ندمنا ونحن ننتظر هذه اللحظة التاريخية
01-04-2013, 12:59 PM
كم تمنيت الان ان استمع للرجل التونسي صاحب المقولة المشهورة ( هرمنا ونحن ننتظر هذه اللحظة التاريخية ) لاستمع هل مازال يقول هرمنا ام انه الان يردد ندمنا؟
جميع الشعوب العربية, بشبابها وشيوخها, كانت تحلم بلحظة التغيير والتخلص من الانظمة الفاسدة والديكتاتورية والانطلاق نحو عالم جديد ومزدهر تبحث من خلاله عن كيانها وحريتها وحقوقها المغتصبة, فوجدت بثورات الربيع العربي الحلم الذي ظل يراودها لعقود من الزمن, فتحول الحلم لحقيقة وتحول البؤس بعقول الناس لامل بغد افضل فانطلقت الجموع الهادرة تبحث عن التغيير, وكانت لحظة رائعة عندما سقط نظام بن علي وبعده نظام حسني مبارك والتفت الشعوب حول قياداتها السياسية, التي كانت تعتبرها رمز وقدوة لغد افضل, منبهرة بشعاراتها الجميلة وخطاباتها القوية, ودفعت بها نحو السلطة الجديدة, ولم تمضى فترة طويلة حتى وجدت هذه القوى الجديدة نفسها عاجزة عن ادارة مؤسسات دولة وانها مجرد قوى سياسية تعودت على العمل والنضال بالمعارضة وبالسر احيانا اخرى, ووقعت امام اشكالية برامجها الحزبية من جهة والواقع الحياتي من جهة اخرى, وبدل ان تختار مصلحة الوطن اختارت مصالحها الحزبية الضيقة واصبح هدفها الاساسي هو البحث عن الاليات التي تضمن لها البقاء بالسلطة لعقود طويلة على حساب البرامج التي حلمت بها الشعوب فتحولت الثورات من ثورات للتغيير والغد الافضل الى ثورات للفوضى وانعدام الامن, وتحول مفهوم الحرية من مفهوم حرية للبناء الى حرية للهدم ورجعت القوى السياسية تتبادل التهم بينها من جديد, كما كانت تفعل زمن الانظمة السابقة, وبدل ان تعتمد هذه الانظمة الجديدة بحل مشاكلها على الشرعية الثورية اصبحت تعتمد على خيارات قديمة بالحل البوليسي وتوجيه الاتهامات الملفقة بالخيانة والعماله واصبحت ممارسات الانظمة الجديدة لاتختلف بشيء عن ممارسات الانظمة السابقة.
لاشك ان المواطن العربي الان يتساءل, ماذا حدث حتى غيرت هذه الثورات اتجاهها وتحولت من ثورات ربيع لثورات خريف, واين ذهبت احلام ملايين الشباب التي خرجت مضحية بانفسها من اجل التغيير, واكثر من هذا انتاب المواطن العربي الشك بنفسه واصبح يتساءل هل اخطأنا عندما طالبنا بسقوط الانظمة؟ فالانظمة السابقة على الرغم من فسادها وتعسفها الا انها كانت تحقق درجة عالية من الامن والاستقرار ببلدانها وكان المواطن مؤتمن على نفسه وعائلته وماله ولم يشكوا من تعرض حياته للخطر بعكس ما يعيشه الان من خوف ورعب وفوضى قد تدفعه قريبا للندم على اسقاط الانظمة السابقة, وما يحدث بمصر الان احسن مثال بمطالبة جموع غفيرة من الشعب الجيش للعودة للحكم.
هل فعلا نحن نحتاج لثورات شعبية لاسقاط الانظمة ام نحتاج لثورات داخل هذه الانظمة لاصلاح نفسها؟ اترك الجواب لكم...
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله










