لهم أرض كانت جزيرة والمظنون أنها كانت ايسلندة التي معناها جزيرة الجمد وفي الفاتيكان نسخة بالاتينية من هذه الرحلة وفي المكتبة الوطنية في باريس احدى عشرة نسخة خطية

ولا جرم أن كلمبس كان واقفا أتم الوقوف على خبر رحلة برندان فتمكن من ان يقنع الملك فرديناند والملكة ايزابله بأن يوافقا على هذه الرحلة للبحث عن العالم الجديد فقنعا في الآخر ويلخص كلامي هذا كما يأتي :

ان أبناء يعرب القدامى ولا سيما أولئك الذين كانوا يجاورون ثغور البحار يركبون السفن التي كانوا ينشرونها بأيديهم فيجوبون بها المحيطات فوصلوا في أول اسفارهم الى جزر القصدير وهي بحر المانش وعددها
(145) خريصا وبعد ذلك عرفوا تيار الخليج المسمى عند الانكليز

(Gulf Streem)

فاتخذوه ناقلا لهم الى الربوع التي دعيت بعد ذلك بالمكسيك ومنها انبثوا الى سائر مدن أمريكة من شمالية وجنوبية

فالعرب وسائر الاقوام التي حلت على العالم الجديد عرفوا المكسيك قبل أن يعرفوا سائر الديار الغريبة من تلك الارجاء ولذا نرى فيها من الاسماء العربية العائدة الى الحيوان والطير أكثر مما في سائر الأنحاء الحديثة المعروفة بحيث لا يمكن لأحد أن ينكرها وقد اعتمدت في كل ما قررت هنا على مصنفات الاغراب أنفسهم الا ما وجدته نبها بنفسي وقع ذلك كله قبل المسيح وبعده لاسيما بعد اكتشاف تلك المتنأيات
)) انتهى ما لخصته من مقالة الاب الكرملي

وقالت الاديبة دولت حسن بعد أن لخصت الخلاصة الاخيرة :

(( كنت أحسب قبل مطالعة كلمته الرائعة أنه سيورد من المراجع العربية ما يثبت أن من ابناء قحطان من اقتحم البحر المحيط ليرى ما به من الأخبار والعجائب ويقف على نهايته غير أن الأب اعتمد في كل ما قرره على مصنفات الاغراب فحسب الا ما وجده نبها في نفسه

وليس لي ان افند ما جاء به العلامة من تحقيقات لغوية فما الى هذا رميت في هذا المقال ولكن سأعنى بالتحدث عمن ركب من العرب المحيط قبل أن يركبه كلميبس معتمدا على ما جاء في المصادر العربية

ثبت قطعا أن خرستوف كلميبس ليس أول من حط رحاله بالدنيا الجديدة ولكن رحلته اليها هي التي فتحت أعين الناس على هذا العالم الجديد فبدىء من بعده الظغن اليه والاستعمار

حدثنا الأب بنبأ رحلة الراهب برندان الى جزيرة آيسلندة
(المعروفة عند العرب باسم تولى) وجزائر الكناري (الخالدات) ثم نزوله على الساحل الامريكي في النصف الثاني من القرن السادس كما حدثنا بخبر بعض الرهبان الارلنديين الرين كانوا يدهشون لركوب العرب لتيار الخليج القادمين المكسيك ونزولهم في القرن الثامن الميلادي الى سواحل امريكا الشرقية غير ان التاريخ غمط حقوق بعض الرواد المغامرين من يعرب الذين ركبوا الأهوال محاولين اختراق الخضم المحيط المعروف في ذلك الحين باسم بحر الظلمات

الكرة الارضية والبحر المحيط عند العرب

قالت : نقل العرب كتاب ((المجسطي)) لبطليموس القالوذي في مطلع العصر العباسي وقالوا في أزياجهم و كتبهم الجغرافية : ان الأرض كروية

جاء في مروج الذهب للمسعودي :

((ذكروا أن الأرض مستديرة ومركزها في وسط الفلك والهواء محيط بها من كل الجهات وأخذوا عمرانها من حدود الجزائر الخالدات في بحر أقيانوس الى أقصى عمران الصين وعلموا أن الشمس اذا غابت في أقصى الصين كان طلوعها على الجزائر العامرة المذكورة التي في بحر أقيانوس واذا غابت في هذه الجزائر كان طلوعها في أقصى الصين وذلك نصف دائرة الارض وهو طول العمران الري ذكروا أنهم وقفوا عليه))

ولعمري ان هذا تحديد دقيق لما يعرف اليوم جغرافيا باسم نصف الكرة الشرقي

وقال المسعودي –أيضا-:

(( ان أقصى العمران في المشرق الى حدود بلاد الصين والسيلي الى أن ينتهي الى بحر أقيانوس المحيط وأقصى عمران المغرب ينتهي الى بحر أقيانوس المحيط ايضا فكأن الاقيانوس المحيط كان –بحسب ما عرفوه- متصلا من أقصى العمران في المشرق الى اقصى العمران في المغرب ))

وهو ما يعرف اليوم جغرافيا باسم نصف الكرة الغربي وتواتر الأخبار قديما بان بحر الظلمات هنا لا تدرك غايته ولا يعلم منتهاه وانه بحر لا تجري فيه جارية ولا عمارة

جاء في كتاب الشريف الادريسي ((نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)) :

(( ولا يعلم أحد ما خلف هذا البحر المظلم ولا وقف بشر فيه على خبر صحيح لصعوبة عبوره وهيجان رياحه وبه جزائر كثيرة منها معمورة وغير معمورة ... ))

وكان يعزر ما تواتر عليه الناس عنه أسطورة مأثورة عن قدامى اليونان تقول بأن هرقل بنى أعمدة من النحاس والحجارة حدا بين بحر الروم والاقيانوس وعلى أعلاها كتابة وتماثيل مشيرة بأيديها : أن لاطريق ورائي لجميع الداخلين الى ذلك البحر

وأشار المسعودي الى هذا النصب بما نصه :

((وعلى هذا البحر المحيط مما يلي الأندلس جزيرة تعرف بقادس مقابلة لمدينة شذونة وفي هذه الجزيرة منارة عظيمة عجيبة البنيان على أعاليها عمود عليه تمثال من النحاس يرى من شذونة وراءها لعظمه وارتفاعه ووراء ه في هذا البحر على مسافات معلومة تماثيل أخرى في جزائر يرى بعضها مع بعض وهي التماثيل التي تدعى (الهرقلية) بناها في سالف الزمان هرقل الجبار تنذر من رآها أن لا طريق وراءها ولا مرهب بخطوط على صدورها بينة ظاهرة ببعض الاقلام القديمة وضروب من الاشارات بأيدي هذه التماثيل تنوب عن تلك الخطوط لمن لا يحسن قراءتها صلاحا للعباد ومنفعا لهم من التغرير بأنفسهم في ذلك البحر ))

وكان الحكماء والجغرافيون من العرب يعترفون أن هذا البحر موصل الى الهند فقد جاء في كتاب ((السماء والعالم)) لأرسطو في الدليل على صغر الارض : أن الموضع الذي يدعى أصنام هرقل يختلط بأول حد من حدود الهند ولذلك قالوا : ان البحر واحد

رواد المحيط من العرب

قالت : واقتحام أبناء قحطان بحر الظلمات أمر لا مرية فيه وقد بسط الاب أنسطاس الدليل على ذلك نقلا عن هيرودونس وعن استرابون ونحن بدورنا نبسط الدليل نقلا عن المصادر العربية

جاء في ((مروج الذهب)) ص(71) في ذكر الكلام عن البحر المحيط :

((وله أخبار عجيبة وقد أتينا على ذكرها في كتابنا (( أخبار الزمان)) في أخبار من غرر وخاطر بنفسه في ركوبه ومن نجا منهم ومن تلف وما شاهدوا منه وما رأوا))

ثم قالت : والأرجح أن قصة المغرورين وقعت في القرن الثالث الهجري (التاسع المسيحي) ونقلت قصتهم عن كتاب ((نزهة المشتاق الى اختراق الآفاق)) وخلاصتها :

((أنه اجتمع ثمانية رجال كلهم أبناء عم وخرجوا من مدينة (لشبونة) وجروا في البحر (12) يوما فوصلوا الى بحر غليظ الموج كدر الريح قليل الضوء فأيقنوا التلف ثم فردوا قلاعهم في اليد الاخرى وجروا في البحر في ناحية الجنوب (12) يوما فخرجوا الى جزيرة الغنم فقصدوا الجزيرة فنزلوا بها فوجدوا عين ماء جارية وعليها شجرة تين بري فاخذوا من تلك الغنم فذبحوها فوجدوا لحومها مرة فأخذوا من جلودها وساروا مع الجنوب (12) يوما الى أن لاحت لهم جزيرة فنظروا فيها الى عمارة وحرث فقصدوا اليها ليروا ما فيها فما كان غير بعيد حتى أحيط بهم في زوارق هناك فأخذوا وحملوا في مراكبهم الى مدينة على ضفة البحر فأنزلوا فيها في دار فرأو رجالا شقرا زعرا شعور رؤوسهم سبطة وهم طوال القدود ولنسائهم جمال عجيب فاعتقلوا فيها في بيت ثلاثة أيام ثم دخل عليهم في اليوم الرابع رجل يتكلم باللسان العربي فسألهم عن حالهم وفيم جاؤوا وأين بلدهم فأخبروه بكل خبرهم فوعدهم خيرا وأعلمهم أنه ترجمان الملك

فلما كان اليوم الثاني أحضروا بين يدي الملك فسالهم عما سألهم الترجمان عنه فأخبروه بما أخبره به الترجمان بالأمس من أنهم اقتحموا البحر ليروا ما به من الأخبار والعجائب ويقفوا على نهايته فلما علم الملك ذلك ضحك وقال للترجمان خبر القوم أن أبي أمر قوما من عبيده بركوب هذا البحر وانهم جروا في عرضه شهرا الى أن انقطع عنهم الضوء وانصرفوا في غير حاجة ولا فائدة تجدى ثم أمر الملك الترجمان أن يعدهم خيرا وأن يحسن ظنهم بالملك ففعل ثم صرفوا الى موضع حبسهم الى أن بدأ جري الريح الغربية فعمر بهم زورق وعصبت اعينهم وجرى بهم في البحر برهة من الدهر قال القوم قدرنا أنه جرى بنا ثلاثة أيام بلياليها حتى جيء بنا الى البر فأخرجنا وكتفنا الى الخلف وتركنا بالساحل الى أن تضاحى النهار وطلعت الشمس ونحن في ضنك وسوء حال من شد الأكتاف حتى سمعنا ضوضاء وأصوات ناس فصحنا بأجمعنا فأقبل القوم الينا فوجدونا بتلك الحال السيئة فحلوا وثاقنا وسالونا فأخبرناهم بخبرنا وكانوا برابرة فقال لنا أحدهم أتعلمون كم بينكم وبين بلدكم فقلنا لا فقال ان بينكم وبين بلدكم مسيرة شهرين فقال زعيم القوم وا أسفى فسمي المكان الى اليوم (أسفي) وهو المرسى في أقصى المغرب

والذي نستخلصه من رواية الادريسي ان الاخوة الرين نعتوا ظلما باسم المغررين أو المغرورين ركبوا البحر المحيط من
(لشبونة) –عاصمة البرتغال الحالية- فضربوا في عرضه غربا ثم انعطفوا نحو الجنوب فوطئوا أرض جزيرة بها غنم وتين بري بعد مسيرة (23) يوما ونحن لا نستبعد أن تكون جزيرة الغنم هذه احدى جزر اللازورد (أزوره) لأنها تقع غرب لشبونة لا الى جنوبها الغربي ولأنها جزر مسكونة من قديم الزمان عرفها القرطاجينيون والنورمانديون والعرب كما جاء في ((دائرة المعارف الفرنسية)) وقد هاجر اليها فريق من عرب اسبانيا بعد طردهم من الأندلس

والذي نظنه أن هؤلاء الاخوة حطوا رحالهم في احدى جزر (برموده) أو (جزر الانطيل) ان لم يظغنوا الى أحد أنحاء المكسيك بلاد التين البري (وفصائل الصبير) والتي كانت تزخر بقطعان الماشية ))

ثم بعد كلام قالت : (( وهنا قصة لمغامر آخر اقتحم البحر المحيط ولا يعرف الا الله مصيره ومن تبعه في النصف الأول من القرن الثامن الهجري (أوائل القرن الرابع عشر الميلادي)يحدثنا ابن فضل الله العمري في كتابه ((مسالك الأبصار في ممالك الأمصار)) عن الملك موسى بن أبي بكر أحد ملوك مالي في السودان الغربي وكان معاصرا لصاحب ((مسالك الابصار)) في أسام الملك الناصر بن قلاوون قال : قال ابن الأمير الحاجب والي مصر عن الملك موسى بن أبي بكر سألته عن سبب انتقال الملك اليه فقال :

((ان الذي قبلي كان يظن أن البحر المحيط له غاية تدرك فجهز مئتين من السفن وشحنها بالرجال والأزواد التي تكفيهم سنين وأمر من فيها أن لا يرجعوا حتى يبلغوا نهايته فغابوا مدة طويلة ثم عاد منها سفينة واحدة وحضر مقدمها فسأله عن أمرهم فقال : سارت السفن زمنا طويلا حتى عرض لها في البحر في وسط اللجة جرية عظيمة فابتلع تلك المراكب وكنت آخر القوم فرجعت بسفينتي فلم يصدقه فجهز ألفي سفينة ألفا للأولاد وألفا للأزواد وأستخلفني وسار بنفسه ليعلم حقيقة ذلك وكان هذا آخر العهد به ))

ثم قالت : ((ومما يغلب على الظن ان كولمبس وقف على خبر الاخوة المغرورين وعرف انهم هبطوا احدى الجزر فيما وراء المحيط ولعله كان على علم بنبأ رحلة برندان ولا جدال في أنه اطلع على ترجمات الكتب الجغرافيةالعربية التي تقول بكروية الأرض وبأن البحر المحيط موصل الى الهند ثم استطاع أن يقنع الملكة ايزابله وسار بسفنه الشراعية في 3 أغسطس سنة 1392 متخذا سبيله في البحر غربا ثم جنوبا بغرب حتى وصل في 12 أكتوبر الى جزيرة غواني هاني –التي عرفت فيما بعد باسم (سان سلفادور) وكأن معاصريه لم يجدوا فيما أتى به بدعا أو لم يروا فيه أول مقتحم لبحر الظلمات فضرب لهم مثل البيضة المعروف ومات في بلد الوليد عام 1506 آسفا محسودا

فهذه حقائق مستفادة من المصادر العربية تثبت أن أبناء يعرب جابوا البحر الظلمات قديما على أن أخبار مقتحميه منهم وما شاهدوه منه ومارأو لم تلق من الناس والمؤرخين الأقدمين اهتماما كبيرا وهناك ولا ريب كثير من رواد المحيط الناطقين بالضاد ركبوا في قوافل بحرية كبيرة مثل ملك مالي بيد أنهم لم يجدوا من يؤرخ لهم ولا ريب أن بعضهم حط رحاله في ربوع أمريكا الوسطى وجزائرها لذا لا نعجب ان رأينا فيها كثيرا من الأسماء العربية العائدة الى الحيوان والطير
)) أه ما قالته
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
saoudtalal75
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • الدولة : جزائر البحار
  • المشاركات : 128
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • saoudtalal75 is on a distinguished road
saoudtalal75
عضو فعال
رد: كولمبس .. أمريكا .. والعرب
15-08-2009, 12:35 PM
الموضوع الأصلي كتب بواسطة algeroi
09-08-2009, 01:11 PM


كولمبس .. أمريكا .. والعرب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما إن وقعت عيناي على هذه المعلومة الطيبة حتى عزمت على نقلها للقراء الكرام وهذا لسببين

أما الأول فهو تقادم العهد بها فقد مضى زمن طويل ولم أمتع ناظري بشيء من نوادر وطرائف الجغرافيا رغم شغفي الكبير بهذا النوع من العلوم

وأما الثاني فهي فرصة لتعريف القراء بتلك الخصائص التي امتازت بها أمة العرب مما جعلها أهلا لتحمل الرسالة ولعل روح المغامرة وركوب الأخطار خير دليل على قيم الشجاعة والبطولة التي وَجّهتْها الرسالةُ الخاتمة ُوِجْهَتَها الصحيحة َواستخدمتْها الاستخدامَ الأمثل فرغم الحملات المنظمة لسرقة التراث وتشويهه في سبيل تفريغ الأمة من ثقافتها وحرمانها من عوامل نهضتها ببرمجة عقول الناشئة بشتى أنواع التضليل الإعلامي والفكري لترسيخ الشعور بالدونية وصقل العقول على التبعية للغرب الصليبي الحاقد وذلك بمحاولة وصف الدور الذي قامت به أمة الإسلام بأنه مجرد نقل لعلوم اليونان والحفاظ عليها من الاندثار حتى كتب لها البعث من جديد على أيدي رواد النهضة في أوروبا تأبى الحقائق إلا أن تظهر من وقت لآخر لتثبت للدنيا أصالة العرب وعمق رسالتهم وتبرز الفرق الهائل بين استخدام نتاج الحضارة في خدمة التبادل النافع بين الشعوب والثقافات وبين السطو المنظم على خيراتها ومقدراتها فرغم معرفة العرب والمسلمين بحقائق الجغرافيا وتمرسهم في فنون الملاحة ورسم الخرائط واتصالهم المتقدم مع الحضارات المجهولة وراء البحار إلا أن ذلك لم يكن أبدا دافعا لاستعباد تلك الشعوب وتفكيك مجموع أنساقها السياسية والاجتماعية في سبيل استعبادها واستغلالها بل إبادتها واغتصاب منجزاتها في سبيل إرضاء جشع الرجل الأبيض وإشباع غروره ..
ـ أترككم مع هذا النقل النافع - كما أحسب - لجملة من المعلومات الجغرافية التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك وصول العرب إلى العالم الجديد قبل وصول كولمبس بقرون وقد نقلته عن كتاب بعنوان ((ذو القرنين وسد الصين)) للعلامة محمد راغب الطباخ تعليق الشيخ المحقق أبي عبيدة مشهور حسن آل سلمان من ص 151 وما بعدها فلتتفضلوا مشكورين :


بداية المقال :

اطلعت على مقالة بقلم الأب أنستاس الكرملي البغدادي منشورة في مجلة ((المقتطف)) المصرية في العددالثانيمنالمجلد السادس بعد المئة تحت عنوان :


عرف العرب أمريكا قبل أن يعرفها أبناء الغرب


ناقلا ذلك عن مصادر غربية فتعقبته الآنسة "دولت حسن الصغير" (الإسكندرية) فنشرت مقالة في مجلة (( الرسالة)) المصرية في العدد
(612) تحت عنوان :


اقتحم العرب المحيط قبل أن يقتحمه كولمبس



ناقلةً ذلك عن مصادر عربية فهذه النقول تدعونا نجزم أن المكتشف الأول لهذه القارة من عصور قديمة هم العرب ولا ريب والفضل للمتقدم وإليك باختصار ما قاله الأب الكرملي والآنسة دولت :

قال الأب في مقالته التي حاضر بها في بغداد في كانون الأول (ديسمبر سنة 1944
((كان العرب مند أقدم الأزمنة وقبل المسيح بكثير يختلفون إلى جزيرة واقعة غربي بريطانيا العظمى تلكم الجزر التي كان يسميها اليونان يومئذ (جزرا لقصدير) بلسانهم = (Kasselerides)
ومنه اسم القلعي عندنا – أي القصدير - المعروف باسم منجمه وذهاب أبناء قحطان إلى تلكم الربوع يدل على أمور جمة :

منها : أنهم كانوا يتقنون الملاحة إتقانا عجيبا بدليل ما ذهبوا إليه من البلدان الشاسعة

ومنها : أنهم كانوا بارعين في بناء السفن بإحكامٍ عظيمٍ لتتمكن من مصارعة أهوال الغمار والمحيطات ولكي لا تتصدع ولا تتفسخ ومن ثم لا تغرق

ومنها : أنهم كانوا بارعين في الهندسة حتى أنهم تمكنوا من نشر الجواري المنشآت نشرا متساوي الجوانب والأحناء والأجزاء حتى لا تمزقها اللجج المتلاطمة ولا يزيد فيها جزء على جزء فيثقل جانب ويخف آخر فيمتنع التوازن والتساوي فتعطب تلك المواخر في اليم فكان هؤلاء السلف الأبطال يذهبون إلى تلكم الأصقاع يستخرجون منها القصدير ثم ينقلونه إلى بلادهم العامرة على تلكم المواخر فيبيعونه بأثمان باهظة هذا وتجارة العرب معروفة ومشهورة من القدم ومن الأزمنة الموغِلة في الماضي وقد تعلم بعض الناس من العرب استخراج القصدير من تلك الجزر فتأثّروا بهم في صناعتهم وتجارتهم فكان الفنيقيون والقرطاجيون والرومان واليونان وغيرهم

ذكر كل ذلك هيرودوس أبو التاريخ في (11503) واسترابون في الباب (2) في الفصل (11)

بسطت لكم الدليل الأول نقلا عن هيرودوس أبي التاريخ المتوفى في المئة الخامسة قبل الميلاد وعن استرابون المتوفى في الأيام الأخيرة من عهد طيباريوس قيصر أي : في بداية النصرانية والآن أذكر لكم الدليل الثاني وهو :
يرى المفكرون البصراء من أهل البحث في هذا العصر : أن أبناء العروبة عرفوا التيار المشهور في هذا العهد بالاسم الانجليزي : (Gulf Streem)

أي : تيار الخليج وهو تيار عظيم ينساب في (المحيط الاتلانتي) ، الذي يسميه ابن خلدون (المحيط اللبلابي) وينشأ في خليج المكسيك مارا بقناة بهاما ثم يلاعب سواحل أمريكة الجنوبية ويسارها إلى الدرجة (40) من العرض الشمالي ثم ينحدر إلى الجنوب الشرقي

ويذهب أمير موناكو البحّار الشهير والبحاثة الخطير : إلى أن سواحل أوروبة تتدفق على وجهها بسط من المياه هي غير مياه تيار الخليج اللهم إلا النزر منها الذي لا يلتفت إليه .
هذا وتبقى مجاري هذا التيار دافئة فتكسر شيئا من برد إيرلاندة لأن تلكم المياه تبلغهاكما تصل إلى إنكلترة ونروج .
وسبق العرب سائر الأمم إلى معرفة هذا التيار وخواصه وإلى حركته من المكسيك إلى إيرلاندة ومن هذه إلى تلك فكانوا يركبون من موضع إلى موطن بحيث كانوا يدهشون سكان جزيرة المانش – أي جزر القصدير - وأهالي جزيرة إيرلاندة فكانوا إذا ظعنوا إلى أنحاء المكسيك مكث بعضهم فيها وعاد القليلون منهم إلى بلادهم راكبين متن ذلكم التيار المبارك

ونعرف أنهم كانوا يقيمون في الديار التي عرفت بعد ذلك بالمكسيك من أسماء الحيوانات التي سموها بها وهي أسامٍ تـُعرف بها إلى اليوم لكن لا يفقه أهلُها معانيها ولا علماءُ الغرب الذين اتخذوها هم أيضا محافظين عليها محافظتهم على حياتهم

ولو كانوا واقفين على تاريخ نشأة بني يعرب ونزولهم في تلك الربوع بل وصولهم إلى أقصى الخافقين واطلاعهم على أسرار لغتهم البديعة المبيّنة لاهتدوا إلى حل العقد وحل المعضل

هذا والألفاظ العلمية الموضوعة في علم الحيوان والطير والسمك والحشرات جمّة لا تحصى على أن ما لا يدرك كله لا يترك جله ، وأنا أتلو على أسماعكم شيئا نزرا من هذا القبيل فمنها التمساح المسمى عندهم (Alligator)
فإنهم لم يعرفوا من أي لغة هي إنما يقولون أنها بلسان البلاد التي يعيش فيها ولم يزيدوا على هذا القدر ولو اتّسع لي الوقت لذكرتُ لكم مئات من الألفاظ إلا أني أحاول مسابقة الزمن لئلا تفوتني الفرصة التي أريد أن أبين فيها أن الإيرلنديين لما رأوا العرب يأتون إلى ديارهم ثم يركبون متن تيار الخليج عرفوا أن في أقاصي البحر الأتلانتي بلادا مأهولة وسكانا متوحشين لا يعرفون من دين النصرانية شيئا يذكر

وأوّلُ من انتبه لهذا الأمر راهب اسمه (Brendan)

برندان السائح البحار المولود في فنست سنة (483) وقد أولع منذ حداثته بركوب الأخطار فعزم على ارتياد المحيط الاتلانتي ومشاهدة ما وراءه من البر العظيم المجهول ثم ذكر رحلته مع (14) راهبا سنة (545) وفي الآخر تراءت لهم أرض كانت جزيرة والمظنون أنها كانت إيسلندة التي معناها "جزيرة الجمد" وفي الفاتيكان نسخة بالاتينية من هذه الرحلة وفي المكتبة الوطنية في باريس إحدى عشرة نسخة خطية
ولا جرم أن كلومبس كان واقفا أتم الوقوف على خبر رحلة برندان فتمكن من أن يقنع الملك فرديناند والملكة إيزابيلا بأن يوافقا على هذه الرحلة للبحث عن العالم الجديد فقنعا في الآخر ويلخص كلامي هذا كما يأتي :

أن أبناء يعرب القدامى ولا سيما أولئك الذين كانوا يجاورون ثغور البحار يركبون السفن التي كانوا ينشرونها بأيديهم فيجوبون بها المحيطات فوصلوا في أول أسفارهم إلى جزر القصدير وهي بحر المانش وعددها (145) جزيرة وبعد ذلك عرفوا تيار الخليج المسمى عند الانكليز =
(Gulf Streem)

فاتخذوه ناقلا لهم إلى الربوع التي دُعيَتْ بعد ذلك بالمكسيك ومنها انبثـُّوا إلى سائر مدن أمريكة من شمالية وجنوبية
فالعرب وسائر الأقوام التي حلت على العالم الجديد عرفوا المكسيك قبل أن يعرفه الغرب ، ولذا نرى فيها من الأسماء العربية العائدة إلى الحيوان والطير أكثر مما في سائر الأنحاء الحديثة المعروفة بحيث لا يمكن لأحد أن ينكرها وقد اعتمدتُ في كل ما قرّرتُ هنا على مصنفات الأغراب أنفسِهم إلا ما وجدته نـَبـِهًا بنفسه ، وقع ذلك كله قبل المسيح وبعده لاسيما بعد اكتشاف تلك المتنائيات ((انتهى ما لخصته من مقالة الأب أنِستاسْ مـاري الكرملي (العلامة اللغوي العراقي)

وقالت الأديبة"دولت حسن " بعد أن لخصت الخلاصة الأخيرة :

((كنت أحسب قبل مطالعة كلمته الرائعة أنه سيورد من المراجع العربية ما يثبت أن من أبناء قحطان من اقتحم البحر المحيط ليرى ما به من الأخبار والعجائب ويقف على نهايته غير أن الأب اعتمد في كل ما قرّره على مصنفات الأغراب فحسب إلا ما وجده نبها في نفسه

وليس لي أن أفنِّدَ ما جاء به العلامة من تحقيقات لغوية فما إلى هذا رميتُ في هذا المقال ولكن سأعنَى بالتحدُّث عمّن ركب من العرب المحيط قبل أن يركبه كلومبيس معتمدا على ما جاء في المصادر العربية

ثبت قطعا أن خرستوف كلومبيس ليس أوّل من حطّ رحاله بالدنيا الجديدة ولكن رحلته إليها هي التي فتحتْ أعينَ الناس على هذا العالم الجديد فبدأ من بعده الظغنُ إليه والاستعمار فيه .

حدّثنا الأبُ بنبإ رحلة الرّاهب برندان إلى جزيرة "آيسلندة" (المعروفة عند العرب باسم تولي ) وجزائر الكناري (الخالدات )ثم نزوله على الساحل الأمريكي في النصف الثاني من القرن السادس كما حدّثنا بخبر بعض الرهبان الأرلنديين الذين كانوا يندهشون لركوب العرب لتيار الخليج القادم من المكسيك ونزولهم في القرن الثامن الميلادي إلى سواحل أمريكا الشرقية غير أن التاريخ غمط حقوق بعض الروّاد المغامرين من يعرب الذين ركبوا الأهوال محاولين اختراق الخضمِّ المحيط المعروف في ذلك الحين باسم :
" بحر الظلمات"

الكرة الأرضية والبحر المحيط عند العرب

قالت : نقل العرب كتاب (المجسطي) لبطليموس القالوذي في مطلع العصر العباسي وقالوا في أزياجهم و كتبهم الجغرافية : أن الأرض كروية

جاء في مروج الذهب للمسعودي :

((ذكروا أن الأرض مستديرة ومركزها في وسط الفلك والهواء محيط بها من كل الجهات وأخذوا عمرانها من حدود الجزائر الخالدات في بحر أقيانوس إلى أقصى عمران الصين وعلموا أن الشمس إذا غابت في أقصى الصين كان طلوعها على الجزائر العامرة المذكورة التي في بحر أقيانوس وإذا غابت في هذه الجزائر كان طلوعها في أقصى الصين وذلك نصف دائرة الأرض وهو طول العمران الذي ذكروا أنهم وقفوا عليه))

ولعمري إنّ هذا تحديد دقيق لما يعرف اليوم جغرافيا باسم نصف الكرة الشرقي

وقال المسعودي – أيضا ـ :

((إن أقصى العمران في المشرق إلى حدود بلاد الصين والسيلي إلى أن ينتهي إلى بحر أقيانوس المحيط وأقصى عمران المغرب ينتهي إلى بحر أقيانوس المحيط أيضا فكأنّ الأقيانوس المحيط كان – بحسب ما عرفوه - متصلا من أقصى العمران في المشرق إلى أقصى العمران في المغرب))

وهو ما يعرف اليوم جغرافيا باسم نصف الكرة الغربي وتواتر الأخبار قديما بأن بحر الظلمات هنا لا تـُدرَكُ غايتُه ولا يُعلَم ُ منتهاه ، وأنه بحرٌ لا تجري فيه جارية ولا عمارة

جاء في كتاب الشريف الإدريسي ((نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)):

((ولا يعلم أحد ما خلفَ هذا البحر المظلم ولا وقف بشرٌ فيه على خبر صحيح لصعوبة عبوره وهيجان رياحه وبه جزائر كثيرة منها معمورة وغير معمورة )) ....
وكان يعزر ما تواتر عليه الناس عنه أسطورة مأثورة عن قدامى اليونان تقول بأن هرقل بنى أعمدة من النحاس والحجارة حدا بين بحر الروم والأقيانوس وعلى أعلاها كتابة وتماثيل مشيرة بأيديها : أن لا طريق ورائي لجميع الداخلين إلى ذلك البحر

وأشار المسعودي إلى هذا النصب بما نصه :

((وعلى هذا البحر المحيط مما يلي الأندلس جزيرة تعرف بقادس مقابلة لمدينة شذونة وفي هذه الجزيرة منارة عظيمة عجيبة البنيان على أعاليها عمود عليه تمثال من النحاس يُرَى من شذونة وراءها لعظمه وارتفاعه ووراءه في هذا البحر على مسافات معلومة تماثيل أخرى في جزائر يُرَى بعضُها مع بعض وهي التماثيل التي تُدعَى (الهرقلية ) بناها في سالف الزمان هرقل الجبّار تنذر من رآها أن لا طريق وراءها ولا مرهب بخطوط على صدورها بيـِّنةٌ ظاهرة ببعض الأقلام القديمة وضروب من الإشارات بأيدي هذه التماثيل تنوبُ عن تلك الخطوط لمن لا يحُسن قراءتها صلاحا للعباد ومنفعة لهم من التغرير بأنفسهم في ذلك البحر ))

وكان الحكماء والجغرافيون من العرب يعترفون أن هذا البحر موصلٌ إلى الهند فقد جاء في كتاب((السماء والعالم )) لأرسطو في الدليل على صغر الأرض : أن الموضع الذي يُدعَى أصنام هرقل يختلط بأوّل حَدٍّ من حدود الهند ولذلك قالوا : إنّ البحر واحد

رواد المحيط من العرب

قالت : واقتحام أبناء قحطان بحر الظلمات أمرٌ لا مِرية َ فيه وقد بسط الأبُ أنسطاس الدليل على ذلك نقلا عن هيرودوس وعن استرابون ونحن بدورنا نبسط الدليل نقلا عن المصادر العربية

جاء في ((مروج الذهب)) ص (71) في ذكر الكلام عن البحر المحيط :

((وله أخبار عجيبة وقد أتينا على ذكرها في كتابنا (أخبار الزمان) في أخبار من غرر وخاطر بنفسه في ركوبه ومن نجا منهم ومن تلف وما شاهدوا منه وما رأوا .))

ثم قالت : والأرجحُ أنّ قصة المغرورين وقعت في القرن الثالث الهجري (التاسع المسيحي) ونقلت قصتهم عن كتاب ((نزهة المشتاق إلى اختراق الآفاق)) وخلاصتها :

(( أنّه اجتمع ثمانية رجال كلهم أبناء عمٍّ وخرجوا من مدينة (لشبونة) وجَرَوْا في البحر (12) يوما فوصلوا إلى بحر غليظ الموج كدِر الريح قليلِ الضوءِ فأيقنوا التلف ثم فردوا قلاعهم في اليد الأخرى وجَرَوْا في البحر في ناحية الجنوب (12) يوما فخرجوا إلى "جزيرة الغنم" فقصدوا الجزيرة فنزلوا بها فوجدوا عين ماء جارية وعليها شجرة تين بري فأخذوا من تلك الغنم فذبحوها فوجدوا لحومها مُرّةً فأخذوا من جلودها وساروا مع الجنوب (12) يوما إلى أن لاحت لهم جزيرة فنظروا فيها إلى عمارة وحرث ، فقصدوا إليها ليروا ما فيها فما كان غير بعيد حتى أحيط بهم في زوارق هناك فأُخِذوا وحمُلِوا في مراكبهم إلى مدينة على ضفة البحر فأنُزلِوا فيها في دارٍ فرأوا رجالا شُقرا زُعرا ؛ شُعورُ رؤوسهم سَبطةٌ ؛ وهم طِوالُ القُدود ؛ ولنسائهم جمالٌ عجيبٌ ؛ فاعتقلوا فيها في بيت ثلاثة أيام ثم دخل عليهم في اليوم الرابع رجلٌ يتكلّم باللسان العربي فسألهم عن حالهم وفيمَ جاؤوا وأين بلدهم فأخبروه بكل خبرهم فوعدهم خيرا وأعلمهم أنّه ترجمان الملك

فلماكان اليوم الثاني أُحضِروا بين يديْ الملك فسألهم عمّا سألهم الترجمان عنه فأخبروه بما أخبروا به الترجمان بالأمس من أنهم اقتحموا البحر ليَرَوْا ما به من الأخبار والعجائب ويقفوا على نهايته فلمّا علم الملك ذلك ضحك وقال للترجمان: خبـِّرِ القومَ أنّ أبي أمر قوما من عبيده بركوب هذا البحر وأنهم جَرَوْا في عَرضه شهرا إلى أن انقطع عنهم الضوءُ وانصرفوا في غير حاجة ولا فائدة تجُدِي ؛ ثم أمر الملكُ الترجمانَ أن يعِدهم خيرًا وأن يحسن ظنهم بالملك ففعل ، ثم صرفوا إلى موضع حبسهم إلى أن بدأ جريُ الريح الغربية فعمّرَ بهم زورقا وعُصبَتْ أعينهم وجرَى بهم في البحر بُرهة من الدهر ، قال القوم: قدّرنا أنه جرى بنا ثلاثة أيام بلياليها حتى جيء بنا إلى البرِّ فأُخرِجنا وكُتـِّفنا إلى الخلف وتُرِكنا بالساحل إلى أن تَضاحَى النهارُ وطلعتِ الشمسُ ونحن في ضنك وسوء حال من شدِّ الأكتاف حتى سمعنا ضوضاء وأصوات ناسٍ فصِحنا بأجمعنا ؛ فأقبل القومُ إلينا فوجدونا بتلك الحال السيئة فحلوا وثاقنا وسألونا فأخبرناهم بخبرنا وكانوا برابرة ؛ فقال لنا أحدُهم : أتعلمون كم بينكم وبين بلدكم فقلنا : لا ، فقال : إنّ بينكم وبين بلدكم مسيرةُ شهرين ، فقال زعيم القوم: وا أسفي ، فسُمي المكان إلى اليوم (أسفي) وهو المرسى المعروف في أقصى المغرب .

والذي نستخلصه من رواية الإدريسي؛ أنّ الإخوة الذين نعتوا ظلما باسم "المغررين أو المغرورين" ركبوا البحر المحيط من (لشبونة) ـ عاصمة البرتغال الحالية ـ فضربوا في عرضه غربا ثم انعطفوا نحو الجنوب فوطئوا أرض جزيرة بها غنم وتين بري بعد مسيرة(23) يوما ونحن لا نستبعد أن تكون جزيرة الغنم هذه إحدى جزر اللازَوَرْد (أزورَه) ، لأنها تقع غرب لشبونة لا إلى جنوبها الغربي ، ولأنها جزرٌ مسكونة من قديم الزمان ؛ عرفها القرطاجِنِّيون والنورمانديون والعرب ؛كما جاء في ((دائرة المعارف الفرنسية)) وقد هاجر إليها فريق من عرب إسبانيا بعد طردهم من الأندلس .

والذي نظنه أنهؤلاء الإخوة حطوا رحالهم في إحدى جزر (برموده) أو (جزر الأنطيل) إن لم يظعنوا إلى أحد أنحاء المكسيك بلاد التين البري (وفصائل الصُبّيْر) والتي كانت تزخر بقطعان الماشية .

ثم بعد كلام قالت : (وهنا قصة لمغامر آخر اقتحم البحر المحيط ولا يعرف إلا الله مصيره ومن تبعه في النصف الأول من القرن الثامن الهجري ( أوائل القرن الرابع عشر الميلادي ) يحدثنا (ابنُ فضل الله العمري) في كتابه ((مسالك الأبصار في ممالك الأمصار )) عن الملك موسى بن أبي بكر أحد ملوك مالي في السودان الغربي وكان معاصرا لصاحب (( مسالك الأبصار))في أسام الملك الناصر بن قلاوون قال : قال ابنُ الأمير الحاجب والي مصر عن الملك "موسى بن أبي بكر" : سألته عن سبب انتقال المـُلك إليه فقال: ((إنّ الذي قبلي كان يَظنُّ أنّ البحر المحيط له غايةٌ تُدرَك فجهز مئتين من السفن وشحنها بالرجال والأزواد التي تكفيهم سنين ؛ وأمر مَن فيها أن لا يرجعوا حتى يبلغوا نهايةَ بحر الظلمات ، فغابوا مدة طويلة ثم عاد منها سفينةٌ واحدة وحضر مقدِّمها ؛ فسأله عن أمرهم فقال : سارت السفنُ زمنا طويلا حتى عرض لها في البحر في وسط اللجة (جرية) عظيمة فابتلع تلك المراكب ؛ وكنتُ آخر القوم فرجعتُ بسفينتي ،،، فلم يصدقه الملك ، فجهّز ألفيْ سفينةٍ ؛ ألفا للأولاد وألفا للأزواد واستخلفني وسار بنفسه ليعلم حقيقة ذلك وكان هذا آخرُ العهد به ))

ثم قالت: ((ومما يغلب على الظنِّ أنّ كولمبس وقف على خبر الإخوة المغرورين وعرف أنهم هبطوا إحدى الجزر فيما وراء المحيط ولعله كان على علمبنبإ رحلة برندان ولا جدال في أنه اطلع على ترجمات الكتب الجغرافية العربية التي تقول بكروية الأرض وبأنّ البحر المحيط موصلٌ إلى الهند ثم استطاع أن يُقنِع الملكة إيزابيلا وسار بسفنه الشراعية في 3 أغسطس سنة 1392 متخذا سبيله في البحر غربا ثم جنوبا بغرب حتى وصل في 12 أكتوبر إلى جزيرة "غواني هاني" – التي عُرفت فيما بعد باسم: (سان سلفادور)وكأنّ معاصريه لم يجدوا فيما أتى به بِدعا أو لم يروا فيه أوّل مقتحمٍ لبحر الظلمات فضرب لهم مثل البيضة المعروف ومات في بلد الوليد عام 1506 آسفا محسودا .

فهذه حقائق مستفادة من المصادر العربية تثبت أن أبناء يعرب جابوا " بحر الظلمات " قديما على أنّ أخبار مقتحميه منهم وما شاهدوه منه وما رأوا لم تلق من الناس والمؤرخين الأقدمين اهتماما كبيرا وهناك ولا ريب كثير من رواد المحيط الناطقين بالضاد ركبوا في قوافل بحرية كبيرة مثل "ملك مالي" بَيْدَ أنهم لم يجدوا من يؤرِّخُ لهم ولا ريب أن بعضهم حطّ رحاله في ربوع أمريكا الوسطى وجزائرها لذا لا نعجب إن رأينا فيها كثيرا من الأسماء العربية العائدة إلى الحيوان والطير ((أه ماقالته))








تعـقيـب وإثـراء بقـلم طــلال سعــود

أوّلا : أشكرُ لك أخي algeroi هذه الحماسة والغيرة على أمجاد العرب والمسلمين ، وأثني على تلك الحرارة التي تكتبُ بها مواضيعك ، وخاصة هذا البحث ..

ثانيا: عندي بعضُ المعلومات المهمّة تتعلـّق باكتِشاف أمريكا ؛ ارتأيْتُ إثراء موضوعِك بها ، ولم أجد مَن تطرّق إليها في هذا المقال الذي تداوَل عليه : العلامةُ أنِسْتاس ماري الكَرمِلي البحاثة اللغوي العراقي (1866-1947)
والأديبةُ الباحثة : دولت حسن الصغير الإسكندرانية المصرية التي كانت تكتبُ في مجلة (( الرسالة)) المصرية .
والأديبُ الألمعيُّ المتألِّقُ : الأخ algeroi الذي يكتب في منتديات الشروق الالكترونية .!!

وإليكم الموضوع:

أبحر كريستوفر كولومبوس CHRISTOPHE COLOMBOSفي المحيط الأطلسي ، في 3 أوت 1492م الموافق لـ ( 898 هـ) انطلاقا من بلدة بالوس وهي المسماة حاليا " كابو دي بالوس " الشهيرة بمنارتها الجميلة وشواطئها الرائعة وأصبحت اليوم مدينة سياحية من الطراز الأول وتقع على ساحل مارمينور الذي يتفرع عن البحر الأبيض المتوسط بالقرب من منطقة ريبيريرا السياحية الشهيرة بإسبانيا .
وذلك على متن ثلاثة سفن تحمل العلم الإسباني وبرفقته 120 بحارا ، و في 10 أكتوبر 1492 وصل إلى جزر الأنتيل بأمريكا الوسطى فاعتقد أنه دخل بعض الجزر الهندية ، لذلك سماها أول الأمر بـ "جزر الهند الغربية" .
وبعد أن سافر البحّار الفلورنسي (أمريكو فسبوتشي) في رحلة مماثلة إلى هذه الجُزر المزعومة اكتشف أنه لا علاقة لها بالهند ، فأطلق عليها اسم " أمريـكا" المُشتقِّ من اسمه ، وأعلن بعد رجوعه لأوربا أن المستكشف كولمبوس إنما اكتشف "عالما جديدا" فبدأت الهِجرات الأوربية المتلاحقة للعالم الجديد ، وبدؤوا اضطهاد السكّان الأصليين أبناء حضارة المايا والآزتيك الذين سمّاهم المحتلُّون الجُدد " الهنود الحُمر " وأبادوهم عن آخرهم إلا بقايا لا تكاد تُذكر ، وهذه الإبادة مما برع فيه الأوربيون في كل صقع دخلوه من العالم ، وليس ببعيد ما جرى بجزائرنا الحبيبة ، وما جرى ببقاع أخرى من العالم الإسلامي وما يَجري الآن .

وجاء في كتاب الإسلام والحضارة الغربية ـ لعلامة الشام الشيخ محمد كرد علي ، ج 2 ص 953 :
(" التعليقة الحادية عشر : بحث بعض علماء الأمريكيين والأنجليز في لغات الهنود في أمريكة فوقعوا على "كلمات عربية" ترجع إلى سنة 1290 م ـ أي إلى قرنين قبل وصول كولمبس إلى أمريكة .
وقد يكون أصحاب تلك الكلمات اتّصلوا بها قبل ذلك بقرنين آخريْن .
وهناك مستعمرات عربية وُجِدتْ بين 1150 م و1200 وقد شوهدتْ آثار عربية في شاطئ الخليج المكسيكي خاصة .
وكان العربُ يتّجِرون مع أمريكة قبل كولمبس بزمان طويل ، وثبت أن سُفن العرب أقلعت من جزيرة " كناريا" ، ومن هناك إلى " أزوارد " في وسط الأطلنطي ، ونزلت إيرلاندة وجزائر إنجلترا العربية . (بالعين)
وفي هذه الناحية من تلك الجزائر ، وفي هذه الناحية من تلك الجُزُر بئرٌ تُسمى " بئرُ عباس" ؛ يستدل بها على أن العرب استعمروا تلك الناحية .
وكان في لشبونة مصوّر (خريطة) بلاد أمريكة مما صنعته أيدي العرب .
ولنا أن نقول : أن التجارة بين العرب وهنود أمريكة كانت قبل موافاة كولمبس لها بخمسة قرون : ـ ولما أبحر كولمبس من أوربا كان متزودا بمُصوّرات وخرائط للعرب ، وبها اهتدى إلى تلك الأرض ، واستصحبَ رجلين من العرب كانا عبَرا إلى أمريكة قبل ذلك وعرفا الطريق .
وعثر أحد علماء الأثريات على ألواح مكتوبة بحروف عربية ولغة عربية فاتجهت أنظار علماء الآثار إلى استطلاع كـُنه هذه الحقائق التاريخية التي لا تلبث أن تنطق بأفصح لسان بفضل العرب على الإنسانية في جميع الميادين (لمحمد بن عمار الورنتاني في كتابه " كشف الحُجُب ")
ـ أهـ نقلا عن العلامة محمد كرد علي من كتابه المنوّه عنه أعلاه .

ـ وبكتاب آخر لا يقلُّ أهميّة عن الأول لا من حيث مضمونه فحسب بل من حيث مؤلفه وهو العلامة المحقق الشيخ أحمد تيمور باشا رحمه الله في كتابه "التذكرة التيمورية" طبع دار الآفاق العربية / القاهرة . ط أول سنة 1423هـ/ 2003م ـ يقول في الصفحة 43 :

( أمريكة .
كان الاعتقاد السائد أنّ اسم (أمريكا) أطلق على العالم الجديد إحياءً لذكرى "أمريك فيسبوس" الذي اقتفى آثار كريستوفر كولمبوس في فتح القارة الجديدة
ولكنه تبيّن أخيرًا أنّ ذلك خطأ راجعٌ إلى الرّاهب "جان بازان" وهو الذي خطر له يوما أن يزعم أنّ " أمريك " هو اسمُ المكتشف "فيسبوس" في حين أنه كان يُدعَى " ألبير " ، لا " أمريك " .
أمّا الحقيقةُ التي لم يعد فيها مجالٌ للشك فهي أنّ " أمريكا" كلمةٌ من لغة الهنود الحُمر ، ومعناها " بلد الرياح " وهناك ما هو أدلَُّ على صدق هذا القول وتأييده وهو أنّ بين قبائل الهنود الحُمر قبيلة تُسمّى " أمريكاس " . أهـ

ـ كما أنِّي حَوّرتُ في موضوعك الأصلي الذي حرّرتًه أنت يا أخ algeroi
وأرجو العفوَ والمسامحة والتجاوز ، لأني وجدتُ به بعض الهفوات الطباعية ، كما قمتُ بتشكيل بعض كلماته لتسهُل قراءتُها و قمت بتظليل جملة لم أوافق على مضمونها وهي :


(فكان الفنيقيون والقرطاجيون والرومان واليونان وغيرهم)

ومَفادُها أنّ العربَ المَعنيين باكتشاف أمريكا هم عربُ ما قبل الإسلام ، وهذا ما لا يوافقُ عليه البحث العلميُّ الرصين ، إذ تذكرُ المراجع القيِّمةُ أنّ العرب لم يعرفوا ركوب البحر إلا بعد أربعين سنة من الهجرة في عهد معاوية أمير الشام ومن بعده جرت معركة ذات الصواري بخليج الإسكندرية بين الأسطول العربي الإسلامي وأسطول الروم ، حيث لقيَ الروم شرَّ هزيمة لهم على أيدي المسلمين وكانوا هم أسياد البحر ، فتنازلوا مرغمين عن السيادة للمسلمين .
أما عربُ الجاهلية فلم يكن منهم مَن يُعاني ركوب البحر اللهمّ إلا أهلُ عُمان واليَمن .. لكن رحلاتهم لم تبلغ أبعد من سواحل أفريقية المجاورة وبلاد الهند .
أما المسلمون ففي عهود الأندلس ـ الفردوس المفقود ـ وكانت مدتُها ثمانية قرون ، أي 781 سنة حسابا (دخلها المسلمون بقيادة طريف البربري وليس طارق بن زياد كما اشتهر سنة 92 هجرية الموافق لـ: 711 م ، وخرجوا منها سنة 1492 ميلادية )
فكان لهم مغامراتهم التي ذكرتَ طرفا منها يا أخ algeroi في مَقالك مشكورا .

