رد: قصة وعبرة.
08-12-2013, 04:52 PM
في رأيي القصة لا تحك عن الحب كشعور بل كممارسة ... (الافضاء الى الشخص المحبوب) ...
و القصة و ان كان هدفها صحيح الا ان سياقها خاطئ تماما ...
فالذي لا يحب قبل الزواج (المعنى المقصود) ليس بالضرورة ان يفعل ذلك خوفا من الاسراف في المشاعر ...
بل ربما يفعل امتثالا لامر الله بغض البصر و اطلاق اللسان لان العين تزني و زناها النظر و الفم يزني و زناه الكلام الى غير ذلك ....فلو ذهبنا الى ماقالت من خوف الاسراف لوجدت حجج تفند قولها كالحب ذو الشلالات الكبيرة و الانسان المقتصد .... الغ ...
اما القبول فليس بالضرورة حب و مثله الاعجاب ....
فالشرع لما دعا للنظر الى المخطوبة (و هو حق للمراة ايضا) ذاك ليحدث القبول ...
و لكن من المستحيل ان تحب شخصا من نظرة واحدة او كلمة واحدة ...
و العشرة لا تعني بالضرورة الحب لكنها قد تكون سببا له ...
ضف الى ان المقصود من الزواج ليس الحب ... بل المودة و هي الحب و زيادة ...
و هو ما ذكره تعالى في كتابه ".... و جعل بينكم مودة و رحمة "
اما حديث لم يرى للمتحابين مثل الزواج فمعناه قائم الا ان هناك ادلة قد تعارضه ...
لان في الواقع قصص اخرى عن اناس تزوجوا عن حب (زعموا) و لم يلبثوا مع بعض طويلا ...
فالحب كشعور جبّلي يزيد و ينقص و يتأثر بأشياء كثيرة ...
فمثلا انا لم اختر والدي و مع ذلك احبهما كثيرا ... و احب اخوتي و لكن ليس بنفس الدرجة ...
و احب صديقات الطفولة ... منهن من مازلت احبهن و منهن من صرن عادي بالنسبة لي و منهن من كرهتهن .... فالحب يتأثر بكثير من الاشياء .... و لا اظن اني الوحيدة في هذا الامر ...
.
.
.
نسيت امر الخطبة المذكورة في القصة المفروض هي العقد الشرعي ما يعرف عندنا بالفاتحة و الا فالخاطب اجنبي عن المخطوبة ....
أن يُصبح شغلنا الشاغل اصطياد أخطاء العباد ...
وتحليلها وفق منطقنا الضيق وفهمنا المحدود ..
وأن نمضي كل حكايانا في الجدال العقيم والنقاش العصبي ...
"ذلك الذي ينتصر للأسماء أكثر من انتصاره للحق"
في حين قد نكون أهملنا أوجب الواجبات وأولى الفرائض ...
من اصلاحٍ وتزكيةٍ وتهذيبٍ وتأديبٍ للنفس والخُلُق معا
لَهُوَ الضياع والتِيه !
التعديل الأخير تم بواسطة انا هي ; 08-12-2013 الساعة 04:56 PM