زَادَكَ اللهُ حِرصًا وَلَا تَعُد (4): لا تُعاقب بالطاعة..
15-08-2014, 05:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أستعيد أحيانا ذكريات المراهقة (العُمرية والفكرية!)، يوم كنا نتقد حماسا لنصرة الدين..ونشتعل غيظا في بغض المعصية والعصاة..ونجاوز الحد في هذا الأمر حتى نفسد أحيانا أضعاف ما نُصلح..
من الانحرافات الشهيرة التي أذكرها (وأستغفر الله منها!) مما يبتلى به حديثُ الاستقامة قليل الفقه: "المعاقبة" بالطاعة والإرغام بها!
إذا رفع أخوك صوت المذياع بالغناء..رفعت صوت مذياعك بالقرآن..فإن زاد زدتَ..إذا تعطرت التلميذة المتبرجة في القسم حتى يجد الرجال ريحها..وضعت أنت الطيب الذي كان يباع آنذاك..وبعضه ليس له من "الطيب" إلا الاسم!
أذكر في هذا المقام موقفا طريفا (محزنا!) وقع لي في سنوات الجامعة..اصطحبت معي إلى المدرج "طيبا" من النوع الذي لا يرضاه الميت في حنوطه..وتضمخت به..فلمحت فتاة مفضوحة اللباس من الطالبات في ناحية المدرج.. قد تغير وجهها من هول ذلك "الطيب"..فانتهزتها فرصة لـ"معاقبتها" على تهتكها..أخرجت القارورة..وضاعفت الجرعة..ثم مررتها لمن عن يميني وشمالي لأكثر سواد المتطيبين..فما كان من المسكينة إلا أن استأذنت الأستاذ في الخروج من المدرج!
وبمثل هذه الأفاعيل المنكرة بُغض لكثير من العصاة المساكين الطاعات والقربات.. لأننا أريناهم إياها على هيئة العصا والسوط و السيف.. ومن يحب شيئا على هيئة العصا والسوط و السيف؟
إن الطاعة لها حلاوة..وبهاء..ونور..لو جليناه لأعتى الناس ..لأقبل مهرولا إلى التوبة والإنابة..
لقد كان في مقدور نبينا صلى الله عليه سلم أن "يعاقب" قريش برفع صوته بالقرآن..وهم منهمكون في المكاء والتصدية..ولكنه كان يغتنم هدوء الليل وسكينته ليتلو القرآن عند البيت الحرام..فيأتي العتاة من قريش يستمعون تلاوته..مستخفين متسللين.."لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"
فزادك الله حرصا على الطاعة وإظهارها..ولا تعد إلى تبغيض الناس فيها ولا تتخذها سوطا تعاقبهم بها.
زَادَكَ اللهُ حِرصًا وَلَا تَعُد (4): لا تُعاقب بالطاعة..
أستعيد أحيانا ذكريات المراهقة (العُمرية والفكرية!)، يوم كنا نتقد حماسا لنصرة الدين..ونشتعل غيظا في بغض المعصية والعصاة..ونجاوز الحد في هذا الأمر حتى نفسد أحيانا أضعاف ما نُصلح..
من الانحرافات الشهيرة التي أذكرها (وأستغفر الله منها!) مما يبتلى به حديثُ الاستقامة قليل الفقه: "المعاقبة" بالطاعة والإرغام بها!
إذا رفع أخوك صوت المذياع بالغناء..رفعت صوت مذياعك بالقرآن..فإن زاد زدتَ..إذا تعطرت التلميذة المتبرجة في القسم حتى يجد الرجال ريحها..وضعت أنت الطيب الذي كان يباع آنذاك..وبعضه ليس له من "الطيب" إلا الاسم!
أذكر في هذا المقام موقفا طريفا (محزنا!) وقع لي في سنوات الجامعة..اصطحبت معي إلى المدرج "طيبا" من النوع الذي لا يرضاه الميت في حنوطه..وتضمخت به..فلمحت فتاة مفضوحة اللباس من الطالبات في ناحية المدرج.. قد تغير وجهها من هول ذلك "الطيب"..فانتهزتها فرصة لـ"معاقبتها" على تهتكها..أخرجت القارورة..وضاعفت الجرعة..ثم مررتها لمن عن يميني وشمالي لأكثر سواد المتطيبين..فما كان من المسكينة إلا أن استأذنت الأستاذ في الخروج من المدرج!
وبمثل هذه الأفاعيل المنكرة بُغض لكثير من العصاة المساكين الطاعات والقربات.. لأننا أريناهم إياها على هيئة العصا والسوط و السيف.. ومن يحب شيئا على هيئة العصا والسوط و السيف؟
إن الطاعة لها حلاوة..وبهاء..ونور..لو جليناه لأعتى الناس ..لأقبل مهرولا إلى التوبة والإنابة..
لقد كان في مقدور نبينا صلى الله عليه سلم أن "يعاقب" قريش برفع صوته بالقرآن..وهم منهمكون في المكاء والتصدية..ولكنه كان يغتنم هدوء الليل وسكينته ليتلو القرآن عند البيت الحرام..فيأتي العتاة من قريش يستمعون تلاوته..مستخفين متسللين.."لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"
فزادك الله حرصا على الطاعة وإظهارها..ولا تعد إلى تبغيض الناس فيها ولا تتخذها سوطا تعاقبهم بها.
سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال: «ليسوا بشيء»
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!