رسالة الزيدان إلى أتباع الإخوان
07-10-2013, 09:24 AM
تعلمون أيها الأخوة ، أننى طالما فرّقتُ سابقاً بين كبار الرجال والمشهورين من جماعة الإخوان وبين أطياف المتابعين لهم والمؤيّدين ، فكنتُ أُسمى هؤلاء الكبار “الكهنة” وأصفهم بالعصابة بدلا من “الجماعة” استعمالاً للمعنى الفصيح لكلمة “عصابة” ، و لم أدّخر وسعاً فى معارضتهم علناً من يوم لعبوا بالدين سعياً للدنيا . وما كانت لى غايةٌ من الاعتراض عليهم ، إلا صالح البلاد والعباد بمصر وما حولها من بلاد شقيقةٍ مُتشقّقة ، تُنذرُ أحوالها بشَرٍّ خطير وفتنٍ لا تصيب الذين ظلموا خاصةً ، وإنما تلحق نارُها ويصيب شرارُها القريب والقاصى .
وقد عارضتُ كل اللاعبين بالدين فى أروقة السياسة ، من قبل اعتلاء كهنة الإخوان الكراسى ومن يوم أمسكوا بقياد البلاد وزمام العباد . ثم واصلتُ اعتراضى عليهم خلال فترة حُكمهم القصيرة ، صابراً على كيدهم ومكائدهم . . أما وقد انزاح هؤلاء اليومَ عن كراسيّهم ، وما عاد لهم أملٌ فى استعادة ما فُقدوه فجأةً بعدما آل إليهم بغتةً ، فقد رأيتُ أنهم صاروا أمةً قد خَلَتْ ومن الأليق والأنبل ألا أذكُرُهم بعد انطواء صفحتهم ، بخيرٍ أو بغير خير . وقد التزمتُ بما رأيتُه صواباً ، فلم أقُل لهم أو عليهم عقب سقوطهم المروّع أىَّ شئ ، ولا تشفّيتُ فيهم مثلما فعلَ بعضُ العوام والجهّال . ولكن يبقى فى نفسى الآن ، ما يجب أن أقولُه لأتباعهم فى هذه الرسالة وما يجب أن أقوله لمُتابعى أتباع الإخوان فى رسائل تالية . ونظراً لضيق وحَرَج الوقت والنفوس ، فسوف أُجمل رسالتى لأتباع الإخوان فى نقاطٍ أطرحها عليهم تباعاً ، وأوّلها الآتى :
لا طائل أيها الأخوة ولا جدوى من جهادكم واجتهادكم غير المُجدى ، لإثبات أن ماجرى بمصر ليس “ثورة” وإنما هو “انقلاب” . وهو الجدلُ الذى زاد عن حدّه و أخذ يحتدم طيلةَ الأسابيع الماضية بين الناس ببلادنا ، فصاروا يتخالفون فىه حتى تكاد ريحُهم جميعاً تذهب بَدَداَ . وفى واقع الأمر ، فإن ما جرى بمصر يوم 30 يونيو ليس ثورةً و ليس انقلاباً ، وإنما هو بوضوحٍ وحسبما دلّ عليه الاسمُ والوسمُ : “تمرُّد” .
فقد رأت أكثريةٌ من أهل مصر ، أن التمرُّد على حُكم الإخوان واجبٌ عليهم ، بعدما نفد الصبرُ وزاد عن الحدّ الأمرُ ، فصار الخطرُ مُحدقاً بكيان مصر وهويتها . وهوى التمردُ كان موافقاً لجماعاتٍ مصريةٍ متعدًدة : جموعٍ من الناس بلغ بها سيلُ المعاناة اليومية مداه . . جيشٍ رأى قادته أنه صار كلَّ يومٍ يهان ويُستهان به . . أصحاب أعمالٍ كبارٍ وجدوا أن شبح الإفلاس يُهدّد مَن ليس إخوانياً ، ويتوعّده بمزيدٍ من الويل . . شرطةٍ تاهت خُطاها بعد يناير 2011 وتفرّقت بها السُّبل ، فاضطربتْ . . حُكامٍ مجاورين رأوا عروشهم فى خطرٍ سوف يلحق بهم لا محالة .
هؤلاء جميعاً و عديدٌ غيرهم من أطياف الناس ، ماثاروا فى واقع الأمر وما انقلبوا ، بل قاموا بتمرُّدٍ على حُكم الإخوان ، فكان كلُّ الذى كان . فلا مجال للجدل حول ما إذا كان الذى جرى ثورةٌ أم انقلاب ، و لا وقت للتلكؤ أمام ذلك أو المحاججة المجانية أو المماطلة الخرقاء ، فالزمانُ لن يُمهلنا طويلاص لنهنأ بهذه النقاشات البيزنطية الجوفاء .
وسوف نعود لاحقاً لاستكمال الكلام مع أتباع الإخوان ، بعد مناقشة العقلاء منهن لهذه النقطة السابقة ، عسانا نصل إلى قناعة مشتركة .
وقد عارضتُ كل اللاعبين بالدين فى أروقة السياسة ، من قبل اعتلاء كهنة الإخوان الكراسى ومن يوم أمسكوا بقياد البلاد وزمام العباد . ثم واصلتُ اعتراضى عليهم خلال فترة حُكمهم القصيرة ، صابراً على كيدهم ومكائدهم . . أما وقد انزاح هؤلاء اليومَ عن كراسيّهم ، وما عاد لهم أملٌ فى استعادة ما فُقدوه فجأةً بعدما آل إليهم بغتةً ، فقد رأيتُ أنهم صاروا أمةً قد خَلَتْ ومن الأليق والأنبل ألا أذكُرُهم بعد انطواء صفحتهم ، بخيرٍ أو بغير خير . وقد التزمتُ بما رأيتُه صواباً ، فلم أقُل لهم أو عليهم عقب سقوطهم المروّع أىَّ شئ ، ولا تشفّيتُ فيهم مثلما فعلَ بعضُ العوام والجهّال . ولكن يبقى فى نفسى الآن ، ما يجب أن أقولُه لأتباعهم فى هذه الرسالة وما يجب أن أقوله لمُتابعى أتباع الإخوان فى رسائل تالية . ونظراً لضيق وحَرَج الوقت والنفوس ، فسوف أُجمل رسالتى لأتباع الإخوان فى نقاطٍ أطرحها عليهم تباعاً ، وأوّلها الآتى :
لا طائل أيها الأخوة ولا جدوى من جهادكم واجتهادكم غير المُجدى ، لإثبات أن ماجرى بمصر ليس “ثورة” وإنما هو “انقلاب” . وهو الجدلُ الذى زاد عن حدّه و أخذ يحتدم طيلةَ الأسابيع الماضية بين الناس ببلادنا ، فصاروا يتخالفون فىه حتى تكاد ريحُهم جميعاً تذهب بَدَداَ . وفى واقع الأمر ، فإن ما جرى بمصر يوم 30 يونيو ليس ثورةً و ليس انقلاباً ، وإنما هو بوضوحٍ وحسبما دلّ عليه الاسمُ والوسمُ : “تمرُّد” .
فقد رأت أكثريةٌ من أهل مصر ، أن التمرُّد على حُكم الإخوان واجبٌ عليهم ، بعدما نفد الصبرُ وزاد عن الحدّ الأمرُ ، فصار الخطرُ مُحدقاً بكيان مصر وهويتها . وهوى التمردُ كان موافقاً لجماعاتٍ مصريةٍ متعدًدة : جموعٍ من الناس بلغ بها سيلُ المعاناة اليومية مداه . . جيشٍ رأى قادته أنه صار كلَّ يومٍ يهان ويُستهان به . . أصحاب أعمالٍ كبارٍ وجدوا أن شبح الإفلاس يُهدّد مَن ليس إخوانياً ، ويتوعّده بمزيدٍ من الويل . . شرطةٍ تاهت خُطاها بعد يناير 2011 وتفرّقت بها السُّبل ، فاضطربتْ . . حُكامٍ مجاورين رأوا عروشهم فى خطرٍ سوف يلحق بهم لا محالة .
هؤلاء جميعاً و عديدٌ غيرهم من أطياف الناس ، ماثاروا فى واقع الأمر وما انقلبوا ، بل قاموا بتمرُّدٍ على حُكم الإخوان ، فكان كلُّ الذى كان . فلا مجال للجدل حول ما إذا كان الذى جرى ثورةٌ أم انقلاب ، و لا وقت للتلكؤ أمام ذلك أو المحاججة المجانية أو المماطلة الخرقاء ، فالزمانُ لن يُمهلنا طويلاص لنهنأ بهذه النقاشات البيزنطية الجوفاء .
وسوف نعود لاحقاً لاستكمال الكلام مع أتباع الإخوان ، بعد مناقشة العقلاء منهن لهذه النقطة السابقة ، عسانا نصل إلى قناعة مشتركة .