رواية حقيقية لمصري مضلوم ...
03-12-2009, 12:49 PM
هل هذه المقولة حقيقية فعلاً !؟
أم أننا مازلنا نعيش في موروثات عصور الظلام والبقاء للأقوى؟
أم أننا مازلنا نعيش في موروثات عصور الظلام والبقاء للأقوى؟
والتى تطورت لغرس الهوان لتصبح:
"يا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم"
"يا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم"
هذه قصة واقعية عشت كبطلاً لأحداثها بنفسى!
أنا مواطن مصرى في أواخر الثلاثينات من العمر، أعمل فى إحدى الشركات الصناعية للقطاع الخاص ومقيم بمحافظة 6 أكتوبر من منتصف 2004 وأتمتع بحياة مستقرة وهادئة والحمد الله
لم أدخل أقسام الشرطة إلا لإستخراج صحيفة الحالة الجنائية كأحد مصوغات التعيين ولم أذهب إلى سراى النيابة العامة قط، وإن كنت قد تعاملت فقط مع نيابة المرور مرة أو مرتين لأسباب بسيطة مثل إسترداد رخصة القيادة عندما يتم سحبها بسبب تجاوز السرعة أو الوقوف في الممنوع و تنتهى بسداد الغرامة المقررة قانوناً.
ومنذ عام تقريباً تحولت مدينة 6 أكتوبر إلى محافظة، وبالتالى ظهرت كمائن أمنية على مداخل "المحافظة الجديدة" بصفة مستمرة وإن إعتدناها من قبل بصفة دورية على إمتداد طريق المحور والذى كان طريقى يومياً للذهاب والعودة من العمل
ويوم إحتفلت مصر بعيد العمال وأثناء عودتى من العمل مررت على الكمين كالعادة، ولكن تطورت الأحداث بشكل مؤسف جداً، وإن دلت على أننا فى دولة من دول العالم السابع التي بينها وبين التخلف 15 سنة ضوئية!!
بدأت الأحداث بطلب الأمين رخصتى القيادة والتسيير، وبعدين: على جنب علشان الطريق! ثم الضابط المسئول يقول: ثوانى يا أستاذ! وطبعاً تمرّ عشرات الدقائق!! وتحت إلحاحى لمعرفة سبب الوقفة أجابنى: ممكن أشوف البطاقة!؟ حاولت معرفة السبب ولكن الردّ الزوق والدبلوماسى جداً يجعلك تستجيب للأوامر بإرادتك، ويفوتك بالطبع أنّ هذا ليس من أجل سواد عيونك ولكن حتى لا يقع على الضابط أية مسئولية قانونية، وبعد إستخدام اللاسلكى الخاص به مرتين أو ثلاثة أمر الأمين باصطحابى إلى قسم أكتوبر!!
حاولت إستدراج الأخير لمعرفة السبب .. من باب الشهامة وأخلاق ولاد البلد .. يقول كلام عام!! هنعرف لما نوصل .. الصبر يا أستاذ!! .. وبعد إعطاؤه "المعلوم" أو "عملت الصح معاه" أو "كرمشته"!! .. كلها تعبيرات تفيد أن أمين الشرطة بيقبض فلوس على أى حاجة وكل حاجة ومن أى حد يعنى .. عاوز تعمل محضر؟ تدفع!! .. عايز رقم محضر؟ تدفع!! .. عايز تعرف سبب مجيئك للقسم؟ لازم تدفع!!
والأمين أصبح له نظرة بحكم الخبرة!! بيقدر يحدد الزبون "المتريش" اللى يدفع ورق كبير والزبون اللى الدنيا ناحله وبره ويدوب يقدر يدفع 10 جنيهات
والأمين أصبح له نظرة بحكم الخبرة!! بيقدر يحدد الزبون "المتريش" اللى يدفع ورق كبير والزبون اللى الدنيا ناحله وبره ويدوب يقدر يدفع 10 جنيهات
أخيراً توصلت إلى أن الضابط بحكم نظرته الثاقبة فى تحديد المواطن السوى من الغير سوى .. نظراً لعدم وجود قاعدة لإختيارى دون باقى المارة .. ورغم ترددى على هذه اللجنة يومياً .. واستعلم عن إسمى للسؤال عن أحكام صادرة ضدى من مديرية الأمن من عدمه ..
وكان الرد: يوجد قضية من سنة 1999 !!!!
وكان الرد: يوجد قضية من سنة 1999 !!!!
مأساة بكل المقاييس .. مأساة بكل المعانى!
بالبحث فى دفاتر التنفيذ فوجئت بأن القضية مقيدة (1) سنة 1999 والحكم صادر سنة 2002 غيابى على أحد الأشخاص التى تتشابه معهم إسمى الثلاثى .. ولا يوجد أى بيان آخر غير مسلسل الدفتر!! .. يعنى مفيش أي وسيلة توضح أنه مجرد تشابه في الأسماء وأن الشخص المطلوب تنفيذ الحكم عليه ليس أنا!!
هذا معناه إن واحد عمل محضر لشخص اسمه "محمد إسماعيل فتح الله" -مثلاً- وترك المحضر فى بداية الإجراءات الأمنية والقضائية، وبعد ثلاث سنوات أصبح المحضر حكم غيابى ضد "محمد إسماعيل فتح الله" بدون رقم بطاقة أو عنوان أو حتى عمرة كام سنة (2)
يا ترى فى كام واحد فى مصرنا إسمه:
محمد إسماعيل فتح الله!!؟؟
يا ترى فى كام واحد فى مصرنا إسمه:
محمد إسماعيل فتح الله!!؟؟
وبعد مرور سبعة سنوات أخرى أصبح هناك عشرات المواطنين مُطالبين بالتنفيذ!! وطبعاً لأن الشاكى لم يتابع تطورات المحضر يستحيل حدّ يعرف مين هو خصيمه!!
تخيلوا يا جماعة واحنا فى الألفية الثالثة ووسائل نقل المعلومات وحفظها متوفرة ومتطورة جداً لدى جميع الأوساط الحكومية والخاصة .. ورغم كل ذلك لا نستطيع التفرقة بين المُذنب الحقيقي وغيره من حاملى نفس الإسم الثلاثى!!!!
يا جماعة دى مصيبة!!!!
الواحد يبقى ماشى كده مروح بيته يقوم يلاقى نفسه فى الحجز بسبب قضية هو مش طرف فيها وحكمها غيابى ومن سبعة أعوام كاملة!!
وليه بتوع التنفيذ ما دوروش على الراجل ده خلال السبع سنين دول وليه الشاكى مسألش عن نتيجة المحضر طول السبع سنين دي!!؟؟
وليه بتوع التنفيذ ما دوروش على الراجل ده خلال السبع سنين دول وليه الشاكى مسألش عن نتيجة المحضر طول السبع سنين دي!!؟؟
المصيبة الأكبر أن الناس بتقول ده موقف عادى ممكن يحصل مع أى حد ذو منصب
أولاً أى حد ذو منصب أول ما ح يقول أنا فلان هيقولوا آسفين يا باشا ده خطأ مادى .. واللازم كله ح يتعمل فوراً!
إنما واحد عادى ذى حالاتى يروح فى شربة ميه كده!!؟؟
أولاً أى حد ذو منصب أول ما ح يقول أنا فلان هيقولوا آسفين يا باشا ده خطأ مادى .. واللازم كله ح يتعمل فوراً!
إنما واحد عادى ذى حالاتى يروح فى شربة ميه كده!!؟؟
والمصيبة الأغرب أن القضية مقيدة فى القسم جنحة ضرب (3) .. يعنى مجرد خناقة! ومقيدة فى النيابة جنحة شيك .. المتهم فيها ثلاثة أشخاص إنت واحد فيهم!!
يعنى الموضوع كله عبارة عن سمك لبن تمر هندى!!
وأخيراً فهمت إن مفيش حد له ذنب فى الموضوع .. كل واحد بيؤدى واجبه الوطنى للحفاظ على الأمن العام والصحة العامة والسكينة العامة!!
علشان كده لازم تفضل فى القسم لحد لما تشوف محامى يعملك معارضة فى حكم غيابى من سبعة سنوات!!
علشان كده لازم تفضل فى القسم لحد لما تشوف محامى يعملك معارضة فى حكم غيابى من سبعة سنوات!!
بصراحة أنا مش عارف أقول إيه!؟؟
بس نصيحتى ليكم:
بس نصيحتى ليكم:
- أولاً : كل واحد يعمل صحيفة حالة جنائية ويخليها فى جيبه احتياطى ويجددها كل ما صلاحيتها تنتهى
- ثانياً : كل واحد يروح يسأل عن أى حاجة فيها تشابه أسماء و يحاول يخلصها لحسن يتفاجىء بيها وهو رايح يصيّف مثلاً، ويعدى على كمين إسكندرية أو الساحل، وبعد السين والجيم يلاقي نفسه بيصيّف في أبو زعبل لا قدرّ الله!! والأحباب اللي مسافرين للعمرة أو راجعين من الحج أو المريض اللي رايح المستشفى .. ما حدش ح يرحمه من الضابط اللي عايز يمسك المجرم اللي اسمه الثلاثي زيّ إسمك، والليي ح يتقالك: دا احنا بقالنا سبع سنين دايخين عليك!! والنيابة عايزة تحبسك عشان تحقيق مبدأ الإستقرار العام الثلاثى!!!
وتحيا جمهورية مصر العربية حرة مستقلة!
بقية الموضوع إن شاء الله الإسبوع القادم
لو كان في العمر بقية .. ومدخلتش أرمدان!!
لو كان في العمر بقية .. ومدخلتش أرمدان!!
وشكراً
أخيكم
محمد إسماعيل فتح الله مثلاً!!
أخيكم
محمد إسماعيل فتح الله مثلاً!!
__________________________________
ملاحظات:
ملاحظات:
(1) هناك إسلوبين مختلفين للتقاضى:
- الجنحة المباشرة : يقوم الشاكى برفع دعوى قضائية و يسدد الرسوم المطلوبه لذلك، ويسلم عريضة الدعوى لقلم المحضرين لتحديد ميعاد الجلسة وإعلان الخصم ثم يتابع بعد ذلك: هل تم إعلان الخصم من عدمه .. وهذا إسلوب مكلف بالنسبه للشاكى نظراً لأنه يسدد الرسوم وأتعاب المحامى (لأن الدعوى لاتجوز أن ترفع بدون توقيع محامى إلا فى نطاق محدود جداً طبقاً لقيمة الدعوى) بالإضافة إلى بند إكراميات قلم المحضرين.
- الجنحة غير المباشرة: يقوم فيها الشاكى بتحرير محضر فى القسم بدون أى رسوم، وفى نهاية المحضر يجاوب على سؤال الأمين وما هى طلباتك؟ .. وبإتخاذ الإجراءات القانونيه ضدّ المشكو فى حقه، ويقوم الأمين بتسجيل المحضر برقم قضائى وإرساله للنيابة الجزئية المختصة، وبعد دراسة النيابة للمحضر: - إما تقرر حفظ الأوراق إدارياً أو تنزل جلسة فى المحكمة، وفى ظل وجود (إتخاذ الإجراءات القانونية) يكون القرار بإنزال جلسة، وفى هذه الحالة لا الشاكى ولا المشكو فى حقة يعرفوا نتيجة المحضر(!) والقاضى سيقضى فى الدعوة من خلال المستندات المعروضة أمامه، وهى المحضر المحرر فقط (والذى أملى بياناته كامله الشاكى) وطبعاً صعب جداً يكون الشاكى عارف رقم بطاقة المشكو فى حقه، ولكن بالكتير عارف الإسم ثلاثى فقط، ولو عارف العنوان يبقى كتر خيره!! وطبعاً القاضى لازم يقضى فى الدعوة بأى شكل، المهم يكون له غطاء قانونى، وفى حالة عدم حضور المشكو فى حقه يكون القرار الآمن هو: الإدانة
وبصفة عامة الجزئية دى واضحة فى باقى المأساة التى وعدت بكتابتها في الرسالة القادمة
- الجنحة المباشرة : يقوم الشاكى برفع دعوى قضائية و يسدد الرسوم المطلوبه لذلك، ويسلم عريضة الدعوى لقلم المحضرين لتحديد ميعاد الجلسة وإعلان الخصم ثم يتابع بعد ذلك: هل تم إعلان الخصم من عدمه .. وهذا إسلوب مكلف بالنسبه للشاكى نظراً لأنه يسدد الرسوم وأتعاب المحامى (لأن الدعوى لاتجوز أن ترفع بدون توقيع محامى إلا فى نطاق محدود جداً طبقاً لقيمة الدعوى) بالإضافة إلى بند إكراميات قلم المحضرين.
- الجنحة غير المباشرة: يقوم فيها الشاكى بتحرير محضر فى القسم بدون أى رسوم، وفى نهاية المحضر يجاوب على سؤال الأمين وما هى طلباتك؟ .. وبإتخاذ الإجراءات القانونيه ضدّ المشكو فى حقه، ويقوم الأمين بتسجيل المحضر برقم قضائى وإرساله للنيابة الجزئية المختصة، وبعد دراسة النيابة للمحضر: - إما تقرر حفظ الأوراق إدارياً أو تنزل جلسة فى المحكمة، وفى ظل وجود (إتخاذ الإجراءات القانونية) يكون القرار بإنزال جلسة، وفى هذه الحالة لا الشاكى ولا المشكو فى حقة يعرفوا نتيجة المحضر(!) والقاضى سيقضى فى الدعوة من خلال المستندات المعروضة أمامه، وهى المحضر المحرر فقط (والذى أملى بياناته كامله الشاكى) وطبعاً صعب جداً يكون الشاكى عارف رقم بطاقة المشكو فى حقه، ولكن بالكتير عارف الإسم ثلاثى فقط، ولو عارف العنوان يبقى كتر خيره!! وطبعاً القاضى لازم يقضى فى الدعوة بأى شكل، المهم يكون له غطاء قانونى، وفى حالة عدم حضور المشكو فى حقه يكون القرار الآمن هو: الإدانة
وبصفة عامة الجزئية دى واضحة فى باقى المأساة التى وعدت بكتابتها في الرسالة القادمة
(2) تحريك الدعوى:
الغالبيه العظمى من الدعاوى بيكون لها شقين:
- الأول جنائى وهذا حق الدولة (المجتمع) ممثل فى النيابة
- الثانى هو الحق المدنى: وهذا حق الشاكى .. ممكن يُطالب به وممكن لا .. حسب معلوماته أو نشاط محاميه أو إمكانياته .. لأنه يحتاج سداد رسوم وطبعاً إكراميات .. الخ.
الغالبيه العظمى من الدعاوى بيكون لها شقين:
- الأول جنائى وهذا حق الدولة (المجتمع) ممثل فى النيابة
- الثانى هو الحق المدنى: وهذا حق الشاكى .. ممكن يُطالب به وممكن لا .. حسب معلوماته أو نشاط محاميه أو إمكانياته .. لأنه يحتاج سداد رسوم وطبعاً إكراميات .. الخ.
(3) الضرب جنحة الدولة لها حق توقيع عقوبة على المشكو فى حقه حسب الإصابة التى إدعى بها الشاكى أو أثبتها بتقرير علاجى من مستشفى، والشيك جنحة خيانة أمانة، والدولة لها حق توقيع عقوبة على المشكو فى حقه.
.. وفى النهايه أتمنى نجاحى فى إيضاح الواقع لسيادتكم على قدر معلوماتى الضئيلة.










