علي بلحاج... من العشوائية السياسية للنضج السياسي
05-01-2015, 02:15 PM
علي بلحاج يطلق اليوم تصريح ناري لجريدة الخبر يقول فيه التغيير يكون باشراك النظام تفاديا لحرب جديدة.
مؤكد الكثير ممن قرأ هذا التصريح اصيب بالدهشة خاصة وانه تصريح يخرج من رجل عرف عنه معارضته الدائمة للنظام وثبات موقفه, فماذا حدث حتى يصرح بمثل هكذا تصريح يتناغم ومع مبادرة الافافاس ومع ما يتمناه النظام؟
اللذين تستهويهم نظرية المؤامرة اكيد سيذهب تفسيرهم مباشرة ان النظام استطاع ان يهادن بلحاج وانه اتفق مع السلطة وتراجع عن كل مواقفه وان النظام استعمل الرجل لضرب مبادرة احزاب المعارضة وتفتيت شملها ودفعها للعودة لحضن النظام راكعة, ولهؤلاء نقول ان تفسيركم فارغ من الحقيقة لان الرجل كان بامكانه في اي وقت ان يهادن السلطة وكانت السلطة مستعدة ان تحقق له ما يشاء مقابل التنازل خاصة بسنوات التسعينات وبداية الالفية الثانية عندما كان النظام باسوأ حالاته ولكنه كان يرفض وبقى ثابت على مواقفه وفضل المواجهة على التنازل متمسكا بعقيدته الراسخه.
لاشك ان المبادرة التي طرحها الافافاس عن الاجماع الوطني والتي تتجاوز كثيرا ادراك وفهم باقي التكتلات السياسية المتلهفة للوصول للسلطة مهما كانت الوسائل هي التي غيرت من اتجاهات الرجل , فاطلاع علي بلحاج وحزبه على بنود ماجاء بوثيقة الافافاس واقتناعه بهذه البنود ووكذلك التجارب الفاشلة بكل دولنا الاسلامية والتي كان سببها الاسلام السياسي المتعطش للسلطة والتي بسببها دخلت هذه الدول بفوضى هو ما دفع علي بلحاج من تغيير مواقفه المتزمته ويتحول خطابه لاكثر ليونه متماشيا ومع ضروف المرحلة الحالية, وهذا مانسميه بالنضج السياسي, فالرجل بعد كل هذه السنوات من المواجهة والاعتقالات والسجن لابد انه وصل لمرحلة النضج السياسي وبدأ يفهم ان السياسة والتغيير لهما قوانينهما وليس عمل عشوائي يعتمد على مجرد خطابات دينية تدغدغ مشار الناس البسطاء.
لم يبقى لنا سوى الانتظار لنسمع رد فعل احزاب المعارضة المتكتلة تجاه ماقاله علي بلحاج والذي مؤكد صوته يعلو على اصوات كل هذه الاحزاب بين الشعب وسنرى ان كانت ستلتحق بمبادرة الاجماع الوطني ام ستثبت على مواقفها وتضيع على نفسها وعلى الوطن فرصة للتغيير السلمي السلس؟
مؤكد الكثير ممن قرأ هذا التصريح اصيب بالدهشة خاصة وانه تصريح يخرج من رجل عرف عنه معارضته الدائمة للنظام وثبات موقفه, فماذا حدث حتى يصرح بمثل هكذا تصريح يتناغم ومع مبادرة الافافاس ومع ما يتمناه النظام؟
اللذين تستهويهم نظرية المؤامرة اكيد سيذهب تفسيرهم مباشرة ان النظام استطاع ان يهادن بلحاج وانه اتفق مع السلطة وتراجع عن كل مواقفه وان النظام استعمل الرجل لضرب مبادرة احزاب المعارضة وتفتيت شملها ودفعها للعودة لحضن النظام راكعة, ولهؤلاء نقول ان تفسيركم فارغ من الحقيقة لان الرجل كان بامكانه في اي وقت ان يهادن السلطة وكانت السلطة مستعدة ان تحقق له ما يشاء مقابل التنازل خاصة بسنوات التسعينات وبداية الالفية الثانية عندما كان النظام باسوأ حالاته ولكنه كان يرفض وبقى ثابت على مواقفه وفضل المواجهة على التنازل متمسكا بعقيدته الراسخه.
لاشك ان المبادرة التي طرحها الافافاس عن الاجماع الوطني والتي تتجاوز كثيرا ادراك وفهم باقي التكتلات السياسية المتلهفة للوصول للسلطة مهما كانت الوسائل هي التي غيرت من اتجاهات الرجل , فاطلاع علي بلحاج وحزبه على بنود ماجاء بوثيقة الافافاس واقتناعه بهذه البنود ووكذلك التجارب الفاشلة بكل دولنا الاسلامية والتي كان سببها الاسلام السياسي المتعطش للسلطة والتي بسببها دخلت هذه الدول بفوضى هو ما دفع علي بلحاج من تغيير مواقفه المتزمته ويتحول خطابه لاكثر ليونه متماشيا ومع ضروف المرحلة الحالية, وهذا مانسميه بالنضج السياسي, فالرجل بعد كل هذه السنوات من المواجهة والاعتقالات والسجن لابد انه وصل لمرحلة النضج السياسي وبدأ يفهم ان السياسة والتغيير لهما قوانينهما وليس عمل عشوائي يعتمد على مجرد خطابات دينية تدغدغ مشار الناس البسطاء.
لم يبقى لنا سوى الانتظار لنسمع رد فعل احزاب المعارضة المتكتلة تجاه ماقاله علي بلحاج والذي مؤكد صوته يعلو على اصوات كل هذه الاحزاب بين الشعب وسنرى ان كانت ستلتحق بمبادرة الاجماع الوطني ام ستثبت على مواقفها وتضيع على نفسها وعلى الوطن فرصة للتغيير السلمي السلس؟
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله








