تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 05:25 PM
الحلقة الاولى ........


جاء في كتاب الدولة العثمانية للصلابي تحت عنوان
محمد باشا والي مصر:

كان محمد علي شخصية سيئة السمعة معروفاً بالقسوة وغلظة الكبد ترسله الدولة العثمانية لتأديب القرى التي تتأخر في دفع مايفرض عليها من المال، فيعسكر هو وأفراد حملته التأديبية حول القرية ينهبون ويسلبون ويفزعون الآمنين، حتى يرى أهل القرية أن الأفضل لهم أن يدفعوا الأموال المطلوبة وإن أبهظثهم وكان محباً للعظمة الى حد الجنون( ).
جاء محمد علي الى مصر على رأس فرقة من الروملي لإخراج الفرنسيين منها، واستطاع بمكره ودهاءه أن يكسب ثقة العلماء في مصر وسعى في القضاء على منافسيه على ولاية مصر بطرق ملتوية وماكرة وخبيثة حتى أصبح والياً على مصر ابتداءً من 20 ربيع الأول سنة 1220هـ الموافق 18 يونيو سنة 1805م( ).

وعلى الرغم من أن محمد علي قد ابدى حماساً شديداً لكي يصبح خادماً مطيعاً للسلطان( )، وأبد في سبيل ذلك كثيراً من عبارات التذلل والخضوع للسلطان ودولته( )، إلا أن السلطان كان على وشك أن يدرك أبعاد هذه العبارات، مظهراً بذلك تخوفه من هذا الوالي الجديد، فأمر بنقله عن ولاية مصر، إلا أن تدخل العلماء مرة أخرى قد جعل السلطان يصدر فرماناً آخر بتثبيته على ولاية مصر في 24 شعبان سنة 1221هـ/ 6 نوفمبر 1806م( ).

ومن هنا بدأ محمد علي في تدعيم مركزه الشخصي وتثبيت الولاية في شخصه، وبالتالي في سلالته وهناك اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابة منها ماحقيقة الدور الذي قام به محمد علي من أجل المصالح الفرنسية والبريطانية؟ ومن الذي كان خلف القضاء على الدولة السعودية الأولى وعلى ضم الشام الى مصر؟ هذه أسئلة نحاول حلها من خلال الدراسة التاريخية الواعية.

المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي يصف محمد علي:
وصف المؤرخ الجبرتي محمد علي بأنه مخادع وكذاب يحلف الأيمان الكاذبة، ظالم لاعهد له ولا ذمة يضمر السوء واستخدم العسف والجور في نفس الوقت الذي يعد فيه بالعدل، لايخفف من عسفه وظلمه واستبداده استجداء شيخ( ). ولقد دعت هذه الصفات البعض بأن يصور محمد علي بأنه ميكافللي ، أو أنه تعلم على فكر ميكافللي (صاحب نظرية الغاية تبرر الوسيلة) ، فقيل له -اي محمد علي- : مرة أن ميكافللي ألف كتاباً اسمه الامير، فكلف أحد النصارى المحيطين به، وقد أعتاد أن يكون أغلب مرافقيه من النصارى واليهود، واسمه أرتين بترجمة هذا الكتاب وأن يوافيه كل يوم بصفحة مترجمة، فلما وصل الى الصفحة العاشرة توقف عن المواصلة قائلاً بأنه يمتلك من الحيل مالم يخطر لمكيافللي على بال( ).

ولقد علق بعض الكتّاب على ذلك بأن هذه الصفات التي رشحت محمد علي لأن يصبح والياً على مصر( ) وتلك الصفة القذرة من حب الزعامة والى حد الجنون، وقسوة القلب، والنظر الى الذات وعدم المبالاة بالاسلام هي التي تبحث عنها المحافل الماسونية لصناعة الأبطال الذين يدمرون والاسلام ودولة الخلافة من داخلها.

محمد علي والماسونية:
لم يكن من السهل على شاب قليل الخبرة وقليل المعرفة بمصر وطبيعتها أن يصل الى ما وصل إليه محمد علي مهما كانت قدرته أو ذكاؤه إلا إذا كان يستند الى قوة تخطط له وتعينه على تحقيق أهدافه وتسخره في نفس الوقت لتحقيق أهدافها ، وبخاصة أنه كما ذكر عن نفسه (لا يصلح للولاية وليس من الوزراء ولا من الأمراء ولا من أكابر الدولة)( )
وهذه الصفات حقيقية له مهما كان غرضه من قولها، ولهذا نجد أنفسنا أمام العديد من التساؤلا، لماذا ثارت الفرقة الألبانية بالذات التي يحتل فيها هو الرجل الثاني دون بقية الفرق العثمانية وأبعدت "خسرو باشا" عن الولاية تحت دعوى تأخر رواتبهم؟ ولماذا أندفع العلماء لتعيين قائد القوة الألبانية الثائرة طاهر باشا قائمقاماً ينوب عن الوالي المطرود ثم يقتل بعد عشرين يوماً؟ ولماذا يطرد الوالي الجديد أحمد باشا بعد توليه بيوم واحد فقط؟ ولماذا يساعد محمد علي خورشيد باشا في تولي الولاية ثم ينقلب عليه؟ وكيف استطاع محمد علي أن يفي برواتب الجند وبخاصة بعد استيلاء المماليك في الصعيد على مخصصات الأهالي هناك؟ ولماذا ولماذا؟ جوانب كثيرة يكتنفها الغموض!!!

وتشير كثير من الأدلة الى أن هذه القوة -التي لم تكن ظاهرة- هي الحركة الماسونية التي انبعثت في مصر سنة 1798م علي يد رجال الحملة الفرنسية حيث مهد لها نابليون، ثم أسس خلفه كليبر ومعه مجموعة من ضباط الجيش الفرنسيين الماسونيين محفلاً في القاهرة سمي محفل إيزيسي، وأوجدوا له طريقة خاصة به هي الطريقة الممفيسية أو الطريقة الشرقية القديمة( ). وقد تمكن هذا المحفل من أن يضم إليه بعض الأعضاء من المصريين وإن كانوا قلة، ثم أنحل هذا المحفل رسمياً في أعقاب اغتيال كليبر سنة 1800م، وظل أعضاؤه يعملون في الخفاء وبسرية.

ويشير المنشور الأول الذي وزعه نابليون على المصريين الى أنه قد سعى لنشر هذه الأفكار منذ بداية وصول الحملة فيذكر فيه (قولوا لهم - أي المصريين- أن جميع الناس متساوون عند الله وأن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط)( )
ويبدو تزعم الحملة الفرنسية للفكر الماسوني واضحاً منذ بدايتهم ولقد حاولوا فرض العادات الخبيثة التي استهجنها المسلمون في مصر كالبغاء والسفور وتشجيع النساء من الحرافيش ونساء الهوى على ارتكاب المحرمات بشكل علني واضح، حيث يعد هذا الأمر من بين أساليب انتشار الماسونية( ).

وتوحي بعض الدلائل على أنهم - أي الفرنسيين - قد نجحوا في ضم المصريين من المشايخ والعلماء من بينهم الشيخ حسن العطار الى المحفل الماسوني الذي أسسه كليبر سنة 1800م ، فبعد أن هرب الشيخ حسن العطار الى الصعيد في أعقاب قدوم الحملة كغيره من العلماء ثم عاد الى القاهرة على أثر دعوة الفرنسيين للعلماء اتصل على الفور برجال الحملة ونقل عنهم علومهم، وفي نفس الوقت تولى تعليمهم اللغة العربية( ) وقد اندمج الى حد كبير في علومهم ، وكثيراً ما تغزل في أشعاره بأصدقائه منهم( ). ولقد دعت هذه الأمور أن يوصف العطار بأنه من دعاة التجديد( ). وقد توثقت صلة الشيخ العطار بمحمد علي بعد توليه الولاية وأصبح من الركائز التي يعتمد عليها محمد علي في خطواته التجديدية في مصر وهو أمر يشير الى وجود صلة بين محمد علي والمحفل الماسوني المصري الذي تأسس إبان الحملة الفرنسية( ).

كما أن تطور الأحداث يشير الى تشبع محمد علي بالأفكار الماسونية التي كان مهيأ لها بحكم تكوينه الطبيعي فينقل عنه قوله وهو يفاوض الفرنسيين على مسألة احتلال الجزائر : (ثقوا أن قراري ... لا ينبع من عاطفة دينية فأنتم تعرفونني وتعلمون أنني متحرر من هذه الاعتبارات التي يتقيد بها قومي ... قد تقولون أن مواطني حمير وثيران وهذه حقيقة أعلمها)( ).

وقد شهد عصر محمد علي على تأسيس أكثر من محفل ماسوني في مصر فقد أنشأ الماسون الإيطاليون محفلاً بالاسكندرية سنة 1830م، على الطريقة الاسكتلدنية وغيرها كثير( ).

(إن الماسونية هي القنطرة التي عبرت عن طريقها الصهيونية العالمية، إذا أسسها تسعة من اليهود بغية الوصول الى تحقيق الحلم الصهيوني المتمثل في انشاء حكومة يهودية عالمية تسيطر على العالم، فأعدت خططها وبرامجها المحققة لأهدافها وأطلقت على نفسها اسم : (القوة الخفية) واتخذت في ذلك السرية والعهود والمواثيق التي كانت تأخذها على العضو المنضم إليها وسيلة ضغط عليه بحيث يصبح آلة توجهه كما تريد. وقد استشرى فساد الماسونية في المجتمعات الغربية واستطاعت أن تجذب الكثيرين من الأعضاء عن طريق شعارها الظاهري: (الحرية ، الإخاء، المساواة)( )
(الماسونيون هم أيدي اليهود التنفيذية لمخططات البطش ومؤامرات الاضطهاد والإعدام والسحق السارية المفعول على جميع شعوب العالم)( ).

(الماسونية آلة صيد بيد اليهود، يصرعون بها كبار الساسة، ويخدعون الأمم الغافلة والشعوب الجاهلة. الماسونية خطر كامن وراء الرموز والألفاظ والطلاسم، وخنجر غمده اليهود في قلب الشعوب، وأقاموا لها عدواً من داخلها وعلة من وسطها. الماسونية عقرب لدغ الشعوب قروناً، متجلياً رداء الحرية والمساواة والإخاء ....)( ).

(فالماسونية ماهي إلا يهودية الأصل والمنبت ومادامت كذلك فهي تجيد المكر والخداع، وتتقن أساليب التشكيك في العقائد، والنيل من الأنبياء والرسل عليهم السلام، وتشيع الإلحاد والكفر في ربوع الأرض، وتدعو الى الإباحية والفساد والرجس، واليهود تاريخهم معروف في تحريف الكتب السماوية، وقتل الأنبياء، وإطفاء كل باقة من نور، إنهم أتباع الشيفات، وعبدة الذهب وأصحاب الاحتكار وجمع الأموال وغير ذلك من الرذائل التي اتصفوا بها. ولم يعد اليوم خافياً على أحد أن الماسونية منظمة يهودية يُراد منها تخريب العالم اجتماعياً، وأخلاقياً، ودينياً ... وتمتد أذرعتها المسمومة الى كل المبادئ والقيم بغية تدميرها والقضاء عليها)( ).

لقد انتشرت المحافل الماسونية في مصر والشام وتركيا وكانت تعمل ليلاً ونهاراً من أجل تفتيت وإضعاف الدولة العثمانية بمعاولها الفاسدة التي لاتكل ولا تمل ولقد استطاعت المحافل الماسونية الفرنسية في مصر أن تجعل فرنسا تحتضن محمد علي يقول الاستاذ محمد قطب: (واحتضنته احتضاناً كاملاً لينفذ لها كل مخطاطتها: ؛ فأنشأت له جيشاً مدرباً على أحدث الأساليب ومجهزاً بأحدث الأسلحة المتاحة يومئذ بإشراف سليمان باش الفرنساوي:)( ).

لقد كانت المصالح الفرنسية ترى دعم محمد علي ليتحقق لها أطماعه المستقبلية في حفظ وتقوية محافلها الماسونية ، وإضعاف الدولة العلية العثمانية، وزرع خنجرها المسموم في قلب الدولة العثمانية ولذلك أنشأت لمحمد على اسطولاً بحرياً متقدماً متطوراً، وترسانة بحرية في دمياط، والقناطر الخيرية لتنظيم عملية الري في مصر، أو لمحمد علي، إنما كان لتنفيذ المخطط الصليبي الذي فشلت الحملة الفرنسية عن تنفيذه بسبب اضطرارها الى الخروج.

لقد قام محمد علي بدور مشبوه في نقل مصر من انتمائها الاسلامي الشامل الى شيء آخر يؤدي بها في النهاية الى الخروج عن شريعة الله وكانت تجربة محمد علي قدوة لمن بعده من أمثال مصطفى كمال أتاتورك وجمال عبدالناصر...الخ.

إن المسلم الحق لا يمكن أن يقوم بمثل هذا الدور لا واعياً ولا مستغفلاً ، لأن إسلامه يمنعه أن يتلقى التوجيه من أعداء الاسلام.

لقد كان أعداء الاسلام يريدون القضاء على الدولة العثمانية، والقيام بتغريب العالم الاسلامي مع الاهتمام الخاص ببلد الأزهر ليقوم بتصدير أفكارهم الى بقية الشعوب الاسلامية، فأما القضاء على الدولة العثمانية فقد ساهم في إضعافها وإهدار طاقاتها، واسقاط هيبتها وتعدي على حرماتها وأما التقارب مع الأعداء والسير في فلكهم الفكري والحضاري والإنسلاخ التدريحي عن الانتماء العقدي والفكري والأخلاقي فقط قطع فيه شوطاً مدحه عليه حلفائه من الماسون الفرنسيين والبريطانيين وانهزم أمام الغزو الفكري المنظم وقام بتنفيذ سياسة الابتعاث بإرسال الطلاب الشبان الى أوروبا ليتعلموا هناك، وكان هذا من الأمور الخطيرة المنافذ التي دخل التوجه العلماني من خلالها، فدخل ساحة التلعيم ومن ثم في ساحة الحياة في مصر الاسلامية وأهمل الأزهر وشيوخه وعلمائه واهتم بإرسال الشبان الصغار بأعداد متزايدة الى أوروبا وهم في سن المراهقة، غير محصنين بشيء لينغمسوا في الشهوات، ويتأثروا بالشبهات ثم يرجعوا الى بلادهم ليكونوا رأس الحربة المتجهة الى الغرب، لقد أرس معهم مع البعثات أئمة يؤموا الطلاب في الصلاة ولكن ماذا عملوا الأئمة؟ لقد كان رفاعة رافع الطهطاوي واحداً من أولئك الأئمة ولكنه عاد وهو واحد من دعاة التغريب ، وعندما استقبله أهله بالفرح يوم عاد من فرنسا بعد غيبة سنين؛ فأشاح عليهم في ازدراء ووسمهم بأنهم (فلاحون) لايستحقون شرف استقباله( ).

ثم ألف كتابه الذي تحدث فيه عن أخبار (باريس) ودعا فيه الى تحرير المرأة الى السفور، والى الاختلاط ، وأزال عن الرقص المختلط وصمة الدنس، فقال إنه حركات رياضية موقعة على أنغام الموسيقى، فلا ينبغي النظر إليه على أنه عمل مذموم( ).

لقد استغرقت عملية الانتقال التدريحي مايقرب من قرن من الزمان، ولكنها كات عملية مستمرة لا تتوقف ، بل تتوسع على الدوام( ).

لقد كان محمد علي ثعلباً ماكراً همه نفسه وأولاده من بعده ولذلك قام بأعمال شنيعة، وأفعال قبيحة في إضعاف الأمة، والقضاء على شوكتها وتنفيذ مخططات فرنسا وبريطانيا وحرص على أن يجمل صورته في أعين الغرب ويقفوا آثارهم في التحديث بل ويفكر كما قال عن نفسه (بعقل افرنجي وهو يلبس القبعة العثمانية)( ).

لقد قام محمد علي نيابة عن فرنسا وبريطانيا وروسيا والنمسا وغيرها من الدول الأوروبية بتوجيه ضربات موجعة للاتجاه الاسلامي في كل من مصر، والجزيرة العربية، والشام ، والخلافة العثمانية مما كان لها الأثر في تهيئة العالم الاسلامي للأطماع الغربية.

محمد علي وضربه للاسلام في مصر:
بعد أن نجح محمد علي في توطيد نفسه في الحكم وأحاط نفسه ببطانة ومساعدين من نصارى الأروم والأرمن وكتبة من الأقباط واليهود، واستجلب لنفسه مماليك جعلهم حكاماً للأقاليم، وكان في كل ذلك مستنفراً لجموع المسلمين المصريين ومعبراً عن عدم الاهتمام أو الاكتراث بهم وبخاصة أن هؤلاء المساعدين قد أعانوه على سياسته الاستبدادية بين الفلاحين وصف الجبرتي ذلك بقوله: ( فتح بابه للنصارى من الأروام والأرمن فترأسوا بذلك وعلت أسافلهم، كما أنه كان يحب السيطرة والتسلط ولا يأنس لمن يعارضه)( ).
وسلك محمد علي واتباعه من غير المسلمين سياسة من أبرز علاماتها الظلم والقهر والاستعباد ضد جموع الشعب المصري ، فجمع حجج الأرض من الفلاحين وفرض عليهم السخرة، أو دفع ضريبة بديلة وحرم عليهم أن يأكلوا شيئاً من كد أيديهم، وأبطل التجارة، وزاد في اسعار المعايش أضعافاً مضاعفة، وفرض الضرائب التي لايطيقون دفعها، وجعل كل نشاط اقتصادي يؤول إليه، ونقم على الناس( )، وارجع الجبرتي ذلك الى مايتسم به محمد علي من "داء الحسد والشره والطمع والتطلع لما في أيدي الناس وأرزاقهم"( ). وقد نتج عن هذه السياسة كره الفلاحين الشديد لمحمد علي وأعوانه، وهروبهم من الأراضي الزراعية، وترك قراهم فراراً من السياسة الظالمة، وأعرضوا عن الاشتراك في جيشه فقد بلغ عدد الفلاحين الفارين في عام واحد هو عام 1831م ستة آلاف فلاح( ).


أما في المدن وبخاصة في القاهرة فيذكر الجبرتي أن محمد علي حين كلف الناس بتعميرها (اجتمع على الناس عشرة أشياء من الرذائل وهي السخرة والعونة وأجرة الفعلة والذل والمهانة وتقطيع الثياب ودفع الدراهم وشماتة الاعداء وتعطيل معاشهم وأجرة الحمام)( ).

لقد كان الجبرتي معاصراً لسياسة الظلم التي مارسها محمد علي على الشعب المسلم في مصر الذي امتص حقوقه وخيراته وفتح للتجار الأوروبيين الباب على مصراعيه لدخول مصر والهيمنة على اقتصادها، وأصبحت مصر هي المزرعة التي تعتمد عليها أسواق أروربا من المنتجات الزراعية وارتبطت مصر بأوروبا ارتباطاً حضارياً وتجارياً، وأصبح اعتماد طبقة التجار الناشئة في مصر على الاسواق الأوروبية من الناحية الاقتصادية وبالتالي السياسية ، الى جانب تمكين دعاة الثقافة الأوروبية من السيطرة على الحياة الفكرية بعد أن شل دعاة الاتجاه الاسلامي( )، وأوقف مناهج التعليم القائمة على الدين تنفيذاً لسياسية نابليون الماسونية، وهو أمر أكده المؤرخ الانجليزي أرنولد تويني في قوله : (كان محمد علي ديكتاتوراً أمكنه تحويل الآراء النابليونية الى حقائق فعالة في مصر)( ).

لقد حقق الاستعمار الأوروبي هدفه في الاستفادة من المنشآت والاصلاحات المادية التي قام بها دميتهم محمد علي، أما شعب مصر المسلم فقد سيطر عليه اليأس ودفع ثمناً باهظاً يفوق حجم كل اصلاح وهو تحطيم هويته الحضارية التي صقلها الاسلام والتي ميزت دروه خلال العصور الاسلامية( ).

وفتح باب الدعوة الى الوطنية والقومية ومارس سياسة التضيق على دعاة الفكر الاسلامي من العلماء والمشايخ فكان هذا الاتجاه مسايراً لمساعيه الرامية الى الاستقلال بمصر وبالتالي إبعادهاعن الارتباط بدولة الخلافة الاسلامية( )، وقد لقي في اتجاهه هذا عوناً من المحافل الماسونية التي يعتبر هذا الاتجاه من صلب أهدافها.

ومن أبرز الذين عاونوه في هذا الاتجاه الشيخ حسن العطار سنة 776هـ/1835م الذي تشير الدلائل على انضمامه للمحفل الماسوني المصري، فقد كان العطار يري أن البلاد (لابد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ماليس فيه)، وكانت وجهته في هذا التغيير هو الاتجاه الكامل الى الثقافة الأوروبية بعد ان عجز - في رأيه- المشايخ والعلماء عن مواصلة جهود المسلمين الأوائل( ).
وتبع العطار في اتجاه تلميذه رفاعة الطهطاوي (1801-1873م) حيث ابتعثه محمد علي الى فرنسا خمس سنوات (1826-1831م) عاد بعدها لنشر ما يزكي الفكرة الوطنية وغيرها من الافكار الاجتماعية التي عايشتها فرنسا والتي لم تكن تتلاءم مع أوضاع المجتمع المرتبط بالفكر الاسلامي، وقد بدت هذه الافكار في العديد من القصائد التي نظمها وكذلك الكتب التي ترجمها بعد توليه الاشراف على مدرسة الألسن( )، لقد تاثر الطهطاوي بتيارات الفكر الأوروبي من أقصى اليمين الى أقصى اليسار بشكل فاق تأثره بالفكر الاسلامي، حيث أبدى في عديد من جوانب فكره، وفي كافة مراحل حياته، إعجابه بأفكار الحرية والمساواة وضرورة الاعتماد على العقل ، لقد تبني ما دعا إليه نابليون إبان حملته الشهيرة، ولقد أظهر طهطاوي تأثراً وإعجاباً بآراء مونتسكيو، وتشبعه بالفكر الماسوني.
وتبع الطهطاوي كثيرون ممن وصلوا الدعوة الى الوطنية والى ضرورة الاتجاه الكامل الى الحضارة الغربية من امثال (علي مبارك) و(ابراهيم أدهم) و(صالح مجدي) و(محمد عثمان جلال) و(عبدالله أبو السعود) و(عبدالله فكري) وغيرهم ، وواصل الجميع هجومهم على التيار الاسلامي من كافة الجوانب( ).

حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وصراعها مع الدولة العثمانية:
ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد التميمي سنة 1115هـ/1703م في بلدة العيينة الواقعة شمال الرياض بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلومتراً، أو مايقارب ذلك من جهة الغرب( ).


ونشأ على حب العلم، فطلبه منذ صغره وظهر منه نبوغاً وتميزاً، فحفظ القرآن الكريم ودرس الفقه الحنبلي والتفسير والحديث، وتتلمذ على كتب ابن تيمية في الفقه والعقائد والرأي وأعجب بها أيما إعجاب وتأثر بكتب ابن القيم ، وابن عروة الحنبلي وغيرهم من فحول هذا المنهل السلفي( ).

ورحل في طلب العلم الى مكة، والمدينة، والبصرة، والأحساء. وتعرض لفتن عديدة عندما جاهر بآرائه في العراق ثم رجع بعد ذلك الى نجد.

وعندما رجع الى حريملاء ببلاد نجد بدأ دعوته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاشتغال بالعلم والتعليم، والدعوة الى عقيدة التوحيد الصافية، وحذر من الشرك ومخاطره وأنواعه وأشكاله وتعرض لمحاولة اغتيال من بعض السفهاء في حريملاء وانتقل بعد ذلك الى بلدته العيينة وتلقاه أميرها بالترحيب وشجعه على أمر الدعوة، فأقام الشرع ونفذ الحدود، وهدم القباب، ولم يستمر في حريملاء طويلاً بسبب ضغط أمير الاحساء على أمير حريملاء لقتل الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، فخرج ماشياً على الأقدام الى الدرعية.

تحالفه مع محمد بن سعود:
استطاع محمد بن عبدالوهاب أن يتحالف مع الأمير محمد بن سعود الذي قام بماله ورجاله من أجل دعوة التوحيد وكان هذا التحالف على اسس متينة واستطاع الشيخ أن يواصل دعوته للناس بالتعليم والرسائل والوعظ واستمر على هذا الحال يعلم الناس ويكتب الرسائل ويدبجها بالحجج والبراهين والأدلة على صحة دعواه، يدعو الى إزالة المنكر وهدم قباب القبور ، وسد ذرائع الشرك، وتحقيق العبودية لله وحده( ) وظلت الدعوة مسالمة متأنية تطرق القلوب برفق وأناه، وتدعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واستمر يعلم من يحضر دروسه ويوضح عقيدته، ويشرح مبادئ دعوته للقاصي والداني ، ولكنه رأى أن اللين يقابل بالشدة، وأن الصدق يقابل بالكذب، والموعظة الحسنة يرد عليها بالمؤامرات فلم يكن بد من دخول مرحلة الجهاد وتغيير المنكر بالقوة.

إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً ... فما حيلة المضطر إلا ركوبها

وبدأ الشيخ يعاونه الأمير محمد بن سعود بإعداد العدة من الرجال والسلاح للخروج بجموع المجاهدين من الدرعية الى خارج حدودها لنشر الدعوة وتثبيت أركانها في الجزيرة وخارجها، وكان الشيخ يشرف بنفسه على إعداد الرجال، وتجهيز الجيوش وبعث السرايا، ويستمر مع ذلك على الدرس والتدريس، ومكاتبة الناس، واستقبال الضيوف، وتوديع الوفود فقد جمع الله له العلم والجاه، والعزة والتمكين بعد جهاد طويل( ) وقد كان له نظر سياسي ثاقب، وخبرة واسعة في أمور الحرب والسياسة( ).

واستمرت الحروب بين أنصار الدعوة وأعدائها سنين عديدة، وكان النصر حليف أصحاب الدعوة في أغلب المواقف وكانت القرى تسقط واحدة تلو الاخرى وفي عام 1178هـ/1773م فتحت الرياض بقيادة الامير عبدالعزيز ابن محمد بن سعود ، وفر منها حاكمها السابق دهام بن دواس، وكان حاكماً ظالماً غشوماً، اعتدى على الدعاة مراراً، ونقض العهود التي أبرمها مع القائمين على الدعوة وبعد فتح الرياض اتسعت رقعة الأرض التي تخضع للدعوة ، ودخل كثير من الناس في الدعوة مختارين، فقد أزيلت العوائق التي كانت تصدهم عنها، وانفرجت الامور بعد ضيق، وجاء اليسر بعد العسر، وكثرت الأموال، وهدأت الأحوال، وأمن الناس في ظل الدولة الاسلامية الفتية، التي حرم الناس من نعمة الأمن مدة غيابها( ).

وبعد وفاة الشيخ محمد عبدالوهاب واصلت الدعوة مسيرها وساندها آل سعود بقوة السلطان وتحولوا إلى الحجاز، التي كان يسيطر عليها الشريف غالب بن مساعد والذي شرع في شن هجمات على السعوديين، دينياً وعسكرياً. ودام الصراع بينهما حتى عام 1803م حين دخل السعوديون مكة من غير أن يتعرضوا لأية مقاومة من جانب الشريف غالب، الذي آثر الهروب إلى جدة وبعد عامين ضم السعوديون المدينة المنورة( ).
وامتد نفوذ الحركة السلفية على معظم الجزيرة العربية وشعرت بريطانيا بخطورة هذا النفوذ على مصالحها. لقد أصبحت الدولة السعودية الأولى يمتد نفوذها على الخليج العربي والبحر الأحمر، ودخل القواسم في الخليج العربي تحت نفوذها ووصل نفوذها إلى جنوب العراق وأصبحت تأثر على الطريق البري بين أوربا والشرق، وفوق هذا وذاك فإن الأسس الدينية التي ترتكز عليها هذه الدولة قد قطع على بريطانيا إمكانية تطويعها أو عقد الاتفاقيات معها حيث كان العداء للنفوذ الأجنبي في المنطقة من أهم أهداف هذه الدولة( )، لقد استطاع القواسم ومن خلفهم القوة السعودية من توجيه ضربات موجعة لأسطول الأنجليز في عام 1806م وأصبحت مياه الخليج تحت سيطرتهم( ) لقد بلغت الدولة في زمن سعود بن عبدالعزيز الأوج من الناحية السياسية إذ وصلت كربلاء في العراق، وإلى حوران في بلاد الشام، وخضعت لها الجزيرة كاملة باستثناء اليمن( ).

وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 05:28 PM
الحلقة الثانية ...

جاء في كتاب الدولة العثمانية للصلابي تحت عنوان


المؤامرة ضد حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب:

فكر شياطين الإنس من أبناء أوربا في النتائج التي يصلون إليها لو استمرت الدولة السعودية الأولى ورأوا أن ذلك يقضي على مصالحهم في الشرق عموماً ولذلك لابد من تدمير هذه الدولة، فسلكوا مسالك شتى للقضاء على نفوذ الدعوة السلفية منها:

أولاً: تأليب الرأي العام داخل ديار الإسلام ضد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فقام الذين اعتقدوا بالبدع والخرافات على أنها من دين الإسلام بالتصدي لدعوة الشيخ ومقاومتها، وليست هذه المقاومة من جهة واحدة أو من طرف معين بل من كل الجهات ومن كل الأطراف، أتت من قبل المشايخ الذين يتمسكون بالنفوذ الذي يعطيهم إياه العامة وأهل الجهالة، ويبغون المحافظة على ماهم عليه من البدع والخرافات ظانين أنها من الدين، أتت من سدنة القبور، أتت من المستفيدين من صناديق النذور، أتت من الذين يعيشيون على الأطعمة والأموال التي تقدم لهم في موالد الأموات والزيارات، وأتت أيضاً من الذين يعتقدون أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد أتى بدين جديد يخالف ما اعتادوا عليه، وأولئك كانوا منتشرين بأنحاء الدولة العثمانية كلها بل وفي العالم الإسلامي أجمع، حدث كل ذلك بعد أن شاع الإنجليز والفرنسيون وأعداء الإسلام الفتاوى التي استصدروها من علماء السوء بفساد مايدعو إليه اتباع محمد بن عبدالوهاب( ).

ثانياً: الدس والوقيعة بين حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وقيادة الدولة العثمانية لقد ألقى الإنجليز والفرنسيون وغيرهم في روع السلطان محمود الثاني أن حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، تهدف إلى الاستقلال بجزيرة العرب، والانفصال عن الخلافة العثمانية، ثم توحيد العالم العربي، وانتزاع لواء الخلافة والقيادة من الدولة العثمانية، وإقامة خلافة عربية، واستجاب السلطان محمود الثاني لوشايات الأعداء وما كان له أن يفعل ذلك وكان اللائق به أن يشك في هذا النصح الكاذب ويرسل من أمناء الدولة من يتحقق في الأمر ولم ينتبه سلطان المسلمين إلى خطورة تصديق هذا الخبر المدسوس على حركة إسلامية صادقة وتجاوب مع اقتراحات الأعداء بوجوب القضاء عليها قبل أن يستفحل أمرها، وتكلف الدولة الكثير من الأموال والرجال للقضاء عليها( ).

وضعت الدولة العثمانية خطتها لمحاربة الدولة السعودية الأولى ورأت أن تلقي عبء هذه المهمة على كاهل الولاة في الأقطاء المجاورة، هادفة بذلك إلى غرضين: الأول القضاء على التوسع السعودي في المشرق العربي، والآخر: إضعاف هؤلاء الولاة واستنزاف مواردهم حتى يظلوا ضعافاً خاضعين للدولة خضوعاً تاماً، فاتجهت أول الأمر إلى والي بغداد، إذ كان أقرب الولاة إلى نجد، إلا أن ذلك الوالي كان مشغولاً بالارتباكات المحلية في ولايته، وكان جيشه من الضعف بحيث لايقوى على مجابهة السعوديين، وفشل عدة مرات في صد هجماتهم على حدود العراق، فاتجهت الدولة إلى والي الشام لعله ينجح فيما فشل فيه والي والعراق، فكان نصيبه من الفشل أفدح من زميله ولما يئست الدولة من قدرة ولاتها في بغداد والشام( ) ولت وجهها شطر مصر فطلبت من واليها محمد علي عام 1807م أن يقوم بحملة على بلاد العرب "لتصفية الحرمين الشريفين واستخلاصهما" من أيدي السعوديين، واسترداد سلطة الدولة المشرفة على الزوال في جزيرة العرب. ولكن محمد علي لم يلب طلب الدولة إلا في عام 1811م بعد تخلصه من بكوات المماليك في مذبحة القلعة( ).

إن اتباع الدعوة السلفية لم يطلبوا الخلافة ولم يبدوا اعتراضهم على التبعية لها، ولكن الخلاف قد انحصر في أمرين أساسيين، الأول هو مطالبة السلفيين بضرورة التزام وفود الحجيج بمنهج الإسلام والإقلاع عن كل مافيه خروج عليه، والأمر الثاني هو شعور الدولة العثمانية بالحرج والضعف أمام سيطرة الوهابيين على المدن المقدسة في الحجاز حيث أدركوا أن في ذلك إسقاطاً لهيبتهم ومكانتهم السياسية( ).

وقد بين الجبرتي أن موقف الوهابيين من وفود حجيج الشام " بألا يأتوا إلا على الشرط الذي اشترطوه عليهم وهو " أن يأتي بدون المحمل وما يصحبهم من الطبل والزمر والأسلحة وكل ما كان مخالفاً للشرع. فلما سمعوا ذلك رجعوا من غير حج ولم يتركوا مناكيرهم "( ) كما ذكر موقفاً مماثلاً من موكب الحج المصري( ).

واقتصر مرسوم السلطان العثماني القاضي بطلب الحرب مع السعوديين من محمد علي، وبدافع من رسائل شريف جدة وكذلك بوحي وتشجيع من الإنجليز، على " استخلاص الحرمين والوصية بالرعية والتجار "( )، وتكرر نفس الطلب بعد ذلك مجدداً الاقتصار على تخليص الحرمين الشريفين. وفي أعقاب نجاح القوات العسكرية في الاستيلاء على بلاد الحجاز، بعد أن هزمت وأخفقت عدة مرات أمام أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب أرسل السلطان محمود الثاني مرسوماً إلى مصر يقرأ في المساجد باستعادته للحرمين الشريفين( )، وهو أمر يوحي بأن السلطان العثماني ليس له هدف آخر سوى عودة الحجاز للسيادة العثمانية.

كان من الممكن أن تنتهي هذه الحرب إلى هذا الحد فقد سيطرت قوات محمد علي على مدن الحجاز، وعين محمد علي شريفاً جديداً على منطقة الحجاز التي اضطر للسفر إليها وقام بطرد الشريف غالب الذي ساند قواته وساعدها على دخول الحجاز( )، كما أن قادة الدعوة السلفية السعوديين قد عرضوا عليه الصلح، ولكن محمد علي وضع شروطاً صعبة التحقيق لقبول الصلح وكذلك ضمن رده على طلب الصلح تهديداً يرويه الجبرتي فيقول: (وأما الصلح فلا نأباه بشروط وهو أن يدفع لنا كل ماصرفناه على العساكر من أول ابتداء الحرب الى وقت تاريخه، وان يأتي بكل ماأخذه واستلمه من الجواهر والذخائر التي كانت بالحجرة الشريفة ، وكذلك ثمن مااستهلك منها وأن يأتي بعد ذلك ويتلاقى معي وأتعاهد معه ويتم صلحنا بعد ذلك وإن أبى ذلك ولم يأت ... فنحن ذاهبون إليه)( ).

حقيقة حملة محمد علي على الحجاز ونجد:
إن الحرب بين محمد علي وأتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم تكن بين قوات يدين طرفاها بالاسلام، كما لم تكن حرباً عربية عربية كما يحاول البعض أن يصفها، بل إن هذه الحرب كانت بين قوة اسلامية ليست لها أية أطماع سياسة ولكنها أبدت غيرة وحرصاً على العودة الى المبادئ الاساسية للدين الاسلامي وهي القوة السعودية، كما أظهرت حماساً في دفع خطر المستعمرين (الكفار) عن الديار الاسلامية، أما القوة التي حاربتها والمرسلة من قبل والي مصر -والتي لم تكن مصرية بأي صورة من الصور؛ فأغلبها من الأرناؤوط وبعض الأتراك والنصارى وبعض الضباط الفرنسيين( )، ولا يحمل أغلب قادتها من الاسلام سوى الاسم، ويصور لنا المؤرخ الجبرتي طبيعة هذه القوة من خلال تعليق من وصفه بالصلاح والورع، وهو شاهد عيان ، على هزيمة هذه القوات في البداية أمام أتباع الدعوة السلفية فيقول: (أين لنا النصر.. وأكثر عساكرنا على غير الملة! وفيهم من لايتدين بدين، ولا ينتحل مذهبنا، وصحبتنا صناديق المسكرات ولايسمع في عرضينا آذان ولاتقام به فريضة، لايخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين. والقوم (يقصد الوهابيون) إذا دخل الوقت أذن المؤذنون وينتظمون صفوفاً خلف أمام واحد بخشوع وخضوع، وإذا حان وقت الصلاة والحرب قائم، أذن المؤذن وصلوا صلاة الخوف فتتقدم طائفة الحرب وتتأخر الأخرى للصلاة وعسكرنا يتعجبون من ذلك لأنهم لم يسمعوا به فضلاً عن رؤيته. وينادون في معسكرهم هلموا الى حرب المشركين، المحلقين الذقون المستبيحين الزنا واللواط الشاربين الخمور، وكشفوا عن كثير من قتلى العسكر فوجدوهم غلفاً غير مختونين، ولما وصلوا بدراً واستولوا عليها وعلى القرى والخيوف وبها خيار الناس وبها أهل العلم الصلحاء نهبوهم وأخذوا نساؤهم وبناتهم وأولادهم وكتبهم)( ).


إن محمد علي لم يكن متقيداً بشرع الله في حربه بل كان مخالفاً للشرع متعدياً على حدود الله تعالى غير مبالي بأحكام الاسلام فهذا جيشه يقتل ويدمر ويأخذ الأموال ويهتك الأعراض من هم المسلمين الموحدين.

فهذا علي رضي الله عنه في موقعة الجمل يقول لأصحابه: (لاتتبعوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ومن ألقي سلاحه فهو آمن)( ).
وقال : (..وإياكم والنساء وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراكم وإن الرجل ليتناول المرأة بالجريدة أو الهراوة فيعيّر بها هو وعقبه من بعده...)( ).
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ( شهدت صفين وكانوا لايجهزون على جريح، ولايقتلون موليّاً، ولايسلبون قتيلاً ... "( ).


إن السلطان العثماني كان يكفيه خضوع الحجاز لحكمه ومهاجمة الدرعية لم تكن مطلباً ملحاً أو ضرورياً للدولة العثمانية، وكان محمد علي متشدداً في شروط الصلح مما يدل على حرصه على استمرار الحرب، لأن هدفه من هذه الحرب خدمة أطماعه التوسعية في إطار ما تسمح به أهداف السياسة البريطانية في المنطقة، بعد أن أصبحت الدولة السعودية تشكل خطراً بالغاً على الوجود البريطاني في المنطقة بأسرها سواء في البحر الأحمر أم في الخليج العربي أم في وصولها إلى الطريق البري عبر العراق، وأصبحت بريطانيا تحس بتهديد حقيقي لمصالحها في الشرق، ولهذا فإن وصف هذه الحملة بأنها حملة صليبية في ثوب إسلامي يعد وصفاً حقيقياً( ).

عندما انهزم طوسون بن محمد علي أمام الأمير عبدالله بن سعود وتحطم نصف جيشه، خرج محمد علي بنفسه إلى الحجاز عام 1813م وقبض على شريف مكة ( غالب بن مساعد واتهمه بالتآمر مع السعوديين، وصادر كل مايملك من أموال وأثاث ومتاع، وبذلك أصبح شريف مكة من موظفي محمد علي في الحجاز. ولم يلبث أن انتصر محمد علي في يناير 1815م على القوات السعودية في موقعة بسل( )، وهي الموقعة التي يعتبرها البعض " من أكبر وقائع الحرب الوهابية، بل من أهم المعارك في تاريخ مصر الحربي "( ).
ولم يمكث محمد علي في الجزيرة العربية ليتابع النصر الذي أحرزه، بل عاد إلى مصر تاركاً ابنه طوسون بالحجاز( )، وسرعان ماتمكن طوسون من هزيمة السعوديين هزيمة جديدة لأول مرة، وأسرع بالزحف على القسم الشمالي من نجد فبلغ في زحفه مدينة الرس، ثم احتل الشبية وأصبح الطريق إلى الدرعية مفتوحاً أمامه وأسرع الأمير عبدالله بطلب فتح باب المفاوضات حقناً للدماء وحماية للمدن والقرى، ودارت المفاوضات بين الطرفين على مشروع الصلح بالشروط التالية:


1- إحتلال القوات المصرية الدرعية.
2- أن يضع الأمير عبدالله نفسه تحت تصرف طوسون باشا، فيسافر إلى الجهة التي يريده أن يسافر إليها.
3- أن يؤمن الأمير عبدالله سبل الحج، وأن يكون خاضعاً لحكم المدينة من قبل محمد علي إلى حين الموافقة على الصلح.
4- ألا تصبح هذه الشروط - في حالة الاتفاق عليها - نافذة المفعول إلا بعد إقرارها من محمد علي.


غير أن هذه القوات لم تقبل من جانب الأمير عبدالله، وقرر إرسال وفد إلى مصر للتفاوض مع محمد علي مباشرة حول شروط الصلح، إلا أن الوفد فشل في مسعاه بسبب تشدد الباشا. وتأهب السعوديون للحرب والقتال، فأرسل محمد علي حملة جديدة عام 1816م بقيادة ابنه إبراهيم باشا( ).

وزحف إبراهيم باشا بقواته من الحجاز صوب نجد، ونجح في الاستيلاء على مدن عنيزة وبريدة وشقراء، وإخضاع كل منطقة القصيم وابتع إبراهيم في زحفه سياسة الملاينة مع القبائل وهي سياسة كان من شأنها استمالة عدد كبير من أهل نجد، إذ كان يعقد دائماً المجالس ويمنح الهبات للناس، واتخذ في بداية الأمر اسلوباً استعطف به القبائل فمنع النهب والسلب، واستطاع بخبرائه العسكريين الفرنسيين أن يواصل زحفه حتى الدرعية التي ضرب الحصار عليها لمناعتها، وكان حصاراً طويلاً استمر من 6 إبريل إلى 9 سبتمبر 1818م، وانتهى باستسلام الأمير عبدالله بن سعود ودخول إبراهيم الدرعية، حيث أرسل من هناك الأمير السعودي في حراسة مشددة إلى مصر، ثم أرسل من القاهرة إلى استانبول( )، لقد شهر بالأمير عبدالله في شوارع استانبول ثلاثة أيام كاملة ثم أمر بإعدامه شنقاً فرحمة الله على ذلك المظلوم( ) وستظهر حقيقة مقتله يوم الأشهاد. إن الذي دعا إلى الصلح صلح أهل الجزيرة من خلال رسالة وجهها الشيخ أحمد الحنبلي إلى طوسون لقد بينوا أنهم يعترفون بإمارة السلطان العثماني وأنهم لايخرجون عن دولة الخلافة فلما إذن كان الإصرار على توجيه القوات إلى جزيرة العرب؟ وهكذا أزهقت أرواح المسلمين بأيدي بعضهم البعض، نتيجية كيد الأعداء. لقد قام أهل الجزيرة بمساندة مسلمي مصر عندما احتلها الفرنسيون فلماذا هذا الاعتداء المتعمد؟ إن محمد علي استطاع بواسطة الزعماء الذين ينسبون إلى الإسلام أن يقنع كثير من عوام الناس بأنهم يفعلون ذلك امتثالاً لأمر خليفة رسول الله، الذي له عليهم حق السمع والطاعة وأن الهدف من ذلك منع جزيرة العرب من الانفصال عن جسد دولة الخلافة( ).

إن قضية الولاء والبراء كانت غائبة تماماً عن محمد علي، بدليل أنه أعطى ولاءه لأعداء الإسلام وسمح لهم بأن يقودوه ويقودوا الأمة معه إلى حتفها، وهذه نتيجة عملية لوصول تاجر دخان ظل غير معروف النسب إلى سدة الحكم في بلاد المسلمين( ).

لقد كانت سعادة بريطانيا كبيرة عندما علمت بسقوط الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى، في أيدي قوات إبراهيم باشا( )، فقد كانت هي الدولة السلفية التي دعمت القواسم في جهادهم ضد بريطانيا في الخليج العربي، مما يعني تهديد المصالح البريطانية في الهند كما أسلفنا( )، وهنا يجدر بنا أن نسأل، خاصة في تلك الأحداث التي عاشها العالم الإسلامي في تاريخه الحديث، لنقول: لو أن جيوش محمد علي وجيوش الدولة العثمانية تعاونت مع الدولة السعودية الأولى بدلاً أن تحاربها، لتقفا معاً في وجه الأطماع الأوروبية بشكل عام، وبريطانيا بوجه خاص، أنه لو تم ذلك لتغير وجه التاريخ، خاصة وأن الدولة السعودية دولة مسلمة أقامت دعائمها على المبدأ السلفي الصحيح، والعالم الإسلامي في تلك الفترة في أمس الحاجة إليها، وعلى أية حال فلقد أدركت بريطانيا مدى الاستفادة من هذه الظروف، فأسرعت بزف التهاني إلى إبراهيم باشا، من مبدأ الاحتواء في ضوء المصالح الذاتية لها، وبعثت بالكابتن جورج فورستر سادلير( ) لتقديم التهنئة لإبراهيم باشا لاستيلائه على الدرعية، ولمحاولة إيجاد قاعدة يمكن من خلالها التنسيق بين قوات الباشا البرية، والقوات البريطانية البحرية للقيام بعمل حربي مشترك ضد القواسم، أتباع الدولة السعودية الأولى( ).

إن العلاقة بين بريطانيا ومحمد علي قديمة وفي بداية حكمه دخل في مفاوضات معهم استمرت أربعة أشهر أكد فيها محمد علي جديته ورغبته المخلصة في الارتباط بهم بل وطلب وضع نفسه تحت حمايتهم وهو مايؤكد تقرير فريزر الذي تولى التفاوض معه، الأمر الذي أدى - بعد اقتناعهم بذلك- الى تخليهم عن أصدقائهم من المماليك. وقد تضمن التقرير الذي أعده قائد الحملة فريزر الذي تفاوض مع رسل مع محمد علي والذي أرسله الى الجنرال مور في 16 اكتوبر سنة 1807م أهم جوانب هذه المفاوضات فقد جاء فيه : (أرجو أن تسمحوا لي بأن أبسط لكم ليكون ... موضع نظركم فحوى محادثة جرت بين باشا مصر والميجر جنرال "شريروك" والكابتن "فيلوز" أثناء قيامهما بمهمتهما لدى سموه. ولدي مايجعلني أعتقد أن هذه المحادثة ، ومن اتصالات خاصة كثيرة اخرى كانت لي معه، بأنه جاد وصادق فيما يقترحه. لقد أبدى محمد علي باشا والي مصر رغبته في أن يضع نفسه تحت الحماية البريطانية، ووعدناه بإبلاغ مقترحاته الى الرؤساء في قيادة القوات البريطانية كي يقوم هؤلاء بإبلاغها الى الحكومة الإنجليزية للنظر فيها. ويتعهد محمد علي من جانبه بمنع الفرنسيين والأتراك أو أي جيش تابع لدولة أخرى من الدخول الى الاسكندرية من طريق البحر وبعد الاحتفاظ بالاسكندرية كصديق وحليف لبريطانيا العظمى ولكنه لامناص له من الانتظار أن تعاونه انجلترا بقواتها البحرية اذا وقع هجوم عليه من جهة البحر لأنه لايملك سفناً حربية. ويوافق محمد علي باشا في الوقت نفسه على تزويد كل السفن البريطانية التي تقف على بعد من الاسكندرية بما قد تحتاج إليه من ماء النيل عند إعطائها إشارة يصير الاتفاق عليها)( ).

وقد علق القنصل الفرنسي دروفتي على مابلغه من معلومات حول الاتفاق بين محمد علي والانجليز الذي هو من نوع معاهدة بأن (مثل هذه المعاهدة عند إبرامها سوف تحقق الأغراض التي توخاها الانجليز من إرسال حملتهم على مصر إن لم يفق أثرها من هذه الناحية كل ما كان يتوقعه هؤلاء من إرسال هذه الحملة)( ).

ولم يشأ الانجليز الإعلان عن كل مااحتوته بنود هذه الاتفاقية في أعقاب توقيعها وإخلائهم الاسكندرية وتسليمها الى باشا مصر حيث رأت بريطانيا ضرورة التريث في ذلك لما تحتويه من إعلان العداء الواضح للدولة العثمانية، لمساندتها لحاكم يريد الاستقلال عنها في وقت كانت الدبلوماسية الانجليزية لها مصالحها الكبرى مع دولة الخلافة والاستفادة منها ومن عميلها الجديد لبسط نفوذها على المنطقة إن أمكن( ).
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 05:59 PM
انتشار دعوة الشيخ في الخارج


العلامة الشيخ أحمد بن حجر بن محمد آل أبو طامي


انتشرت دعوة الشيخ في الخارج نجد من أجل استيلاء الدولة السعودية على مكة المكرمة سنة 1218هـ وأصبح حجاج البلاد الإسلامية يفدون إلى مكة المكرمة ويشاهدون علماء هذه الدعوة الحقة، ويستمعون خطبهم ومواعظهم وإرشاداتهم السديد وتوجيهاتهم القيمة ، كما شاهدوا سيرة الدولة السعودية إذ ذاك ، وما هي عليه من الاعتصام بالكتاب والسنة ، ونشر الأمن والعدل والإنصاف .

فتأثر بعض الحجاج بدعوة الشيخ ، فأخذ ينشر في بلاده التوحيد ، ويحارب الخرافات الشائعات في بلاده ، كما قام بضد القبوريين ، والداعين إلى تقديس القبور ، وبناء القباب عليها .
فانتقلت هذه المبادئ الإصلاحية إلى السودان في إفريقيا وسومطرة ، في آسيا والهند .
كما انتشرت في العراق والشام ومصر والجزائر وجاوة ، وعمان ، وفارس .
وكان هدف رعاتها في كل مكان تحل به ، هو محاربة الفساد ، والقضاء على البدع والخرافات،وتصحيح العقيدة الدينية .
فقامت الثورات على يد دعاة الوهابيين ، ضد الأوضاع السائدة في البلاد .

أما في السودان فقد كان الداعية هو الشيخ عثمان بن فودى ، أحد أفراد قبيلة الفولا ، وهي من قبائل رعاة السودانيين ، فإنه بعد التقائه بعلماء الدعوة في موسم الحج ، وبعد اعتناقه المبادئ التي دعا إليها الشيخ – عاد إلى بلاده وأخذ يحارب البدع الشائعة بين عشيرته وقومه ، ويعمل للقضاء على بقايا الوثنية وعبادة الأموات التي كانت لا تزال مختلطة بالعقيدة الإسلامية ، في نفوس السودانيين ، وأخذ ينشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة ، ويذيع مبادئ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فاستطاع أن يجمع حوله ، قبيلته في وحدة متماسكة ،مرتبطة برباط الدين المتين ،بعد أن كانت منقسمة إلى عدة وحدات ضعيفة متخاذلة .
وبعد ابتدأ حروبه سنة 1802م ضد قبائل الهوسا الوثنية ، وقضى على مملكة غبر ، التي كانت على مجرى نهر النيجر .
وما مضت سنتان ، حتى أقام عثمان مملكة ( سوكوتو ) في السودان على أساس من الدعوة الدينية الوهابية ، ومدت رواقها على جميع الأقطار الواقعة بين ( تمبكتو ) وبحيرة ( تشاد) ، وبقيت محافظة على استقلالها ووحدتها نحو القرن ، حتى استطاع الاستعمار الأوربي ، أن يقضي على ما كان لها من استقلال ووحدة .

وكما غزت الدعوة الوهابية السودان ، وكذلك غزت الدعوة بعض المقاطعات الهندية ، بواسطة أحد الحجاج الهنود ، وهو السيد أحمد .
وقد كان الرجل من أمراء الهند ، وذهب إلى الحجاز ، لأداء فريضة الحج بعد أن اعتنق الإسلام ، سنة 1816م.
فلما التقى بالوهابيين ، في مكة اقتنع بصحة ما يدعون إليه ، وأصبح من دعاة المذهب الذين تملكهم الإيمان ، وسيطرت عليهم العقيدة .
ولما عاد سنة 1820م – إلى وطنه في الهند بجهة البنغال ، وجد ميداناً صالحاً للدعوة ، بين سكان المنطقة من الهنود المسلمين ، الذين ،اختلطت عقائدهم وتقاليدهم الدينية ،بالكثير من عقائد الهندوس وعوائدهم.
فابتدأ الدعوة في مدينة (بتين ) ودعا إخوانه المسلمين ليؤمنوا بمبادئ الإسلام الصحيحة ، ويتركوا البدع والعقائد الهندوسية ، التي كانت شائعة بينهم وبعد مرحلة من الجهاد ، استطاع هؤلاء المسلمون الوهابيون أن يقيموا الدعوة الإسلامية على أساس من المبادئ الوهابية ، بجهة البنجاب ، تحت حكم الداعية ، السيد أحمد .
ولم تلبث هذه الدولة طويلاً،حتى قضى عليها الاستعمار الإنكليزي،في العقد الرابع من القرن التاسع عشر
ولكن الدعوة الوهابية ، ظلت قائمة هناك على يد خلفاء السيد أحمد من بعده ولم يستطيع المستعمرون أن ينالوا منها .
ولا يزال الكثيرون من سكان هذه المناطق ، يدينون بالإسلام على المذهب الوهابي .

وفي سومطرة ابتدأت الدعوة الوهابية سنة 1803م على يد أحد الحجاج من أهل الجزيرة ، وكان قد عاد من الحج في نفس السنة ، بعد أن التقى بالوهابيين واطلع على صحة ما يدعون إليه .
فلما عاد إلى وطنه ، ابتدأ دعوته ، ثم تطورت الحركة إلى حروب طاحنة ، بين المسلمين الوهابيين الذين أصبحوا قوة كبيرة في سومطرة ، وبين غير المسلمين من سكانها الأصليين ، حتى رأت حكومة الاستعمار الهولندية سنة 1821م أن تناهض هذه الحركة القوية محافظة على كيانها ونفوذها هناك .
واستمرت المناوشات والحروب بين المستعمرين الهولنديين ، وبين السومطرين الوهابيين ، ما لا يقل عن ستة عشر عاماً .
ثم انتهت بتغلب قوى الاستعمار على القائمين بحركة الوهابية .

كذلك الحركة السنوسية ، التي ابتدأت في الجزائر أواسط القرن التاسع عشر ثم غزت طرابلس بعد ذلك ، وانتشرت في شمال أفريقيا ، ثم مدت رواقها نحو الجنوب ، فتمكنت في السودان هذه الحركة السنوسية ، التي ناهضت الاستعمار في كل مكان ، والتي كانت ولا زالت مدرسة تربية وتهذيب للشعب السنوسي ، قد تأثرت بالدعوة الوهابية في اساسها .
فالسيد محمد على السنوسي ، مؤسس الحركة السنوسية ، كان في مكة يطلب العلم ، وقت استيلاء الوهابيين عليها .
فعاشرهم ، وتتلمذ على علمائهم ، وتأثر بمذهبهم .
ثم عاد إلى الجزائر ، وابتدأ حركته الإصلاحية ، على ضوء تعاليم الإصلاح الدينية الإسلامية ، التي أضرم نارها في الجزيرة العربية محمد بن عبد الوهاب انتهى بحذف واختصار .
وكما انتشرت في الجزائر بواسطة الدعوة السنوسية ، فقد انتشرت هذه الدعوة المباركة بحضرموت ، وجاوة ، بواسطة السيد محمد رشيد رضا ، وتأليفه جمعية الإرشاد الداعية هناك إلى الكتاب والسنة ، ونبذ البدع والخرافات ، طبق مبادئ الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

وقد تأثر فيها كثيرون . بحضرموت ، وعدن ، وجاوة ، كما هو معروف .
وبالجملة ، فقد كان لهذه الدعوة أثر عظيم خطير .في العالم الإسلامي من نواح مختلفة ، وكانت الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله تأثر بها زعماء الإصلاح في سائر الأقطار الإسلامية .
وكل الحركات الإصلاحية ، مدينة للدعوة الوهابية .
ويمكن تحديد الصلة بينها وبين كل من هذه الحركات،أما عن طريق الاقتباس،أو المحاكاة ،أو مجرد التأثر .


المصدر كتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 06:14 PM
محمد فريد وجدي ": مؤلف رسالة ماجستير بعنوان (الوهابية وأثرها في الفقه في إندونيسيا) ـ جامعة القاهرة ـ يقول: (.... أثناء اندلاع الحروب هنا وهناك ضد الاستعمار الهولندي، دخل أتباع الوهابية إندونيسيا فكانت ثورتهم ضد المسلمين المتمسكين بالعادات والتقاليد القديمة من البدائية والهندوسية والبوذية كما كانت حروبهم الشهيرة ضد ذلك الاستعمار) ص 169، وقال أيضًا: (لما دخل الهولنديون مدينة (بادانج) في سنة 1821م أي بعد تسع عشرة سنة من دخول الوهابية وانتشارها في (مينانجكبو)، أسرع شيوخ (العادات) إلى الاستنجاد بالهولنديين ونشبت حروب مريرة وطويلة استمرت ست عشرة سنة 1821م ـ 1837م) بين قوى الحركة الإصلاحية الوهابية وقوى الهولنديين والعادات التي اشتهرت في التاريخ باسم (حروب البادري) التي انتهت بانتصار الهولنديين واستعمارهم في هذه المنطقة أكثر من مائة عام.
وانتصار الهولنديين على البادريين لم يطفئ نار المقاومة وتنور الإصلاح في قلوبهم، وإنما جعلهم يغيرون الخطة من المواجهة بالقوة إلى المواجهة بطريقة أكثر هدوءً، لقد أرسلوا أبناءهم إلى مكة طلبًا للعلم واستزادة من المعرفة المختلفة لكي يتسلحوا بها بعد رجوعهم إلى بلادهم.
وفي مستهل القرن العشرين الميلادي ـ وإندونيسيا لم تزل تحت الاستعمار الهولندي ـ رجع هؤلاء الأبناء والجيل الجديد للحركة الإصلاحية وواصلوا الرسالة التي حملها آباؤهم من قبل بالمبادئ نفسها، وهي الرجوع إلى الكتاب والسنة والتمسك بهما في كل نواحي الدين من العقيدة والعبودية والمعاملة والأخلاق وغيرها وتصفية الإسلام من كل أنواع البدع والخرافات، وكل العادات والتقاليد المخالفة له، ولكن بثوبها الجديد تمشيًا مع طبيعة الحال والظروف المحيطة في ذلك الوقت.
ا.هـ ص 180.

عن حوار حول السلفية/ الوهابية
خالد بن عبدالله الغليقة
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 06:15 PM
الصراع الوهابي البريطاني في الخليج العربي والمحيط الهندي
صفحة مشرقة من تاريخ الخليج


توطئة :

عاش العرب في جزيرتهم دون أن يتجاوزوا رمالها و جبالها ، مختصر حياتهم و تاريخهم صراع على المرعى و الكلأ ، ثم فجأة وخلال سنوات معدودة إذا بهم يصبحون ملء سمع العالم و بصره ، و يصنعون المعجزات التي أبهرت الدنيا ....
لم يكن ثمة سحر ، بل كانت العقيدة الصافية التي اصطبغت بها نفوسهم فغيرت حياتهم و بدلت مجرى تاريخهم ، بل وتاريخ العالم كله .
ثم مع مرور الزمن و توالي الدهور ضعفت هذه العقيدة بل تشوهت ؛ فضعف اثرها في النفوس ، فأصبح الانسان بقلد انسانا مثله و يخاف من انسان مثله و يرجو انسانا مثله
فاختلطت عليه الامور و ضعف ارتباطه و علاقته بخالق السماء بعد اتخاذه وسائط بينه و بينه .
هناك على ضفاف الخليج العربي عاشت قبيلة عربية خاملة الذكر ضعيفة الاثر تاريخها يطويه النسيان ....
لكن عندما مست حياتها العقيدة الصافية الخالية من الشوائب اذا بذلك النموذج يعود الينا ، وإذا بها وبشهادة الأعداء تغدو قوة يحسب لها ألف حساب ليس في الخليج العربي فقط بل في المحيط الهندي ،
قبيلة تناطح أكبر قوة عالمية معروفة آنذاك : بريطانيا العظمى ...
ان حديثنا أيها السادة سيكون عن قبيلة القواسم العربية التي تقطن في المناطق الجنوبية الشرقية من الخليج العربي
والتي قدر لها أن تسطر صفحة بيضاء في التاريخ قل نظيرها ، منذ أن اتبعت الدعوة الاصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
.
ومما لا شك فيه أن رجال هذه القبيلة يستحقون وبجدارة مسمى أسود الخليج العربي وبلا منازع .


القواسم

كان بداية ظهور القواسم في المناطق الجنوبية الشرقية الواقعة على الخليج العربي ، ويطلق المؤرخون عادة كلمة القواسم (أو الجواسم ) على كل القبائل التي كانت تقطن ولا تزال هناك . إضافة لقبيلة القواسم المعروفة .
وأول من اشتهر من القواسم : هو الشيخ رحمة بن مطر الذي انضم إلى الإمام العماني محمد بن ناصر الغافري خلال الحروب الأهلية التي وقعت في عمان بين الهناوية والغافرية بعد سقوط اليعاربة ، وبعد موت رحمة خلفه أخوه راشد بن مطر الذي أعلن استقلاله في ساحل عمان وانفصل عن الإمامة العمانية وأسس دولة القواسم .

يمكن تقسيم تاريخ القواسم إلى ثلاث مراحل :

_المرحلة الأولى : وتمتد ما بين 1718 م حتى 1803 م أي ما بين انضمام رحمة بن مطر للعمانيين والاستقلال عن عمان .
_
المرحلة الثانية:
وتمتد ما بين 1803م حتى 1813 م وتعتبر فترة العصر الذهبي للقواسم .
_
المرحلة الثالثة:
وتمتد ما بين1818 - م 1820 حتى الوقت الحاضر وفيها تم تدمير الأسطول القاسمي وتجزأت دولتهم وفرضت عليهم اتفاقيات السلام .

ومما يجد ذكره أن ظهور القواسم كان في منطقة عرف سكانها منذ القدم بنشاطهم البحري وقد ظهر منهم أفضل الربابنة العرب وعلى رأسهم أمير البحر أحمد بن ماجد .
و لقد لقوا الأمرّين من العدوان البرتغالي وهيمنته الدائمة عليهم لذلك كانت النفوس مهيأة للانطلاق واستعادة المجد البحري المفقود . وقد ورث السكان عن أجدادهم فنون البحر وملاحته وبناء السفن العربية المعروفة باسم (داو) . وقد استطاع القواسم بناء أسطول كبير أخذ يدر عليهم الأرباح الكبيرة بسبب الأجور العالية التي كانوا يتقاضونها لقاء خدماتهم في عمليات النقل البحري والتجارة ونقل المسافرين وهذا ما ساعدهم على الحصول على الأسلحة لحماية أسطولهم الكبير ؛ لذلك أخذوا يمدون نفوذهم إلى السواحل الشرقية وسيطروا عليها وبنوا في جزيرة قشم ميناء خاصاً بهم هو ميناء (باسيدوا) وفد أدى ذلك للإضرار بالتجارة البريطانية التي كانت تعتمد على ميناء بندر عباس (جمبرون) ولها عائداته الجمركية .
وزاد في ذلك المصاعب التي أخذ الإنكليز يعانون منها من جراء الاحتلال الأفغاني لفارس عام 1722 _ 1729 وما يتبعه من فوضى ، لذلك لم يعد بمقدور الإنكليز السكوت على منافسة القواسم لهم ( على الرغم من أن القواسم هم أصحاب البيت ) .
وقد أدى كل ذلك إلى قيام شركة الهند الشرقية البريطانية بحمله ضد ميناء القواسم في (باسيدوا) عام 1727م وهددوا بتدميره ، ما دفع بشيخ القواسم - حاكم الميناء - للرضوخ للأمر الواقع وتعهد بدفع التعويض للإنكليز عن خسارتهم المتأتية من النقص في عائدات ميناء بندر عباس .
وكان هذا أول صدام بين الإنكليز والقواسم وربما كان له آثاره البعيدة في علاقات الطرفين المستقبلية.
عام 1775م كان القواسم قد أصبحوا قوة بحرية وبرية لا يستهان بها واستطاعوا أن يديروا شؤون الخليج التجارية دون منازع لفترة طويلة من الزمن.

القواسم ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب


في المرحلة الثانية من تاريخ القواسم الذي يعتبر عصرهم الذهبي دخل عنصر جديد على مسرح الأحداث وهو ظهور دعوة (الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) ووصولها إلى الخليج العربي 1798_1805 فقد انطلق مؤيدوه من قاعدتهم في البريمي نحو الخليج وعمان للداخل وعبروا الجبال العمانية ووصلوا إلى مسقط ، وانضمت قبائل كثيرة لدعوتهم ومنها القواسم وبنو علي ولم ينقذ الإمام العماني سلطان بن الإمام أحمد منهم سوى موت الإمام عبد العزيز في الدرعية عام 1803 واضطرارهم للعودة إلى البريمي .
وقد عقد القواسم اتفاقا مع آل سعود عام 1803 للعمل على نشر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى ما وراء البحار .
وقد قلبت هذه الاتفاقية حياة القواسم رأسا على عقب فقد أحسوا بالقوة والدافع الديني . وبالرغم من أن السعوديين لم يكونوا قوة بحرية لمعاونة القواسم في البحر إلا أن قوتهم البرية كانت ساحقة وتستطيع حماية القواعد القاسمية في البر ، و بذلك أمن القواسم الهجوم من الخلف خاصة من أئمة عمان ، وقد أصبح لعملهم ونشاطهم الهدف والعقيدة .
عاصر الشيخ صقر بن راشد بدء دعوة الشيخ وتبنى فكرتها منذ ظهورها وأخذ الأسطول القاسمي يجوب البحر يدعو القبائل للانضمام إليهم في حربهم على طول سواحل الخليج حتى سيطروا على الأقسام الجنوبية منه وعلى الساحلين الغربي والشرقي وأقاموا القواعد الثابتة على طول هذه السواحل وامتد نفوذهم البحري إلى منطقة بحرية هامة يزيد طولها على ثلاثمائة كلم من جنوب شبه جزيرة قطر إلى مدينة خورفكان الحالية والقريبة من مسقط ، في حين كان السعوديون يهيمون على الشواطئ الشمالية الشرقية للجزيرة العربية بعد سقوط دولة بني خالد .
وبلغت قوة القواسم ذروتها في السنين العشر الأولى من القرن الثامن عشر وكان أسطولهم يضم حوالي ستين إلى سبعين مركبا كبيرا يضاف إليها أكثر من ثمانمائة زورق (داو) صغير يحمل أكثر من عشرين ألف مقاتل .

يقول جان جاك بيربي في كتابه عن الخليج العربي " كان القواسم بهذا الأسطول يتحدون أكبر البوارج البريطانية المقاتلة وأفضلها تسليحا ، كما اصطدموا بقوات سلطان مسقط وأنزلوا بها الخسائر الفادحة ، ولم تقتصر الخسائر على المعارك البرية والبحرية بل فقدت السلطنة أجزاء كثيرة من أراضيها" .

تكرر ت المواجهات بين البريطانيين والقواسم وعقدت اتفاقيات ، لكنها ظلت حبرا على ورق ، وعاود القواسم الهجوم على السفن البريطانية وغيرها من السفن الفرنسية والأمريكية التي كانت ترتاد الخليج ، ووصل نشاطهم إلى البحر الأحمر والشواطئ الهندية وغيرها وأعادوا بناء أسطولهم بقوة وعزم أكبر أخاف جميع السفن التي كانت تتجول في المنطقة ، كما عاودوا مطالبة الانكليز بدفع الأتاوات إذا أرادوا الدخول للخليج الى جانب الاعتراف بسلطتهم .
حاول الانكليز في بادئ الأمر التروي في أعمالهم وطالبوا القواسم بدفع التعويضات عن السفن التي سلبوها فلم يجبهم القواسم الى طلبهم ، فأرسلوا أسطولا في تشرين الأول عام 1816 م قصف رأس الخيمة بالمدفعية دون نتيجة ثم هاجموا الشارقة والرمس وقصفوهما بالقنابل دون جدوى وأخذت البوارج البريطانية الضخمة تتحاشاهم وازداد عدد الأسطول القاسمي زيادة كبيرة فأسطول رأس الخيمة لوحده أصبح ستين سفينة كبيرة وأربعين سفينة صغيرة وكان بحارته ماهرون جدا في الفنون الملاحية .

وما بين عامي 1817-1819 سيطر القواسم على الخليج فهاجموا جزيرة شعيب وهددوا عسيلوه ،وكانجون ، ودير وأثاروا الفزع في بوشهر ، وقد حاول الشيخ حسن بن رحمة القاسمي تسوية الأمور مع بريطانيا دون جدوى فكثيرا من قادة الانكليز كانوا يصرون على القضاء على القواسم وبدؤوا بالاستعداد لجولة كبيرة معهم بعد فشل نظام الدوريات فشلا ذريعا ، وكانت الأوضاع ملائمة لبريطانيا لشن حربها ضد القواسم وتدمير أسطولهم وتجزئة دولتهم وفرض اتفاقيات السلام عليهم ؛ بعد انتهاء التهديد الفرنسي للخليج وسقوط نابليون واستتباب الأمور في الهند وإيران .



بقية السيوف العربية المجاهدة


اتصف القواسم بالجرأة والشجاعة ، ولم يصادف الاستعمار الغربي والبريطاني بصفة خاصة أية قوة قبلية لها جرأة القواسم وشجاعتهم وصلابتهم إن كان قتالهم البحري أو البري ، وهم الوحيدون الذين كانوا يقاتلون كمجموعة تضم جميع القبيلة رجالا ونساء وأطفالا ، ورغم اختلافهم في بعض الأحيان إلا أنهم كانوا يسندون بعضهم بعضا وكانوا يعيشون طويلا يجولون البحر مفتشين عن السفن الأجنبية وكانوا لا يهابون أية سفينة مهما كانت ضخامتها أوتسليحها بل كانوا يهاجمونها بجرأة متناهية ويحيطون بها من كل جانب بزوارقهم السريعة

ويهجمون على الرغم من النيران المنصبة عليهم . وكان لمهارتهم في الفنون الملاحية أثر كبير في التغلب على المراكب الضخمة التي كانوا يقتربون منها بسرعة ويصعدون لظهرها وينقلون المعركة البحرية إلى معركة برية تنتصر فيها الشجاعة الفردية ويختفي التفوق الناري ، ونظرا لمعرفتهم التامة بسواحل الخليج المؤلفة من شبكة كبيرة من الأخوار والجُزر والسبخات والسواحل الضخمة كانوا عند الحاجة يلتجئون إلى هذه الأماكن التي كانت تشبه المعاقل ويختفون فيها هم ومراكبهم الصغيرة ذات الغاطس القليل .

يقول جان جاك بيربي : "
من هذه المعاقل استطاع القواسم أن ينكدوا عيش البريطانيين طيلة قرن من الزمن وأرغموهم لكثرة ما كبدوهم من خسائر على توجيه الحملات الكبيرة ضدهم
" .
فهم يطلبون الشهادة وكانوا يرقصون ويهزجون ويرددون هتافات الحرب أثناء الهجوم وكان صياحهم يبعث الخوف والهلع في قلوب أعدائهم ، ومن الإنصاف التاريخي أن لا يوصفوا بالقراصنة بل هم أبطال مجاهدون قاتلوا قتال الأبطال ولم يهابوا المدافع والمراكب الحديثة فهم بقية السيوف العربية المجاهدة وأول من قاتل الاستعمار في العصر الحديث وقد طبع عصرا كاملا بطابعهم الخاص .

ذكر لوريمر المعتمد السياسي البريطاني في البحرين في كتابه دليل الخليج:
أن آخر ضحايا القواسم في هذه المرحلة كانت السفينة "داريا دولت" التي يقودها الكابتن " فيلمنج" وقد استولوا عليها في يوليو سنة 1819م


موقف مسؤول بريطاني من الدوله السعوديه الاولى:


ويبدو من قول السيد ( فرانسيس واردن) - عضو المجلس في بومباي ومساعد المقيم العام في تقريره الذي قدمه عن تاريخ السعودية وتبنيها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من 1795_1818م كيف كان الحقد يأكل قلب الانكليز ضد هم حيث كتب - :

"
وهكذا قامت وسقطت تلك الفرقة الشاذة(لا قامت ثانية) وبحمايتها وتشجيعها انتشرت الغارات البحرية في الخليج وفي البحار الهندية بدرجة من النجاح والجرأة والهمجية لم تفقها إلا وقاحة الجزائريين في أوربه
" ,


المصدر :
كتاب صراع القوى في المحيط الهندي والخليج العربي : جذوره التاريخية وابعاده
للعميد ركن السفير في الخارجية السورية : محمد عدنان مراد
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 06:21 PM
وحتى يعلم الكرام ان لكل قوم وارث ارجوا ان يتابع الاخوة الافاضل النقل التالي عن كتاب (بتصرف يسير)
السلفيون
وقضـية فلسطين
في واقعنا المعاصر وفيه (حُكم عَمليّات الاقتحام بالنفس) ويَليه كتاب"النقد والبيان
في دفع أوهام خزيران"
فيه بُحوث عِلمِيَّة مُحَرَّرة عن البدعة وبعضِ مفرداتها، ومُقَدِّمة ضافية
عن (السَّلَفِيِّين وقَضِيَّة فلسطين)، و(حكم عَمَلِيَّات المُغامرة بالنَّفس)
تأليف
مُحَمَّد كامل القَصَّاب مُحَمَّد عزّ الدِّين القَسَّام
أعدَّه وقدّمه وَعَلَّقَ عَلَيْهِ وَشَرَحَه
فضيلة الشيخ الهُمام
أبو عبيدة مشهُور بن حسن آل سلمان
حفظه الله تعالى
وليحكموا بعد ذلك بما شاؤوا
.........................................
منذ تولّى العلامة الشيخ عزُّ الدين القسَّام أمرَ تعليم الناس في المدارس والمساجد، أخذ على نفسه تقويم ما اعوجَّ من أمر المسلمين، وأن يُرجعهم إلى الإسلام المُصَفَّى الخالي من الزيادات والبدع؛ لأنّ انكباب الناس على هذه البدع أدّى إلى انشغالهم عن الأصول الإسلامية، وأدّى إلى فساد حال المسلمين وضعفهم، وكان عزُّ الدين القسَّام، منذ هاجر إلى فلسطين، قد نوى إعداد الأمة لمرحلة جهادٍ قادمة، منطلقاً من الإسلام، ورأى أن يبدأ أولاً بمرحلة الدعوة والتعليم، لتربية جيل مؤمن بربّه، متمسك بسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ يحارب البدع والخرافات، ويستلُّها واحدةً واحدةً... ويدعو الناسَ إلى نبذ البدعة، إذا عرف وجودها،ويجيب عن أسئلة الناس بما يوافق القرآنَ والسُّنَّةَ، وما اتفق عليه أعلامُ العلماء السابقون، ومن هنا بدأ الصراع بين أنصار البدع والتقاليد الدينية، وبين المذهب السلفي الذي اتّبعه القسَّام.
وأخذ صوتُ الخلاف يعلو في قضية تشييع الجنائز، فقد جرت العادة أن يرفعَ الناسُ أصواتهم بالتهليل والتكبير أثناء السير بالجنازة، وربما وُجِدَ أناسٌ مستأجَرون يقومون بهذه الوظيفة، إذا كان الميّت من وجهاء الناس وأغنيائهم.
وكان القسَّام يُفتي بأنَّ رفع الصوت بالتكبير أثناء السير في الجنازة مكروهٌ كراهةً تحريميةً، وصار له تلاميذ كثيرون، يأخذون برأيه، وينفِّذون موكب الجنازة كما جاء في السُّنَّة النبوية.
وحدثت يوماً مُشادَّة بين أحد أنصار القسَّام وبين آخرين أثناء السير بجنازة أحد الموتى، وكتبت جريدة (اليرموك) آنذاك في افتتاحية (العدد 64) الصادر يوم الخميس في 21/شوال/1343هـ - 14/أيار/1925م، تتهم الشيخ القسام بأنه السبب فيما حدث من خلاف في المدينة، وانقسام الناس، وكتب رئيس تحرير الجريدة (كمال عباس) مقالاً بعنوان:
(يتمسكون بالقشور(أ)، ويتركون اللباب، فتنة نائمة وواجب العقلاء)
هاجم فيه القسَّام، واتّهمه بالسعي وراء المناصب والشهرة، وأنه أفتى بحرمة رَفْع الصوت في الجنازة، ليظهرَ أمام الملأ بمظهر العلماء، الذين يحاربون البدع. وهذه صورة ما كتب موقعاً بـ(ابن عباس):
« في حيفا اليوم حركة غير مباركة، بل فتنة نائمة يوقظها جماعة ممن يتمسكون بالقشور دون اللباب، ويتظاهرون بالإصلاح الديني والاجتماعي، ليتبوأوا مركزاً علمياً اجتماعياً ليسوا من أهله، ولو تدبروا لتحققوا أن المراكز العالية في الهيئة الاجتماعية لا تنال إلا بالعلم الصحيح، والإخلاص الفياض، والعقل الراجح.
تلك الفتنة هي التصدي لتحليل وتحريم بعض المندوب والمستحب والمباح في الشرع الإسلامي؛ كزيارة أضرحة الأنبياء والأولياء، والتهليل والتكبير في تشييع الجنائز، وهلم جراً، مما شطر الناس شطرين، وجعلهم حزبين، يتربص كل فريق بأخيه الدوائر، ونشأ عن ذلك قيل وقال، أدى إلى المناظرة، فالمشاتمة، فالمضاربة، وخيف على الاتحاد الذي ننشده في هذه الأيام العصيبة، ونحمل بعض أثره من أن تتقطع أوصاله، ونصبح شيعاً مستضعفين، تتناوبنا المصائب من كل جانب، ونحن عن حاضرنا ومستقبلنا لاهون.
لا أحب أن أدخل عباب الموضوع من وجهتي التحريم والإباحة؛ لأن كل مناظر يستند بقوله على رأي إمام أو قطب، وإنما أحب أن ألم بالموضوع من وجهة دينية اجتماعية، لعل البحث يهدينا إلى الحقيقة التي غابت عن المدعين بالإصلاح الديني، فأقول:
لا خلاف في أن الحديث الشريف: «كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها؛ فإنها تذكر بالآخرة» صحيح، ويستنتج من قول صاحب الشريعة السمحاء صلى الله عليه وسلم أنه نهاهم عن زيارة القبور بادئ بدء؛ لأن الناس يومئذ كانوا قريبي عهد بالوثنية، ثم لما أنس منهم قوة الإيمان باللّه أمرهم بزيارتها، أما التهليل والتكبير في الجنازة وفي غيرها، فهما من الأمور المباحة إن لم نقل المستحبة، فالعمل بها لا يترتب عليه مضرة، بل يحدث خشوعاً في قلوب المشيعين، كما أن تركه لا يستدعي اللوم.
أما وقد علم هذا؛ فلماذا يتصدى بعض المتعممين -ومن لفَّ حولهم- للناس في عاداتهم التي درجوا عليها، واتبعوا في بعضها السنة السمحاء، ويحدثون شغباً في البلد نحن في غنى عنه ولا طاقة لنا به؟! أَلِيَظهروا أمام الملأ بمظهر العلماء الذين يحاربون البدع، أم ليؤثّروا على البسطاء(أ) بسفسطاتهم ليتبوؤوا مقعداً من الزعامة الفارغة، أم أن علمهم وإدراكهم أوصلهم إلى هذا الحد؟ إن كان هذا مبلغهم من العلم والإدراك، فليتركوا الحكمة إلى أهلها؛ لئلا يهينوها، وإن كانوا يقصدون محاربة البدع، ففي الهيئة الاجتماعية من الكبائر ما يأثم العالم عن التغاضي عنها، بل هناك من أركان الإسلام الخمسة؛ كالزكاة، التي لا تعرف واحداً في الألف يؤديها حق أداءها، وكفريضة الصلاة والصوم، التي يهملها كثير من المسلمين، فلماذا لا تقوم جماعة تحريم التهليل والتكبير وزيارة القبور بوعظ الناس، وحضهم على أداء الفرائض، بدل نهيهم عن أمر ليس فيه غير التوحيد والعمل لسنة رسول اللّه، فهل غفلوا عن قوله -تعالى-: {اذكروا اللّه} إلى آخر الآية، وتصاموا عن الحديث: «كنت نهيتكم»؟ رحماك اللهم بهذه الأمة، التي يتمسك بعض المتعممين فيها بالقشور ويتركون اللباب، تنزه الدين عما به يلصقون.
حسبنا أيها القوم هذا الذهول والتخاذل، فإننا في وقت لا يسع الجدل الفارغ والاختلاف على ما لا يفيد ولا يضر شيئاً.
تتنافس الشعوب الغربية بالعلم والاختراع وبالصناعة، وتنهمك حكوماتها بإعداد القوة لاستعباد الشعوب الضعيفة، واكتساح بلادها، والاستيلاء على مرافقها، ونتلهى بالقشور دون اللباب، فنعرض عن العلم ونهمل استثمار الأرض التي أمرنا النبي الأعظم باستثمارها بقوله: «التمسوا الرزق من خبايا الأرض»(ب)، ونستخف بشأن الصناعة، ولكن لا تفوتنا المجادلات الفارغة، التي هي مضيعة للوقت مضعفة للأمم.
اتركوكم أيها القوم من الأخذ والرد في مسألة زيارة القبور، فإن الأحياء أولى بالعناية والاهتمام، واتركوا الموحدين والمكبرين في التشييع يوحدون ويكبرون، فإن ذلك لا يفيد الأمة شيئاً، والتفتوا إلى جمع شملها وإعداد القوة لرد غارات الطامعين، فذلك خير وأبقى».

الا يذكركم هذا الاسلوب بشئ .............

فكتب الشيخ القسَّام مقالاً بعنوان:
(بيان حقيقة)،
وأرسله إلى الجريدة فلم تنشره، فأرسله إلى جريدة (الكرمل)(أ) في حيفا فنشرتْه في (ص 2) بتاريخ 6/6/1925م، وهذه صورة ما في المقال:
« بعثت بهذه الرسالة إلى جريدة «اليرموك»، فلم تشأ أن تنشرها، ولذا أرجو من وطنية صاحب «الكرمل» الغيور أن يتفضل بنشرها في جريدته.
بعد التحية، فإني أريد كشف القناع عن حقيقة المسألة التي جعلتموها موضوع افتتاحية العدد «64» من جريدتكم الصادرة في 21/شوال/1343هـ، فالرجاء نشر مقالي هذا على صفحات «اليرموك» في أول عدد ينشر، عملاً بحق الصحافة، وحفظاً لحياتنا الدينية والاجتماعية وتلاعب الأهواء والأعراض، ما كان ينبغي لحضرتكم أن تعتمدوا فيما ذكرتموه في مقالكم على أهواء المرجفين من غير تثبت ولا تروٍّ، فهل يعقل أن مسلماً ينهى الناس عن ذكر اللّه -تعالى- أو تكبيره، أو عن فعل ما أباحه الشرع الشريف من زيارة أضرحة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- والأولياء -رضي اللّه عنهم-، وتشييع الجنائز على الوجه المشروع، بل كان يجب عليكم أن تلاحظوا أن من نسب إليهم ذلك القول، لا يخفى عليهم ما حل وحرم وما ينبغي مما يتعلق في الموضوع، وأنه لا يعقل أن يتوسلوا بِمثل تلك الأمور، ليتبوؤوا مركز الزعامة الفارغة، خصوصاً إذا كان الحال يؤدي إلى إيقاظ فتنة نائمة، ولولا تسرعكم في تصديق من أنهوا إليكم المسألة على خلاف وجهها، لما طوحتم بقلمكم وجريدتكم في تلك المهاوي السحيقة، من التعريض بأعراض المخلصين الصادقين.
أما حكمكم في المسائل الدينية وتقدير الرجال، فكان غيركم أولى به؛ لأنّ قلمكم لم يأخذ بقسط من العلوم الشرعية، يدرك ذلك من مقالكم من شمّ رائحةَ العلم، وكان الأجدر بكم أن تدعوا الكتابة في مثل هذه المواضيع لأربابها، وتقتصروا في الكتابة على ما خصكم اللّه به، إن من تدعونهم إلى وعظ الناس وحضهم على أداء الفرائض... إلخ. لم يألوا جهداً في تنبيه الأمة حيثما حلوا وارتحلوا إلى التمسك بأركان الدين، وبيان مزاياه النافعة، وأنها من الهمم إلى توخي ربط عرى التآخي والاعتناء بالعلوم على اختلاف أنواعها والصنائع المفيدة واستثمار خبايا الأرض، وأكبر دليل على هذه: اشتغالهم بما يعود على الأمة بالنفع العظيم، مع إعراض عن المناصب والرتب التي يعيش أربابها على أكتاف الأمة، ويودون بثروتها من غير فائدة تعود منهم على البلاد، ولو أرادوا كما ذكرتم أن يتبوؤوا مركزاً علمياً اجتماعياً ليسوا من أهله، لجاروا العوامَّ وسايروهم كما فعل غيرهم.
أما مسألة تشييع الجنائز بالتهليل، والدعاء برفع الصوت والضجة المعلومة، وزيارة ضرائح الأنبياء والأولياء ومقاماتهم بالكيفية المعروفة، من التمسح والتملس بالقبور وارتكاب الآثام، واختلاط الرجال بالنساء على وجه التهتك والإسراف في الأموال في غير طرقها الحيوية والدينية، والاشتغال بذلك عن الضروريات، فالحكم فيه يعلمه صبيان المكاتب فضلاً عن العلماء، وهو بدعة منكرة في جميع مذاهب المسلمين، لم يفعله رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون، ولا الصحابة والتابعون، ولا الأئمة المجتهدون -رضوان اللّه عليهم أجمعين-، بل كانت جنائزهم على التزام الأدب والسكون والخشوع، حتى إن صاحب المصيبة كان لا يعرف من بينهم لكثرة حزن الجميع، وما أخذهم من القلق والانزعاج بسبب الفكرة فيما هم إليه صائرون وعليه قادمون، ولم يعهد الاستلام في الإسلام إلا للحجر الأسود والركن اليماني خاصة.
ويكفينا دليلاً على ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليهم واستغفاراً لهم»، وقول ابن عمر وابن مسعود -رضي اللّه عنهما- لمن قال في الجنازة: واستغفروا لأخيكم -يعني: الميت-: «لا غفر اللّه لك»! ولا يقول بإباحة ذلك إلا مبتدع في الدين، أما بوادر الفتنة التي ذكرتموها في الصحيفة الثانية من العدد نفسه، فالحق فيها أن الانتفاعيين من كسالى الأمة، الذين اتخذوا ذكر اللّه -تعالى- وقراءة القرآن الكريم على القبور تجارة لهم، هم الذين كانوا من حين إلى آخر يرجفون في المدينة، ويشيعون بين الطبقات الأكاذيب الملفقة ضد رجال الإصلاح، وساعدهم على ذلك بعض أرباب الأهواء، معتمدين في أقوالهم على من لا يتقي اللّه في دينه وسنة نبيه، فحصل بسبب ذلك تأثر في نفوس بعض المتهوسين، أدى بهم إلى الشغب الذي آسف الجميع، وكنت -كما يعلم اللّه- أشد الناس أسفاً على ما حصل، وبهذا يعلم من هو الذي يسعى لإيقاظ الفتنة النائمة، فلا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وأي مناسبة بين حادث فجائي -إن لم يكن أمر قد دبر بليل- وبين منعي من الخطبة والتدريس، اللهم إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها، ولئن كان الذين هرعوا إلى دار فضيلة مفتي الثغر هم الذين حملوه على منعي من الخطبة والتدريس، فما بال الذين هرولوا وذهبوا إلى داره وطلبوا إليه بإلحاح منع من أجر داره مقراً للتبشير وتنصير المسلمين عن الخطابة والتدريس، لئلا يكون وصمة عار على المسلمين لم يؤبه لكلامهم، على أنه لا يبعد أن يكون هذا الأمر من القشور لا من اللباب، {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
إنّ البدع صغيرها وكبيرها، من أعظم الأضرار على هذه الأمة، وأنى لِمَن لَم يتحلَّ بالسنن ولم يتجنب الرذائل أن يتصف بالفضائل، وكنت أرجو أن تكونوا أول مقاومٍ لمن يخالف السنة ويباين الشرع؛ إذ كنتم من الشبان المتنورين ومن رجال الصحافة، وعليهم وحدهم تثقيف الأمة وتهذيبها، وتسيير خطاها إلى المثل الأعلى الذي نبتغيه، هدانا اللّه جميعاً إلى سواء السبيل».

اضن الرسالة وصلت ........ فالى لقاء قريب مع موقف علمائنا " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" من دعوة الشيخ المجدد محمد ابن عبد الوهاب
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

التعديل الأخير تم بواسطة algeroi ; 16-07-2008 الساعة 06:23 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 06:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


« موقف علماء الجزائر من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية »


( راجعه وصححه فضيلة الشيخ البحاثة سليمان بن صالح الخراشي - حفظه الله - )


توطئة


هذه كلمات جليلة ، وعبارات نبيلة لعلماء أجلاء من القطر الجزائري ، موضوعها الثناء على الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ، ومقصودها الذب عن دعوته الإصلاحية السلفية ، نفضتُ عنها غبار النسيان والإهمال ، حتى تكون شهباً وصواعق على أهل الشرك والضلال .


والسبب الذي دفعني وحفزني إلى ذلك هو إبراز موقف علماء الجزائر - ممن لهم مكانة عند القاصي والداني - من دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب الإصلاحية النجدية ، وفي هذا رد على من طعن ويطعن في الدعوة السلفية بالجزائر وينبزها بـ " الوهابية " ، و" الوهابية " بزعمهم ضلال مبين ، ومروق عن الدين ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .


بل وصل الحال بأحدهم أن سطر في إحدى الصحف بالبنط العريض ، قوله البغيض : ( الوهابية أخطر من الشيعة ) ؛ ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) .


وقبل الشروع في المقصود ألفت نظرك - أيها القاريء الكريم - إلى أمرين مهمين :


الأول : حرص علماء أهل السنة - وإن نأت بهم الديار - على معرفة حقيقة " الدعوة الوهابية " من خلال كتب علمائها ، أو من خلال ما كتب عنها من الثقات - على قلة ما وصلهم منها - ، مع تجنب الاعتماد على كتب خصومها عنها - على كثرتها - ، وقد وفِّقوا في هذا الأمر إلى حد بعيد ، ولله الحمد .


وقارن بين تحري هؤلاء العلماء للحق - في زمن قلَّت فيه وسائل البحث والتحقيق - ، وبين صنيع عدد من الدكاترة والباحثين - الجزائريين - ممن كتبوا عن الشيخ ابن عبد الوهاب ودعوته الإصلاحية ، وجل اعتمادهم - إن لم يكن كله - على ما كتبه الخصوم عنهم ، ( وأنى تعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف يؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ؟ ) كما قال ابن باديس - رحمه الله - .

الثاني : تضمن الكلمات والعبارات التي ستقر بها عينك - بعد قليل - على رد ونقض أغلب الشبه والتهم المثارة على الدعوة الوهابية ، وفيها - أيضا - رد ونقض للافتراءات التي رميت بها جمعية العلماء لمَّا قامت بدعوة المسلمين في الجزائر إلى التوحيد والاتباع ، ونبذ الشرك والابتداع .

فتهمة الوهابية هي التهمة الجاهزة التي يرمي بها دعاةُ الشرك والضلالة دعاةَ التوحيد والرسالة في كل زمان ومكان ، فما دام المصلحون ينكرون الشرك والبدع فهم وهابيون شاءوا أم أبوا ، وهذه التهمة - بزعمهم - هي الجرح الذي لا برأ منه ، والله المستعان .

بل وصل الأمر بعلماء السوء إلى تحريض إدارة الاحتلال الفرنسي على علماء الدعوة السلفية ، فكان أن أصدر الكاتب العام للشؤون الأهلية والشرطة العامة " ميشال " قراره المشهور بتاريخ ( 16 فبراير 1933 م ) ، جاء فيه ما نصه :

( أُنهي إليَّ من مصادر متعددة أن الأهالي دخلت عليهم الحيرة والتشويش بسبب دعاية تنشر في أوساطهم يقوم بها إما دعاة استمدوا فكرتهم من الحركة الوهابية السائدة بمكة ، وإما حجاج جزائريون تمكنت فيهم عاطفة التعصب الإسلامي ... وإما جمعيات كجمعية العلماء المؤسسة بالجزائر بقصد افتتاح مدارس عربية حرة لتعليم القرآن والعربية ...

إن المقصد العام من هذه الدعاية هو نشر التعاليم والأصول الوهابية بين الأوساط الجزائرية بدعوى الرجوع بهم إلى أصول الدين الصحيح وتطهير الإسلام من الخرافات القديمة التي يستغلها أصحاب الطرق وأتباعهم ، ولكن لا يبعد أن يكون في نفس الأمر وراء هذه الدعاية مقصد سياسي يرمي إلى المس بالنفوذ الفرنسوي .

لا يخفى أن أكثر رؤساء الزوايا وكثيرا من المرابطين المعظَّمين في نفوس الأهالي اطمأنت قلوبهم للسيادة الفرنسوية ، وبمقتضاه صاروا يطلبون الاعتماد على حكومتنا لمقاومة الأخطار التي أمست تهددهم من جراء تلك الجمعية التي لا يزال أنصارها يتكاثرون يوما فيوما بفضل دعاية متواصلة الجهود ، ماهرة الأساليب ، وعلى الأخص فيما بين الناشئة المتعلمة بالمدارس القرآنية ) .

إلى أن قال : ( وعليه فإني أعهد إليكم أن تراقبوا بكامل الاهتمام ما يروج في الاجتماعات والمسامرات الواقعة باسم الجمعية التي يترأسها السيد ابن باديس ، ولسانها الرسمي في الجزائر [ العاصمة ] الشيخ الطيب العقبي ، كما يجب أن تشمل مراقبتكم المكاتب القرآنية المقصود استبدال الطلبة القائمين بها بطلبة اعتنقوا الفكرة الوهابية ) (1) .

والحقيقة التي يتعامى عنها المبتدعون أن ( الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية - وهي الرجوع إليهما - واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، وإن تباعدت الأعصار والأمصار ) كما قال ابن باديس - رحمه الله - .

وبعد ، فقد غصتُ بطون الكتب والمجلات والجرائد ، وجمعتُ كل ما وقفتُ عليه ونسقته في صعيد واحد ، مع اقتصاري - في الغالب - على محل الشاهد ، ورتبت الأقوال على حسب وفيات أصحابها - لا على حسب العلم والشهرة - ، وآثرت عدم التعليق عليها - إلا في القليل الذي لا بد منه - حتى لا يمتد بي الحبل ويتسع المجال ، فليس المقصود - هنا - دراسة مدى تأثر الدعوة السلفية الإصلاحية في الجزائر بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ، وأكتفي الآن بالإحالة إلى البحوث والدراسات التي سبقت في هذا الصدد ؛ منها رسالة الدكتور عبد الحليم عويس : " أثر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر " (1) ، وكتاب الدكتور تركي رابح : " الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد بن عبد الوهاب في طريق الإصلاح والسلفية - دراسة مقارنة - " (2) ، ورسالة الشيخ الباحث محمد حاج عيسى الجزائري : " أصول الدعوة السلفية من كلام ابن عبد الوهاب وابن باديس " (3) .

====

(1) وهي مطبوعة متداولة .

(2) عده ضمن ما طُبع له في كتابه " الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي والتربية في الجزائر " ( ص 542 ط الخامسة ) ، ولم أقف عليه .

(3) أشار إليها في رسالته " عقيدة العلامة عبد الحميد بن باديس السلفية وبيان موقفه من الأشعرية " ( ص 27 ) ، ولم أقف عليها أيضا .
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 06:39 PM
وأبدأ الآن فيما سعيتُ إليه وقصدته ، سائلاً الله التوفيق والسداد فيما أردته :


الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله -
( ت 1359 هـ - 1940 م )


1 - كتب الشيخ عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله - سلسلة مقالات بعنوان ( من هم الوهابيون ؟ ما هي حكومتهم ؟ ما هي غايتهم السياسية ؟ ما هو مذهبهم ؟ ) (1) ، قال فيها - كما في " آثاره " ( 5 / 23 – 24 ) - :


( وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم إلا تحت تأثير السياسة التركية التي كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة .

وأقلهم من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف.

وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين ) .

وقال ( 5 / 32 - 33 ) : ( قام الشيخ محمد [ بن ]
عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ : " الوهابيين " . لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة .
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين .


لم تكن هاته الغاية التي رمى إليها بالقريبة المنال ولا السهلة السبل ، فإن البدع والخرافات باضت وفرخت في العقول ، وانتشرت في سائر الطوائف وجميع الطبقات على تعاقب الأجيال في العصور الطوال ؛ يشب عليها الصغير ، ويشيب عليها الكبير ، أقام لها إبليس من جنده من الجن والإنس أعوانا وأنصارا ، وحراسا كبارا من زنادقة منافقين ، ومعمَّمين جامدين محرفين ، ومتصوفة جاهلين ، وخطباء وضَّاعين .

فما كانت - وهذا الرسوخ رسوخها ، وهذه المنعة منعتها - لتقوى على فعلها طائفة واحدة كـ " الوهابيين " في مدة قليلة ، ولو أعدَّت ما شاءت من العدة ، وارتكبت ما استطاعت من الشدة ) ، إلى أن قال : ( إن الغاية التي رمى إليها ابن عبد الوهاب ، وسعى إليها أتباعه ، هي التي لا زال يسعى إليها الأئمة المجددون ، والعلماء المصلحون في جميع الأزمان ) .

ثم قال ( ص 34 ) : ( بان بهذا أن الوهابيين ليسوا بمبتدعين لا في الفقه ولا في العقائد ، ولا فيما دعوا إليه من الإصلاح ، وإنما تنكر عليهم الشدة والتسرع في نشر الدعوة وما فعله جهالهم ) .

2 – وقال ابن باديس وهو يرد على بعض خصوم الدعوة الإصلاحية بالجزائر في ( العدد 3 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 5 جمادى الثانية 1352 هـ / 5 سبتمبر 1933 م ، ص 4 ) : ( ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي ، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات ؛ نشرا للوهابية ؟!! ، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح ؛ نشرا للوهابية ؟ !! ، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون ! ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم إن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون ، فنحن - إن شاء الله - فوق ما يظنون ، والله وراء ما يكيد الظالمون .

ثم يقول : " إننا مالكيون " ومن ينازع في هذا ؟ !! وما يقرئ علماء الجمعية إلا فقه مالك ، ويا ليت الناس كانوا مالكية حقيقة إذاً لطرحوا كل بدعة وضلالة ، فقد كان مالك - رحمه الله - كثيرا ما ينشد : وخير أمور الدين ما كان سنة * وشر الأمور المحدثات البدائع ) (2) .

3 – ونشر الشيخ ابن باديس في ( العدد 164 ) من جريدة " الشهاب " ( 6 ربيع الثاني 1347 هـ / 20 سبتمبر 1928 م ) – نقلا عن مجلة " المنار " – رسالة الشيخ العلامة عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الشيخ العلامة عبد الله الصنعاني – رحم الله الجميع - ، وقدم لها بكلام رائق جاء فيه ( ص 2- 3 ) : ( لم يزل في هذه الأمة في جميع أعصارها وأمصارها من يجاهد في سبيل إحياء السنة وإماتة البدعة بكل ما أوتي من قدرة . ولما كانت كل بدعة ضلالة محدثة لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة كان هؤلاء المجاهدون كلهم ( يدعون الناس إلى الرجوع في دينهم إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه أهل القرون الثلاثة خير هذه الأمة الذين هم أفقه الناس فيها ، وأشدهم تمسكا بهما ) ، هذه الكلمات القليلة المحصورة بين هلالين هي ما تدعو إليه هذه الصحيفة منذ نشأتها (3) ، ويجاهد فيه المصلحون من أنصارها ... وهي ما كان يدعو إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ، وهي ما كان يدعو إليه جميع المصلحين في العالم الإسلامي ... الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية – وهي الرجوع إليهما – واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، وإن تباعدت الأعصار والأمصار ، هذه الحقيقة يتعامى عليها المبتدعون ذوو الأغراض عنها ، فيصورون من خيالاتهم أشباحا وهمية للدعوة الإصلاحية الدينية المحضة التي نقوم بها ، فيقولون عنها ( عبدوية ) ويقولون عنها ( وهابية ) ويقولون ويقولون .. وهم في الجميع متقولون .

يتقول المتقولون على هذه الدعوة على ظهور حقيقتها ووضوح طريقتها ويخصصون أتباع الشيخ ابن عبد الوهاب بالقسط الكبير ، وقد وقفنا في رصيفتنا مجلة " المنار " الغراء على كتاب للشيخ [ عبد الله ] ابن عبد الوهاب فيه بيان ما كان يدعو إليه من توحيد واتباع ، وهو قاطع بكل خصم يقول عنه بجهل أو افتراء ، نقلناه عنها ونشرناه فيما يلي ) (4) .

4- وقال في مقال نشره في ( العدد 3 ) من جريدة " السنة النبوية " ( 29 ذي الحجة 1351 هـ / 4 أبريل 1933 م ، ص 1 ) : ( وأصبحت الجماعة الداعية إلى الله يدعون من الداعين إلى أنفسهم " الوهابيين " ، ولا والله ما كنت أملك يومئذ كتابا واحدا لابن عبد الوهاب ، ولا أعرف من ترجمة حياته إلا القليل ، ووالله ما اشتريت كتابا من كتبه إلى اليوم ، وإنما هي أفيكات قوم يهرفون بما لا يعرفون ، ويحاولون من إطفاء من نور الله ما لا يستطيعون وسنعرض عنهم اليوم وهم يدعوننا " وهابيين " كما أعرضنا عنهم بالأمس وهم يدعوننا " عبداويين " ، ولنا أسوة بمواقف أمثالنا مع أمثالهم من الماضين ) (5) .

وهذا القول من الشيخ يلتقي مع قوله الآخر - الذي أوردته قبل قليل - : ( الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية - وهي الرجوع إليها - واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، إن تباعدت الأعصار والأمصار ) ، فتنبه - بارك الله فيك - .

وانظر إلى ما قاله الشيخ أحمد بن الصديق الغماري - الصوفي الخرافي الشهير - في كتابه " الجواب المفيد " ( ص 66 ) : ( والبشير الإبراهيمي وعبد الحميد من بابة ابن العربي العلوي في نشر معالم الوهابية ، ومحاربة الحق والفضيلة باسم الدين والسنة ، ومن بغض عبد الحميد بن باديس وتمسكه بعداوة أهل البيت طبعه لذلك الكتاب الخبيث كمصنفه " العواصم والقواصم " لابن العربي المعافري الناصبي الخبيث ، ولا أعرف واحدا من الرجلين إلا أني لما ذهبت إلى قسنطينة وقعت إلي مكتبته [ أي ابن باديس ] ، فاشتريت منها الكثير ، وعرفت أنه كان يقتني كتبا علمية جيدة ) (6) .

5 - وقال ابن باديس في ( العدد 5 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 26 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م ، ص 5 - 6 ) : ( وقد رمي الشيخ ابن عبد الوهاب - مما رمي به في حياته - بأنه يكفر من يتوسل لله بالصالحين من عباده ، وقد نفى هو هذا عن نفسه ونفاه الكاتبون عنه من بعده .

وها نحن ننقل للقراء من كتاب " صيانة الإنسان من وسوسة دحلان " للعلامة الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي ما يبين لهم ذلك ويحققه ...) ، ثم ساق أقوال أهل العلم في رد تلك التهمة ، من ذلك قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرسالة التي كتبها لأهل مكة بعد مناظرتهم : ( إذا عرف هذا ؛ فالذي نعتقده وندين الله به أن من دعا نبيا أو وليا أو غيرهما ، وسال منهم قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، أن هذا أعظم الشرك الذي كفَّر الله به المشركين حيث اتخذوا أولياء وشفعاء يستجلبون بهم المنافع ، ويستدفعون بهم المضار بزعمهم ، قال الله - تعالى - : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) ، فمن جعل الأنبياء أو غيرهم - كابن عباس أو المحجوب أو أبي طالب – وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم وسألهم جلب المنافع ، بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسالون الله ؛ كما أن الوسائط عند الملوك يسالون الملوك حوائج الناس لقربهم منهم والناس سألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك ، أو لكونهم أقرب إلى الملك ، فمن جعلهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك حلال الدم والمال ) .

وقول الشيخ - أيضا - في الرسالة التي كتبها إلى عبد الله بن سحيم : ( إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها ما هو البهتان الظاهر وهي قوله إني مبطل كتب المذاهب ، وقوله إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء ، وقوله إني ادعي الاجتهاد وقوله إني خارج عن التقليد وقوله إني أقول إن اختلاف العلماء نقمة ، وقوله إني اكفر من يتوسل بالصالحين – إلى أن قال : - فهذه اثنا عشر مسألة جوابي فيها أن أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ) .

هذا وقد كُتب في مجلة " الشهاب" ( ج 2 ، م 10 ، شوال 1352هـ / يناير 1934 م ، ص 85 - 86 ) تعريف وإشادة بكتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " للعلامة الفقيه الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي ، جاء فيه وصفه بأنه من الكتب العلمية الجليلة التي ينبغي جهلها ، وهو في الرد على أحمد زيني دحلان ورسالته " الدرر السنية في الرد على الوهابية " ؛ ودحلان - هذا - هو أحد رؤوس الضلال الذين أعادوا لوثنية القبور ماضي شبابها بما ألفوه وكتبوه من الوساوس والضلالات - كما كتبت المجلة - .

ولا يكاد عجبي ينقضي من إحدى دور النشر عندنا حين قامت - من قريب - بطبع كتاب ذلك القبوري دحلان ، والله المستعان .

6 - وللشيخ ابن باديس - رحمه الله - كلمات كثيرة في الثناء على الملك السلفي عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - ودولته الإسلامية ، من ذلك قوله - خلال ترجمته للشيخ رشيد رضا - في مجلة " الشهاب " ( ج 9 ، م 11 ، رمضان 1354 هـ / ديسمبر 1935 م ، ص 510 ) : ( فوجد فيها [ أي الدولة السعودية ] السيد رشيد ضالته من دولة إسلامية تنفذ الشرع الإسلامي وتقف عند حدوده وتحيي سنته وتقاوم كل ما الصق به من بدع وضلالات وتنتمي إلى أحد المذاهب الأربعة الكبرى ، فشمر عن ساق الجد لمؤازرتها وتأييدها وإرشادها ، ووجد من ملكها عبد العزيز آل سعود الرجل المسلم الذي يعمل للدين وينتصح لكل ناصح فيه ) (7) .

7- ونقل - عن جريدة " الشورى " - مقالا لأحد الصحفيين الذين أسلموا في الحجاز بعنوان " ملك العرب " ونشره في مجلة " الشهاب " ( ج 4 ، م 5 ، ذو الحجة 1347 هـ / مايو 1929 م ، ص 25 ) ، وقال في التصدير له : ( هي صفحة من تاريخ الملك العربي السلفي عبد العزيز آل سعود الذي شرفه الله بخدمة ذلك البيت المعظم في هذا العهد ، ومد – تعالى – بملكه رواق الأمن والعدل والتهذيب والدين الخالص [ على ] ربوع الحجاز ؛ أرض الحرمين الشريفين ، وإن في نهضة هذا الملك العظيم وفي حياته وصفاته لدرسا عميقا ومجالا واسعا للعبرة والتفكير ) (8) .

8 - وقال - أيضا - في ( العدد 6 ) من جريدة " السنة " ( 20 محرم 1352 هـ / 15 مايو 1933 م ، ص 1 ) : ( أما الحكومة السنية فهي الحكومة السعودية القائمة على تنفيذ الشريعة الإسلامية بعقائدها وآدابها وأحكامها الشخصية والعمومية حتى ضرب الأمن أطنابه ومد العدل سرادقه على جميع تلك المملكة العربية العظيمة بما لم تعرفه دولة على وجه الأرض ) (9) .

9 – ونشر في مجلته " الشهاب " ( ج 6 ، م 5 ، صفر 1348 هـ / يوليو 1929 م ، ص 40 - 42 ) - نقلا عن جريدة " أم القرى " - خطبة للملك عبد العزيز آل سعود ، مما جاء فيها قوله - رحمه الله - : (
يسموننا بالوهابيين ، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الأغراض .

نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح
، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله ، وما كان عليه السلف الصالح . ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، وكلهم محترمون في نظرنا .

هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي مبنية على توحيد الله - عز وجل - خالصة من كل شائبة ، منزهة عن كل بدعة ، فعقيدة التوحيد - هذه - هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من إحن وأوصاب ) .

10 – ونشر - أيضا - في جريدة " الشهاب" - نقلا عن جريدة " السياسة " الأسبوعية - ( العدد 40 ، 12 محرم 1345 هـ / 22 يوليو 1926 م ، ص 6 - 8 ) ، و ( العدد 41 ، 16 محرم 1345 هـ / 26 يوليو 1926 م ، ص 8 - 10 ) حوارا مع رئيس القضاة في مكة الشيخ عبد الله بن بلهيد - رحمه الله - .

ومما جاء في ( العدد 40 ، ص 7) قول رئيس القضاة : ( أهل نجد هم جميعهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، فهم سلفية العقيدة ( نسبة إلى السلف) حنابلة المذهب ، أما تسميتهم بالوهابيين وتسمية مذهبهم بالوهابية فليست من عملهم وإنما هي من عمل خصومهم الذين أرادوا تنفير الناس منهم بإيهامهم الناس أن هذا مذهب جديد يخالف المذاهب الأربعة ) .

11 - وجاء في ( العدد 117 ) من جريدة " الشهاب" ( 16 ربيع الثاني 1346 هـ / 13 أكتوبر 1927 م ، ص 15- 16 ) رسالة من ( الأخ الفاضل العالم السلفي الأستاذ محمد بن عبد القادر الهلالي ) - كما وصفته الجريدة - ، جاء فيها : ( فقد أطلعني على جريدتكم الغراء المسماة بـ " الشهاب " ، ولنعم الشهاب هي على رؤوس أعداء الله القبوريين والطرقيين أعداء الحق وغنم الشيطان الرجيم ، أطلعني عليها الأخ الصالح الشيخ ... فكدت أطير فرحا لأني تركت البلاد مظلمة مدلهمة بالخرافات والشرك ، وكنت أظنها لا تزال تتخبط في ظلماتها فإذا بأشعة النور أشرقت عليها بسبب أمثالكم وأمثال أستاذكم الشيخ عبد الحميد بن باديس ، فنحن نشهد الله على محبتكم وموالاتكم ، فإلى الأمام أيها الإخوان .

وأبشرك أن الله أدال لأهل التوحيد على أهل الشرك فأشرقت شمس التوحيد وإتباع السنة في الحرمين الشريفين وسائر بلاد الحجاز وأطراف اليمن [ ومحقت ] الشرك وأهله ، ورفعت ألوية العدل ومزقت ألوية الظلم وانتشر ضياء العلم وأدبر ظلام الجهل ومد رواق الأمن على جزيرة العرب أمنا لم يعرف مثله ولا ما يقاربه إلا في عهد الخلفاء الراشدين ... ولم يكن هذا إلا من العجيب الذي لم يوجد ولا يوجد الآن على وجه الأرض إلا في هذه البلاد لم يكن ذلك بكثرة الجيوش والأسلحة وإنما بعدل إمام المسلمين المجاهد في سبيل الله البائع نفسه وماله لله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد خلد الله ملكه وأيده بنصره وبالمؤمنين ) .


====


(1) نشرها في جريدة " النجاح " ( الأعداد 179 و 180 و 181 ، أكتوبر / نوفمبر 1924 م ) .

(2) انظر " آثار ابن باديس " ( 5 / 270 – 271 ) .

(3) المقصود صحيفة " الشهاب " ، التي أنشأها ابن باديس سنة ( 1343 هـ / 1924 م ) ، وكانت أول الأمر جريدة أسبوعية ، ثم أصبحت منذ ( 1347 هـ / 1929 م ) ، واستمرت في الصدور إلى غاية ( 1358 هـ / 1939 م ) .

(4) راجع الرسالة كاملة ضمن " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " ( 1 / 242 – 246 ) .

(5) انظر " الآثار " ( 5 / 103 ) .

(6) نقلا عن مقدمة رسالة " أعراس الشيطان : الزردة والوعدة " ( ط منار السبيل بالجزائر ) .

(7) انظر " آثار ابن باديس " ( 3 / 95 ) .

(8) انظر " الآثار " ( 3 / 145 ) .

(9) انظر " الآثار " ( 3 / 262 ) .
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 06:40 PM
الشيخ العلامة المؤرخ مبارك الميلي - رحمه الله -
( ت 1364 هـ - 1945 م )


1 - قال الشيخ مبارك - رحمه الله - في كتابه " تاريخ الجزائر في القديم والحديث " ( 2 / 19 ط الأولى 1932 م ) : ( اشتد كلب الزارين على الإسلام والعرب في هذه الأيام لظهور دولة عربية إسلامية هي دولة عبد العزيز بن السعود . وقد رأيت في عدد واحد من " الهلال " ( الجزء الخامس من السنة السادسة والثلاثين ) - التي تدعي بعدها عن السياسة والدين - التحكك بالإسلام في ثلاثة مواضع :

الأول ( ص 555 ) جاء فيه أن الإباحة أوفق من الحظر ، وأن الجبر شر منه ، ومثَّل للجبر بجبر الوهابيين الناس على الصلاة ، وخفي عليه أن ضرر الجبر إنما يكون إذا كان المجبور غير معتقد الخير فيما أجبر عليه ، وهؤلاء مسلمون يرون الصلاة أهم ركن في دينهم الذي يرون نسبتهم لغيره سبة لا نظير لها .

الثاني ( ص 611 ) جاء فيه أن المنع أحسن من الإباحة ، نقيض الأول ، ولكن سهل هذا التناقض ؛ أن الأول ضد الجبر على الصلاة ، والثاني ضد إباحة الطلاق ، وكلاهما يتفقان مغزى .

الثالث ( ص 586 ) جاء فيه أن الجرائم تكثر تبعا للحضارة وتقل مع البداوة ، " والوهابيون في نجد اقل جرائم منا ودعائم الأمن ارسخ عندهم مما هي عندنا ، لا لأنهم أكثر خشية للعقوبة ، بل لان وسائل الجريمة عندهم قليلة لا تتعدى سرقة الماشية أو الملابس " ، ولا أدري أهذا الفيلسوف .. يعتقد أن الحجاز على عهد الأتراك والشريف حسين كان أرقى حضارة منه على عهد ابن السعود ؟

لا يا فيلسوف ! انه لا علاج للإجرام غير التهذيب الديني وعدل الحاكم ، ولا سبب لكثرتها غير استبدال الإيمان بالمادة بالإيمان باله عالم قادر ) .

2 - وقال في مقدمة " رسالة الشرك ومظاهره " ( ص 38 ط دار الراية ) : ( وبعد تمام التأليف ، وقبل الشروع في الطبع ؛ اتصلت بهدية من جدة ، من الأخ في الله السيد محمد نصيف ؛ تشتمل على كتاب " فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد " لابن عبد الوهاب ، فعلقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه ، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة ؛ لخفف علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها ) .

3 - ولما كان الشيخ قد سار في تأليف رسالته - تلك - على خطى الدعوة النجدية في الإصلاح قام بإهدائها إلى الملك عبد العزيز ونجليه سعود وفيصل ، وشيخ الإسلام في ذلك العهد الشيخ
عبد الله بن حسن آل الشيخ ، كما جاء في رسالة له إلى الأستاذ عبد القدوس الأنصاري مؤرخة في ( 20 ذي القعدة 1356 هـ / 22 يناير 1938 م ) ، نشرت في مجلة " المنهل " الحجازية ( م 38 ، ج 12 ، ذو الحجة 1397 هـ / ديسمبر 1977 م ، ص 1538 ) (1) .

قال الأستاذ محمد الميلي في كتابه " الشيخ مبارك الميلي ؛ حياته العلمية ونضاله الوطني " ( ص 128 ) : ( إن هذا العمل [ أي " رسالة الشرك ومظاهره " ] يكشف عن مدى الترابط بين الفكر الإصلاحي الديني والسياسي في المشرق وفي الجزائر ، أي انه يسجل مظهرا من مظاهر الوحدة الفكرية بين المغرب العربي والمشرق ، وهي وحدة تحققت بفعل عامل الدين الإسلامي واللغة العربية في نفس الوقت . فأوجه الشبه بين حركة جمعية العلماء وتيارات الفكر السلفي في المشرق عديدة ، فقد اعتمدت في دعوتها على كتب ابن تيمية وابن القيم وكتابات محمد بن عبد الوهاب ... ، ولم يكن محض صدفة أن نجد في خزانات الرعيل الأول من جمعية العلماء أهم كتب الفكر السلفي التي كانت قد طبعت على نفقة المرحوم عبد العزيز آل سعود ، وكذلك مطبوعات " المنار " ) .

4 - قال الشيخ مبارك الميلي - رحمه الله - في مقال نشره في ( العدد 11 ) من جريدة " البصائر " ( 26 ذي الحجة 1354 هـ / 20 مارس 1936 م ، ص 2 ) : ( إن كثيرا يغلطون في معنى الشرك المنافي للتوحيد ، فيظنونه اعتقاد النفع والضر في الجمادات وغير الصالحين من العباد ، أو اعتقاد أن أحدا غير الله يماثل الله في الخلق والإيجاد ، ولا ينافي التوحيد عند هؤلاء اعتقاد أن الصالحين ينفعون أو يضرون ، ويعطون ويمنعون ، وأن الله أطلعهم على غيبه من دون وحي ، وأنه جعل لهم مفاتح خزائنه كما جعل لهم مفاتح غيبه ، فينزلون الأمطار متى شاءوا ، ويعافون من أحبوا من المرضى ، ويهبون لمن أرادوا ذكورا وإناثا ، أو يزوجونهم ذكرانا وإناثا ، ويجعلون من غضبوا عليه عقيما ...

يتمسك الغالطون في معنى الشرك باعتقادهم في الصالحين على ما وصفنا ، وإن أنكرت عليهم شيئا من ذلك أفحموك في نظرهم بقول صاحب الجوهرة :

واثبتن للأوليا الكرامة * ومن نفاها فانبذن كلامه

ثم حكموا عليك بأنك تنكر الولاية والكرامة ، ونبزوك بألقاب لا يفهمون لها معنى مثل معتزلي ، ووهابي ، وهنأوا أنفسهم بتوفيق الله لهم إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ...

ليس الأمر كما تظنون أيها الغالطون ! فاربعوا على أنفسكم ! واسألوا أهل الذكر عن حقائق دينكم ، ولا تقفوا ما ليس لكم به علم ، وأخلصوا في طلب الحق عسى أن يوفقكم الله إلى الظفر به ، ولا تخدعوا في علمائكم المرشدين ، فإنهم لكم من الناصحين ، ومن خشية عاقبة سكوتهم وضلالكم مشفقون
) .


====

(1) بواسطة مجلة " الإصلاح " - الجزائرية - ( العدد 7 ، محرم / صفر 1429 هـ ، ص 66 ) .
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من هو محمد ابن عبد الوهاب
16-07-2008, 06:40 PM
الشيخ العلامة أبو يعلى السعيد الزواوي - رحمه الله -
( ت 1371 هـ - 1952 م )


1 - قال الشيخ أبو يعلى الزواوي - رحمه الله - في مقال بعنوان ( الوهابيون سنيون ، وليسوا بمعتزلة كما يقولون هنا عندنا بالجزائر ) نشره في ( العدد 98 ) من في جريدة " الشهاب " ( 2 ذي القعدة 1345 هـ / 26 مايو 1927 م ، ص 2 ) : ( لما سئلت عن هذه الكلمة " الوهابية " وعن عقيدة الإخوان النجديين ، وسمعت أذناي ممن سألوني ومن غيرهم قولهم : إن الوهابيين معتزلة ، وإن الحجاج منقبضون بسبب هذه الكلمة - الوهابية أو المعتزلة – المخالفة على زعمهم ؛ أجبت بالاختصار أن الإخوان الوهابيين حنابلة يتعبدون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي هو أحد المذاهب الأربعة المشهورة ) .

إلى أن قال ( ص 4 ) : ( إن [ ابن ] عبد الوهاب حنبلي ، وإنما هو عالم إصلاحي وأتباعه - السلطان ابن السعود ورعيته وإمارته النجدية - إصلاحيون سلفيون سنيون حقيقيون على مذهب أحمد الإمام ، وعلى طريقة الإمام تقي الدين ابن تيمية في الإصلاح والعناية التامة بالسنة ) .

2 - وقال - رحمه الله - في مقال له بعنوان ( وهابي ) نشر في ( العدد 6 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 4 رجب 1352 هـ / 23 أكتوبر 1933 م ، ص 4 ) :

( وقفتُ على ما جاء من مقال العلامة الحجوي - الوزير بالمغرب الأقصى - (1) في شأن إخواننا الحنابلة الذين يُدعون بل ينبزون بالوهابيين منذ قيام العلامة المرحوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب القائم بدعوة الإصلاح والدعاء إلى الكتاب والسنة كما جاء عن الله وعن الرسول والرجوع إلى ذلك ، وطرح ما أحدث المبتدعة المسمَّمين - باسم المفعول - بالباطنية المدسوسة والموروثة منذ القرن الرابع عند قيام الدولة الفاطمية من مغربنا هذا بجحافلها ، واحتلت القاهرة وسمَّمت الأمة كافة وبعض العلماء خاصة كمحي الدين ابن العربي وابن الفارض والنجم الإسرائيلي وابن سبعين وابن سينا الذين أحدثوا قولة القطب والغوث والأبدال والسبعة والسبعين ، والأربعة والأربعين إلى غير ذلك مما أبطله العلم الصحيح ولم يعترف به كالديوان وتصرف الأموات ، وبناء القبور وزخرفتها وإعلاء القبب والطواف بها ، ولكن أمثال الدجوي الأزهري يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق الذي قلنا به وقال به العلامة الحجوي - وزير المعارف - ، وقد استحسنا أشد الاستحسان ما ساق في شأن إخواننا النجديين ... ) .

ثم قال : ( فما بالُهم الآن [ أي خصوم الدعوة الإصلاحية ]
يحملون هذه الحملات المنكرة على الإخوان الحنابلة بدعوى الوهابية ، وهم في ذلك كما قيل :

يقولون أقوالا ولا يعرفونها * وان قيل هاتوا حققوا لم يحققوا
)

إلى أن قال : ( وليعلموا أن الوهابية حنابلة من أهل السنة وليسوا من المعتزلة ... وبأن المذهب الحنبلي السني من المذاهب الأربعة المجمع عليها المرضية للإقتداء بها في الصلاة وفي الأقوال والأفعال ، وزيادة على ذلك - لما أننا مالكيون - فهم في غاية الاقتداء والاتفاق مع مالك الإمام - رحمه الله - ، وبأنه عالم المدينة وأن غالب حججهم قال مالك ، كما في مسألة الاستواء وتجصيص القبور والبناء عليها والتوسل بها ، وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشدائد والحلف بالمدفونين بها ، وغير ذلك من الاستشفاع الذي هو من الابتداع المتفق عليه بين المالكية المخلصين والحنابلة العاملين بما نبههم إليه محمد بن عبد الوهاب ، كما نبهنا نحن أبو إسحاق الشاطبي صاحب كتاب " الاعتصام " وأمثاله .

وقد علمنا وعلم كثير من العلماء المفكرين والمتأملين أن عمل الوهابيين في شأن زيارة القبور هو مذهب مالك بالحرف وطريقته ) .

ثم قال - تكملة لهذا المقال - في ( العدد 7 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 11 رجب 1352 هـ / 30 أكتوبر 1933 م ، ص 7 ) : ( ولهذا قلت وما زلت ولن أزال أقول إن المالكي الذي يطعن في الوهابيين يطعن في مالك ومذهبه من حيث يشعر أو لا يشعر أو لأنه جاهل أو متجاهل ) .

ثم أنكر ما يفعله العامة عند زيارتهم قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - من إمساك شباك النبي والاستغاثة به في مصالحهم ، وقال : ( ولذا قال أيضا - يعني صاحب " الشفاء " - : وقال مالك في ( المبسوط ) : لا أرى أن يقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو ، ولكن يسلم ويمضي . قال شارح هذا الموضع شهاب الدين الخفاجي : ظاهره أن مذهب مالك عدم استحباب الوقوف مطلقا ) اهـ .

قلت : فليتأمل - هذا - الغلاة الطوافون بقبور الأموات الطالحين ( كذا في الأصل ) ومناداتهم والتوسل بهم ، وهذا عين ما يقول الوهابيون وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - ، فيصبون على الوهابيين سوط الانتقاد والتكفير وهو عين مذهب مالك وقوله وعمله ... ثم إن الغلاة يؤذوننا ويؤذون الإخوان الحنابلة بأننا وإياهم قد حططنا من قدر النبي وقدر الولي ؛ لأننا لم نعمل بما لم يثبت عن الأئمة العظام ) .

3 - وقال - رحمه الله – في مقال آخر - يرد فيه على من نبز الدعوة الإصلاحية بالوهابية - بعنوان ( لم كان أو صار الوهابيون سبة ؟ !! ) نشر في ( العدد 167 ) من جريدة " البصائر " ( 6 ربيع الثاني 1358 هـ / 26 مايو 1939 م ، ص 2 ) : ( فأهل العلم عموما وأهل الإسلام قاطبة يعلمون أن الوهابيين حنبليين من أهل السنة والجماعة ، ومن المذاهب الأربعة المجمع عليها ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مذهب الإمام أحمد ، مع ترجيح مذهب السلف ، وكتابه في العقيدة التوحيدية (2) يباع بمكتبة ردوسي بمدينة الجزائر ، ولا يستطيع سني أن يرد فيه كلمة واحدة ولا نصف كلمة ، وأن الوهابيين بإجماع الأمة مسلمون سنيون ، من أهل القبلة ) .

ثم قال : ( فليراجع " الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى " ؛ كتاب جليل ولا شك أنه لم يطلع عليه ، وإلا لوجم ، ونقول له أيضا راجع رسالة العلامة ابن حمدون إلى الوهابيين والى علماء تونس ، وكذلك لو اطلع على ما كتبه الكاتب العمراني المجيد الأستاذ محمد فريد وجدي في كتابه " كنز العلوم واللغة " .. وكذلك نقول له راجع ما كتب مؤلف " غاية الأماني في الرد على النبهاني " ، ومؤلفه شافعي ، وكذلك ما كتب مؤلف " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " ، ثم ليحمل على الوهابيين خصوصا ، والإصلاحيين عموما ، ولكن الجهل والسياسة - لعنة الله عليها – تفعل أكثر من هذا من رقة الديانة والاستخفاف بها .. ) .

وقال : ( هذا ما أقول لك مختتما ومؤكدا أن طعنك في الوهابيين طعن بمالك سواء بسواء ، شعرت أم لم تشعر ، وأنك أرضيت من يرضى ويحب قطع الصلات بين المسلمين عموما ، والغرب خصوصا ، وشققت الله ورسوله ) .

4 - وكتب في ( العدد 79 ) من " البصائر " ( 12 جمادى الآخرة 1357 هـ / 20 أوت 1937 م ، ص 4 – 5 ) مقالا يثني فيه على كتاب " غاية الأماني في الرد على النبهاني " وكتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " ، ويحث طلبة العلم على اقتنائها والإطلاع عليها ؛ لما فيها من بيان لحق السلفيين ، وتفنيد لباطل الخرافيين .

====

(1) سيأتي ذكره قريباً .

(2) يعني ( كتاب التوحيد ) المشهور
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 11:51 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى