اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة algeroi
الشيء الذي تجهله يا كاتب المقال أنّ المسلمين في هذه الأزمان رقم تافه في معادلات القوى العالمية ...
ورغم أنّ هذا شيء واضح وضوح الشمس إلاّ أنّك تجاهلته في تحليلك ولهذا أصابتك الحيرة ولم تستطع تفسير ما يحدث ..
النظر إلى مواقف الدول العربية ممّا يحدث في المنطقة يجب ان يأخذ مسارات متعددة فلكلّ دولة مصالحها الوطنية والإقليمية إمّا تناغما مع مصالح شعبها أو حفاظا على سلطانها ...
طبيعة التحرّك الذي تتبعه أيّ دولة من الدول يجب أن يأخذ في عين الإعتبار عوامل النجاح والفشل المتعلّقة بطبيعة الوضع الدولي والإقليمي وتوازن القوى بين الدول الكبرى ومدى تناقض مصالحها وحجم البدائل المتوفرة لكلّ دولة من الدول وهذا هو الأمر الذي يحكم طبيعة التحرّك وشكله (سياسي - عسكري - إقتصادي - إعلامي - جماهيري - إغاثي .. ) ...
الفرق بين حركة دول الخليج في دعم الثورة السورية وموقفهم ممّا يحدث في قطاع غزة لا يكاد يخرج عن هذا الإطار المنهجي ...
ففي الحالة السورية يعدّ التخلّص من نظام بشار مطلبا خليجيا بالدرجة الأولى وهذا نتيجة لموقف دول الخليج وفهمها لحقيقة المشروع الغيراني وتمدّداته الإقليمية ..
فرجل السياسة الخليجي لا يمكن أن يهمل خطورة هذا المشروع فهو يوظّف وسائل متعددة في نشر الإضطراب والفوضى في داخل دول الخليج وهذا ما يدفعها دفعا للإرتماء في الحضن الأمريكي ...
فدول الخليج لا تملك بدائل على المدى القصير لمواجهة القوة الغيرانية وتمدّداتها غير التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولة تفكيك الهلال الشيعي بعناصر مماثلة لتلك التي توظّفها إيران لزعزعة دول الخليج ...
فحالة الشدّ والجذب في العلاقات الخليجية الإيرانية تجعل كلا طرفي المعادلة يحاول إرضاء الإدارة الأمريكية والتقارب معها من أجل مزيد من الميزات على الأرض ..
الفرق بين دول الخليج وإيران من وجهة نظر امريكية يتعلّق بتقديرات الصهاينة لحجم القوة المقبول فهم يريدون قطا إيرانيا كبيرا لكنهم يرفضون تحوّله إلى نمر مفترس ..
دول الخليج مجتمعة لا تمثّل أيّ تهديد للجيش الصهيوني ولهذا فالعلاقة بين الطرفين تحمل درجة (موادعة) ..
الحالة السورية تمثّل تقاطعا للرؤى بين دول الخليج والإدارة الأمريكية فكلاهما يفهم أنّ خحروج نظام بشار من معادلة القوة الإيرانية يعد ضربة قاتلة للمشروع الإيراني بعد سلسلة النجاحات التي حقّقها بسقوط العراق في يد غيران نتيجة خطئ إستراتيجي بل سلسلة من الأخطاء الإستراتيجية التي وقعت فيها (السعودية) تحديدا ..
ولهذا فالقيام بتجييش المجتمع الدولي وتقديم الدعم اللوجيستي والعسكري للجيش الحرّ يلقى تأييدا وصمتا من القوى الغربية على عكس روسيا والصين التان تريان في سقوط نظام بشار وقيام حكومة مدينة للولايات المتحدة بالدعم خطرا كبيرا على معادلات التوازن الدولي بين المعسكرين الشرقي والغربي بما يحمله ذلك من تغير العقيد العسكرية وشكل التسليح للجيش السوري القادم وخروجه من السوق التقليدية لصناعة السلاح الروسية مما يعني ضيق الموارد التمويلية لبرامج التطوير ...
الحالة في غزة هي على النقيض من ذلك فهي تمثّل حالة من التناقض بين دول الخليج والإدارة الأمريكية المنحازة لإسرائيل ..
ولهذا فلا تملك هذه الدول غير التفاوض واللعب على وتر المصالح الإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية نحو فرض (الإستقرار) مع تكفّلها بإسكات حماس ..
فهذه الدول غير مستعدة لدخول الحرب في هذه اللحظة من تاريخها وهذا بالنظر إلى حجم الرفاهية التي تعيشها الأسر الحاكمة وتمرّ بها إقتصادياتها ...
مجلس الأمن الدولي هو مجلس تتحكّم فيه الصهيونية العالمية فلا يمكن أن تستصدر منه الدول العربية ومن معها من دول الجنوب قرارا يدين إسرائيل والفيتو الأمريكي جاهز لإفشال أيّ قرار يقضي بحماية المدنيين تماما كما نجح الفيتو الروسي في الحالة السورية ...
البدائل المطروحة على المدى القصير تكاد تكون معدومة ولهذا وجب التفكير في إعادة التوازن لمعادلات القوى عن طريق التفكير في تصور لحلف إقليمي جديد
يخلّص دول الخليج من الحماية الأمريكية ويمنحها حرية القرار السياسي ..
هذه قراءتي للوضع ومحاولتي الإجابة على تساؤلاتك بكلّ موضوعية والله أعلم
|
بارك الله فيك اخي الكريم ما خليتيلي ما نقول