فانظرْ وتأمّل ما بلغه أجدادُنا الذين يُشكـِّـكوننا بهم الآن لننسى تاريخا حافلا ماجدا عجزنا اليوم عن استرداد ولو صفحة واحدة منه .
ولك أخي algeroi كل الشكر فأنت صاحبُ المبادرة وصاحبُ الفضل في إثارة الموضوع لتنبيه الهمم ، وحث العزائم على الانتباه لما يُراد بنا من طرف المثبِّطين اليائسين
(الذينَ ظلَّ سَعيُهم في الحياة الدُّنيا وهم يَحسَبونَ أنّهم يُحسِنونَ صُنعًـا) .
أخوك طلال سعود

.
أتـضــاءَلُ كلّـــما ذ ُكـــرَ العظمـــاء/ طلال سعود


التعديل الأخير تم بواسطة saoudtalal75 ; 15-08-2009 الساعة 01:16 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
saoudtalal75
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • الدولة : جزائر البحار
  • المشاركات : 128
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • saoudtalal75 is on a distinguished road
saoudtalal75
عضو فعال
رد: كولمبس .. أمريكا .. والعرب
18-08-2009, 01:41 AM
[QUOTE=saoudtalal75;779354]الموضوع الأصلي كتب بواسطة algeroi
09-08-2009, 01:11 PM


كولمبس .. أمريكا .. والعرب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما إن وقعت عيناي على هذه المعلومة الطيبة حتى عزمت على نقلها للقراء الكرام وهذا لسببين

أما الأول فهو تقادم العهد بها فقد مضى زمن طويل ولم أمتع ناظري بشيء من نوادر وطرائف الجغرافيا رغم شغفي الكبير بهذا النوع من العلوم

وأما الثاني فهي فرصة لتعريف القراء بتلك الخصائص التي امتازت بها أمة العرب مما جعلها أهلا لتحمل الرسالة ولعل روح المغامرة وركوب الأخطار خير دليل على قيم الشجاعة والبطولة التي وَجّهتْها الرسالةُ الخاتمة ُوِجْهَتَها الصحيحة َواستخدمتْها الاستخدامَ الأمثل فرغم الحملات المنظمة لسرقة التراث وتشويهه في سبيل تفريغ الأمة من ثقافتها وحرمانها من عوامل نهضتها ببرمجة عقول الناشئة بشتى أنواع التضليل الإعلامي والفكري لترسيخ الشعور بالدونية وصقل العقول على التبعية للغرب الصليبي الحاقد وذلك بمحاولة وصف الدور الذي قامت به أمة الإسلام بأنه مجرد نقل لعلوم اليونان والحفاظ عليها من الاندثار حتى كتب لها البعث من جديد على أيدي رواد النهضة في أوروبا تأبى الحقائق إلا أن تظهر من وقت لآخر لتثبت للدنيا أصالة العرب وعمق رسالتهم وتبرز الفرق الهائل بين استخدام نتاج الحضارة في خدمة التبادل النافع بين الشعوب والثقافات وبين السطو المنظم على خيراتها ومقدراتها فرغم معرفة العرب والمسلمين بحقائق الجغرافيا وتمرسهم في فنون الملاحة ورسم الخرائط واتصالهم المتقدم مع الحضارات المجهولة وراء البحار إلا أن ذلك لم يكن أبدا دافعا لاستعباد تلك الشعوب وتفكيك مجموع أنساقها السياسية والاجتماعية في سبيل استعبادها واستغلالها بل إبادتها واغتصاب منجزاتها في سبيل إرضاء جشع الرجل الأبيض وإشباع غروره ..
ـ أترككم مع هذا النقل النافع - كما أحسب - لجملة من المعلومات الجغرافية التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك وصول العرب إلى العالم الجديد قبل وصول كولمبس بقرون وقد نقلته عن كتاب بعنوان ((ذو القرنين وسد الصين)) للعلامة محمد راغب الطباخ تعليق الشيخ المحقق أبي عبيدة مشهور حسن آل سلمان من ص 151 وما بعدها فلتتفضلوا مشكورين :


بداية المقال :

اطلعت على مقالة بقلم الأب أنستاس الكرملي البغدادي منشورة في مجلة ((المقتطف)) المصرية في العددالثانيمنالمجلد السادس بعد المئة تحت عنوان :


عرف العرب أمريكا قبل أن يعرفها أبناء الغرب


ناقلا ذلك عن مصادر غربية فتعقبته الآنسة "دولت حسن الصغير" (الإسكندرية) فنشرت مقالة في مجلة (( الرسالة)) المصرية في العدد
(612) تحت عنوان :


اقتحم العرب المحيط قبل أن يقتحمه كولمبس




ناقلةً ذلك عن مصادر عربية فهذه النقول تدعونا نجزم أن المكتشف الأول لهذه القارة من عصور قديمة هم العرب ولا ريب والفضل للمتقدم وإليك باختصار ما قاله الأب الكرملي والآنسة دولت :

قال الأب في مقالته التي حاضر بها في بغداد في كانون الأول (ديسمبر سنة 1944
((كان العرب مند أقدم الأزمنة وقبل المسيح بكثير يختلفون إلى جزيرة واقعة غربي بريطانيا العظمى تلكم الجزر التي كان يسميها اليونان يومئذ (جزرا لقصدير) بلسانهم = (Kasselerides)
ومنه اسم القلعي عندنا – أي القصدير - المعروف باسم منجمه وذهاب أبناء قحطان إلى تلكم الربوع يدل على أمور جمة :

منها : أنهم كانوا يتقنون الملاحة إتقانا عجيبا بدليل ما ذهبوا إليه من البلدان الشاسعة

ومنها : أنهم كانوا بارعين في بناء السفن بإحكامٍ عظيمٍ لتتمكن من مصارعة أهوال الغمار والمحيطات ولكي لا تتصدع ولا تتفسخ ومن ثم لا تغرق

ومنها : أنهم كانوا بارعين في الهندسة حتى أنهم تمكنوا من نشر الجواري المنشآت نشرا متساوي الجوانب والأحناء والأجزاء حتى لا تمزقها اللجج المتلاطمة ولا يزيد فيها جزء على جزء فيثقل جانب ويخف آخر فيمتنع التوازن والتساوي فتعطب تلك المواخر في اليم فكان هؤلاء السلف الأبطال يذهبون إلى تلكم الأصقاع يستخرجون منها القصدير ثم ينقلونه إلى بلادهم العامرة على تلكم المواخر فيبيعونه بأثمان باهظة هذا وتجارة العرب معروفة ومشهورة من القدم ومن الأزمنة الموغِلة في الماضي وقد تعلم بعض الناس من العرب استخراج القصدير من تلك الجزر فتأثّروا بهم في صناعتهم وتجارتهم فكان الفنيقيون والقرطاجيون والرومان واليونان وغيرهم

ذكر كل ذلك هيرودوس أبو التاريخ في (11503) واسترابون في الباب (2) في الفصل (11)

بسطت لكم الدليل الأول نقلا عن هيرودوس أبي التاريخ المتوفى في المئة الخامسة قبل الميلاد وعن استرابون المتوفى في الأيام الأخيرة من عهد طيباريوس قيصر أي : في بداية النصرانية والآن أذكر لكم الدليل الثاني وهو :
يرى المفكرون البصراء من أهل البحث في هذا العصر : أن أبناء العروبة عرفوا التيار المشهور في هذا العهد بالاسم الانجليزي : (Gulf Streem)

أي : تيار الخليج وهو تيار عظيم ينساب في (المحيط الاتلانتي) ، الذي يسميه ابن خلدون (المحيط اللبلابي) وينشأ في خليج المكسيك مارا بقناة بهاما ثم يلاعب سواحل أمريكة الجنوبية ويسارها إلى الدرجة (40) من العرض الشمالي ثم ينحدر إلى الجنوب الشرقي

ويذهب أمير موناكو البحّار الشهير والبحاثة الخطير : إلى أن سواحل أوروبة تتدفق على وجهها بسط من المياه هي غير مياه تيار الخليج اللهم إلا النزر منها الذي لا يلتفت إليه .
هذا وتبقى مجاري هذا التيار دافئة فتكسر شيئا من برد إيرلاندة لأن تلكم المياه تبلغهاكما تصل إلى إنكلترة ونروج .
وسبق العرب سائر الأمم إلى معرفة هذا التيار وخواصه وإلى حركته من المكسيك إلى إيرلاندة ومن هذه إلى تلك فكانوا يركبون من موضع إلى موطن بحيث كانوا يدهشون سكان جزيرة المانش – أي جزر القصدير - وأهالي جزيرة إيرلاندة فكانوا إذا ظعنوا إلى أنحاء المكسيك مكث بعضهم فيها وعاد القليلون منهم إلى بلادهم راكبين متن ذلكم التيار المبارك

ونعرف أنهم كانوا يقيمون في الديار التي عرفت بعد ذلك بالمكسيك من أسماء الحيوانات التي سموها بها وهي أسامٍ تـُعرف بها إلى اليوم لكن لا يفقه أهلُها معانيها ولا علماءُ الغرب الذين اتخذوها هم أيضا محافظين عليها محافظتهم على حياتهم

ولو كانوا واقفين على تاريخ نشأة بني يعرب ونزولهم في تلك الربوع بل وصولهم إلى أقصى الخافقين واطلاعهم على أسرار لغتهم البديعة المبيّنة لاهتدوا إلى حل العقد وحل المعضل

هذا والألفاظ العلمية الموضوعة في علم الحيوان والطير والسمك والحشرات جمّة لا تحصى على أن ما لا يدرك كله لا يترك جله ، وأنا أتلو على أسماعكم شيئا نزرا من هذا القبيل فمنها التمساح المسمى عندهم (Alligator)
فإنهم لم يعرفوا من أي لغة هي إنما يقولون أنها بلسان البلاد التي يعيش فيها ولم يزيدوا على هذا القدر ولو اتّسع لي الوقت لذكرتُ لكم مئات من الألفاظ إلا أني أحاول مسابقة الزمن لئلا تفوتني الفرصة التي أريد أن أبين فيها أن الإيرلنديين لما رأوا العرب يأتون إلى ديارهم ثم يركبون متن تيار الخليج عرفوا أن في أقاصي البحر الأتلانتي بلادا مأهولة وسكانا متوحشين لا يعرفون من دين النصرانية شيئا يذكر

وأوّلُ من انتبه لهذا الأمر راهب اسمه (Brendan)

برندان السائح البحار المولود في فنست سنة (483) وقد أولع منذ حداثته بركوب الأخطار فعزم على ارتياد المحيط الاتلانتي ومشاهدة ما وراءه من البر العظيم المجهول ثم ذكر رحلته مع (14) راهبا سنة (545) وفي الآخر تراءت لهم أرض كانت جزيرة والمظنون أنها كانت إيسلندة التي معناها "جزيرة الجمد" وفي الفاتيكان نسخة بالاتينية من هذه الرحلة وفي المكتبة الوطنية في باريس إحدى عشرة نسخة خطية
ولا جرم أن كلومبس كان واقفا أتم الوقوف على خبر رحلة برندان فتمكن من أن يقنع الملك فرديناند والملكة إيزابيلا بأن يوافقا على هذه الرحلة للبحث عن العالم الجديد فقنعا في الآخر ويلخص كلامي هذا كما يأتي :

أن أبناء يعرب القدامى ولا سيما أولئك الذين كانوا يجاورون ثغور البحار يركبون السفن التي كانوا ينشرونها بأيديهم فيجوبون بها المحيطات فوصلوا في أول أسفارهم إلى جزر القصدير وهي بحر المانش وعددها (145) جزيرة وبعد ذلك عرفوا تيار الخليج المسمى عند الانكليز =
(Gulf Streem)

فاتخذوه ناقلا لهم إلى الربوع التي دُعيَتْ بعد ذلك بالمكسيك ومنها انبثـُّوا إلى سائر مدن أمريكة من شمالية وجنوبية
فالعرب وسائر الأقوام التي حلت على العالم الجديد عرفوا المكسيك قبل أن يعرفه الغرب ، ولذا نرى فيها من الأسماء العربية العائدة إلى الحيوان والطير أكثر مما في سائر الأنحاء الحديثة المعروفة بحيث لا يمكن لأحد أن ينكرها وقد اعتمدتُ في كل ما قرّرتُ هنا على مصنفات الأغراب أنفسِهم إلا ما وجدته نـَبـِهًا بنفسه ، وقع ذلك كله قبل المسيح وبعده لاسيما بعد اكتشاف تلك المتنائيات ((انتهى ما لخصته من مقالة الأب أنِستاسْ مـاري الكرملي (العلامة اللغوي العراقي)

وقالت الأديبة"دولت حسن " بعد أن لخصت الخلاصة الأخيرة :

((كنت أحسب قبل مطالعة كلمته الرائعة أنه سيورد من المراجع العربية ما يثبت أن من أبناء قحطان من اقتحم البحر المحيط ليرى ما به من الأخبار والعجائب ويقف على نهايته غير أن الأب اعتمد في كل ما قرّره على مصنفات الأغراب فحسب إلا ما وجده نبها في نفسه

وليس لي أن أفنِّدَ ما جاء به العلامة من تحقيقات لغوية فما إلى هذا رميتُ في هذا المقال ولكن سأعنَى بالتحدُّث عمّن ركب من العرب المحيط قبل أن يركبه كلومبيس معتمدا على ما جاء في المصادر العربية

ثبت قطعا أن خرستوف كلومبيس ليس أوّل من حطّ رحاله بالدنيا الجديدة ولكن رحلته إليها هي التي فتحتْ أعينَ الناس على هذا العالم الجديد فبدأ من بعده الظغنُ إليه والاستعمار فيه .

حدّثنا الأبُ بنبإ رحلة الرّاهب برندان إلى جزيرة "آيسلندة" (المعروفة عند العرب باسم تولي ) وجزائر الكناري (الخالدات )ثم نزوله على الساحل الأمريكي في النصف الثاني من القرن السادس كما حدّثنا بخبر بعض الرهبان الأرلنديين الذين كانوا يندهشون لركوب العرب لتيار الخليج القادم من المكسيك ونزولهم في القرن الثامن الميلادي إلى سواحل أمريكا الشرقية غير أن التاريخ غمط حقوق بعض الروّاد المغامرين من يعرب الذين ركبوا الأهوال محاولين اختراق الخضمِّ المحيط المعروف في ذلك الحين باسم :
" بحر الظلمات"

الكرة الأرضية والبحر المحيط عند العرب

قالت : نقل العرب كتاب (المجسطي) لبطليموس القالوذي في مطلع العصر العباسي وقالوا في أزياجهم و كتبهم الجغرافية : أن الأرض كروية

جاء في مروج الذهب للمسعودي :

((ذكروا أن الأرض مستديرة ومركزها في وسط الفلك والهواء محيط بها من كل الجهات وأخذوا عمرانها من حدود الجزائر الخالدات في بحر أقيانوس إلى أقصى عمران الصين وعلموا أن الشمس إذا غابت في أقصى الصين كان طلوعها على الجزائر العامرة المذكورة التي في بحر أقيانوس وإذا غابت في هذه الجزائر كان طلوعها في أقصى الصين وذلك نصف دائرة الأرض وهو طول العمران الذي ذكروا أنهم وقفوا عليه))

ولعمري إنّ هذا تحديد دقيق لما يعرف اليوم جغرافيا باسم نصف الكرة الشرقي

وقال المسعودي – أيضا ـ :

((إن أقصى العمران في المشرق إلى حدود بلاد الصين والسيلي إلى أن ينتهي إلى بحر أقيانوس المحيط وأقصى عمران المغرب ينتهي إلى بحر أقيانوس المحيط أيضا فكأنّ الأقيانوس المحيط كان – بحسب ما عرفوه - متصلا من أقصى العمران في المشرق إلى أقصى العمران في المغرب))

وهو ما يعرف اليوم جغرافيا باسم نصف الكرة الغربي وتواتر الأخبار قديما بأن بحر الظلمات هنا لا تـُدرَكُ غايتُه ولا يُعلَم ُ منتهاه ، وأنه بحرٌ لا تجري فيه جارية ولا عمارة

جاء في كتاب الشريف الإدريسي ((نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)):

((ولا يعلم أحد ما خلفَ هذا البحر المظلم ولا وقف بشرٌ فيه على خبر صحيح لصعوبة عبوره وهيجان رياحه وبه جزائر كثيرة منها معمورة وغير معمورة )) ....
وكان يعزر ما تواتر عليه الناس عنه أسطورة مأثورة عن قدامى اليونان تقول بأن هرقل بنى أعمدة من النحاس والحجارة حدا بين بحر الروم والأقيانوس وعلى أعلاها كتابة وتماثيل مشيرة بأيديها : أن لا طريق ورائي لجميع الداخلين إلى ذلك البحر

وأشار المسعودي إلى هذا النصب بما نصه :

((وعلى هذا البحر المحيط مما يلي الأندلس جزيرة تعرف بقادس مقابلة لمدينة شذونة وفي هذه الجزيرة منارة عظيمة عجيبة البنيان على أعاليها عمود عليه تمثال من النحاس يُرَى من شذونة وراءها لعظمه وارتفاعه ووراءه في هذا البحر على مسافات معلومة تماثيل أخرى في جزائر يُرَى بعضُها مع بعض وهي التماثيل التي تُدعَى (الهرقلية ) بناها في سالف الزمان هرقل الجبّار تنذر من رآها أن لا طريق وراءها ولا مرهب بخطوط على صدورها بيـِّنةٌ ظاهرة ببعض الأقلام القديمة وضروب من الإشارات بأيدي هذه التماثيل تنوبُ عن تلك الخطوط لمن لا يحُسن قراءتها صلاحا للعباد ومنفعة لهم من التغرير بأنفسهم في ذلك البحر ))

وكان الحكماء والجغرافيون من العرب يعترفون أن هذا البحر موصلٌ إلى الهند فقد جاء في كتاب((السماء والعالم )) لأرسطو في الدليل على صغر الأرض : أن الموضع الذي يُدعَى أصنام هرقل يختلط بأوّل حَدٍّ من حدود الهند ولذلك قالوا : إنّ البحر واحد

رواد المحيط من العرب

قالت : واقتحام أبناء قحطان بحر الظلمات أمرٌ لا مِرية َ فيه وقد بسط الأبُ أنسطاس الدليل على ذلك نقلا عن هيرودوس وعن استرابون ونحن بدورنا نبسط الدليل نقلا عن المصادر العربية

جاء في ((مروج الذهب)) ص (71) في ذكر الكلام عن البحر المحيط :

((وله أخبار عجيبة وقد أتينا على ذكرها في كتابنا (أخبار الزمان) في أخبار من غرر وخاطر بنفسه في ركوبه ومن نجا منهم ومن تلف وما شاهدوا منه وما رأوا .))

ثم قالت : والأرجحُ أنّ قصة المغرورين وقعت في القرن الثالث الهجري (التاسع المسيحي) ونقلت قصتهم عن كتاب ((نزهة المشتاق إلى اختراق الآفاق)) وخلاصتها :

(( أنّه اجتمع ثمانية رجال كلهم أبناء عمٍّ وخرجوا من مدينة (لشبونة) وجَرَوْا في البحر (12) يوما فوصلوا إلى بحر غليظ الموج كدِر الريح قليلِ الضوءِ فأيقنوا التلف ثم فردوا قلاعهم في اليد الأخرى وجَرَوْا في البحر في ناحية الجنوب (12) يوما فخرجوا إلى "جزيرة الغنم" فقصدوا الجزيرة فنزلوا بها فوجدوا عين ماء جارية وعليها شجرة تين بري فأخذوا من تلك الغنم فذبحوها فوجدوا لحومها مُرّةً فأخذوا من جلودها وساروا مع الجنوب (12) يوما إلى أن لاحت لهم جزيرة فنظروا فيها إلى عمارة وحرث ، فقصدوا إليها ليروا ما فيها فما كان غير بعيد حتى أحيط بهم في زوارق هناك فأُخِذوا وحمُلِوا في مراكبهم إلى مدينة على ضفة البحر فأنُزلِوا فيها في دارٍ فرأوا رجالا شُقرا زُعرا ؛ شُعورُ رؤوسهم سَبطةٌ ؛ وهم طِوالُ القُدود ؛ ولنسائهم جمالٌ عجيبٌ ؛ فاعتقلوا فيها في بيت ثلاثة أيام ثم دخل عليهم في اليوم الرابع رجلٌ يتكلّم باللسان العربي فسألهم عن حالهم وفيمَ جاؤوا وأين بلدهم فأخبروه بكل خبرهم فوعدهم خيرا وأعلمهم أنّه ترجمان الملك

فلماكان اليوم الثاني أُحضِروا بين يديْ الملك فسألهم عمّا سألهم الترجمان عنه فأخبروه بما أخبروا به الترجمان بالأمس من أنهم اقتحموا البحر ليَرَوْا ما به من الأخبار والعجائب ويقفوا على نهايته فلمّا علم الملك ذلك ضحك وقال للترجمان: خبـِّرِ القومَ أنّ أبي أمر قوما من عبيده بركوب هذا البحر وأنهم جَرَوْا في عَرضه شهرا إلى أن انقطع عنهم الضوءُ وانصرفوا في غير حاجة ولا فائدة تجُدِي ؛ ثم أمر الملكُ الترجمانَ أن يعِدهم خيرًا وأن يحسن ظنهم بالملك ففعل ، ثم صرفوا إلى موضع حبسهم إلى أن بدأ جريُ الريح الغربية فعمّرَ بهم زورقا وعُصبَتْ أعينهم وجرَى بهم في البحر بُرهة من الدهر ، قال القوم: قدّرنا أنه جرى بنا ثلاثة أيام بلياليها حتى جيء بنا إلى البرِّ فأُخرِجنا وكُتـِّفنا إلى الخلف وتُرِكنا بالساحل إلى أن تَضاحَى النهارُ وطلعتِ الشمسُ ونحن في ضنك وسوء حال من شدِّ الأكتاف حتى سمعنا ضوضاء وأصوات ناسٍ فصِحنا بأجمعنا ؛ فأقبل القومُ إلينا فوجدونا بتلك الحال السيئة فحلوا وثاقنا وسألونا فأخبرناهم بخبرنا وكانوا برابرة ؛ فقال لنا أحدُهم : أتعلمون كم بينكم وبين بلدكم فقلنا : لا ، فقال : إنّ بينكم وبين بلدكم مسيرةُ شهرين ، فقال زعيم القوم: وا أسفي ، فسُمي المكان إلى اليوم (أسفي) وهو المرسى المعروف في أقصى المغرب .

والذي نستخلصه من رواية الإدريسي؛ أنّ الإخوة الذين نعتوا ظلما باسم "المغررين أو المغرورين" ركبوا البحر المحيط من (لشبونة) ـ عاصمة البرتغال الحالية ـ فضربوا في عرضه غربا ثم انعطفوا نحو الجنوب فوطئوا أرض جزيرة بها غنم وتين بري بعد مسيرة(23) يوما ونحن لا نستبعد أن تكون جزيرة الغنم هذه إحدى جزر اللازَوَرْد (أزورَه) ، لأنها تقع غرب لشبونة لا إلى جنوبها الغربي ، ولأنها جزرٌ مسكونة من قديم الزمان ؛ عرفها القرطاجِنِّيون والنورمانديون والعرب ؛كما جاء في ((دائرة المعارف الفرنسية)) وقد هاجر إليها فريق من عرب إسبانيا بعد طردهم من الأندلس .

والذي نظنه أنهؤلاء الإخوة حطوا رحالهم في إحدى جزر (برموده) أو (جزر الأنطيل) إن لم يظعنوا إلى أحد أنحاء المكسيك بلاد التين البري (وفصائل الصُبّيْر) والتي كانت تزخر بقطعان الماشية .

ثم بعد كلام قالت : (وهنا قصة لمغامر آخر اقتحم البحر المحيط ولا يعرف إلا الله مصيره ومن تبعه في النصف الأول من القرن الثامن الهجري ( أوائل القرن الرابع عشر الميلادي ) يحدثنا (ابنُ فضل الله العمري) في كتابه ((مسالك الأبصار في ممالك الأمصار )) عن الملك موسى بن أبي بكر أحد ملوك مالي في السودان الغربي وكان معاصرا لصاحب (( مسالك الأبصار))في أسام الملك الناصر بن قلاوون قال : قال ابنُ الأمير الحاجب والي مصر عن الملك "موسى بن أبي بكر" : سألته عن سبب انتقال المـُلك إليه فقال: ((إنّ الذي قبلي كان يَظنُّ أنّ البحر المحيط له غايةٌ تُدرَك فجهز مئتين من السفن وشحنها بالرجال والأزواد التي تكفيهم سنين ؛ وأمر مَن فيها أن لا يرجعوا حتى يبلغوا نهايةَ بحر الظلمات ، فغابوا مدة طويلة ثم عاد منها سفينةٌ واحدة وحضر مقدِّمها ؛ فسأله عن أمرهم فقال : سارت السفنُ زمنا طويلا حتى عرض لها في البحر في وسط اللجة (جرية) عظيمة فابتلع تلك المراكب ؛ وكنتُ آخر القوم فرجعتُ بسفينتي ،،، فلم يصدقه الملك ، فجهّز ألفيْ سفينةٍ ؛ ألفا للأولاد وألفا للأزواد واستخلفني وسار بنفسه ليعلم حقيقة ذلك وكان هذا آخرُ العهد به ))

ثم قالت: ((ومما يغلب على الظنِّ أنّ كولمبس وقف على خبر الإخوة المغرورين وعرف أنهم هبطوا إحدى الجزر فيما وراء المحيط ولعله كان على علمبنبإ رحلة برندان ولا جدال في أنه اطلع على ترجمات الكتب الجغرافية العربية التي تقول بكروية الأرض وبأنّ البحر المحيط موصلٌ إلى الهند ثم استطاع أن يُقنِع الملكة إيزابيلا وسار بسفنه الشراعية في 3 أغسطس سنة 1392 متخذا سبيله في البحر غربا ثم جنوبا بغرب حتى وصل في 12 أكتوبر إلى جزيرة "غواني هاني" – التي عُرفت فيما بعد باسم: (سان سلفادور)وكأنّ معاصريه لم يجدوا فيما أتى به بِدعا أو لم يروا فيه أوّل مقتحمٍ لبحر الظلمات فضرب لهم مثل البيضة المعروف ومات في بلد الوليد عام 1506 آسفا محسودا .

فهذه حقائق مستفادة من المصادر العربية تثبت أن أبناء يعرب جابوا " بحر الظلمات " قديما على أنّ أخبار مقتحميه منهم وما شاهدوه منه وما رأوا لم تلق من الناس والمؤرخين الأقدمين اهتماما كبيرا وهناك ولا ريب كثير من رواد المحيط الناطقين بالضاد ركبوا في قوافل بحرية كبيرة مثل "ملك مالي" بَيْدَ أنهم لم يجدوا من يؤرِّخُ لهم ولا ريب أن بعضهم حطّ رحاله في ربوع أمريكا الوسطى وجزائرها لذا لا نعجب إن رأينا فيها كثيرا من الأسماء العربية العائدة إلى الحيوان والطير ((أه ماقالته))








تعـقيـب وإثـراء بقـلم طــلال سعــود

أوّلا : أشكرُ لك أخي algeroi هذه الحماسة والغيرة على أمجاد العرب والمسلمين ، وأثني على تلك الحرارة التي تكتبُ بها مواضيعك ، وخاصة هذا البحث ..

ثانيا: عندي بعضُ المعلومات المهمّة تتعلـّق باكتِشاف أمريكا ؛ ارتأيْتُ إثراء موضوعِك بها ، ولم أجد مَن تطرّق إليها في هذا المقال الذي تداوَل عليه : العلامةُ أنِسْتاس ماري الكَرمِلي البحاثة اللغوي العراقي (1866-1947)
والأديبةُ الباحثة : دولت حسن الصغير الإسكندرانية المصرية التي كانت تكتبُ في مجلة (( الرسالة)) المصرية .
والأديبُ الألمعيُّ المتألِّقُ : الأخ algeroi الذي يكتب في منتديات الشروق الالكترونية .!!

وإليكم الموضوع:

أبحر كريستوفر كولومبوس CHRISTOPHE COLOMBOSفي المحيط الأطلسي ، في 3 أوت 1492م الموافق لـ ( 898 هـ) انطلاقا من بلدة بالوس وهي المسماة حاليا " كابو دي بالوس " الشهيرة بمنارتها الجميلة وشواطئها الرائعة وأصبحت اليوم مدينة سياحية من الطراز الأول وتقع على ساحل مارمينور الذي يتفرع عن البحر الأبيض المتوسط بالقرب من منطقة ريبيريرا السياحية الشهيرة بإسبانيا .
وذلك على متن ثلاثة سفن تحمل العلم الإسباني وبرفقته 120 بحارا ، و في 10 أكتوبر 1492 وصل إلى جزر الأنتيل بأمريكا الوسطى فاعتقد أنه دخل بعض الجزر الهندية ، لذلك سماها أول الأمر بـ "جزر الهند الغربية" .
وبعد أن سافر البحّار الفلورنسي (أمريكو فسبوتشي) في رحلة مماثلة إلى هذه الجُزر المزعومة اكتشف أنه لا علاقة لها بالهند ، فأطلق عليها اسم " أمريـكا" المُشتقِّ من اسمه ، وأعلن بعد رجوعه لأوربا أن المستكشف كولمبوس إنما اكتشف "عالما جديدا" فبدأت الهِجرات الأوربية المتلاحقة للعالم الجديد ، وبدؤوا اضطهاد السكّان الأصليين أبناء حضارة المايا والآزتيك الذين سمّاهم المحتلُّون الجُدد " الهنود الحُمر " وأبادوهم عن آخرهم إلا بقايا لا تكاد تُذكر ، وهذه الإبادة مما برع فيه الأوربيون في كل صقع دخلوه من العالم ، وليس ببعيد ما جرى بجزائرنا الحبيبة ، وما جرى ببقاع أخرى من العالم الإسلامي وما يَجري الآن .

وجاء في كتاب الإسلام والحضارة الغربية ـ لعلامة الشام الشيخ محمد كرد علي ، ج 2 ص 953 :
(" التعليقة الحادية عشر : بحث بعض علماء الأمريكيين والأنجليز في لغات الهنود في أمريكة فوقعوا على "كلمات عربية" ترجع إلى سنة 1290 م ـ أي إلى قرنين قبل وصول كولمبس إلى أمريكة .
وقد يكون أصحاب تلك الكلمات اتّصلوا بها قبل ذلك بقرنين آخريْن .
وهناك مستعمرات عربية وُجِدتْ بين 1150 م و1200 وقد شوهدتْ آثار عربية في شاطئ الخليج المكسيكي خاصة .
وكان العربُ يتّجِرون مع أمريكة قبل كولمبس بزمان طويل ، وثبت أن سُفن العرب أقلعت من جزيرة " كناريا" ، ومن هناك إلى " أزوارد " في وسط الأطلنطي ، ونزلت إيرلاندة وجزائر إنجلترا العربية . (بالعين)
وفي هذه الناحية من تلك الجزائر ، وفي هذه الناحية من تلك الجُزُر بئرٌ تُسمى " بئرُ عباس" ؛ يستدل بها على أن العرب استعمروا تلك الناحية .
وكان في لشبونة مصوّر (خريطة) بلاد أمريكة مما صنعته أيدي العرب .
ولنا أن نقول : أن التجارة بين العرب وهنود أمريكة كانت قبل موافاة كولمبس لها بخمسة قرون : ـ ولما أبحر كولمبس من أوربا كان متزودا بمُصوّرات وخرائط للعرب ، وبها اهتدى إلى تلك الأرض ، واستصحبَ رجلين من العرب كانا عبَرا إلى أمريكة قبل ذلك وعرفا الطريق .
وعثر أحد علماء الأثريات على ألواح مكتوبة بحروف عربية ولغة عربية فاتجهت أنظار علماء الآثار إلى استطلاع كـُنه هذه الحقائق التاريخية التي لا تلبث أن تنطق بأفصح لسان بفضل العرب على الإنسانية في جميع الميادين (لمحمد بن عمار الورنتاني في كتابه " كشف الحُجُب ")
ـ أهـ نقلا عن العلامة محمد كرد علي من كتابه المنوّه عنه أعلاه .

ـ وبكتاب آخر لا يقلُّ أهميّة عن الأول لا من حيث مضمونه فحسب بل من حيث مؤلفه وهو العلامة المحقق الشيخ أحمد تيمور باشا رحمه الله في كتابه "التذكرة التيمورية" طبع دار الآفاق العربية / القاهرة . ط أول سنة 1423هـ/ 2003م ـ يقول في الصفحة 43 :

( أمريكة .
كان الاعتقاد السائد أنّ اسم (أمريكا) أطلق على العالم الجديد إحياءً لذكرى "أمريك فيسبوس" الذي اقتفى آثار كريستوفر كولمبوس في فتح القارة الجديدة
ولكنه تبيّن أخيرًا أنّ ذلك خطأ راجعٌ إلى الرّاهب "جان بازان" وهو الذي خطر له يوما أن يزعم أنّ " أمريك " هو اسمُ المكتشف "فيسبوس" في حين أنه كان يُدعَى " ألبير " ، لا " أمريك " .
أمّا الحقيقةُ التي لم يعد فيها مجالٌ للشك فهي أنّ " أمريكا" كلمةٌ من لغة الهنود الحُمر ، ومعناها " بلد الرياح " وهناك ما هو أدلَُّ على صدق هذا القول وتأييده وهو أنّ بين قبائل الهنود الحُمر قبيلة تُسمّى " أمريكاس " . أهـ

ـ كما أنِّي حَوّرتُ في موضوعك الأصلي الذي حرّرتًه أنت يا أخ algeroi
وأرجو العفوَ والمسامحة والتجاوز ، لأني وجدتُ به بعض الهفوات الطباعية ، كما قمتُ بتشكيل بعض كلماته لتسهُل قراءتُها و قمت بتظليل جملة لم أوافق على مضمونها وهي :


(فكان الفنيقيون والقرطاجيون والرومان واليونان وغيرهم)

ومَفادُها أنّ العربَ المَعنيين باكتشاف أمريكا هم عربُ ما قبل الإسلام ، وهذا ما لا يوافقُ عليه البحث العلميُّ الرصين ، إذ تذكرُ المراجع القيِّمةُ أنّ العرب لم يعرفوا ركوب البحر إلا بعد أربعين سنة من الهجرة في عهد معاوية أمير الشام ومن بعده جرت معركة ذات الصواري بخليج الإسكندرية بين الأسطول العربي الإسلامي وأسطول الروم ، حيث لقيَ الروم شرَّ هزيمة لهم على أيدي المسلمين وكانوا هم أسياد البحر ، فتنازلوا مرغمين عن السيادة للمسلمين .
أما عربُ الجاهلية فلم يكن منهم مَن يُعاني ركوب البحر اللهمّ إلا أهلُ عُمان واليَمن .. لكن رحلاتهم لم تبلغ أبعد من سواحل أفريقية المجاورة وبلاد الهند .
أما المسلمون ففي عهود الأندلس ـ الفردوس المفقود ـ وكانت مدتُها ثمانية قرون ، أي 781 سنة حسابا (دخلها المسلمون بقيادة طريف البربري وليس طارق بن زياد كما اشتهر سنة 92 هجرية الموافق لـ: 711 م ، وخرجوا منها سنة 1492 ميلادية )
فكان لهم مغامراتهم التي ذكرتَ طرفا منها يا أخ algeroi في مَقالك مشكورا .

فانظرْ وتأمّل ما بلغه أجدادُنا الذين يُشكـِّـكوننا بهم الآن لننسى تاريخا حافلا ماجدا عجزنا اليوم عن استرداد ولو صفحة واحدة منه .
ولك أخي algeroi كل الشكر فأنت صاحبُ المبادرة وصاحبُ الفضل في إثارة الموضوع لتنبيه الهمم ، وحث العزائم على الانتباه لما يُراد بنا من طرف المثبِّطين اليائسين
(الذينَ ظلَّ سَعيُهم في الحياة الدُّنيا وهم يَحسَبونَ أنّهم يُحسِنونَ صُنعًـا) .
أخوك طلال سعود

.












إثـــــــــــــــــراءٌ ثـــــــــــــــــــــان ٍ / طــلال سعــود


سبق المسلمين في اكتشاف أمريكا ووضع خرائطها الدقيقة

رغبةً في نشر الدين النصراني، ووجود الدولة العثمانية التي وضعت العراقيل أمام تجارة أوروبا مع الشرق الأقصى في أواخر القرن الخامس عشر، فضلاً عن الضرائب الجمركية المتصاعدة التي كان يفرضها مماليك مصر، بدأ الناس في أوروبا يتساءلون عن إمكانية الوصول إلى الهند مباشرة للتخلص من سيطرة العثمانيين المتزايدة على تجارتهم.
ومن هنا بدأت حركة الكشف الجغرافي الأوروبي للبرتغال وإسبانيا، وإن اختلفت كل منهما عن الأخرى في التوجه، فبينما اتجهت كشوف البرتغال إلى غرب إفريقيا شرقًا حتى منطقة جزر الهند الشرقية من خلال طريق رأس الرجاء الصالح، نجد إسبانيا اتجهت كشوفها غربًا لتصل إلى نفس الهدف.
وهنا بدأت الرحلة الشهيرة لكولومبوس الذي اكتشف أمريكا، والمعلوم أن كولومبوس مات عام (1506م=912هـ) وهو يعتقد أنه وصل إلى آسيا، وأن الجزر التي اكتشفها إنما هي تلك التي توجد بالقرب من الهند، ومن هنا ترجع تسميتها إلى جزر الهند الغربية، وكذلك تسمية سكانها الأصليين بالهنود، ولم تلبث الأذهان أن أخذت تشك في أن هذه الأرض التي وصل إليها كولومبس هي آسيا ولاسيما بعد تلك الرسالة التي نشرها "أميركو فسبوتشي".
صورة لشعار سفينةكولومبس
الإسهام غير المباشر للعرب المسلمين في اكتشاف أمريكا:
في مجال (الجغرافيا الوصفية) قدم الجغرافيون العرب والمسلمون نظريات حول شكل الأرض تؤكد كرويتها للجغرافي الأندلسي المسلم "أبو عبد الله البكري" وللتدليل على هذه الفكرة قدم عالم آخر اسمه أبو الفدا (ولد 1273م/672هـ) بعض الأدلة المنطقية عليها مثل تغير وقت شروق الكواكب وغروبها كلما تحرك الشخص من الشرق إلى الغرب، وتزايد ارتفاع النجم القطبي والكواكب الشمالية كلما تقدم الشخص نحو الشمال، وفكرة كروية الأرض هي التي انطلق منها كولومبس في رحلته الاستكشافية نحو الغرب والتي وصل من خلالها إلى العالم الجديد.
صورة لكريستوفركلومبس
ويضاف إلى ذلك إسهام المسلمين في فكرة خطوط الطول ودوائر العرض، ووصول المسلمين إلى درجة عالية من الإتقان في القياس، ففي القرن العاشر الميلادي ذكر "المقدسي" أن الأرض كروية، وأن خط الاستواء يقسمها نصفين، وأن محيطها مقسم إلى 360ْ درجة طولية 180ْ درجة عرضية، كما أن البيروني كان أستاذًا في نفس الموضوع، وقد وضع أرقامًا دقيقة لدوائر عرض عدد كبير من الأماكن، وكانت الطريقة التي استخدمها في حسابها مبنية على رصد النجوم التي تدور حول القطب.
وقد كانت صناعة الأجهزة من ضمن الإنجازات العلمية الهامة للمسلمين، ومن أشهر هذه الأجهزة جهاز الإسطرلاب، والساعة المائية والمزولة التي كان خط العرض يوضح عليها بدقة، وكذلك البوصلة التي استخدمها العرب في أوقات مبكرة كما أشار الإدريسي، وكل هذه الأدوات استعان بها كولومبس في رحلته نحو أمريكا.
وأيًا ما كان الأمر فإننا نعتقد أن كولومبس ما كان له أن يصل إلى اكتشاف أمريكا بدون الاستفادة من هذه الخلفية المعرفية الجغرافية التي قدمها علماء المسلمين بالإضافة إلى أن ثلث بحارته كانوا من العرب.
سبق العرب والمسلمين في الوصول إلى أمريكا:
أصدر الدكتور يوسف ميروا في دراسة حديثة بالإنجليزية تفيد أن كثيرًا من المؤرِّخين يؤكدون أن المسلمين وصلوا إلى شواطئ أمريكا قبل كولومبس بـ 500 عام، ويستدلون ابتداءً بما ذكره الجغرافي والمؤرخ المسلم المسعودي في كتابه “مروج الذهب ومعدن الجوهر” من أن بحارًا مسلمًا يدعى ابن سيد القرطبي أبحر من الشاطئ الغربي للأندلس في عام 889م وسار في اتجاه مستقيم حتى وصل إلى شاطئ كبير رجع منه محملاً بكنوز كثيرة، أيضًا رسم المسعودي في خرائطه مناطق في المحيط الأطلسي (غرب القارة الإفريقية والأوروبية) سماها الأرض المجهولة. وأما كولومبس نفسه فقد ذكر في رسائله ومذكراته إشارات تصلح للاستدلال؛ إذ أورد أنه رأى جزيرة حمراء (في رحلاته لأمريكا) يحكمها رجل عربي ينادى بأبي عبد الله، كما اكتشف أن أهالي
صورة للخريطة التي أستخدمها كريستوفركولومبس أضغط على الصورةلتكبيرها
جزيرة سان سلفادور يتكلّمون ببعض الكلمات ذات الأصول العربية مع بعض التحريف في النطق، وذكر أنه رأى في الهندوراس قبيلة سوداء مسلمة يطلق عليهم لقب إمامي. وفي مذكراته الشخصية ذكر كولومبس أنه شاهد مسجدًا في كوبا فوق رأس جبل، كما أن الأسلحة التي يستخدمها سكان هاييتي هي نفسها التي كانت تستعمل في إفريقيا.
وكتب المؤرِّخ الأمريكي وينر أستاذ التاريخ بجامعة هارفرد يقول: إن كولومبس فهم أنه كان يوجد مسلمون في العالم الجديد، وانحدروا من غرب إفريقيا، وانتشروا من الكاريبي إلى مناطق مختلفة في شمال وجنوب أمريكا، وأضاف وينر أن مجموعات من هؤلاء التجار تزاوجوا مع هنود الأمريكتين. ويضيف الدكتور يوسف أن العديد من المصادر الإسلامية تحدَّثت عن رحلات بحرية تمّت في المحيط الأطلسي مثل كتاب الإدريسي “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” و”مسالك الأبصار في ممالك الأمصار”.. وفي كتابه “قصة أمريكا” أورد المؤرخ باري نيل الكثير من الأدلة (بلغت 565 تسجيلاً) تشير لتواجد المسلمين في أجزاء من أمريكا، ومن بين هذه الأدلة خرائط وآثار وأسماء عربية مثل مكة (اسم لقبيلة هندية)، ومنى وأحمد ومحمد والمرابطين، إضافة إلى
صورة للخريطة التي رسمها بيري رئيسالجغرافي التركي المسلم تظهر على اليسار خريطة لشواطئ القارة الأمريكية الشماليةوالجنوبية أما على اليسار فتظهر خاطرة لشواطئ القارة الأفريقية أضغط على الصورةلتكبيرها.
كثير من العادات والتقاليد التي تؤكّد وجود اتصال بين هنود أمريكا والمسلمين العرب. أيضًا ذكر (إفن سيرتيما) في كتابه “جاءوا قبل كولومبس” عددًا من الأدلة على وصول أفارقة إلى أمريكا. ولم يفت الباحث أن يستشهد بما كتبه المستشرق الإنجليزي دي لاسي بما أورد في كتابه “الفكر العربي ومكانه في تاريخ الغرب” حيث ذكر الرحلات التي قام بها المسلمون في عام 1312م.
أمير البحر العثماني أمير البحر العثماني بيري رئيس وجهوده في وضع خرائط أمريكا:
في عام 1929م اكتشف مدير المتاحف الوطنية السيد خليل أدهم خارطة لم تكن معروفة حتى ذلك الوقت للعالم وذلك خلال عملية تصنيف الملفات في أبنية قصر طوب قابي Top Kapi قصر السلاطين العثمانيين الواقع في أجمل أحياء استانبول.
ما يهمنا هنا ما رسمه بيري رئيس (Piri Reis) من خريطة للعالم عام 1513م بما فيها القارة الأمريكية المكتشفة في وقته، ولكن للأسف الشديد لم يبق من تلك الخريطة سوى الجزء الذي يحوي المحيط الأطلسي وطرفيه الشرقي والغربي. لكن هذا الجزء المتبقى من الخريطة أثار ضجة بين العلماء، فقد ذكر بيري معلومات لم يذكرها أحد ممن زار تلك المناطق الجديدة في ذلك الوقت.
صورة لسفينة مشابهة لسفينةكولومبس
هذه خريطة تبين مدى عمل المسلمين،قارن حواف قارة أمريكا بصورتها المعروفة حالية، مع الخريطة التي رسمهاالمسلمون

ومما جاء في تلك الخريطة:
- هذه السواحل تسمى سواحل الآنتيل (آنتيليا)، وقد اكتشفت في سنة 896 هـ
- الناس هناك يأكلون لحم الببغاوات ويضعون ريشها على رؤوسهم.
- الإسبان يعاملهم سكان الجزر معاملة كريمة ويبادلونهم الكرات الزجاجية بالذهب.
- لغتهم غير معروفة ونتحدث معهم بالإشارات.
ونحن ندعو العلماء المسلمين المختصين باللغة التركية العثمانية المزيد من الاهتمام بها.

(هذه رسالة البحارة المسلمين الأتراك)

إعداد: د. عبد الرحيم الشريف
دكتوراه في التفسير / جامعة الزرقاء الأردنية


المراجع:
إسلام أون لاين.
منتدى التاريخ.
مجلة الفسطاط التاريخية.
مقال لمحمد النعيمي


آســـف على عدم ظهور الخرائط (لا أعرف تقنيات إدراجها في الموضوع)

طلال سعود





















أتـضــاءَلُ كلّـــما ذ ُكـــرَ العظمـــاء/ طلال سعود


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية تقاة
تقاة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 03-07-2009
  • المشاركات : 2,169
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • تقاة is on a distinguished road
الصورة الرمزية تقاة
تقاة
شروقي
رد: كولمبس .. أمريكا .. والعرب
18-08-2009, 04:32 PM
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
معاك يا الخضرا دري حالا
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: كولمبس .. أمريكا .. والعرب
26-08-2009, 08:36 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تقاة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا

أحسن الله اليك أختي/أخي الفاضلة
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: كولمبس .. أمريكا .. والعرب
26-08-2009, 08:50 AM
والشكر موصول للأخ الكريم سعود طلال الجزائري مع التأكيد على أهمية الاضافة التي أتحفنا بها والتي لم يغفلها محقق الكتاب بل أضاف على الهامش أقوالا أخرى مثل الحديث عن خريطة الريس بري وغيرها من الفوائد أعدكم بقلها بعد رمضان ان شاء الله مع التحفظ على الألقاب التي أثنى بها علي أخي الفاضل ولعل هذا شئ من كرم أهل الجلفة الذي تعودنا عليه مع الأستاذ حمبراوي وما تأخرت عن الرد إلا لحرجي الشديد أمام ذلك الثناء العاطر والذي أجزم أن صاحبه أولى به خصوصا ونحن ننتمي الى نفس العالم !! ولا يخلوا الكلام من أسرار
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية osamamadridi
osamamadridi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 30-10-2008
  • الدولة : الجزائر - قسنطينة
  • المشاركات : 1,603
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • osamamadridi is on a distinguished road
الصورة الرمزية osamamadridi
osamamadridi
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:15 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى