تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى القرآن الكريم

> الآية (( ليس كمثله شيء )) عند ابن تيمية رحمه الله

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بـنـي يـاس
بـنـي يـاس
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • الدولة : الامارات العربيه المتحده
  • المشاركات : 320
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • بـنـي يـاس is on a distinguished road
الصورة الرمزية بـنـي يـاس
بـنـي يـاس
عضو فعال
الآية (( ليس كمثله شيء )) عند ابن تيمية رحمه الله
09-11-2007, 12:39 AM
إلى كل سلفي ( وهابي )

وكذلك قوله { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [ الشوري : 11 ] وقوله { هل تعلم له سميا } [ مريم : 65 ] ونحو ذلك فإنه لا يدل علي نفي الصفات بوجه من الوجوه بل ولا علي نفي ما يسميه أهل الاصطلاح جسما بوجه من الوجوه


من كتاب درء التعارض ص 66

مطلوب من السلفية توضيح هل الله سبحانه وتعالى جسم ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا )
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
09-11-2007, 09:36 AM

الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
في ضوء الإثبات والتنـزيه

للدكتور محمد أمان بن علي الجامي
رئيس شعبة العقيدة بالدراسات العليا بالجامعة


منهج السف في إثبات صفات الله تعالى وأسمائه

بعد أن أثبتنا حجية كل من الكتاب والسنة في باب العقيدة دون تفريق بين الأحاديث المتواترة وأخبار الآحاد من حيث الاستدلال بها، ثم ناقشنا الزاعمين الاكتفاء بالقرآن دون السنة وأبنّا بطلان منهجهم. فجدير بنا أن نتحدث عن منهج السلف في إثبات صفات الله تعالى وأسمائه، وقبل أن نشرع في شرح المنهج وذكر قواعده فلنعرف من هم السلف؟
عندما نطلق كلمة السلف إنما نعني بها من الناحية الاصطلاحية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين حضروا عصره فأخذوا منه هذا الدين مباشرة غضاً طرياً في أصوله وفروعه. كما يدخل في هذا الاصطلاح التابعون لهم الذين ورثوا علمهم قبل أن يطول عليه الأمد، والذين شملتهم شهادة الرسول لهم وثناؤه عليهم بأنهم "خير الناس" حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"[1]، كما يشمل الاصطلاح تابعي التابعين.
وهو لفظ مصطلح عليه، وقد ظهر هذا الاصطلاح، واشتهر حين ظهر النـزاع ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السلف وأعلن أن ما هو عليه هو ما كان عليه السلف الصالح، فإذاً لا بد أن تظهر والحالة هذه أسس وقواعد واضحة المعالم وثابتة للاتجاه السلفي حتى لا يلتبس الأمر على كل من يريد الاقتداء بهم، وينسج على منوالهم ويمكن إيجاز تلك القواعد فيما يلي:
القاعدة الأولى: تقديم النقل على العقل:
ولكن تقريرنا بأن النقل مقدم على العقل لا ينبغي أن يفهم منه أن السلف ينكرون العقل والتوصل به إلى المعارف، والتفكير به في خلق السموات والأرض وفي الآيات الكونية الكثيرة لا، ولكنهم لا يسلكون في استعمال العقل الطريقة التي سلكها علماء الكلام في الاستدلال بالعقل وحده في المطالب الإلهية من محاولة الاكتفاء به أحياناً، لو استطاعوا، أو تقديسه بحيث يقدمونه على كلام الله خالق العقل والعقلاء، وعلى سنة رسوله التي هي وحي الله.
بل إن السلف من منهجهم لا يدعون التعارض بين الدليلين، بل ينفون هذا التعارض الذي يصطنعه علماء الكلام المتأثرون بفلسفة اليونان، علماً بأن المسلك الذي سلكه علماء الكلام هو في الواقع مسلك الفلاسفة غير الإسلاميين في الأصل الذين لا يثبتون النبوات، ولا يرون أن إرسال الرسل، وما جاءوا به من نصوص الصفات، ونصوص المعاد أنها حقائق ثابتة. فكان أقوى شيء عندهم في الاستدلال على إثبات الأمور "العقل" ما أثبته العقل فهو الثابت، وما نفاه العقل فهو المنفي، فورثوا التركة لعلماء الكلام.
أما المؤمنون الذين يؤمنون بالأنبياء وبالكتب المنـزلة عليهم وبما جاء فيها، ويؤمنون أن الرسل كلفوا أن يبينوا للناس ما أنزل إليهم من ربهم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}[2]الآية، المؤمنون الذين يؤمنون هذا الإيمان فلا يجوز لهم أن يعرضوا عما جاءهم من ربهم من الكتاب والحكمة، وعن بيان رسولهم ليلتمسوا الهدى في غيره، ويعتمدوا في إثبات الصفات على عقول الفلاسفة، أو عقول تلامذتهم المتأثرين بهم. ولو وصفوها أنها أدلة عقلية قطعية وبراهين يقينية، وهي في حقيقتها بضاعة غير "إسلامية" وهم يعلمون من أين جاءت، ومتى جاءت، ومن جاء بها، كما أشرنا آنفاً، ثم إنهم نصبوا العداء بينها وبين الوحي، فقد أغنى الله المؤمنين بكتابه المبين وسنة نبيه الأمين عن تكلف المتكلفين، ومن الوقوع في العنت معهم[3].
وبالاختصار: إن السلف إنما يقدمون الأدلة النقلية على الأدلة العقلية إيماناً منهم بأن الله أرسل الرسل، وأنزل عليهم الكتب من عنده، وكلفهم ببيان ما يحتاج إلى البيان "لأمر له شأنه" وهو أن ما جاء في هذه الكتب، وبلغته الرسل يغني عن كل شيء. وأما غيره فلا يغني عنه. هذه النقطة هي "سر المسألة" فلا يسع الخلف إلا اتباع السلف على أساس أنهم أعلم وطريقتهم أحكم وأسلم.
وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف[4]
ما أصدق مضمون هذا البيت علماً أن قائله خلفي، وكأنّ الناظم يشير بهذا البيت إلى الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام: "كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
وأما ما يسوقه بعض علماء الكلام من مصطلحاتهم الكلامية، فيطلق عليها أنها أدلة قاطعة، فلا ينبغي أن تسلم هذه الدعوى، ولا سيما إذا عارضوا بها آيات قرآنية أو سنة نبوية صحيحة، -وهو الغالب عليه- للأسباب الآتية:
السبب الأول: أن كبار أئمتهم قد أدركوا خطورة هذا الموقف على "إيمانهم" فرجعوا في آخر حياتهم عن هذا المسلك إلى منهج السلف الذي نحن بصدد بيانه وفي مقدمتهم الإمام أبو الحسن الأشعري الذي عاش أربعين عاماً في الاعتزال، وهو إمامهم ثم تاب الله عليه فتاب. وسوف يأتي مزيد بيان لهذه النقطة إن شاء الله عند الترجمة لبعضهم.
السبب الثاني: لا يجوز شرعاً، ولا يستساغ عقلاً أن يعارض كلام الخالق العليم بالمصطلحات التي وضعها المخلوق الجاهل الضعيف. وخاصة إذا تصورنا أن واضعي هذه المصطلحات من غير المسلمين في الغالب الكثير، كما أشرنا آنفاً.
السبب الثالث: أن موافقتهم فيما ذهبوا إليه تؤدي إلى الاستخفاف بأدلة الكتاب والسنة وأنها لا قيمة لها، حيث لا يستدل بها على وجه الاستقلال، وإنما تعرض عرضاً شكلياً -كما هو الواقع، وللأسف لدى كثير من الكلاميين على الرغم من إيمانهم في الظاهر.
فلا بد من العمل بهذه النصوص بالاستدلال بها ليصدق الإيمان بها، هذا ما يعنيه الإيمان بالكتاب والسنة.
ومما يوضح ما ذهبنا إليه من أن القاعدة الأساسية عند السلف في باب الأسماء والصفات "تقديم النقل على العقل" موقف عبد العزيز المكي في حواره مع بشر المريسي بين يدي المأمون، حيث حرص عبد العزيز على بيان منهج السلف وتحديده قبل الشروع في الحوار ليكون هو الأساس والمرجع عندما يختلف هو وبشر أثناء الحوار، ولما طالبه المأمون أن يوضح أصل ذلك المنهج أبان بإيجاز حيث تلا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[5].
ثم بيّن أن هذه طريقة اختارها الله لعباده المؤمنين وأدّبهم بها وعلمهم أنه لا يسعهم عند التنازع في أي شيء إلا الرجوع إلى كتابه وإلى رسوله في حياته عليه الصلاة والسلام، وإلى أخباره وسنته بعد وفاته لحل النـزاع. وكل ما خالفهما يجب رفضه وعدم الالتفات إليه. ثم قال: فقد تنازعنا أنا وبشر وبيننا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن الإيمان بالله واليوم الآخر والإيمان بالكتاب نفسه وجوب الرجوع إليهما. مكتفين بهما حكماً لحل نزاعنا. فأقر المأمون هذا المنهج الذي عرضه المكي، وحقيقته: تقديم النقل على العقل، واعتبار النقل مرجعاً أساسياً في باب الأسماء والصفات، بل وفي كل باب.
والذي يدلنا على أن هذا هو منهج السلف ومذهبهم أن الصحابة نقلوا إلينا القرآن وأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم. نقل مصدق غير مرتاب في صدق قائله وصدق ما يقوله وينقله، ثم لم يؤولوا ما يتعلق منه بالصفات من الآيات والأحاديث، بل كانوا ينكرون بعنف على من يتتبع الغوامض من نصوص هذا الباب، وربما ضربوه[6] لئلا يفتن الناس بالتأويل، فدل ذلك على أن منهجهم هو اتباع النقل فقط مع عدم تأويله[7].
فخلاصة قواعدهم:
1- تقديم النقل.
2- عدم التأويل.
3- عدم التفريق بين الكتاب والسنة.
وسوف نفصل ذلك في الصفحات التالية إن شاء الله.
ولقد كان اللاحق منهم يحرص على فهم هذا المنهج من السابق منهم ويأخذ بتفسيره ولا يخالفه، ويأخذ الأوائل قدوة، لأن الوحي كان ينـزل بين أظهرهم، فكانوا أعلم بتفسيره ممن بعدهم.
ويروي لنا في هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية ما كان يقوله الإمام مالك بن أنس نقلاً عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم جميعاً حيث يقول عمر: "سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال الطاعة لله، وقوة على دين الله، وليس لأحد من خلق الله تغييرها، ولا النظر في شيء خالفها. من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاّه الله ما تولّى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً"[8].
وهو كلام يلقي ضوءاً واضحاً على ما أشرنا إليه آنفاً أن اللاحق منهم يقتدي بالسابق. ثم إنهم كانوا متفقين غير مختلفين في أصول الدين، ولم تظهر فيهم البدع والأهواء، وهم أهل الحديث وحفاظه ورواته وعلماؤه المتبعون للآثار، لا الآراء وذلك سبيل المؤمنين[9]، واقفين عند قوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}[10].
ومن سبيلهم في باب الاعتقاد، الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم لا يزيدون ولا ينقصون ولا يفسرونها فيما يخالف ظاهرها الذي يظهر من وضع اللفظ العربي، ولا يشبهونها بصفات المخلوقين، بل يمرونها كما جاءت ويردون علم حقيقتها إلى قائلها، مع اعتقاد أنها على الحقيقة وكثير ما يحيل التابعون ومن بعدهم من سألهم أو أراد أن يفهم ما أشكل عليهم يحيلونهم على علم الصحابة، والأمثلة على ذلك كثيرة في كلام الأئمة من التابعين ومن بعدهم.
ومن هذا السياق يتبين الفرق بين طريقتهم التي تُخضِع العقل للنقل وبين طريقة المتكلمين من المعتزلة والأشاعرة الذين يقدمون العقل على النقل، ويؤولون نصوص الكتاب والسنة حتى توافق العقل في زعمهم، والنصوص الصحيحة لا تخالف العقل الصريح كما سيأتي.
القاعدة الثانية: رفض التأويل[11]. ولفظ التأويل قد صار مستعملاً في ثلاثة معان على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية بتعدد الاصطلاحات:
أحدها: وهو اصطلاح كثير من المتأخرين - من المتكلمين- أن التأويل هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به وهذا هو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل النصوص، وهو الذي يرفضه أتباع السلف الصالح قديماً وحديثاً، لأنه يؤدي إلى القول على الله بغير علم.
النوع الثاني: التأويل الذي هو بمعنى التفسير والبيان، وهو الغالب على اصطلاح المفسرين للقرآن كابن جرير وغيره.
النوع الثالث: التأويل الذي بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام كما قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}[12]، وأمثلة هذا النوع كثيرة في القرآن، ولا سيما ما يتعلق بأخبار المعاد[13].
فالتأويل في اصطلاح المتكلمين إنما يعني اتخاذ العقل أصلاً حتى يكون النقل تابعاً له، فإذا ما ظهر تعارض بينهما - في زعمهم- فينبغي تأويل النص حتى يوافق العقل.
ولم يعلموا - أو هم يتجاهلون- أن الحجة العقلية الصريحة لا تعارض الحجة الشرعية الصحيحة. بل يمتنع تعارضهما إلا إذا كان هناك فساد في أحدهما أو فيهما جميعاً[14]، علماً بأن العقل إنما هو أمر معنوي يقوم بالعاقل سواء سمي عارضاً أم صفة، وليس هو عيناً قائمة بنفسها كما يعتبرها بعض الفلاسفة[15].
فالسلف يحتكمون إلى النصوص في كل شيء كتاباً وسنة، ويكتفون بها، ولا يعارضونها بالأدلة العقلية كما ذكرناه آنفاً.
القاعدة الثالثة: عدم التفريق بين الكتاب والسنة
يرى السلف أن السنة تبين الكتاب وتوضحه وتفسره، بل السنة خير تفسير يفسر به القرآن بعد القرآن، بل قد يتوقف فهم بعض ما أجمل في القرآن إلا بواسطة السنة، وقد ترد أحكام بل صفات من صفات الله تعالى في السنة غير مذكورة في الكتاب، فيجب الأخذ بهما معاً دون محاولة تفريق بينهما، لأنها وحي من عند الله من حيث المعنى. ولقد رأينا السلف كيف استغرقوا في القرآن تلاوة وحفظاً وعكوفاً على تفسيره وتفهمه، منفذين أحكامه ومستنبطين منه القواعد في النظر العقلي، ومستمدين منه حقائق عالم الغيب هذا.
ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه، فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين، بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة، وهم أصحاب هذا المنهج، وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة، أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم"[16].
وموقفهم من هذا المبحث واضح مما تقدم وهو الاتباع المطلق لأنه مبحث توفيقي لا يخضع للاجتهاد أو الاستحسان أو القياس، بأن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تحريف للنصوص باسم التأويل، ودون تشبيه لصفاته بصفات خلقه، انطلاقاً من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[17]، {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[18]، وهنا ثلاث نقاط ينبغي أن نعتبرها أسساً في هذا الباب:
1- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله: {أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ}[19]، كما لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[20].
2- تنـزيه الله عز وجل من مشابهة الحوادث في صفاته في ضوء قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[21]، والآية تشتمل على التنـزيه لله والإثبات معاً كما ترى.
3- عدم محاولة إدراك حقيقة صفاته كما لم تدرك حقيقة ذاته سبحانه إيماناً بقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}[22]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[23].
ومن التزم بهذه الأسس الثلاثة لا يكاد يتورط فيما تورط فيه المعطلون لصفات الله بدعوى التنـزيه، ولا يقع في التشبيه بالمبالغة في الإثبات بل هو دائماً على الحق الذي هو وسط بين الطرفين. وهو الذي عليه أئمة المسلمين بل كل إمام من الأئمة المشهود لهم بالإمامة يدعو إلى هذا المنهج فإليك نموذجاً من كلام بعضهم وهو شرح لما كان عليه الأمر عند الرعيل الأول:
أ- قال الإمام الأوزاعي: كنا - والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات. نقل هذا التصريح عن الإمام الأوزاعي الإمام البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات"[24]، وهو تصريح يدل على إجماع التابعين المبني على إجماع الصحابة المستند إلى صريح الكتاب وصحيح السنة في صفة الاستواء وغيرها من الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
والإمام الأوزاعي -كما يصفه شيخ الإسلام ابن تيمية- أحد الأئمة الأربعة الذين كانوا في عصر تابع التابعين وهم:
1- مالك بن أنس بالحجاز المتوفى سنة 179هـ.
2- الأوزاعي بالشام المتوفى سنة 157هـ.
3- الليث بن سعد بمصر المتوفى سنة 175هـ.
4- الثوري بالعراق المتوفى سنة 161هـ.
وذكر الأوزاعي هذا الإجماع عندما ظهر جهم بن صفوان منكراً كون الله تعالى فوق عرشه، بل نافياً جميع صفات الله تعالى ذكره ليعرف الناس أن ما نادى به جهم مخالف لما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومصطدم من منهجهم لئلا ينطلي على عامة الناس دعواه بأن ما انتهى إليه مؤيد بالبراهين العقلية التي هي في واقعها وهميات وخيالات لا حقيقة لها.
ب- سئل الإمام محمد بن شهاب الزهري "المتوفى سنة 125" والإمام مكحول "توفي وله بضع عشرة سنة بعد المائة" سئلا عن تفسير أحاديث الصفات؟ فقالا: أمروها كما جاءت.
وروي مثل هذا الجواب عن الإمام مالك، والليث، والثوري، فقالوا جميعاً في أحاديث الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف.
والزهري ومكحول -كما يصفهما الإمام ابن تيمية- من أعلم التابعين، ووصف الأربعة الذين تقدم ذكرهم، وهم مالك وزملاؤه أنهم أئمة الدنيا في عصر تابع التابعين. وفي الوقت الذي يحثون على المنهج السلفي، فإنهم يحذرون الناس عن منهج أهل الكلام. فهذا الإمام الشافعي يقول في ذم أهل الكلام والتنفير عنه: "حكمي في أهل الكلام أن يُطاف بهم في القبائل والعشائر ويضربوا بالجريد، ويُقال: هذا جزاء من ترك كتاب الله واتبع علم الكلام"[25]اهـ.
أما الإمام مالك[26] فما أروع ما قاله! في هذا الصدد، إذ يقول رحمه الله: "أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام لجدل هؤلاء؟!"[27].
وبعد: فلو أن مسألة من المسائل الفقهية الفرعية نالت مثل هذا الاتفاق من هؤلاء الأئمة الأعلام دون أن يشذ عنهم أو يخالف أحد تضر مخالفته اعتبرت مسألة إجماعية. وعيب على كل من يخالف هذا الإجماع وأنكر عليه العامي قبل العالم، فلا غرو إذا أنكر أتباع السلف على من يخرج على هذا المنهج الذي أجمع عليه الصحابة وعلماء التابعين، كما علمنا من كلام الإمام الأوزاعي رحمه الله.

[1] أخرجه أحمد في مسنده 4/427، والبخاري مكرراً في عدة مواضع 5/285، ومسلم 4/1964، 1965، عن غير واحد من الصحابة عائشة رضي الله عنها وابن مسعود وأبي هريرة وعمران بن حصين.

[2] سورة المائدة آية: 67.

[3] راجع صون المنطق والكلام عن فني المنطق والكلام للسيوطي 1/223، تحقيق د. سامي النشار وسعاد علي عبد الرزاق، مجمع البحوث الإسلامية.

[4] صاحب جوهرة التوحيد.

[5] سورة النساء آية: 59.

[6] إشارة إلى ما فعله عمر بن الخطاب حيث ضرب "صبيغاً"، ثم نفاه إلى البصرة وأمر الناس بعدم مجالسته، وصبيغ على وزن أمير وهو ابن عسيل وقصته معروفة.

[7] راجع: منهج علماء الحديث والسنة للدكتور مصطفى حلمي ص: 122، ط دار الدعوة الإسكندرية.

[8] ابن تيمية: الحموية الكبرى ص: 32، تحقيق محمد عبد الرزاق حمزة.

[9] ابن تيمية مجموع الفتاوى 9/279.

[10] سورة النساء آية: 115.

[11] لأن المعنى المؤول إليه ظني بالاتفاق، كما قال الشهرستاني نقلاً عن بعض أئمة السلف، كالإمام مالك وأحمد، فلا يجوز القول في حق الله وفي صفاته بالظن، والتأويل المرفوض هو تأويل علماء الكلام الذي معناه الحقيقي التحريف فالتعطيل، وسيأتي كلامه في صلب الرسالة ص:433.

[12] سورة الأعراف آية: 53.

[13] راجع: ابن تيمية الحموية الكبرى ص: 33.

[14] ابن تيمية مجموع الفتاوى 9/279 مطابع الرياض.

[15] د. مصطفى حلمي، قواعد المنهج السلفي ص: 35-46، ط دار الأنصار بالقاهرة 1396هـ/1976م.

[16] أخرجه أحمد 4/93، والبخاري في العلم 1/164، وفرض الخمس 6/217، والاعتصام بالكتاب والسنة 13/293، ومسلم 4/1524 من حديث معاوية رضي الله عنه.

[17] سورة الشورى آية: 11.

[18] سورة الإخلاص آية: 4.

[19] سورة البقرة آية: 140.

[20] سورة النجم آية: 3، 4.

[21] سورة الشورى آية: 11.

[22] سورة طه آية: 110.

[23] انظر أضواء البيان 3/304، تفسير سورة الأعراف.

[24] الأسماء والصفات ص: 408.
وصحح ابن تيمية إسناده في الفتوى الحموية الكبرى، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 8/355، وفي العلو كما في مختصره للألباني ص: 138.

[25] انظر قوله في مناقب الشافعي للبيهقي 1/462.

[26] تقدم قوله.

[27] ابن تيمية، مجموع الفتاوى 5/29-31 بالمعنى.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية dakka
dakka
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-11-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,813
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • dakka will become famous soon enough
الصورة الرمزية dakka
dakka
شروقي
رد: الآية (( ليس كمثله شيء )) عند ابن تيمية رحمه الله
14-11-2007, 11:07 PM
بن تيمية
هو امام المجسمة بإتفاق العلماء فقد تبرأ منه الإمام الذهبي في رسالته المشهورة و تحدث عن بدعته الإمام السبكي و الكثير من العلماء
حيث إختلفو في طبيعة خروجه من الملة فمنهم من حكم عليه بالزندقة و منهم من حكم عليه بالكفر و منهم من حكم عليه بالنفاق لشدة كراهيته للإمام علي كرم الله وجهه
و قوله في التجسيم معروف في كتابه منهاج السنة في رأيه في الآية " يد الله فوق أيديهم " فهو يثبت اليد لله سبحانه و يقول أن لله يد بخلاف إجماع المفسرين و العلماء على انها مجاز عن قدرته و نصرته
و خلاصة القول
ليعلم الناس جميعا و ارجو الإصغاء بقلب و تأمل
أن إبن تيمية حكم عليه بالسجن حتى الموت من طرف هيئة قضاء متكونة من قاضي القضاة المالكية و قاضي القضاة الشافعية وقاضي قضاة الحنابلة و قاضي قضاة الحنفية
في مناضرة علنية اما م المللك إبن قلوون و أصدرو حكمهم وفق الشريعة الإسلامية مؤكدين خروجه من الدين و زندقته
و كتبه تثبت ذالك ورواية إبن بطوطة تثبت ذالك و الكثير من العلماء في عصره يؤكدون هذه الحقيقة
لكن الوهابية الآن يملكون المال و الإعلام و جيش من اشباه الدعات المؤجورين على النفث في مسامع المسلمين بمكر دعايتهم لحماية عائلة بن سعود من يقضة الفكر و ثورة الحق.
لا أريد منكم إتباع هذا الكلام بقدر ما أريد منكم البحث و التنقيب عن الحقيقة في مكامنها و الله الهادي إلى طريق الصواب
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: الآية (( ليس كمثله شيء )) عند ابن تيمية رحمه الله
15-11-2007, 01:19 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dakka مشاهدة المشاركة
بن تيمية
هو امام المجسمة بإتفاق العلماء فقد تبرأ منه الإمام الذهبي في رسالته المشهورة و تحدث عن بدعته الإمام السبكي و الكثير من العلماء
حيث إختلفو في طبيعة خروجه من الملة فمنهم من حكم عليه بالزندقة و منهم من حكم عليه بالكفر و منهم من حكم عليه بالنفاق لشدة كراهيته للإمام علي كرم الله وجهه
و قوله في التجسيم معروف في كتابه منهاج السنة في رأيه في الآية " يد الله فوق أيديهم " فهو يثبت اليد لله سبحانه و يقول أن لله يد بخلاف إجماع المفسرين و العلماء على انها مجاز عن قدرته و نصرته
و خلاصة القول
ليعلم الناس جميعا و ارجو الإصغاء بقلب و تأمل
أن إبن تيمية حكم عليه بالسجن حتى الموت من طرف هيئة قضاء متكونة من قاضي القضاة المالكية و قاضي القضاة الشافعية وقاضي قضاة الحنابلة و قاضي قضاة الحنفية
في مناضرة علنية اما م المللك إبن قلوون و أصدرو حكمهم وفق الشريعة الإسلامية مؤكدين خروجه من الدين و زندقته
و كتبه تثبت ذالك ورواية إبن بطوطة تثبت ذالك و الكثير من العلماء في عصره يؤكدون هذه الحقيقة
لكن الوهابية الآن يملكون المال و الإعلام و جيش من اشباه الدعات المؤجورين على النفث في مسامع المسلمين بمكر دعايتهم لحماية عائلة بن سعود من يقضة الفكر و ثورة الحق.
لا أريد منكم إتباع هذا الكلام بقدر ما أريد منكم البحث و التنقيب عن الحقيقة في مكامنها و الله الهادي إلى طريق الصواب
قال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي " ونحن نعجب عندما نجد غلاة يكفرون ابن تيميه رحمه الله ويقولون أنه كان مجسداً ، ولقد بحثت طويلاً كي أجد الفكرة أو الكلمة التي كتبها أو قالها ابن تيميه والتي تدل علي تجسيده ، فيما نقله عنه السبكي أو غيره فلم أجد كلاماً في هذا قط [1] كل ما وجدته أنه في فتواه يقول " أن الله يدا كما قال واستوي علي العرش كما قال ، وله عين كما قال "
وأضاف البوطي " ورجعت إلي اخر ما كتبه أبو الحسن الأشعري وهو كتاب الأبانة فرأيته هو الآخر يقول كما يقول ابن تيميه وأقرأوا كتاب الإمام أبي حسن الأشعري " الأبانة " الذي يقول فيه نؤمن أن لله يدا كما قال ، وأنه علي العرش استوي كما قال " إذن فلمإذا نحاول أن نعظم وهماً لا وجود له ؟ ولمإذا نحاول أن ننفخ في نار شقاق ؟ والله سبحانه وتعالي سيحاسبنا علي ذلك [2] انتهي كلامه النفيس

[1]) وهذا ولله الحمد شهادة على تعدي السبكي وظلمه لابن تيمية وأن أتهامه له كان زوراَ وعدواناَ منه .

[2]) ندوت أتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر 264 – 265 مجموعة محاضرات ألقيت في البحرين عام 25/2 1985 .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بـنـي يـاس
بـنـي يـاس
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • الدولة : الامارات العربيه المتحده
  • المشاركات : 320
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • بـنـي يـاس is on a distinguished road
الصورة الرمزية بـنـي يـاس
بـنـي يـاس
عضو فعال
رد: الآية (( ليس كمثله شيء )) عند ابن تيمية رحمه الله
15-11-2007, 09:54 PM
بما انك استشهدت بقول البوطي حفظه الله الأشعري الذي لم نعلم مصدره
دعني آتي لك بتقريظه على كتاب (((( أهل السنة الأشاعرة )))) وتأييده لما في هذا الكتاب فما رأيك ؟؟

ومعلوم ان الأشاعرة هم من يخطؤن ابن تيمية الذي خالفهم بل خالف أهل السنة والجماعة



اقتباس:
تقريظ الشيخ الأستاذ
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتباس:
الحمد لله الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أرسل رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فإن الإمام أبا الحسن علياً بن إسماعيل الأشعري (260-330هـ) واحد من عيون رجال السلف، ومن أبرزهم علماً واستقامةً على نهج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن تجاهل هذه الحقيقة فقد خاصم التاريخ وتعامى عن الواقع المرئيِّ لكل ذي عينين.
وإن الإمام الأشعري لم يبتدع رأياً، ولم ينشئ مذهباً، وإنما كان مقرراً لمذهب السلف، مناضلاً عن الحق الذي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أصحابه، شهد له بذلك كل أئمة التفسير والحديث والفقه الذي كانوا في عصره.
فمن ركب رأسه في إنكار هذا الذي شهد له به أئمة السلف، فهو مفتئتٌ على السلف، كاذب في دعوى اقتدائه بهم ومحبته لهم. وإن أتباعه الذين جاؤوا من بعده، لم يكونوا في سيرهم على نهجه إلا كأتباعه الذين اتبعوه وأحدقوا به في عصره، فمن سفههم أو انتقصهم أو نسبهم إلى ابتداع، فقد رمى بذلك الأئمة الذين هم لباب السلف وخيرتهم في عصره، والذين كانوا السواد الأعظم والأمناء على كتاب الله وسنة رسوله.
وقد سألت واحداً من هؤلاء الذي يبدِّعون أتباع الإمام الأشعري ويسفهونهم، ويلقون الكلام في ذلك على عواهنه: ما الذي تنقمه منهم؟ وما البدعة التي ابتدعوها ففسقتهم؟
فقال لي: تعطيلهم القرآن بالتأويل الذي ابتدعوه... قلت له: ما من كلمة أوَّلُوها إلا وفي أئمة السلف من أوَّلها، إذ كان السبيل إلى فهمها اجتهاداً يتسع لأكثر من فهم واحد.
ألا تعلم أن في السلف من أوَّل كلمة "استوى" في مثل قوله تعالى:
(ثم استوى إلى السماء وهى دخان )
ومن أول كلمة "الوجه" في قوله تعالى:
( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
وأول "الضحك" في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضحك ربكما الليلة من فعالكما".([1]).
وأوّل الفراغ فى قوله تعالى : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان )
وهل في هؤلاء الذين يعتزون بنسبتهم وَحْدَهُم إلى السلف من لم يؤول كلمة "يحبهم" في قوله تعالى: ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )
ومن لم يؤول "المعية" في قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم )
ومن لم يؤول "القرب" في قوله تعالى: ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )
فلماذا تبررون لأنفسكم هذا الذي لا تبررونه لمن هم ليسوا أقل منكم علماً، بل إنكم لتعلمون أنهم القدوة الصالحة لهذه الأمة؟!..
لماذا يكون تأويل الأشاعرة لما بَرْهَن الدليل الاجتهادي على صحة تأويله تعطيلاً وابتداعاً، ويكون تأويلكم لما قد لا نؤيدكم فيه سلفية صافية ملتزمة لا تعطيل فيها ولا تأويل؟!
كنا نقول بالأمس: قاتل الله الجهالة، كم تحجب العقل عن الحق، ولكنا نقول اليوم: قاتل الله العصبية العمياء، كم تحجب العين المبصرة عن رؤية الشمس صافيةً لألاءةً في كبد السماء!..
على كلٍّ، إني أشكر لهذين الأخوين جهودهما في إبراز البدهيات والتدليل عليها، وإنها لجهود شاقَّة تقتضي مع الشكر عليها الإعجاب بها، ألم يقولوا من قبل: مِن أشكل المشكلات إيضاح الواضحات؟! فلقد استطاعا أن يخترقا هذا الإشكال وأن يزيدا هذا الحقيقة الواضحة وضوحاً، وأن يضاعفا من بداهتها أمام سائر العقول والأبصار.
وإني لعلى يقين بأن الجهل لا يستطيع أن يقاوم هذه البداهة ويتغلب عليها... أما العصبية العمياء فإني لعلى يقين بأنها على استعداد لأن تكتسح في طريقها كلاًَ من الدنيا والآخرة، وأن لا تبقي أمامها إلا أطيافاً من الوهم، تتعامل معها وتدافع عنها.
إني بمقدار ما أشكر هذين الأخوين وأدعو الله لهما، أدعو لمن يقبعون في سجن هذه العصبية أن يكرمهم الله بانطلاقه آمنة وسريعة منه، قبل أن يفوت الأوان وَيَدْلَهِمَّ من حولهم الليل، ويختلط ظلام السجن الذي يتطوحون فيه بظلام العاقبة التي لا يجدي معها أي شيء.
الشيخ أ.د محمد سعيد رمضان البوطي
زمن كلامه المنقول في الكتاب أيضا
اقتباس:
قال الأستاذ الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله تعالى (كبرى اليقينيات الكونية ص/137) موضحاً شأن هذه المتشابهات:
(يُشْـكِل ـ بحسب الظاهر ـ آيات في كتاب الله، وأحاديث ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفيد بظاهر ألفاظها وتعابيرها ثبوت بعض النقائص أو النقائض التي نفيناها عن ذات الله جلّ جلاله، كالجهة والجسمية والجوارح والأعضاء والتحيز في المكان. كقوله سبحانه وتعالى ( وجاء ربك والملك صفّا صفّا ) ، وقوله ( يد الله فوق أيديهم ) ، وقولـه ( .. بل يداه مبسوطتان كيف يشاء ) وقوله ( الرحمن على العرش استوى ) وكقوله عليه الصلاة والسلام " إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن "، وقوله " إن الله خلق آدم على صورته ".
إن هذه النصوص القرآنية من نوع المتشابه الذي ذكر الله عزّ وجلّ أن في كتابه آيات منه، والمقصود بالمتشابه كل نصّ تجاذبته الاحتمالات حول المعنى المراد منه، وأوهم بظاهره ما قامت الأدلة على نفيه.
غير أن هنالك آيات تتعلق بصفات الله تعالى أيضاً، ولكنها محكمات أي قاطعة في دلالتها لا تحتمل إلا معناها الواضح الصريح، كقوله جلّ جلاله ( ليس كمثله شئ ) ، وقوله ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ) وقدأوضح الله في كتابه بصريح العبارة ضرورة اتباع المؤمن للنصوص المحكمة في كتابه، وبناء عقيدته في الله بموجبها، ووضع النصوص المتشابهة من ورائها من حيث فهمها والوقوف على المعنى المراد منها...) ثم قال:
(وبناء على ذلك فقد اتفق المسلمون كلهم على تنزيه الله تعالى عمّا يقتضيه ظاهر تلك النصوص القرآنية والأحاديث النبوية من الصفات المنافية لكمال الله وألوهيته... وبعد أن اتفقوا على ذلك ـ وهذا القدر الذي يجب أن يعتقده المسلم ـ اختلفوا في موقفهم من النصوص المتشابهة إلى مذهبين: أولهما تمسك به السلف المتقدمون، وثانيهما جنح إليه مَن بعدهم مِنَ المتأخرين) اهـ
.
فما قولك يافهيم وقد أتيت لك بمن اقتطعت من كلامه ما يوافق هواك
أتمنى ان لا تختفي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية dakka
dakka
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-11-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,813
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • dakka will become famous soon enough
الصورة الرمزية dakka
dakka
شروقي
رد: الآية (( ليس كمثله شيء )) عند ابن تيمية رحمه الله
16-11-2007, 01:38 AM
بن تيمية يقول في كتاب الإيمان أن المنافقين مؤمنين و أنه معهم أصل الإيمان إقرؤو الكتاب لتزدادو يقينا
بن تيمية يروي حديثا في كتاب الإيمان في الصفح الثانية أو الثالثة
بهذه الصيغة "..........عن رجل من أهل الشام عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :...."
السؤال 01 : هل تصح رواية حديث عن مجهول كقوله عن رجل من أهل الشام ،،،،؟؟ أهذا حديث يرويه عالم ؟؟
أعطونا إيميل للدكتور رمضان البوطي فنسأله عن ذالك .
فحسب معرفتي البسيط هذا ليس بحديث و لا تصح مثل هذه الرواية لكن العجب إستشهد بها شيخ الإسلام و إمام الحديث بن تيمية ، لماذا هذا التقديس لهذا الشيخ و في المقابل تسفهو كل من خالفكم فالغزالى عندكم ليس بعالم
و هو خريج الأزهر بإمتياز في علوم القرآن و اللغة و أصول الدين
ما الفرق بين فتاوي بن تيمية و فتاوي بن رشد سأقول لكم الفرق
فتاوي بن تيمية يقدمونه مجانا للحجاج في السعودية أما فتاوي بن رشد فإنك تبحث عنها و لن تجدها في السعودية
هذه الإنتقائية هي التي عطلت الفكر
بموضوعية ما الفرق بين الإمام السبكي و بن تيمية ما الفرق بين بن تيمية و غيره من الآلاف من العلماء في كل عصر و مصر و ألفو في مصنفات أكثر منه ، يحكي الإمام إبن رشد أنه لم ينقطع عن طلب العلم إلا يومين في حياته يوم تزوج و يوم توفي والده لماذا تفضيل عالم على عالم أليس في هذا توجيه متعمد لفكر معين يدعو للبلبلة و الشطط ؟؟؟
إذا طالعت كتاب الإيمان لبن تيمية ستجد عبارة " أحمد و أمثاله " يقصد بها الإمام أحمد إبن حنبل رضي الله عنه
كلمة أمثاله سوء أدب في حق الإمام و لا يجوز أدبا أن نقول فلان و امثاله إلا في باب التعريض به و تسفيهه
و هذه مسألة تكشف سوء الأدب في ذكر أفاظل الأمة
و البقية ستأتي
السلام عليكم
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: الآية (( ليس كمثله شيء )) عند ابن تيمية رحمه الله
16-11-2007, 07:32 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بـنـي يـاس مشاهدة المشاركة
إلى كل سلفي ( وهابي )

وكذلك قوله { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [ الشوري : 11 ] وقوله { هل تعلم له سميا } [ مريم : 65 ] ونحو ذلك فإنه لا يدل علي نفي الصفات بوجه من الوجوه بل ولا علي نفي ما يسميه أهل الاصطلاح جسما بوجه من الوجوه


من كتاب درء التعارض ص 66

مطلوب من السلفية توضيح هل الله سبحانه وتعالى جسم ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا )
المقالات الدمشقية في الدفاع عن ابن تيمية وكشف الضلالات الحبشية



وحول لفظ الجسم قال إبن تيمية " وإثبات لفظ الجسم ونفيه بدعة لا أصل لها في الكتبا والسنة ، ولم يتكلم به أحد من السلف والأئمة ، وأهل السنة والجماعة لا يطلقون هذا اللفظ لا نفياً ولا إثباتاً ، كما أنهم لم يثبتوا لفظ التحيز و لا نفوه و لا لفظ الجهة و لا نفوه ، ولكن أثبتوا الصفات التى جاء بها الكتاب والسنة ، ونفوا مماثلة المخلوقات " . قال " وإنما يطلقه أهل الكلام مثال هشام إبن الحكم الرافضى و هشام الجواليقى فانه " أول من قال إن الله جسم[1] " .


ثم بين اختلاف المتكلمين في معنى لفظ الجسم أن مفهومه للجسم مخالف لمهوم اللغويين له

وذكر أن " ما كان مبتدعاً من الألفاظ يجب إستفصال صاحبه والنظر إلى مراده : فإن كان يريد معنى صحيحاً قبل منه ذلك ونبه على أنه لايجوز إستعمال مثل هذه الألفاظ . إن كان مراده نفي ما وصف الله به نفسه من العلو والأستواء والنزول فالمعنى باطل واللفظ باطل .[2]

ومع ذلك فإن كبار الأشاعرة من يجيز وصف الله بالجسم بشرط معين ، فقد صرح أبو جعفر السمانى رأس الأشاعرة وكبيرهم [3] أن " من سمى الله جسماً من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى أخطا في التسمية " [4]

فهذا اللفظ الذى قاله أحد كبار الأشاعرة يرفض إبن تيمية مجرد إطلاقه على الله تعالى فكيف يكون قائلاً بأن الله جسم كما زعم المفترون ؟!
وعلى إفتراض تصريح إبن تيمية بالجسم فإنه لم يقل " جسم كجسم " أو " يد كيد " أو " عين كعين " كما تقول المجسمة والمشبهة ، فكيف وانه لم يقل ذلك وهيهات أن يجد أعداؤه في كتبه ما يؤيد افتراءهم .

[1]) درء التعارض 2 : 288 – 289 وأنظر مجموع الفتاوي 17 : 301 – 329 .

[2]) بيان تلبيس الجهمية 9 ط الرياض

[3]) فتح الباري 1/70 .

[4]) سير أعلام النبلاء 17 : 651 – 652 .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بـنـي يـاس
بـنـي يـاس
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • الدولة : الامارات العربيه المتحده
  • المشاركات : 320
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • بـنـي يـاس is on a distinguished road
الصورة الرمزية بـنـي يـاس
بـنـي يـاس
عضو فعال
رد: الآية (( ليس كمثله شيء )) عند ابن تيمية رحمه الله
16-11-2007, 12:04 PM
سبحان الله



تعرف ما معنى هذه الكلمة ؟

هي تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل وصف نقص


والجسم وصف نقص لله سبحانه وتعالى أم لا ؟

طبعا ابن تيمية لما يأتي ويقول ان ذكر الوصف سواء بالنفي او اثبات بدعة ما هو إلا تمهيد لما يأتي به من طامات ويدرك هذ من يتتبع كتب ابن تيمية

وقوله انه لم يقل جسم كـــ جسم او يد كــ يد هو عين ما ننكره على ابن تيمية رحمه الله

فهو لا ينفي الكيف بل ينفي التكييف

فإثبات الجسم هو الكيف
أما التكييف هو تشبيهها بجسم معين آخر

لذلك نراه يقول بلا تكييف

مع ان الوارد هو بلا كيف

________________

ما نسبته انت للبوطي ارجوا ان تأتينا برابط الكتاب او المحاضرة حتى نتحقق
مع العلم ان البوطي حفظه الله ينكر على من كفر ابن تيمية رحمه الله
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بـنـي يـاس
بـنـي يـاس
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • الدولة : الامارات العربيه المتحده
  • المشاركات : 320
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • بـنـي يـاس is on a distinguished road
الصورة الرمزية بـنـي يـاس
بـنـي يـاس
عضو فعال
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 09:58 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى