مقارنة بين الكتاب الورقي والكتاب الالكتروني .
30-09-2012, 07:01 PM
البشر كانوا یقومون بطباعة وقراءة الكتب لمئات السنین،
وخلال ھذه الأعوام الطویلة لم یتغیر الكثیر، فطریقة النشر
منذ قام الألماني یوھان غوتنبرغ باختراع آلة الطباعة في
القرن الخامس عشر ھي في أساسھا تلك المستخدمة الیوم؛
رغم دخول العدید من التعدیلات والتطویرات التكنولوجیة
علیھا... الآن، بدأ ھذا الأمر في التغیر؛ فھناك ظاھرة جدیدة
بدأنا نشعر بوجودھا منذ وقت لیس بالطویل... ألا وھي
الكتاب الإلكتروني... الأجیال الجدیدة والمختصون في المجال
أو المھتمون بھ تحولوا بالفعل إلى استخدام القارئ
الإلكتروني لیتخلوا بصورة شبھ كاملة عن النسخة الورقیة
من الكتب... إلا أن الأشخاص الذین تجاوزوا عمراً معیناً
یعرفون بوجود الكتب الإلكترونیة لكن الأمر لم یثر
فضولھم إلى حد التوجھ إلى استعمالھ.
فكرة الكتاب الإلكتروني جاءتنا من مایكل ھارت
الذي أنشأ عام 1971 مشروع غوتنبرغ حیث یتم فیھ نشر جمیع الكتب ذات الملكیة
العامة بصورة إلكترونیة على الإنترنت لتمكین الجمیع من
الحصول على أمھات الكتب من مختلف العصور مجاناً...
آخر إحصائیة تشیر إلى وجود أكثر من 30 ألف كتاب
إلكتروني في مكتبة مشروع غوتنبرغ... الیوم، ھناك مواقع
متعددة تقدم خدمة توفیر كتب إلكترونیة للمستخدمین، لیس
ھذا فحسب، بل أصبح النشر الإلكتروني من أھم وسائل الأعمال في ترویج الكتب، لھذا تجد أن معظم الكتب التي
یتم نشرھا الیوم، تنشر بالوجھین الإلكتروني والورقي
لإرضاء أذواق الجمیع... أول مؤلف نشر كتاباً جدیداً لھ
إلكترونیاً فقط كان ستیفین كنغ عام
2000 عندما نشر كتابھ الجدید حینئذ
خلال الساعات الأربع والعشرین التي تلت نشر الكتاب، قام أكثر من 500 ألف شخص بشرائھ وتنزیلھ من
الشبكة العنكبوتیة.
كما ھو الحال مع أي شيء آخر، فللكتاب الإلكتروني جوانبه الإیجابیة والسلبیة... ھناك مثلاً الفائدة المالیة للمؤلفین ودور النشر؛ فإذا أخذنا تكالیف الطباعة والتوزیع والید العاملة، سنجد أن العملیة ستكون مربحة بصورة أكبر...
ولھذا، فإن سعر الكتاب الإلكتروني على المستھلك (القارئ) أقلمقارنة بالكتاب الورقي... وفیما یتعلق بطریقة شراء الكتاب، ھناك اختلافات واضحة؛ فمن الممكن شراء أي
كتاب عن طریق البحث في أي مكتبة إلكترونیة على الإنترنت، ثم تنزیل ما ترغب في قراءتھ على الفور إلى الأداة التي تستخدمھا، وھذا یوفر وقتاً وجھداً أنت في أمس الحاجة إلیھما في ھذه الأوقات السریعة التي نحیاھا...
من جانب آخر ھناك الجانب الإیجابي فیما یتعلق بالوزن، فلطالما شكلت الكتب حملاً ثقیلاً على طلاب المدارس، وھذا یعني أن قارئ كتب إلكتروني أو كمبیوتر لوحي لا یزید وزنه عن كیلوغرام واحد یمكنھ احتواء كافة الكتب للمراحل الدراسیة كافة...
أضف إلى ذلك أن الكمبیوتر اللوحي یوفر أدوات أخرى تسھل أداء الطالب لواجباتھ، تسجیل ملاحظاتھ خلال الحصة الدراسیة، التواصل مع زملائھ ومعلمیھ خلال تواجده في المدرسة أو بعد خروجھ منھا، والبحث عن معلومات إضافیة حول المواد الدراسیة على شبكة الإنترنت.
الجوانب السلبیة؟
تكلفة قارئ الكتب الإلكترونیة أو الكمبیوترات اللوحیة ما زالت مرتفعة حتى الآن، كذلك ھناك مسألة التلوث البیئي، فرغم أن انتشار الكتاب الإلكتروني سیؤدي تدریجیاً إلى خفض معدلات تدمیر الغابات التي نحصل منھا على الورق، إلا أن السؤال المطروح الآن ھو ما الذي سیحدث لجمیع ھذه الأجھزة الإلكترونیة عندما تصبح قدیمة ویقوم أصحابھا بشراء النماذج الأكثر تطوراً؟ فیما یخص الأسعار، من المعروف أنھا ستنخفض شیئاً فشیئاً مع مرور الوقت؛ وعلینا ألا ننسى أنھ من الممكن استخدام معظم الھواتف الذكیة التي نمتلكھا بالفعل لقراءة كتب إلكترونیة وبأنواع ملفات مختلفة...
أما مسألة الآثار البیئیة فتتطلب المزید من البحث والدراسة خصوصاً إذا أردنا التأكد من أن إعادة تدویر المكونات الإلكترونیة لأجھزة قدیمة كي یمكن استخدامھا في الحدیثة أمر ممكن.
ھناك مشكلات أخرى یتوجب علینا الخوض فیھا؛ مثل قضیة القرصنة الإلكترونیة التي تساھم في تمكین ملایین المستخدمین من الحصول على الكتب الإلكترونیة مجاناً أو بأسعار مخفضة جداً مقارنة مع سعر البیع الأصلي (كما حدث مع الموسیقى والأفلام سابقاً)...
وفي حین یرى المؤلفون والقائمون على دور الطباعة والنشر أن ھذا الأمر یشكل كارثة یجب على قوى الأمن والسلطات القضائیة في جمیع الدول التصدي لھا، یعتقد المستخدمون (خصوصاً ذوو الدخول المحدودة والمتدنیة) أنھا الوسیلة الوحیدة للحصول على معارف وثقافة یستحیل علیھم الوصول إلیھا بأي شكل آخر.
لسؤال المھم ھنا ھو: ھل سیحل الكتاب الإلكتروني محل الكتاب الورقي بصورة تامة في المستقبل؟
والإجابة لیست بسیطة على الإطلاق... حسب القاعدة العامة: الجدید یلغي القدیم، من المنطقي الاعتقاد أن الزیادة في إنتاج الكتب والمجلات الإلكترونیة سوف یعني ضرورة استخدام أدوات إلكترونیة لقراءتھا وأن ھذا سیؤدي إلى نھایة الكتب الورقیة... ھذا الأمر لیس صحیحاً على الدوام...
فعلى الرغم من انتشار الھواتف المحمولة بصورة كبیرة جداً خلال العقد الماضي، لا تزال جمیع المنازل تضم ھواتف تقلیدیة... كذلك، من الصعب تصور أن الجمیع سیتخلون عن القراءة من الكتاب الورقي؛ فالأذواق مختلفة والقدرة على التعامل مع التكنولوجیات الحدیثة لیست متساویة لدى الجمیع.
وكما جاء في كتاب Nobody Will Finish With Book للكاتبین أومبرتو إكو و جان كلود كارییر
فالكتاب الورقي یمثل الكمال في أن المضمون ووسیلة القراءة متحدان (بعكس الكتاب الإلكتروني الموجود بصورة منفصلة عن أداة قراءتھ وكل منھما بلا نفع من دون الآخر)...
مؤلفا الكتاب یصلان إلى نتیجة نھائیة ھي أن الكتاب الورقي لن یختفي؛ بل أن النوعین سیتعایشان معاً بصورة تشبھ تعایش التلفزیون مع الرادیو...
وعلى كل حال، من الصعب توقع المستقبل بدقة؛ إلا أن العوامل الرئیسیة جلیة أمامنا... وتكوین رأي خاص حول الموضوع لیس صعباً.
النشر الذاتي
من أھم ما قدمتھ لنا شبكة الإنترنت ھو إمكانیة نشر كتاباتنا على مواقع إلكترونیة أو مدونات...
لكن من الممكن كذلك تألیف كتب كاملة ونشرھا بصورة إلكترونیة بواحدة من أنواع الملفات المتعدده
(PDB ،DJVU ،TXT ،PRC ،EPUB ،PDF وغيرها)
وخلال ھذه الأعوام الطویلة لم یتغیر الكثیر، فطریقة النشر
منذ قام الألماني یوھان غوتنبرغ باختراع آلة الطباعة في
القرن الخامس عشر ھي في أساسھا تلك المستخدمة الیوم؛
رغم دخول العدید من التعدیلات والتطویرات التكنولوجیة
علیھا... الآن، بدأ ھذا الأمر في التغیر؛ فھناك ظاھرة جدیدة
بدأنا نشعر بوجودھا منذ وقت لیس بالطویل... ألا وھي
الكتاب الإلكتروني... الأجیال الجدیدة والمختصون في المجال
أو المھتمون بھ تحولوا بالفعل إلى استخدام القارئ
الإلكتروني لیتخلوا بصورة شبھ كاملة عن النسخة الورقیة
من الكتب... إلا أن الأشخاص الذین تجاوزوا عمراً معیناً
یعرفون بوجود الكتب الإلكترونیة لكن الأمر لم یثر
فضولھم إلى حد التوجھ إلى استعمالھ.
فكرة الكتاب الإلكتروني جاءتنا من مایكل ھارت
الذي أنشأ عام 1971 مشروع غوتنبرغ حیث یتم فیھ نشر جمیع الكتب ذات الملكیة
العامة بصورة إلكترونیة على الإنترنت لتمكین الجمیع من
الحصول على أمھات الكتب من مختلف العصور مجاناً...
آخر إحصائیة تشیر إلى وجود أكثر من 30 ألف كتاب
إلكتروني في مكتبة مشروع غوتنبرغ... الیوم، ھناك مواقع
متعددة تقدم خدمة توفیر كتب إلكترونیة للمستخدمین، لیس
ھذا فحسب، بل أصبح النشر الإلكتروني من أھم وسائل الأعمال في ترویج الكتب، لھذا تجد أن معظم الكتب التي
یتم نشرھا الیوم، تنشر بالوجھین الإلكتروني والورقي
لإرضاء أذواق الجمیع... أول مؤلف نشر كتاباً جدیداً لھ
إلكترونیاً فقط كان ستیفین كنغ عام
2000 عندما نشر كتابھ الجدید حینئذ
خلال الساعات الأربع والعشرین التي تلت نشر الكتاب، قام أكثر من 500 ألف شخص بشرائھ وتنزیلھ من
الشبكة العنكبوتیة.
كما ھو الحال مع أي شيء آخر، فللكتاب الإلكتروني جوانبه الإیجابیة والسلبیة... ھناك مثلاً الفائدة المالیة للمؤلفین ودور النشر؛ فإذا أخذنا تكالیف الطباعة والتوزیع والید العاملة، سنجد أن العملیة ستكون مربحة بصورة أكبر...
ولھذا، فإن سعر الكتاب الإلكتروني على المستھلك (القارئ) أقلمقارنة بالكتاب الورقي... وفیما یتعلق بطریقة شراء الكتاب، ھناك اختلافات واضحة؛ فمن الممكن شراء أي
كتاب عن طریق البحث في أي مكتبة إلكترونیة على الإنترنت، ثم تنزیل ما ترغب في قراءتھ على الفور إلى الأداة التي تستخدمھا، وھذا یوفر وقتاً وجھداً أنت في أمس الحاجة إلیھما في ھذه الأوقات السریعة التي نحیاھا...
من جانب آخر ھناك الجانب الإیجابي فیما یتعلق بالوزن، فلطالما شكلت الكتب حملاً ثقیلاً على طلاب المدارس، وھذا یعني أن قارئ كتب إلكتروني أو كمبیوتر لوحي لا یزید وزنه عن كیلوغرام واحد یمكنھ احتواء كافة الكتب للمراحل الدراسیة كافة...
أضف إلى ذلك أن الكمبیوتر اللوحي یوفر أدوات أخرى تسھل أداء الطالب لواجباتھ، تسجیل ملاحظاتھ خلال الحصة الدراسیة، التواصل مع زملائھ ومعلمیھ خلال تواجده في المدرسة أو بعد خروجھ منھا، والبحث عن معلومات إضافیة حول المواد الدراسیة على شبكة الإنترنت.
الجوانب السلبیة؟
تكلفة قارئ الكتب الإلكترونیة أو الكمبیوترات اللوحیة ما زالت مرتفعة حتى الآن، كذلك ھناك مسألة التلوث البیئي، فرغم أن انتشار الكتاب الإلكتروني سیؤدي تدریجیاً إلى خفض معدلات تدمیر الغابات التي نحصل منھا على الورق، إلا أن السؤال المطروح الآن ھو ما الذي سیحدث لجمیع ھذه الأجھزة الإلكترونیة عندما تصبح قدیمة ویقوم أصحابھا بشراء النماذج الأكثر تطوراً؟ فیما یخص الأسعار، من المعروف أنھا ستنخفض شیئاً فشیئاً مع مرور الوقت؛ وعلینا ألا ننسى أنھ من الممكن استخدام معظم الھواتف الذكیة التي نمتلكھا بالفعل لقراءة كتب إلكترونیة وبأنواع ملفات مختلفة...
أما مسألة الآثار البیئیة فتتطلب المزید من البحث والدراسة خصوصاً إذا أردنا التأكد من أن إعادة تدویر المكونات الإلكترونیة لأجھزة قدیمة كي یمكن استخدامھا في الحدیثة أمر ممكن.
ھناك مشكلات أخرى یتوجب علینا الخوض فیھا؛ مثل قضیة القرصنة الإلكترونیة التي تساھم في تمكین ملایین المستخدمین من الحصول على الكتب الإلكترونیة مجاناً أو بأسعار مخفضة جداً مقارنة مع سعر البیع الأصلي (كما حدث مع الموسیقى والأفلام سابقاً)...
وفي حین یرى المؤلفون والقائمون على دور الطباعة والنشر أن ھذا الأمر یشكل كارثة یجب على قوى الأمن والسلطات القضائیة في جمیع الدول التصدي لھا، یعتقد المستخدمون (خصوصاً ذوو الدخول المحدودة والمتدنیة) أنھا الوسیلة الوحیدة للحصول على معارف وثقافة یستحیل علیھم الوصول إلیھا بأي شكل آخر.
لسؤال المھم ھنا ھو: ھل سیحل الكتاب الإلكتروني محل الكتاب الورقي بصورة تامة في المستقبل؟
والإجابة لیست بسیطة على الإطلاق... حسب القاعدة العامة: الجدید یلغي القدیم، من المنطقي الاعتقاد أن الزیادة في إنتاج الكتب والمجلات الإلكترونیة سوف یعني ضرورة استخدام أدوات إلكترونیة لقراءتھا وأن ھذا سیؤدي إلى نھایة الكتب الورقیة... ھذا الأمر لیس صحیحاً على الدوام...
فعلى الرغم من انتشار الھواتف المحمولة بصورة كبیرة جداً خلال العقد الماضي، لا تزال جمیع المنازل تضم ھواتف تقلیدیة... كذلك، من الصعب تصور أن الجمیع سیتخلون عن القراءة من الكتاب الورقي؛ فالأذواق مختلفة والقدرة على التعامل مع التكنولوجیات الحدیثة لیست متساویة لدى الجمیع.
وكما جاء في كتاب Nobody Will Finish With Book للكاتبین أومبرتو إكو و جان كلود كارییر
فالكتاب الورقي یمثل الكمال في أن المضمون ووسیلة القراءة متحدان (بعكس الكتاب الإلكتروني الموجود بصورة منفصلة عن أداة قراءتھ وكل منھما بلا نفع من دون الآخر)...
مؤلفا الكتاب یصلان إلى نتیجة نھائیة ھي أن الكتاب الورقي لن یختفي؛ بل أن النوعین سیتعایشان معاً بصورة تشبھ تعایش التلفزیون مع الرادیو...
وعلى كل حال، من الصعب توقع المستقبل بدقة؛ إلا أن العوامل الرئیسیة جلیة أمامنا... وتكوین رأي خاص حول الموضوع لیس صعباً.
النشر الذاتي
من أھم ما قدمتھ لنا شبكة الإنترنت ھو إمكانیة نشر كتاباتنا على مواقع إلكترونیة أو مدونات...
لكن من الممكن كذلك تألیف كتب كاملة ونشرھا بصورة إلكترونیة بواحدة من أنواع الملفات المتعدده
(PDB ،DJVU ،TXT ،PRC ،EPUB ،PDF وغيرها)