تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
هام جدا: آداب الفَسْبَكَة
26-02-2017, 04:08 PM
هام جدا: آداب الفَسْبَكَة
د. بلال فيصل البحر



الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

فهذه جملٌ من الأخلاق والآداب والسير والسلوكْ، تتعلق باستعمال موقع التواصل الاجتماعي الذي يُقال له:( الفيس بوكْ): ينتفع بها المفَسْبكون، ويتَّعظ بها المتواصلون، سواء الأصدقاء والأحباب المجتمعون، أو الإخوة والأهل المقرَّبون، علَّقتها تذكرة لشخصي المسكينْ، ولمن رام الانتفاع بها من معاشر المفسبكينْ، سلكتُ فيها طريق التلخيص فجاءتْ كالمختصرْ، كراهة ما يحصل بالتطويل من السآمة والملل والضجرْ، والله تعالى المسؤول، وهو: خير مرجوٍّ ومأمول، أن ينفع بها النفع العميم، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم، مقرِّبة للزُلْفى لديه في جنات النعيم، آمين، وإلى المقصود:

اعلم أن الفَسْبَكَةَ سوقٌ يعرض الناسُ فيه عقولهم، فإما:( بهرجٌ ينكشف وزَغَلٌ ينْكَب)، أو:( رأيٌ صائبٌ ثاقبٌ يجتنى ويجتلَبْ).
فاجعل أيها المفَسْبِكُ في رأسك عقلاً، وتأنَّ فيما تخرجه للناس؛ فإنَّ القليل الذي لا يردى به صاحبُه: خيرٌ من الكثير الذي يفضحُه.
وليكن الأمر فيما تنطقُ به شفتاكْ، وتخُطُّه يداكْ، كما قال أمير المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه: " ليتَ أن لي رقبةَ بعير، حتى أُفكر في الكلمة قبل أن تخرج من فمي".
فإياك أن تكتب ما لعله يكون عليك حسرة وندامة، ويضع من قدرك عند الفضلاء والكَمَلة، كما قيل:
وما من كاتبٍ إلا ستَبْقى ÷ كتابتُه وإنْ فنيتْ يداهُ
فلا تكتبْ بكفِّك غيرَ شيءٍ ÷ يسرُّك في القيامة أنْ تراهُ

وقدِّم الاحتسابَ، واستحضِرِ النية الخالصة لله تعالى فيما تكتبه وتُفَسْبِكُه: رجاءَ ما عند الله من الخير في الدنيا والأخرى، وهو أول ما ينبغي على المُفسبِك مراعاته؛ حتى يقع كلامك من قلوب الناس موقعًا، ويضع الله له القبول بينهم، وقد قال علي بن الفضل لأبيه:" ما أحلى كلام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!، فقال له: أتدري لمَ حلا؟، قال: لا، قال: لأنهم أرادوا الله به".
ولا يكنْ همُّك من ولوج هذا الفضاء الأزرق:" الشهرةَ أو الجدلَ والمماراةَ مع المفسبكين"؛ فيعاقبك الله بنقيض قصدِك، وقد قال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة: "ما جلستُ مجلسًا أردتُ فيه الرفعة إلا أذلَّني الله، ولا جلستُ مجلسًا أردتُ فيه الخفاء إلا رفعني الله".
وهذا الفيس إنما هو:" منبر للدعوة إلى الفضائل، واجتناب الرذائل"، فلعل كلمة الحق والفضل التي قالها لسانُك، وزبرها بنانُك: تصل إلى من لا يحصيه إلا الله من الورى، فتكون بذاك محمودًا عند الله، ويقع لك به عند العام والخاص:" جميل الذكر وحميد الأثر"، وتأمل قول الحق:[وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ].
فإنْ كتبتَ مُفسبِكًا فائدةً أو لطيفةً، فلا يكنْ همك ونهمتك إلا إفادة الأصدقاء والخلَّان، وانتفاع الصحب والإخوان: ابتغاءَ فضل الرحمن، وإياك أن تكون أخسر من صاحب الثمانين والراعي، ويكون حظك من هذا الفيس: مجرد السعي لإعجاب معجب، أو ثناء معلِّق، أو مشاركة مشارك!!؟.
ومن عجائب هذا الفضاء الأزرق: أن تجد مفسبكًا كتب ما لا طائل منه، ولا فائدة فيه، فترى لما كتب: مئات المعجبين والمادحين!!!، ولا سيما إن كان المفسبِك ممن يخطَب ودُّه، كالفتيات أو المشاهير، في حين أنك ترى فاضلاً فسبَكَ بفائدة لطيفة، أو نادرة طريفة، ثم لا تجد له من المعجبين، إلا دون العشرة والعشرين!!؟.
فلا يصدَّنك هذا أيها المفسبِك الفاضل عن إفادة الأصدقاء ونفعهم؛ فإنك إنما ترتجي من الفسبكة:" السلعةَ الغاليةَ" التي لا تُدرك بإعجاب أو ثناء، وليكن شأنك معهم كما قال أبو الحسين بن سراج للمعتمد بن عباد:
بُثَّ الصنائعَ لا تحفلْ بموقعِها ÷ من آملٍ شَكَرَ الإحسانَ أو كَفَرَا
فالغيثُ ليس يبالي أينما انسكبتْ ÷ منه الغمائمُ تُرْبًا كان أو حَجَرَا

ومن عبارات المصلحين: "أصلِحْ نفسَك، وادعُ غيرَك، ودعِ القافلة تسير".
فلا تلتفت إلا إلى العلياء، وإياك وسفاسف الأمور، قال أبو الحسن النعيمي:
إذا أعطشتكَ أكفُّ اللئام ÷ كفَتْكَ القناعةُ شِبعًا ورِيَّا
فكُنْ رجلاً رجلُه في الثَّرى ÷ وهامةُ هِمَّته في الثُّريَّا
أبيًّا بنفسك عن باخلٍ ÷ تراه بما في يديه أبيَّا
فإنَّ إراقَةَ ماء الحيا ÷ ةِ دون إراقة ماء المحيَّا

