الجزائر من اقتصاد التنمية لاقتصاد الحاويات
16-02-2013, 02:06 PM
عاشت الجزائر مرحلتين خلال خمسين سنة من استقلالها نصفها حلو ونصفها مر, فخلال الخمسة والعشرون سنة الاولى من الاستقلال حققت الجزائر طفرة عالية بالتنمية الاقتصادية مما جعلها ان تكون من الدول الرائدة بالنمو الاقتصادي, فالبرنامج الاقتصادي للراحل هواري بومدين كان منصب نحو بعث الصناعات الثقيلة والمتوسطة ونحو اكتفاء ذاتي غذائي بالتركيز على الفلاحة التي كانت تشرف عليها وتدعمها الدولة من خلال التعاونيات الزراعية ومزارع الدولة ووصلت الى ان كانت الجزائر تصدر انواع من الخضر والفواكه والتمور للخارج, وكان مشروع الحديد والصلب من اعظم المشاريع التي جعلت الجزائر تنطلق نحو مشاريع اخرى كمشروع الرويبة لصناعة السيارات والشاحنات, وبالتزامن مع هذه المشاريع بدأت الحاجة لمشاريع صناعية لها علاقة بالبناء فكانت مصانع الاسمنت والياجور والتي بفضلها انطلقت الجزائر نحو اعادت بناء البنية التحتيه. وبعد مجيء الراحل الشاذلي بن جديد استمرت البلد على نفس السياسة, بل الامور اخذت بالتوسع اكثر بفضل البحبوحة المالية الناتجة عن ارتفاع اسعار البترول, فتم استثمار هذه الاموال بتطوير الصناعة والبناء والطرق وبدأت الدبلوماسية الجزائرية تتحرك نحو الخارج لتحضر نفسها للانطلاق نحو العالمية, فكل البنية التحتية للبلد من صناعة وفلاحة وعمران كانت تؤهلها للدخول للعالمية ومن الابواب الواسعة, وكان لانهيار المعسكر الشيوعي وتحول كل دوله نحو الاقتصاد الحر الدافع الذي جعل النظام بتلك الفترة للاسراع بمواكبة العصر والتخلي عن النمط الاشتراكي بالتسيير وكان وقتها خيارا صحيحا بالنظر لما اصبحت عليه الجزائر من تقدم, الا ان اصرار النظام وقتها على المزج مابين الانفتاح الاقتصادي بالانفتاح السياسي كان نكبة على الجزائر اكثر مما كان عامل تطور, فلا الشعب كان جاهزا للديمقراطية ولا الطبقة السياسية كانت جاهزة وكل حسابات النظام وقتها كانت خاطئة على الرغم ان الفكرة كانت صحيحة, و الذي حدث ان هذه الاحزاب بدل ان تساهم بدفع البلد للامام وتحافظ على المكاسب, عملت على تحطيم البلد والتضحية بكل ما تم انجازه خلال 25 سنة من التنمية ودخلت بصراعات مع السلطة للهيمنة على الثروات وكانت النتيجة ان اتجهت الجزائر لصندوق النقد الدولي لانقاذ ما تبقى ولكن صندوق النقد الدولي قضى على كل ما تبقى ورجعت الجزائر الى نقطة الصفر وتم اغلاق او حرق معظم المصانع وتم بيع الباقي للخواص من دون أي ضمانات لاستمرار الانتاج.
مؤكد اعداد كبيرة من اجيال اليوم قد لاتعرف ان بلدها كان في طليعة بلدان العالم النامي وكان هذا البلد بمقدوره ان يكون رائدا للتنمية بمكان بلدان الان نراها كتركيا وماليزيا والهند وغيرها وان الجزائر كانت تملك من الطاقات البشرية والتنموية ما يكفي لتعيش سنين طويلة دون حاجتها لاي مساعدات خارجية لانها وصلت لمستوى الاكتفاء الذاتي.
ان سياسة الجشع لدى كل الطبقة السياسية هي السبب الرئيسي الذي حول الجزائر من اقتصاد التنمية لاقتصاد الحاويات والاستهلاك...
مؤكد اعداد كبيرة من اجيال اليوم قد لاتعرف ان بلدها كان في طليعة بلدان العالم النامي وكان هذا البلد بمقدوره ان يكون رائدا للتنمية بمكان بلدان الان نراها كتركيا وماليزيا والهند وغيرها وان الجزائر كانت تملك من الطاقات البشرية والتنموية ما يكفي لتعيش سنين طويلة دون حاجتها لاي مساعدات خارجية لانها وصلت لمستوى الاكتفاء الذاتي.
ان سياسة الجشع لدى كل الطبقة السياسية هي السبب الرئيسي الذي حول الجزائر من اقتصاد التنمية لاقتصاد الحاويات والاستهلاك...
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله









