تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
العالم الرباني وحاجة الأمة إليه
19-08-2010, 10:20 AM
العالم الرباني وحاجة الأمة إليه

فضيلة الشيخ الدكتور موسى آل نصر حفظه الله
منقولا عن موقعه

في كل يومٍ يُقبل تشتد حاجة الأمَّة إلى العالم الرباني الذي وصفه الله بقوله: {إنَّما يَخشى اللهَ من عباده العلماءُ} ووصفه بقوله: {ولكن كونوا ربَّانيِّين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تَدرُسون}.
ذلك أنَّ العلماء ورثة الأنبياء يهدونهم إلى الحق ويُرشدونهم إليه، فهم منارات الهدى ومصابيح الدجى؛ فلولا العلماء لكانَّ الناس كالأنعام لا يعرفون معروفاً ولا يُنكرونَ منكراً ففضل العلماء على الأمَّة عظيم:{وجعلنا منهم أئمة يهدونَ بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يُوقنون}، والإمامة في الدين إنَّما تُنال بالصبر واليقين، ولكن هل كل من لبس العمامة والجبة عالمٌ؟!! وهل كل من أشير إليه بالبنان عالمٌ؟!!
كلا... فالعالم الذي يَخشى الله ويتقيه ويعمل بطاعته ويَحذر معصيته يطلب العلم لله؛ لا ليُماري به العلماء، أو ليجاري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه النَّاس إليه، أو ليوسع له في المجالس، وتُغدق عليه الجوائز والصِّلات، ويُلقى عليه هالة من التقديس فيُمدح بما ليس فيه، ويُتشبع بما لم يعط فيغدو كلابس ثوبي زور!!
وعالم السوء من أحسن زخرفة الألفاظ، وأجاد سبك العبارات، وبرع في شقشقة الكلام، وهو من الداخل خَواءٌ من كل فضيلة، قد ملأ النفاق قلبه وأفاض على جوارحه، يحسبه الظمآن ماء وما هو إلا سراب بقيعة، يقول ويفعل ما لايُؤمر، ويقفو ما ليس له به علم، ويعرض عما ندب إليه، ويتكلَّف ما لا يعنيه: يشتغل بعيوب الآخرين، وينسى عيوب نفسه، قَصدُه من العلم التنعم بالدنيا والتوصل إلى المنزلة عند أهلها، أولئك لا يجدون عرف الجنّة حتى يعود اللبن في الضرع، وحتى يلجَ الجملُ في سمِّ الخياط إلا أن يشاء الله.
والعالم الرباني عزَّ وجوده في هذا الزمان إلا من رحم الله وقليل ما هم، مصداقاً لقول رسول الله: «إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً من صدور العلماء، وإنَّما يموت العلماء حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»(1).

ومن صفات العلماء الربانيِّين: بُعدهم عن السلاطين محترزين عن مخالطتهم، فيفرون منهم فرارهم من المجذوم لئلا يفتنوا بهم ويتعلقوا بدنياهم، فيصبحوا مطيَّة لهم يرتَحلونهم متى شاءوا فيزينوا لهم الباطل حسب أهوائهم، فبئس ما صنعوا وبئس المنقلب منقلبهم.
قال حذيفة -رضي الله عنه-: إياكم ومواقف الفتن.
قيل: وما هي؟
قال: أبواب السلاطين، يدخل أحدكم على السلطان فيصدقه بالكذب، ويقول ما ليس فيه.
وقال سعيد بن المسيب: إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحذروا منه فإنَّه لصٌّ.
وقال بعض السلف: إنك لا تصيب من دنياهم شيئاً إلا أصابوا من دينك أفضل منه.
ومن صفات العالم الرباني: عدم التسرع إلى الفتوى فلا يُفتي إلا بما يتيقن صحته.
وقد كان السلف يتدافعون الفتوى حتى ترجع إلى الأوَّل.
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت في هذا المسجد مئة وعشرين من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- ما أحدٌ يُسألُ عن حديث أو فتوى إلا ودّ أن أخاه كفاه ذلك، ثمَّ قد آل الأمر إلى إقدام أقوام يذَّعون العلم اليوم، يُقدِمون على الجواب في مسائل لو عرضت على ابن الخطاب -رضي الله عنه- لجمع أهل بدر واستشارهم.
فكيف بأدعياء العلم في العصر الحديث!!

ومن صفاته: اعتقاد عقيدة السلف الصالح ومنهجهم، وتعظيم السُّنَّة ومحاربة البدعة وأهلها والتشريد بهم وبغضهم ومعاداتهم، فهو يوالي أهل السُّنَّة، ويعادي أهل الأهواء والبدعة، ويُجاهد في سبيل الله باللِّسان والسِّنان ولا يَخاف في الله لومة لائم.

والعالم الرباني: يُعظِّم السلف الصالح ويُوقِّرهم ويُجلِّهم ويُثني عليهم بما هم أهله.

والعالم الرباني: ينصاع للحق ويشكر من أسدى إليه نُصحاً ولو كان أصغر منه سنَّاً أو أقل منه فقهاً، ولا يضيق صدره به.

والعالم الرباني: يَخاف سوء الخاتمة فلا يجترئ على الباطل، أو يتطاول على المسلمين، أو يسخر منهم، أو يغمزهم ويلمزهم، أو يُكيل لهم التُهم والفرى جزافاً.

والعالم الرباني: لا يتعامل مع مخالفيه من المسلمين كما يتعامل مكن الأفاعي والعقارب، فيرخي العنان للسانه شتماً وقذفاً وسخرية وتفنُّناً في عبارات السب واللَّعن، بل يُنظف لسانه ويُطهِّر جنانه، ويسأل ربه المغفرة ويَخاف سوء الخاتمة.

فما أحوجنا إلى علماء ربَّانيِّين صادقين، ليأخذوا بيد هذه الأمَّة إلى سبيل السلام، فإنَّ الأمَّة أحوج ما تكون إلى الأسوة والقدوة المُتمثِّلة بأخلاق عُلماء الجيل الأول الذين تمثلوا أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلّم- الذي كان خلقه القرآن(2)، فتزكو الأمَّة بهم ويكون لها التمكين في الأرض، وما ذلك على الله بعزيز.



______________________
(1) متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-.
(2) كما رواه مسلم عن عائشة.
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية وهاب غبريني
وهاب غبريني
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 02-04-2009
  • الدولة : الجزائر/ بومرداس
  • العمر : 50
  • المشاركات : 603
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • وهاب غبريني is on a distinguished road
الصورة الرمزية وهاب غبريني
وهاب غبريني
عضو متميز
رد: العالم الرباني وحاجة الأمة إليه
20-08-2010, 04:23 AM
جزالك الله خيرا على هذا المقال القيم
و أود أن أعقب على مقالكم بمقال للداعية علي الجفري
يقول في احدى حصصه
و هو يعني يالصوفيين العلماء الربانيين
أنّهم ما ظهروا في مكان ألا أفسدوا خطط المستعمرين.
و هو يعني بذالك نخبة معروفة من أمثال العز بن عبد السلام و أبي حامد الغزالي و الحسن البصري
و لم لا عبد الحميد بن باديس و الأمير عبد القادر....
العلماء الربانيون هم مجددون و ثقة فهم ممن ينطبق عليه قول الله سبحانه
و لا يخافون في الله لومة لائم
فمن وجدهم فليلتزمهم
و ليس كل من حفظ علما فهو عالم
يقول احمد ابن حنبل على ما اذكر
اعلموا ما شئتم فلن تؤجروا حتى تعملوا...
و علامة الربانيين هي الزهد و نور يظهر على وجوههم.
و الكلام يطول اترك المجال لغيري ....
و لكن ما آسف له أمثال هؤلاء يوصفون بالتطرف و التشدد
يا سبحان الله أكل من تمسك بالدين الحق و سنة المصطفى يعد متطرفا متعصبا
فهل يريدون من المؤمن ان يتخذ دينه لهوا و لعبا ؟
السؤال يبقى مطروحا....
بوركت

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية khalfoni1
khalfoni1
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 12-10-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 691
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • khalfoni1 is on a distinguished road
الصورة الرمزية khalfoni1
khalfoni1
عضو متميز
رد: العالم الرباني وحاجة الأمة إليه
03-09-2010, 11:40 PM
اختلط الحابل بالنابل ورأيي لايمكن لداعية ان ينجح في دعوته الا من خلال جماعة تختار هدفها وتفهمه بدقة الى درجة التشبع ثم تجد لتلك الهدف وسائل لان الامر فيه صعوبة فكما يوجد الدعاة يوجد دعاة للانحلال والكفر والاخطر من ذلك يوجد مضاد الدعاة وهم أناس نظمو انفسهم للتشهير والدس والتدليس بقصد تسفيه الدعاة والانتقاص منهم واظهارهم اعداء للدين وبكل تأكيد مضاد الداعية أشد مكرا لانه منافق يعمل وفق مخطط خبيث وكثير من هؤلاء جهلة لا يعرفون انهم مستغلون وانهم اداة في ايدى غيرهم
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: العالم الرباني وحاجة الأمة إليه
03-03-2011, 08:41 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khalfoni1 مشاهدة المشاركة
اختلط الحابل بالنابل ورأيي لايمكن لداعية ان ينجح في دعوته الا من خلال جماعة تختار هدفها وتفهمه بدقة الى درجة التشبع ثم تجد لتلك الهدف وسائل لان الامر فيه صعوبة فكما يوجد الدعاة يوجد دعاة للانحلال والكفر والاخطر من ذلك يوجد مضاد الدعاة وهم أناس نظمو انفسهم للتشهير والدس والتدليس بقصد تسفيه الدعاة والانتقاص منهم واظهارهم اعداء للدين وبكل تأكيد مضاد الداعية أشد مكرا لانه منافق يعمل وفق مخطط خبيث وكثير من هؤلاء جهلة لا يعرفون انهم مستغلون وانهم اداة في ايدى غيرهم
العمل الجماعي المشروع شيء والتنظيم الحزبي المختلف في شرعيته شيء آخر ... أما عن تقييد نجاح الداعية بوجوده ضمن إطار تنظيمي .. فلا دليل عليه والواقع يرده فغالب الدعوتت الناجخة كانت فردية .. حتى تلك التي تثير مثل هذه الآراء وتدعم هذه التوجهات ... فقد بدأت فردية وبعدها تكتلت .. ثم ثارت تنظر للتكتل وتبني منهج المصادمة بوجهيه العسكري والسياسي فلم تحصد الأمة من ورائها غير الويلات وها هي ذي بقايا الجماعة .. تقطف الأجيال الإسلامية جيلا بعد آخر وتزج بهم في معارك خاسرة مسبقا فصدق فيهم قول ابن حزم رحمه الله ( نوّار الفتنة لا يثمر ) وقد قال المسيح عيسى عليه السلام فيما نسب إليه ( من ثمارهم تعرفونهم ) أما عن الأمراض التي تصيب الدعوة (الشركيات والبدع) أو تلك التي تصيب الداعي (سوء الفهم وحب الرياسة) فهذه لها موقف آخر ولكل مقام ... مقال .. سلام
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
Abd El Kader
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-04-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,763
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • Abd El Kader will become famous soon enough
Abd El Kader
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية almohalhil
almohalhil
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 06-08-2007
  • المشاركات : 4,127
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • almohalhil will become famous soon enoughalmohalhil will become famous soon enough
الصورة الرمزية almohalhil
almohalhil
شروقي
رد: العالم الرباني وحاجة الأمة إليه
30-03-2013, 06:19 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة algeroi مشاهدة المشاركة
العالم الرباني وحاجة الأمة إليه

فضيلة الشيخ الدكتور موسى آل نصر حفظه الله
منقولا عن موقعه

في كل يومٍ يُقبل تشتد حاجة الأمَّة إلى العالم الرباني الذي وصفه الله بقوله: {إنَّما يَخشى اللهَ من عباده العلماءُ} ووصفه بقوله: {ولكن كونوا ربَّانيِّين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تَدرُسون}.
ذلك أنَّ العلماء ورثة الأنبياء يهدونهم إلى الحق ويُرشدونهم إليه، فهم منارات الهدى ومصابيح الدجى؛ فلولا العلماء لكانَّ الناس كالأنعام لا يعرفون معروفاً ولا يُنكرونَ منكراً ففضل العلماء على الأمَّة عظيم:{وجعلنا منهم أئمة يهدونَ بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يُوقنون}، والإمامة في الدين إنَّما تُنال بالصبر واليقين، ولكن هل كل من لبس العمامة والجبة عالمٌ؟!! وهل كل من أشير إليه بالبنان عالمٌ؟!!
كلا... فالعالم الذي يَخشى الله ويتقيه ويعمل بطاعته ويَحذر معصيته يطلب العلم لله؛ لا ليُماري به العلماء، أو ليجاري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه النَّاس إليه، أو ليوسع له في المجالس، وتُغدق عليه الجوائز والصِّلات، ويُلقى عليه هالة من التقديس فيُمدح بما ليس فيه، ويُتشبع بما لم يعط فيغدو كلابس ثوبي زور!!
وعالم السوء من أحسن زخرفة الألفاظ، وأجاد سبك العبارات، وبرع في شقشقة الكلام، وهو من الداخل خَواءٌ من كل فضيلة، قد ملأ النفاق قلبه وأفاض على جوارحه، يحسبه الظمآن ماء وما هو إلا سراب بقيعة، يقول ويفعل ما لايُؤمر، ويقفو ما ليس له به علم، ويعرض عما ندب إليه، ويتكلَّف ما لا يعنيه: يشتغل بعيوب الآخرين، وينسى عيوب نفسه، قَصدُه من العلم التنعم بالدنيا والتوصل إلى المنزلة عند أهلها، أولئك لا يجدون عرف الجنّة حتى يعود اللبن في الضرع، وحتى يلجَ الجملُ في سمِّ الخياط إلا أن يشاء الله.
والعالم الرباني عزَّ وجوده في هذا الزمان إلا من رحم الله وقليل ما هم، مصداقاً لقول رسول الله: «إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً من صدور العلماء، وإنَّما يموت العلماء حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»(1).

ومن صفات العلماء الربانيِّين: بُعدهم عن السلاطين محترزين عن مخالطتهم، فيفرون منهم فرارهم من المجذوم لئلا يفتنوا بهم ويتعلقوا بدنياهم، فيصبحوا مطيَّة لهم يرتَحلونهم متى شاءوا فيزينوا لهم الباطل حسب أهوائهم، فبئس ما صنعوا وبئس المنقلب منقلبهم.
قال حذيفة -رضي الله عنه-: إياكم ومواقف الفتن.
قيل: وما هي؟
قال: أبواب السلاطين، يدخل أحدكم على السلطان فيصدقه بالكذب، ويقول ما ليس فيه.
وقال سعيد بن المسيب: إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحذروا منه فإنَّه لصٌّ.
وقال بعض السلف: إنك لا تصيب من دنياهم شيئاً إلا أصابوا من دينك أفضل منه.
ومن صفات العالم الرباني: عدم التسرع إلى الفتوى فلا يُفتي إلا بما يتيقن صحته.
وقد كان السلف يتدافعون الفتوى حتى ترجع إلى الأوَّل.
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت في هذا المسجد مئة وعشرين من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- ما أحدٌ يُسألُ عن حديث أو فتوى إلا ودّ أن أخاه كفاه ذلك، ثمَّ قد آل الأمر إلى إقدام أقوام يذَّعون العلم اليوم، يُقدِمون على الجواب في مسائل لو عرضت على ابن الخطاب -رضي الله عنه- لجمع أهل بدر واستشارهم.
فكيف بأدعياء العلم في العصر الحديث!!

ومن صفاته: اعتقاد عقيدة السلف الصالح ومنهجهم، وتعظيم السُّنَّة ومحاربة البدعة وأهلها والتشريد بهم وبغضهم ومعاداتهم، فهو يوالي أهل السُّنَّة، ويعادي أهل الأهواء والبدعة، ويُجاهد في سبيل الله باللِّسان والسِّنان ولا يَخاف في الله لومة لائم.

والعالم الرباني: يُعظِّم السلف الصالح ويُوقِّرهم ويُجلِّهم ويُثني عليهم بما هم أهله.

والعالم الرباني: ينصاع للحق ويشكر من أسدى إليه نُصحاً ولو كان أصغر منه سنَّاً أو أقل منه فقهاً، ولا يضيق صدره به.

والعالم الرباني: يَخاف سوء الخاتمة فلا يجترئ على الباطل، أو يتطاول على المسلمين، أو يسخر منهم، أو يغمزهم ويلمزهم، أو يُكيل لهم التُهم والفرى جزافاً.

والعالم الرباني: لا يتعامل مع مخالفيه من المسلمين كما يتعامل مكن الأفاعي والعقارب، فيرخي العنان للسانه شتماً وقذفاً وسخرية وتفنُّناً في عبارات السب واللَّعن، بل يُنظف لسانه ويُطهِّر جنانه، ويسأل ربه المغفرة ويَخاف سوء الخاتمة.

فما أحوجنا إلى علماء ربَّانيِّين صادقين، ليأخذوا بيد هذه الأمَّة إلى سبيل السلام، فإنَّ الأمَّة أحوج ما تكون إلى الأسوة والقدوة المُتمثِّلة بأخلاق عُلماء الجيل الأول الذين تمثلوا أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلّم- الذي كان خلقه القرآن(2)، فتزكو الأمَّة بهم ويكون لها التمكين في الأرض، وما ذلك على الله بعزيز.



______________________
(1) متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-.
(2) كما رواه مسلم عن عائشة.

بارك الله في الكاتب والناقل .
كلام جميل .
  • ملف العضو
  • معلومات
Abd El Kader
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-04-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,763
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • Abd El Kader will become famous soon enough
Abd El Kader
شروقي
رد: العالم الرباني وحاجة الأمة إليه
31-03-2013, 11:42 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة almohalhil مشاهدة المشاركة
بارك الله في الكاتب والناقل .
كلام جميل .

بما أن الناقل في حكم المعدوم أقول نيابة عنه :
وفيكم بارك الله
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:02 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى