فصل لتعليم الإلحاد
15-10-2014, 03:19 PM
فصل لتعليم الإلحاد
أحس:" أبو الإلحاد الرقمي" بالحنق الشديد على زملائه
![4](images/smilies/1 (4).gif)
![10](images/smilies/1 (10).gif)
![19](images/smilies/1 (19).gif)
![2](images/smilies/1 (2).gif)
أطفأ السراج وشرد بعيدا, بدا كأنه يسترد شريط أيامه, أحس أنه عاد طفلا
![12](images/smilies/1 (12).gif)
![15](images/smilies/1 (15).gif)
تذكر:" مادة الجغرافيا" حتى خيل إليه أنه يسبح في أنهار الصين، ويتسلق جبال الهيملايا، ويتجول في غابات الأمازون, تصور أنه ينظر إلى قطعان الغنم في الأرجنتين، ويتسلى بمشاهدة أسراب البطريق في القطب الشمالي, تخيل ذلك كله، وتمنى لو يعود كما كان بريئا سعيدا
![16](images/smilies/1 (16).gif)
![8](images/smilies/1 (8).gif)
تنهد كأنه يتحسر على صفاء تلك الأيام الخالية
![5](images/smilies/1 (5).gif)
![5](images/smilies/1 (5).gif)
ماذا لو قيل له:" صف لنا الموقع الجغرافي لإلحادك يا أبا الإلحاد؟". فتح عينيه وهمهم:" لا بد أن هذا المذهب العقلاني المتنور يقع في واد سحيق بين المجازفة والتهور, أو في أخدود غائر بين الشكوك والظنون, وربما أفضى بمنتحله -إن أخفق في بلوغ بر الأمان- إلى ما يشبه ما ظنه القدماء حافة العالم.
إن:" الإلحاد": جزيرة جرداء تسبح فوق مستنقع من الظنون والهواجس والشكوك, إنها:" مكان فظيع": يحده اليأس شمالا، والقنوط جنوبا، والحيرة شرقا، والاضطراب غربا
![14](images/smilies/1 (14).gif)
لاشك عندي في دقة هذه الإحداثيات، ف:" زعماء الإلحاد وقسسه": يحطون رحالهم إما:" في مستشفيات المجانين
![19](images/smilies/1 (19).gif)
![10](images/smilies/1 (10).gif)
تذكر كيف كتب:" إسماعيل أدهم":" لماذا أنا ملحد
![15](images/smilies/1 (15).gif)
امتعض:" أبو الإلحاد الرقمي" من هذا النفاق البين:" ياله من مخاتل كذاب
![3](images/smilies/1 (3).gif)
![5](images/smilies/1 (5).gif)
إنه يعلم هذا كله الآن، ويخشى أن يبوح بشيء منه لأحد، إنه يصارح نفسه، لأنه يفكر بعقل طفل, إنها لحظات صفاء نادرة يسترسل فيها:" أبو الإلحاد الرقمي" مع شكوكه, ويكاد يصرخ بما لا يكاد يهمس به عادة, إنه يدفع إلى ذلك دفعا, فقد هجره الأقران, وقلاه الخلان, ونبذوه كالحذاء البالي, وأوصدوا في وجهه أبواب منتديات:" الجرب والجذام", فماذا يصنع إن لم يطلق لافكاره العنان
![5](images/smilies/1 (5).gif)
![5](images/smilies/1 (5).gif)
![3](images/smilies/1 (3).gif)
يجب أن يجتاز هذه المحنة بسلام, إنه يحب الحياة, فكيف ينتحر
![5](images/smilies/1 (5).gif)
![8](images/smilies/1 (8).gif)
يجب عليه أن يجد لنفسه حلا، لقد أصبح بالفعل على حافة الإفلاس الفكري, ودخل فيما يشبه الركود الكبير, هل هو مقبل على الجنون
![5](images/smilies/1 (5).gif)
![3](images/smilies/1 (3).gif)
![14](images/smilies/1 (14).gif)
تذكر:" مادة التاريخ", تذكر الحضارات البائدة, والممالك العظيمة, والمدن العامرة, تذكر الإنسان القديم, إنسان الكهوف الذي روض الوحوش, وتساءل:
" لماذا لم يخل زمان من دين
![5](images/smilies/1 (5).gif)
و:" لماذا لم تخل مدينة من معبد
![5](images/smilies/1 (5).gif)
و:" لماذا لا ينفك مجتمع بشري عن إيمان
![5](images/smilies/1 (5).gif)
و:" من أين جاءت كل هذه الأديان
![5](images/smilies/1 (5).gif)
أحس بجحافل جيش الشك تزحف على رأسه، وأحس بهواجس الظنون تراود عقله, وخشي إن استسلم أن تستولي دولة الإيمان على زمام نفسه, فتقلب في فراشه يدافع شكوكه, ويتخيل فصولا أخرى لعلها تزكي كفره، وترسخ إلحاده
![8](images/smilies/1 (8).gif)
تذكر:" مادة الأحياء"، وندم أنه لم يدرس:" التطور" في صباه, فهو على كثرة ما سمع وقرأ عن:" التطور": ما يزال يشعر أنه لغز كبير محير
![5](images/smilies/1 (5).gif)
تخيل زملاءه في صورة:" فايروسات إلكترونية متطورة": تحمل الأفكار الإلحادية، وتترقب الفرصة المواتية لإخراجها من حيز القوة إلى حيز الفعل, ومن العالم الافتراضي إلى العالم الأرضي, تذكر كيف يتسترون في مكر بإلحادهم، ولا يبوحون به إلا في منتديات:" الجرب والجذام
![3](images/smilies/1 (3).gif)
![16](images/smilies/1 (16).gif)
![3](images/smilies/1 (3).gif)
![8](images/smilies/1 (8).gif)
لقد نسفت:" الداروينية": أوهام الكرامة البشرية الأصيلة ووضعت حدا لاستعلاء فرد واحد من الأسرة الحيوانية على أقرانه
![16](images/smilies/1 (16).gif)
ما دام الجميع يرجع إلى سلف مشترك, ففيم:" الفخر بالأحساب والتعالي بالأنساب
![5](images/smilies/1 (5).gif)
![3](images/smilies/1 (3).gif)
تصور كثيرا من الملاحدة الافتراضيين: يتلونون تلون الحرباء، وينقنقون نقيق الضفادع، ويبثون أفكارهم التنويرية في مكر ودهاء، ولا يكاد يسمع لهم إلا فحيح
![2](images/smilies/1 (2).gif)
تخيل شعر القرود: يتساقط وظهورها تستقيم، وذيولها تندثر شيئا فشيئا، لتلتحق بركب الإنسانية, تخيل الزرافة: تمد رقبتها في طموح, فهي لا تقنع بالثمار الدانية, بل تشرئب إلى العلياء حتى صار عنقها بهذا الطول العجيب. يحيا التطور.
![16](images/smilies/1 (16).gif)
تخيل:" مدرس الكيمياء
![15](images/smilies/1 (15).gif)
![16](images/smilies/1 (16).gif)
تذكر:" فصل العربية", وتذكر المعلقات والمقامات, وتذكر الشواهد القرآنية، امتعض من المدرس الذي كان يرى: أن الإسلام مبتدأ وخبر, وأنه فاعل مرفوع
![14](images/smilies/1 (14).gif)
![2](images/smilies/1 (2).gif)
عجبا كيف يكون منهج من:" الماضي" فاعلا في:" المضارع
![5](images/smilies/1 (5).gif)
إن الإسلام يتصور أن يجتاح أعاصير عصور ما بعد الحداثة, وعواصفها الهوجاء التي تسلط عليه بسلام, لكن هيهات, نحن في زمان ما بعد الحداثة
![3](images/smilies/1 (3).gif)
إن هؤلاء القوم: لا يرون حقائق دينهم إلا مصدرة:" بحروف التحقيق", ولا يراها هو إلا في جوار:" حروف الشك والمقاربة". إنه يحب السلام والتسامح، و الإسلام أقام بنيانه على "الفتح".
لكن أين:" موقع الإلحاد" من العربية
![5](images/smilies/1 (5).gif)
![19](images/smilies/1 (19).gif)
![10](images/smilies/1 (10).gif)
الإلحاد لا يحيا – للأسف- إلا مصدرا:" بحروف النفي", إذا كان الإلحاد استفهاما, فإنه استفهام استنكاري: لا ريب في ذلك، إنه فكر لا يرجى له مستقبل إلا في أحضان:" لعل" و:"عسى".
الإلحاد:" جملة اعتراضية"، و:" خبر محذوف".
يبدو أن هذا:" المذهب المنبوذ": قد ابتلي بكل:" حروف العلة". الإلحاد في ديار الإسلام: كلمة لا محل لها من الإعراب
![3](images/smilies/1 (3).gif)
الإلحاد دين:"المفرد والمثنى": تنتحله شرذمة منبوذة, تضاف إليها كل الأوصاف الدنيئة والأفعال الناقصة.
لهذا كله: يسعى كثير من الزملاء إلى كسر كبرياء هذه اللغة المؤمنة بتوجيه سهام النقد اللاذع إليها, إن:" حزب التنوير": يفضل اللغات الأجنبية، و اللهجات العامية على العربية
![16](images/smilies/1 (16).gif)
تخيل:" أبو الإلحاد الرقمي": ذلك كله، وتساءل في قرارة نفسه: "هل سيأتي يوم: ينعم فيه الإلحاد العربي بالازدهار في أحضان لغات لا تعامله بمنطق الفتح والكسر والضم والجر
![5](images/smilies/1 (5).gif)
حينها: بدأ يحس بالنوم يسري في أوصاله، وسرعان ما شرع في الشخير
![19](images/smilies/1 (19).gif)
تقبلوا تحيتي.
ثنميرت.