تسجيل الدخول

مساجد قد يقضى نحبها و منها من ينتظر
براهيمي محمد زكريا

أثارت تعليمة الوزارية من شؤون الدينية فيما يخص قرار تجميد منع جمع التبرعات لبناء المساجد حفيظة اغلب الائمة على المستوى الوطني ، ولعل اغلب الأئمة ان لم نقل جلهم نزل عليهم هذا القرار كالصاعقة حيث ان فيهم من كان يمني النفس بإجراء أعمال صيانة والتجديد التي تعرفها المساجد الآتية من تبرعات المحسنين تحضيرا لرمضان .
كما لم يستصيغ ولم يهضم الأئمة بدورهم هذه التعليمة بعد وكل ذهب يدلي بدلوه على اعتبارها تكبيلا لأيادي المحسنين في تقديم تبرعات وصدقات وبالتالي حرمانهم من الاجر ، وذهب فريق اخر على اعتبار هذه التعليمة يشوبها بعض الغموض في معرفة نوايا الدفينة التي تحملها في الاساس.
ولكن المستور المكشوف هنا ،بان الائمة قد تلقوا قدفة قوية جراء هذه التعليمة وكأن هكذا قذفات اريد بها تعميق الصلة وتوسيع الفجوة بين المحسنين وبين الاعمال الخيرية لان مختلف المساجد عكف على بنائها مصلون محسنون او بقراءة اخرى قد تبين وراءها شكوك وريب وقع في صدر الوزارة الوصية ناحية جمعيات المساجد و حتى بمن فيهم الائمة، ليفرز هذا القرار قطيعة في فقدان الثقة بين هؤلاء.
هذه التعليمة يمكن اعتبارها سقطة بلهاء او كتطبيق مجحف في حق المحسنين وفي حق المساجد ان صح بذلك القول ، فاعترافات التي تتستر عنها او تتناساها وزارة شؤون الدينية في ما يخص قضية بناء المساجد وتاسيس قواعدها كانت من طرف هؤلاء المحسنين وبمعية تذكير الائمة انفسهم او القائمين على المساجد على غرار الجمعيات ليرسم هذا الاجراء علامة استفهام ينتظر لها اجابات .
و الاجابة التي ينبغي على وزارة محمد عيسى ان تقدمها كوجه تبرير على فعلتها بتقديم بديل حول امر بناء المساجد في ربوع الوطن في ان تحل محل المحسنين من اول حجر اساس البناء حتى نهاية تدشينه و المتابعة المستمرة من توفير كل التجهيزات و المستلزمات التي تحتاجها المساجد وبالتالي ستكون اذرع الائمة مفتوحة لهذا القرار وتتقبله بصدر رحب لا محالة او قد يسعنا ان نرى ايادي و كفوف مرفوعة مناجية بذلك " اللهم يا مجيب الدعوات اقسم ظهر هذه التعليمة واجعلها هباءا منتورا".

( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) .