كما تكونوا يولى عليكم ... للنقاش
10-10-2009, 12:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن اطلعت على مشاركة ولي أمر المنتدى في موضوع " من ترشح لنيل لقب أفضل مسؤول في تاريخ الجزائر "
اقتباس:
|
لو نظرنا الى نص الحديث " كما تكونوا يولى عليكم" لوجدنا أنفسنا كذلك سيئين لأنه لا يمكن أن يخرج مسؤول حسن من مجتمع - عمومه - سيئ وهذا مصداقا للآية الكرية " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا" احيانا من الضروري الرجوع الى ذواتنا لنعرف هل نحن أفضل من غيرنا حتى ولو كانوا مسؤولين؟
|
وجدت فكرة عارضت تفكيري لكنها مدعومة بحديث "كما تكونوا يولى عليكم" فأردت البحث ولاستزادة ...
بعد البحث وجدت أن الحديث ضعيف ويعارض أحاديث صحيحة كحديث كلمة حق عند سلطان جائر وأن التاريخ يروي عكس ذلك ... (ليس هذا هو المقصود من الموضوع)
بعد البحث وجدت أن الحديث ضعيف ويعارض أحاديث صحيحة كحديث كلمة حق عند سلطان جائر وأن التاريخ يروي عكس ذلك ... (ليس هذا هو المقصود من الموضوع)
إن ما شدني هو أحد المقالات الذي يبين كاتبه كيف تتستر بعض المفاهيم السلبية خلف نصوص دينية تؤثر بالتالي على حكمنا على الأشياء ... وأخذ الحديث السابق كمثال
انتقيت لكم مقاطع من المقال ...
.....
كثيرة هي الأحاديث الضعيفة التي مررت "مفاهيم سلبية" وحصنتها خلف قداسة النص النبوي وصارت هذه المفاهيم مقدسة بدورها، والتجرؤ على نقاشها صار مثل الخوض في حقل ألغام تاريخية ودينية.. رغم أن الأمر كله في أساسه مبني على ما لا يمكن البناء عليه: مجرد حديث "ضعيف".
من هذه الأحاديث حديث "كما تكونوا يولى عليكم".. وهو حديث ضعيف ولم يخرجه إلا الديلمي ولم يصححه أحد من علماء الحديث ولست بصدد ذكر ما قاله العلماء في السند أو المتن.. كما أني لست بصدد ذكر ما قاله بعض المختصين فيما يتعلق بالصياغة اللغوية للحديث المخالفة للسان العرب والمشهور في قولهم فيما يتعلق بحذف النون من الفعل "تكونوا"، لكني أودّ أن أذكر أن هذا الحديث صار جزءا من العقلية التي تربينا عليها: عقلية عدم محاسبة الحاكم أو ولي الأمر.. عقلية تجعلنا مستعدين لتقبل أخطائه وكوارثه على أساس أن لدينا نحن أيضا مساوئ وخطايا حتى لو كانت من نوع آخر.
صحيح أن بعض من يستعمل "الحديث" يهدف إلى أن يبدأ الناس بإصلاح أنفسهم كخطوة أولى.. لكن هذا في واقع الأمر يشبه الدخول في حلقة مفرغة: فإصلاح المجتمع يتطلب دوما القيام بخطوات قد يرفضها ويحبطها "ولي الأمر" السيئ الذي تولى أمرنا لأننا نستحق ولايته – بحسب فكرة الحديث الضعيف-.. (لا أعتقد أني بحاجة إلى أمثلة وشواهد هنا للتوثيق ).
.....
من ناحية أخرى، التاريخ يكذب هذه السنة المزعومة، فالناس الذين تولى عليهم عمر بن عبد العزيز –كمثال لا خلاف عليه لولي الأمر الصالح- هم ذاتهم الذين تولى عليهم من سبقه ومن خلفه.. لم يتغيروا.. ولا يمكن الزعم أن الناس تغيروا بمجرد إعلان البيعة لخليفة جديد.
الشيء ذاته ينطبق على حكامنا المتعاقبين في التاريخ المعاصر: فهم ليسوا سواء في ( الخير أو الشر!) ولا يمكن التصور أن شعوبنا قد تغيرت (إلى الأفضل!) بمجرد سماعها "البيان رقم واحد"..
لا أنفي هنا أهمية التغيير الشامل والتغيير من القاعدة فذلك لا خلاف عليه وهذا لا يعني أن معادلة التغيير الشامل يجب أن تقصي دور القائد وتركز على الجمهور فحسب.. ولكن عملية التغيير الشاملة معقدة وتشمل البنيتين الفكرية والاجتماعية وتشمل أيضا القائد الذي قد يشارك في قدح زناد التغيير.
مقولة "كما تكونوا يولى عليكم " -والتي أنتجت بدورها مقولات أخرى تقدم المعنى نفسه بلغة معاصرة- تسطح كل ذلك وتشوهه وتقدم تفسيرا جاهزا لكل ما يفعله الحكام وأولياء الأمور.. وتقدم بالتالي تبريرا لأفعالهم بحجة أن الأمر "سنة إلهية"!
كيف انتشرت مقولة كهذه رغم معارضتها لأحاديث صحيحة (حديث كلمة حق عند سلطان جائر، وحديث تغيير المنكر، على سبيل المثال لا الحصر) بل وآيات قرآنية كثيرة تحث على التغيير؟ كيف صارت مقولة كهذه جزءا من منظومة التفكير وهي تنسب له عليه الصلاة والسلام الذي كانت كل حياته نموذجا يدحض هذا المفهوم؟
لا ريب أن بعض المؤسسات التي استفادت تاريخيا من مفاهيم سلبية كهذه كان لها –ابتداء- دور في الترويج لمثل هذه الأفكار.. لكن هناك عاملا آخر أزعم أنه أقوى وأكثر تأثيرا من ذلك: إنه العامل السلبي الموجود في النفس الإنسانية الذي سُمي في علم النفس بعامل الانحياز للسلبNegativity biases والذي يفسر الكثير من الظواهر الإنسانية المعروفة.
مفهوم سلبي كمفهوم (كما تكونوا يولى عليكم ) يقدم لمعتنقيه راحة وأمانا مزيفين: إنه يقنعهم أن لا داعي لمساءلة الحاكم لأنه في النهاية جزءٌ من سنة إلهية.. جزء من العقوبة الإلهية التي يستحقها الناس، ولذلك فالمواجهة معه خاسرة حتما حسب هذه المفهوم (من يجرؤ على مواجهة السنن!؟) ما لم يتم إصلاح الطرف الأول من المعادلة المزعومة، وعندما يتم ذلك فالمواجهة لن تحدث لأن المفهوم يوحي بأن ولي الأمر سيصلح تلقائيا (سيتوب مثلا، أو سيموت بنوبة قلبية ويخلفه من هو أفضل..).
لا أدعو هنا إلى "الثورة" بمعناها السطحي المستهلك والذي خلط عندنا للأسف بمفهوم الانقلاب، بل أدعو أولا إلى ثورة ضد مفاهيم كهذه أولا، لأنها المادة الخام لكل مظاهر الاستبداد، لأنها تقدم التربة الخصبة التي تجعل أي مستبد (سواء تخفى خلف العلمانية أو الديمقراطية أو الإسلام) يستبد أكثر وأكثر.
سؤالي هنا هو: هل شعوبنا سيئة لهذه الدرجة لتنال ما نالته؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فلم لا يكون هذا قد حدث نتيجة لتسلط هؤلاء الحكام، وليس تسلط الحكام هو الذي نتج عن سوء الشعوب؟
بل لماذا لا تكون الشعوب سيئة لوجود هذه المفاهيم أصلا، ووجود من يكرسها ويروج لها بدلا من أن يحاول استئصالها وينزع زورها المنسوب إليه عليه أفضل الصلاة والسلام..؟
.....
انتهى ولمن أراد قراءة المقال كاملا
تحياتي للجميع ...
وأستطيع أن أخبركم -أعضاء المنتدى- أنكم لستم سيئين فكما تكونون يولى عليكم cupidarrow مداهنة cupidarrow
وأستطيع أن أخبركم -أعضاء المنتدى- أنكم لستم سيئين فكما تكونون يولى عليكم cupidarrow مداهنة cupidarrow
نصيحة قيمة:
على كل قارئ لهذا الموضوع أن يعرج على مشاركات الأستاذ "اليعقوبي" فيه ... فإنها والله درر
على كل قارئ لهذا الموضوع أن يعرج على مشاركات الأستاذ "اليعقوبي" فيه ... فإنها والله درر
إن الوسطية الإسلامية كما تتجلى من خلال المراجعة التاريخية هي مقام عقدي وتشريعي وأخلاقي
ينأى بالمسلمين عن عقائد النصارى واليهود
وقد انصب جهد علماء وحكماء المسلمين على اختلاف مذاهبهم على بيان خط الوسط وصونه من أن ينحرف،
ولم يمنع هذا بروز نزعات التطرف والطائفية الفكرية والعقدية في الأمة المسلمة،
لكن الغلبة كانت دائما لنهج الاعتدال والتوسط وعلى جميع المستويات
من مواضيعي
0 ان كان ترويجا لمنكر فاحذفوه ...
0 الفتاة أم القناة ؟؟؟
0 يا أباهم (نُوال)، أنا أحتج ...
0 دعوني لن أقاطع ... مقاطعتي بلا يوم رابع
0 أحد الجزائريين يسب رب رسول الله ... فأين النصرة ؟؟؟
0 مبروك للملعب المالي
0 الفتاة أم القناة ؟؟؟
0 يا أباهم (نُوال)، أنا أحتج ...
0 دعوني لن أقاطع ... مقاطعتي بلا يوم رابع
0 أحد الجزائريين يسب رب رسول الله ... فأين النصرة ؟؟؟
0 مبروك للملعب المالي
التعديل الأخير تم بواسطة معتدل ; 11-10-2009 الساعة 04:36 PM











