ليلة رعب في عمر الصبا
31-03-2013, 01:40 PM
في ليل صيفي بقريتنا خرجت وأخويّ الأكبر والأوسط بعد العشاء للسمر مع أقراننا كعادتنا في أيام العطل الصيفية الطويلة. وما كدنا نصل و نأخذ مواقعنا في الجمع ثم نستأنس بالسمع والتعرف إلى القوم حتى قدم إلينا فتى ليخبرنا أنه قد تم القضاء على أفعى رقطاء بعد اكتشاف وجودها بالشارع المجاور.
تغيرت الأحوال وكرّت على الأبدان موجات من القشعريرة وتنتّحت الجلود و شردت الأذهان بعد تركيز، ولم يعد لجلسة السمر قيمة ولا معنى كما لم يعد للبقاء خارج البيت مبرر ولا جدوى فعدت مع شقيقيّ إلى الدار للنوم، فأما أنا و الأكبر فقد اشتركنا في الفراش والغطاء، وأما الأوسط فنام منفردا.
توترت أعصابي وتشنجت ولم يخلد في مخيلتي إلاّ المسمومة صاحبة الحراشف والأنياب وقد انعكس ذلك على شعوري وعلى حاسة اللمس لدي، فأنى وضعت يدي تهيأ لي أنني المس جلدا " محرشفا " وحلقات نصف دائرية لا تعود لشيء غير ذاك المخلوق المليء بالسم الزعاف، فأتصنع الشجاعة واضغط قليلا على الشيء الملموس الذي غالبا ما يكون نتوءات الفراش التقليدي الخشن، فأسحب اليد كالرَّجل في موقف من يستهزئ بما وقع ويستصغره بعد طبعا نوبة من الرعب والهلع، لكن سرعان ما تعاودني الحالة نفسها وربما بقوة أكبر إذا ما وقعت اليد على تعريجات و نتوءات أكثر بروزا من الأولى.
بقيت هكذا بين لمس وضغط وبين رعب وشجاعة كاذبة و وضعيتي النفسية ما فتئت تتفاقم، فخاصمت الراحة بالي و جفا النوم عيوني.
وفي إحدى المرات وفي محاولة جديدة للتلمس بغية التأكد، امتدت يدي قليلا فلمست أخي المدثرمعي في نفس الفراش وما إن فعلت حتى انتفض قائما كمن وخز على حين غرة بشوكة قنفذ وقذف بيده الغطاء عاليا في السماء ثم التفت نحوي وقال:" لا شيء، لاشيء ". التفتت بدوري إلى الأوسط فرأيته كالجندي الواقف على الثغور يتلوى في فراشه لسد كل منفذ يربطه بالعالم الخارجي، فعلمت أن ما أصابني وأنا الأصغر قد أصاب حتى من كنت أذخرهما لما هو أسوأ وأفدح من المخاطر والملمات لما اعتقدته فيهما من شجاعة و جسارة، لكني لمّا تأكدت من عدم صدق اعتقادي فيهما شعرت إلى جانب الفرق و الجزع والفزع بالخذلان وانكشاف الظهر ففوضت أمري إلى الله سبحانه وتعالى الذي لم يبق لي بعده من أعول عليه في ما أصابني في هذه الليلة العصيبة إلا نفسي التي بدا منها ما بدا .
افتضح أمرنا، فخرجت إلينا جدتي وأختي النفساء ( وضعت عندنا مولودها البكر جريا على عادة أهل القرية ) رحمهما الله، فأشبعتانا عتابا واستهزاءا وسخرية ثم ضحكتا علينا وعلى بسالتنا النادرة وضحكنا بدورنا معهما حتى شبعنا فانشرحت أساريرنا وزال توترنا وتراخت أوصالنا و تثاقلت أجفاننا ثم انطبقت و غصنا في نوم عميق استدركنا به ما فات .
تغيرت الأحوال وكرّت على الأبدان موجات من القشعريرة وتنتّحت الجلود و شردت الأذهان بعد تركيز، ولم يعد لجلسة السمر قيمة ولا معنى كما لم يعد للبقاء خارج البيت مبرر ولا جدوى فعدت مع شقيقيّ إلى الدار للنوم، فأما أنا و الأكبر فقد اشتركنا في الفراش والغطاء، وأما الأوسط فنام منفردا.
توترت أعصابي وتشنجت ولم يخلد في مخيلتي إلاّ المسمومة صاحبة الحراشف والأنياب وقد انعكس ذلك على شعوري وعلى حاسة اللمس لدي، فأنى وضعت يدي تهيأ لي أنني المس جلدا " محرشفا " وحلقات نصف دائرية لا تعود لشيء غير ذاك المخلوق المليء بالسم الزعاف، فأتصنع الشجاعة واضغط قليلا على الشيء الملموس الذي غالبا ما يكون نتوءات الفراش التقليدي الخشن، فأسحب اليد كالرَّجل في موقف من يستهزئ بما وقع ويستصغره بعد طبعا نوبة من الرعب والهلع، لكن سرعان ما تعاودني الحالة نفسها وربما بقوة أكبر إذا ما وقعت اليد على تعريجات و نتوءات أكثر بروزا من الأولى.
بقيت هكذا بين لمس وضغط وبين رعب وشجاعة كاذبة و وضعيتي النفسية ما فتئت تتفاقم، فخاصمت الراحة بالي و جفا النوم عيوني.
وفي إحدى المرات وفي محاولة جديدة للتلمس بغية التأكد، امتدت يدي قليلا فلمست أخي المدثرمعي في نفس الفراش وما إن فعلت حتى انتفض قائما كمن وخز على حين غرة بشوكة قنفذ وقذف بيده الغطاء عاليا في السماء ثم التفت نحوي وقال:" لا شيء، لاشيء ". التفتت بدوري إلى الأوسط فرأيته كالجندي الواقف على الثغور يتلوى في فراشه لسد كل منفذ يربطه بالعالم الخارجي، فعلمت أن ما أصابني وأنا الأصغر قد أصاب حتى من كنت أذخرهما لما هو أسوأ وأفدح من المخاطر والملمات لما اعتقدته فيهما من شجاعة و جسارة، لكني لمّا تأكدت من عدم صدق اعتقادي فيهما شعرت إلى جانب الفرق و الجزع والفزع بالخذلان وانكشاف الظهر ففوضت أمري إلى الله سبحانه وتعالى الذي لم يبق لي بعده من أعول عليه في ما أصابني في هذه الليلة العصيبة إلا نفسي التي بدا منها ما بدا .
افتضح أمرنا، فخرجت إلينا جدتي وأختي النفساء ( وضعت عندنا مولودها البكر جريا على عادة أهل القرية ) رحمهما الله، فأشبعتانا عتابا واستهزاءا وسخرية ثم ضحكتا علينا وعلى بسالتنا النادرة وضحكنا بدورنا معهما حتى شبعنا فانشرحت أساريرنا وزال توترنا وتراخت أوصالنا و تثاقلت أجفاننا ثم انطبقت و غصنا في نوم عميق استدركنا به ما فات .
إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
سبحان الله يا فارج الهم وكاشف الغم ، فرج همي
ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من
حيث لا احتسب يا رب العالمين .
سبحان الله يا فارج الهم وكاشف الغم ، فرج همي
ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من
حيث لا احتسب يا رب العالمين .