ولتعتنِ أيها المفسبك بانتقاء الأصدقاء، وتخيَّرِ الأصحاب والرفقاء، الذين يسرحون في عالمك الفسبكي، وقد قال تعالى:[ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً]، وقال: [الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ].
وعند مسلمٍ: عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إمَّا أن يُحذيَك، وإمَّا أن تبتاع منه، وإما أن تجدَ ريحًا طيِّبةً، ونافخ الكير إما أن يُحرِق ثيابَك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً".
وقال الشاعر:
تجنَّبْ قرينَ السوء واصرمْ حبالَه ÷ فإن لم تجدْ عنه محيصًا فدارِهِ

وقال غيره:
اصحبْ خيارَ الناس حيثُ لقيتَهمْ ÷ خيرُ الصحابة من يكون عفيفا
والناسُ مثلُ دراهمٍ ميَّزتَها ÷ فوجدتَ منها فضةً وزيوفا

وكان مالك بن دينار يقول: " نقل الحجارة مع الأبرار، خير من أكل الخبيص مع الفجار"، والخبيص: الحلوى.
وعن عليٍّ رضي الله عنه:" عليكم بالإخوان؛ فإنهم عُدَّة الدنيا وعُدَّة الآخرة، ألم تسمع إلى قول أهل النار:[ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ]؟".
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: "استكثِروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن لهم شفاعة يوم القيامة"، ثم قرأ:[فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ]، ونحوه عن الحسن البصري.
وقد نظم هذا المعنى ابن معصوم، فقال:
حافظْ على الصديقِ ÷ في الوسع والمضيقِ
فهمْ نسيمُ الروحِ ÷ ومرهمُ الجروحِ
وفي الحديث الناطقِ ÷ عن الإمام الصادقِ
مَنْ كان ذا حميمِ ÷ يُنجى من الجحيمِ
كقولِ أهل النارِ ÷ وعُصبة الكفَّارِ
فما لنا من شافعِ ÷ ولا حميم نافعِ

وفي صحيح البخاري:( 9/130):" ربنا، إخواننا، كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويُحرِّم الله صورهم على النار، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون...".
وكان الإمام العلامة أبو الفرج بن الجوزي يقول لأصحابه:" إن لم تجدوني في الجنة بينكم، فاسألوا عني وقولوا: ربَّنا، عبدك فلان كان يُذَكِّرنا بك "، ثم بكى رحمه الله.
وليكن المعيار عندك في اصطفاء الأصدقاء والإخوان، وانتقاء الصحب والخلان: ما نقشَه مأمون بن آدم على باب داره:
إنْ كنتَ صاحبَ علمٍ أو أخا أدبٍ ÷ أو فيكَ فائدةٌ فانزلْ ولا تَرِمِ
وإنْ تكنْ صورةً لا فيك منفعةٌ ÷ ولا مؤانسةٌ فارحلْ ولا تُقِمِ

فليكن جليسُك وأنيسُك الفسبكي: كما قيل في وصف الكتب:
لنا جُلساءُ ما نملُّ حديثَهمْ ÷ ألبَّاءُ مأمونون غيبًا ومشهدا
يُفيدوننا من علمهمْ علمَ مَنْ مضى ÷ ورأيًا وتأديبًا ومجدًا وسؤددا
فلا غِيبةٌ تخشى ولا سوءُ عِشرةٍ ÷ ولا نتقي منهمْ لِسانًا ولا يدا
فإن قلتَ: أمواتٌ، فلستَ بكاذبٍ ÷ وإن قلتَ: أحياءٌ، فلستَ مُفنَّدا

وقد نظم ابن معصوم الشيرازي صفة من يستحق أن يُصادق، فقال:
أخو صلاحٍ وأدبْ ÷ ذو حسبٍ وذو نسبْ
رَبُّ صلاحٍ وتُقى ÷ ينهاكَ عمَّا يُتَّقى
من حيلةٍ وغدرِ ÷ وبدعةٍ ومكرِ
مُهذَّبُ الأخلاقِ ÷ يطربُ للتلاقي
يحفظُ ما في عَيْبَتكْ ÷ يصون ما في غيبتكْ
يزينه ما زانكا ÷ يشينه ما شانكا
يُظهرُ منك الحَسنا ÷ ويذكرُ المستحسنا
ويكتمُ المعيبا ÷ ويحفظُ المغيبا
يسرُّه ما سرَّكا ÷ ولا يُذيع سِرَّكا
إن قال قولاً صدَقَكْ ÷ أو قُلتَ قولاً صدَّقكْ
وإنْ شكوتَ عُسرَا ÷ أفدتَ منه يُسرَا
يلقاكَ بالأمانِ ÷ في حادث الزمانِ
يُهدي لكَ النصيحه ÷ بنيَّةٍ صحيحه
خُلَّتُه مُدانيه ÷ في السرِّ والعلانيه
صُحبَتُه لا لغرضْ÷ فللقلبِ مرضْ
لا يتغيَّر إن ولِي ÷ عن الوداد الأولِ
يرعى عهودَ الصحبه ÷ لا سيما في النكبه
لا يُسلِمُ الصديقا ÷ إن نالَ يومًا ضيقا
يعينُ إنْ أمرٌ عنا ÷ ولا يفوه بالخَنا
يولي ولا يعتذرُ ÷ عما عليه يقدرُ
هذا هو الأخُ الثقة ÷ المستحقُّ للمقة
إنْ ظفرتْ يداكا ÷ فكِدْ بهِ عِداكا

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رقيّة
رقيّة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 17-12-2016
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 347
  • معدل تقييم المستوى :

    8

  • رقيّة is on a distinguished road
الصورة الرمزية رقيّة
رقيّة
عضو فعال
رد: هام جدا: آداب الفَسْبَكَة
26-02-2017, 08:17 PM
ندعو الله أن تكون فسبكتنا لخير الدنيا والآخرة
شكرا أخي على الموضوع القيّم
التعديل الأخير تم بواسطة رقيّة ; 26-02-2017 الساعة 08:19 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام جدا: آداب الفَسْبَكَة
08-03-2017, 04:07 PM
وفيكم بارك الله، وتقبل صالح دعائكم.


ولما كان هذا الفيس فضاءً يتجاذب فيه الأصدقاءُ المجتمعون: آراءَهم في العلوم والفنون، والآداب ونوادر الطرائف ومُلح الأخبار، ويتناقلونها عبر هذا الأثير الأزرق، كان ولا بدَّ محلاًّ للاختلاف في الرأي، وبالتالي: النزاع والخلاف، كما هو شأن ودأب ذوي الرأي، فلزم على العاقل والحال هذه: أن يتحلَّى بالإنصاف في الخلاف بين المفسبكين في الرأي والجدل، والنأي قدر الطاقة عن النزاع فيما لا فائدة منه؛ فإن العمر أضيق من أن يضيعه العاقل، فيما لا منفعة فيه ولا نائلْ، فتجنَّب الخلاف العقيم والجدل الذي ليس من ورائه طائل، مما هو من جنس قول القائل:
ومَهْمَه دليلُه مطوَّحُ ÷ يدأَبُ فيه القومُ حتى يطْلَحوا
ثم يظلُّون كأنْ لم يبرحوا ÷ كأنما أمسوا بحيثُ أصبحوا

فاحرص على أن تكون مشاركتُك محصورةً في أدب وعلم، يعود عليك وعلى خلَّانك بالنفع في أمور الدنيا والآخرة.
وإنْ وقع - رحمنا الله وإياك - بينك وبين أصدقائك: ما يقتضي النُّفرة، فإياك وهجرانهم، ولتلتمس لهم العذر؛ لدوام الصحبة، وحسن العشرة، وجميل الألفة التي بينك وبينهم، وتغافل عن زلاتهم؛ فإن التغافل - كما قال ابن الجوزي – رحمه الله من شِيَم الكرام.
والناس مجبولون على الزلات والأخطاء، فإن اغتمَّ المرءُ لكل زلة وخطيئة: تعبَ وأتعب، والعاقل من لا يُدقِّق مع إخوانه في كل صغيرة وكبيرة؛ كي تحلو مجالسته، وتصفو عشرته.
وقد سُئل الشافعي: من العاقل؟، فقال:" الفطِن المتغافِل".
وقال عمرو بن دينار:" المروءة: التغافل عن زلات الإخوان".
وعن الإمام أحمد:" تسعة أعشار حسن الخلق في التغافُل".
وقال سفيان الثوري:" ما زال التغافل من فعل الكرام".
وذكر الأستاذ أبو علي الدقاق: أن امرأة جاءت تسأل حاتمًا الأصم، فاتفق أنْ خرج منها صوتٌ، فخجلتْ، فتغافل حاتم، وقال لها:" ارفعي صوتَك!"، وأوهمها أنه: أصمُّ لا يسمع، فسُرَّتِ المرأةُ بذلك، وظنَّتْ أنه لم يسمع، فلُقِّبَ بالأصم.
والأمر كما قال ابن الوردي:
تجنَّب أصدقاءَك أو تغافلْ ÷ لهمْ تظفرْ بودِّهمُ المتينِ
وإنْ يتكدَّروا يومًا فعُذرًا ÷ فإنَّ القوم من ماءٍ وطينِ

ومن آداب القوم: ألا تكتب أو تحدِّث إلا بما يُعقل ويُدرَك؛ فإن هذا البحر الأزرق يسبح فيه العالم والمتعلِّم، والخاصة والعامة، فاكتب فيه ما يكون تبصرةً للمبتدي، وتذكرةً للمنتهي، واجتنب الغرائبَ وما لا يُعقل من الأخبار والنوادر!!؟.
وقد قال عليٌّ رضي الله عنه:" حدِّثوا الناسَ بما يعرفون، ودعوا ما يُنكرون، أتحبون أن يُكذَّبَ اللهُ ورسولُه؟".
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:" ما أنت بمُحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلُغُه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة".
وهذا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وهو: الملهم المحدَّث، أراد أن يقول مقالةً جامعةً لأمور هامة في شأن خلافة الصديق والعمل بالسنَّة في موسم الحج، فأشار عليه عبد الرحمن بن عوف بقوله:
" لا تفعلْ؛ فإنَّ الموسم يجمع رَعاع الناس وغوغائهم؛ فإنهم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وألا يعوها وألا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تَقدَم المدينة؛ فإنها دار الهجرة والسنة، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلتَ متمكِّنًا؛ فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعوها على مواضعها".
وقد قال أبو العلاء:
هل صحَّ قولٌ من الحاكي فنقبله ÷ أم كل ذاك أباطيلٌ وأسمارُ
أما العقولُ فآلتْ أنه كذبٌ ÷ والعقلُ غرسٌ له بالصدق أثمارُ

واعلم أن من العلم والأخبار والمنقولات: ما يلزم كتمانه عن العامة، إذا تيقَّن غلطهم فيه وعدم فهمهم له، مع عدم حاجتهم إليه، وكونه مما يسع كتمانه عليهم، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
" حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاءَين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قُطع هذا البلعوم"، وقد قال أبو حامد الغزالي:
يا رُبَّ جوهر علمٍ لو أبوحُ به ÷ لقيل لي: أنت ممن يعبدُ الوثنا
ولاستحلَّ رجال صالحون دمي ÷ يرون أقبحَ ما يأتونه حسنا
إني لأكتُمُ من علمي جواهرَه ÷ كيلا يرى الحقَّ ذو جهلٍ فيفتتنا

وقال ابن معصوم في آداب محادثة الأصدقاء:
واخترْ من الكلامِ ÷ ما لاقَ بالمقامِ
من فائق العلومِ ÷ ورائق المنظومِ
واذكر من المنقولِ ÷ ما صحَّ في المعقولِ
واجتنب الغرائبا ÷ كيلا تُظنَّ كاذبا

واعلم أن العقلَ غريزةٌ يكتنفها أمران: الفكرُ والإرادةُ؛ فالأول يسطع من الدماغ، والثاني يشعُّ من القلب، فإذا التقيا، نتجَ عنهما:" عقلٌ راجحْ، ورأيٌ ناصحْ"، وإن تخلَّف أحدُهما، خَذَلَكَ بنانُكْ، وفاهَ بما لا يحتمله منك العقلاءُ لسانُكْ، فعند ذاك تتكلم بقلب حاقدْ، ورأي للحصافة فاقدْ، ويلزمُكَ ولابدَّ قولُ الحكماء:" حدَّث الرجلُ بما لا يُعقل، فإن صدَق فلا عقلَ له".
فليكنْ حضورُك في هذا العالم الأزرق: شاهدًا على كريم أخلاقكْ، وحميد فعالكْ، وكمال عقلكْ، وجميل خصالكْ، كما قيل:
حضورُ الفتى بجميل المقال ÷ يدلُّ على الطيب من مولدِهْ
ومَنْ لم يكنْ طاهر الخلق ÷ فلا خير للناس في مشهدِهْ
وكلٌّ يؤول إلى عقله ÷ والكريمُ إلى محْتدِهْ

واجعل - وفقنا الله وإياك لسلوك الفضائل - أنتَ وأصدقاؤك من هذا الأثير: منتدى للمعارف والآداب، بحيث يكون تلاقيكم فيه كما قال القاضي عياض:
وللهِ قومٌ كلما جئتُ زائرًا ÷ وجدتُ قلوبًا كلها مُلئتْ حِلما
إذا اجتمعوا جاؤوا بكل فضيلة ÷ ويزدادُ بعضُ القوم من بعضهم علما

فذيَّل عليه الرعيني قائلاً:
أولئك مثل الطيب كلٌّ له شذى ÷ ومجموعه أذكى أريجًا إذا شُمَّا

فذيَّل عليه ابن عتيق:
تعاطوا كؤوسَ العلم في روضة ÷ التُّقى فكلهم من ذلك الرِّيِّ لا يظما

ولا ريب أن الواحد من المفسبكين، قد يُبتلى بمن يضيفه على قائمة أصدقائه، ثم يتبيَّن له بعدُ أنه ليس بأهل للصداقة والصحبة، فمثل هذا لا يخلو أن يكون طالبًا للصداقة حريصًا عليها، أو عابثًا لا يعرف للصحبة قدرها.
فالأول: يُنبَّه، فإن ارعوى وإلا اعتذِرْ عن صداقته، وأعلِمْه بأنكَ مضطرٌّ لإلغاء صداقته، والثاني: يُلغى ولا كرامة.
وإن اتفق أن صديقًا لك ألغى صداقتك، فلا يخلو أن يكون حميمًا مقرَّبًا، فاكتبْ إليه معاتِبًا في الفيس؛ فإنَّ المعاتبة بالمكتابة: أسلم من المشافهة، كما قال ابن معصوم:
وإنْ تُرِدْ عتابهمْ ÷ فلا تُسئْ خطابهمْ
وأحسنُ العتابِ ÷ ما كان في كتابِ
والعَتْبُ بالمشافهة ÷ ضربٌ من المسافهة

وإن لم يكنْ كذلك، فلا تأبَهْ له، ولا تغتمَّ لجفوته وبُعدِه؛ فإن الله مُبدلُك خيرًا منه، وليكنْ شأنُك معه كما قال الحافظ أبو العرب الصقلي:
إذا ولَّى الصديقُ لغير عذرٍ ÷ فزادَ اللهُ خُلَّته انقطاعا
إلى يوم التنادِ بلا رجوعٍ ÷ فإنْ رامَ الرجوعَ فلا استطاعا
إذا ولَّى أخوك فَوَلِّ عنه ÷ وزِدْهُ وراءَ ما والاكَ باعا
ونادِ وراءَه يا ربِّ تمِّمْ ÷ ولا تجعلْ لفُرقتِهِ اجتماعا

ومن بديع كلام العلامة أبي القاسم الزمخشري في كتاب (الأطواق) له:
" استمسِكْ بحبْل مواخيك، ما استمسكَ بأواخيك، واصحبْه ما صحبَ الحقَّ وأذعنْ، وصِلْ معه واظعن، فإن تنكرتْ أنحاؤه، ورشحَ بالباطل إناؤه، فتعوَّض عن صحبته وإنْ عُوِّضتَ الشسعْ، وتصرَّف بحبله وإن أُعطِيتَ النسع، فصاحبُ الصدق: أنفع من الترياق النافع، وقرينُ السوء أضرُّ من السُّم الناقع".
وإن وقع بينك وبين أصدقائك على الفيس: ممازحة وملاطفة، وبدا من بعضهم بعضُ ما لا تُطيقه وتحتمله، فاصبرْ عليهم واحتمل منهم، وإياك والجفاء، واحمل مزاحهم على أحسن وجه ومحمل، كما قال ابن معصوم:
واحملْ مزاح الإخوة ÷ وخلِّ عنك النخوة
فالبسطُ في المصاحبة ÷ يفضي إلى المداعبة
وإنْ سمعتَ نادرة ÷ فلا تَفُهْ ببادرة
لا تغضبنَّ فالغضبْ في ÷ المزح من سوء الأدبْ
وانظرْ إلى المقامِ ÷ وقائلِ الكلامِ
فإنْ يكنْ وليَّا ÷ مصاحبًا صفيَّا
فقوله وإنْ نَبَا ÷ هو الولاءُ المجتبى
وإنْ يكنْ عدوَّا ÷ مكاشحًا مجحوَّا
فقوله وإنْ حلا ÷ هو البلاء المجتلى
ألا ترى للعربِ ÷ تقول عند العجبِ
قاتَلَهُ اللهُ ولا ÷ تقولُ ذاكَ عن قِلا

يتبع إن شاء الله.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام جدا: آداب الفَسْبَكَة
14-03-2017, 11:36 AM
وليس من أدب الفسبكة: أن تسرق ما نشره غيرك إن أعجبك، ورأيتَ فيه قضاء نهمتك الفسبكية؛ فإن من بركة العلم: أن يُنسب العلم والقول إلى صاحبه، فشاركه فائدته وانشر بادرته على صفحتك؛ إذ ليس من المروءة: أن تنتحل كلامه وتنسبه لنفسك، ولا أن تفتخر بالظهور والتفوُّق على أصدقائك ومن تقدَّمك إلى الفسبكة بعلم أو فائدة!!؟؛ فإنك إنما بنفسك تزري، وإياها تنتقص، وقد قيل:
إذا أفادك إنسانٌ بفائدة ÷ من العلوم فأحسنْ شُكرَه أبدا

وقُلْ: فلانٌ جزاه الله صالحةً ÷ أفادنيها وخَلِّ اللؤمَ والحسدا

ونقل أصحاب النوادر وطرف الأخبار: أن العلامة جمال الدين بن مالك النحوي لما نظم ألفيتَه، وقال في مطلعها
وتقتضي رضًا بغير سُخطِ ÷ فائقةً ألفيةَ ابن معطِ

فائقة منها بألف بيتِ
......
أُرْتِجَ عليه، ولم يُفتح له تمام البيت، فنام من ليلته، فاتفق أنه رأى ابن معطي في منامه، فأنشده مطلع ألفيته هذه، وأجاز هذا البيت الذي أُرتج عجزُه على ابن مالك، ولم يُفتح له فيه بقوله:
فائقة منها بألف بيتِ ÷ والحيُّ قد يغلبُ ألفَ مَيْتِ

فاستيقظ ابن مالك، واستحيا منه، وقال:
وهو بسبقٍ حائزٌ تفضيلا ÷ مستوجبٌ ثنائيَ الجميلا

والله يقضي بهباتٍ وافرهْ ÷ لي وله في درجات الآخره

ولهذا: كُتبَ لها القبول، وبورك له فيها؛ لاعترافه بفضل من تقدَّمه وسبقه.

وراعِ أيها المفسبك: سبب الكلام ووقته؛ فلا تتكلم في فرح وترح، إبان أوقات حزن أو همٍّ هجم على أصدقائك وأحبابك، كما أنه يقبح بالمفسبك: أن ينشر على صفحته صورة لطعامه من عشاء أو غداء، كما هو مشاهد من بعض من لا يدري آداب الفسبكة، في حين أن غيره من المبتلَيْن في الأمة يعانون المجاعات والنكبات، كما هو حال أهل العراق والشام وليبيا واليمن وغيرها من أمصار المسلمين المنكوبة.
ونظيره: أن تراعي مقدار كلامك؛ فليس من أدب الفسبكة: أن تُكثر الكلام والكتابة لأصدقائك، دون أن تتيح لهم وقتًا يجيبون فيه على كلامك ورسائلك، وقد قال الفقيه الأديب أبو إسحق النيلي:
أوصيك في نظم الكلام بخمسةٍ ÷ إنْ كنتَ للموصي الشفيق مُطيعا

لا تُغفلَن سببَ الكلام ووقتَه ÷ والكَمَّ والكيفَ والزمانَ جميعا

ومما تجب مراعاته: غض البصر؛ إذ الفيس عرضة لمواقع السوء والرذيلة، فاربأ بنفسك عن مواطن التُّهم، واستحضر مراقبة الله لكْ، واطلاعه على سرِّك وعلانيتكْ، وعظِّم أمرَه ونهيَه في نفسك، واذكر مقامَه الجليل، وموقفك بين يديه.
وقد قال الإمام مجاهد رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾، قال:"هو الرجل يهمُّ بالذنب، فيذكر مقام ربه، فيدع الذنب".
وعمِّرْ باطنك بالمراقبة، وظاهرك بامتثال شرعه، واذكر قوله: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾.
فوالله لن تجني من هذه المواقع إلا الهمَّ وسوء العاقبة، وقد قال بعض الفضلاء:
وكنتَ متى أرسلتَ طرفك رائدًا ÷ لقلبك يومًا أتعبتكَ المناظرُ

رأيتَ الذي لا كلَّه أنتَ قادرٌ ÷ عليه ولا عن بعضه أنتَ صابرُ

ولستُ أحبُّ للفاضل: أن يقحم نفسه في مواقعَ ليست من بابته؛ كالمواقع الخاصة بالنساء ونحوها؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إياكم والدخول على النساء)).
وكذا المواقع الفسبكية التي لا تعتني بالفضائل والآداب، وليس همُّها إلا العبث واللهو والمرح، فإنَّ الفاضل فيها غريب!!؟، كالنخلة في بلاد العجم، على حدِّ قول أبي الطيب المتنبي:
ما مُقامي بأرض نخلة إلا ÷ كمقام المسيح بين اليهودِ

أنا في أمة تداركها الل÷ه غريبٌ كصالحٍ في ثمودِ

أوكما قال أبو الفضل بن النحوي:
أصبحتُ فيمَنْ لهم علمٌ بلا أدب ÷ ومن لهم أدبٌ عارٍ عن الدينِ

أصبحتُ فيهم غريبَ الشكلِ منفردًا ÷ كبيتِ حسَّان في ديوانِ سحنونِ

يريد قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وهانَ على سَراة بني لؤيٍّ ÷ حريقٌ بالبويرة مستطيرُ

فإنه البيت الفرد الوحيد الذي وقع في (المدوَّنة)، وليس فيها شعر غيره؛ فهو غريب من حيثُ كونه شعرًا بين الفقه، ومن حيث إنه لا نظير له في (المدونة).

ومن آداب الفسبكة: أن تتجاهل التعليقات الفسبكية السلبية التي ليس فيها إلا النقد والهجوم وإطلاق التُّهم على المفسبكين جُزافًا؛ لأن فيه تأديبًا لهم، وزجرًا يردعهم عما هم عليه من السلوك المنافر للآداب والأخلاق العامة، فضلاً عن أن التشاغل بالرد عليهم: يشغلك عما أنت بصدده من نفع الناس وإفادتهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه: ((زعيم بيت في الجنة لمن ترك المِراء، وإن كان محقًّا))، وقال الشافعي رحمه الله:
مُتاركة السفيه بلا جوابِ ÷ أشدُّ على السفيه من الجوابِ

وأيضًا:
يُخاطبُني السفيه بكلِّ قُبحٍ ÷ فأكره أن أكون له مُجيبا

يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حلمًا ÷ كعودٍ زادَه الإحراق طيبا

وقرأت بخطِّ العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله: أنه نقل من ظهر حاشية البجيرمي هذين البيتين:
دعهمْ يقولون فينا ما يليقُ بهمْ ÷ دعهمْ بياءٍ وعينٍ ثم واوينِ

مَنْ قال قولاً فذاك القولُ شيمتُه ÷ وصف الكلام لقائله بلامَيْنِ

وحاذر: أن تجعل من صفحتك: محلًّا للخصومات والجدل الذي يقسي القلب، ويورث الصفاقة، ويذهب بماء الوجه، واجتهد: أن تجعل منها دليلاً إلى الخير، وقائدًا إليه، فتنشر فيها ما يُذكر الناس بالفضائل ويرغبهم فيها؛ كالمحافظة على الجماعات، ونوافل الطاعات والقربات، وجميل الأخلاق والمكرمات، والدعوة إلى اجتناب الفواحش والمحرمات.

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام جدا: آداب الفَسْبَكَة
04-04-2017, 04:30 PM
واجتهد أيها المفسبك: أن تكتب ما تكتبه بالعربية، إلا فيما لا بدَّ منه، وتجنَّب اللحنَ الفاحش، وراجع ما تكتبه قبل نشره، ولا تستنكف من ذلك؛ فإنَّ الناس جُبلوا على إعظام من يعربُ كلامَه، ويتخيَّر ألفاظَه، وينتقي عباراته، وقد قال ابن الطبيب:
النحو يبسطُ من لسان الألكنِ ÷ والمرء تُعظمه إذا لم يلحنِ
وإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها ÷ فأجلُّها عندي مقيمُ الألسُنِ

ومن آداب الفسبكة العامة: أن تقرأ ما نشره أصدقاؤك قراءةً واعيةً، قبل الهجوم على كتابة تعليقك؛ حتى لا تقع في الغلط عليهم، فتستدرك ما هو مُثبَت عندهم فيما نشروه، أو تنفي ما نفوه، أو تثبت ما أثبتوه، أو تكرِّر عين ما قالوه، فيعود تعليقُك عليك بالإزراء والحطِّ، وليكن تعليقك مما يضيف جديدًا إلى ما فسبَكه أصدقاؤك، وإياك والغرور والعُجْب بما تنشره أو تعلِّقه في الفيس، فلا تمهِّد لما تفسبكه بالتهويل والتعظيم، وأنك ستأتي فيه بما لم تُسبق إلى مثله، ولا لحقك أحدٌ في شكله؛ فليس هذا من أدب الصحبة الفسبكية، فاسلك سبيل التواضع والسكينة؛ فإنَّ الأرض المنخفضة مليئة بالماء، وقد قيل:
ملأى السنابل تنحني بتواضع ÷ والفارغاتُ رؤوسهنَّ شوامخُ

وأذكرك أخي المفسبك بالحرص على أوقاتك وأنفاسك وأيامك؛ فإنها عمرك الذي هو أغلى ما تملك: أن يضيع ويذهب أمام صفحتك الزرقاء، فاجعل للفيس وقتًا تلج فيه إليه، فلا يكن هو أنيسك الذي تألفه كل وقت!؟، فإنما سمير العقلاء، وجليس الفضلاء: الكتاب، وقد أنشدوا:
قالتْ مسائلُ سحنون لصاحبها ÷ لنْ تُدركَ العلم حتى تلعقَ الصَّبرا
لنْ يدرك العلم بطَّالٌ ولا كَسِلٌ ÷ ولا مَلولٌ ولا مَنْ يألفُ البشَرا

فإياك أن تكون الفسبكة نقمة عليك، كما هو شأن البطَّالين الذين لا نفع فيهم ولا فائدة، لا لأنفسهم ولا لغيرهم، وقد شاهدنا من يفسبك في الثلث الأخير من ليلة السابع والعشرين من رمضان، والناس قيام يناجون ربهم!!؟.
فاربأ بنفسك عن هذه الوضاعة، ولا تشاركهم في هذه البضاعة، وليكن دأبك دأب أرباب المعالي، ممن سهر الليالي، من ذوي الهمم العالية، والعزائم الماضية، الذين قال قائلهم، وهو: أبو الحسن الجُرجاني:
ما تطعمتُ لذة العيش حتى ÷ صرتُ للبيت والكتاب جليسا
ليس شيءٌ أعزَّ عندي من ال÷ علم فما أبتغي سواه أنيسا

واعلم أن إدمان الفسبكة: أضرُّ شيء على طالب العلم؛ لأنها تستفرغ وقته، وتَشغَله عن مراجعة درسه، والعلم - أيًّا كان - لا بد فيه من دوام المطالعة والنظر، وقد قال أبو بكر الجُرجاني:
العلمُ لا يُعطيك محضَ لُبابه ÷ حتى تفارقَ حفظَ حالك والدَّعَهْ
والمرءُ لا يَزورُّ عنه جانبًا ÷ إلا قلاه علمُه أو ودَّعهْ

وإن كتب لك صديقك على العام أو الخاص لمناسبة ما، فلا تتأخر في جوابه والرد عليه، وإن لم تكن موجودًا على الفيس، ورأيت فَسْبَكَتَه لك، فقدِّم لنفسك العذر عنده؛ كيلا يؤثر تباطؤك عن الرد عليه في نفسه شيئًا؛ فإن ردَّ الجواب من المروءة، وقد قال ابن معصوم في مكاتبة أدب الأصحاب:
تواصلُ الأحبابِ ÷ في البُعد بالكتابِ
فكاتب الإخوانا ÷ ولا تكنْ خوَّانا
فتركُكَ المكاتبةْ ÷ ضربٌ من المجانبةْ
والبدءُ للمسافرْ ÷ في الكَتْبِ لا للحاضر
والردُّ للجوابِ ÷ فضلٌ بلا ارتيابِ

ومن طريف ما حُكي من أدب العلماء: أن أبا حيان الأندلسي النَّحْوي زارَ العلامةَ صدرَ الدين بن المرحل، فاتَّفق أنه لم يجده في داره، فكتَبَ أبو حيان على مصراع باب دار ابن المرحل كُنيتَه، فلما شاهدها ابن المرحل، كتَبَ إليه مُنشدًا:
قالوا أبو حيانَ غير مدافعٍ ÷ ملكُ النحاة، فقلتُ بالإجماعِ
اسمُ الملوك على النقود وإنني ÷ شاهدتُ كُنيتَه على المصراعِ

وإن اتفق لك معاتبة أصدقائك المفسبكين، فلا تعاتبهم إلا على الخاص سرًّا، وإياك ونشرَ ذلك على الملأ، واستعمل في عتابك غاية الرفق واللين، ولا تخرج معهم إلى ضرب من الشدَّة والفحش؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانَه، ولا كان الفحش في شيء إلا شانَه)).
وقال ابن معصوم في ذلك:
وإنْ رأيتَ هفوةْ ÷ فانصحهمُ في خَلوةْ
بالرمز والإشارةْ ÷ وألطف العبارةْ
إياك والتعنيفا ÷ والعَذَلَ العنيفا

