تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 05:13 PM
جاء في موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة هذا البحث الماتع فأرجو أن يطالعه القراء بتمعّن

أولا: بيان حقيقة الوطنية

الوطنية دعوة براقة وخدعة كبيرة تستثير في النفوس عاطفة حب الوطن في البدايات الأولى و في نهايتها يراد بها الانسلاخ من رابطة الدين والاكتفاء بها في كل وطن له حدود جغرافية وموالاة أهله على حبه بغض النظر عن أي اعتبار.
وهي نسبة إلى الوطن: أي الأرض التي يعيش عليها مجموعة من الناس وقد ظهرت بعد ظهور القومية كرافد من روافد القومية يقصد بها أن يقدس كل إنسان وطنه فقط وأن يتعصب له بالحق والباطل وهي بهذا المفهوم لا يقبلها الإسلام ولا يقرها إلا إذا كان المقصود بها الناحية الطبيعية التي طبع عليها كل كائن حي من حبه لوطنه الذي يعيش فيه فقط فإن الإسلام لا يمنع هذا الإحساس والعاطفة بل يحبذه وكان الصحابة في المدينة يحنون إلى مكة وجبالها وأوديتها وأشجارها حتى قال بلال رضي الله عنه أو غيره من المهاجرين:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي أذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجرة ..... وهل يبدون لي شامة وطفيل

حتى دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن يحبب إليهم المدينة كحبهم مكة أو أشد حبا.
والوطنية التي نحن بصدد دراستها هي الوطنية الشريرة التي تريد أن تحل محل الإسلام إلى جانب القومية ومضيفة إليها بعدا جديدا في التفلت من رابطة الدين والأخوة الإسلامية والاكتفاء بالوطنية وكلتاهما تصب في مجرى واحد وإن اختلفت التسمية.
ذلك أن القومية هي التعصب للقوم ويدخل فيها التعصب للوطن. والوطنية هي التعصب لتلك الأرض ويدخل فيها التعصب للساكنين عليها أيضا. ومن هنا نجد أن القومية والوطنية يمد بعضها بعضا لتكونا معا رافدا من روافد الجاهلية والنفرة عن الدين والالتقاء على حب الوطن، بغض النظر عن اختلاف ديانة الموجودين عليها، فالوطنية أم الجميع، لأن الوطنية توجب أن يتعايش المسلم والنصراني واليهودي والمجوسي وغيرهم على حد سواء. والقارئ الكريم يجد عبارات القوميين تتضح تقديسا وتكريما للوطن كما قال شاعرهم :


بلادي هواها في لساني وفي دمي .... يمجدها قلبي ويدعو لها فمِ

وقوله:

بلادك قدسها على كل ملة .... ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم

وقول الآخر:

بلادي وإن جارت علي عزيزة .... وأهلي وإن ضنوا علي كرام

وكأنه لم يسمع قول ابن الورد:

حبك الأوطان عجز ظاهر ... فاغترب تلق عن الأهل بدل

وهذه الوطنية هي في حقيقتها دعوة لتجزئة أوطان المسلمين وانطواء كل جزء على نفسه وعدم الاهتمام بغيره من أوطان المسلمين الأخرى.

ثانيا: القومية والوطنية

إن الوطنية دعوة جادة إلى تجمع أبناء الوطن الواحد على حب الوطن والتفاني في خدمته والولاء له بغض النظر عن أي اعتبار آخر فلا ينظر الوطنيون إلى اختلاف أبناء الوطن الواحد في الدين أو في اللهجات أو اللغات أو اختلاف الألوان بينهم فإن الوطنية تحتوي كل اختلاف يقع بين أبناء الوطن الواحد أما الدعوة إلى القومية فهي أشمل وأعم من الدعوة إلى الوطنية بقبولها انضمام أكثر من وطن إليها مع التقاء الجميع كما عرفت سابقا وكلتاهما من جملة السهام الموجهة إلى وحدة الأمة الإسلامية إن لم يصب هذا أصاب الآخر.

ثالثا: كيف نشأت دعوى الوطنية

نشأت هذه الفكرة في أوروبا كغيرها من الأفكار الأخرى الكثيرة في رد فعل عارم تجاه أوضاعهم التعيسة التي كانت تقسم الناس إلى فريقين فريق هم السادة والقادة وأصحاب الامتياز وفريق آخر هم العمال العبيد الذين يساقون كما تساق البهائم لا قيمة لهم ولا يجمع بين قلوبهم وقلوب الطبقة الأولى غير الأحقاد والكراهية والرغبة في التمرد بأي ثمن يكون للخلاص من قبضة رجال الدين ورجال الدولة على حد سواء بعد أن التقت مصالح رجال الدين ورجال الحكومة على استعباد الناس وتسخيرهم لخدمتهم وحين وصلت الأمور إلى هذا الحد كان اختراع المبررات للخروج على ذلك الوضع هو التفكير الجاد فاخترعت الدعوة إلى القومية ثم إلى الوطنية ثم إلى الأفكار الأخرى كالحرية والمساواة وحقوق الإنسان.. إلى آخره.
وكان إلى جانب هؤلاء المتربصون بالكنيسة ورجالها وبالحكام الذين يظلمون الناس باسم المسيح كان إلى جانبهم اليهود الذين كانوا محل بغض الاضطهاد الديني النصراني حينما كانت النصرانية قوة متنمرة لكل المخالفين لها.
فكان الأمر يقتضي أن يقف اليهود إلى جانب أولئك بكل ما يستطيعون علها تظهر من وراء تلك الفتن فوائد لليهود وهم يعرفون كيف يستغلون الأوضاع لصالحهم بعد تأجيج الفتن.
ومن الجدير بالذكر أن دعوى الوطنية حين ظهرت في أوروبا ما كان لها وهي دعوى جاهلية أن تؤلف بين قلوب الأوروبيين برغم تلك الأوضاع فقامت الحروب الشرسة بينهم وسفكت دماء لا يعلم عددها إلا الله تعالى وكل تلك الحروب إنما كان يراد من ورائها السيطرة وبسط النفوذ وهي حروب كثيرة وقعت بين فرنسا والإنجليز والإيطاليون وغيرهم في مد وجزر استغرق وقتا طويلا وقفت أمامها القومية والوطنية ذليلتان.
لقد جاءت الوطنية على غرار خبث القومية ولم يكن تصدير أوروبا الفكرة الوطنية إلا وسيلة من وسائلهم الكثيرة لغزو العالم كله وخصوصا العالم الإسلامي وتشتيته وتمزيق وحدته ليسهل عليهم إذلال تلك الشعوب حينما تنقطع فيما بينهم روابط العقيدة وتحل محلها روابط الجاهلية من قومية ووطنية شعوبية ويصبحون فريسة الأفكار الخادعة ويتخلون عن مصدر عزهم وقوتهم في الإسلام وقد عرفوا أن إحلال الوطنية محل الجهاد الإسلامي بخصوصه هو أقرب الطرق إلى تشرذم المسلمين وبالتالي يكون جهاد المسلمين لأعدائهم إنما هو لأجل الوطن لا لشيء آخر. فيتحول الجهاد من كونه لأجل نشر الإسلام إلى حركات وثورات وطنية لا تفرق بين الدين وعدم الدين بل ولا تدعو إلى الدين الإسلامي ولا إلى نشر تعاليمه ولا يقاتلون أعداء الإسلام لأجل الإسلام بل لأجل أن يتركوا لهم بلادهم وأوطانهم لا غير ومن السهل على أعداء الإسلام أن يعدوا المسلمين ويمنوهم بتركهم أوطانهم إذ أن الطلب في هذا أسهل من طلب الإسلام أو الجزية عن يد وهم صاغرون أو القتال كما هو شعار الإسلام فإذا صارت المفاوضات سياسية محضة فالخطب هين والوعود والكذب والاحتيال أمر مشروع عند الكفار ضد الإسلام والمسلمين ولا يصعب عليهم إخلاف الوعود والاعتذارات بحرارة عندما يتلاعبون بالمواعيد وبين تلك المواعيد واللقاءات المتكررة والمجاملات يسري في عروق الوطنيين ما يسري من الغزو المنظم والانبهار بما عند أعداء الإسلام مما مكنهم الله به من العلم بظاهر الحياة الدنيا وزينتها فتقوم صداقات تنمو شيئا فشيئا بين الوطنيين ممن يزعمون الإسلام وبين أعداء الإسلام بعد أن أبعد الدين ومبادئه في الجهاد عن الساحة وحلت محله الشعارات الخادعة من القومية والوطنية والإنسانية والتقدمية و.. إلى آخره ومادام الوطنيون لا يغضبون لله تعالى ولا لدينهم فبإمكان أعداء دينهم أن يقولوا لهم لماذا تغضبون لأجل الاستقلال؟ سنجود به عليكم بل وستكونون أنتم خلفنا على شعوبكم وسيقبل الوطنيون بكل بساطة بخلاف ما لو كان التعصب للدين.
ولهذا فمن الواضح أن دعاة الوطنية وقد أشربوا حبها بدلا عن الدين وتقديسها بدلا عن تعاليم الإسلام من الواضح أن هؤلاء غنيمة أعدائهم حيث يرتمون في أحضانهم للاستعانة بهم والركون إليهم في كل شيء سيواجههم حتى ولو كان ذلك ضد أبناء وطنهم الذين يفطنون لما يبيته لهم الوطنيون عباد الكراسي والشهوات وكانت قيادة دعاة الوطنية لشعوبهم كقيادة فرعون الذي قال لأبناء وطنه " ما أريكم إلا ما أرى " قادوهم إلى جعل الوطن هو المقدس أولا وأخيرا وإلى التعلق بأذيال أهل الشرق الشيوعي أو الغرب النصراني وأماتوا شخصية شعوبهم الإسلامية التي تبعث فيهم النخوة والشهامة والاعتزاز بالإسلام ومعلوم من هذا الكلام أنني لا أقصد به ذم الذين جمعوا بين حب الوطن وحب دينهم وتواضعوا للناس. وإنما أقصد أولئك الذين باعوا أنفسهم وأوطانهم ودينهم بثمن بخس وفضلوا المبادئ والنظريات الكافرة وازدروا الدين الحق وسموه رجعية وتخلفا.

رابعا: هل نجحت الوطنية في تأليف القلوب؟

إن الوطنية من الشعارات الزائفة وهي أقل وأذل من أن تؤلف بين القلوب حينما تبتعد عن هدي خالقها وتعرض عن دينه القويم وما يجري في البلاد الإسلامية وغيرها من بطش أصحاب الوطن الواحد بعضهم ببعض عند قيام الفتن لهو أقوى شاهد على فشل الالتفاف حول الوطنية وأنها دعوى عنصرية لا تلين لها القلوب ولا تدمع لها العيون.
إن جمع الناس على الوطنية – بعيدا عن الدين الإلهي – هو ضرب من الخيال الساذج والسراب الكاذب لأن الله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين وقد أخبر سبحانه وتعالى أن الألفة بين القلوب أمر بعيد المنال إذا لم يوجد العامل الصحيح في إيجاد ذلك وقد امتن الله عز وجل على عباده باجتماع كلمتهم على الدين فقد قال تعالى: [وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ] [آل عمران:103].
وقال تعالى ممتنا على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بما وصل إليه المؤمنون من تآلف قلوبهم: [وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ][ الأنفال:62-63].
وأين هذا التآلف العجيب الذي كان أحدهم يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة والذي جعل الشخص المسلم يقدم نفسه دون أخيه في كل شيء والذي جعلهم كالجسد الواحد، وكالبنيان المرصوص أين هذا التآلف من دعوى التآلف على الوطنية القائمة على الجهل والغرور والكبرياء والبغي بغير الحق وتبادل المنافع أليس فاقد الشيء لا يعطيه؟
إن الوطنية لم تقم على تقوى الله تعالى ولا على الخوف منه عز وجل أو الحب فيه وإنما قامت على نزعات الشيطان. والشيطان يهدم ولا يصلح ويفرق القلوب ولا يجمعها فمن أين إذاً يأتي التآلف والمحبة بين أفرادها إنك لا تجني من الشوك العنب.
وإذا كان ما قدمنا دراسته عن القومية يعطي صورة واضحة عن فشلها وبعدها عن أهداف الدين الحنيف الذي يقول للناس: [إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ] [الأنبياء:92].
إذا كان ما قدمنا يدل على خيبة القومية وهي الأصل فما هو الظن بالوطنية وهي المتفرعة عن القومية لا ريب أنهما نبتتان خبيثتان لا تقدمان إلا خبثا : [وَاللّهُ يَدْعُو إلى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ] [يونس:25].
أرأيتم لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم – وحاشاه – تعصب لقومه ولوطنه مكة من كان سيوصل الإسلام إلى المدينة المنورة ولو أن الصحابة رضي الله عنهم تعصبوا لأوطانهم في الحجاز من كان سيوصل الإسلام من المحيط الهندي إلى المحيط الأطلسي بل لو تعصب المسلمون لقومياتهم وأوطانهم فما الذي سيقدمونه للناس إن قدر لهم أن يفتحوا بلدانهم؟
وانظر في كتاب الله عز وجل هل تجد آية خاطب الله فيها قوما أو وطنا أو جنسا على جنس بطريقة التعصب والقومية أو الوطنية أو الإشادة أو تجد في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك؟ كلا.
بل ستجد قول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ][آل عمران:102-103].
وستجد:[يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ][الحجرات:13].
وستجد [إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ] [الأنبياء:92].
وستجد آيات كثيرة كلها تنادي البشر بأنهم على حد سواء أمام الله تعالى وأن التفاضل بينهم عند الله لا يكون إلا بالتقوى وأن التفاخر والتعالي إنما هو من طبيعة الشيطان ومن يتبعه كما ستجد في السنة النبوية مثل هذا المفهوم الحق – وقد مر ذكر أحاديث في ذلك – والله يقول الحق وهو يهدي السبيل


سادسا: نشأة الفكرة الوطنية في البلاد العربية

وتحت شعار الحركة القومية والحركة البعثية نشأت في دول أخرى - مثل دول الجزيرة العربية - الفكرة الوطنية التي لم تكن معروفة من قبل، ففي هذه البلاد وعمان واليمن - مثلاً - لم يكن الناس يعرفون على الإطلاق فكرة التفاخر بالحضارات القديمة وبالوطنية، ولا يعلمون عنها أي شيء فضلاً عن القومية، فنجد أن القوميين تبنوا إحياء هذه الحضارات والآثار القديمة؛ بل مع أنهم يَدَّعون القومية العربية؛ ويتعصبون للغة العربية، أحيوا ما يسمونه التراث الشعبي والأشعار النبطية وما أشبه ذلك، وهذه كلها عوامل تفتيت للأمة إلى قوميات، فالقومية تفتت إلى وطنيات، والوطنية تفتت إلى قبليات وحزبيات وحضارات مختلفة، وكل هذا بغرض تفريق وتمزيق الأمة الإسلامية ورابطة الولاء فيما بينهم؛ فأصبح الإنسان لا يوالي ولا يعادي إلا فيما يعتقد من قومية أو وطنية........,
ورسخت فكرة القومية العربية، حتى قال شاعرهم:


سلامٌ على كفرٍ يوحد بيننا ... وأهلاً وسهلاً بعده بجهنّمِ

هبوني ديناً يجعل العرب أمةً .... وطوفوا بجثماني على دين برهمِ
بلادك قدمها على كل ملةٍ ..... ومن أجلها أفطر ومن أجلها صُمِ
داع من العهد الجديد دعاكِ ... فاستأنفي في الخافقين علاكِ
يا أمة العرب التي هي أمنا ... أي افتخارٍ نميته ونماكِ


والثاني يقول:

ولقد كان ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وإيليا حاوي، وإلياس أبو شبكة...إلخ، هم الشعراء الذين يتغنى الناس بأفكارهم، بل قال أحمد شوقي:

بلاد العرب أوطاني .... من الشام لبغداد
فلا دين يفرقنا ..... ولا حد يباعدنا


وأصبحت المفاخرة بأن أبناء الوطن جميعاً يعملون ضد الاستعمار وضد القوى الرجعية، والرجعية هي الدين في نظرهم، فكانوا يستغلون فكرة القومية والوطنية لإشعال الحرب الضروس على الدين، وعلى كل من يدعو إلى الانتماء إلى الإسلام أو يوالي أو يعادي في هذا الدين، حتى مسخت الأمة - تقريباً - مسخاً كاملاً أو شبه كامل.
وأصبحت نظرة كل الناس إلى الأمة العربية والوطن العربي؛ فإن درست الجغرافيا فهي جغرافية الوطن العربي، وإن درست الثروة فثروة الوطن العربي، وإن درس السكان فهم سكان الوطن العربي، وإن تحدث أحد عن الأخطار فإنه يتحدث عن الأخطار على الأمة العربية، وفي الحقيقة أنه مجاملةً لهؤلاء الحفنة من النصارى في لبنان ومصر تخلى الباقون عن دينهم، والتعبير الذي كان ولا يزال إلى هذه الأيام هو أن يقال: (الأمتين) الأمة العربية والأمة الإسلامية! ومن أجل هؤلاء تجعل الأمة الواحدة التي قال الله تعالى عنها: [إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً] [الأنبياء:92] تجعل أمتين!!
ونتيجة لهذا الشعور - رسوخ الفكرة القومية عند الناس - أصبح لا يمكن أن تنظر إلى أي إنسان وتقول: هذا مسلم أو نصراني، ولا يمكن أن تسأل عن هذا، ولم يكن أحد يستطيع أن يتحدث بهذا إلا ويُحتقر!! ولا يستطيع أن يكتب في مجلة أو يتكلم في الإذاعة وهو يخالف فكرة القومية العربية، أو الأخوة العربية، أو الرابطة العربية، أو اللغة المشتركة والتاريخ المشترك، وهذا خلاف لما ذكر الله تبارك وتعالى في قوله: [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ] [الحجرات:13] ولما قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى)) .
وكان العراقي - مثلاً - وإن كان يدَّعي القومية العربية إلا أنه يفتخر بالآشورية والبابلية والكلدانية، وأهل الشام وإن كانوا - أيضاً - يدعون القومية العربية والبعثية إلا أنهم يفتخرون بآثار السومريين والفينيقيين، وفي مصر يفتخرون بالآثار الفرعونية وغيرها...........,
وقد بقيت النزعة التي تظهر هذه الأيام مثل النازية والفاشية، وهذه ظهرت نتيجة التأثر بالفكر التلمودي اليهودي، وكل ما فعله هتلر أنه قرأ ما في التلمود؛ ووجد الفكر اليهودي يجعل اليهود فوق الجميع، فأراد هتلر مضادة اليهود، فقال: الألمان فوق الجميع، وأخذ كل الخصائص التي يدعيها اليهود وجعلها في الألمان، وتعاون معه موسيليني في إيطاليا بالفاشية، وقامت اليابان على هذا المبدأ أيضا؛ ولذلك لما قامت الحرب العالمية الثانية كانت هذه الدول الثلاث تحارب بريطانيا وفرنسا، ثم بعد ذلك تدخلت أمريكا وكانت النهاية المعلومة لدى الجميع.
هذه العنصرية المقيتة البغيضة هي التي يحاربها الإسلام أشد الحرب، والتي كان أول من رفع راية الحرب عليها هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما أنزل الله تعالى عليه هذا الدين العظيم، وأصبح الناس سواسية، فبلال الحبشي وأبو سفيان وسلمان الفارسي ومن أسلم من اليهود، ومن كان أنصارياً أو مهاجرياً فلا فرق بينهم: [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ] [الحجرات:13].
وبهذا التوسيع المقصود الذي يراد به كيد المسلمين مالكي الأوطان الحقيقيين، عدا هؤلاء النزلاء والضيوف المقيمون بعهد أو أمان أو ذمة لهم في الملكية العامة للوطن حقوق متساوية لحقوق مالكيه الأصليين.
وبمكر مدبر انطلقت عبارة : "الدين لله والوطن للجميع". وأطلق مروجو شعار الوطنية بين المسلمين حديثاً لا أصل له، نسبوه إلى النبي، وهو : "حب الوطن من الإيمان".
وهذا التوسيع في حق الملكية العامة المشاعة للوطن، جر إلى التسليم بحق الجميع في إدارته السياسية.
ولما كان هؤلاء الجميع مختلفي الأديان والمبادئ والعقائد، وقد صار لهم جميعاً الحق في الإدارة السياسية للوطن الواحد، بمقتضى مكيدة الزحف الانتقالي من فكرة إلى فكرة، كان لا بد من اللجوء إلى مكيدة أخرى، هي المناداة بفصل الدين عن السياسة، والمناداة بعلمانية الدولة.
ثمّ إن الأخذ بعلمانية الدولة التي تتضمن إبعاد الدين عن الإدارة السياسية لبلاد المسلمين وأوطانهم، قد مكّن الطوائف غير المسلمة فيها من الوصول إلى مراكز الإدارة السياسية، والقوة العسكرية، حتى مستوى القمة أو قريباً منها.
وتدخلت ألاعيب كيدية كثيرة خارجية وداخلية معادية للإسلام والمسلمين، في تهيئة الظروف السياسية، وتقبلت جماهير المسلمين ذلك ببراءة وغفلة وحسن نية، وكان بعض قادتهم السياسيين والعسكريين وغيرهم عملاء وأجراء لأعدائهم.
ثمّ لما تمكنت هذه الطوائف غير المسلمة من القوى الفعالة داخل بعض بلاد المسلمين، كشفت الأقنعة عن وجوهها التي كانت تخادع بها، وتدّعي الإخاء الوطني، وصارت تدعي أن الوطن لها، وأخذت تنبش الدفائن لتستخرج مزاعم تاريخية قديمة، سابقة للفتح الإسلامي، وهذه المزاعم لا أساس لها من الصحة.
ثمّ أخذت تفرض سلطانها بالقوة في هذه البلاد، مؤيَّدةً من الدول الكبرى المعادية للإسلام والمسلمين، وحارب الأكثرية المسلمة بضراوة وحق، وأخذت تحرمها من حقوقها في أوطانها، حتى جعلتها بمثابة أقليات مستضعفة.
ونسفت الطوائف غير المسلمة بعد تمكنها أفكار الحق الوطني القائم على العلمانية نسفاً، ونسفت الإخاء الوطني، وأظهرت تعصبها الطائفي المقيت، القائم على الانتماء لأديانها وعقائدها التقليدية الموروثة.
وكانت لعبة شعار الوطنية مكيدة انخدع بها جمع غفير من المسلمين ببراءة وسلامة صدر، حتى استلّ أعداؤهم منهم معظم حقوقهم، ومعظم مقدّراتهم

سابعا: نتائج تقديس الوطنية
أثمرت الدعوة إلى الوطنية ثمارا خبيثة وبرزت العصبية البغيضة وانتزعت الرحمة بين الناس وحل محلها الفخر والخيلاء والكبرياء حيث تعصب كل شعب لوطنه واحتقر ما عداه في صور مخزية مفرقة ومن أقوى الأمثلة على ذلك ما حصل عند الأتراك – بفعل دسائس اليهود ضد الدولة الإسلامية العثمانية – حيث نفخوا في أذهان الوطنيين الأتراك وجوب العودة إلى الافتخار بوطنيتهم الطورانية التي كانت موجودة قبل الإسلام والعودة إلى تقديس شعار الذئب الأغبر معبودهم قبل الإسلام ونفخوا في الوقت نفسه في أذهان العرب الوطنيين الحنين إلى الاعتزاز بالوطنية العربية وتقديمها على كل شيء بل جعلها إلها كما قال تعالى: [أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ] [الفرقان:43] وقد عبر شاعرهم عن ذلك بقوله:

هبوني عيدا يجعل العرب أمة .... وسيروا بجثماني على دين برهم

فماذا ينتظر من الوطنيين حينما تكون الكلمة لهم؟ غير جعل الوطنية هي الدين، وهل حقق هؤلاء السفهاء الأشرار كلامهم في حب الوطنية العربية؟ !، وماذا فعلوا ضد اليهود في فلسطين و في غير فلسطين؟، ماذا قدموا غير الصراخ والعويل والنباح والتهديدات الجوفاء لتحرير القدس والأمة العربية؟ يرددون كلاما ممجوجا مكررا وشعارات أصبحت مهازل يستحي منها العقلاء على أنه لم يقتصر الضرر فقط على ما تقدم وإنما كانت وراء خدعة الوطنية أغراضا سياسية وثقافية واجتماعية حيث بدأت الدعوة للوطن تفرق بين الولاء لله تعالى وبين الولاء لغيره تحت شعار " الدين لله والوطن للجميع "، وبالغوا في وجوب حب الوطن وأنه مشاع بين جميع المواطنين حتى السياسية منها ومن هنا تمت اللعبة على كثير من بلدان المسلمين حيث أصبح المواطن النصراني أو اليهودي أو العلماني أو الشيوعي حتى وإن لم يكن من أهل ذلك البلد في الأساس فإن من حقه كمواطن أن يصل إلى أعلى الرتب التي يتمكن من خلالها من التحكم في مصائر أهل تلك الشعوب الإسلامية وهو ما هدف إليه أعداء الإسلام من دعمهم السخي لأولئك الأقليات في تلك البلدان الذين هم في الأساس عملاء لتلك القوى الكفرية العالمية ونجحوا في ذلك و في نهاية الأمر وهو نتيجة لتمكن أولئك من السلطة أصبح هؤلاء ينادون بأن الوطن والعيش فيه هو في الدرجة الأولى لهم وصاروا ينظرون إلى أهل تلك الأوطان الإسلامية بأنهم غرباء وأحيانا يسمونهم عملاء وبالتالي فمن حقهم أن يضطهدوهم وهو ما تم في بعض ديار المسلمين التي أصبح الحكم فيها لغير المسلمين بل وطرد المسلمين وحوربوا ونفذ المخطط المعادي للإسلام بكل دقة وكأن الشاعر يندب حظهم حينما قال مفتخرا:

يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا ..... نحن الضيوف وأنت رب المنزل

وبهذا يتضح أن دعوى الوطنية وكذلك القومية وكذا الإنسانية والأخوة والمساواة وحرية الكلمة وتقبل الرأي والرأي الآخر ما هي إلا لعب سياسية ماكرة ودعوات يراد من ورائها مكاسب سياسية وعقدية. و في لبنان وفلسطين أقوى الشواهد واتضح أن الدعوة إلى كل النعرات الجاهلية لم ينتفع بها إلا أعداء الإسلام من اليهود والنصارى ليندمجوا مع المسلمين تحت هذا الاسم. لأن الغرض من قيامها في الأساس هو لتحقيق هذا الهدف. فلا يبتلى بها مجتمع إلا وأصيب بهذا الداء العضال من تراخي القبضة على الدين ومن تمجيد تراب الوطن وكل ذرة رمل فيه وأنه وطن مقدس دون غيره من بلاد الآخرين فاخترعت له طقوس وشعارات واخترعت له أعياد – هي غير الأعياد الإسلامية – ويتبادل الناس فيها التهاني والتبريكات وتتعطل كثير من المصالح لانشغال الناس بتلك الأعياد بينما الإسلام ليس فيه إلا عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد صغير هو يوم الجمعة وطلب أقطابها من الناس أن يقدموا دماءهم رخيصة من أجل تراب الوطن بدلا عن الجهاد في سبيل الله تعالى.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل جاءت ثالثة الأثافي وهي كثرة الأماكن المقدسة فمرة يدعون إلى تقديس تراب الوطن كله ومرة يدعون إلى تقديس بعض المدن أو الأماكن التي قد لا يعرف لها ذكر ولا سابقة خير بل أحيانا يدعون إلى تقديس أماكن عرف عنها الشر وربما وصل الحال إلى أن يختلط الأمر على من لا معرفة له بالأماكن المحترمة من غير الأماكن المحترمة والمسلمون يعلمون أن الإسلام لا يدعوا أحدا إلى تقديس أي مكان في هذه الدنيا ولا يجد المسلمون بلدا تحن إليها النفوس وتترقرق عنده الدموع إلا مكة المكرمة والمدينة النبوية وليس ذلك لذات المكان أو لترابه وإنما هو لما شرفهما الله به من جعلهما أماكن عبادة فاضلة ومن بعثة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وبزوغ فجر الإسلام فيهما ومن ظن أن هذا الاحترام والتقدير إنما هو لترابهما فهو جاهل فقد كانت المدينة تسمى يثرب وكان فيها ما ذكره العلماء عنها من أنها أرض وباء وحرة جرداء حتى شرفها الله تعالى بنزول نبيه فيها ودعاؤه لها بالبركة وأن ينقل حماها إلى الجحفة ويبارك في مدها وصاعها وأن يحببها إليهم كحبهم مكة أو أشد إلى غير ذلك من أخبار هذا البلد الطيب وكذلك مكة فإنها واد غير ذي زرع شرفها الله بالكعبة ولكن في عرف الوطنية ليس العبرة بالصفات وإنما العبرة بذات الأرض وأحيانا تقدس الوطنية الأرض لأن هواءها جميل وأشجارها باسقة ونحو ذلك مما ينظر إليه الشخص القصير النظر الضيق الفكر.
وليت شعري ما الفائدة من تقديس الوطنية إذا كانت ثمارها قطع كل صلة للشخص بما وراء وطنه وبالتالي قطع أواصر المودة بين أوطان المسلمين وأن كون الولاء والبراء قائما على الوطنية لا على الأخوة الإسلامية وأن يغضب الشخص لوطنه أكثر من غضبه لدينه والتعصب لبني وطنه وتقديسهم سواء كانوا قبل الإسلام أو بعده مقدما لهم على أواصر الأخوة في الدين بحيث يجب أن يحب الملحد الوطني على الصالح من غير وطنه حسب شريعة الوطنية أليست هذه معاول هدم تفرق ولا تجمع؟ وتشتت المسلمين وتضعفهم؟


تعقيب على ما سبق

وأخيرا فإنه يتضح مما سبق:

1- أن القومية والوطنية بينهما ترابط شديد وإن كان مفهومهما في الظاهر مختلفا ولكن في حقيقتهما تلازم يرتبط بعضه بالبعض الآخر إذ لا تجد من يتصف بأحدهما إلا وهو متصف بالآخر حتما.

2- إن الدعوة إلى هاتين النعرتين الجاهليتين قد أراد أصحابهما أن يحلوها محل الدين.

3- إن الإسلام قد حاربهما حربا شعواء وبين الأخطار التي تكمن من وراء قيامهما.

4- إن ظهورهما في بلاد المسلمين - على الصورة المستعرة التي هي عليه اليوم – إنما كان بدسائس اليهود والنصارى وسائر الدول الغربية الحاقدة.

5 – يجب على كافة الدعاة إلى الله وطلاب العلم أن يجتهدوا في محاربتهما وبيان ما تحملانه من تدمير للإسلام والمسلمين، وبيان أن الإسلام دين كامل إلى يوم القيامة وأن الخير والسعادة للبشرية تكمن في الانضواء تحته وتطبيق تعاليمه ومعرفة ما كان عليه حال العرب قبل الإسلام وكيف تحولوا بعده إلى أن كانوا قادة العالم ووجه الأرض المشرق

المصدر [موقع الدرر للشبخ علوي السقاف]
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
العطاء
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 01-05-2013
  • الدولة : أوروبا الغربية
  • المشاركات : 324
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • العطاء is on a distinguished road
العطاء
عضو فعال
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 06:58 PM
السلام عليكم
بداية أشكر كاتب الموضوع على هذا الطرح المميز والحساس ،
ولا أشك في أن كاتبه أو ناقله من طلاب العلم لزوما إذ أن هذه المفاهيم والمواضيع الحساسة يصعب علينا نحن العوام استيعابها وإدراكها بحكم جهلنا بالعقائد الإسلامية ...

لذلك دعني أجيبك من واقعي الشخصي قبل أن يمن الله علي وأن أتفقه في أمور عقيدتي خاصة باب الولاء والبراء ...

أخي الحبيب ،
إن هذا الطرح والمفهوم للوطنية قد يتصادم مع الوطنية التي نشأنا عليها وتربينا عليها بل حتى مع التي تنص عليه قوانين الدول المدنية ودساتيرها بما فيها الجزائر وفي غياب الفهم الديني الإسلامي لعقائد الولاء و البراء فلا يلام من ينتفض لمثل هذا ويبقى ينحب حبه للوطن ويصعب عليه الجمع بين حبه لوطنه والولاء والبراء في الله ...

لذلك أخي الفاضل شخصيا وقبل أن يمن الله علي بإدراك مفهوم الولاء والبراء كنت أتمنى ممن يحاورني في الوطنية أن يرشدني ويأخذ بيدي ويفهمني ديني وكيف أجمع بين حبي لموطني الجزائري وبين الولاء والبراء في الله وأن يتحمل جهلي واضطرابي بل يتحمل حمقي إذ أتهم غيري بضعف الولاء (الحمد لله لم أصل لدرجة وصفهم بالخيانة)...

فمن هذا المنطلق فإني أحس تماما بمن ينتفض عندما تحدثه عن عقيدة الولاء والبراء وأفهمه (فهم حقيقي وليس فهم على الطريقة التونسية)...

أخي الكاتب حل هذا الإشكال هو أن تضع محاورك العنيد في مفهوم الوطنية أمام خيارين فتلزمه بالخيار ، لأن أسلوب السرد أعلاه هو دعوي لا ينفع إلا مع طالب الحق وناشده وليس مع متعصب قومنجي أو بعثي أو عربنجي أو أميزغنجي ان صح التعبير...

فالوطنية إذا بمفهومها الذي تنص عليه الدساتير أكيد ستعطي انطباع بضعف الوطنية لمن يعمل في حياته بقاعدة الولاء والبراء...

إذ أن الوطنية مستمدة عموما في تعريفها من تعريف المُواطن والذي هو تعريف فلسفي مضطرب رسى في كثير من الدساتير على ما أقره توماس هوبس وجان لوك و جان جاك روسو .

ومثال ذلك :
القانون الجزائري المواطنون عنده سواء مهما كان جنسهم ودينهم ولونهم وعرقهم ...
لكن الشريعة الإسلامية تعتبرهم سواء ما داموا مسلمين وتستثني غير المسلم من ذاك ...

فبالنظر للتعريفين يمكن بكل بساطة إتهام المسلم بأنه ضيع الولاء لوطنه لأنه سيفضل قطعا مواطن دولة أخرى إن كان مسلما عن مواطن غير مسلم من دولته !!!

مثال آخر ينسف ويبين بوضح معارضة الوطنية بمفهومها الحالي لشرائع الإسلام ...

فمواطنك بالأنظمة الوضعية هو من يقاسمك أرض الدولة والكائن الأساسي في تكوينها أو ما حول هذا من التعريفات الفلسفية...

لكن في الشريعة الإسلامية قد يكون ابن العشيرة و أبن العم بل الأب والأخ ممن لا يشتركون فقط في الأرض والدولة بل في التاريخ والهواء بل في مائدة الغداء سيكون غير المسلم منهم في الشريعة الإسلامية أقل من المسلم حقا ومنزلة ، بل سيدفع الجزية وهو صاغر ويمنع من كثير من ممارساته الدينة ناهيك أنه لا يرث أصلا أسرته بل حتى ديته إن لم يكن حر لاتصل لدية المسلم بل لا يزوج المسلمة ولا يرث أي شبه مسلوب الحقوق المدنية حسب المفهوم الحداثي ....

بالمقابل قد يأتي مسلم من دولة أخرى لا يجمعه بدولة الإسلام أي رابط فيكتسب تلك الحقوق الإسلامية بمجرد الإسلام وهو لا يمت للدولة الإسلامية بأي صلة من صلات المواطنة بمفهومها الحديث.

فهذا المفهوم ينسف مفهوم الوطنية التي أتتنا بها الأنظمة الغربية نسفا تاما .

لذلك ولمجابهة ذلك وجب أن نقول أن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام إن تعارضت مع الوطنية بمفاهيمها الحديثة فهي مرفوضة طولا وعرضا في الإسلام...
والرفض لا يعني الجنوح للعنف في تغييرها أو إدارة الظهر للوطن لكن ببساطة السعي لتكوين المجتمع المسلم فتكون الدولة الإسلامية ثمرة طبيعية إنتهاءا وليس مطلب ابتداءا...

وعندها سيكون أمام المخالف حالتين :
إما أن يُسلِم بهذا كأحد أهم عقائد الإسلام ...
أو يكفر بالولاء والبراء ويختار دين آخر يساوي بين البشر مهما كانت دياناتهم(ومن حسن حظه أن الدستور الجزائري يكفل له حرية الدين وتغيره دون أي مشاكل)...

في الأخير أظن أن الولاء والبراء على الأقل في ظل المفاهيم الحالية للوطنية لا يعني البتة هدم الوطن أو خيانته وانتقاصه بل بالعكس يدفع لخدمته وازدهاره خاصة أن الدولة مسلمة والشعب مسلم ، فحاليا عقيدة الولاء والبراء تدفع في هذا الاتجاه ...

أما من يتشدق بوطنية الأعلام والبهرجات والعواطف الجوفاء فيرد عليه بمعايير الوطنية المختلفة من دولة لأخرى فأيها ياترى أكثر وطنية ؟
و
أضيف عليه استفهام آخر في مسألة الأعلام والرايات ...

يا ترى مثلا من هو أشد ولاءا الآن في سوريا صاحب العلم الأحمر أو الأخضر...

ومن أشد ولاءا في الدول التي تغير أعلامها من بقي على حبه للعلم القديم أم من بقي على حب العلم الجديد...

بل من أشد ولاءا ياترى من يحمل علما آمازيغيا وهو يجتهد في تغيير النظام الفاسد وترسيخ الهوية الجزائرية كاملة و يعبر عن ذلك حتى بإدارة ظهره للنشيد الوطني ...
أم من يحمل علما جزائريا وينتصب له كالتمثال وهو ممعن في الفساد الإداري ونهب مقومات الوطن وسلخه من تراثه ودينه وهويته آمازغية كانت أو عربية مستبدلا إياهما بالفرنسية ...

من أشد ولاءا للوطن ياترى من يجتهد في تحسين النشيد الوطني واختيار كلماته لتوافق رضى الرب أم من يمجد النشيد وإن كان به قسم بغير الله ...

فهل يعقل بعد هذه الإستفهامات أن تُحصر الوطنية في رايات وأعلام و مفاهيم وضعية أملاها علينا آباطرة الفكر الغربي الخارجون من ظلمات الكنيسة ... وفي مفاهيم هم أصلا لم يتفقوا عليها...

العطاء


التعديل الأخير تم بواسطة العطاء ; 04-05-2014 الساعة 07:13 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,109

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    28

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 07:28 PM
في كل مرة تطرح مواضيع من هذا النوع ولا نصل الى اي اتفاق بشأنها ليس هناك تعارض بين الدين والوطن الا من اساء فهم الولاء والبراء فتلك مشكلة افهام سبحان الله هل يحق للرجل المسلم الذي تزوج كتابية فتبرء من دينها ومما تعبد ان يكرهها ويضمر لها الشر ويبخسها حقوقها ابدا لكن له الحق كل الحق بل واجب عليه التبرء من دينها كذلك بالنسبة للابوين المشركين وايضا بالنسبة لابن وطنك والي من احببت في اي ارض شاءت لكن ان تتحالف ضده لالحاق الاذية به فشريعة الله براء من هكذا افكار فكم من اوطان وكم ارواح زهقت باسم الولاء والبراء ؟ هذا كله بسبب جهل فهم هذا المصطلح
لا يستقيم هذا الفهم هناك مفاهيم ليست سطحية حتى نستحضر التعاريف الاصطلاحية كما تفهم ظاهرا ونحاول ممارستها
[SIGPIC][/SIGPIC]
التعديل الأخير تم بواسطة اماني أريس ; 04-05-2014 الساعة 07:30 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
حاليلوزيتش
زائر
  • المشاركات : n/a
حاليلوزيتش
زائر
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 07:45 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
في كل مرة تطرح مواضيع من هذا النوع ولا نصل الى اي اتفاق بشأنها

تحية الاخت اماني

بالعكس اليوم نحن متفقون تماما فالاخ الجيروا مشكورا وضح لنا ان السلفية لا يؤمنون بالوطن كما نوهت قبلا ، وعليه فاليوم الجدل ينتهي لانه وكما يقال وشهد شاهد من اهلها ، اما لمن يعترض على هذا الكلام فيمكنه الرد على الاخ الجيروا ، فهل اخونا الكريم تبلى بكلامه على السلفية ، ام انه مثلي لم يفعل سوى نقل الحقيقة .

تشكري
التعديل الأخير تم بواسطة حاليلوزيتش ; 04-05-2014 الساعة 07:49 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
العطاء
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 01-05-2013
  • الدولة : أوروبا الغربية
  • المشاركات : 324
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • العطاء is on a distinguished road
العطاء
عضو فعال
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 07:58 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاليلوزيتش مشاهدة المشاركة
تحية الاخت اماني

بالعكس اليوم نحن متفقون تماما فالاخ الجيروا مشكورا وضح لنا ان السلفية لا يؤمنون بالوطن كما نوهت قبلا ، وعليه فاليوم الجدل ينتهي لانه وكما يقال وشهد شاهد من اهلها ، اما لم لم يعترض على هذا الكلام فيمكنه الرد على الاخ الجيروا ، فهل اخونا الكريم تبلى بكلامه على السلفية ، ام انه مثلي لم يفعل سوى نقل الحقيقة .

تشكري


أخي الفاضل ،
آعذرني فإني أكتب ردي هذا عليك وأني في ذلك غاية في الحياء فلا أحب التوجه بالخطاب للشخص ...
لقد قلبت هذه الصفحة كلمة كلمة ولم أجد قط كلمة السلفية في الموضوع ...
فكوننا لا نتفق مع منهج ما في جزئية ما لا يعني التحامل عليها...
ما بالك و أن هذه الجزئية غير مستقرة على مفهوم واضح ...
فترادف تارة التطرف والإرهاب ومرة الإنصراف تماما عن السياسة ومرة مجرد متون علمية ومرة الدين الصفي النقي ومرة أحزاب سياسية ...
هذا من جهة ،
من جهة أخرى لا أرى الكاتب قد لا يؤمن بالوطن ...
يارجل حتى الكائنات الحية من ذوات غير الأرواح تؤمن بالوطن فلا عشب الصحاري ينمو في ال الغابات ولا الغابات تنموا في الصحاري ...
ما بالك بالبشر ...

لكنه أشار لجزئية مهمة أن الوطنية في بعض جوانبها ومفاهيم المواطنة في بعض جزئياتها في الدول المدنية الحديثة مخالفة للشريعة الإسلامية ... وهذا لا يخص طائفة من المسلمين دون غيرهم ...
فالولاء والبراء عقيدة مقررة في كتاب المسلمين الأول(القرآن) وهي ترفع وتنقض أحد أهم أسس المواطنة بمفهومها الحداثي وهو تساوي البشر بغض النظر على دينهم ... بالإضافة لما ورد في ردي أعلاه

مرة أخرى أعتذر بشدة على مداخلتي وهذه اللمحة البسيطة .
أخوك ...

العطاء
التعديل الأخير تم بواسطة العطاء ; 04-05-2014 الساعة 08:01 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
حاليلوزيتش
زائر
  • المشاركات : n/a
حاليلوزيتش
زائر
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 08:22 PM
تحية اخي الكريم ، وللامانة فلك كل الحرية في قول ما تشاء فأنت اخ فاضل وانا يسعدني سماع رايك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العطاء مشاهدة المشاركة
أخي الفاضل ،
آعذرني فإني أكتب ردي هذا عليك وأني في ذلك غاية في الحياء فلا أحب التوجه بالخطاب للشخص ...لقد قلبت هذه الصفحة كلمة كلمة ولم أجد قط كلمة السلفية في الموضوع ...



كلامك صحيح اخي لكن ناقل الكلام ...سلفي ، والمنهج المعادي للوطنية الذي يتكلم به المقال هو منهج سلفي ، ومنه انا قلت ذلك الكلام .

اقتباس:

من جهة أخرى لا أرى الكاتب قد لا يؤمن بالوطن ...
يارجل حتى الكائنات الحية من ذوات غير الأرواح تؤمن بالوطن فلا عشب الصحاري ينمو في ال الغابات ولا الغابات تنموا في الصحاري ...
ما بالك بالبشر ...

كلام جميل اخي ولكن يا ليته صحيح ، فحين يقول شخص الوطن فكرة جاهلية ، فهذا يعني انه ليس وطني ، وانت اصلا نوهت للامر سابقا في ردك المهم و المميز .

فالوطنية إذا بمفهومها الذي تنص عليه الدساتير أكيد ستعطي انطباع بضعف الوطنية لمن يعمل في حياته بقاعدة الولاء والبراء (واضيف انا هنا بالمفهوم السلفي لان هناك اجتهادات اخرى لا ترى هذا ) ...ومثال ذلك : القانون الجزائري المواطنون عنده سواء مهما كان جنسهم ودينهم ولونهم وعرقهم ...لكن الشريعة الإسلامية تعتبرهم سواء ما داموا مسلمين وتستثني غير المسلم من ذاك ...

فبالنظر للتعريفين يمكن بكل بساطة إتهام "المسلم " بأنه ضيع الولاء لوطنه لأنه سيفضل قطعا مواطن دولة أخرى إن كان مسلما عن مواطن غير مسلم من دولته !!!


وهنا كلامك يؤكد ان هذه النظية هي نظرة لا وطنية ، اما عن الولاء وا لبراء فكما قلت هنا سابقا ، وكما قلت انت فنحن نفهمه في اطار من اللاتعارض مع مفهوم الولاء و البراء او كما جاء في كلامك "لذلك ولمجابهة ذلك وجب أن نقول أن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام إن تعارضت مع الوطنية بمفاهيمها الحديثة فهي مرفوضة طولا وعرضا في الإسلام..."

اقتباس:
لكنه أشار لجزئية مهمة أن الوطنية في بعض جوانبها ومفاهيم المواطنة في بعض جزئياتها في الدول المدنية الحديثة مخالفة للشريعة الإسلامية ... وهذا لا يخص طائفة من المسلمين دون غيرهم ...فالولاء والبراء عقيدة مقررة في كتاب المسلمين الأول(القرآن) وهي ترفع وتنقض أحد أهم أسس المواطنة بمفهومها الحداثي وهو تساوي البشر بغض النظر على دينهم ... بالإضافة لما ورد في ردي أعلاه

مرة أخرى أعتذر بشدة على مداخلتي وهذه اللمحة البسيطة .
أخوك ...

العطاء

للامانة الاخ عطاء هذا الامر تكلمت فيه كثير وقد طلبت من الاخوة هنا اعطاءنا هذا التعريف للوطنية الذي لا يتعارض ومفهوم السلفي ، لكن لا احد تحرك ، فما اراه هو ادانة للوطنية بالمجمل ، لانه اصلا الوطنية التي يرونها جاهلية ، هي ذاتها الوطنية التي يقرها الدستور ، وعليه فانا نشرت هذه المواضيع ، واتمنى من تطالعها وت طالع الردود التي لتفهم منشأ الكلام ، وااكدلك انك ستجد الخير الكثير فيها لاني وانت متفقان تماما .



هل اذا غيرنا كلمات النشيد الوطني ستقفون لتحية العلم ؟


مغالطة رجل القش .

بدعة العصبية الوطنية والقومية .


مفهوم الوطنية و المواطنة في الدستور الجزائري

وهذا اول موضوع والذي فتح باب هذا الجدل ، لكنه حذف من المنتدى .

السلفية و الوطن





تشكر .






  • ملف العضو
  • معلومات
العطاء
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 01-05-2013
  • الدولة : أوروبا الغربية
  • المشاركات : 324
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • العطاء is on a distinguished road
العطاء
عضو فعال
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 08:42 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاليلوزيتش مشاهدة المشاركة
تحية اخي الكريم ، وللامانة فلك كل الحرية في قول ما تشاء فأنت اخ فاضل وانا يسعدني سماع رايك


كلامك صحيح اخي لكن ناقل الكلام ...سلفي ، والمنهج المعادي للوطنية الذي يتكلم به المقال هو منهج سلفي ، ومنه انا قلت ذلك الكلام .

كلام جميل اخي ولكن يا ليته صحيح ، فحين يقول شخص الوطن فكرة جاهلية ، فهذا يعني انه ليس وطني ، وانت اصلا نوهت للامر سابقا في ردك المهم و المميز .

فالوطنية إذا بمفهومها الذي تنص عليه الدساتير أكيد ستعطي انطباع بضعف الوطنية لمن يعمل في حياته بقاعدة الولاء والبراء (واضيف انا هنا بالمفهوم السلفي لان هناك اجتهادات اخرى لا ترى هذا ) ...ومثال ذلك : القانون الجزائري المواطنون عنده سواء مهما كان جنسهم ودينهم ولونهم وعرقهم ...لكن الشريعة الإسلامية تعتبرهم سواء ما داموا مسلمين وتستثني غير المسلم من ذاك ...

فبالنظر للتعريفين يمكن بكل بساطة إتهام "المسلم " بأنه ضيع الولاء لوطنه لأنه سيفضل قطعا مواطن دولة أخرى إن كان مسلما عن مواطن غير مسلم من دولته !!!


وهنا كلامك يؤكد ان هذه النظية هي نظرة لا وطنية ، اما عن الولاء وا لبراء فكما قلت هنا سابقا ، وكما قلت انت فنحن نفهمه في اطار من اللاتعارض مع مفهوم الولاء و البراء او كما جاء في كلامك "لذلك ولمجابهة ذلك وجب أن نقول أن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام إن تعارضت مع الوطنية بمفاهيمها الحديثة فهي مرفوضة طولا وعرضا في الإسلام..."




للامانة الاخ عطاء هذا الامر تكلمت فيه كثير وقد طلبت من الاخوة هنا اعطاءنا هذا التعريف للوطنية الذي لا يتعارض ومفهوم السلفي ، لكن لا احد تحرك ، فما اراه هو ادانة للوطنية بالمجمل ، لانه اصلا الوطنية التي يرونها جاهلية ، هي ذاتها الوطنية التي يقرها الدستور ، وعليه فانا نشرت هذه المواضيع ، واتمنى من تطالعها وت طالع الردود التي لتفهم منشأ الكلام ، وااكدلك انك ستجد الخير الكثير فيها لاني وانت متفقان تماما .



هل اذا غيرنا كلمات النشيد الوطني ستقفون لتحية العلم ؟


مغالطة رجل القش .

بدعة العصبية الوطنية والقومية .


مفهوم الوطنية و المواطنة في الدستور الجزائري

وهذا اول موضوع والذي فتح باب هذا الجدل ، لكنه حذف من المنتدى .

السلفية و الوطن





تشكر .







أخي الفاضل ،
لقد أخفتني وأنى أرى كل هذا الكم من المعلومات والروابط تهاطلت علي ،وكما يقال بالعمية (حسيت روحي حصلت أو كما نقول الهربة تسلك ...)- للدعابة فقط.

يبدو أنك لم تنتبه أني كنت منقطع منذ مدة عن متابعة ما يجري هنا وحتى لو كنت متابع فليس من عادتي ربط ما أراه مكتوبا أمامي بالكاتب ولا بكتاباته السابقة ولا حتى بتوجهه بل كل ما في الأمر أقرأ الأسطر وأدلو بدلوي وأمضي ...

وفكرتي تدور حول شيء واضح وبسيط...
أنه في خضم تعريف الوطنية والوطن الذي ساقه أباطرة الغرب من مفكرين وفلاسفة على رأسهم روسو وجون لوك وغيرهم فمن الطبيعي أن تكون هناك تعارضات مع الإسلام .

فعندما لا يساوي النظام الإسلامي بين البشر ويأخذ بعين الإعتبار الدين (كمحل للحق و وأدات له وغير ذلك من المصطلحات القانونية ) فهذا يثمر تلقائيا أن الولاء والبراء في الدين الإسلامي وجعل الدين أساس في توزيع الحقوق ينقص من الوطنية بمفهومها الحالي. ولا أرى أي دخل للسلفية أو غيرها من طوائف المسلمين في هذا إذ أنه مقرر بالقرآن وبإجماع كل الطوائف.

أما تعريف الوطنية فالتعريف الحداثي المدني لم يتفق عليه آرباب المنظرين الغربيين وتريد أن نتفق عليه نحن ...!؟

أما تعريفها في الشريعة بكل بساطة هي أن تخدم وطنك وتجتهد في ذلك بما لا يتعارض وتعاليم الإسلام .

هذا الذي قصدته
وجعلني الله وإياك من المواطنين الصالحين المصلحين وألف الله بين الجزائريين أجمعين

العطاء
التعديل الأخير تم بواسطة العطاء ; 04-05-2014 الساعة 08:46 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
حاليلوزيتش
زائر
  • المشاركات : n/a
حاليلوزيتش
زائر
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 09:04 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العطاء مشاهدة المشاركة
أخي الفاضل ،



تحية الاخ عطاء

بالنسبة للروابط فانا نقلتها لكي تفهم السياق التي تنشر فيه هذه المواضيع الان ، فالان في المنتدى هناك نقاش مركزي يدور حول الوطنية وعلاقة السلفية بها ، وعليه وددت تعريفك به ، وايضا لكي تفهم لماذا قلت ذلك الكلام ..


اقتباس:
فعندما لا يساوي النظام الإسلامي بين البشر ويأخذ بعين الإعتبار الدين (كمحل للحق و وأدات له وغير ذلك من المصطلحات القانونية ) فهذا يثمر تلقائيا أن الولاء والبراء في الدين الإسلامي وجعل الدين أساس في توزيع الحقوق ينقص من الوطنية بمفهومها الحالي. ولا أرى أي دخل للسلفية أو غيرها من طوائف المسلمين في هذا إذ أنه مقرر بالقرآن وبإجماع كل الطوائف.

أما تعريف الوطنية فالتعريف الحداثي المدني لم يتفق عليه آرباب المنظرين الغربيين وتريد أن نتفق عليه نحن ...!؟

أما تعريفها في الشريعة بكل بساطة هي أن تخدم وطنك وتجتهد في ذلك بما لا يتعارض وتعاليم الإسلام .
هذه اخي احد المشاكل التي عالجتها في مواضيعي السابقة ، وهو الادعاء ان الولاء والبراء لا يمكن الا ان يفهم كنقيض للوطنية ، بينما تصوري ان هذا موجود في الطرح السلفي فقط ، اما بالنسبة للاجتهادات الاخرى (مثلا ما قدمه الامام محمد عبده ) فالوطنية لا تتعارض مع الولاء و البراء ، وعليه فنحن نقول انه ليس بالضرورة ان ننقض الوطنية بإسم الدين ، لان الدين لا ينقض الوطنية ، واضفت على هذا الكلام ان اصرار السلفية على نقض الوطنية بإسم الدين ، هو اصرار منهم على الخيانة ، فمادام هناك مجال لفهم يزيل هذا التعارض الظاهري فلما الاصرار على البقاء على ذلك المفهوم المضاد الا اذا كان الامر هوى ، وليس حقا .


اما عن تعريف الوطنية الذي قلت انه حداثي وغير معترف به ، فهذا اخي تعريف من وحي الدستور ، الدستور الذي وافق عليه الشعب ، فهل حظرتك ضد ما يريد الشعب (طبعا قد تقولي لي انه يمكن يتغير ، وانا معك ، لكن حين يتغير يكون لكل حادث حديث ، )) اما و الحال كما هو الان فليس على الجميع سوى قبول ذلك التعريف ، والذي هو بالمنسبة تعريف مقبول و منصف ، لان اي تعريف ووفق التصور السلفي هو تعريف باطل ، وانت نفسك اشرت للامر ، بالقول اننا اذا اعتبرنا كل مسلم هو مواطن ، فنحن نفتح الباب لكل المسلمين في العالم ليلجوا بلدنا ، فيما نحن سنعادي كل غير المسملين من المواطنين

اقتباس:
مثال آخر ينسف ويبين بوضح معارضة الوطنية بمفهومها الحالي لشرائع الإسلام ...

فمواطنك بالأنظمة الوضعية هو من يقاسمك أرض الدولة والكائن الأساسي في تكوينها أو ما حول هذا من التعريفات الفلسفية...

لكن في الشريعة الإسلامية قد يكون ابن العشيرة و أبن العم بل الأب والأخ ممن لا يشتركون فقط في الأرض والدولة بل في التاريخ والهواء بل في مائدة الغداء سيكون غير المسلم منهم في الشريعة الإسلامية أقل من المسلم حقا ومنزلة ، بل سيدفع الجزية وهو صاغر ويمنع من كثير من ممارساته الدينة ناهيك أنه لا يرث أصلا أسرته بل حتى ديته إن لم يكن حر لاتصل لدية المسلم بل لا يزوج المسلمة ولا يرث أي شبه مسلوب الحقوق المدنية حسب المفهوم الحداثي ....

بالمقابل قد يأتي مسلم من دولة أخرى لا يجمعه بدولة الإسلام أي رابط فيكتسب تلك الحقوق الإسلامية بمجرد الإسلام وهو لا يمت للدولة الإسلامية بأي صلة من صلات المواطنة بمفهومها الحديث.

فهذا المفهوم ينسف مفهوم الوطنية التي أتتنا بها الأنظمة الغربية نسفا تاما .
ومن هنا اخي ومن هذا الباب وكي لا ندمر وطننا بتفاسير لاعقلانية ، فنحن نرفظ هذا المفهوم اللاوطني للولاء والبراء ، ونرفض هذه الادانة للوطنية ، ونرفض المذهب السلفي من الاساس لانه مذهب غير قادر على التجاوب مع متطلبات العصر فهو وبدل ان يتطور ويلائم المفاهيم الحديثة ، يريد منا هدم دولنا و العودة للقرون السحقة ، وهذا ليس معقولا طبعا .

تشكر اخي
  • ملف العضو
  • معلومات
العطاء
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 01-05-2013
  • الدولة : أوروبا الغربية
  • المشاركات : 324
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • العطاء is on a distinguished road
العطاء
عضو فعال
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 09:31 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاليلوزيتش مشاهدة المشاركة



تحية الاخ عطاء

بالنسبة للروابط فانا نقلتها لكي تفهم السياق التي تنشر فيه هذه المواضيع الان ، فالان في المنتدى هناك نقاش مركزي يدور حول الوطنية وعلاقة السلفية بها ، وعليه وددت تعريفك به ، وايضا لكي تفهم لماذا قلت ذلك الكلام ..




هذه اخي احد المشاكل التي عالجتها في مواضيعي السابقة ، وهو الادعاء ان الولاء والبراء لا يمكن الا ان يفهم كنقيض للوطنية ، بينما تصوري ان هذا موجود في الطرح السلفي فقط ، اما بالنسبة للاجتهادات الاخرى (مثلا ما قدمه الامام محمد عبده ) فالوطنية لا تتعارض مع الولاء و البراء ، وعليه فنحن نقول انه ليس بالضرورة ان ننقض الوطنية بإسم الدين ، لان الدين لا ينقض الوطنية ، واضفت على هذا الكلام ان اصرار السلفية على نقض الوطنية بإسم الدين ، هو اصرار منهم على الخيانة ، فمادام هناك مجال لفهم يزيل هذا التعارض الظاهري فلما الاصرار على البقاء على ذلك المفهوم المضاد الا اذا كان الامر هوى ، وليس حقا .


اما عن تعريف الوطنية الذي قلت انه حداثي وغير معترف به ، فهذا اخي تعريف من وحي الدستور ، الدستور الذي وافق عليه الشعب ، فهل حظرتك ضد ما يريد الشعب (طبعا قد تقولي لي انه يمكن يتغير ، وانا معك ، لكن حين يتغير يكون لكل حادث حديث ، )) اما و الحال كما هو الان فليس على الجميع سوى قبول ذلك التعريف ، والذي هو بالمنسبة تعريف مقبول و منصف ، لان اي تعريف ووفق التصور السلفي هو تعريف باطل ، وانت نفسك اشرت للامر ، بالقول اننا اذا اعتبرنا كل مسلم هو مواطن ، فنحن نفتح الباب لكل المسلمين في العالم ليلجوا بلدنا ، فيما نحن سنعادي كل غير المسملين من المواطنين


ومن هنا اخي ومن هذا الباب وكي لا ندمر وطننا بتفاسير لاعقلانية ، فنحن نرفظ هذا المفهوم اللاوطني للولاء والبراء ، ونرفض هذه الادانة للوطنية ، ونرفض المذهب السلفي من الاساس لانه مذهب غير قادر على التجاوب مع متطلبات العصر فهو وبدل ان يتطور ويلائم المفاهيم الحديثة ، يريد منا هدم دولنا و العودة للقرون السحقة ، وهذا ليس معقولا طبعا .

تشكر اخي



أخي الفاضل
أني أحترم وجهة نظرك تماما رغم أني غير موافق لك فيها وهذه هي الطباع البشرية الإختلاف في وجهات النظر.
والدستور الجزائري هل في رأيك يعتبر غير وطني من يعارض أحد بنوده ...
طبعا لا وإلا لكان مصير من صوت بلا بعد إقرار الدستور هي الإعدام بتهمة الخيانة .
الدستور عند إقراره لتسير وفقه الدولة المدنية حيث أن النصوص الدستورية كما هو معلوم أقوى نص قانوني على الإطلاق في الدولة، والعمل بمقتضى الدستور لايعني البتة أن تكون متفقا معه.
فإن اتفقنا في هذا فإن عدم التسليم بتعريف للوطنية سواءا في الدستور أو غيره ليس بأمر ذي أهمية فالعبرة في نهاية المطاف بكيفية خدمة الوطن كما بينت في أول رد لي ...

بالمقابل أتمنى أن نحترم أيضا وجهة نظر القرآن والإسلام إذ يرتب الحقوق على أساس الدين ، فهو يناقض تعريف المواطنة من هذه الناحية وليس يعني أنه يخرج الشخص من الاوطنية للوطنية (CATALA, Par Francoi Terre).

فالدستور يقول لافرق بين المواطنين ولايفرق بينهم لا دين و لاجنس ...
والقرآن والإسلام (انتبه وليس السلفية أو الخلفية) يقول أنه يوجد فرق بين المسلم وغير المسلم بل فروقات بلغت الحقوق والواجبات ومعاني تمس مشروعية الحقوق يعني فرق جوهري في مفهوم الدولة المدنية وينسف تماما مبادى الدولة المدنية أو الليبيرالية.

وأريدك أن تركز معي جيدا أخي الغالي قلت القرآن من لا يسواي بين البشر وليس طائفة أو مصلح أو عالم .

أظن أنه الآن سيكون من الجيد أن تسلم بأحد الشيئين أن الإسلام لا يصلح كشريعة للدولة ...
أو تقول أحترم هذه الشريعة وتدعو معنا في الثلث الأخير من الليل أن يوفقنا يوما ما لإقامتها بالطرق السلمية
العطاء

التعديل الأخير تم بواسطة العطاء ; 04-05-2014 الساعة 09:43 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
تأمل عقل
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,869
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • تأمل عقل will become famous soon enough
تأمل عقل
مشرف سابق
رد: حقيقة الوطنية كفكرة جاهلية
04-05-2014, 09:44 PM
الوطنية في الجزائر خاصة لم تكن أبدا بديلا عن الروح الإسلامية ،والشعور بالإنتماء للدين الحنيف، بل كانت الوسيلة الممكنة التي اجتمع حولها الجزائريون بمختلف نزعاتهم ،بعد أن كانوا في صراعات فكرية ايديولوجية ،فلايمكن جعل الوطنية جاهلية بل لبنة حضارية في مرحلة زمنية معينة،اذا كان الغرب خاصة اوروبا تجاوزت فكرة الوطنية للقارية ، الوطنية هي الحل العملي لواقع اجتماعي سياسي عاشته المجتمعات في مراحل من حياتها.
الأفكار الشمولية صحيحة نظريا ،لكنها في العصر الحديث والمعاصر فشلت،لكن فكرة الوطن والمواطنة والوطنية لازالت عندنا اساس بناء الدولة المة بدلا من الدولة القيلة.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 10:23 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى