لا يُلدغ الجزائري من جُحر مرتين
28-05-2012, 07:10 AM
هل يستطيع جزائري أنْ يُنكر ما عاشته الجزائر خلال التسعينيات من اضطراب وإرعاب وإرهاب ؟
هل يستطيع جزائري أن ينكر ما تعيشه الجزائر اليوم من أمن وأمان واطمئنان ؟
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم
إذا تقررت هذه الحقيقة فإنه لا يسعنا إلا أن نشكر الله ونحمده آناء الليل وأطراف النهار ، لأننا استعدنا نعمة الأمن بفضل الله .
إنّ مثلنا كمثل إنسان فقد بصره زمنا طويلا فتجرع الأسى وهو يطلب علاجا لعينيه حتى منّ الله عليه بالشفاء فأبصر وانقشع الظلام ، أفلا يكون عبدا شكورا سائر يومه ؟
إنه لا يعرف قيمة النعمة إلا من فقدها ، ونحن الجزائريين فقدنا نعمة الأمن وعادت كالعينين لمن فقدهما ، لذلك يجب علينا جميعا أن نصون هذه النعمة كلٌّ من موقعه وبقدر ثقافته ولو أن تشكر الله بقلبك على نعمة الأمن وذلك أضعف الإيمان .
أنتم تذكرون – أيها الجزائريون – ذلك الأمس المرير ؛ من كان الرابح ومن كان الخاسر ؟
الخاسر الوحيد هو الجزائر ، والرابح هم أعداؤها ، فيا تُرى لو تكرر ذلك الأمس – لا قدّر الله – هل سيتغير الرابح والخاسر ويصبحُ العكس ؟
تأمّلوا جيدا ، الجُحر الذي لُدغنا منه مازال هو الجُحر ، والعقرب التي فيه هي نفسها ؛ فهل العقرب التي لدغتنا البارحة سترحمنا اليوم ؟
لا يُلدغ الجزائري من جُحر مرتين .
قد يقول أحد : إننا نعرف الشر ونعرف الخير !!
والجواب : ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ، والمصلحة من المفسدة ، ولكنه الذي يعرف خير الخيرين ، وشرّ الشرّين ؛ فيُحصّل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما ، ويدرأ أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما .
فليس من الحكمة أن تحارب الفساد القليل بالفساد الكبير ، ولا أن تدرأ أخف الضررين بارتكاب أعظم الضررين .
نعم هناك نقائص في بلادنا ولا تخلو بلاد منها ، لكن علاجها يكون بالحكمة .











