البيان بالدليل لما في نصيحة الرفاعي والبوطي من الكذب الواضح
06-11-2008, 10:07 AM
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :
فقد اطّلعت على ورقات كتبها من سمّى نفسه يوسف بن السيد هاشم الرفاعي ، بعنوان : " نصيحة لإخواننا علماء نجد " . وقدم لها الدكتور / محمد سعيد رمضان البوطي ، ومضمون هذه النصيحة هو الحثّ على التخلّي عن التمسُّك بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، والأخذ بأقوال الفرق الضالّة التي حذّرنا الله سبحانه وتعالى منها، بقوله تعالى :
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
، وقوله :
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
، وقوله تعالى :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
، وحذّر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسّكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
[ أخرجه من حديث العرباض بن سارية : أبو داود : كتاب السنة، باب ( 6 ) ، رقم ( 4607 ) ، ( 5 /12 ) . والترمذي : كتاب العلم، باب ( 16 ) ، رقم ( 2681 ) ، ( 5 / 44 ) . وابن ماجه : كتاب المقدمة، باب ( 1 ) ، رقم ( 42 ) ، ( 1 / 30 ) ] وفي رواية :
وكل ضلالة في النار
[ أخرجها النسائي من حديث جابر بن عبد الله في : كتاب العيدين باب ( 22 ) ، رقم ( 1577 ) ، ( 2 / 209 ) ] ، وبقوله صلى الله عليه وسلم :
إنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة
[ أخرجه مسلم من حديث جابر : كتاب الجمعة، باب ( 13 ) ، رقم ( 2002 ) ، ( 3 / 392 ) . ونحوه أخرجه النسائي برقم ( 1577 ) ] ، وبقوله صلى الله عليه وسلم :
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا؛ كتاب الله وسنتي
[ أخرجه بهذا اللفظ : مالك في الموطأ ] .
إن الرفاعي والبوطي يدعوان إلى ترك ذلك كله، والأخذ بما عليه بعض الفرق الضالة المنحرفة، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :
وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلُّها في النار إلا واحدة
[ هذا الحديث مشهور محفوظ، ورد من طرق كثيرة عن عدد من الصحابة، وصححه كثير من العلماء واعتنوا به رواية ودراية، قال عنه شيخ الإسلام في الفتاوى ( 3 / 345 ) : " الحديث صحيح مشهور في السنن والمسانيد " . ومن رواياته : رواية معاوية رضي الله عنه : أخرجها أحمد برقم ( 17061 ) ( 5 / 779 ) . وأبو داود : كتاب السنة، باب ( 1 ) ، رقم ( 4597 ) ، ( 5 / 7 ) ] ، وهذه الواحدة هي الفرقة المتمسِّكة بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بخلاف غيرها من قبورية وصوفية وجهمية ومعتزلة وغيرهم، وهذا الافتراق هو الذي سبّب التناحر والشقاق بين الأمة .
والبوطي والرفاعي يريدان للأمة البقاء على هذا الافتراق تحت مظلة اسم الإسلام، ولقد تذكرت بتآمرهما هذا على من تمسك بالسنة وترك البدعة قول الشاعر :
ذَهَبَ الرجالُ المُقتدى بفعالهم والمنكـــرون لكـــل فعــل مُنكــرِ
وبقيـتُ فـي خُـلْفٍ يُزكِّ بعضهم بعضًــا ليــدفع مُعـورٌ عـن معـور
وأقول : لماذا خصّا علماء نجد بنصيحتهما هذه، مع أن المتمسكين بالسنة - والحمد لله - كثيرون في أقطار الأرض وفي مختلف البلاد ؟ ما ذاك إلا ليوهما الأغرار أن أهل نجد أهل شذوذ وخروج عن الحق، على قاعدة من يرى أن كل متمسِّك بالحق فهو متطرِّف !
ولكن هذا لا يضير، فالحق واضح يراه كل بصير، وأما أعمى القلب فلا حيلة فيه، فحاله في عدم رؤية الحق، كحال أعمى البصر في عدم رؤيته لضوء الشمس؛ كما قال الشاعر :
وقُل للعيون الرُّمدِ للشمس أعينٌ ســواك تراهـا فـي مغيـب ومطلـع
وســـامح عيونًـا أطفـأ اللـه نورهـا بأهوائهــــا لا تســتفيقُ ولا تعــي
وقال الآخر :
قد تنكرُ العينُ ضوءَ الشمس من رمدٍ وينكــرُ الفــمُ طعـمَ المـاءِ مـن سـقم
وإذا كانا يغاران على الأمة الإسلامية - كما زعما - فلماذا لا يحذِّرانها من البدع والانحرافات التي تفرِّقها، وتصدُّها عن سبيل الله، وتقضي على وحدتها وقوَّتها ؟ وخذ مثلا عن عجرفة هذا البوطي في مقدمته لتلك النصيحة؛ لتستدل به على مبلغ ما عنده من العلم، حيث قال في صفحة 19-20 يخاطب علماء نجد : ( وإذًا لأقلعتم عن ترديد تلك الكلمة التي تظنُّونها نصيحة، وهي باطل من القول، وتحسبونها أمرًا هينًا وهي عند الله عظيم، ألا وهي قولكم للحجيج في كثير من المناسبات : إياكم والغلو في محبة رسول الله . ولو قلتم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم
[ أخرجه من حديث عمر ، البخاري في : كتاب الأنبياء، باب ( 48 ) ، رقم ( 3445 ) ، ( 6 / 583 ) ] لكان كلامًا مقبولًا، ولكان نصيحة غالية ) . هذا كلامه بنصه، وقد بخل فيه أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكره، وعاب على أهل السنة إنكارهم للغلو الذي أنكره الله بقوله تعالى :
يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ
، وأنكره النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله :
وإياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو
[ أخرجه من حديث ابن عباس : أحمد : برقم ( 1851 ) ، ( 1 / 574 ) . والنسائي في : كتاب المناسك، باب ( 217 ) ، رقم ( 3057 ) ، ( 3 / 296 ) . وابن ماجه في : كتاب المناسك، باب ( 63 ) ، رقم ( 3029 ) ، ( 3 / 476 ) ] . ثم ما الفرق بين الغلو والإطراء الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه ؟ إن معناهما واحد، إلا عند البوطي ؛ اختراعًا من عنده، حمله عليه الحقد والبغضاء لأهل الحق .
والحمد لله أنه لم يجد على أهل الحق ما يعابون به سوى هذه الكلمة التي زعمها باطلًا وهي حق .
الشيخ صالح الفوزان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :
فقد اطّلعت على ورقات كتبها من سمّى نفسه يوسف بن السيد هاشم الرفاعي ، بعنوان : " نصيحة لإخواننا علماء نجد " . وقدم لها الدكتور / محمد سعيد رمضان البوطي ، ومضمون هذه النصيحة هو الحثّ على التخلّي عن التمسُّك بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، والأخذ بأقوال الفرق الضالّة التي حذّرنا الله سبحانه وتعالى منها، بقوله تعالى :
إن الرفاعي والبوطي يدعوان إلى ترك ذلك كله، والأخذ بما عليه بعض الفرق الضالة المنحرفة، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :
والبوطي والرفاعي يريدان للأمة البقاء على هذا الافتراق تحت مظلة اسم الإسلام، ولقد تذكرت بتآمرهما هذا على من تمسك بالسنة وترك البدعة قول الشاعر :
ذَهَبَ الرجالُ المُقتدى بفعالهم والمنكـــرون لكـــل فعــل مُنكــرِ
وبقيـتُ فـي خُـلْفٍ يُزكِّ بعضهم بعضًــا ليــدفع مُعـورٌ عـن معـور
وأقول : لماذا خصّا علماء نجد بنصيحتهما هذه، مع أن المتمسكين بالسنة - والحمد لله - كثيرون في أقطار الأرض وفي مختلف البلاد ؟ ما ذاك إلا ليوهما الأغرار أن أهل نجد أهل شذوذ وخروج عن الحق، على قاعدة من يرى أن كل متمسِّك بالحق فهو متطرِّف !
ولكن هذا لا يضير، فالحق واضح يراه كل بصير، وأما أعمى القلب فلا حيلة فيه، فحاله في عدم رؤية الحق، كحال أعمى البصر في عدم رؤيته لضوء الشمس؛ كما قال الشاعر :
وقُل للعيون الرُّمدِ للشمس أعينٌ ســواك تراهـا فـي مغيـب ومطلـع
وســـامح عيونًـا أطفـأ اللـه نورهـا بأهوائهــــا لا تســتفيقُ ولا تعــي
وقال الآخر :
قد تنكرُ العينُ ضوءَ الشمس من رمدٍ وينكــرُ الفــمُ طعـمَ المـاءِ مـن سـقم
وإذا كانا يغاران على الأمة الإسلامية - كما زعما - فلماذا لا يحذِّرانها من البدع والانحرافات التي تفرِّقها، وتصدُّها عن سبيل الله، وتقضي على وحدتها وقوَّتها ؟ وخذ مثلا عن عجرفة هذا البوطي في مقدمته لتلك النصيحة؛ لتستدل به على مبلغ ما عنده من العلم، حيث قال في صفحة 19-20 يخاطب علماء نجد : ( وإذًا لأقلعتم عن ترديد تلك الكلمة التي تظنُّونها نصيحة، وهي باطل من القول، وتحسبونها أمرًا هينًا وهي عند الله عظيم، ألا وهي قولكم للحجيج في كثير من المناسبات : إياكم والغلو في محبة رسول الله . ولو قلتم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
والحمد لله أنه لم يجد على أهل الحق ما يعابون به سوى هذه الكلمة التي زعمها باطلًا وهي حق .
الشيخ صالح الفوزان
من مواضيعي
0 رسالة خطيرة لولاة الأمر من محكم جزائري لمسابقة القرآن الكريم الدولية في ايران
0 القرضاوي يحرم المظاهرات ضد الرئيس مرسي
0 مرحلة جديدة من الصراع بين الجيش وبوتفليقة على مشارف رئاسيات 2014
0 الجيش الحر يستولي على مركز لـ الشبيحة في حمص و المفاجأة
0 الكشف عن ممر سري لعبور مقاتلي الصدر الشيعة للقتال في سوريا
0 إيران تحرّف في خطاب مرسي بحذف اسمي أبوبكر وعمر وتقحم كذبا البحرين في الربيع العر
0 القرضاوي يحرم المظاهرات ضد الرئيس مرسي
0 مرحلة جديدة من الصراع بين الجيش وبوتفليقة على مشارف رئاسيات 2014
0 الجيش الحر يستولي على مركز لـ الشبيحة في حمص و المفاجأة
0 الكشف عن ممر سري لعبور مقاتلي الصدر الشيعة للقتال في سوريا
0 إيران تحرّف في خطاب مرسي بحذف اسمي أبوبكر وعمر وتقحم كذبا البحرين في الربيع العر
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن يوسف ; 06-11-2008 الساعة 10:17 AM










