تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
تأملات قرآنية
09-06-2014, 02:20 PM


تأملات قرآنية

من المنزلقات الخطيرة التي قد يقع فيها المدافعون عن الحضارة الإسلامية هو سقوطهم في فخّ القبول بمصداقية دلالات المصطلحات العامة بمفهومها الغربي وإسقاط نظرتها المعيارية على الحالة الإسلامية وإخضاعها لمقرّراتها انهزاما أمام الإرهاب النفسي الذي يمارسه [ الحداثيون ] باحتكارهم لمفاهيم العلمية والموضوعية والحضارة والمدنية والعقل وغيرها من المصطلحات العامة التي تزخر بها الحياة الأدبية في هذه السنوات .
فالمعلوم أنّ النظرة المعيارية الغربية هي نظرة نفعية محضة لا تلقي بالا للمبادئ الإنسانية والقيم الروحية والخلقية فهي معايير مادية صرفة لا تهتمّ إلاّ بالقوة المادية ومدى المعارف والخبرات التقنية وقدرات الإنتاج وأشكاله وقد أسهمت هذه النظرة في إذكاء شعور الاستعلاء الذي يتميّز به الغربيون في نظرتهم إلى الشعوب الأخرى التي انهارت حضاراتها أو تلك التي لم تزل متأخّرة عن ركب التقدّم المادي
إنّ التقدّم الحضاري في الإسلام هو نتيجة وليس غاية
فليس الهدف هو عمارة الارض من أجل إشباع الرغبات الجسدية والعيش عيشا سهلا مريحا يعطي شعورا بالغطرسة والتجبّر
لكن الهدف هو إقامة مدنية فاضلة تحقّق الغاية من وجود الإنسان وتعطيه شعور بالطمأنينة والانسجام مع الكون
تلك الغاية التي بيّنها ربّنا جلّ وعلا في مواضع كثيرة من كتابه المبين
فقال : [وما خلقت الإنس والجنّ إلاّ ليعبدون ]
وقال أيضا : [ وإذ قال ربّك لملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة ]
وقال في موضع آخر : [ هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم عيها ]
فالظاهر من هذه الآيات أنّ القرآن الكريم قد أسّس لمفهوم حضاري شامل يشمل كافة أنواع النشاط الإنساني ويستغرقها لتحقيق الغاية من الوجود وهي تحقيق مفهوم العبادة والتوحيد من خلال مظهري الإستخلاف والعمارة
والظاهر من إستقراء مفهوم الإستخلاف في القرآن الكريم أنه هو مناط الإختبار وهو المجال الذي تعمل فيه السنن الكونية ويظهر فيه التميّز الحضاري أمّا مظهر العمارة فهو مفهوم يأتي تبعا لمفهوم الإستخلاف ويظهر ذلك جليا في
قوله تعالى : [وإلى ثمود أخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب ( 61 ) ) ]
قال العلامة القرطبي : [واستعمركم فيها أي جعلكم عمارها وسكانها . قال مجاهد : ومعنى استعمركم أعمركم من قوله : أعمر فلان فلانا داره ; فهي له عمرى . وقال قتادة : أسكنكم فيها ; وعلى هذين القولين تكون استفعل بمعنى أفعل ; مثل استجاب بمعنى أجاب . وقال الضحاك : أطال أعماركم ، وكانت أعمارهم من ثلاثمائة إلى ألف . ابن عباس : أعاشكم فيها . زيد بن أسلم : أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه فيها من بناء مساكن ، وغرس أشجار . وقيل : المعنى ألهمكم عمارتها من الحرث والغرس وحفر الأنهار وغيرها ]
فالأمر جاء بتحقيق العبادة وبيان أنّ الله جلّ وعلا قد أنشأنا من هذه الارض واستعمرنا فيها لينظر ما نصنع ولهذا قال [ فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب ]
ولعلّ في هذا الأمر إشارة لطيفة من الإشارات القرآنية إلى سنة من السنن الكونية قال الله فيها : [وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ]
وفي هذا يقول عبد الله ابن العباس رضي الله عنه : [قال ابن عباس : إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم : فأمان قبضه الله إليه ، وأمان بقي فيكم ، قوله : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) ]
ومفهوم الإستخلاف يهيء النفس البشرية على تقبل الشرائغ وتطبيق مقرّراتها فالإنسان لا يملك التصرّف في الارض تصرّفا مطلقا با هو يتصرّف بمقتضى الوحي ولهذا إفتتح الله سورة الملك بقوله : [( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ( 1 ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ]
وفي هذا يقول الطبري رحمه الله : [يعني بقوله تعالى ذكره : ( تبارك ) : تعاظم وتعالى ( الذي بيده الملك ) بيده ملك الدنيا والآخرة وسلطانهما ، نافذ فيهما أمره وقضاؤه ( وهو على كل شيء قدير ) يقول : وهو على ما يشاء فعله ذو قدرة لا يمنعه من فعله مانع ، ولا يحول بينه وبينه عجز . وقوله : ( الذي خلق الموت والحياة ) فأمات من شاء وما شاء ، وأحيا من أراد وما أراد إلى أجل معلوم ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) يقول : ليختبركم فينظر أيكم له أيها الناس أطوع ، وإلى طلب رضاه أسرع ] فهذه النظرة المتكاملة إذن تهيّء الإنسان لتحقيق وظيفته وهو يشعر بالمسؤولية في كلّ خطوة يخطوها في تحقيق مظهري العمارة والإستخلاف وقد وعد الله عزّ وجلّ عباده الذين يحقّقون هذا المفهوم بالنصر على أعدائهم وحكم الأرض فقال : [ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ]
قال أهل التفسير : [ الأرض = الجنة ]
وقال جلّ وعلا : [وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ]
قال ابن كثير رحمه الله : [هذا وعد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم . بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض ، أي : أئمة الناس والولاة عليهم ، وبهم تصلح البلاد ، وتخضع لهم العباد ، وليبدلن بعد خوفهم من الناس أمنا وحكما فيهم ، وقد فعل تبارك وتعالى ذلك . وله الحمد والمنة ]
يقول الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله : [ كان ظهور المدنية الإسلامية بروحها ومظاهرها وقيام الدولة الإسلامية بشكلها ونظامها في القرن الأوّل لهجرة محمد صلى الله عليه وسلم فصلا جديدا في تاريخ الأديان والأخلاق وظاهرة جديدة في عالم السياسة والإجتماع إنقلب به تيار المدنية واتجهت به الدنيا اتجاها جديدا ]
وقال أيضا : [ صارت طباع الناس وعقولهم تتغيّر وتتأثّر بالإسلام من حيث يشعرون ومن حيث لا بشعرون كما تتأثر طبيعة الإنسان والنبات في فصل الربيع وبدات القلوب العاصيى الجافة ترق وتخشع وبدأت مباديء الإسلام وحقائقه تتسرب إلى أعماق النفوس وتتغلغل في الأحشاء وبدأت قيمة الأشياء تتغير في عيون الناس والموازين القديمة تتحول وتخلفها الموازين ... ]
ويقول : [ وكذلك العالم اليوم رغم اتساعه وتوفر وسائل السفر والإنتقال من مكان إلى مكان واتصال الشعوب بعضها ببعض أضيق بأهله منه بالأمس قد ضيّقته المادية التي لا تنظر إلاّ قدّامها ولا تؤمن إلاّ بفائدة صاحبها ولا تعرف غير العكوف على الشهوات وعبادة الذات وقد خنقته الأثرة التي لا تسمح لإثنين بالعيش في إقليم واسع والوطنية الضيّقة التي تنظر إلى كلّ أجنبي شزرا وتجحد له كلّ فضل وتحرمه من كلّ حق
ثمّ ضيّق خناق هذه الحياة المادية المسيطرون السياسيون الذين يحتكرون وسائل الحياة والرزق والقوت ويضيّقون هذه الحياة على من شاؤوا ويوسعونها على من شاؤوا ويبسطون الرزق - زعموا - على من شاؤوا ويقدّرونه لمن شاؤوا فاصبحت المدن الواسعة اضيق من جحر ضب واصيح الناس غي بلادهم في شيه حجر كحجر السيف
]
ويقول : [ القرآن وسيرة محمد صلى الله عليه وسلم قوتان عظيمتان تستطيعان أن تشعلا في العالم الإسلامي نارا الحماسة والإيمان وتحدثا عي كلّ وقت ثورة عظيمة على العصر الجاهلي وتجعلا من أمة مستسلمة متخاذلة ناعسة أمة فتية ملتهبة حماسا وغيرة وحنقا على الجاهليى وسخطا على النظم الجائرة ]
ختاما لا يسعني إلاّ أن أدعو القاريء الكريم إلى التدبّر في قوله عزّ وجل : [كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: تأملات قرآنية
11-06-2014, 01:38 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


تأملات جميلة ليت الذين يبحثون في بعث الحضارة الإسلامية و التمكين لها يدركون أن ذلك كله جزاء ومنحة ووسيلة و ليس غاية أصلية و شرطه واضح في قوله عز وجل "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون "
(الإيمان والعمل الصالح) وفي الحديث (الرجوع للدين)

وبعد التمكين كان ماذا ؟
"الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور"
(يعبدونني لايشركون بي شيئا) (إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر)
فعندما تجتمع الغاية والوسيلة هناك فقط تبعث الحضارة و يحصل التمكين

بورك فيك وقلمك أخي الكريم
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:50 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى