رد: وين رايحة يا خليدة تومي، يا بنت أمي؟
28-08-2009, 11:24 PM
خليدة تومي... عصا اللوبي الفرنسي بالجزائر .
بعد انتصارها في المعركة ضد قانون منع سفر المرأة بدون إذن مسبق من زوجها أو ولي أمرها، انتقلت خليدة في العام الذي يليه إلى تنظيم المظاهرات المناهضة لقانون الأسرة الجزائري، لتنتقل في العام الذي يليه إلى المشاركة في تأسيس جمعية تطالب بحقوق المرأة والمساواة في حقوق الطلاق والميراث ومنع تعدد الزوجات، وساهمت لأجل ذلك في العام 1985 بتأسيس أول مكتب لرابطة حقوق الإنسان في الجزائر بتمويل فرنسي منقطع النظير.
تركت مهنتها، كمدرسة لمادة الرياضيات في ثانويات العاصمة الجزائرية، لتتجول بعدها في المدن الأوروبية ناطقة باسم حقوق المرأة وحاصدة الجائزة تلو الجائزة، حتى كانت انتفاضة أكتوبر العام 1988 فعادت لتستقر قليلاً في الجزائر، عساها تتحصل على مكسب شخصي من رحلاتها في العالم، فساهمت في بداية رحلة التغيير في تلك الجغرافيا "الجمعية المستقلة من أجل انتصار حقوق المرأة" وعينت نفسها رئيساً لتلك الجمعية، وكان الهدف الرئيس للجمعية هو الوقوف في وجه قانون حق الرجل في الانتخاب عوضاً عن زوجاته وعشيقاته، وحين تم لها ذلك وانتصرت على ذلك القانون، انتقلت إلى تأسيس جمعية "المرأة المسعفة" لمساعدة النساء اللواتي يتعرضن لعنف أسري، ولكنها قررت أن تتوسع في دائرة عملها حين أدركت تماماً أن أوان قطف الثمار قد حان، ولكنها أصرت على استخدام الباب نفسه للدخول فأسست في العام 1992 الفرع النسوي للجنة الوطنية لإنقاذ الجزائر وذلك في بداية الحرب الأهلية فكافأها الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف عضوية المجلس الاستشاري الوطني.
في العام 1995 بدأت بوادر الطلاق بينها وبين النسوية، حين شاركت في تأسيس الحركة من أجل الجمهورية، وعينت نفسها رئيساً لها كسابقة أولى لترؤسها مجتمع الرجال الذين لا تكن لهم خليدة الكثير من الاحترام.
عادت إلى العمل النسوي على استحياء في العام الذي تلاه 1996 من خلال جمعية راشدة "التجمع ضد الحقرة" المطالبة بحقوق الجزائريات، إلا أنها لم تستمر في العمل في هذه الجمعيات، حيث كانت السماوات قد حملتها مرة أخرى إلى الأراضي الفرنسية، ومنها إلى عواصم أوروبا حاصدة الجوائز مرة أخرى، فانضمت إلى حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الآرسيدي" حزب سعيد سعدي، ولتنتخب نائبة عن الحزب في الانتخابات التشريعية في ذلك العام، وتدخل السلطة من أوسع أبوابها، ولم تطل بها الأمور حتى بدأت بطلاق القضايا النسوية طلاقاً بائناً، منتقلة إلى الزواج من المناصب، منتقلة من منصب إلى آخر، مؤذنة بعهد جديد لا نسوية ولا نساء فيه.
ولكنها، وبعد تعيينها رئيسة الكتلة البرلمانية لحزبها " التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في العام 2000، حاولت تحويل الحزب إلى مملكة شخصية لها وتابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي عينها في صف جنوده الحامين لعودته الحامية، فطردت من الحزب المذكور، ولكنها تلقت الرعاية الكافية من بوتفليقة حتى الآن.
عُينت في العام 2002 وزيرة للاتصال والثقافة، وناطقة رسمية باسم الحكومة الجزائرية، وإلى يومنا هذا ما زالت وزيرة للثقافة، لتستبد ببقايا محاولات ثقافية حاول بعض كتاب الجزائر ومثقفيها بثها في البلاد بعد خراب سنوات الإرهاب، محولة هذه الثقافة إلى ديكور رديء لسلطة لا يختلف خطها البياني عن خطوط الديكتاتوريات العسكرية في العالم.
ما زالت خليدة مسعودي، التي تحولت إلى خليدة تومي بمرسوم رئاسي وتنصيب وزاري، تفكك آخر آمال المثقف والثقافة الجزائرية، معتبرة أن الثقافة تختصر هناك في الهيئة التي تتخذها في الندوات، مقلدة نساء ثورة الـ 1968 الطلابية في باريس، حيث السيجارة والكثير من أحمر الشفاه فاقع اللون والأزياء الغريبة، تلك هي الثقافة التي تسعى إليها خليدة بعد أن أعلنت القطيعة مع الماضي والأمس القريب وعلى مراحل.
ونحمل نعشنا قصراً بأيدينا ونُعرِب عن تعازينا لنا فينا