تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: حدود العلاقة بين الشريعة والسياسة
02-06-2014, 09:58 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salam ahmad مشاهدة المشاركة
علينا أن نفرق بين السياسة كحكم ونظام وبين السياسة الشرعية وهو الشرع ولو على اجتهاد فجميع التعزيرات من باب السياسة الشرعية
أما عن التفريق بين السياسة والشرع فنحن نطبق مقولة: "دع ما لقيصر لقيصر وما لله إلى الله" ولعل الضعف الداخلي والتآمر الخارجي هو من دفعنا لتطبيق هذه المقولة من حيث لا ندري
التفريق بين السياسة كحكم ونظام وبين السياسة الشرعية هو مغالطة عصرانية مخالفة لصريح الكتاب والسنة فالعلماء يفرّقون بين السياسة العصرية وما تنطوي عليه من كذب ونفاق ودجل وبين السياسة الشرعية وما تهدف إليه من صلاح لحال البلاد والعباد لا بين السياسة كحكم ونظام وبين السياسة الشرعية
فالسياسة الشرعية هي التي تميّز طبيعة الحكم وتوجّه سياسته فهي التي اضمن إقامة العدل بين الناس و نشر الخير بينهم لما إشتملت عليه من أحكام وخصائص وميزات
فنحن أمام خيارين : إمّا أن يكون الموجّه لسباسة الحكم هو أحكام الشريعة وإمّا أن يكون أهواء الأفراد والجماعات والنظريات الغربية والشرقية
ولهذا قال ربّنا عزّ وجلّ في محكم تنزيله : [ أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ]
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها : [ ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير ، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات ، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات ، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم ، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان الذي وضع لهم اليساق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى ، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية ، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه ، فصارت في بنيه شرعا متبعا ، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله ، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله [ صلى الله عليه وسلم ] فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير ، قال الله تعالى : ( أفحكم الجاهلية يبغون ) أي : يبتغون ويريدون ، وعن حكم الله يعدلون . ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) أي : ومن أعدل من الله في حكمه لمن عقل عن الله شرعه ، وآمن به وأيقن وعلم أنه تعالى أحكم الحاكمين ، وأرحم بخلقه من الوالدة بولدها ، فإنه تعالى هو العالم بكل شيء ، القادر على كل شيء ، العادل في كل شيء ]
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
salam ahmad
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 31-05-2014
  • المشاركات : 15
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • salam ahmad is on a distinguished road
salam ahmad
عضو مبتدئ
رد: حدود العلاقة بين الشريعة والسياسة
02-06-2014, 01:19 PM
التفريق بين السياسة كحكم ونظام وبين السياسة الشرعية هو مغالطة عصرانية مخالفة لصريح الكتاب والسنة فالعلماء يفرّقون بين السياسة العصرية وما تنطوي عليه من كذب ونفاق ودجل وبين السياسة الشرعية وما تهدف إليه من صلاح لحال البلاد والعباد لا بين السياسة كحكم ونظام وبين السياسة الشرعية
فالسياسة الشرعية هي التي تميّز طبيعة الحكم وتوجّه سياسته فهي التي اضمن إقامة العدل بين الناس و نشر الخير بينهم لما إشتملت عليه من أحكام وخصائص وميزات
فنحن أمام خيارين : إمّا أن يكون الموجّه لسباسة الحكم هو أحكام الشريعة وإمّا أن يكون أهواء الأفراد والجماعات والنظريات الغربية والشرقية

بارك الله فيكم على تنبيهنا للمسألة ولعلنا نعتبر السياسة الشرعية آلية لتطبيق الأحكام
ولكن لا بد من التصريح أن أغلب العلماء يعدون الأحكام الاجتهادية الخاصة بالحكم ونظام الدولة والتي لا نص عليها من باب السياسة الشرعية لذا دائما نحذر من استخدام هذه الآلية من باب التعسف
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: حدود العلاقة بين الشريعة والسياسة
02-06-2014, 10:06 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salam ahmad مشاهدة المشاركة
التفريق بين السياسة كحكم ونظام وبين السياسة الشرعية هو مغالطة عصرانية مخالفة لصريح الكتاب والسنة فالعلماء يفرّقون بين السياسة العصرية وما تنطوي عليه من كذب ونفاق ودجل وبين السياسة الشرعية وما تهدف إليه من صلاح لحال البلاد والعباد لا بين السياسة كحكم ونظام وبين السياسة الشرعية
فالسياسة الشرعية هي التي تميّز طبيعة الحكم وتوجّه سياسته فهي التي اضمن إقامة العدل بين الناس و نشر الخير بينهم لما إشتملت عليه من أحكام وخصائص وميزات
فنحن أمام خيارين : إمّا أن يكون الموجّه لسباسة الحكم هو أحكام الشريعة وإمّا أن يكون أهواء الأفراد والجماعات والنظريات الغربية والشرقية

بارك الله فيكم على تنبيهنا للمسألة ولعلنا نعتبر السياسة الشرعية آلية لتطبيق الأحكام
ولكن لا بد من التصريح أن أغلب العلماء يعدون الأحكام الاجتهادية الخاصة بالحكم ونظام الدولة والتي لا نص عليها من باب السياسة الشرعية لذا دائما نحذر من استخدام هذه الآلية من باب التعسف
ولكن في قواعد الشريعة ومقاصدها ما بفي بالغرض ولقد فرأت مرّة لأحد الباحثين فوجدته يشير إلى أنّ فقه المالكية هو فقه الدولة الإسلامية وقد تعدّدت مؤلفاتهم في هذا الباب فالأمر بحاجة إلى بحث وإجتهاد وتكيّف مع متطلبات العصر بما لا يهدر الأحكام ويلغي مقاصدها
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
abchir
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-02-2014
  • المشاركات : 1,075
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • abchir is on a distinguished road
abchir
عضو متميز
رد: حدود العلاقة بين الشريعة والسياسة
06-06-2014, 09:55 AM
موضوع هام وطريقة طرح جميلة خاصة بالاعتماد على أقوال العلماء فبارك الله فيك،ومشاركتي ستكون على هذا المنوال حيث سأنقل قول شيخنا العلامة محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله وطيَّبَ الله ثراه - يحدثنا عن السياسة والعلم وجهود الجمعية في ذلك وهو كلام جميل حوى فوائد جمّة ،قال الشيخ:
إن السياسة لُباب وقشور، وإنَّ حظ الكثير منكم - مع الأسف والمعذرة - القشورُ دون اللُّباب.
أما لباب السياسة بمعناها العام عند جميع العقلاء، فهو عبارة واحدة: إيجاد الأمة، ولا توجد الأمة إلا بتثبيت مقوِّماتها مِن جنس، ولغة، ودين، وتقاليدَ صحيحة، وعاداتٍ صالحة، وفضائلَ جنسية أصيلة، وبتصحيح عقيدتها وإيمانها بالحياة، وبتربيتها على الاعتداد بنفسها، والاعتزاز بقوَّتها المعنوية، والمغالاة بقيمتها وبميراثها، وبالإمعان في ذلك كله؛ حتى يكون لها عقيدة راسخة تناضل عنها، وتستميت في سبيلها، وترَى أنَّ وجود تلك المقومات شرطٌ لوجودها، فإذا انعدم الشرط انعدم المشروط، ثم يفيض عليها من مجموع تلك الحالات إلهامٌ لا يُغالَب ولا يُردُّ، بأن تلك المقوِّمات متى اجتمعت تلاقحَت، ومتى تلاقحَت ولدَت "وطنًا".

فاسمحوا لنا حين نفتخر بأن هذا اللُّبابَ من حظ جمعية العلماء، له عملت، وفي ميدانه سابقت فسبقَت، وفي سبيله لقيَت الأذى والكيد والاتهام، وفي معناه اصطدم فهمُها بفهم الاستعمار، هي تفهمه دينًا، وهو يفهمه سياسة، اسمحوا لنا حين نعتقد أن حظَّ بعضكم مِن هذا اللُّباب صفرٌ في صفْر، فإن لوَوْا ألسنتهم بشيء من ذلك، كذَّبتْهم أعمالُهم، وصدمهم الواقع، وإذا حاولوا شيئًا من ذلك، شفَّ ثوبُ التصنع عما تحته فافتضحوا.

إن جمعية العلماء تبني المقوِّمات التي لا تكون الأمة أمةً إلا بها، ولا تكون وحدةً متماسكةَ الأجزاء إلا بالمحافظة عليها، فواجبٌ على كل سياسيٍّ مُخلص أن يُعينها على ذلك، ويُنشِّطها، ويَعرف لها أعمالها، لا أن يَخذلها ويثبطها ويبسط لسانه بالسوء فيها.

وإن الاستعمار ما عكَف على هدم تلك المقوِّمات قرنًا كاملاً إلا لأنه كان يعلم أن سيأتي يوم يَصيح فيه صائح بكلمة: "حقي"، فقدَّرَ لذلك اليوم ولذلك الصائح أنهما لا يأتيان؛ حتى لا تكون هذه الأمة في موضعها من الأرض؛ لأنها أضاعتْه، ولا في موضعها من التاريخ؛ لأنها نسيتْه، ولعمري إذا لم توجد الأمة، فما صياحُ الصائحين إلا نفْخٌ في رماد.

إن جمعية العلماء تعمل لسياسة التربية؛ لأنها الأصل، وبعض ساستنا - مع الأسف - يعملون لتربية السياسة، ولا يعلمون أنها فرع لا يقوم إلا على أصله؛ وأيُّ عاقل لا يدرك أن الأصول مقدَّمةٌ على الفروع، وإن الاستعمار لأفقه وأقوى زَكَانةً، وأصدقُ حدْسًا من هؤلاء حين يُسمي أعمالَ جمعية العلماء سياسة، وما هي بالسياسة في معناها المعروف ولا قريبة منه، ولكنه يسميها كذلك؛ لأنه يعرف نتائجها وآثارها، وأنها اللُّباب وغيرها القشور، ويعرف أنها إيجاد لما أَعدَم، وبناء لما هدَم، وزرعٌ لما قلع، وتجديد لما أتلف، وفي كلمة واحدة: هي تحدٍّ صارخ لأسلوبه، وما خدعناه في ذلك - والله - ولا ضلَّلناه، وإنها لنُقطة اصطدام على الحقيقة بين نظر الجمعية وبين نظر الاستعمار؛ فلا الإسلام يَسمح لنا أن نعمل غير ما عملناه، ولا الاستعمار يرضى عن ذلك العمل، وقد أجبْناه وانتهينا، ومضَينا وما انثنينا.

أَيُريد هؤلاء أن يبنوا الفروع على غير أصولها، فيبوؤوا بضياع الأصل والفرع معًا؟ أم يريدون أن يجعلوا الفروع سُلمًا للأصول، على طريقة أبي دلامة ، فيبوؤوا باختلال المنطق وفساد القياس؟!

إننا نعدُّ ضعف النتائج من أعمال الأحزاب في هذا الشرق العربي كله آتيًا من غفلتهم أو تغافلهم عن هذه الأصول، ومن إهمالهم لتربية الجماهير وتصحيح مقوِّماتها، حتى تُصبحَ أمةً وقوةً ورَأيًا عامًّا وما شاء الحق، ومِن ترويضهم إياها على لفظ الحق قبل اعتقاد استحقاقه، وعلى لفظ الخصم قبل إحضار الحجة، وعلى لفظ العدوِّ قبل أخذ الحيطة، ومِن اغترارهم بالظواهر قبل سبْر البواطن، وبالسطحيات قبل وزن الجوهريات، وبالأقوال قبل أن تشهد الأفعال، ففي الوقت الذي كان فيه جمال الدين الأفغاني يضع أساس الوطنية الإسلامية على صخرة الإسلام الصحيح، ويُهيب بالمسلمين أن يَنفضوا أيديَهم من ملوكهم ورؤسائهم وفقهائهم؛ لأنهم أصل بلائهم وشقائهم، وفي الوقت الذي كان محمد عبده يُطيل ذلك البناء ويُعليه، كان مصطفى كامل - على إخلاصه لدينه ووطنه - يوجه الأمة المصرية إلى مقام الخلافة العُظمى المُتداعي، ويُخيف الاستعمارَ بشبح لا يُخيف، ثم جرَت الأحزابُ المصرية إلى الآن على ذلك المنهج: إهمال شنيع لتربية الأمة وتقوية مُقوِّماتها، وتطاحنٌ أشنع على الرياسة والحكم، وترديدٌ لكلمة الوطنية دون تثبيت لدعائمها، وتغنٍّ بمصالح الوطن وهي ضائعة، وترامٍ بالتُّهم والجريمةُ عالقة بالجميع، وتقديسٌ للأشخاص والمبادئُ مهدورة، والاستعمار مِن وراء الجميع يضحك ملءَ شدقيه، وينام ملءَ عينيه.

ليت شعري: إذا كان مِن خصائص الاستعمار أنه يَمحق المقوِّمات ويُميتها، ثم يكون من خصائص أغلب الأحزاب أنها تُهملها ولا تلتفت إليها، فهل يلام العقلاء إذا حكموا بأن هذه الأحزابَ شرٌّ على الشرق من الاستعمار؛ لأن الاستعمار يأتيه من حيث يحذَر، والحَذِر - دائمًا - يقظ، أما هذه الأحزاب، فإنها تأتيه مِن حيث يأمن، والآمن أبدًا نائم، فإذا انضمَّ إلى هذا الداء المُستشري خلافُ الأحزاب ومنازعاتها، كانت النتيجة الطبيعية ما نرى وما نسمَع، وقد أصبح هذا الشرق في تعدُّد أحزابه السياسية كعهده في الخلافة العباسية يوم كان كلُّ خلاف جدليٍّ في لفظة يُسفر عن فِرقة أو فِرَق، وكل مجلس مناظَرة بين فريقين يَنفضُّ عن ثالث ورابع، ونراهم يقولون: إن كثرة الأحزاب في أمةٍ عنوانُ يقظتها وانتباهها، وضمانُ وصولها إلى حقِّها، ولكننا لم نرَ مِن تعدُّد الأحزاب إلا نقصًا في القوة، ونقضًا للوحدة، وتنفيسًا على الخصم، واشتغالاً من بعضهم ببعضهم؛ وتعالتْ كلمة القرآن؛ فإنه لا يكاد يذكر الأحزابَ بلفظ الجمع إلا في مقام الخلاف والهزيمة؛ ﴿ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ﴾ [مريم: 37]، ﴿ جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ﴾ [ص: 11]، ولا يكاد يذكر الحزب بلفظ المفرد إلا في مقام الخير والفلاح؛ ﴿ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22]، وإن حزبَ الله في الأمة الجزائرية هو جمعية العلماء، وإنها لمُفلحة لا محالة.

إن من الغفلة والبله أن نقيس أحزابنا بالأحزاب الأوروبية؛ فإن تلك الأحزابَ ظهرتْ في أمم استكملتْ تربيتها، وصحَّحتْ مقوِّماتها؛ بدعوة دعاة جمعوا الكلمة، وعلماءَ أحيَوا اللغة، ومعلمين راضوا الأجيال على ذلك، وأينَ نحن وأحزابنا من ذلك؟

يا إخواننا - خطاب عطْف وتشريف - لسْنا والله نبغضكم؛ فما أنتم إلا جزءٌ مِنا، ولسْنا والله نحتقركم؛ فما أنتم إلا رأس مال هذه الأمة الفقيرة، ولسْنا والله نتهمكم بممالأة الاستعمار؛ فأنتم عندنا أجلُّ من ذلك، ولكننا نعدُّ مقاومةَ المقاومين منكم لجمعية العلماء ناشئةً عن بُعدهم عن التربية الإسلامية والثقافة العربية، ونجد في كل عيب من عيوبهم أثرًا بارزًا من آثار الاستعمار في تربيتهم.

إن أقبح ما في أساليبكم أنكم تَقسرون المبادئ على الخضوع للشخصيات في أمة حديثة عهد بعبادة الأشخاص، فتعرضونهما معًا للضياع، وإن أسوأ أعمالكم احتقارُكم للسواد الأعظم من الأمة - وهي أمتكم - فلا تُفكرون في إعدادها، ولا في درجة استعدادها، ولا تَلتفِتون إلى تصحيح الأُسُس فيها، ولا تعبؤون بدينها ولا بلُغَتها، ولا تَظهرون بالمظاهر التي تُقرِّبكم منها، ولا تنيرون أمامها السبلَ ببرامجَ واضحةٍ ومبادئَ معقولة، ولا تشركونها في رأي ولا مشورة، ولا تتَّصلون بها إلا حين يَنعق غراب الانتخاب.

إن منكم مَن يحتقر لغةَ الأمة؛ فلا يُقيم لها وزنًا، وفيكم مَن يحتقر دينها؛ فلا يقر له حسابًا، وفيكم مَن يحتقر بناتها؛ فلا يتزوج منهنَّ، وفيكم من يأنف من خؤولتها لأبنائه؛ فيختار لهم أخوالاً غرباء، وإن بعض ذلك لقدْحٌ محسوس في أمتكم الحاضرة، وإن بعضه لسمٌّ مدسوس في أعراق أمتكم المقبلة؛ فيا ويحكم هل هذا كله إلا من آثار الاستعمار في نفوسكم، شعرتم أم لم تَشعُروا؟

يا إخواننا، إنكم أحرجتمونا بأعمالكم وأقوالكم وأحوالكم، فأخرجتمونا مِن مقام التلطُّف في النصيحة إلى مقام الإيجاع في التنديد، وأردتم أن تثلموا سيفًا من سيوف الحق، فلا تلوموه إذا خشن متنُه، وآلَمَ جرحه، فتجرَّعوا هذه النصائح على مرارتها في لهواتكم؛ فما نحن - بمكاننا في الدين - أقل مِن أن ننصح، ولا أنتم - بمكانتكم في أنفسكم - أجلُّ من أن تَنتصِحوا.

يا إخواننا، إن الدعوى والزعْم، وسفاسف الأقوال، وتوافه الأعمال، وتصغير الكبائر، وتكبير الصغائر - كلُّ ذلك مما لا تقوم عليه عقيدةٌ سياسية، ولا تربيةٌ وطنية.

إننا لو جمعنا كل آرائكم في السياسة وفرضْنا تحقيقها، لما أفادت الأمة شيئًا وهي بهذه الحالة من التربية، فكيف وأنتم مُتبايِنون؟ وكيف وأنتم مع الخلاف يَكفُر بعضُكم ببعض، ويلعنُ بعضُكم بعضًا؟

إن وراء السياسة شيئًا اسمه الكياسة، وهي خلُق ضروري للسياسي، وإن السياسي الذي يَحترم نفسه، يَحترم غيره مهما خالفه في الرأي، ومهما كان الخلاف جوهريًّا، فإذا لزم النقد، فلا يكون الباعث عليه الحقد، وليكن موجهًا إلى الآراء بالتمحيص، لا إلى الأشخاص بالتنقيص.

إننا لا نتصوَّر كيف يخدم السياسي أمَّتَه بتقطيع أوصالها، وشتْم رجالها، وتسفيه كل رأي إلا رأيه؟ ولا نتصوَّر أن مما تُخدَم به الأمة هذه الدروس (العالية) في أساليب السبِّ، التي يُلقِّنها بعض الأحزاب لطائفة مِن شباب الأمة في (معاهد) المقاهي والأزقة؛ إن تَضْرِيَةَ الشبان على الشتم والسباب جريمةٌ لا تُغتفَر.

إن شباب الأمة هو الدم الجديد في حياتها؛ فمن الواجب أن يصان هذا الدمُ عن أخلاط الفساد، ومن الواجب أن يتمثَّل فيهم الطهر والفضيلة والخير، ومن الواجب أن تُربَّى ألسنتُهم على الصدق وقول الحق، لا على البذاء وعوْرات الكلام.

يا قومنا، إننا نخشى أن تُفسدوا على الأمة (بهذه الدروس) جيلاً كاملاً كنا نجهد أنفسنا في تربيته على طهارة الإسلام، وهِمَم العرب، ومجْد العروبة، والإيمان بحقوق الوطن، والعمل على تحقيق استقلاله وحرِّيته، ونبنيه طبقًا عن طبَق، ونُعلي أخلاقه خلُقًا عن خلُق، نخشى أن تضيِّعوا على الأمة هذا الجيل، وتُفسدوا مواهبَه، وتُلهوه بالمناقشات الحزبية عن الحقائق القومية.

نخشى ذلك، ونخشى أكثر منه على هذه الطائفة المُقبلة على العِلم، المُنكبَّة على تحصيله، هذه الطلائع التي هي آمال الأمة، ومناطُ رجائها، والتي لا تُحقِّق رجاءَ الأمة إلا إذا انقطعَت إلى العِلم وتخصَّصت في فروعه، ثم زحفت إلى ميادين العمل مُستكمِلةً الأدوات تامة التسلُّح، تتولى القيادةَ بإرشاد العِلم، وتُحسِن الإدارة بنظام العِلم، فتثأر لأمَّتها من الجهل بالمعرفة، ومن الفقر بالغِنى، ومِن الضعف بالقوة، ومِن العبودية بالتحرير، وتَكتسِح من ميدان الدين بقايا الدجالين، ومن ميدان السياسة والنيابة بقايا السماسرة والمتَّجرين، ومِن أفق الرياسة بقايا المُشعوِذين والأميِّين.

هذه الطائفة الطاهرة، الطائفة بمناسك العِلم، قد ألهبتُم في أطرافها الحريقَ بسوء تصرُّفكم، فبدأت تنصرف من رحاب العلم إلى أفنية المقاهي، ومن إجماع العِلم إلى خلاف الحزبية.

إن مِن طلاب العلم هؤلاء مَن يدرسُ الدين، وإن الدِّين لا يجيز لدارسه أن يُفتي في أحكامه إلا بعد استحكام الملَكة واستجماع الأدلة؛ حذرًا من تحليل محرَّم، وإن منهم الدارسَ للطبِّ، وإن قانون الطب لا يُجيزُ لدارسه أن يضعَ مِبضعًا في جسم إلا بعد تدريب وإجازة؛ خوفًا من إتلاف شخص، فهل بلغ مِن هوان الأمة عليكم أن تضعوا حظَّها في الحياة في منزلةٍ أحطُّ مِن حظِّ امرأة في طلاق، وأن تجعلوا حقَّها في الدواء أبخسَ من حق مريض على طبيبه؟

إنها - والله - لجريمة يُقيم بها مرتكبوها الدليلَ على أنهم أعداء للعلم، وقطَّاع لطريقه، أم يقولون: "لا علم بدون استقلال" فيُعاكسون سنَّة الله التي تقول: "لا استقلال بدون علم"، أم يقولون ما قاله كبير منهم: "إن محمدًا لم يأت بالعِلم؛ وإنما أتى بالسياسة"، و"إن روسيا لم تُفلح بالعلم؛ وإنما أفلحت بالسياسة"؟!

هذه نصائح مريرة، وحقائق شهيرة، لم نسمِّ فيها أحدًا، فمن استفزَّه الغضب منها، أو نزا به الألم مِن وقعها، فهو المريب، يكاد يقول: خذوني.[آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3: 64) وما بعدها، بتصرف.]

نقلت كلّ كلامه لأنه مفيد خاصة في واقعنا و الله أعلم



يامن عدى ثم اعتدى ثم اقترف**** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشِر بقول الله في تنزيله**** ان ينتهو يغفر لهم ماقد سلف
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 01:37 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى