غرداية إلى متى الجنون
14-10-2014, 06:33 PM
لا أعرف كيف يمكن لشخص ما أن يحرق بيته و يفتخر بإحراقه و كيف لشخص يستبدل أمنه بغمّه .
هكذا أصبحنا نصبح و نمسي على الأخبار السيئة التي تأتينا من غرداية تلك المدينة التي كانت بالأمس القريب رمزا للتسامح و التعايش و التكاتف و صارت اليوم مرتعا لأصناف من البشر لم نرى لها مثيلا. أتحدث عن البعض لا عن الكل حتى لا يُساء الفهم
لست من غرداية و هي في هذا الوضع المؤلم الذي أهلك الضرع و الزرع لا يطيب لأي روح حية أن تكون منها
غرداية التي أعرف حركتني لأن أوجّه الكلام لهؤلاء النائمة ضمائرهم. للذين استبدلوا عطرها برائحة الكريموجان الذي لم تنقطع ريحه عن المدينة منذ أكثر من سنة
أنادي فيكم سعد و بكير أنادي عيسى و بشير أنادي أئمتها المبعدون أنادي شبابها الغافلون أنادي كل روح مازالت فيها الروح أن كفى. فلقد سئمنا اختلافكم و تنافركم و حربكم و حزبكم و مكركم و حقدكم. و النار التي تشعلونها اليوم في الغد ستحرقكم و لن يبقى لكم حينها سوى أطلال مدينة تتباكون عليها كالنساء حين لم تحفظوها كالرجال.
أهذا ما جادت به قريحتكم العظيمة أهذا من العقل و المنطق أهذا من الدين باختلاف مذاهبكم
همجية أعمت البصائر و اغتالت الضمائر و حيرّت حيرتين من كان في الأصل حائر.
أتريدون أن يموت الكل في المدينة لترتاحوا أم تريدون أن يشق طريق يلتف حول غرداية فيتجاوزها فتصبحون أثرا في حكايات ما سيأتي من الزمان حين يقتل بعضكم بعضا.
حين عرفت غرداية عرفتها بألوانها الزاهية و الآن لا شيء إلا السواد و أشباه من البشر و العباد و الحجارة و كثير من الأوغاد الذين لا يستطيعون النشاط إلا في الظلام
لم تكن غرداية في ذهني في ما سبق إلا تسامحا و تصالحا فماذا تغيّر الآن هل هو المال أم تجارة المخدرات أم رائحة البارود التي عمت المكان
كنت أشتري من عند عمي صالح و أبيت عند عمي محمد و أرتشف الشاي في بلغنم كما في مليكة كما في الضاية فأين نشربه الآن و لقد أصيبت بريّان
ماذا تريدون أن ينزل الجيش و يرسم لكم بالخط أين تسيرون و متى تخرجون و كيف تعملون
أتريدون أن يأكل المطرق ظهوركم أم ماذا ؟
لماذا تصرون على الصلاة ست مرات في اليوم و باقي البلد يصلي خمسا تصلون المفروضة مقرونة بالصلاة على أمواتكم كل يوم ألم تملوا من رائحة الموت
أفيقوا يا أبناء غرداية فالمدن تكبر و تتطور و أنتم تصرون على العودة للوراء مشاريع برمّتها حوّلت عنكم لغياب الأمن و لم تبقى غرداية معروفة بتجارتها بقدر ما هي معروفة بتصدّر أنباء الموت أخبارها.
لسنا بصدد البحث عن المسؤول فلا يهمّنا فيها عربي و لا ميزابي كل ما يهمنا أن يعود الهدوء للمدينة التي ماتت لأنّ تفاخركم بالأصول لم ينفعكم إلا في حرقها
لم نعد قادرين على أن ندعوا لكم و ربما يأتي يوم يتحول فيها الدعاء و يصبح عليكم
إن كان في القتل فائدة ففي الحياة فوائد فلا تجعلوا من الكيّ آخر علاجكم
هكذا أصبحنا نصبح و نمسي على الأخبار السيئة التي تأتينا من غرداية تلك المدينة التي كانت بالأمس القريب رمزا للتسامح و التعايش و التكاتف و صارت اليوم مرتعا لأصناف من البشر لم نرى لها مثيلا. أتحدث عن البعض لا عن الكل حتى لا يُساء الفهم
لست من غرداية و هي في هذا الوضع المؤلم الذي أهلك الضرع و الزرع لا يطيب لأي روح حية أن تكون منها
غرداية التي أعرف حركتني لأن أوجّه الكلام لهؤلاء النائمة ضمائرهم. للذين استبدلوا عطرها برائحة الكريموجان الذي لم تنقطع ريحه عن المدينة منذ أكثر من سنة
أنادي فيكم سعد و بكير أنادي عيسى و بشير أنادي أئمتها المبعدون أنادي شبابها الغافلون أنادي كل روح مازالت فيها الروح أن كفى. فلقد سئمنا اختلافكم و تنافركم و حربكم و حزبكم و مكركم و حقدكم. و النار التي تشعلونها اليوم في الغد ستحرقكم و لن يبقى لكم حينها سوى أطلال مدينة تتباكون عليها كالنساء حين لم تحفظوها كالرجال.
أهذا ما جادت به قريحتكم العظيمة أهذا من العقل و المنطق أهذا من الدين باختلاف مذاهبكم
همجية أعمت البصائر و اغتالت الضمائر و حيرّت حيرتين من كان في الأصل حائر.
أتريدون أن يموت الكل في المدينة لترتاحوا أم تريدون أن يشق طريق يلتف حول غرداية فيتجاوزها فتصبحون أثرا في حكايات ما سيأتي من الزمان حين يقتل بعضكم بعضا.
حين عرفت غرداية عرفتها بألوانها الزاهية و الآن لا شيء إلا السواد و أشباه من البشر و العباد و الحجارة و كثير من الأوغاد الذين لا يستطيعون النشاط إلا في الظلام
لم تكن غرداية في ذهني في ما سبق إلا تسامحا و تصالحا فماذا تغيّر الآن هل هو المال أم تجارة المخدرات أم رائحة البارود التي عمت المكان
كنت أشتري من عند عمي صالح و أبيت عند عمي محمد و أرتشف الشاي في بلغنم كما في مليكة كما في الضاية فأين نشربه الآن و لقد أصيبت بريّان
ماذا تريدون أن ينزل الجيش و يرسم لكم بالخط أين تسيرون و متى تخرجون و كيف تعملون
أتريدون أن يأكل المطرق ظهوركم أم ماذا ؟
لماذا تصرون على الصلاة ست مرات في اليوم و باقي البلد يصلي خمسا تصلون المفروضة مقرونة بالصلاة على أمواتكم كل يوم ألم تملوا من رائحة الموت
أفيقوا يا أبناء غرداية فالمدن تكبر و تتطور و أنتم تصرون على العودة للوراء مشاريع برمّتها حوّلت عنكم لغياب الأمن و لم تبقى غرداية معروفة بتجارتها بقدر ما هي معروفة بتصدّر أنباء الموت أخبارها.
لسنا بصدد البحث عن المسؤول فلا يهمّنا فيها عربي و لا ميزابي كل ما يهمنا أن يعود الهدوء للمدينة التي ماتت لأنّ تفاخركم بالأصول لم ينفعكم إلا في حرقها
لم نعد قادرين على أن ندعوا لكم و ربما يأتي يوم يتحول فيها الدعاء و يصبح عليكم
إن كان في القتل فائدة ففي الحياة فوائد فلا تجعلوا من الكيّ آخر علاجكم
عليك يا صاحبي بالحضارة فإنك إن لم تزد على الدنيا كنت زائدا عليها













