أوجاع امرأة
27-03-2008, 05:15 PM
أوجاع امرأة
خرجت قاصدة بيت الزوجية .. فرح الجميع لزفافها .. وراحت لتستأنف حياة جديدة .. حياة لم تعهدها من ذي قبل ، لم تكن سوى ضيفة نزيلة في بيت والديها سرعان ما انتهى واجب الضيافة نحوها..بدأت الكفاح مع العمر الجديد الذي كتب لها مع شريك حياتها .. عمر مليء بالأفراح والأحزان .. مليء بالحلاوة والمرارة وسط عائلة تعدّت العشرين ..راحت لتمكث بينهم آملة في الود والحب والإحترام الدائم..
هي طفلة أرادت أن تجعل لنفسها من الحلم حقيقة ..أرادت ذلك وتمنّت أن تجعل ما تسمع عنه من حكايا المغرمين وما تشاهده عبر التلفاز حقيقة لها وللسعادة لا غير ..لكن ؛؛ بقي حلمها حيز الأحلام أو.. سرعان ما تلاشى لأن ذلك الود والإحترام لم يدم طويلا فهو ما كان في واقع الأمر سوى مشهدا من مشاهد مسرحية سرعان ما أسدل الستار معلنا نهايتها لتبدأ بذلك الحقيقة المرّة ، بدخول فطر جديد إلى العشرين ..
فطر فاق همّ العشرين وانقلبت به الموازين ، جاء ببداية كجر أصمّ ، لكنه كان حنضلا يزرع المرارة بين الأهل والأحباب ومشعلا للهيب النار إلتهابا.
بقدومه حلّت الحياة الفاترة ، التي لا طعم فيها ، بلا حب ولا كراهية ، لا حرقة ولا أي شيء ...
صارت قلبا يحمل العالم بما فيه وهي تلك الحمامة الوديعة الهادئة المرهم لكل جرح ..غابت النشوة التي عرفتها ببيت والديها ..غاب ذلك الجو الأسري الجميل ..وحلّت الجراح المشعلات في المرقد..ولم تعد الحياة سوى مجاورة ومساكنة لأثنين غريبين كل يتحدّث بلغة لا يفهمها الآخر.. وحلّ الكبت والقنوط ..كانت كثيرة التردّد على بيت والديها ، لم يكن بغية الزيارة ، إنما بغية البكاء والترويح ، وفي كل مرة تعود تمنّي نفسها بالفرج القريب بالهداية وانصلاح الحال بصحبة الأنيس الصبر وببال والديها أن المرأة التي لا تتحمّل المرار لا تعمّر الدار ..
صار بيتها الزوجي بركانا يثور ويفور ويتصدّع ، إلى أن أطلق حممه عليها بجمرات يدعى لها الطلاق .. فكان لها ذلك الانفصال وتلك الجمرات أريح وأهون من ذلك الألم والوجع الدفين .
محمد علاء الدين الطويل
نشرت بمجلة أصوات الشمال
التعديل الأخير تم بواسطة روان علي شريف ; 27-09-2008 الساعة 10:17 PM