تسجيل الدخول

أنا نقلت ما قال مالك وربما أكون قد لخصت بعض الشيئ فقط .

كلام مالك بن نبي رحمه الله المنقول في هذه الصفحة عام ولا يوضح المقصود بل هو إلى الغموض أقرب
فقبل مواجهة الإشكالية لا بدّ من إدراك ماهيتها وفهم حقيقتها وهو ما لم أره في هذه الكلمات
نعم .. الشروط التي ذكرها مهمة
مهمة لكل حضارة وكلّ إنسان
لكننا مسلمون
حضارتنا .. هي رسالتنا
وهذا التصور البسيط فيما يظهر هو مفتاح فهم الصراع الحاصل بين الغرب بمدنيته وبهارجه وبين قيم حضارة الشرق التي ترفض الخضوع والإستسلام

بقلم محمد جربوعة
يقول تشي غيفارا: " لا يوجد شخص يحرر شعبا، ولكن هناك شخص يقود شعبا يريد أن يتحرر"..
كذلك..لا يوجد شخص أو حزب يصنع حضارة شعب، بل يمكن لأي شخص أو حزب فقط أن يقود عملية التحضر لهذا الشعب..
وفي تاريخه الحديث لم يجتمع الشعب الجزائري بهذا المعنى على مشروع شعبي يتحمل فيه الناس مسؤولياتهم، غير حرب التحرير..كان ذلك هو مشروع التحرّر، بينما المطلوب اليوم هو مشروع التحضّر..وهو يحتاج إلى مثل ما احتاجت إليه الثورة التحريرية من التوافق والحشد والنضال المستميت وتغليب المصلحة العامة..
برأيي، فإنه لو كان طبيعيا لأي شعب أن تنهار معنوياته ، لكان الشعب الياباني بعد مأساة هيروشيما وناغازاكي، مع التركيز هنا على أن البلد الوحيد الذي استعمل ضده السلاح الذري هو اليابان..ورغم ذلك فإن الذي حدث في اليابان كان مفاجئا، وبدل اليأس والاستسلام للانهيار، رفع اليابانيون التحدي..ثم هم اليوم يدعمون مشوارهم الحضاري بنظرية الكايزن التي بدأت تنتشر في شبابهم بقوة، وأنا أدعو شبابنا إلى الاطلاع عليها.
ولو كنت من الذين يتبنون المدنيات المادية دون الرجوع إلى جوهرها الثقافي والروحي، لاخترت التجربة اليابانية على الماليزية لأنها أمها..لكنّ اعتبارات القيمة الروحية والأيديولوجية والأخلاقية في مفهوم الحضارة عندي يجعلني أميل إلى التجربة الماليزية وأقدّمها..
لقد حاورت الكثير من الزعماء الإسلاميين والقوميين في منطقتنا، من إبراهيم السنوسي الرجل القوي في نظام حسن الترابي، وخالد مشعل، وبلال شعبان في لبنان إلى معمر القذافي ومقربين منه إلى خير الدين حسيب وبعض أركان نظام صدام حسين.. وكان رأيي أن هناك ثلاثة نماذج يمكن إنتاجها: نموذج المدينة المجردة، نموذج الفكرة على حساب المدينة، نموذج التكامل بين الفكرة والمدينة..وقد تجسد نموذج المدينة المجرد في الغرب الرأسمالي حيث الأولويات قائمة على المطلب البيولوجي الثلاثي: الوظيفة والمسكن والسيارة، بينما تجسد النموذج الثاني وهو نموذج الفكرة بلا مدنية في كوبا فيدال كاسترو وحتى الاتحاد السوفييتي، حيث الشعارات بينما الشعب لا يجد الخضر في السوق.
بينما تجسد النموذج الثالث وهو التكامل بين المادة والقيمة في النموذج الماليزي..
وعودة إلى ما قاله تشي، فإنّه ليس بالإمكان أن يقوم أي شخص أو حزب بإنقاذ شعب حضاريا، والمطلوب فقط هو أن يعمل المؤمنون بالمشروع الحضاري على توسيع دائرة المؤمنين به ليصبح مطلبا ومسعى شعبيا ، وثقافة عامة ..
بإمكاننا وببساطة أن نتقدم خطوات عملاقة في خلال فترة وجيزة..لكننا لازلنا اليوم في مرحلة الاستفزاز الحضاري، حيث يجب تحريك الناس بأسلوبين: الأول: هو انتقاد واقعهم السيئ وإظهاره على حقيقته، وانتقاد سلبيتهم الحضاري، وكشف خدعة شعب الله المختار التي كرسها السياسيون.والثاني: هو غرس الفكرة الحضارية وبأن كل المساعي خارج هذا الإطار هي صبّ للماء خارج الإناء..والنتيجة لا شيء..
المؤسف أن عقليتنا إلى اليوم ورغم كل ما حل بنا، لازالت منكسة تطلب الخلاص من السوبرمان ، وقد لاحظت ذلك في تعليقات الكثيرين على لقاء الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي في الجزيرة، مع أن الدكتور من الماضي ولن يستطيع أن يقدم شيئا وأن المراهنة عليه أو على أي شخص غيره هي تكريس لواقع العمل خارج الإطار الحضاري..
نرجو أن يفهم الناس أن أي شخص مهما كان لا يمكن أن يصلح إذا كان خلفه 40 مليون شخص يفسدون أو ساكنون سلبيون ينتظرون بركاته ومعجزاته..البطل الحقيقي والزعيم الأكبر اليوم ليس هو من يقفز إلى السدة ليحكم، ولكن من يناضل ليعيد عموم الشعب إلى دوره الحضاري.

السلام عليكم

...يا أخي الكريم قبل أن ندخل في فلسفة الغير ونفكر بما يفكر به من كانوا سببا في ضياعنا لابد أن تكون الحلول نابعة من أعماقنا وماضينا الأصيل ، يا أخي الكريم ما ينقصنا اليوم وبكل صراحة هي روح التضحية التي فقدنها في أبنائنا اليوم ومن يعرف كيف أن يربط بين الأجيال بثقافة يسودها الإحترام و التواصل و صدق النية في تسلم المشعل حثما سيقود العالم بل حتى الحضارات فيما بعد وشكرا .