تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-07-2007
  • الدولة : بلجيكا
  • المشاركات : 33,077
  • معدل تقييم المستوى :

    53

  • إخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the rough
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
صفات الله الثلاثَ عشرة
14-04-2008, 06:03 PM
الحمد لله ربّ العالمين و صلّى الله على سيّدنا محمد و على آله و أصحابه و بعد،

فقد جرت عادة العلماء المؤلّفينفي العقيدة : إنّ الواجب العينيّ المفروض على كلّ مكلّف أي البالغ، العاقل، أن يعرف من صفات الله ثلاث عشرة صفة أي أن يعرف معانيها، و لا يجب عليه حفظ ألفاظهاـ و ذلك لتكرّر ذكرها في القرآن كثيرا إمّا لفظا و إمّا معن، و هي صفات أوليّة أبديّة بإتّفاق أهل الحق لا تشبه صفات البشر، و هي : الوجود، الوحدانية، القِدم أي الأزليّة، و البقاءـ و قيامه بنفسه، و القدرةـ و الإرادة، و العلم و السّمع و البصر و الحياة و الكلام و تنزّهه عن المشابهة للحادث.

صفة الوجود
الله تعالى موجود أزلا و أبدا قال الله تعالى * أَ فِي اللهِ شَكّ * أي لا شكّ في وجوده فليس وجوده تعالى بإيجاد موجد. و الله تعالى موجود لا يشبه الموجودات، موجود بلا كيف و لا مكان كما قال الإمام عليّ كرّم الله وجهه : " كان الله و لا مكان و هو الآن على ما عليه كان ".
و قال الإمام أحمد الرّفاعي : " غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف و لا مكان ".
فمعرفتنا نحن بالله ليست على سبيل الإحاطة بل بمعرفة ما يحبّ الله من الصّفات كالعلم، و معرفة ما يستحيل في حقّه تعالى كالشّريك، و معرفة ما يجوز في حقّه سبحانه كإيجاد شيئ و إعدامه.

صفة الوحدانيّة
الله تعالى واحد لا شريك له أي ليس له ثان، و ليس مركّبا مؤلّفا كالأجسام، فالعرش و ما دونه من الأجرام مؤلَّف من أجزاء فيستحيل أن يكون بينه و بين الله مشابهة، فلا نظير لله تعالى في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله، قال تعالى : " و إلهكم إله واحد " سورة البقرة 163، فالله تعالى لو لم يكن واحدا و كان متعدّدا لم يكن العالَم منتظما، لكنّ العالَم منتظم فوجب أنّ الله تعالى واحد، قال الإمام أبو حنيفة : " و الله واحد لا من طريق العدد و لكم من طريق أنّه لا شريك له " .

صِفة القِدَم
الله تعالى قديم بمعنى أنّه لا بداية لوجوده أي أزليّ، لأنّ الإله لا بدّ أن يكون أزليّا و إلاّ لكان محتاجا إلى غيره و المحتاج إلى غيره لا يكون إلها و ما سواه تعالى فهو حادث مخلوق قال تعالى : " هو الأوّل و الآخر " . و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : " كان الله و لم يكن شيئ غيره ". أي أنّ الله لم يزل موجودا في الأزل ليس معه غيره لا ماء و لا هواء و لا أرض و لا سماء و لا عرش و لا كرسي و لا ملائكة و لا زمان و لا مكان فهو الّذي خلق المكان فليس بحاجة إليه، و من قال العالَم أزليّ بجنسه فقط أو بجنسه و أفراده فهو كافر مكذّب لله و رسوله.

صفة البقاء
الله تعالى موجود باق إلى ما لا نهاية له، فلا يلحقه فناء لأنّه لمّا ثبت وجوب قدَمه تعالى وجب له البقاء، و البقاء الّذي هو واجب لله هو البقاء الذّاتي أي ليس بإيجاب غيره البقاءله، بل هو يستحقّه لذاته لا لشيئ آخر، قال تعلى : " و يبقى وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام ". و أمّا البقاء الّذي يكون لبعض خلق الله كالجنّة و النّار الثّابت بالإجماع فهو ليس بقاءا ذاتيّا لأنّ الجنّة و النّار حادثتان و الحادث لا يكون باقيا لذاته، فبقاء الجنّة و النّار ليس بذاتهما بل لأنّ الله شاء لهما البقاء و أمّا عقلا فيجوز عليهما الفناء لكونهما حادثين.

صفة القيام بالنّفس
الله تعالى مستغن عن كلّ ما سواه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه إذ الإحتياج للغير علامة الحدوث و الله منزّه عن ذلك و كلّ شيئ سوى الله محتاج إلى الله لا يستغني عن الله طرفة عين.
قال تعالى : " فإنّ الله غنيّ عن العالمين " سورة آل عمران/98
و قال الإمام عليّ رضي الله عنه : " إنّ الله خلق العرش إظهارا لقدرته و لم يتّخذه مكانا لذاته".
و الله تعالى لا ينتفع بطاعة الطّائعين و لا ينضرّ بعصيان العصاة، فقد خلق السّموات و الأرض في ستّة أيّام ليعلّمنا التّأنّي في الأمور، و لا يصيبه تعب لأنّه منزّه عن التّعب، فالله موجود بلا مكان و لا جهة لأنّه ليس جسما.

صفة القدرة
الله تعالى موصوف بصفة أزليّة أبديّة يؤثّر بها في الممكنات أي في كلّ ما يجوز في العقل وجوده و عدمه، قال تعالى : " و هو على كلّ شيئ قدير" سورة المائدة /120 فالله تعالى يستحيل عليه العجز، لأنّه لو لم يكن قادرا لكان عاجزا، و لو كان عاجزا لما وُجد هذا العالم.

صفة الإرادة
الله تعالى موصوف بالإرادة و هي بمعنى المشيئة يخصّص الله بها الممكن العقلي بصفة دون صفة، و هي واجبة له تعالى و شاملة لجميع أعمال العباد الخير منها و الشّرّ. و قد ورد أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم علّم بنته فاطمة أن تقول * ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن *

صفة العلم
الله تعالى يعلم بعلمه الأزليّ كلّ شيئ يعلم ما كان و ما يكون و ما لا يكون قال تعالى : " و هو بكلّ شيئ عليم "
فعلم الغيب جميعه خاص بالله تعالى، أمّا بعض الغيب فإنّ الله يُطلع عليه بعض خلقه و هم الأنبياء و الأولياء.
و يكفر من يقول أنّ الرّسول يعلم كلّ شيئ يعلمه الله، لأنّه جعل الرّسول مساويّا لله في صفة العلم.
إنّ من المقرّر بين الموحّدين أنّ الله تعالى لا يساويه خلقه بصفة من صفاته.

صفة السّمع
الله تعالى يسمع بسمع أزليّ أبديّ كلّ المسموعات بلا أذن و لا آلة أخرى، و أمّا سمع المخلوقات فهو حادث مخلوق.
قال تعالى : " قد سمِع الله قول الّتي تجادلك في زوجها " سورة المجادلة / 1

صفة البصر
الله تبارك و تعالى يرى الحادثات برؤيته الأزليّة و بصره لا يشبه بصر المخلوقات لأنّه سبحانه يرى كلّ المبصرات من غير حاجة إلى حدقة و لا إلى شعاع ضوء، أمّا بصر المخلوقات فهو بآلة، قال تعالى : " و هو السّميع البصير " سورة الشّورى/11
فلا بدّ لمن أراد النّجاة أن يتعلّم علم التّنزيه تفهّما من أفواه أهل العلم كي لا يقع في تشبيه الله بخلقه.

صفة الكلام
الله تبارك و تعالى متكلّم بكلام أزليّ أبديّ لا يشبه كلام المخلوقين ليس لكلامه إبتداء، ليس له إنتهاء، لا يطرأ عليه سكوت أو تقطّع لأنّه ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة و أمّا كلام المخلوقين فهو بحرف و صوت و بالآلات.
قال تعالى : " و كلّم الله موسى تكليما "
و قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : و يتكلّم لا ككلامنا، نحن نتكلّم بالآلات من المخارج و الحروف و الله متكلّم بلا آلة و لا حرف.
فالله سبحانه مباين أي غير مشابه لجميع المخلوقات في الذّات ( أي ذاته لا يشبه ذوات المخلوقات )
و الصّفات ( فصفاته لا تشبه صفات المخلوقات ) و الفعل ( أي فعله لا يشبه فعل المخلوقات )

صفة الحياة
الله تعالى موصوفا بحياة أزليّة أبديّة ليست بروح و لحم و دم و هو سبحانه و تعالى يستحيل عليه الموت لأنّه لو لم يكن حيّا لم يوجد شيئ من هذا العالم لأنّ من ليس حيّا لا يتّصف بالقدرة و الإرادة و العلم، و لو كان الله تعالى غير متّصف بهذه الصّفات لكان متّصفا بالضّدّ و ذلك نقص و الله منزّه عن النّقص. أمّا حياة المخلوقين فهي بإجتماع الرّوح و الجسد و لحم و عظم و دم و يدخلها التّقطّع و امّا حياة الله فكسائر صفاته لا يدخلها التّقطّع قال تعالى : " الله لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم"

صفة المخالفة للحوادث
الله تعالى متّصف بكلّ كمال يليق به و هو منزّه عن كلّ نقص أي ما لا يليق به تعالى كالجهل و العجز و المكان و الحيّز و اللّون و الحدّ.
قال تعالى : " ليس كمثله شيئ " سورة الشّورى/11
قال الإمام أبو جعفر الطّحّاوي * المتوفّى 329 ه * : تعالى يعني الله عن الحدود و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات و لا تحويه الجهات السّتّ كسائر المُبتَدَعات.
أي لا تحوي الله تعالى الجهات السّتّ كما تحوي جميع الأحجام، إذ الأحجام لا تخلو عن التّحيّز في إحدى الجهات السّتّ، لأنّ الحجم لا بدّ أن يكون في مكان. إذن الله موجود بلا مكان و لا جهة و لا يجري عليه الزّمان.

و صلِّ اللهمّ و سلّم و بارك على سيّدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

اللهمّ علّمنا ما ينفعنا و نفّعنا بما علّمتنا و زدنا علما
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية imad07
imad07
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 25-08-2007
  • المشاركات : 3,955
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • imad07 is on a distinguished road
الصورة الرمزية imad07
imad07
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزالدين بن عبد الله
عزالدين بن عبد الله
مشرف منتدى الحقوق و العلوم السياسية
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2006
  • المشاركات : 5,248
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • عزالدين بن عبد الله will become famous soon enough
الصورة الرمزية عزالدين بن عبد الله
عزالدين بن عبد الله
مشرف منتدى الحقوق و العلوم السياسية
رد: صفات الله الثلاثَ عشرة
14-04-2008, 06:22 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إخلاص مشاهدة المشاركة
الحمد لله ربّ العالمين و صلّى الله على سيّدنا محمد و على آله و أصحابه و بعد،


فقد جرت عادة العلماء المؤلّفينفي العقيدة : إنّ الواجب العينيّ المفروض على كلّ مكلّف أي البالغ، العاقل، أن يعرف من صفات الله ثلاث عشرة صفة أي أن يعرف معانيها، و لا يجب عليه حفظ ألفاظهاـ و ذلك لتكرّر ذكرها في القرآن كثيرا إمّا لفظا و إمّا معن، و هي صفات أوليّة أبديّة بإتّفاق أهل الحق لا تشبه صفات البشر، و هي : الوجود، الوحدانية، القِدم أي الأزليّة، و البقاءـ و قيامه بنفسه، و القدرةـ و الإرادة، و العلم و السّمع و البصر و الحياة و الكلام و تنزّهه عن المشابهة للحادث.

صفة الوجود
الله تعالى موجود أزلا و أبدا قال الله تعالى * أَ فِي اللهِ شَكّ * أي لا شكّ في وجوده فليس وجوده تعالى بإيجاد موجد. و الله تعالى موجود لا يشبه الموجودات، موجود بلا كيف و لا مكان كما قال الإمام عليّ كرّم الله وجهه : " كان الله و لا مكان و هو الآن على ما عليه كان ".
و قال الإمام أحمد الرّفاعي : " غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف و لا مكان ".
فمعرفتنا نحن بالله ليست على سبيل الإحاطة بل بمعرفة ما يحبّ الله من الصّفات كالعلم، و معرفة ما يستحيل في حقّه تعالى كالشّريك، و معرفة ما يجوز في حقّه سبحانه كإيجاد شيئ و إعدامه.


صفة الوحدانيّة
الله تعالى واحد لا شريك له أي ليس له ثان، و ليس مركّبا مؤلّفا كالأجسام، فالعرش و ما دونه من الأجرام مؤلَّف من أجزاء فيستحيل أن يكون بينه و بين الله مشابهة، فلا نظير لله تعالى في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله، قال تعالى : " و إلهكم إله واحد " سورة البقرة 163، فالله تعالى لو لم يكن واحدا و كان متعدّدا لم يكن العالَم منتظما، لكنّ العالَم منتظم فوجب أنّ الله تعالى واحد، قال الإمام أبو حنيفة : " و الله واحد لا من طريق العدد و لكم من طريق أنّه لا شريك له " .

صِفة القِدَم
الله تعالى قديم بمعنى أنّه لا بداية لوجوده أي أزليّ، لأنّ الإله لا بدّ أن يكون أزليّا و إلاّ لكان محتاجا إلى غيره و المحتاج إلى غيره لا يكون إلها و ما سواه تعالى فهو حادث مخلوق قال تعالى : " هو الأوّل و الآخر " . و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : " كان الله و لم يكن شيئ غيره ". أي أنّ الله لم يزل موجودا في الأزل ليس معه غيره لا ماء و لا هواء و لا أرض و لا سماء و لا عرش و لا كرسي و لا ملائكة و لا زمان و لا مكان فهو الّذي خلق المكان فليس بحاجة إليه، و من قال العالَم أزليّ بجنسه فقط أو بجنسه و أفراده فهو كافر مكذّب لله و رسوله.

صفة البقاء
الله تعالى موجود باق إلى ما لا نهاية له، فلا يلحقه فناء لأنّه لمّا ثبت وجوب قدَمه تعالى وجب له البقاء، و البقاء الّذي هو واجب لله هو البقاء الذّاتي أي ليس بإيجاب غيره البقاءله، بل هو يستحقّه لذاته لا لشيئ آخر، قال تعلى : " و يبقى وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام ". و أمّا البقاء الّذي يكون لبعض خلق الله كالجنّة و النّار الثّابت بالإجماع فهو ليس بقاءا ذاتيّا لأنّ الجنّة و النّار حادثتان و الحادث لا يكون باقيا لذاته، فبقاء الجنّة و النّار ليس بذاتهما بل لأنّ الله شاء لهما البقاء و أمّا عقلا فيجوز عليهما الفناء لكونهما حادثين.

صفة القيام بالنّفس
الله تعالى مستغن عن كلّ ما سواه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه إذ الإحتياج للغير علامة الحدوث و الله منزّه عن ذلك و كلّ شيئ سوى الله محتاج إلى الله لا يستغني عن الله طرفة عين.
قال تعالى : " فإنّ الله غنيّ عن العالمين " سورة آل عمران/98
و قال الإمام عليّ رضي الله عنه : " إنّ الله خلق العرش إظهارا لقدرته و لم يتّخذه مكانا لذاته".
و الله تعالى لا ينتفع بطاعة الطّائعين و لا ينضرّ بعصيان العصاة، فقد خلق السّموات و الأرض في ستّة أيّام ليعلّمنا التّأنّي في الأمور، و لا يصيبه تعب لأنّه منزّه عن التّعب، فالله موجود بلا مكان و لا جهة لأنّه ليس جسما.

صفة القدرة
الله تعالى موصوف بصفة أزليّة أبديّة يؤثّر بها في الممكنات أي في كلّ ما يجوز في العقل وجوده و عدمه، قال تعالى : " و هو على كلّ شيئ قدير" سورة المائدة /120 فالله تعالى يستحيل عليه العجز، لأنّه لو لم يكن قادرا لكان عاجزا، و لو كان عاجزا لما وُجد هذا العالم.

صفة الإرادة
الله تعالى موصوف بالإرادة و هي بمعنى المشيئة يخصّص الله بها الممكن العقلي بصفة دون صفة، و هي واجبة له تعالى و شاملة لجميع أعمال العباد الخير منها و الشّرّ. و قد ورد أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم علّم بنته فاطمة أن تقول * ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن *

صفة العلم
الله تعالى يعلم بعلمه الأزليّ كلّ شيئ يعلم ما كان و ما يكون و ما لا يكون قال تعالى : " و هو بكلّ شيئ عليم "
فعلم الغيب جميعه خاص بالله تعالى، أمّا بعض الغيب فإنّ الله يُطلع عليه بعض خلقه و هم الأنبياء و الأولياء.
و يكفر من يقول أنّ الرّسول يعلم كلّ شيئ يعلمه الله، لأنّه جعل الرّسول مساويّا لله في صفة العلم.
إنّ من المقرّر بين الموحّدين أنّ الله تعالى لا يساويه خلقه بصفة من صفاته.

صفة السّمع
الله تعالى يسمع بسمع أزليّ أبديّ كلّ المسموعات بلا أذن و لا آلة أخرى، و أمّا سمع المخلوقات فهو حادث مخلوق.
قال تعالى : " قد سمِع الله قول الّتي تجادلك في زوجها " سورة المجادلة / 1

صفة البصر
الله تبارك و تعالى يرى الحادثات برؤيته الأزليّة و بصره لا يشبه بصر المخلوقات لأنّه سبحانه يرى كلّ المبصرات من غير حاجة إلى حدقة و لا إلى شعاع ضوء، أمّا بصر المخلوقات فهو بآلة، قال تعالى : " و هو السّميع البصير " سورة الشّورى/11
فلا بدّ لمن أراد النّجاة أن يتعلّم علم التّنزيه تفهّما من أفواه أهل العلم كي لا يقع في تشبيه الله بخلقه.

صفة الكلام
الله تبارك و تعالى متكلّم بكلام أزليّ أبديّ لا يشبه كلام المخلوقين ليس لكلامه إبتداء، ليس له إنتهاء، لا يطرأ عليه سكوت أو تقطّع لأنّه ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة و أمّا كلام المخلوقين فهو بحرف و صوت و بالآلات.
قال تعالى : " و كلّم الله موسى تكليما "
و قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : و يتكلّم لا ككلامنا، نحن نتكلّم بالآلات من المخارج و الحروف و الله متكلّم بلا آلة و لا حرف.
فالله سبحانه مباين أي غير مشابه لجميع المخلوقات في الذّات ( أي ذاته لا يشبه ذوات المخلوقات )
و الصّفات ( فصفاته لا تشبه صفات المخلوقات ) و الفعل ( أي فعله لا يشبه فعل المخلوقات )

صفة الحياة
الله تعالى موصوفا بحياة أزليّة أبديّة ليست بروح و لحم و دم و هو سبحانه و تعالى يستحيل عليه الموت لأنّه لو لم يكن حيّا لم يوجد شيئ من هذا العالم لأنّ من ليس حيّا لا يتّصف بالقدرة و الإرادة و العلم، و لو كان الله تعالى غير متّصف بهذه الصّفات لكان متّصفا بالضّدّ و ذلك نقص و الله منزّه عن النّقص. أمّا حياة المخلوقين فهي بإجتماع الرّوح و الجسد و لحم و عظم و دم و يدخلها التّقطّع و امّا حياة الله فكسائر صفاته لا يدخلها التّقطّع قال تعالى : " الله لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم"

صفة المخالفة للحوادث
الله تعالى متّصف بكلّ كمال يليق به و هو منزّه عن كلّ نقص أي ما لا يليق به تعالى كالجهل و العجز و المكان و الحيّز و اللّون و الحدّ.
قال تعالى : " ليس كمثله شيئ " سورة الشّورى/11
قال الإمام أبو جعفر الطّحّاوي * المتوفّى 329 ه * : تعالى يعني الله عن الحدود و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات و لا تحويه الجهات السّتّ كسائر المُبتَدَعات.
أي لا تحوي الله تعالى الجهات السّتّ كما تحوي جميع الأحجام، إذ الأحجام لا تخلو عن التّحيّز في إحدى الجهات السّتّ، لأنّ الحجم لا بدّ أن يكون في مكان. إذن الله موجود بلا مكان و لا جهة و لا يجري عليه الزّمان.

و صلِّ اللهمّ و سلّم و بارك على سيّدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


اللهمّ علّمنا ما ينفعنا و نفّعنا بما علّمتنا و زدنا علما
بارك الله فيك إضافة بسيطة بالنسبة لصفة الكلام


قال الله تعالى وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا سورة النساء الآية 164
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سعاد.س
سعاد.س
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 06-01-2007
  • الدولة : فيينا/ النمسا
  • المشاركات : 6,483
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • سعاد.س is on a distinguished road
الصورة الرمزية سعاد.س
سعاد.س
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: صفات الله الثلاثَ عشرة
15-04-2008, 09:11 AM
عن الصفات الالهية للشيخ الدكتور محمد امان الجامي رحمه الله


يرى السلف أن السنة تبين الكتاب وتوضحه وتفسره، بل السنة خير تفسير يفسر به القرآن بعد القرآن، بل قد يتوقف فهم بعض ما أجمل في القرآن إلا بواسطة السنة، وقد ترد أحكام بل صفات من صفات الله تعالى في السنة غير مذكورة في الكتاب، فيجب الأخذ بهما معاً دون محاولة تفريق بينهما، لأنها وحي من عند الله من حيث المعنى. ولقد رأينا السلف كيف استغرقوا في القرآن تلاوة وحفظاً وعكوفاً على تفسيره وتفهمه، منفذين أحكامه ومستنبطين منه القواعد في النظر العقلي، ومستمدين منه حقائق عالم الغيب هذا.
ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه، فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين، بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة، وهم أصحاب هذا المنهج، وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة، أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم"
[16].
وموقفهم من هذا المبحث واضح مما تقدم وهو الاتباع المطلق لأنه مبحث توفيقي لا يخضع للاجتهاد أو الاستحسان أو القياس، بأن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تحريف للنصوص باسم التأويل، ودون تشبيه لصفاته بصفات خلقه، انطلاقاً من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
[17]، {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[18]، وهنا ثلاث نقاط ينبغي أن نعتبرها أسساً في هذا الباب:
1- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم،

لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله: {أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ}[19]، كما لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[20].
2- تنـزيه الله عز وجل من مشابهة الحوادث في صفاته في ضوء قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
[21]، والآية تشتمل على التنـزيه لله والإثبات معاً كما ترى.
3- عدم محاولة إدراك حقيقة صفاته كما لم تدرك حقيقة ذاته سبحانه إيماناً بقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}
[22]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[23].
ومن التزم بهذه الأسس الثلاثة لا يكاد يتورط فيما تورط فيه المعطلون لصفات الله بدعوى التنـزيه، ولا يقع في التشبيه بالمبالغة في الإثبات بل هو دائماً على الحق الذي هو وسط بين الطرفين. وهو الذي عليه أئمة المسلمين بل كل إمام من الأئمة المشهود لهم بالإمامة يدعو إلى هذا المنهج فإليك نموذجاً من كلام بعضهم وهو شرح لما كان عليه الأمر عند الرعيل الأول:
أ- قال الإمام الأوزاعي: كنا - والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات. نقل هذا التصريح عن الإمام الأوزاعي الإمام البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات"
[24]، وهو تصريح يدل على إجماع التابعين المبني على إجماع الصحابة المستند إلى صريح الكتاب وصحيح السنة في صفة الاستواء وغيرها من الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
والإمام الأوزاعي -كما يصفه شيخ الإسلام ابن تيمية- أحد الأئمة الأربعة الذين كانوا في عصر تابع التابعين وهم:
1- مالك بن أنس بالحجاز المتوفى سنة 179هـ.
2- الأوزاعي بالشام المتوفى سنة 157هـ.
3- الليث بن سعد بمصر المتوفى سنة 175هـ.
4- الثوري بالعراق المتوفى سنة 161هـ.
وذكر الأوزاعي هذا الإجماع عندما ظهر جهم بن صفوان منكراً كون الله تعالى فوق عرشه، بل نافياً جميع صفات الله تعالى ذكره ليعرف الناس أن ما نادى به جهم مخالف لما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومصطدم من منهجهم لئلا ينطلي على عامة الناس دعواه بأن ما انتهى إليه مؤيد بالبراهين العقلية التي هي في واقعها وهميات وخيالات لا حقيقة لها.
ب- سئل الإمام محمد بن شهاب الزهري "المتوفى سنة 125" والإمام مكحول "توفي وله بضع عشرة سنة بعد المائة" سئلا عن تفسير أحاديث الصفات؟ فقالا: أمروها كما جاءت.
وروي مثل هذا الجواب عن الإمام مالك، والليث، والثوري، فقالوا جميعاً في أحاديث الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف.
والزهري ومكحول -كما يصفهما الإمام ابن تيمية- من أعلم التابعين، ووصف الأربعة الذين تقدم ذكرهم، وهم مالك وزملاؤه أنهم أئمة الدنيا في عصر تابع التابعين. وفي الوقت الذي يحثون على المنهج السلفي، فإنهم يحذرون الناس عن منهج أهل الكلام. فهذا الإمام الشافعي يقول في ذم أهل الكلام والتنفير عنه: "حكمي في أهل الكلام أن يُطاف بهم في القبائل والعشائر ويضربوا بالجريد، ويُقال: هذا جزاء من ترك كتاب الله واتبع علم الكلام"
[25]اهـ.
أما الإمام مالك
[26] فما أروع ما قاله! في هذا الصدد، إذ يقول رحمه الله: "أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام لجدل هؤلاء؟!"[27].
وبعد: فلو أن مسألة من المسائل الفقهية الفرعية نالت مثل هذا الاتفاق من هؤلاء الأئمة الأعلام دون أن يشذ عنهم أو يخالف أحد تضر مخالفته اعتبرت مسألة إجماعية. وعيب على كل من يخالف هذا الإجماع وأنكر عليه العامي قبل العالم، فلا غرو إذا أنكر أتباع السلف على من يخرج على هذا المنهج الذي أجمع عليه الصحابة وعلماء التابعين، كما علمنا من كلام الإمام الأوزاعي رحمه الله.
.................................................. ......................
.

[19] سورة البقرة آية: 140.

[20] سورة النجم آية: 3، 4.

[21] سورة الشورى آية: 11.

[22] سورة طه آية: 110.

[23] انظر أضواء البيان 3/304، تفسير سورة الأعراف.

[24] الأسماء والصفات ص: 408.
وصحح ابن تيمية إسناده في الفتوى الحموية الكبرى، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 8/355، وفي العلو كما في مختصره للألباني ص: 138.

[25] انظر قوله في مناقب الشافعي للبيهقي 1/462.

[26] تقدم قوله.

[27] ابن تيمية، مجموع الفتاوى 5/29-31 بالمعنى
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-07-2007
  • الدولة : بلجيكا
  • المشاركات : 33,077
  • معدل تقييم المستوى :

    53

  • إخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the rough
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
رد: صفات الله الثلاثَ عشرة
15-04-2008, 02:42 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imad07 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك إخلاص
دمت مخلصة لدينك
و فيك بارك الله أخي الصّغير

أسأله سبحانه أن يفقّهك في دينه

أسعدك الله في الدّارين
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-07-2007
  • الدولة : بلجيكا
  • المشاركات : 33,077
  • معدل تقييم المستوى :

    53

  • إخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the rough
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
رد: صفات الله الثلاثَ عشرة
15-04-2008, 02:44 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المرشد العام مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك إضافة بسيطة بالنسبة لصفة الكلام


قال الله تعالى وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا سورة النساء الآية 164

و فيك بارك الله أخي الكريم

شاكرة لك إضافتك القيّمة

و مرورك العطر

أسعدك الله في الدّارين
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-07-2007
  • الدولة : بلجيكا
  • المشاركات : 33,077
  • معدل تقييم المستوى :

    53

  • إخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the rough
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
رد: صفات الله الثلاثَ عشرة
15-04-2008, 02:45 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد.س مشاهدة المشاركة
إخلاص..

شكرا لك غاليتي

سعاد

العفو غاليتي

و الشّكر موصول إليك على حسن المرور

ودّي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-07-2007
  • الدولة : بلجيكا
  • المشاركات : 33,077
  • معدل تقييم المستوى :

    53

  • إخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the rough
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
رد: صفات الله الثلاثَ عشرة
15-04-2008, 02:46 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة algeroi مشاهدة المشاركة
عن الصفات الالهية للشيخ الدكتور محمد امان الجامي رحمه الله


يرى السلف أن السنة تبين الكتاب وتوضحه وتفسره، بل السنة خير تفسير يفسر به القرآن بعد القرآن، بل قد يتوقف فهم بعض ما أجمل في القرآن إلا بواسطة السنة، وقد ترد أحكام بل صفات من صفات الله تعالى في السنة غير مذكورة في الكتاب، فيجب الأخذ بهما معاً دون محاولة تفريق بينهما، لأنها وحي من عند الله من حيث المعنى. ولقد رأينا السلف كيف استغرقوا في القرآن تلاوة وحفظاً وعكوفاً على تفسيره وتفهمه، منفذين أحكامه ومستنبطين منه القواعد في النظر العقلي، ومستمدين منه حقائق عالم الغيب هذا.
ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه، فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين، بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة، وهم أصحاب هذا المنهج، وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة، أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم"
[16].
وموقفهم من هذا المبحث واضح مما تقدم وهو الاتباع المطلق لأنه مبحث توفيقي لا يخضع للاجتهاد أو الاستحسان أو القياس، بأن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تحريف للنصوص باسم التأويل، ودون تشبيه لصفاته بصفات خلقه، انطلاقاً من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
[17]، {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[18]، وهنا ثلاث نقاط ينبغي أن نعتبرها أسساً في هذا الباب:
1- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم،

لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله: {أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ}[19]، كما لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[20].
2- تنـزيه الله عز وجل من مشابهة الحوادث في صفاته في ضوء قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
[21]، والآية تشتمل على التنـزيه لله والإثبات معاً كما ترى.
3- عدم محاولة إدراك حقيقة صفاته كما لم تدرك حقيقة ذاته سبحانه إيماناً بقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}
[22]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[23].
ومن التزم بهذه الأسس الثلاثة لا يكاد يتورط فيما تورط فيه المعطلون لصفات الله بدعوى التنـزيه، ولا يقع في التشبيه بالمبالغة في الإثبات بل هو دائماً على الحق الذي هو وسط بين الطرفين. وهو الذي عليه أئمة المسلمين بل كل إمام من الأئمة المشهود لهم بالإمامة يدعو إلى هذا المنهج فإليك نموذجاً من كلام بعضهم وهو شرح لما كان عليه الأمر عند الرعيل الأول:
أ- قال الإمام الأوزاعي: كنا - والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات. نقل هذا التصريح عن الإمام الأوزاعي الإمام البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات"
[24]، وهو تصريح يدل على إجماع التابعين المبني على إجماع الصحابة المستند إلى صريح الكتاب وصحيح السنة في صفة الاستواء وغيرها من الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
والإمام الأوزاعي -كما يصفه شيخ الإسلام ابن تيمية- أحد الأئمة الأربعة الذين كانوا في عصر تابع التابعين وهم:
1- مالك بن أنس بالحجاز المتوفى سنة 179هـ.
2- الأوزاعي بالشام المتوفى سنة 157هـ.
3- الليث بن سعد بمصر المتوفى سنة 175هـ.
4- الثوري بالعراق المتوفى سنة 161هـ.
وذكر الأوزاعي هذا الإجماع عندما ظهر جهم بن صفوان منكراً كون الله تعالى فوق عرشه، بل نافياً جميع صفات الله تعالى ذكره ليعرف الناس أن ما نادى به جهم مخالف لما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومصطدم من منهجهم لئلا ينطلي على عامة الناس دعواه بأن ما انتهى إليه مؤيد بالبراهين العقلية التي هي في واقعها وهميات وخيالات لا حقيقة لها.
ب- سئل الإمام محمد بن شهاب الزهري "المتوفى سنة 125" والإمام مكحول "توفي وله بضع عشرة سنة بعد المائة" سئلا عن تفسير أحاديث الصفات؟ فقالا: أمروها كما جاءت.
وروي مثل هذا الجواب عن الإمام مالك، والليث، والثوري، فقالوا جميعاً في أحاديث الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف.
والزهري ومكحول -كما يصفهما الإمام ابن تيمية- من أعلم التابعين، ووصف الأربعة الذين تقدم ذكرهم، وهم مالك وزملاؤه أنهم أئمة الدنيا في عصر تابع التابعين. وفي الوقت الذي يحثون على المنهج السلفي، فإنهم يحذرون الناس عن منهج أهل الكلام. فهذا الإمام الشافعي يقول في ذم أهل الكلام والتنفير عنه: "حكمي في أهل الكلام أن يُطاف بهم في القبائل والعشائر ويضربوا بالجريد، ويُقال: هذا جزاء من ترك كتاب الله واتبع علم الكلام"
[25]اهـ.
أما الإمام مالك
[26] فما أروع ما قاله! في هذا الصدد، إذ يقول رحمه الله: "أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام لجدل هؤلاء؟!"[27].
وبعد: فلو أن مسألة من المسائل الفقهية الفرعية نالت مثل هذا الاتفاق من هؤلاء الأئمة الأعلام دون أن يشذ عنهم أو يخالف أحد تضر مخالفته اعتبرت مسألة إجماعية. وعيب على كل من يخالف هذا الإجماع وأنكر عليه العامي قبل العالم، فلا غرو إذا أنكر أتباع السلف على من يخرج على هذا المنهج الذي أجمع عليه الصحابة وعلماء التابعين، كما علمنا من كلام الإمام الأوزاعي رحمه الله.
.................................................. ......................
.

[19] سورة البقرة آية: 140.

[20] سورة النجم آية: 3، 4.

[21] سورة الشورى آية: 11.

[22] سورة طه آية: 110.

[23] انظر أضواء البيان 3/304، تفسير سورة الأعراف.

[24] الأسماء والصفات ص: 408.
وصحح ابن تيمية إسناده في الفتوى الحموية الكبرى، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 8/355، وفي العلو كما في مختصره للألباني ص: 138.

[25] انظر قوله في مناقب الشافعي للبيهقي 1/462.

[26] تقدم قوله.

[27] ابن تيمية، مجموع الفتاوى 5/29-31 بالمعنى

أخي الكريم

بارك الله فيك على إضافتك القيّمة و الشّرح المفصّل

أسعدك الله في الدّارين
  • ملف العضو
  • معلومات
حسن الصباح
مستشار
  • تاريخ التسجيل : 23-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,967
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • حسن الصباح is on a distinguished road
حسن الصباح
مستشار
رد: صفات الله الثلاثَ عشرة
15-04-2008, 06:06 PM
تشكرين أختي الكريمة على هذه الاضاءة

نحن في وقت يجب تذكير الناس بعقيدتهم الصحيحة في مواجهة كل المؤامرات
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
أهمية الوقت في حياة المسلم لـ ( الشيخ عبيد الجابري حفظه الله )
هل هذا من اساليب الحوار و النقاش
الساعة الآن 07:37 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى