صفات الله الثلاثَ عشرة
14-04-2008, 06:03 PM
الحمد لله ربّ العالمين و صلّى الله على سيّدنا محمد و على آله و أصحابه و بعد،
فقد جرت عادة العلماء المؤلّفينفي العقيدة : إنّ الواجب العينيّ المفروض على كلّ مكلّف أي البالغ، العاقل، أن يعرف من صفات الله ثلاث عشرة صفة أي أن يعرف معانيها، و لا يجب عليه حفظ ألفاظهاـ و ذلك لتكرّر ذكرها في القرآن كثيرا إمّا لفظا و إمّا معن، و هي صفات أوليّة أبديّة بإتّفاق أهل الحق لا تشبه صفات البشر، و هي : الوجود، الوحدانية، القِدم أي الأزليّة، و البقاءـ و قيامه بنفسه، و القدرةـ و الإرادة، و العلم و السّمع و البصر و الحياة و الكلام و تنزّهه عن المشابهة للحادث.
صفة الوجود
الله تعالى موجود أزلا و أبدا قال الله تعالى * أَ فِي اللهِ شَكّ * أي لا شكّ في وجوده فليس وجوده تعالى بإيجاد موجد. و الله تعالى موجود لا يشبه الموجودات، موجود بلا كيف و لا مكان كما قال الإمام عليّ كرّم الله وجهه : " كان الله و لا مكان و هو الآن على ما عليه كان ".
و قال الإمام أحمد الرّفاعي : " غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف و لا مكان ".
فمعرفتنا نحن بالله ليست على سبيل الإحاطة بل بمعرفة ما يحبّ الله من الصّفات كالعلم، و معرفة ما يستحيل في حقّه تعالى كالشّريك، و معرفة ما يجوز في حقّه سبحانه كإيجاد شيئ و إعدامه.
صفة الوحدانيّة
الله تعالى واحد لا شريك له أي ليس له ثان، و ليس مركّبا مؤلّفا كالأجسام، فالعرش و ما دونه من الأجرام مؤلَّف من أجزاء فيستحيل أن يكون بينه و بين الله مشابهة، فلا نظير لله تعالى في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله، قال تعالى : " و إلهكم إله واحد " سورة البقرة 163، فالله تعالى لو لم يكن واحدا و كان متعدّدا لم يكن العالَم منتظما، لكنّ العالَم منتظم فوجب أنّ الله تعالى واحد، قال الإمام أبو حنيفة : " و الله واحد لا من طريق العدد و لكم من طريق أنّه لا شريك له " .
صِفة القِدَم
الله تعالى قديم بمعنى أنّه لا بداية لوجوده أي أزليّ، لأنّ الإله لا بدّ أن يكون أزليّا و إلاّ لكان محتاجا إلى غيره و المحتاج إلى غيره لا يكون إلها و ما سواه تعالى فهو حادث مخلوق قال تعالى : " هو الأوّل و الآخر " . و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : " كان الله و لم يكن شيئ غيره ". أي أنّ الله لم يزل موجودا في الأزل ليس معه غيره لا ماء و لا هواء و لا أرض و لا سماء و لا عرش و لا كرسي و لا ملائكة و لا زمان و لا مكان فهو الّذي خلق المكان فليس بحاجة إليه، و من قال العالَم أزليّ بجنسه فقط أو بجنسه و أفراده فهو كافر مكذّب لله و رسوله.
صفة البقاء
الله تعالى موجود باق إلى ما لا نهاية له، فلا يلحقه فناء لأنّه لمّا ثبت وجوب قدَمه تعالى وجب له البقاء، و البقاء الّذي هو واجب لله هو البقاء الذّاتي أي ليس بإيجاب غيره البقاءله، بل هو يستحقّه لذاته لا لشيئ آخر، قال تعلى : " و يبقى وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام ". و أمّا البقاء الّذي يكون لبعض خلق الله كالجنّة و النّار الثّابت بالإجماع فهو ليس بقاءا ذاتيّا لأنّ الجنّة و النّار حادثتان و الحادث لا يكون باقيا لذاته، فبقاء الجنّة و النّار ليس بذاتهما بل لأنّ الله شاء لهما البقاء و أمّا عقلا فيجوز عليهما الفناء لكونهما حادثين.
صفة القيام بالنّفس
الله تعالى مستغن عن كلّ ما سواه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه إذ الإحتياج للغير علامة الحدوث و الله منزّه عن ذلك و كلّ شيئ سوى الله محتاج إلى الله لا يستغني عن الله طرفة عين.
قال تعالى : " فإنّ الله غنيّ عن العالمين " سورة آل عمران/98
و قال الإمام عليّ رضي الله عنه : " إنّ الله خلق العرش إظهارا لقدرته و لم يتّخذه مكانا لذاته".
و الله تعالى لا ينتفع بطاعة الطّائعين و لا ينضرّ بعصيان العصاة، فقد خلق السّموات و الأرض في ستّة أيّام ليعلّمنا التّأنّي في الأمور، و لا يصيبه تعب لأنّه منزّه عن التّعب، فالله موجود بلا مكان و لا جهة لأنّه ليس جسما.
صفة القدرة
الله تعالى موصوف بصفة أزليّة أبديّة يؤثّر بها في الممكنات أي في كلّ ما يجوز في العقل وجوده و عدمه، قال تعالى : " و هو على كلّ شيئ قدير" سورة المائدة /120 فالله تعالى يستحيل عليه العجز، لأنّه لو لم يكن قادرا لكان عاجزا، و لو كان عاجزا لما وُجد هذا العالم.
صفة الإرادة
الله تعالى موصوف بالإرادة و هي بمعنى المشيئة يخصّص الله بها الممكن العقلي بصفة دون صفة، و هي واجبة له تعالى و شاملة لجميع أعمال العباد الخير منها و الشّرّ. و قد ورد أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم علّم بنته فاطمة أن تقول * ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن *
صفة العلم
الله تعالى يعلم بعلمه الأزليّ كلّ شيئ يعلم ما كان و ما يكون و ما لا يكون قال تعالى : " و هو بكلّ شيئ عليم "
فعلم الغيب جميعه خاص بالله تعالى، أمّا بعض الغيب فإنّ الله يُطلع عليه بعض خلقه و هم الأنبياء و الأولياء.
و يكفر من يقول أنّ الرّسول يعلم كلّ شيئ يعلمه الله، لأنّه جعل الرّسول مساويّا لله في صفة العلم.
إنّ من المقرّر بين الموحّدين أنّ الله تعالى لا يساويه خلقه بصفة من صفاته.
صفة السّمع
الله تعالى يسمع بسمع أزليّ أبديّ كلّ المسموعات بلا أذن و لا آلة أخرى، و أمّا سمع المخلوقات فهو حادث مخلوق.
قال تعالى : " قد سمِع الله قول الّتي تجادلك في زوجها " سورة المجادلة / 1
صفة البصر
الله تبارك و تعالى يرى الحادثات برؤيته الأزليّة و بصره لا يشبه بصر المخلوقات لأنّه سبحانه يرى كلّ المبصرات من غير حاجة إلى حدقة و لا إلى شعاع ضوء، أمّا بصر المخلوقات فهو بآلة، قال تعالى : " و هو السّميع البصير " سورة الشّورى/11
فلا بدّ لمن أراد النّجاة أن يتعلّم علم التّنزيه تفهّما من أفواه أهل العلم كي لا يقع في تشبيه الله بخلقه.
صفة الكلام
الله تبارك و تعالى متكلّم بكلام أزليّ أبديّ لا يشبه كلام المخلوقين ليس لكلامه إبتداء، ليس له إنتهاء، لا يطرأ عليه سكوت أو تقطّع لأنّه ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة و أمّا كلام المخلوقين فهو بحرف و صوت و بالآلات.
قال تعالى : " و كلّم الله موسى تكليما "
و قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : و يتكلّم لا ككلامنا، نحن نتكلّم بالآلات من المخارج و الحروف و الله متكلّم بلا آلة و لا حرف.
فالله سبحانه مباين أي غير مشابه لجميع المخلوقات في الذّات ( أي ذاته لا يشبه ذوات المخلوقات )
و الصّفات ( فصفاته لا تشبه صفات المخلوقات ) و الفعل ( أي فعله لا يشبه فعل المخلوقات )
صفة الحياة
الله تعالى موصوفا بحياة أزليّة أبديّة ليست بروح و لحم و دم و هو سبحانه و تعالى يستحيل عليه الموت لأنّه لو لم يكن حيّا لم يوجد شيئ من هذا العالم لأنّ من ليس حيّا لا يتّصف بالقدرة و الإرادة و العلم، و لو كان الله تعالى غير متّصف بهذه الصّفات لكان متّصفا بالضّدّ و ذلك نقص و الله منزّه عن النّقص. أمّا حياة المخلوقين فهي بإجتماع الرّوح و الجسد و لحم و عظم و دم و يدخلها التّقطّع و امّا حياة الله فكسائر صفاته لا يدخلها التّقطّع قال تعالى : " الله لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم"
صفة المخالفة للحوادث
الله تعالى متّصف بكلّ كمال يليق به و هو منزّه عن كلّ نقص أي ما لا يليق به تعالى كالجهل و العجز و المكان و الحيّز و اللّون و الحدّ.
قال تعالى : " ليس كمثله شيئ " سورة الشّورى/11
قال الإمام أبو جعفر الطّحّاوي * المتوفّى 329 ه * : تعالى يعني الله عن الحدود و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات و لا تحويه الجهات السّتّ كسائر المُبتَدَعات.
أي لا تحوي الله تعالى الجهات السّتّ كما تحوي جميع الأحجام، إذ الأحجام لا تخلو عن التّحيّز في إحدى الجهات السّتّ، لأنّ الحجم لا بدّ أن يكون في مكان. إذن الله موجود بلا مكان و لا جهة و لا يجري عليه الزّمان.
و صلِّ اللهمّ و سلّم و بارك على سيّدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
اللهمّ علّمنا ما ينفعنا و نفّعنا بما علّمتنا و زدنا علما
فقد جرت عادة العلماء المؤلّفينفي العقيدة : إنّ الواجب العينيّ المفروض على كلّ مكلّف أي البالغ، العاقل، أن يعرف من صفات الله ثلاث عشرة صفة أي أن يعرف معانيها، و لا يجب عليه حفظ ألفاظهاـ و ذلك لتكرّر ذكرها في القرآن كثيرا إمّا لفظا و إمّا معن، و هي صفات أوليّة أبديّة بإتّفاق أهل الحق لا تشبه صفات البشر، و هي : الوجود، الوحدانية، القِدم أي الأزليّة، و البقاءـ و قيامه بنفسه، و القدرةـ و الإرادة، و العلم و السّمع و البصر و الحياة و الكلام و تنزّهه عن المشابهة للحادث.
صفة الوجود
الله تعالى موجود أزلا و أبدا قال الله تعالى * أَ فِي اللهِ شَكّ * أي لا شكّ في وجوده فليس وجوده تعالى بإيجاد موجد. و الله تعالى موجود لا يشبه الموجودات، موجود بلا كيف و لا مكان كما قال الإمام عليّ كرّم الله وجهه : " كان الله و لا مكان و هو الآن على ما عليه كان ".
و قال الإمام أحمد الرّفاعي : " غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف و لا مكان ".
فمعرفتنا نحن بالله ليست على سبيل الإحاطة بل بمعرفة ما يحبّ الله من الصّفات كالعلم، و معرفة ما يستحيل في حقّه تعالى كالشّريك، و معرفة ما يجوز في حقّه سبحانه كإيجاد شيئ و إعدامه.
صفة الوحدانيّة
الله تعالى واحد لا شريك له أي ليس له ثان، و ليس مركّبا مؤلّفا كالأجسام، فالعرش و ما دونه من الأجرام مؤلَّف من أجزاء فيستحيل أن يكون بينه و بين الله مشابهة، فلا نظير لله تعالى في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله، قال تعالى : " و إلهكم إله واحد " سورة البقرة 163، فالله تعالى لو لم يكن واحدا و كان متعدّدا لم يكن العالَم منتظما، لكنّ العالَم منتظم فوجب أنّ الله تعالى واحد، قال الإمام أبو حنيفة : " و الله واحد لا من طريق العدد و لكم من طريق أنّه لا شريك له " .
صِفة القِدَم
الله تعالى قديم بمعنى أنّه لا بداية لوجوده أي أزليّ، لأنّ الإله لا بدّ أن يكون أزليّا و إلاّ لكان محتاجا إلى غيره و المحتاج إلى غيره لا يكون إلها و ما سواه تعالى فهو حادث مخلوق قال تعالى : " هو الأوّل و الآخر " . و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : " كان الله و لم يكن شيئ غيره ". أي أنّ الله لم يزل موجودا في الأزل ليس معه غيره لا ماء و لا هواء و لا أرض و لا سماء و لا عرش و لا كرسي و لا ملائكة و لا زمان و لا مكان فهو الّذي خلق المكان فليس بحاجة إليه، و من قال العالَم أزليّ بجنسه فقط أو بجنسه و أفراده فهو كافر مكذّب لله و رسوله.
صفة البقاء
الله تعالى موجود باق إلى ما لا نهاية له، فلا يلحقه فناء لأنّه لمّا ثبت وجوب قدَمه تعالى وجب له البقاء، و البقاء الّذي هو واجب لله هو البقاء الذّاتي أي ليس بإيجاب غيره البقاءله، بل هو يستحقّه لذاته لا لشيئ آخر، قال تعلى : " و يبقى وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام ". و أمّا البقاء الّذي يكون لبعض خلق الله كالجنّة و النّار الثّابت بالإجماع فهو ليس بقاءا ذاتيّا لأنّ الجنّة و النّار حادثتان و الحادث لا يكون باقيا لذاته، فبقاء الجنّة و النّار ليس بذاتهما بل لأنّ الله شاء لهما البقاء و أمّا عقلا فيجوز عليهما الفناء لكونهما حادثين.
صفة القيام بالنّفس
الله تعالى مستغن عن كلّ ما سواه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه إذ الإحتياج للغير علامة الحدوث و الله منزّه عن ذلك و كلّ شيئ سوى الله محتاج إلى الله لا يستغني عن الله طرفة عين.
قال تعالى : " فإنّ الله غنيّ عن العالمين " سورة آل عمران/98
و قال الإمام عليّ رضي الله عنه : " إنّ الله خلق العرش إظهارا لقدرته و لم يتّخذه مكانا لذاته".
و الله تعالى لا ينتفع بطاعة الطّائعين و لا ينضرّ بعصيان العصاة، فقد خلق السّموات و الأرض في ستّة أيّام ليعلّمنا التّأنّي في الأمور، و لا يصيبه تعب لأنّه منزّه عن التّعب، فالله موجود بلا مكان و لا جهة لأنّه ليس جسما.
صفة القدرة
الله تعالى موصوف بصفة أزليّة أبديّة يؤثّر بها في الممكنات أي في كلّ ما يجوز في العقل وجوده و عدمه، قال تعالى : " و هو على كلّ شيئ قدير" سورة المائدة /120 فالله تعالى يستحيل عليه العجز، لأنّه لو لم يكن قادرا لكان عاجزا، و لو كان عاجزا لما وُجد هذا العالم.
صفة الإرادة
الله تعالى موصوف بالإرادة و هي بمعنى المشيئة يخصّص الله بها الممكن العقلي بصفة دون صفة، و هي واجبة له تعالى و شاملة لجميع أعمال العباد الخير منها و الشّرّ. و قد ورد أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم علّم بنته فاطمة أن تقول * ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن *
صفة العلم
الله تعالى يعلم بعلمه الأزليّ كلّ شيئ يعلم ما كان و ما يكون و ما لا يكون قال تعالى : " و هو بكلّ شيئ عليم "
فعلم الغيب جميعه خاص بالله تعالى، أمّا بعض الغيب فإنّ الله يُطلع عليه بعض خلقه و هم الأنبياء و الأولياء.
و يكفر من يقول أنّ الرّسول يعلم كلّ شيئ يعلمه الله، لأنّه جعل الرّسول مساويّا لله في صفة العلم.
إنّ من المقرّر بين الموحّدين أنّ الله تعالى لا يساويه خلقه بصفة من صفاته.
صفة السّمع
الله تعالى يسمع بسمع أزليّ أبديّ كلّ المسموعات بلا أذن و لا آلة أخرى، و أمّا سمع المخلوقات فهو حادث مخلوق.
قال تعالى : " قد سمِع الله قول الّتي تجادلك في زوجها " سورة المجادلة / 1
صفة البصر
الله تبارك و تعالى يرى الحادثات برؤيته الأزليّة و بصره لا يشبه بصر المخلوقات لأنّه سبحانه يرى كلّ المبصرات من غير حاجة إلى حدقة و لا إلى شعاع ضوء، أمّا بصر المخلوقات فهو بآلة، قال تعالى : " و هو السّميع البصير " سورة الشّورى/11
فلا بدّ لمن أراد النّجاة أن يتعلّم علم التّنزيه تفهّما من أفواه أهل العلم كي لا يقع في تشبيه الله بخلقه.
صفة الكلام
الله تبارك و تعالى متكلّم بكلام أزليّ أبديّ لا يشبه كلام المخلوقين ليس لكلامه إبتداء، ليس له إنتهاء، لا يطرأ عليه سكوت أو تقطّع لأنّه ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة و أمّا كلام المخلوقين فهو بحرف و صوت و بالآلات.
قال تعالى : " و كلّم الله موسى تكليما "
و قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : و يتكلّم لا ككلامنا، نحن نتكلّم بالآلات من المخارج و الحروف و الله متكلّم بلا آلة و لا حرف.
فالله سبحانه مباين أي غير مشابه لجميع المخلوقات في الذّات ( أي ذاته لا يشبه ذوات المخلوقات )
و الصّفات ( فصفاته لا تشبه صفات المخلوقات ) و الفعل ( أي فعله لا يشبه فعل المخلوقات )
صفة الحياة
الله تعالى موصوفا بحياة أزليّة أبديّة ليست بروح و لحم و دم و هو سبحانه و تعالى يستحيل عليه الموت لأنّه لو لم يكن حيّا لم يوجد شيئ من هذا العالم لأنّ من ليس حيّا لا يتّصف بالقدرة و الإرادة و العلم، و لو كان الله تعالى غير متّصف بهذه الصّفات لكان متّصفا بالضّدّ و ذلك نقص و الله منزّه عن النّقص. أمّا حياة المخلوقين فهي بإجتماع الرّوح و الجسد و لحم و عظم و دم و يدخلها التّقطّع و امّا حياة الله فكسائر صفاته لا يدخلها التّقطّع قال تعالى : " الله لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم"
صفة المخالفة للحوادث
الله تعالى متّصف بكلّ كمال يليق به و هو منزّه عن كلّ نقص أي ما لا يليق به تعالى كالجهل و العجز و المكان و الحيّز و اللّون و الحدّ.
قال تعالى : " ليس كمثله شيئ " سورة الشّورى/11
قال الإمام أبو جعفر الطّحّاوي * المتوفّى 329 ه * : تعالى يعني الله عن الحدود و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات و لا تحويه الجهات السّتّ كسائر المُبتَدَعات.
أي لا تحوي الله تعالى الجهات السّتّ كما تحوي جميع الأحجام، إذ الأحجام لا تخلو عن التّحيّز في إحدى الجهات السّتّ، لأنّ الحجم لا بدّ أن يكون في مكان. إذن الله موجود بلا مكان و لا جهة و لا يجري عليه الزّمان.
و صلِّ اللهمّ و سلّم و بارك على سيّدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
اللهمّ علّمنا ما ينفعنا و نفّعنا بما علّمتنا و زدنا علما