تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
شروط الجهاد في سبيل الله
06-06-2008, 09:47 PM
شروط الجهاد في سبيل الله

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وأتباعه إلى يوم الدين. أما بعد: فإن الله تعالى جعل الصراع بين الحق والباطل دائمًا مستمرًا، وجعل العاقبة والنصر والظهور والفوز للحق في الدنيا والآخرة قال تعالى {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ }[الرعد:17]، وقال تعالى {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18]، وقال تعالى {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } [الشورى:24]. ولإحقاق الحق وإبطال الباطل وسائل كثيرة منها الدعوة إلى الدّين، والعلم والتعليم، والتربية والتوجيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أنواع الدعوة إلى الله تعالى: الجهاد في سبيل الله تعالى.
فضل الجهاد:

قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[التوبة:111]، وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }[الصف:10-13]، وقال تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران:169]. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ: قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ » [رواه البخاري (2518)، ومسلم (84)]، والآيات والأحاديث في فضل الجهاد كثيرة، وقَلَّ مِنَّا من لم يسمع ولو مرة في حياته بهذه الآيات والأحاديث. والجهاد أفضل الأعمال بعد الفرائض، كما قال الإمام أحمد ،وغيره من العلماء رحمهم الله تعالى.
إن منزلة الجهاد في سبيل الله معروفة في ديننا ومحفوظة، وهو ذروة سنام الإسلام، وقد شبّه الرسول د الجهاد بذروة الجَمَل وهو أعلى شيء فيه، لأن الجهاد أَمْرٌ ظَاهِرٌ في الإسلام، وبه يعزّ الله تعالى المسلمين. ولكن كثيرا من المسلمين وخاصة في العصور المتأخرّة-لا يعرفون بل لم يسمعوا بأنواع وشروط الجهاد في سبيل الله ! !.

إن للجهاد في سبيل الله أحكامًا وشروطًا، وهو أقسام وأنواع، فهو مثل الصلاة في هذه النقطة- فكما لا يجوز للمسلم أن يُصلّي كما يريد، ولا في أي وقت، حيث إن للصلاة أحكاما وشروطا وأوقاتا مُوَضَّحة في القرآن والسّنّة، فكذلك الجهاد.
أنواع الجهاد : جهاد باليد، وجهاد باللسان، وجهاد بالقلب، والجهاد باليد أنواع: جهاد الكفار، وجهاد البغاة من المسلمين، وهكذا. ومن أنواع الجهاد: جهاد النفس، وجهاد الشيطان. ومن أنواع الجهاد : جهاد العلم، قال تعالى {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا }[الفرقان:52]، هذه الآية الكريمة مكية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة ولم يكن هناك جهاد بمعنى القتال(وجاهدهم به) أي جاهدهم بالقرآن جهادا كبيرا.

- تنبيه مُهِم: الجهاد في سبيل الله لم يشرع لتكوين المجتمع المسلم الذي يكون أكثر الناس فيه مستقيمين على الدين، ولا لتأسيس الدولة الإسلامية (أي: السُّلْطة)، بل المجتمع المسلم يأتي عن طريق التربية والتعليم كما فعل النبي دفي مكة قبل الهجرة، ثم أرسل الدعاة إلى المدينة قبل أن يهاجِر لتكوين المجتمع المسلم، قال تعالى{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[ الأحزاب: 21]، فإذا وُجد المجتمع المسلم، بأن يُهَيِّأَهُ العلماء الرّبانيون عند ذلك تتكوّن الدولة الإسلامية بأميرها وحاكمها وعند ذلك يأتي الجهاد. (يأتي لِمَقْصِدَيْن اثنين):

1- للدفاع عن ذلك المجتمع المسلم من خطر أعدائه.
2- لتوسيع تلك الدولة ونشر الإسلام.
إذن فالجهاد في سبيل الله لا تُؤَسَّسُ به دولة الإسلام، فإذا كنت يا مسلم في مجتمع مسلم فيه مسلمون، لكن لهم أخطاء وتجاوزات في الدّين، فعليك بالتربية والتعليم، فإذا تحَوَّلَ أكثر المجتمع إلى الصلاح فحينئذ يأتي الجهاد المنظَّم تحت إمرة الحاكم المسلم ليدافع عن هذه
الدولة الفتية من خطر أعدائها الدّاخليّين والخارجيّين، ولنشر الإسلام. وهذا هو الذي فعله رسول اللهصلى الله عليه وسلم ، فمن خالف هذا الطريق هلك وأهلكَ الناس معه.وعلى ضوء ما سبق يُفهم قَول النبي صلى الله عليه وسلم:«من مات ولم يَغْزُ، ولم يُحَدِّث نفسه به مات على شُعبة من نفاق» [رواه مسلم (1910)]، ومعناه: إذا توفرت شروط الجهاد العَيْنِيّ فلم يجاهد ولم يُحدّث نفسه بذلك فمات، مات على شعبة من نِفاق، وليس معناه أن يقاتل سواء توفرت الشروط أَمْ لا!. ومِمَّا سبق يتبيّن لنا أن الجهاد قِسمان:

جهاد الدفع (أو الدفاع). 2 - جهاد الفتح والطلب.

أولا : جهاد الدفع (أوالدفاع): وهو في حالة ما إذا داهم عدوٌّ بلدة من بلاد المسلمين، فيجب على أهل تلك البلدة أن يُدافعوا عنها، وهذا فرض عين على أهل تلك البلدة، فإن لم يستطيعوا فعلى مَنْ جاورهم أن يُساعدوهم.
ثانيًا:جهاد الفتح والطلب: إذا وُجِدَ المجتمع المسلم الذي يغلب عليه الصلاح والمُكَوَّن من الحاكم والمحكوم، وتكون المعاصي وأهلها غير ظاهرين وغير أقوياء، بل يكون المسلمون الصالحون فيه أقوياء ظاهرين، عند ذلك يأتي النوع الثاني من الجهاد وهو جهاد الفتح والطلب لنشر الدّين وإزالة ما يُعرقل الدّعوة، وليس لإرغام الكفار على الدخول في الدّين لأنه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }[البقرة: 256].
وحكمه أنه فرض كفاية إذا قام به بعض أفراد المجتمع سقط الوجوب عن الباقين، وهذا له شروط.

شروط جهاد الفتح والطلب:

- الإمام: أي وجود الحاكم المسلم، سواء كان بَـرًّا (أي: صالحًا)،أو فاجرًا(أي: عاصيًا)، فَفُجُوره على نفسه، قال عليه الصلاة والسلام (وإذا استُنفرتم فانفِروا)[رواه البخاري(2783)، ومسلم(1353)]. وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جُنّة (أي وقاية وحاجز من الفوضى ومن شرور كثيرة) يُقاتَل مِنْ ورائه ويُتّقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل، فإن له بذلك أجرا، وإن أمر بغيره فإن عليه وزرًا» [رواه البخاري (2957)، ومسلم (1835و1841)].
2- الدولة المسلمة، (المكوّنَة من الأرض المستقلة، والمجتمع المسلم، والسُّلْطة الإسلامية): (لا تُؤسّسُ الدولة بالجهاد) ، ودليلها سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم العملية، وسيرته الطاهرة.
3- الراية: أن تكون الراية إسلامية ولا تكون راية عصبية وجاهلية، قال صلى الله عليه وسلم «من قُتِل تحت رايةٍ عُمِّيّة يدعو عصبيّة، أو ينصر عصبيّة، فقِتلَتُه جاهلية»[رواه مسلم(1850)].
4- الإعداد التربوي والإيماني: أي يكون المجتمع المسلم جاهزًا قَدْ رُبِّيَ على الإسلام الصحيح،وصُفِّيَ من الخرافات والأباطيل ومِنَ الفرقة والاختلاف، لأن الله تعالى يقول{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } [الحج: 40]، وقال تعالى {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}[محمد: 7]، وقال تعالى{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ }[الصف:4]، كيف ينصركم الله؟ الجواب: إذا استقمتم على شريعة الله ووحّدّتم صفوفكم فإن الله تعالى ينصركم.
تنبيه: تستمر عملية التربية والتعليم على الدّين دائما للمجتمع وللغزاة في سبيل الله، قال تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }[التوبة:122].
5- الإعداد المادي: وهو العَدَدُ والعُدّة.
أ- العُدّة : (أي الأسلحة)، قال الله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }[الأنفال: 60].
ب- العَدَد: بأن لا يكون المسلمون أقلّ من الكفار، لأنه إذا كان عدد الكفار أكثر من ضعف المسلمين في المعركة، فإنه يجوز للمسلمين أن ينسحبوا، ولكن لو أرادوا باستشارة الحاكم أي الإمام، أن يواصلوا فلا مانع، ولو انسحبوا فَجَائزٌ، يعني رجل مقابل رجلين، أما لو كانوا ثلاثة فيجوز الانسحاب.
6- تمايز الصفوف، أي: يكون معسكر الكفار في جهة، ومعسكر المسلمين في جهة أخرى، أما إذا كان المسلمون مختلطين مع الكفار فإنه لا جهاد، وإلا قُتل المسلمون، والله تعالى قال بشأن فتح مكّة {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ }[الفتح:24-25]، ومعنى الآيتين: هؤلاء الكفار في مكة هم الذين صدوكم وأبعدوكم عن المسجد الحرام وصدوا الهدْيَ (ما يُهدى إلى فقراء مكة مِن الأنعام)أن يبلغ محِلّه، هؤلاء يستحقون

أن يُقَاتَلوا، لكنّ الله تعالى يقول {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا}[الفتح:25]، أي لو أن مسلمي مكة تزيّلوا (أي: تميّزوا)، وكفار مكة تزيَّلوا: كل فريق في جهة {لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[الفتح:25].
7-تقديم الدعوة وجوبا لمن لم تبلغهم الدعوة: يجب أن تُقَدَّم دعوة الإسلام لمن يُرادُ قتالهم، فإن كانت بَلَغَتْهُم الدعوة فيستحب أن يُذَكَّروا بها قبل القتال، هذا مستحب، ولكن إن لم تبلغهم الدعوة فيجب تبليغهم على القول الراجح من قولَي العلماء، فإن دخلوا في الإسلام كَفَّ عنهم المسلمون،وإن رفضوا طُولبوا بدفع الجزية للاعتراف بسلطة المسلمين، وللسّماح بنشر الدّين بينهم، فإن رفضوا استعان المسلمون بالله وقاتلوهم.

فائدة: (شروط وجوب الجهاد على الشخص):

1- الإسلام: يجب أن يكون المجاهد مسلما.
2- البلوغ: فليس على الطفل قتال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم«عُرضَ عليه ابن عمر افي غزوة أُحد وكان عمره أربعة عشر سنة فلم يقبله وردّه، وفي العام القادم لما حدثت غزوة الخندق عُرِض عليه فَقَبِلَه لأنه كان قد بَلَغ» [رواه البخاري (2664)، ومسلم (1868)، وغيرهما].
3- العقل: لقولهصلى الله عليه وسلم:«رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبيّ حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل» [رواه أبو داود (4403)، وغيره. وهو حديث صحيح].
4- الحرية: أيْ لا يكون المجاهِد عبْدًا رقيقا غير حُرّ في تصرّفاته.
5- الذكورية: لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة لمّا سألته عن الجهاد للنساء: «لَكُنَّ أحسن الجهاد وأجمله: حج مبرور» [البخاري (1861)].
6- السلامة من الضرر: قال تعالى {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ } [الفتح: 17].
7- وجود النفقة: أَيْ: نفقة الآلة، أي آلة الحرب،ونفقة عائلته مدة غيبته، ونفقة الراحلة إذا كانت المسافة بعيدة، والدليل على هذا قوله تعالى {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ }[التوبة:91] هذا دليل النفقة {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ }[التوبة:92] هذا دليل الراحلة.
8-إِذْنُ الوالدين المسلمَين إذا كان الجهاد فرض كفاية، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:جاء رجُل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال:«أحيّ والداك، قال:« نعم» قال:«ففيهما فجاهد» [ رواه البخاري (3004)(5972)، ومسلم (2549)]. وفي رواية أبي سعيد الخدري ، عند أبي داود (2530) في قصة أخرى قال صلى الله عليه وسلم لرَجُل: «ارجِع إليهما فاستئذِنْهما، فإن أذنا لك فجاهِد، وإلا فَبَرَّهُما» [وهو حديث صحيح].
فجهاد الفتح والطلب حُكمه فرض كفاية، أما الجهاد الذي هو جهاد الدفع فهو فرض على جميع أهل البلاد التي نزل بها الكفار، فيتعين عليهم قتالهم ودفعهم، فإذا عجزوا أمدّهم مَن هو مجاور لهم وهكذا، لكن كذلك هذا يُشترط له الأمير وخاصّة لمن كان خارج تلك البلاد وأراد أن يساعدهم، قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله كما في كتابه المُغني«لا يخرُجون إلا بإذن الأمير [أي أمير البلاد] لأن أمر الحرب موكولٌ إليه، وهو أعلم بكثرة العدو وقِلَّتِهم، ومكامن العدو وكيدهم، فينبغي أن يُرجع إلى رأيه لأنه أحوط للمسلمين، إلا أن يُتَعَذَّر استئذانُه لمُفاجأة عدوهم لهم ...إلخ» اهـ.

يعني إذا فاجأ العدو بلدة المسلمين ولم يكن هناك وقت لكي يُستأذن أمير البلاد فحينئذ يُدافعون، أما إذا كان هناك وقت فلابدّ من استئذان الأمير، لأن الأمير أعرف بالأحوال هل ندخل المعركة أم لا؟.
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يصلح المسلمين حُكَّامًا ومحكومين إنه سميع مجيب.
منقول
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو أحمد...ياسين
أبو أحمد...ياسين
مستشار
  • تاريخ التسجيل : 02-08-2007
  • الدولة : اوربا
  • المشاركات : 1,646
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • أبو أحمد...ياسين will become famous soon enough
الصورة الرمزية أبو أحمد...ياسين
أبو أحمد...ياسين
مستشار
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: شروط الجهاد في سبيل الله
22-06-2008, 02:33 PM

من كتاب ضوابط الجهاد في السنة النوبية للدكتور محمد بن عمر بازمول:


يختلف جهاد الدفع عن جهاد الدعوة والطلب في هذه الأمور


فلا يشترط فيه أن يكون العدو ضعفي المسلمين فما دون، و لا يشترط فيه القوة، ولا يشترط فيه إذن الإمام، و لا يشترط فيه إذن الوالدين أو أحدهما، فلا يشترط فيه شرط، بل يدفع العدو بحسب الإمكان.
قال ابن تيمية (ت728هـ) رحمه الله: "أما قتال الدفع: فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين. فواجب إجماعاً، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه. فلا يشترط له شرط. بل يدفع بحسب الإمكان. وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم. فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر، وبين طلبه في بلاده ا.هـ( ).
قال ابن القيم (ت751هـ) رحمه الله: "فإذا كانت المسابقة شرعت ليتعلم المؤمن القتال ويتعوده ويتمرن عليه؛
فمن المعلوم أن المجاهد قد يقصد دفع العدو، إذا كان المجاهد مطلوباً، والعدو طالباً.
وقد يقصد الظفر بالعدو ابتداء إذا كان طالباً والعدو مطلوباً.
وقد يقصد كلا الأمرين.
والأقسام الثلاثة يؤمر المؤمن فيها بالجهاد .
وجهاد الدفع أصعب من جهاد الطلب؛ فإن جهاد الدفع يشبه باب دفع الصائل ولهذا أبيح للمظلوم أن يدفع عن نفسه، كما قال الله تعالى:  أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا (الحج:39)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"( )؛ لأن دفع الصائل على الدين جهاد وقربة، ودفع الصائل على المال والنفس مباح ورخصة، فإن قتل فيه فهو شهيد؛
فقتال الدفع أوسع من قتال الطلب وأعم وجوباً، ولهذا يتعين على كل أحد يقم ويجاهد فيه: العبد بإذن سيده وبدون إذنه، والولد بدون إذن أبويه، والغريم بغير إذن غريمه، وهذا كجهاد المسلمين يوم أحد والخندق.
ولا يشترط في هذا النوع من الجهاد (يعني: جهاد الدفع) أن يكون العدو ضعفي المسلمين فما دون، فإنهم كانوا يوم أحد والخندق أضعاف المسلمين، فكان الجهاد واجباً عليهم؛ لأنه حينئذ جهاد ضرورة ودفع، لا جهاد اختيار، ولهذا تباح فيه صلاة الخوف بحسب الحال في هذا النوع وهل تباح في جهاد الطلب إذا خاف فوت العدو ولم يخف كرته؟ فيه قولان للعلماء هما روايتان عن الإمام أحمد.
ومعلوم أن الجهاد الذي يكون فيه الإنسان طالباً مطلوباً أوجب من هذا الجهاد الذي هو فيه طالب لا مطلوب، والنفوس فيه أرغب من الوجهين .
وأما جهاد الطلب الخالص فلا يرغب فيه إلا أحد رجلين إما عظيم الإيمان يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله، وإما راغب في المغنم والسبي.
فجهاد الدفع يقصده كل أحد، ولا يرغب عنه إلا الجبان المذموم شرعاً وعقلاً.
وجهاد الطلب الخالص لله يقصده سادات المؤمنين.
وأما الجهاد الذي يكون فيه طالباً مطلوباً فهذا يقصده خيار الناس؛ لإعلاء كلمة الله ودينه، ويقصده أوساطهم؛ للدفع ولمحبة الظفر."اهـ( ).


مع ملاحظة الأمور التالية:
- أن عدم اشتراط إذن الإمام في جهاد الدفع إنما هو إذا فاجأ العدو أهل البلد؛ فتعذر عليهم الرجوع إليه لدفع العدو، أمّا إذا لم يتعذر فالأصل الرجوع إلى الإمام، والجهاد معه، والقتال من ورائه، كما فعل المسلمون لمّا حاربهم المشركون في معركة الخندق.
قال عبدالله بن الإمام أحمد: سمعتُ أبي يقول: إذا أذن الإمامُ, القومُ يأتيهم النفير فلا بأس أن يخرجوا.
قلتُ لأبي: فإن خرجوا بغير إذن الإمام؟ قال: لا, إلا أن يأذن الإمام, إلا أن يكون يفاجئهم أمرٌ مِن العدو ولا يُمكِنُهم أن يستأذنوا الإمام فأرجو أن يكون ذلك دفعاً مِن المسلمين"( ).
قال ابن قدامه (ت620هـ) رحمه الله: "لأن أمر الحرب موكول إليه، وهو أعلم بكثرة العدو وقلتهم، ومكامن العدو وكيدهم، فينبغي أن يُرجع إلى رأيه, لأنه أحوط للمسلمين، إلا أن يتعذر استئذانه لمفاجـأة عدوهم لهم، فلا يجب استئذانه، لأن المصلحة تتعين في قتالهم, والخروج إليهم، لتعين الفساد في تركهم، لذلك لما أغار الكفار على لقاح النبي صلى اله عليه وسلم فصادفهم سلمة بن الأموع خارجاً من المدينة، تبعهم فقاتلهم من غير إذن، فمدحه النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير رجالنا سلمة بن الأكوع" وأعطاه سهم فارس وراجل"اهـ( ).
- أن عدم القدرة على العدو في جهاد الدفع تجوز الدخول معه في صلح، إذا رأى الإمام ذلك، والحال في ذلك كالحال في جهاد الطلب. كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في دخوله مع المشركين في صلح الحديبية، ولم يدفعهم عن مكة المكرمة، وأموال المسلمين فيها.
- وعدم القدرة على قتال العدو يجوز معها ترك قتاله، كما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام، وذلك في قوله في الحديث: "إني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرِّز عبادي إلى الطور".




  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية nassim21
nassim21
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 08-12-2007
  • المشاركات : 68
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • nassim21 is on a distinguished road
الصورة الرمزية nassim21
nassim21
عضو نشيط
رد: شروط الجهاد في سبيل الله
23-06-2008, 08:12 PM
شكرا جزيلا لك أخي الكريم .
وفقك الله لكل خير , آمين .
استفد معلومات قد تكون لا تعرفها من قبل
http://www.istafid.com
  • ملف العضو
  • معلومات
ماهـر
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 10-10-2007
  • المشاركات : 170
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ماهـر is on a distinguished road
ماهـر
عضو فعال
رد: شروط الجهاد في سبيل الله
24-06-2008, 01:27 AM


هناك حقيقة كبرى يجب على كل مسلم أن يعيها ويدركها بشكل جيد وهي:

أن اليهود يحتلون اليوم جميع بلدان المسلمين احتلالا حقيقيا فعليا وليس مجازيا، وهم أصحاب القرار الأول والأخير فيها، وقد استخرجوا من محافلهم الماسونية طواغيت لا دين ولا شرف ولا عروبة ولا إنسانية ولا ضمير لها، وزرعوها في بلدان المسلمين لتعبد من دون الله ولتدير بلدان المسلمين لحساب صانعيها اليهود.

ومن هذه الحقيقة تنشأ حقيقة أخرى، وهي أن المسلمين اليوم لا ولي أمر لهم، ولذلك، فالجهاد ضد اليهود والنصارى ومن يعينهم من الكلاب واجب يأمر به الله ورسوله لا يتطلب استئذان أحد.





  • ملف العضو
  • معلومات
حسن الصباح
مستشار
  • تاريخ التسجيل : 23-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,967
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • حسن الصباح is on a distinguished road
حسن الصباح
مستشار
رد: شروط الجهاد في سبيل الله
08-01-2009, 11:13 PM
بارك الله فيك

حق الجهاد لنصرة اخوتنا في غزة
و لم يبق أي مخرج يستدل به المانعون من الجهاد في فلسطين
  • ملف العضو
  • معلومات
fatisab
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 22-12-2008
  • المشاركات : 11
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • fatisab is on a distinguished road
fatisab
عضو مبتدئ
رد: شروط الجهاد في سبيل الله
10-01-2009, 04:42 PM
بارك الله فيك اخى على الموضوع هذا هو الحق معرفة شروط الجهاد ليكون خالصا لوجه الله ولتكون كلمة الله هى العليا .
من مواضيعي
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر
( التعريف بابن تيمية الحراني وانحرافه عن منهج السلف )
الإمام أبو حامد الغزالي
الساعة الآن 10:11 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى