دفع الشبهة عن هند بنت عتبة رضي الله عنها و أرضاها.
20-05-2013, 04:33 PM
مقتطف من مقال تحت عنوان بهجة أهل الغربة بالذَبَ عن الصحابية هند بنت عتبة للأخ ابو معاذ بن مرابط.
دفع شبهة عن هند بنت عتبة رضي الله عنها :
كل من يذكر هندا من الجهلة لا يذكرها إلا بقصة أكلها من كبد حمزة رضي الله عنها و هذا من أعظم الآثار المشينة لذلك التمثيل الوقح ألا وهو فلم ( الرسالة ) الفاجر التي أصدرت ( اللجنة الدائمة للإفتاء ) فتوى في تحريم مشاهدته كيف لا وقد شوه معظم الصحابة ومن بينهم هند رضي الله عنها فكل من شاهد الفلم لا يعلم شيئا من إسلام هند بل حتى لا يعلم إسلامها و لا يستغرب هذا عندما تعلم أن الفلم سجل بمباركة اللجنة الشيعية العلمية كما هو مكتوب في آخره و الله المستعان
أولا : لو سلمنا جدلا أن القصة صحيحة ثابتة , فهند رضي الله عنها أسلمت و حسن إسلامها وتابت من ذنب هو أعظم من ذلك المذكور ألا وهو الشرك و الإسلام يجبَ ما قبله و الحمد لله
وقد أبدلها الله عداوة النبي صلى الله عليه و سلم محبتا له و إعزازا لشأنه
قال شيخ الإسلام –ر رحمه الله – كما في " المنهاج 4 / 474 " : ( وكان هذا قبل إسلامهم ثم بعد ذلك أسلموا وحسن إسلامهم و إسلام هند وكان النبي صلى الله عليه و سلم يكرمها و الإسلام يجب ما قبله )
ثانيا : أن وحشيا رضي الله عنه لم يكن عبدا لهند و لم تأمره بقتل حمزة رضي الله عنه و قد ذكر البخاري – رحمه الله – قصته بطولها تحت باب ( قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ) حديث رقم 4072 جاء فيه من قول وحشي : ( فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حرَ )
ثالثا : أن غالب الروايات التي ذكرها أهل التاريخ مرجعها لرواية ابن هشام في سيرته حيث قال : ( قال ابن إسحاق : ووقعن هند بنت عتبة كما حدَثني صالح بن كيسان و النسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى ...) ثم ذكر تمام القصة
فهل يعقل أن يطعن في عرض هذه الصحابية بمثل هذه الروايات المنقطعة فصالح بن كيسان من المائة الرابعة ,
قال العلامة محمد بن العربي السطائفي الجزائري - رحمه الله - ( المدرس بالحرم المكي سابقا ) في كتابه الذي يعتبر عمدة في بابه " إفادة الأخيار ببراءة الابرار 1 / 34 " : ( لقد كان المطلوب لزاما من كل مسلم لبيب أن لا يثق بكل ما يقوله المؤرخون في رجال الأمة الإسلامية عموما فأحرى في ساداتها الذين رفعوا قواعد هذا المجد الخالد – الصحابة رضوان الله تعالى عليهم – لأن التاريخ نقل محض يشترط فيه ما يشترط في الأثر )
فرحمه الله من عالم مؤصل لم يدع لكاذب ما يفتريه , فدونك يا عبد الله هذا الشعاع و اتخذه قاعدة حتى تسلم في دينك
- رابعا : من مفردات الإمام أحمد رحمه الله ما رواه في مسنده عن ابن مسعود برقم 4506 قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما كان الله ليدخل من حمزة شيئا النار ) وفي سياقه ذكر قصة هند
قال الإمام الهيثمي رحمه الله في " مجمع الزوائد 6/ 113 " : ( رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط )
وقال محقق كتاب " جامع المسانيد " لابن الجوزي رحمه الله 5 / 109 ( هذا إسناد فيه ضعف من جهة عطاء بن السائب و أضاف محققو المسند انقطاعه من جهة الشعبي فهو لم يسمع من عبد الله )
- خامسا : قال ابن عبد البر - رحمه الله – في " الإستيعاب 923 " :
( وقد قيل إن الذي مثَل بحمزة بن عبد المطلب معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية و قتله النبي صلى الله عليه و سلم صبرا منصرفه من أحد فيما ذكر الزبير )
قال ابن الأثير في " الكامل 7 / 276 " : ( وقيل إن الذي مثل بحمزة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية جد عبد الله بن مروان لأمه وقتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا منصرفه من أحد )
و أعود على أول : أن لو سلمنا أن كل ما ذكر قد رواه البخاري بل اتفق عليه الشيخان لما جاز لأحد أن يطعن في هند رضي الله عنها ورحم الله العلامة محمود شاكر عندما رد على سيد قطب في هذه القضية حيث قال كما في " مجلة المسلمون العدد 3 سنة 1371 " : ( أئمتنا من أهل هذا الدين لم يطعنوا فيهم و ارتضاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ارتضى إسلامهم و أما ما كان من أمر الجاهلية فقلَ رجل وامرأة من المسلمين لم يكن له في جاهليته مثل ما فعل أبو سفيان أو شبيه بما يروى عن هند إن صح )
- قال الحافظ قوام السنة الأصبهاني - رحمه الله - في كتابه " الحجة في بيان المحجة 2/570 -571":
( فصل :
قال قوم من المبتدعة : أبو سفيان أبو معاوية قاتل النبي صلى الله عليه و سلم , و أمه هند أكلت كبد حمزة و معاوية قاتل عليا و يزيد قتل الحسين - قال بعدما دافع عن أبي سفيان رضي الله عنه - فأما هند أم معاوية فإنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت و بايعت و نزل قوله تعالى { فبايعهنَ و استغفر لهنَ الله } فاستغفر لها النبي صلى الله عليه و سلم فلم يضرها ما فعلت قبل ذلك )
- الخاتمة رزقنا الله حسنا :
أشهد الله و أشهد جميع خلقه من عباده الجن و الإنس , أني أحب هندا و أترضى عليها من صميم الفؤاد و أحتسب ذلك من خير أعمالي و أفضل قرباتي
و أعتقد جازما ما قاله الشيخ العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - :
( أن سبب هوان الأمة في عصرنا هذا هو عدم معرفة قدر الصحابة )
وو اضعا نصب عيني قول رب العزة و الجلال {وَالَّذِينَ جَاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
فاللهم ارفع درجات الصحابة في جناتك و رفع لهم ذكرهم في الدنيا بين عبادك و ارزقنا حبهم و الغيرة على أعراضهم و احشرنا معهم
و أخيرا هذا ما رمت بيانه و توضيحه تأثما و راجيا من الله تعالى أجر ذلك
و الحمد لله رب العالمين
================
الهامش :
- (1) الإصابة 8/346 و معرفة الصحابة 5/318
- (2)من كلام العلامة ابن باديس بتصرف " الآثار 4 / 118 - 119 "
- (3) تاريخ الإسلام لابن الأثير 2/ 108
- (4) تاريخ دمشق 37/ 124 - 125 و معرفة الصحابة للأصبهاني 5 / 318
- (5) الكامل في التاريخ 2/126
- ( 6 ) الكامل 7 / 277
- (7) الدر المنثور للسيوطي 6/248
- (8) الكامل 2/337 و الإصابة 8 / 347
والعن زنادقة الروافض إنهم *** أعناقهم غلت إلى الأذقان
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا *** بفساد ملة صاحب الايوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم *** شتموا الصحابة دون ما برهان
لُعنوا كما بغضوا صحابة أحمد *** وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة *** ألقى بها ربي إذا أحياني
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا *** بفساد ملة صاحب الايوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم *** شتموا الصحابة دون ما برهان
لُعنوا كما بغضوا صحابة أحمد *** وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة *** ألقى بها ربي إذا أحياني










