زَادَكَ اللهُ حِرصًا.. وَلَا تَعُد (6): العَلمَانِيُّةُ الخَفِيَّةُ..
18-05-2015, 03:40 PM
زَادَكَ اللهُ حِرصًا.. وَلَا تَعُد (6): العَلمَانِيُّةُ الخَفِيَّةُ..
قد يسلُك إبليسُ العلمانية في قلب أشد الناس تبرؤا منها بلسانه..وظاهر حاله..
ويدخل بها إلى قلبه من باب سري خفي..باب كتب عليه.."الإسرار بالعبادة"..
لعلك تتعجب من أن يكون الإسرار بالعبادة من مداخل الشيطان.. ومسالك العلمانية.. وربنا يدعونا إلى إخفاء القربات، والإسرار بالطاعات، ويقول سبحانه في محكم القرآن عن الصدقات: "وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ".. ويخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ممن يستظل بظل العرش يوم القيامة رجل أنفق نفقة حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه..
فيقال لك رويدك.. للإسرار بالعبادة مقام.. وللجهر بها مقام..
ومن الفقه النافع أن يتعلم المؤمن هذين المقامين..
فشعائر الله تعالى..تُظهر..وتشاع..
لأنها شعار الإسلام..وآيته في بلد سلطانه.. يُسَرُّ بها أولياء الله ويخنس بها أعداء الله..
ومن ذلك الأذان.. والجُمع.. والجماعات.. والعيدين.. والحج.. والجهاد..
فأما العلماني الجَلد المحترق..فيرى أن نتخفى بالعبادة بين جدران البيت أو المسجد.. فإذا خرجنا إلى الطرقات..وخالطنا الناس في الأسواق والإدارات والمحاكم والمدارس..انسلخنا من ديننا كما تنسلخ الحية من جلدها..
وليس هذا أريد..
لكن من في قلبه لوثة علمانية ..قد لا يعلم بها.. فإليك حاله من هذا المشهد التمثيلي..
كان عمر مع رفقة من أترابه.. يتحادثون..ومازالوا كذلك حتى نودي بصلاة الظهر..
قام عمر، وقال لرفقته: "أستأذنكم منصرفا للصلاة"..
فتجهمت وجوه الشباب.. وكلحت.. واكفهرت .. وأذنوا له غير مأسوفين على انصرافه..
فلما بعد شبحه..استحلوا أكل لحمه..
فقال أولهم: "أرأيتم..يظن نفسه هو المصلي وحده!"..
وقال الثاني: "كلنا نصلي..فلو ستر على نفسه..وانصرف للصلاة خفية لكان أدعى لقبول عمله"..
وقال الثالث: "ما باله يخبرنا بعمل بين وبين ربه؟"..
وقال الرابع: " خاض معنا فيما خضناه.. وعصا كما عصينا..ثم أعلن بانصرافه إلى الصلاة.."
قال أشقاهم: "يظهرون الصلاة والمحافظة عليها..وما تخفي صدورهم أكبر..وما يفعلونه في الخلوات أدهى وأمر"..
هديُ هؤلاء..أن يتخفى المؤمن بعباداته.. بكل عباداته..حتى ما كان منها من شعائر الدين..وفرائضه..وأركانه..
وأن يفعلها سرا..وعلى استحياء..وأن يُعَرِّض بذكرها.. ويُكَنِّي عنها كما يُكَنَّى عن الفواحش والمستقذرات..
وإن فعل خلاف ذلك.. فهو منافق معلوم النفاق.. مراء بيّن الرياء..
وهذا شأن هؤلاء مع كل من يظهر سنة أو شعيرة..مما هو ظاهر لا محالة كاللحية والحجاب.. أو مما شرع إظهاره والصدع به كصلاة الجماعة..
يلومون مُظهر هذه الشعائر..التي ما شرعت إلا لتظهر.. أشد اللوم.. ويعضون على أصحابها الأنامل من الغيظ..
ويا ويله إن وقفوا له على ذنب متحقق أو موهوم.. فالمتسنن ومظهر الشعائر عند هؤلاء ينبغي أن يكون معصوما..
ومنهم من "يشمئز" اشمئزازا من بعض الظواهر المبهجة.. البريئة اللطيفة.. كاشمئزازهم ممن علق على باب حانوته عبارة "مغلق من أجل الصلاة"!
فزادك الله حرصا..ولا تعد إلى الاضطهاد النفسي لمظاهر التدين..ورمي المتدينين بالأوابد.. فإن الإخلاص عزيز.. لكنه لا يُعدم من قلوب المؤمنين..لاسيما قلوب من كان ظاهره الاستقامة..فإن كان للإخلاص مظان وأوطان..فتلك القلوب!
ومن قال هلك "الناس"..فهو أهلكهم.. فكيف بمن يقول هلك أهل "الاستقامة الظاهرة"؟!
ويدخل بها إلى قلبه من باب سري خفي..باب كتب عليه.."الإسرار بالعبادة"..
لعلك تتعجب من أن يكون الإسرار بالعبادة من مداخل الشيطان.. ومسالك العلمانية.. وربنا يدعونا إلى إخفاء القربات، والإسرار بالطاعات، ويقول سبحانه في محكم القرآن عن الصدقات: "وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ".. ويخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ممن يستظل بظل العرش يوم القيامة رجل أنفق نفقة حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه..
فيقال لك رويدك.. للإسرار بالعبادة مقام.. وللجهر بها مقام..
ومن الفقه النافع أن يتعلم المؤمن هذين المقامين..
فشعائر الله تعالى..تُظهر..وتشاع..
لأنها شعار الإسلام..وآيته في بلد سلطانه.. يُسَرُّ بها أولياء الله ويخنس بها أعداء الله..
ومن ذلك الأذان.. والجُمع.. والجماعات.. والعيدين.. والحج.. والجهاد..
فأما العلماني الجَلد المحترق..فيرى أن نتخفى بالعبادة بين جدران البيت أو المسجد.. فإذا خرجنا إلى الطرقات..وخالطنا الناس في الأسواق والإدارات والمحاكم والمدارس..انسلخنا من ديننا كما تنسلخ الحية من جلدها..
وليس هذا أريد..
لكن من في قلبه لوثة علمانية ..قد لا يعلم بها.. فإليك حاله من هذا المشهد التمثيلي..
كان عمر مع رفقة من أترابه.. يتحادثون..ومازالوا كذلك حتى نودي بصلاة الظهر..
قام عمر، وقال لرفقته: "أستأذنكم منصرفا للصلاة"..
فتجهمت وجوه الشباب.. وكلحت.. واكفهرت .. وأذنوا له غير مأسوفين على انصرافه..
فلما بعد شبحه..استحلوا أكل لحمه..
فقال أولهم: "أرأيتم..يظن نفسه هو المصلي وحده!"..
وقال الثاني: "كلنا نصلي..فلو ستر على نفسه..وانصرف للصلاة خفية لكان أدعى لقبول عمله"..
وقال الثالث: "ما باله يخبرنا بعمل بين وبين ربه؟"..
وقال الرابع: " خاض معنا فيما خضناه.. وعصا كما عصينا..ثم أعلن بانصرافه إلى الصلاة.."
قال أشقاهم: "يظهرون الصلاة والمحافظة عليها..وما تخفي صدورهم أكبر..وما يفعلونه في الخلوات أدهى وأمر"..
هديُ هؤلاء..أن يتخفى المؤمن بعباداته.. بكل عباداته..حتى ما كان منها من شعائر الدين..وفرائضه..وأركانه..
وأن يفعلها سرا..وعلى استحياء..وأن يُعَرِّض بذكرها.. ويُكَنِّي عنها كما يُكَنَّى عن الفواحش والمستقذرات..
وإن فعل خلاف ذلك.. فهو منافق معلوم النفاق.. مراء بيّن الرياء..
وهذا شأن هؤلاء مع كل من يظهر سنة أو شعيرة..مما هو ظاهر لا محالة كاللحية والحجاب.. أو مما شرع إظهاره والصدع به كصلاة الجماعة..
يلومون مُظهر هذه الشعائر..التي ما شرعت إلا لتظهر.. أشد اللوم.. ويعضون على أصحابها الأنامل من الغيظ..
ويا ويله إن وقفوا له على ذنب متحقق أو موهوم.. فالمتسنن ومظهر الشعائر عند هؤلاء ينبغي أن يكون معصوما..
ومنهم من "يشمئز" اشمئزازا من بعض الظواهر المبهجة.. البريئة اللطيفة.. كاشمئزازهم ممن علق على باب حانوته عبارة "مغلق من أجل الصلاة"!
فزادك الله حرصا..ولا تعد إلى الاضطهاد النفسي لمظاهر التدين..ورمي المتدينين بالأوابد.. فإن الإخلاص عزيز.. لكنه لا يُعدم من قلوب المؤمنين..لاسيما قلوب من كان ظاهره الاستقامة..فإن كان للإخلاص مظان وأوطان..فتلك القلوب!
ومن قال هلك "الناس"..فهو أهلكهم.. فكيف بمن يقول هلك أهل "الاستقامة الظاهرة"؟!
سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال: «ليسوا بشيء»
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!