أعظم رجل عرفته
05-12-2014, 09:54 PM
أعظم شخص عرفته
عرفت رجلا من أعظم الرجال الذين صادفتهم في حياتي. لا تذهب، أخي القارئ، بعيدا في تخيلك، فالشخص ليس غنيا، يتصدق بماله على المحتاجين، ولا عالما، ينشر المعرفة حيث ينتشر الجهل، ولا فنانا من المشاهير، يهتف الملايين بأغانيهم. ليس من هؤلاء، ولا من أولئك الذين صنعوا مجدا بقيادتهم الجماهير إلى تحقيق أحلامهم، ليس من هؤلاء جميعا.
تمنيت في حياتي أن أعرف عالما، أو غنيا، أو حاكما، لغاية في نفسي، غير أن الحياة لم تمنحني تلك الفرصة. كانت الفرصة الوحيدة التي منحتني إياها، هي فرصة معرفة هذا الرجل العظيم، الذي لم أجد ما أصفه به سوى "العظمة". وعندما عرفته.. تخليت عن كل أحلامي وأمنياتي السابقة.. فقد اغتنيت بصحبة هذا الرجل الفاضل، إذ جعلني غنيا بدون مال، وعالما بدون دراسة، وحاكما بدون سلطة، ومشهورا بدون غناء.
وهب الله لنا الحياة، نعمة هي، ولكننا، من جهلنا، تهنا في البحث ..عنها، ونحن فيها. هذا الرجل العظيم عرف الحياة، كما يجب أن يعرفها كل بني آدم، فعاشها وفقط، لا غير.. ذلك كان سره، أو ما كنت أعتبره سرا، لأنه رجل مفتوح كالليل والنهار، انضبط على نظام الكون، يدور كما الأرض تدور بلا كلل ولا ملل، ودون أن يتعكر مزاجها، بما يحدث على ظهرها من تقلبات طبيعية: تعصف الرياح، أو تقصف الرعود، أو تسقط الثلوج، أو تهطل الأمطار، أو تهتز أركان الأرض، أو تلفظ البراكين غضبها، أو تفيض مياه البحار أو..أو...، تظل ماضية في دورانها، تطوي الزمن، دون أن تحسب له حسابا.
بدا لي السير بسرعته مستحيلا..من عجزي! قلت في نفسي بعد ذلك، لأن الرجل لا يختلف عن أي رجل آخر، ولدته امرأة، وتربى كما كل الأطفال، وعاش وسط الناس مثله مثل غيره، ولكن رأيت فيه شيئا مختلفا، فجعلته في نظري، أعظم رجل، بل هو أعظم رجل!
هل تستطيع، أيها القارئ الكريم، أن تتخيل رجلا، إذا نظرت إليه رأيت الطبيعة بطبيعتها ونظامها؟
انظر إلى النملة، تدب على الأرض لتجلب رزقها، وانظر إلى الماء، يجري غير آبه بالعوارض والسدود، وانظر إلى الشجرة، تعيش فصول السنة بألوانها، وانظر إلى ذرة الرمل الصفراء، تلعب بها العواصف ما تلعب، وفي الأخير تحطها في مكان لتشكل كثبانا جميلا...انظر إلى كل كائن على الأرض، تجد الرجل جزءا منه..هو النملة في سعيه، هو الماء في انطلاقه، هو الشجرة في أخلاقه، هو ذرة الرمل في صبره وصموده...فهل ترون بعد الآن، أني في حاجة لعالم وحاكم وثري وشهير؟
عرفت رجلا من أعظم الرجال الذين صادفتهم في حياتي. لا تذهب، أخي القارئ، بعيدا في تخيلك، فالشخص ليس غنيا، يتصدق بماله على المحتاجين، ولا عالما، ينشر المعرفة حيث ينتشر الجهل، ولا فنانا من المشاهير، يهتف الملايين بأغانيهم. ليس من هؤلاء، ولا من أولئك الذين صنعوا مجدا بقيادتهم الجماهير إلى تحقيق أحلامهم، ليس من هؤلاء جميعا.
تمنيت في حياتي أن أعرف عالما، أو غنيا، أو حاكما، لغاية في نفسي، غير أن الحياة لم تمنحني تلك الفرصة. كانت الفرصة الوحيدة التي منحتني إياها، هي فرصة معرفة هذا الرجل العظيم، الذي لم أجد ما أصفه به سوى "العظمة". وعندما عرفته.. تخليت عن كل أحلامي وأمنياتي السابقة.. فقد اغتنيت بصحبة هذا الرجل الفاضل، إذ جعلني غنيا بدون مال، وعالما بدون دراسة، وحاكما بدون سلطة، ومشهورا بدون غناء.
وهب الله لنا الحياة، نعمة هي، ولكننا، من جهلنا، تهنا في البحث ..عنها، ونحن فيها. هذا الرجل العظيم عرف الحياة، كما يجب أن يعرفها كل بني آدم، فعاشها وفقط، لا غير.. ذلك كان سره، أو ما كنت أعتبره سرا، لأنه رجل مفتوح كالليل والنهار، انضبط على نظام الكون، يدور كما الأرض تدور بلا كلل ولا ملل، ودون أن يتعكر مزاجها، بما يحدث على ظهرها من تقلبات طبيعية: تعصف الرياح، أو تقصف الرعود، أو تسقط الثلوج، أو تهطل الأمطار، أو تهتز أركان الأرض، أو تلفظ البراكين غضبها، أو تفيض مياه البحار أو..أو...، تظل ماضية في دورانها، تطوي الزمن، دون أن تحسب له حسابا.
بدا لي السير بسرعته مستحيلا..من عجزي! قلت في نفسي بعد ذلك، لأن الرجل لا يختلف عن أي رجل آخر، ولدته امرأة، وتربى كما كل الأطفال، وعاش وسط الناس مثله مثل غيره، ولكن رأيت فيه شيئا مختلفا، فجعلته في نظري، أعظم رجل، بل هو أعظم رجل!
هل تستطيع، أيها القارئ الكريم، أن تتخيل رجلا، إذا نظرت إليه رأيت الطبيعة بطبيعتها ونظامها؟
انظر إلى النملة، تدب على الأرض لتجلب رزقها، وانظر إلى الماء، يجري غير آبه بالعوارض والسدود، وانظر إلى الشجرة، تعيش فصول السنة بألوانها، وانظر إلى ذرة الرمل الصفراء، تلعب بها العواصف ما تلعب، وفي الأخير تحطها في مكان لتشكل كثبانا جميلا...انظر إلى كل كائن على الأرض، تجد الرجل جزءا منه..هو النملة في سعيه، هو الماء في انطلاقه، هو الشجرة في أخلاقه، هو ذرة الرمل في صبره وصموده...فهل ترون بعد الآن، أني في حاجة لعالم وحاكم وثري وشهير؟