ولو كان "داود" من روائع الهادي الحسني
02-01-2015, 10:24 PM
ولو كان "داود"
الهادي الحسني
أعلم أن العنصرية أنواعٌ وألوانٌ، وإنني أؤمن إيمانا لا شية فيه أنَّ أبشعها شكلا، وأنتنها ريحا، وآلمها وقعا، وأحلكها سوادا هي العنصرية الفرنسية، لسوء طبع وانحراف مزاج في الأكثرية الكاثرة من هؤلاء الفرنسيين، ومن كان في شك مما أقول فليستنطق صفحات تاريخ الوجود الفرنسي في الجزائر ليرى "ما لا عين رأت"، وليَسمَع ما "لا أذنٌ سمعت"، ولِيَلْمَسَ ما لا "خطر على قلب بشر"، فإن لم يؤمن بَعْدَ ذلك بما آمنتُ به فلا تَتَرَدَّد في أن تَتَيمَّمَ عليه إن لم تجد ماء، كما "أفتى" بذلك أستاذنا الفاضل محمد الصالح الصديق، متعه -عز وجل- بالصحة والعافية.
في بداية احتلال الفرنسيين الصليبيين العنصريين للجزائر رَكَنَ إليهم أراذُلنا وحُثالَتُنَا، والذين "اخلاو عرشهم على كروشهم"، ومن هؤلاء "كائن" يسمى "ابن داود"، فأنعمت عليه فرنسا - لخدماته الحقيرة لها - برتبة كولونيل، كما أنعمتْ على سابقه المسمى مصطفى ابن اسماعيل برتبة جنرال.
يُحكى أن هذا الرَّذِيل ذهبَ ليحضر حفلة رقص، فلما وصل مكان الحفلة صُدَّ عن الدخول، فعرَّفَ نفسه بأنه الكولونيل بن داود، فقيل له بما عُرِفَ عن الفرنسيين من عنجهية وصَلَف: "العربي عربي ولو كان بن داود"، أي لا قيمة للعربي - في نظر هؤلاء الأجلاف.. ولو كان عميلا، رذيلا، دنيئا، سافلا، وخدم فرنسا كما خدمها ابن داود وأمثاله قديما وحديثا. وهناك رواية تقول إن هذا "الكائن" نَزَعَهُ عِرْقٌ فأطلق رصاصة على رأسه فمات، فما بكت عليه سماء ولا أرض، ولعل المكان الذي دفن فيه لم ينبت فيه نبات منذ ضمّ جثمانه.
تذكرت قصة "ابن داود" بعد تلك الضجة التي أثارها "داود" بروايته التي "نقنق" فيها ما نقنق، وقد نصره فيها أمثاله ممن كانوا عندنا سببا فيما سماه أحد الظرفاء "الاحتباس الحضاري". وعموما، فقديما قيل: "إن الطيور على أُلاَّفِها تقع".
أعلمُ أنّ هذا الـ"داود" قد "لهث" حتى نشف ريقه وراء الجائزة الفرنسية المسماة "غونكور" لتدخله عالم "الخالدين" ولو في الدِّمَن، فلما فاته منها ما فات... أراد أن يُثبتَ للقائمين عليها أنه حقيق بها، وأهلٌ لها، وأن في جعبته كثيرٌ مما حَقُّهُ أن يخرج من أحد السبيلين الطبيعيين، ولكن "داود" أخرجه من فمه، وسطره بـ"القلم" الذي أقسم الله - عز وجل - به، وقد وزن رشيد بوجدرة - وهو ثِقةٌ عند أهل الشِّمَال هذه الرواية فحكم بأنها "نص - نص"، وأنها دون "بِغالهم"، وفوق "حميرهم".
إن مثل "سي داود" وأمثاله كمثل الضفدعة التي رأت بقرة ضخمة، فوسوس إليها طيشها وحمقها أن تَعُبَّ الماء حتى تصير ضخمة، فشربت ما شاء لها الهوى والحمق حتى انفجرت، وإلا فما الذي دفع "داود" أن يخوض "المحيط" وهو المؤهل للسباحة في "الغدير".
إذا كان "ابن داود" قد خدم فرنسا بالبندقية، فإن "أبناء داود" المعاصرين يخدمونها بالقلم، والفيلم و... تعددت الوسائل والهدف واحد. وأهدي لـ"أخي" داود بمناسبة l'an de le jour هذه الحكمة علّهُ يستفيد منها وهي:
كناطح صخرة يوما ليوهنها... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعِلُ
الهادي الحسني
أعلم أن العنصرية أنواعٌ وألوانٌ، وإنني أؤمن إيمانا لا شية فيه أنَّ أبشعها شكلا، وأنتنها ريحا، وآلمها وقعا، وأحلكها سوادا هي العنصرية الفرنسية، لسوء طبع وانحراف مزاج في الأكثرية الكاثرة من هؤلاء الفرنسيين، ومن كان في شك مما أقول فليستنطق صفحات تاريخ الوجود الفرنسي في الجزائر ليرى "ما لا عين رأت"، وليَسمَع ما "لا أذنٌ سمعت"، ولِيَلْمَسَ ما لا "خطر على قلب بشر"، فإن لم يؤمن بَعْدَ ذلك بما آمنتُ به فلا تَتَرَدَّد في أن تَتَيمَّمَ عليه إن لم تجد ماء، كما "أفتى" بذلك أستاذنا الفاضل محمد الصالح الصديق، متعه -عز وجل- بالصحة والعافية.
في بداية احتلال الفرنسيين الصليبيين العنصريين للجزائر رَكَنَ إليهم أراذُلنا وحُثالَتُنَا، والذين "اخلاو عرشهم على كروشهم"، ومن هؤلاء "كائن" يسمى "ابن داود"، فأنعمت عليه فرنسا - لخدماته الحقيرة لها - برتبة كولونيل، كما أنعمتْ على سابقه المسمى مصطفى ابن اسماعيل برتبة جنرال.
يُحكى أن هذا الرَّذِيل ذهبَ ليحضر حفلة رقص، فلما وصل مكان الحفلة صُدَّ عن الدخول، فعرَّفَ نفسه بأنه الكولونيل بن داود، فقيل له بما عُرِفَ عن الفرنسيين من عنجهية وصَلَف: "العربي عربي ولو كان بن داود"، أي لا قيمة للعربي - في نظر هؤلاء الأجلاف.. ولو كان عميلا، رذيلا، دنيئا، سافلا، وخدم فرنسا كما خدمها ابن داود وأمثاله قديما وحديثا. وهناك رواية تقول إن هذا "الكائن" نَزَعَهُ عِرْقٌ فأطلق رصاصة على رأسه فمات، فما بكت عليه سماء ولا أرض، ولعل المكان الذي دفن فيه لم ينبت فيه نبات منذ ضمّ جثمانه.
تذكرت قصة "ابن داود" بعد تلك الضجة التي أثارها "داود" بروايته التي "نقنق" فيها ما نقنق، وقد نصره فيها أمثاله ممن كانوا عندنا سببا فيما سماه أحد الظرفاء "الاحتباس الحضاري". وعموما، فقديما قيل: "إن الطيور على أُلاَّفِها تقع".
أعلمُ أنّ هذا الـ"داود" قد "لهث" حتى نشف ريقه وراء الجائزة الفرنسية المسماة "غونكور" لتدخله عالم "الخالدين" ولو في الدِّمَن، فلما فاته منها ما فات... أراد أن يُثبتَ للقائمين عليها أنه حقيق بها، وأهلٌ لها، وأن في جعبته كثيرٌ مما حَقُّهُ أن يخرج من أحد السبيلين الطبيعيين، ولكن "داود" أخرجه من فمه، وسطره بـ"القلم" الذي أقسم الله - عز وجل - به، وقد وزن رشيد بوجدرة - وهو ثِقةٌ عند أهل الشِّمَال هذه الرواية فحكم بأنها "نص - نص"، وأنها دون "بِغالهم"، وفوق "حميرهم".
إن مثل "سي داود" وأمثاله كمثل الضفدعة التي رأت بقرة ضخمة، فوسوس إليها طيشها وحمقها أن تَعُبَّ الماء حتى تصير ضخمة، فشربت ما شاء لها الهوى والحمق حتى انفجرت، وإلا فما الذي دفع "داود" أن يخوض "المحيط" وهو المؤهل للسباحة في "الغدير".
إذا كان "ابن داود" قد خدم فرنسا بالبندقية، فإن "أبناء داود" المعاصرين يخدمونها بالقلم، والفيلم و... تعددت الوسائل والهدف واحد. وأهدي لـ"أخي" داود بمناسبة l'an de le jour هذه الحكمة علّهُ يستفيد منها وهي:
كناطح صخرة يوما ليوهنها... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعِلُ
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]
سيرة الشيخ ابن باديس كأنك لم تقرأها من قبل www.ferkous.com/site/rep/Ia.php