حديث الصباح..إلى أين نحن ماضون؟
10-10-2017, 11:28 AM
تتهاوى ثقة الناخبين كلّما حلّت مناسبة تتعلق بالانتخابات سواء كانت رئاسية ، تشريعية أو سينا، أو انتخابات محلية ( الولاية و البلديات) ، و كلما تجددت الصراعات حول من يترشح أو يتصدر القوائم الانتخابات، إلا و ازداد المواطن بُعْدًا عن هذا الإجراء الانتخابي و ازداد عزوفا عن التصويت، لأن اللعبة السياسية في هذه المرحلة بالذات تزداد وَسَخًا على وَسَخٍ، لأن الأمور خرجت عن السيطرة من قبل قادة الأحزاب السياسية، و لا نتحدث عن الأحزاب التي تغيب عن الساحة ثم تعود مع اقتراب الموعد الانتخابي، بل الأحزاب التي تسجل حضور قوي في الساحة السياسية، لكنها لم تحافظ على مصداقيتها ، و كانت سببا في عزوف المواطن عن الذهاب إلى الصندوق يوم الاقتراع، أو التصويت بورقة بيضاء ، و لو أننا نعلم بما يحدث تحت الطاولة و في الظلمة، و قد أطلق بعض المتتبعين على هذا الوضع اسم "التعهير" السياسي، فما نشاهده اليوم من إسقاط أو تغيير في اسماء متصدري القوائم الانتخابية ، و التلاسن بالكلمات البذيئة من طرف أشخاص لا يرقون إلى مستوى، و لكنهم يمثلون للأسف أحزابا لها ماضٍ عريق، و استعمال الرشوة من أجل الترشح، أفقدت هذه الأحزاب مصداقيتها و ضربت بمفهوم النضال و أخلقته عرض الحائط..
لم يعد الحديث عن الثقة بين الناخب و المنتخب، و بين الحاكم و المواطن يُجدي، في ظل ما يحدث، بدليل اللامبالاة و حالات التذمر التي بلغت حنجرة المواطن البسيط، الذي لا همه سوى توفير لقمة العيش لأولاده و الأدوات المدرسية و العلاج و لباس الشتاء، و تسديد فاتورة الكهرباء و الغاز، و هي طبعا سياسة مقصودة وضعها النظام الجائر و الحكام الجائرون حتى لا ينشغل المواطن بما يحدث فوق، و حتى يتسنى لهم بتهريب ثروات البلاد نحو الخارج و تكديس أموال الشعب في حساباتهم في البنوك الأجنبية، و الويل لمن يتحدث عن "مجلس المحاسبة"، لأنه سيلقى نفس المصير الذي لقيه صاحب المشروع، و الذي رفضت الداخلية اعتماد حزبه السياسي، و ليس الحديث هنا عن الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي أو غيره ممن حاصرتهم "عصا" النظام، و يحاول قطع ألسنتهم، و إنما الحديث عن الطغاة الذين عاثوا في الأرض فسادًا، و هلكوا الحرث و النسل، و يتغنون بالمصالحة الوطنية، نقول لهؤلاء ( تجار التاريخ ) أن هذا المشروع لم يكتمل بعد، طالما هناك ثكالى ما تزال تبكي و تبحث عن الحقيقة، و طالما هناك مواطنون يأكلون من القمامات و المزابل، و طالما هناك الآلاف من العامة، ما تزال حقوقهم مهضومة في بلد العزة و الكرامة التي سقط من أجلها ملايين من الشهداء و الرجال المخلصين، و آخرون كانوا ضحية مساومات و مصالح خاصة من قبل الذين تولوا باسمهم، فخانوا الأمانة، و هانوا قدسية الرسالة التي تركها الشهداء، و داسوا على كل القيم الروحية التي جاء بها بيان أول نوفمبر 1954 ، و الدليل أن الجزائر اليوم على شفير الإفلاس، أمام انهيار العملة الوطنية التي تُعَبِّرُ عن "هُوِيَّةُ" الشعب الجزائري، والسؤال الذي ينبغي أن نطرحه هو: من يتحمل تبعات النظام المرهق؟، و إلى أين نحن ماضون؟، و من يرد الإعتبار للشعب الذي أرهقته العشرية السوداء، الذي أصبح يطالب بالأمن على حساب كرامته، حيث وجد نفسه يواجه سياسية الترهيب و الترغيب، بمعنى أنه أمام خيارين إمّا الصّمت و السّكوت عن الذل و الرّضا بـ: " الرُّخُس" أو العودة إلى أيام العنف..
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
من مواضيعي
0 جون راولس ونظرية العدالة
0 في ذكرى تاسيس الحكومة المؤقتة
0 حديث الصباح.. هجرة الأفكار
0 حديث الصباح..حياتنا دواء..
0 حديث الصباح.. العالم الثالث في مواجهة أزمة الكمّامات
0 حديث الصباح.. فضفض لترتاح
0 في ذكرى تاسيس الحكومة المؤقتة
0 حديث الصباح.. هجرة الأفكار
0 حديث الصباح..حياتنا دواء..
0 حديث الصباح.. العالم الثالث في مواجهة أزمة الكمّامات
0 حديث الصباح.. فضفض لترتاح
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 10-10-2017 الساعة 11:48 AM