وإن قرأتَ لصديقك المفسبك كلامًا لم يرُقْ لك، فتأول له واعتذر عنه، واجتهد أن تحمل كلامه على أحسن الوجوه والمحامل، وإياك أن تسترسل في الرد عليه، ودفع مقالته إلى حدِّ الطعن عليه، فليس هذا من حفظ عهود الأصدقاء، وقال ابن معصوم:
وإنْ سمعتَ قيلا ÷ يحتملُ التأويلا
فاحمله خير محملْ ÷ فِعْلَ الرجال الكُمَّلْ
وإن رأيتَ وهْنَا ÷ فلا تسمهمْ طعنا
فالطعنُ في الكلامِ ÷ عند أولي الأحلامِ
أنفذ في الجَنانِ ÷ من طعنة السنانِ
فَعَدِّ عن زلاتهمْ ÷ وسُدَّ من خَلَّاتهمْ

وهكذا إن رأيته فسبك أو شارك بفائدة، تقدم لك معرفتها والاطلاع عليها، فلا تجِبْهُ بأنك قد عرفتها من قبل فتحرجه، وكذا إن نقل نقلاً أو شارك بخبر، فلا تصرِّح له بخطأ ما نقله أمام العامة، ولا تُكذِّبْه فيما أخبر به، سواء تيقنتَ كذب خبره وغلط نقله أو لا، بل اكتب له على الخاص فيما بينك وبينه، وبيِّن له غلط نقله وكذب خبره بالدليل دون مراء أو جدل؛ كما قال ابن معصوم:
وإنْ أتى بنقلِ ÷ سمعته من قبلِ
فلا تقلْ هذا الخبرْ ÷ علمتُه فيما غَبَرْ
ولا تُكذِّبْ ما روى ÷ ودعْ سبيلَ من غوى

وعن عطاء بن أبي رباح قال:" إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له كأن لم أسمعه قط، وقد سمعته قبل أن يولد".
إلا إذا كان غلطه فاحشًا، وأصرَّ عليه ولم يرعوِ عن غيِّه ويرجع عنه، وتحققتَ المصلحة له وللعامة في المجاهرة بخطأ ما نقل، وكذب ما أخبر، ولا سيما إن كان في أحكام الشرع وأخباره، مما لا يسعك السكوت عنه - فلك أن تصرِّح بفساد نقله، وكذب خبره؛ لئلا يغترَّ به العامة، فيتابعوه عليه.
واحذر أن تكون نهمتك دومًا فيما تحاور فيه أصدقاءَك المفسبكين من القضايا والآراء: أن تنتصر عليهم، ويعلو رأيُك آراءَهم!!؟؛ فإن كسب قلوبهم وودهم: خيرٌ وأولى لك من كسب القضية.
وإن أرسلت إلى صديقك رابطًا مقروءًا أو مسموعًا ومشاهدًا، فتأكَّد قبل إرساله من خُلوِّه من الفيروسات التي تفسد عليه حاسوبه الآلي، وإن لم يكن لك خبرة في هذا الشأن، فلا تأنف من مراجعة واستشارة ذوي الخبرة والعلم بغوامض الحاسوب وخباياه وأسراره، فلا أظنك تحب لنفسك وحاسوبك: أن تعلقه أشراك الفيروسات، فأحببْ لأصدقائك ما تحبه لنفسك، واكرَهْ لهم ما تكرهه لنفسك؛ فإنه من الإيمان، كما تعلم.

يتبع إن شاء الله.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام جدا: آداب الفَسْبَكَة
08-04-2017, 11:05 AM
ومن أدب الفيس: أنك إذا فسبكتَ شيئًا، فعلَّق عليه جماعةُ أصحابك المفسبكين، فاشكرهم أو علِّق على تعليقاتهم بما يليق ويناسب المقام، أو اعمل لهم إعجابًا، وإن اتَّفق وقوع جفوة بينك وبين بعض أصدقائك، فإياك أن تخصَّ إخوانَك بالإعجاب والتعليق والثناء دونه؛ فإنه مجانب للمروءة، وليس هو من شيم الكرام، بل لعل تعليقك عليه أو إعجابك بتعليقه، يزيل ما كان بينكما من الجفاء والوحشة.
ولا ريب عند كل من مارس الفسبكة، أن هذا العالم الأزرق مظنة الأخبار الكاذبة، فاحذر أيها المفسبك من الأخبار الواردة فيه، ولا تتعجل نقلَها والترويجَ لها وإشاعتَها ومشاركتَها، إلا بعد التيقُّن من صِدْقها من المصادر الموثوق بها؛ فقد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾، وفي قراءة الأخوين: (فتثبَّتوا).
وقالوا: (ما آفة الأخبار إلا رواتُها)، وفي (الصحيح) عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحَدِّثَ بكلِّ ما سمع)).
وليس من أدب الفسبكة: أن تنشر مع تعليقك صورًا للفنانين والممثلين من المشهورين بالفسق والمجون، كما هو مشاهد من بعض من لا يدري آداب الفسبكة، وتَعَوَّضْ عن ذلك بنشر ما يشرح الصدر، ويكتحل به النظر، من صور الأزهار والورود والحدائق والأنهار، ونحو ذلك.
ولا بأس من نشر صور أهل العلم والفضل والأدب، وأهل الخير والصلاح عند الحديث عنهم، أو الكتابة عن آثارهم؛ فإن النظر إليهم حال سماع أخبارهم وأحوالهم: يورث الاقتداء بهم، ويبعث على اتباعهم وسلوك سبيلهم، ويشحذ الهمم إلى المعالي، ويدفع النفس نحو الفضائل؛ كما قيل:
كانتْ مُساءَلةُ الركبانِ تخبرنا ÷ عن جعفر بن فلاحٍ أطيبَ الخبرِ
لما التقينا فلا والله ما سمعتْ ÷ أُذني بأحسنَ مما قد رأى بصري

وإذا فسبكتَ مشاركًا مع أصدقائك في رأي، أو نشرتَ ما يقال له في عُرف المفسبكين:(بوست)، فَضمِّنه فائدة أو نقلاً مشتملاً على نادرة، ولا يكن كلامك خلوًا من الفوائد، وليس يوجد فيه إلا الكلام السرد المجرَّد، بل طرِّزه بكلام العلماء والأدباء والفضلاء، وانثر عليه من مستجاد الأشعار، ولطائف الأخبار، وإلا مَلَّ أصدقاؤك من كلامك؛ فإن النفوس تميل إلى الجديد والمفيد، وتستروح إلى قراءَته والاطلاع عليه.
وهذا الفيس أشبه بالمجالس والمحاضر، أو الكتب والدفاتر، فمن وجد في المجلس أو الكتاب ما يُفيده ويقتنصه من الفوائد: مال إليه واقتناه، وإلا هجرَه وقلاه، كمجالس الشيوخ، وقد كان العلامة أبو عبد الله بن عرفة يقول:" إن الكتاب إن لم يكن مشتملاً على جديد من الفنون والمعارف، فهو تحبير للكاغد والورق دون طائل، ولا يشمله عموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أو علم يُنتفع به))، وكان يذهب إلى أن مجالس الشيوخ ودروسهم، إن خلتْ من الفوائد والنقول، فالأولى ألا يحضرها الطالب المجتهد؛ لأن حضورها والحال هذه: تضييع للعمر والوقت دون فائدة، فليجتهد هو لنفسه في التحصيل، وينقطع إلى الطلب، وفي ذلك يقول:
إذا لم يكنْ في مجلس الدرس نُكتةٌ ÷ وتقريرُ إيضاحٍ لمشكل صورةِ
وعزو غريب النقل أو فتحُ مقفلٍ ÷ أو إشكالٍ أبدته نتيجةُ فكرةِ
فدعْ سعيَه وانظر لنفسك واجتهدْ ÷ وإياك تركًا فهو أقبحُ خَلَّةِ

فليكن الأثير الأزرق الخاص بك: مجلسًا أو كتابًا عامرًا بنوادر الفرائد، زاخرًا بأنفع الفوائد، مما يحتاج أصدقاؤك إليه في الدنيا والآخرة، بحيث يكون مضرب المثل لهم، وأنموذجًا يحتذيه المفسبكون.

ومن الأدب: أنك إذا نشرتَ على صفحة صديقك شيئًا أن تشير إلى اسمه بوجه يليق به وبمقامه، ولا تنشر فيها ما تعلم من حاله أنه لا يميل إليه، سواء كان مسموعًا أو مقروءًا أو مرئيًّا.
وإياك والكلام الذي لا ينبغي ولا يليق مع الفتيات والنساء في الفيس، إلا إن كان لحاجة أو مصلحة تجتمعان فيها؛ كعلم ونحوه.
ولا بأس بصحبة وصداقة من يؤمن جانبُه من أهل البدع ومن غير المسلمين؛ كالنصارى ونحوهم، ولا سيما إن طمعت في هدايته، ولمست فيه نفسًا نزَّاعة للخير، مجانبة للشر، وقد كان لعطاء بن أبي رباح صديق من أهل الذمة ينادمه، فكان يدعوه إلى الإسلام المرة بعد المرة، فقال الذمِّيُّ له يومًا:" والله ما بي كراهية للإسلام، إلا أنني أحبُّ الخمرَ وهو يحرِّمها"، فقال عطاء:" أسلم واشرَبْها"، فقال الذمِّيُّ:" ويستقيم هذا؟"، قال عطاء: "بلى"، فأسلَمَ، حتى إذا تمكن الدين من قلبه، قال له عطاء:" إن لم تنتهِ عن شرب الخمر جلدناك الحدَّ!"، فقال الذمِّيُّ:" إذن أرجع عن الإسلام"، فقال عطاء:" إن ارتددتَ قتلناك"، فتركها وحسُن إسلامه، فتأمَّل كيف أخذه عطاء بالحيلة، واستعمل معه غاية الحِلم والرفق والحكمة.
وهكذا القول في الفتيات والنساء المفسبكات؛ فإنهن يعتنين بالحشمة الزائدة، ويُظهرن الستر والحياء، حتى كأنه يُشاهَد على صفحاتهن الفسبكية.
وإياك ونشر ما يُظهرُ عورات النساء ويُسفر عن زينتهن، بدعوى أن لا أصدقاء لها في الفيس إلا من خواص صويحباتها المفسبكات، دون العامة والرجال، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة)).
ولتكن إحداهن في الحياء والحشمة: كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (يرحم الله نساء المهاجرين الأُوَل، لما أنزل الله: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾: شققن مروطَهن فاختمرن بها)، وفي رواية: (أخذن أُزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها).
وكأُميمة الشنفرى، التي أطنب في وصف حيائها وأخلاقها، فقال - وهو عندي أجود شعر قالته العرب في النساء -:
بِعَيْنَيَّ ما أَمْستْ فبَاتتْ فأَصبحت ÷ فقَضّتْ أُمُورًا فاستقَلَّتْ فَوَلَّتِ
فَوَاكَبِدَا على أُميْمَةَ بَعْدَ ما ÷ طَمِعْتُ، فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ
لقد أعجبتني لا سَقُوطًا قِناعُها ÷ إِذا ما مَشَتْ ولا بِذَات تَلَفُّتِ
تَبِيتُ بُعيدَ النَّوْمِ تُهْدِي غَبُوقَها ÷ لِجارَتِها إِذَا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ
تَحُلُّ بِمَنْجَاةٍ مِن اللَّوْمِ بَيْتَها ÷ إِذا ما بُيُوتٌ بالمَذَمَّةِ حُلَّتِ
كأَنَّ لهَا في الأَرضِ نِسْيًا تَقُصُّهُ ÷ على أَمِّها وإِنْ تُكَلِّمْكَ تَبْلَتِ
أُميْمةُ، لا يُخْزِي نَثَاهَا حَلِيلَها ÷ إِذا ذُكِرَ النِّسْوَانُ عَفَّتْ وجَلَّتِ
إِذا هُوَ أَمْسَى آبَ قُرَّةَ عَيْنِهِ ÷ مآبَ السَّعيدِ لم يَسَلْ: أَيْنَ ظَلَّتِ
فَدَقَّتْ وجَلَّتْ واسْبَكَرَّتْ وأُكْمِلَت ÷ فَلَوْ جُنَّ إِنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ

وهذا آخر ما قصدنا جمعه والتنبيه عليه من الآداب والأخلاق الفسبكية التي يقبح بالمفسبك مع أصدقائه وإخوانه التخلُّفُ عن مراعاتها، ويجمل به التحلي بجملتها، والاتِّصاف بأوصافها، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
والحمد لله أولاً وآخرًا، باطنًا وظاهرًا، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلَّم كثيرًا.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:42 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى