دعما لمسابقة قلم الشروقي الدعوية: استعداد أهل الإلحاد لشهر المحنة والأصفاد
09-06-2014, 06:08 PM
دعما لمسابقة قلم الشروقي الدعوية:
استعداد أهل الإلحاد لشهر المحنة والأصفاد
استعداد أهل الإلحاد لشهر المحنة والأصفاد
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
بارك الله في الأخت الفاضلة:" مسلمة" على مبادرتها الرائعة التي تستحق كل تشجيع، وأحتسب عملها ومشاركة كل واحد منا – ولو بالتشجيع والدعاء -: يدخل تحت قوله تعالى:[ وفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ]، رزق الله الجميع الإخلاص والقبول.
كنت أود المشاركة بموضوع خاص لي، لكن:" كثرة الشواغل والصوارف": منعتنا من التفرغ لذلك، ولعل الله ييسر لنا ذلك إن طال زمن المسابقة، ووجدنا متسعا من الوقت لتدبيج موضوع خاص.
ومن باب:" ما لا يدرك كله :لا يترك جله "، وبعد اطلاعي على موضوع الأخ الفاضل:" سميع الحق" الأول في المسابقة تحت عنوان:" قال لي هشام: لماذا لا تقدمون آذان المغرب بساعة؟"، وقد عالج فيه:" إشكالية المتبجحين بانتهاك حرمة الصيام": ممن:" اتخذوا دينهم هزوا ولعبا؟؟؟"، ولأن هؤلاء من صنف:" المنكرين لشرائع الدين: بلسان الحال أو المقال، أو بهما معا؟؟؟": رأيت من المناسب:" نشر موضوع مكمل ومتمم لموضوع الأخ الفاضل:" سميع الحق" بما أننا على مشارف دخول شهر:" رمضان" المبارك، هذا الموضوع يشرح:" نفسية وسلوك" هؤلاء القوم مع شهر:" الصيام والقيام"، فإليكموه:
استعداد أهل الإلحاد لشهر المحنة والأصفاد
مشى أبو الإلحاد إلى بيته غارقا في هلوساته كديدنه, حين تسللت رائحة نفاذة إلى خياشيمه، وسرعان ما بدأت تستثير فيه عوالم كامنة في أعماقه, رغم أنه استمر في شروده، كأنه منفصل عن هذا العالم.
تداعت مع ذلك الشذى ذكريات الطفولة الحالمة إلى عقله، ما أغرب أمر حاسة الشم؟، لقد نقلته فجأة في نفق عابر للسنين إلى أيام الصبا الأولى، ربما كانت الخياشيم هي: المنفذ الأمثل للسفر عبر الزمن.
حملته الرائحة الزكية التي لم يتبينها بعد؟؟؟ إلى مطبخ أمه حيث تجمعت الجارات لإعداد الحلوى لاستقبال مناسبة سعيدة.
ها هو يعود من المدرسة جائعا, يلقي محفظته، ويهرع مسرعا ليذوق حلوى بمذاق اللوز والسمسم وماء الورد:(قلب اللوز المحشي), سال لعابه حين تمثلت حلوى رمضان مغموسة في العسل أمام عينه:(زلابية بوفاريك).
فجأة: انتبه من شروده، وتسمر في مكانه كمن نزلت به مصيبة. قال يحدث نفسه:" حلوى رمضان؟، يا للهول؟؟؟, لقد عاد رمضان, كيف مرت سنة بهذه السرعة؟"، عندها وصل إلى باب بائع الحلوى, وجده يصفها في الأطباق, تماما كما كانت أمه تصنع مع جاراتها. وقف هنيهة يهمّ أن يقول شيئا, فمد إليه البائع قطعة، وقال:" ذق هذه"، أخذها ووضعها في فمه, فشعر بها تذوب كأنها قطعة سكر, تذكر أيام رمضان, تذكر التمر والحلوى, وتذكر صبيان الحارة وحالهم في آخر ليلة من شعبان.
رأى نفسه عبر جدار السنين: يترقب مع أخيه وأصحابه الهلال في شوق, حتى إذا رأوه انصبوا كالسيل عبر الأزقة والحارات مبتهجين: كل يسعى أن يكون أول من يبث البشرى:" رمضان, رمضان, رأينا الهلال, هلال رمضان".
توقف لحظة عن التفكير، وسأل نفسه:" أين اختفت تلك الفرحة العارمة؟، لماذا حافظ عليها الناس من حولهن وضيعها هو؟".
سأل البائع:" متى يحل رمضان؟"، فأجابه:" الأسبوع المقبل: إن شاء الله".
طار صاحبنا من الفزع, ومشى كالسهم يريد اللحاق برفاق:" الجرب والجذام"، ليبثهم شكواه، وليستشيرهم في ملمته - على الأقل -: صار له على الشبكة بيت يؤويه.
كان يود أن يسألهم عن شيء أهم من هذا، إنه أمر مخجل أن يكون لرمضان كل هذا الأثر عليه بعد سنوات الإلحاد العجاف، لكنه يعلم أنه ليس وحده.
إن جحافل:" التنوير اللاديني" في ديار الإسلام: لا تبغض زمانا قدر بغضها لشهر الصيام.
دخل بيته، وجلس إلى حاسوبه، افتتح موضوعه في:" قسم الاستشارات" بأنامل مرتعشة، ثم كتب العنوان:" أرشدوني, باغتني رمضان دونما استعداد، فماذا أصنع؟"، ثم استرسل يتتبع أفكاره، ويبث إخوانه شكواه:" أيها الزملاء, لم أكد أنسى نكد رمضان الفائت حتى أطل علينا من جديد, جاءكم شهر الجوع والعطش, شهر ترفرف عليه رايات التعبد، والصلوات والأذكار, جاءكم شهر يزحزحكم من قمة الإلحاد وكبريائه إلى حضيض النفاق وريائه, أيها الزملاء, لقد استخفيت العام الفائت بالطعام والشراب حتى استحييت, بل إن رمضان انقضى، وبقيت أياما لا آكل إلا بعد أن أوصد الأبواب, وأجتهد ألا يسمع لي صوت، فكنت أبلع الطعام، ولا أكاد أمضغه، لقد أصابتني عقدة رمضان, وهاهو على الأبواب، فما العمل؟؟؟".
مضت دقائق، فانهالت الردود على صاحبنا, وشعر أنه نطق على لسان كثير من زملائه.
كتب أحدهم:" أيها الزميل, هون عليك, أوصيك بالصبر، فنحن في زمان غربة, واملآ الجيب باللوز والسكر, واختل بنفسك في الحمام بين الفينة والأخرى، لتختلس لقيمات وجرعات تقيم أودك, حافظ على إلحادك، واجتهد أن تبقى حيا, وإياك والدخان، فإن الفتوى بتحليله للصائم: لم تلق القبول الذي نتمناه بعد, وإن أمنت الأخطار فعليك بالتبغ الممضوع, واغسل فمك جيدا بالنهار قبل أن تبرز للناس, وتصنّع الإعياء, وأقل الكلام, وأظهر الترقب قبيل الغروب والفرح عند الإفطار, وإياك والمشوي والمقلي أول النهار, واقنع بما لا رائحة له حتى يدنو الليل, وإياك والأكل عند الشرفات والناس صيام, و لا تنس إسدال السُّتر, وأنعم بالقبو ملاذا للمتنور المنبوذ, فاجعله واحة تهرب إليها من شهر الجوع والأصفاد, وهيئ فيه ما لذ وطاب من زكي المطاعم وبارد الشراب".
ثم عقب عليه زميل غاضب قائلا:" اخرس يا جبان, ألهذا القدر يرعبك رمضان؟، تأكل طعام نفسك، وتستخفي من الناس؟، بئس أهل التنوير أنتم, تتطايرون كالفراش في الشبكة، وتنزلقون إلى الأقبية والجحور كالجرذان, متى تبرزون للناس وأنتم على هذا الهوان؟.
أما أنا، فلا أستخفي، ولا آكل إلا على مرأى من الناس".
فأجابه ثالث:" يا فيلسوف, أنت في سيدني فممن تخاف؟، هل ستخاف أن تجرح مشاعر الكنغر الأسترالي؟، تعال هنا حيث سنغرق في بحار من الصائمين, ثم أرنا جراءتك".
بدا:" أبو الإلحاد الرقمي": كالمستجير من الرمضاء بالنار, ولم يجد في أكثر الردود إلا بعض المسكنات, لكنها لم تهبه الجواب الشافي الذي يستأصل هذا الشعور الغريب الذي ينتابه؟؟.
إنه يشعر بالاشمئزاز من رمضان الذي صوره له الإلحاد وأهله, ويكاد يشعر بالشوق والحنين إلى رمضان الذي نشأ على الفرح بمقدمه، والاحتفاء بشعائره.
يا ترى:هل هو الوحيد بين أقرانه من يشعر بأن الإلحاد: يحجزه عن النظر إلى هذا الشهر بتجرد؟؟؟.
طفق صاحبنا يقلب البصر في الردود حتى وقع على جواب لأحد الزملاء: نزل على رؤوس القوم كالصاعقة المحرقة, والغريب أنه أحد كبارهم؟؟؟.
لم يدر كيف يصنف كلامه، لكنه جمع أشتاتا من الأسئلة والهواجس التي تتنازعه، فسلكها في نسق واحد.
أحس:" أبو الإلحاد" بعدها أنه يكاد يقترب من فهم سر الحاجز الذي يفصل في نفسه بين نكهة حلوى رمضان ولذة ذكرياته, وبين الرعب والضيق الذي كاد يغص به حين أدرك أن الشهر يكاد يطرق بابه. إنه خيط الإلحاد الذي يحيط بعنقه ويخنقه.
كتب الزميل:" أيها المتنورون, يا من تسيرون وسط المؤمنين: كأنكم مجذومون, تسترون إلحادكم كما يستر المؤمن عورته, وتنزوون في هذه المنتديات الكالحة: ينظر بعضكم إلى بعض كأنكم من كوكب آخر؟؟؟.
طبعا إنكم تعيشون وسط المسلمين, من يستمع إليكم يحسبكم ما اكتشفتم هذا إلا الساعة!؟؟، أفيقوا من سكرتكم, إنكم أنتم أنفسكم لستم في أعين الناس حولكم سوى مسلمين, انظروا إلى أسمائكم الحقيقية, وتناسوا معرفاتكم الطنانة, أنت:" إبراهيم أحمد" ولست:" سبينوزا", وأنت يا:ط نيتشه" العربي, أليس اسمك:" عبد الغفور سلامة؟"، وأنت يا:" تروتسكي"، ألست:" عبد الرحمن سليمان؟". إني أعرفكم واحدا واحدا، و دعونا نصارح بعضنا بعضا, إنكم:" حزب النفاق" لا:" حزب التنوير".
تخافون من رمضان؟، هل نسيتم حالكم قبل شهور؟, ألم تفرحوا بالكريسمس؟. ترى كم ملحدا أقعى ليلتها تحت الشجرة؟.
قلتم هي:" فرصة للفرح"، وإنما هي تقاليد اجتماعية؟؟؟.
عجبا لكم تفرحون لشيء لا وجود له على أرضكم، ويكاد يصيبكم الجنون لموسم يفرح فيه آباؤكم وذووكم؟؟؟.
أنتم فاشلون بكل المقاييس, خصوصا مقاييس التنوير الذي تتشدقون به.
إن كان هذا الشهر بغيضا إليكم، فلِم لمْ تستطيعوا أن تقنعوا من حولكم بما ترونه؟؟؟.
تجلسون هنا في هذا العالم الوهمي تتباكون كالأطفال, كأن رمضان سيختفي بعدها من الوجود, أشعر بالتقزز من سلبيتكم القاتلة.
أما لو سألتموني، فإني أفرح لقدوم رمضان, إني أنغمس وسط الناس, وأستمتع بوقتي, ألا ترون أن زملائنا من:" شياطين الفن": يؤدون عملا إيجابيا خلافا لكم, إنهم:" فرسان الفضائيات، ومهندسو المسلسلات", إنهم يسلسلون الألوف المؤلفة في البيوت, ويغسلون أدمغتهم في مكر بالغ كما يصنعون طيلة الوقت خصوصا في رمضان, ربما يملك هؤلاء فرصة لقهر هذا الشهر الذي يخيفكم, أما أنتم فقد استمرأتم العويل والصياح.
تخافون من الجوع والعطش؟، ومن ذا الذي حال بينكم وبين ما تشتهون؟، أم تريدون أن تأكلوا في الطرقات؟، ثم ماذا يكون بعدها؟، هل ستزحزحون بذلك شهرا من شهور السنة، فيتبخر في الهواء؟. أف لكم: لستم سوى شرذمة من الأغمار.
أنتم لا تشعرون بالخطر الحقيقي الذي يشكله رمضان, إنه يغربلكم غربلة، ويهدم في أيام ما تبنونه في سنة, أين اختفى كثير من الزملاء؟.
أين القبطان التائه؟.
أين المتشكك؟.
أين سبيل الحقيقة؟.
ألم يختفوا قبل رمضان الماضي؟.
إنكم تشهدون نقصان أمركم كل ساعة, إن هذا الشهر شهر ارتداد الزملاء, إنه شهر نقصان الإلحاد, إنه موسم الحساب السنوي لكم أيها المهرجون, وقصارى همكم الطعام والشراب, ألا تمتد أبصاركم لترى العالم وراء بطونكم؟؟؟.
ما زالت أمامكم فرص التخفي في بحر من عوام المسلمين, ستقضون الساعات في المقاهي في لعب الورق, ستمضون الليالي في التسكع في الطرقات, لكن ذلك لن يدوم لكم, إن مجتمعاتكم تمور بحركة دينية لا تكاد تهدأ, إن الحشود تنفض من حولكم، وتعود رويدا رويدا إلى تدين يشمل سائر مناحي الحياة, وكلما جاء رمضان اشتد الخناق عليكم, ويوما ما - وأراه قريبا -: ستقفون أفذاذا في العراء, حينها لن تهتموا كثيرا بغسل أفواهكم من بقايا الطعام الذي تلتهمونه خلسة ورهبة من الناس, لأنهم سيسألونكم:" لماذا لا نراكم معنا في صف الصلاة؟؟؟".
إلى ذلك الحين استمتعوا بحربكم الكلامية يا:" رفقاء الجرب والجذام"، وتنعموا بالحلوى، فإني لا أرى فيكم لبيبا, وأبشركم أني سأراجع نفسي, فلم ينلني منكم إلا العنت ونقصان العقل, لذا أقر مرة أخرى أني أفرح برمضان, ومن يدري؟؟؟, ربما يهب حياتي معنى بعدما صارت كأنها صحراء يباب منذ عرفتكم, فسحقا لكم، وليتني لم أعرف أحدكم يوما من دهري".
قرأ:" أبو الإلحاد الرقمي": هذا الكلام اللاذع مرارا, وشعر أن الطفل فيه يحثه أن يفرح برمضان كما كان يصنع أيام براءته, ثم عاد فندم أنه كتب الموضوع ابتداء, لقد تعكر صفو المنتدى بهذا الجواب الذي نزلت حروفه على القوم كالحراب المسننة, إنه زميل آخر يتساقط أمام أعين أقرانه كما تتساقط أوراق الخريف, يبدو أن مغامرة الإلحاد قد انتهت لديه بهذه المشاركة.
تمنى صاحبنا في قرارة نفسه لو كان صاحب تلك الكلمات القوية, لكنه يأبى أن يفرط بسهولة في مذهب التنوير, إنه سيجتهد أن يمر عليه رمضان بسلام, وسيزحف على الأرض كما صنع طوال تلك السنين, ويؤجل جواب الأسئلة الكبيرة إلى حين.
تقبلوا تحيتي. ثنميرت.









، فأوقفت مشاركتها، لأنها غير موافقة على موقف عمها الأمازيغي المسلم لموافقته على نشر:" سلسلة أبي الإلحاد الرقمي" الموفقة توفيقا فائقا.gif)
استمتعت بسلسلتك لانني كنت اظنها تستهدف ملحدين من خارج البيت الازرق فلما استنتجت انها تستهدف وهما ملحدين بيننا حينها ادركت ان عمو الامازيغي اخطأ السايبل la cible فاصبحت كلما رايتها اتعجب اكثر واكثر واقول يعني ما شاء الله مع تلك الهمة والمستوى والرصانة التي تبدو عليه- واقولها صدقا ليس ابتزازا ولا استهزاء - مع ذلك يظن تلك الظنون الخطيرة باخ او اخوة معه في المنتدى ثم يقول من لا يجد في نفسه شيئا من تلك المنشورات فلماذا يغتاض
وقفة انيقة هنا لكنها للاسف ليست موفقة فقط موفقة عند من يرى ان العالم اختصر في منتدى الشروق والنصر والفتح المبين للعالم اكتمل عنده
فاحسن الظن يا عمو الامازيغي ومن يدري الدنيا دوارة قد اكون من صاحبات الفضل يوما من الايام ويمن الله علي بنعمة اتباع المرجعية التي يتبعها عمو ويوزع علي اوسمة الفضل والفضيلة بسخاء واكون سندا في نشر العلم والمنهج القويم خاصة وان هناك نعمة ما من الله ان حباني بكاريزما فكرية تسمح باختلاس الاذهان

.gif)

